اعدت كارولين المستوقد ,لو ان مارك كان يعني ماقال فانه لن ينتظر القهوة .
استكشفت الدور الارضي للمنزل.
لم يكن هناك تليفون او خطوط كما قال مارك ,غرف المعيشة متشابهة وهناك مدفاة واحدة في الغرفة التي دخل منها مارك .
تساءلت عن اصحاب المنزل ,,ربما يكونون محجوزين في الجليد ايضا في مكان ما ,,,بجانب المدفاة ادوات الاشعال وهناك مكان للمشروبات الكحولية يحتوي على كمية كبيرة منها .
وكتب على الارفف ,ورايكتان واسعتان مريحتان ,,وجدت بعض الشموع واشعلت اربعة في غرفة المعيشة ,واربعة في المطبخ.
فجاة سمعت طرقا على الباب جعلها تهرول وتفتح ,مارك غارق في الصقيع ويرتجف من البرد .
_سنفعل افضل مايمكننا .......لنبدا باشعال النار ربما يمكننا مواجهة الامر ,,ياكارولين ,فقد نحجز هنا حتى الصباح.
ابتلعت ريقها وقلبها نقص دقاته وقالت:
_طوال الليل ......؟ لابد ان يتوقف الصقيع لبعض الوقت !
_وماذا لو لم يتوقف ؟ قد يستمر لعدة ايام ياكارولين .
فجاة التقت عيونهما وساد صمت ,قلبها نقص دقة و
قالت في عدم استقرار وهي تتلفت:
_ساعد النيران ,اذهبي للمطبخ وابحثي عن بعض ,,الطعام في المطبخ وجدت كمية مدهشة من الطعام.
عادت لمارك بالقهوة واقترحت عليه بعض الانواع الموجودة فضل منها (الاسياجيتي )وتساءل عن ,,اصحاب المنزل وهو يقول انه يجب ان يعوضهم عن النافذة المكسورة واي شيء سوف يستهلكانه.
نظر اليها نظرة قاسية مغرورة وقال :
_انني هنا ايضا ,وانا استخدم .........
_وانا لدي عشرة اضعاف مالديك من اموال ,ان لم يكن عشرة ملايين ضعف ,,والان فقط انسي الامر سادفع لهم مقابل كل شيء .
_لاحظت الغبار على هذا البندول ,لم يوجد هنا احد منذ اسبوع على الاقل لعله كوخ لقضاء الاجازات.
_لم افكر في هذا ,اذن لن يصل احد منهم لينقذنا ,هايل !
_ربما جاك راشي ,لعله يتصل الان بالفندق .
_لاتضحكيني ! اعتقد انه بالكاد هز كتفيه عندما تاخرنا .
_لن ياتي ويخرجنا من هنا ياكارولين اننا محجوزين مع بعضنا ,تقبلي الامر !
اسرعت بالذهاب لتعد الطعام بعد نصف ساعة صاحت (الغداء )!
فجاء مارك للمطبخ وقد اصبح جذابا في السويتر والبنطلون الاسود وشعره الذي جف من حرارة النار.
تناولا الطعام وبعض النبيذ الاحمر .
قال مارك وهو يبعد طبقه بيد ويتجرع الكاس باليد الاخرى وقد تراجع في مقعده شبعا:
_اشعر انني انسان مرة اخرى شيء مذهل مايمكن لقليل من الطعام والدفء ان يفعلاه .
اطرقت كارولين بالايجاب وهي تبتسم :
_نعم بالطبع ماذا عن الاحتياجات الاخرى ؟ طعام ماوى ,,راحة وامان انهم اربعة اليس كذلك؟
_وكلهم لدينا في هذا الكوخ.
_ليس كلهم بالضبط,الراحة هي مجرد كلمة بديلة للانجذاب الجسدي ,وهناك بعض منه هنا !
قزت نبضات قلبها وسارعت قائلة :
_منتهى التواضع ! انت لاتستطعين حقا ان تنتظري حتى الزواج؟
فقدت النطق وحملقت فيه ,ثم جمعت الاطباق وذهبت الى الحوض.
_لو ان ستيفان يمكنه ان يراك !"ست البيت"الصغيرة في المريلة !
_انت لاتفكر جديا في انني ارغب في غسل الاطباق ,اليس كذلك؟
_لا , ولكنك ترغبين في الزواج .
_وماالخطا في هذا ؟كل امراة ترغب في الزواج.
فجاة امتلا الهواء بينهما بالعنف,,وببطء استدارت ونظرت اليه ورات العنف في عينيه ,وقد تمزق قناعه فجاة ,هذا هو السر ,فكرت ....
_لااعرف لماذا قلت ذلك ,انسي انني ذكرته ....... من الافضل ان اذهب لافحص المدفاة.
خرج وهي تنظر اليه والاسئلة انطلقت داخلها مع انها شغلت نفسها بتنظيف المطبخ ,,عقلها يدور حول مارك,عقدته ,,شخصيته الحادة كالسكين ورفضه المتعمد للانسانية داخله.
لاحظت الظلام الهابط في الخارج فجاة ,الصقيع لايزال ينهمر بعنف ,كان عليها ان تدخل وتواجهه .
كان راقدا على الاريكة يقرا كتابا .توتر عندما دخلت وكذلك هي قبض التوتر معدتها من حديد.
عيناه كانت عدوانية وهو يقول:
-ساعتي توقفت ,كم الساعة الان ؟
_حقا ؟ لابد ان الوقت سرقني في المطبخ.
-انا احب ان اشغل نفسي, الان اشعر بالملل ,غسيل الاطباق كان شيئا للعمل .
_يمكنك ان تفعلي اي شيء ,ولكنني لن اعرض عليك الزواج,,وان كان يجب ان تقنعيني بنك فعلت كل مابوسعك.
ضحكت كارولين بغضب وهي تشعر بالكراهية نحوه:
_هل تعتقد حقا انني اتطلع للزواج منك ؟
_لست اول واحدة تستخدم هذه الحيلة معي ياكارولين ,,عزيزتي نحو هذا النوع من الخطر استيقظت و..........
_هل هذا شعورك نحو الالفة يامارك انها خطيرة ؟
_الرجال لايرغبون في الزواج وانا رجل .
_ماالغباء في هذا ؟انا فقط اجري حوارا مهذبا ,اذا كنت تفضل الحوار فانا ......
_حسنا .....الحوار المهذب عن الزواج !انه يفيد النساء ,لاالرجال .
_اعتقد انك ستلقين على ببعض الاحصائيات المملة الان ,,من فضلك لا تزعجني .... انا ادرك تماما قدرتك على لوى الحقائق من اجل مصلحتك.
_وماذا عنك ؟ اي حقائق تلويها هنا ؟
_وانا اعتقد انك تفعل ذلك.
قال بابتسامة خطيرة بطيئة :
_حقا ؟لماذا تعتقدين ذلك.؟
_لان لديك سببا شخصيا وجيها وراء عدم رغبتك في الزواج ,وهو قد لون حياتك كلها .
قالت ذلك وشعرت ان الهواء بينهما .....
بعد ثانية استقام فوق الاريكة ,,واتجه بجسده القوي المشدود نحوها وعيناه مهلكة ,ولم تكن تستطيع التراجع.
_ايتها الهرة الصغيرة ! لقد قلت لك في المطبخ شيئا ,,كان المفروض ان احتفظ به لنفسي !ولكنه كان يدور في راسك ,اليس كذلك؟
_لااصدق انني قلت لك ,لااصدق انني قلت لن اناقش هذا مع اي شخص ابدا على الاقل مع امراة !
دق قلب كارولين بسرعة شديدة ,كان يدور حولها والعنف في عينيه الرماديتين كان مثيرا بالنسبة لها .
_اراهن على وجود عشرون الف سؤال في هذا الراس الصغير الجميل ,لماذا لا تنطقي تساليهم؟
_هل ستجيب عليهم حقا ,يامارك ؟
_ولم لا ؟ لقد تمادينا ونحن محجوزان معا ,وحدنا ,,في هذا الكوخ اللعين ,وليس لدينا شيء افضل من الكلام .
_اللعنة ! انا اكره ان اشارك الناس اسراري ,ولكني اطلقت القط من الحقيبة بالفعل.
_لست مضطرا لافشاء اية اسرار كبيرة يامارك,فانا ايضا لااحب ان اشارك الناس اسراري .
_ياللبراعة ! ان تضعيني على راحتى وتتركني اتصور ان الامر يعتمد على كلية ,,ولكنني اعلم ان الفضول ياكلك .
_انت محق ,لكنني لن الح اذا طلبت مني ذلك.
_بل اسالي اسئلتك اللعينة ودعينا ننتهي .
ترددت قليلا قبل ان تقول :
_امي ؟اوه ,كانت جميلة جدا ,وقوية جدا ايضا كعادة النساء الجميلات ,,تزوجت ابي لانها حبلت منه,,بعد ستة شهور ولدت ,مفاجاة صغيرة ,البعض قد يقول غلطة .
_لاتاسفي ,انه قدري القدر يوزع الاوراق وانت تحاولين عمل افضل ما يمكن منهم,,على اية حال امي لم تكن تميل الى الامومة ,او الزواج ,,فقد هربت مع اعز اصدقاء ابي عندما كان عمري عاما واحدا .
_اليك الافضل ! قررت انها تريد استعادتي ولذلك شهدت المحكمة عراكا كبيرا ,,ثم هربت مرة اخرى مع رجل جديد,وبدات معارك قضائية اخرى ,وتمزيقت انا بين ابوي اللذين يتصارعون فوقي مثل كلب وقط ,,كان عمري اثني عشر عاما عندما توقف الامر بفوز ابي بحضانتي .
اخذ نفسا عميقا وتابع قائلا:
_استمرت امي في استبدال العشاق حول العالم كله حتى ماتت في العام الماضي ......... الجنازة كانت في ايرلندا ,ذهبت ووقفت في ضوء الشمس وحاولت ان اتذكر اخر مرة تحدثت اليها فيها ,,ولم استطع التذكر ,هل حصلت على ماتريدين ؟
سكتت لوقت طويل ........ثم قالت :
_لاعجب من انك تكره سيرة الزواج.
_انا لااكره سيرته ولكني فقط لااؤمن به.
_لاتنتهي كل الزيجات بهذه الطريقة .
_ادرك هذا ! ولكن الحقيقة ان اغلبها ينتهي ,عاجلا او اجلا ,,والطلاق هو الطلاق باية طريقة تنظرين اليه بها ,الجميع ينتهون دائما الى فوضى دموية ,,واذا تورط الاطفال في ذلك فانها تتحول الى قصة رعب .
_هذا كل مالديك لتقوله عن الموضوع؟
وتقوس حاجباه غرورا ورشت عينا كارولين :
_حسنا ,سلوكك تجاه النساء بدا يصبح مفهوما بالتاكيد.
_كل علاقاتك العاطفية ,فينتيا بليك وسابقوها ........
_فينتيا راشدة ويمكنها رعاية نفسها .
استر الحوار بينهما وقد اصبحت هي الطرف الاقوى الذي يبادئ بالهجوم والسخرية ومارك يدافع.
اثارت غيظه واثار حنقها وتحولت الاثارة الى شيء اخر.
قال انه لن يلمسها حتى ولو ركعت على ركبتيها ورجته ان يفعل ذلك.
فاطلقت نحوه قبلة في الهواء اثارت جنونه ,,احاط بها وقبلها وتبادلا القبلات الحارة طويلا لكنها رفضت ان تمنحه نفسها .
_لماذا ؟اليس هذا مايريده كلانا ؟
_انجذاب جسدي فقط ,يامارك ؟هل هذا كل شيء لقد ,,شعرت به مرة من قبل ,ولكنني استطيع تجاوزه بسهولة.
_حسنا ,انه اكثر من ذلك وكلانايعلم .
_اذن اعطه اسما ,او نودع الامر .
_اسم .....ماالذي تتكلمين عنه بحق الجحيم انني اريدك ! االامر بسيط.
استمر الجدل واستمرت القبلات ,لكنها تمالكت نفسها في النهاية واجبرت نفسها على التراجع .
شعر مارك بانسحابها فزاد جنونه بها ,لكنها كانت قد تمالكت نفسها تماما واخذت تحدق في السقف .
-لاتفعلي ذلك ياكارولين !ليس مرة اخرى !
_ياالهي ! انت اثرت هذا ! لقد اردت ان ابعد يدي عنك ! ,,لن اسقط في فخ عرض الزواج عليك بالخروج عن عقلي بهذه الرغبة,لماذا اذن اثرت هذه القبلة ؟
غطى الخجل وجهها وهمست بنعومة:
_لم استطع منعها .......لكنني لن استسلم لغريزتي ولكنك تستثيرني يامارك !لفعل اشياء ..مارك هذا موقف مستحيل بالنسبة لكلينا ,,انا اريدك بشدة ولكنني لن اسمح لنفسي ان اصبح عشيقتك!
حاول مرة اخرى بعنف ,رفضته ودفعته عنها بقوة والدموع تطفر من عينيها .
اصبح همجيا وهو ينهض وقال وقد صار وجهه احمر كالدم:
_حسنا , انا مخطوبة بالفعل وساتزوج.
قالت وهي تشعر بالكراهية تجاهه,,ثم رفعلت خاتم الخطوبة الماسي في وجهه فقفز العنف الى عينيه وصاح :
_لاتريني هذا الخاتم اللعين مرة اخرى ابدا !
ولاتثيري ابدا مواجهة اخرى مثل هذه ,ياكارولين والا اقسم بالله ان انالك رغما عنك !
نظرت بعيدا ,وشفتها ترتعش بينما دموعها الساخنة ,,تلسع ماوراء عينيها ووجدت نفسها غير قادرة على الرد,وكان مارك قد غادر الحجرة وصفع الباب خلفه.
نهاية الفصل السادس