الفصل الثامن
..................
اخذها رامون الى باب الفيلا وانزلها من السيارة بلياقته المعهودة تاركا المحرك على حالته .
_لدي بعض العمل "قال "ساذهب لاريح خوان لفترة ".
قالت ايف بحذر "اذا اظن اننا سنراك على العشاء ؟".
هز براسه نافيا "لدي اتباطات الليلة في مكان اخر ".
ابتسم واضعا يده على قبعتها "الاحتفال غدا الى اللقاء يافتاتي "
بهذا الكلام ذهب مباشرة الى السيارة بينما توجهت ايف الى المنزل متسائلة عن موعد عشائه ,هل هو مع رجل ام امرة راجية ان يكون موعد عمل .
استيقظت ايف في الصباح اليوم التالي نشيطة لان اول فكرة روادتها هو احتفال اليوم فنهضت من سريرها بسرعة استحمت وارتدت ثوبا مناسبا وعقدت شعرها برباط ملون .
كان خوان في البركة السباحة عندما خرجت الى التراس لوحت له بيدها فرد التحية وانضم اليها وهو ينشف شعره المبلل.
_تبدين مرحة وسعيدة هل انت متشوقة لتبداي نهارك ؟".
_اني متشوقة لرؤية الاحتفال ,لاني لم اشاهد احتفال اسباني من قبل ".
الوقت الافضل لذلك عند بداية السنة "قال خوان لها "ففي كانون الثاني هناك مصارعة الثيران في بويرتو يشترك فيه كل الشبان ويوجد ايضا احتفال اغاني وتتويج الملكة ربما في السنة القادمة ستتمكنيين من رؤيتهم ".
_ربما "قالت ايف بخفة
_هل تاقلمت مع فكرة ان يكون لديك صهر اسباني "؟سال خوان على غير توقع.
نظرت اليه بحيرة "وهل اعطيت انطباعا بانني معترضة ؟"
ابتسم "لقد اعطيت انطباعا بانني معترضة ؟"
ابتسم "لقد اعطيت انطباعا في بعض الاحيان بانك تجدين عائلتنا معقدة ,وقد رايت الشكوك في عينيك ,طرقنا مختلفة عنكم وقد تساءلت اذا كانت لين ستتكيف وستكون سعيدة بعيدا عن وطنها ؟"
_في احدى المرات ,لكن ليس بعد الان ,لقد قالت لي جدتك البارحة ان الوطن هو حيث يكون القلب ,واعتقد ان لين وضعته في مكان امن "ابتعدت عنه ونظرت الى الوادي المغطى بضباب الحر "قليل من الناس يمكن ان يفشلوا في التكيف مع هكذا بيئة ".
_اذا ابقي معنا "قال خوان "اجعلي وطنك معنا ,لا حاجة بك في العودة الا اذا اردت ذلك ".
حبست ايف انفاسها البقاء هنا مع لين ان تصبح جزءا من هذه الاسرة المفعمة بالحيوية والاشراق وترى رامون كل يوم ,شعرت بسعادة مطلقة لكنها عادت وابتسمت بندم وهي تهز راسها "انها فكرة جميلة ومحببة لكن ......"
_لكنها مندفعة جدا بالنسبة لانستنا الانكليزية الحذرة "قال رامون بنبرة هيجائية "لاتستطيع ايف ابدا ترك اشياء عزيزة على قلبها لتبقى معنا ياخوان فهناك عمل واستقلاليتها !".
_اذا كان ذلك اساسيا لك ,يوجد على الجزيرة وظائف كثيرة "قال اخيه بلطف "بامكانك ان تكوني مترجمة للانكليزية في مكان عملنا"اضاف بغمزة من عينيه.
_بامكاننا انا وانت التحدث بالانكليزية "قال رامون بجفاف .
_وماذا عن الرجل الذي ستتزوجه؟ هل ستجعلها تنسى رجلا كهذا ؟"كان يكلم اخيه لكن عينيه محدقة بايف "هذا ماتريده ,اذا هذا ماستحصل عليه اجل ؟".
_اجل "قالت ورفعت راسها وابتسمت لخوان "كما كنت اقول انها فكرة لطيفة لكن بالكاد عملية على كل حال شكرا لك ".
_الخيار لك "قال اراك عند الافطار".
تركها وحيدة على التراس مع رامون فجرت كرسي وجلست شعرت به يتحرك خلفها فاغمضت عينيها من وهج الشمس .
_سيكون الجو حارا جدا في بويرتو "قالت
_سيكون الهواء ساخنا اينما حللنا سويا "رد على قولها "انها ردة فعلنا تجاه بعضنا "ثم اضاف بنبرة مختلفة "هل ضياقتك ؟".
_لماذا عليك ان تضايقني ؟"سالت دون ان تفتح عينيها ثم صرخت عندما دارت الكرسي بها "لماذا فعلت ذلك ؟"سالته بغضب
_اسئلة اسئلة ,دائما اسئلة "قال متهكما "لقد فعلت ذلك لانني لم اعتاد الكلام مع مؤخرة راس حتى لو كان
جميلا ".
_واعتقد انه لم يخطر في بالك ان تستديرانت ".
_لا "ايدها تفحصها بعينيه القاتمتين "اخبريني ,لو اني لم اقاطع حديثك مع خوان هل كنت اخذت فكرته بعين
الاعتبار ؟".
ابتعلت ايف انفاسها وقالت ببطء "ربما لااحد يعلم ".
_انا اعلم لقد قلت لا لانك خائفة بقاء هنا وتقبل ما بيننا خائفة من عواطفك التي اثرتها فيك "اقترب واتكا على ذراعي كرسيها "افترضي يافتاتي اني قلت لك ,بطريقة او اخرى احصل على مااريد دائما ,ماذا ستقولين ؟".
جلست بلا حركة ,مدركة لقربه منها للخطر العميق في عينيه.
_ساقول ان هذه المرة سيخيب املك ".
_يوما ما ستتعلمين مامعنى مفاجاة !".
_اتركني وشاني يارامون".
وضع سيجارة في فمه ونظر اليها للحظة "اتعنين ذلك حقا ؟" سالها بنبرة غريبة "لاتريديني ان اقترب منك بعد الان ؟".
_اجل اعني ذلك..."
_حسنا كما تريدين "رمى السيجارة من يده "هيا تعالي يجب ان نقويك ببعض الطعام".
كانت البلدة مكتظة عندما وصلوا اليها الطرقات الضيقة حية بالالوان والفرح والاطفال في كل مكان يحملون البالونات الملونة باشكالها الغريبة .
اخذ رامون لهم غرفة مطلة على الساحة ليروا منها الموكب جيدا عندما بدا الموكب بالمرور لحقت به حشود الناس ,فتعلقت لين بذراع خوان بفرح "سنذهب ايضا اليس كذلك ؟هل يوجد اشياء اخرى؟"
_بالطبع "ضحك خوان وساروا نحو الباب .
فقال رامون لايف "اتريدين ان تداس رجليك وتلوي يداك؟".
_تجعل الامر يبدو وكانه تعذيب اكثر منه مرحا "ردت ايف بحسم "الى اين الجميع ذاهبون؟".
_الى البلازا ,من اجل المعركة ,غير مسموح للضعفاء او الخوافين ".
نظرت ايف اليه "الاتريد انت الذهاب ؟".
ابتسم بسخرية "اريد كل ماتريدينه انت.فالامر في يديك".
_اذا سنذهب "قالت بحزم وانحت عن شرفة الغرفة لترى خوان ولين "لين انتظرونا ".
_نراكم في البلازا "رد خوان بمرح.
_اذا "قال رامون "نذهب لوحدنا ,لسوء حظك ,يبدو انك ملصقة بي ,حاولي ان تفكري بي كاخ ".
_كفى "قالت بانفعال "اذا لم تستطع مضايقتي بطريقة ما فتحاول بطريقة اخرى "قالت وكانها تصفعه.
_ويبدو انني انجح في كل الطرق هذا الصباح نفذت لك كلامك بالابتعاد عنك ,ولم يناسبك الامر, هل تريدين تغيير رايك ".
_لا "ابتعدت عنه بسرعة الى الباب"اريد الذهاب الى البلازا لنجد الاخرين اذا لاتريد الذهاب ابقى هنا ".
_واتركك تحت رحمة الحشود في الخارج ؟"مسك يدها وسحبها وراءه بسرعة حتى كادت تقع على السلام الضيقة وبقي يجرها هكذا وراءه بين الحشود حتى انقطعت
انفاسها .
_انت تفعل هذا عمدا "اتهمته وهي تحاول الاستراحة للحظة .
_اذا كانت كل هذه الحشود ذاهبة الى البلازا فلم العجلة ؟"
_اذا كانت كل هذه الحشود ذاهبة الى البلازا فستكونين محظوظة اذا استطعت رؤية حافته اما ان نذهب حسب طريقتي او لانذهب ابدا والتي في هذه الحالة ساضعك في السيارة وارجعك الى الفيلا هن انك تفعل هذا "قالت بسخط.
_اعصابك "كانت عيناه ترقصان "انت تتحسنين يافتاة فمنذ اسبوع فقط لم تسمحي لنفسك ابدا بفقدان تحفظك البريطاني والان انظري الى نفسك يجب ان تكوني لاتينية !"ضحك وامسك يدها دون ارادتها .
_لا ,لن يتم الامر هكذا الا اذا اردت ان اقبلك حتى لا تعرفين راسك من قدميك هل هذا ماتريدين ؟"
_لقد قلت لك ماا هذا الصباح "قالت بغير ثبات
_اه اجل اخبرتني تبدين وكان املك قد خاب ,هل توقعت في الابتسام وتجاهل ماقلتيه لي ,فاضعك بين ذراعي لاثبت لك كلامي ".
_اعتقد انك اكثر رجل مغرور ولايطاق عرفته في حياتي واذا لم تدعني اذهب ساصرخ ".
_اذا ساضطر لتقبيلك لاوقف صراخك مايعيدنا لنقطة
البداية ".
_اه , في يوم ما , سيقوم شخص مايفعل شيء مؤذ لك"
_لكن ليس اليوم فاليوم العيد وقت المرح وليس للشر "
فامسكها من خصرها يستحثها على السير من جديد حتى وصلا الى البلازا المحتشدة اصوات الضحكات وصحيات المرح فابتدات ايف باللعب معهم منذ دخولها حتى امسكها رامون وحملها ناظرا اليها بتحدي
_هل اكتفيت ؟"قال وهو مازال ممسكا بها .
رفعت ايف يديها بمرح تضحك لاهثة "لقد اكتفيت انزلني يارامون ارجوك ".
_جبانة !"انزلها وضحك عندما نظر الى الوراء فالتفتت ايف بالاتجاه الذي ينظر اليه لترى فتاة ترسل اليه قبلة في الهواء ثم انحنى نحو ايف "اتريدين كاسا ؟"سالها
اجابت بالايجاب وانتظرت حتى جلسوا وقالت :"هل كان من المفروض ان ترى تلك الفتاة في الاحتفال اليوم ؟"
_اية فتاة ؟"سال باستغراب
_تلك الفتاة هناك انت تعرف جيدا ممن اعني ".
_اه تلك هل تزعجك انني قد اكون اخلفت وعدا ؟ ايجعلك تشعرين بالذنب ؟"
_يزعجني "ردت برباطة جاش "صديقتك تلك هناك من الواضح انها لم تتوقع رؤيتك مع فتاة اخرى ".
_ايزبيلا ؟"ابتسم رافضا الفكرة "غاضبة غيورة جاهزة لتمزق عينيك ".
_لتكون غيورة يجب ان تحظى بواحدة قبلا".
_انها مسالة كبرياء ليس حب ".
_الكبرياء والحب هما عواطف ".
_لكن ينبعان من قسم مختلفة ان يكون المرء غيورا فهو بكل بساطة ينقصه الثقة بالنفس".
_هذا شيء لن تعاني منه فانت لاتهتم لاي شخص او اي شيء يارامون ؟اقصد ان تهتم حقا فانت تنفذ ما تريده ,تمرح ,تتلاعب مع هؤلاء الذين لايكونون قادرين على معالجة قسوتك "توقفت وهي تشعر بارتباك وحيرة لانفعالاتها الناقمة "احيانا لااشعر باي مشاعر ".
_لااحبذ الود كثيرا لكن العلاقات الجيدة تقوم على مشاعر عاطفية اقوى م الغضب و .."تغير صوته فاصبح رقيقا
وعميقا.... "الحب هل تحبينني يافتاتي ؟".
_اذا فعلت لاحتقرت نفسي على ضعفي , فانت لا تستحق ان تحب ".
_لا "ايدها بنظرات شيطانية "لكن البعض منا ياخذ مايستحقه فعلا ماذا تودين فعله الان ؟"
_اود ان اجد الاخران لتناول طعام الغداء لابد انهم يتساءلون عن مكاننا ".
_لديهم اشياء اخرى ليفكروا بها لدي فكرة افضل سنترك الاخرين لمشاريعهم الخاصة ونجد غداءنا خارج البلدة وربما نسبح قبل الغداء".
_لم نحضر ثوب السباحة "ذكرته.
_فخ التمدن ,هل تمتعت مرة بالسباحة في الماء دون ثوب محكم وشعرت بحريريتها على جلدك ؟".
_اجل فانا اسبح في الحمام كل ليلة ".
_تحولين الامر الى مزحة لانك محرجة من الموضوع ؟".
_لا ابدا فانا اعي ماتفعل فانت تتمتع في النيل مني ,من تحفظاتي البريطانية ,كما تسميها دائما فانا لااجد شيئا مرعبا في فكرة التعري لكن لا اجدها مثيرة او مسلية ايضا".
_ولاانا فالمراة ذات الملابس تثير الخيال ,حتى لو كانت مخيبة للامال في الحقيقة بامكاننا شراء الاشياء التي نحتاجها اذا وصلنا الى المحلات قبل اقفالها ,هل تثقين بي حينها ؟".
_ساثق بك "قالت بمرارة :طالما استطيع رميك !هل سنجد لين وخوان ام اتدبر عودتي الى الفيلا؟".
_اذا اصريت "نظر اليها باعجاب "الامر يستحق جعلك تغضبين لرؤية وميض عينيك هكذا فهم احتفال وحدهم !"نهض على قدميه "من الافضل ان نذهب اذا اردنا الانضمام الى خوان ولين ".
_ننضم اليهم اين ؟"اطرفت ايف عينيها .
_في المكان الموعود "ابتسم لها بجنون "لم تظني اني ساسمح لك بابقائي كل بعد الظهر ؟فسنتناول الغداء مع مجموعة هي نفسها التي ستمضي المساء معنا "امسك لها يدها وسار بها .
كان خوان ولين ينتظران في المطعم مع ستة اشخاص اخرين ,جميعهم يتكلمون الانكليزية
_يجب ان اذهب الى المدرسة الليلة قبل ان اعود في اب "قالت كابة وهي في السيارة عائدة الى الفيلا "فعلى الاقل ساكون قادرة على التحدث مع الضيوف الزفاف فلا يمكنني التوقع من الجميع تعلم الانكليزية لاجلي ,وهم في بلدهم ".
_الجميع هنا يتكلمون الانكليزية على الاقل بعض المفردات "قال خوان "بامكان لين تعليمك الاسبانية اذا بقيت هنا هل استطاع رامون اقناعك؟".
_لم احاول اقناعها "قال رامون بهدوء "على ايف ان تصمم رايها حين يحين الوقت "
_الم يفت الاوان ؟"سالت ايف برقة
ابتسم "اذا انت تريدين من احد ان يقنعك؟"
_لا ,لا يمكنني ترك عملي هكذا بالاضافة ......."
_بالاضافة الى حساسيتك ضد الشمس "قال بجفاف "الم تلاحظ ياخوان كيف تذبل في الحر ؟".
لقد شعرت ايف بالذبول حقا فقد كان اليوم طويلا ,ومحتشدا بالاحداث ,وفجاة لم تستطع تحمل كلام رامون السمج .
_اه اخرس "قالت بسخط "ليست الشمس وحدها التي تسبب لي الحساسية !"في اللحظة التي تفوهت فيها بهذا الكلام شعرت بوجنتيها تتورد فمابالها ؟هل كان من الضروري قول ذلك؟
كان خوان اول من قطع الصمت بحيثه عن برنامج الليلة صعدت ايف الى غرفتها عند وصولهم الى الفيلا فتمددت على سريرها للاسترخاء ثم نهضت ثانية وارتدت ثوب السباحة فقد رات ان العوم هوافضل استرخاء لها ,اخذت تغطس وتعوم حتى انتهت وتوجهت نحو السلم للصعود فوجدت رامون ينتظرها .
_لقد فاتتنا السباحة بعد الظهر "قال وهو يخلع جاكيتته "اذا سنفعلها الان".
_لقد حظيت بما اريد وساخرج الان من الة ".
_لااظن ذلك ".
_رامون انا اشعر بالبرد ويجب ان اجفف نفسي فلقد لعبت دور الاحمق طوال اليوم الا يكفيك هذا ؟"
_حسنا "تراجع قليلا
تسلقت السلم بسرعة ووقفت لتنفض شعرها
_ساعلمك كيف تقولين لي احمق "قال بنظرة خطرة وقبل ان تدرك نواياه خطا بسرعة نحو الحافة ودفعها الى المياه.
فشلت في اخذ نفس مناسب قبل ان يدفعهافسمعتصوت طرقها بالمياه ثم حاولت السباحة نحو السلم لكنها لم تكن سريعة كفاية فقد كانت يداه على خصرها تسحبها الى الخلف وتديرها نحوه ثم اطبق بفمه على شفتيها وغرقوا تحت المياه ,ممسكا قدميها برجلاه حتى لاترفسهةذراعيها معلقتنان وراء ظهرها ,لم تع ايف شيئا من احاسيسها سوى لمسات المياه على جسدها غياب الصوت وضغط فمه والتجاوب الذي يتولد في داخلها ,صعدوا من جديد الى سطح المياه ورامون ممسكا بها يضحك على انفاسها المتقطعة.
_اعتقد انها المرة الاولى التي قبلت بها تحت المياه".قال بسخرية "والمرة الاخيرة التي تناديني بها احمق يافتاتي ,ربما اكون عدة اشياء لكن ليس احمق"تركها تذهب
_اذهبي الان وجملي نفسك لسهرة اليوم ".
سبحت ايف الى السلم فتسلقته وارتدت روبها دون ان تنظر الى الخلف ,فلا يمكنها قول اي شيءلايمكنها ادعاء الغضب وقد لاحظ تجاوبها فهي لم تشعر بالضياع هكذا ابدا في حياتها .
.......نهاية الفصل الثامن......