عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-16, 01:11 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع
***********
قابل تدفق الدم فى وجه جوناس وود بريديج الوسيم شحوب كشحوب الأموات على وجه لوسى وهى تسأله بصورة مباشرة فجة :
-أتقترح على أن أبيع ابنى؟
التوت شفتاه أمتعاضاً وهو يضغط بأصابعه على رسغها :
-هلا تلطفت وأستمعت لما أفكر فيه من تبادل للمصالح بيننا؟
-إذن فهى صفقة مهما كان الشكل الذى ستضعها فيه
وجذبت يدها بعنف وراحت تدعك المناطق الحمراء فى موضع قبضة أصابعه على رسغها وقال شارد اللب :
-أسف يا لوسى لم أقصد أن أصنع تلك العلامات على بشرتك
-أعتقد أنى سأتناول هذا الشراب يا جوس أعطنى أياه من فضلك
بينما هو يستدير ليصب الشراب جلست هى فجأة وقد أبدت ساقيها تخادلاً مزعجاً من أن تحملاها وتقبلت منه القدح شاكرة ورشفت رشفة تهدئ نفسها بها ثم فالت بسرعة حين جلست :
-خبرنى فيما تفكر يا جوس ليس...لأنه يهمنى بأى حال ولكن بما أنك أنفقت على العشاء كل هذا المبلغ لتضعنى فى وضع نفسى ملائم فمن العدل على الأقل أن أسمعك
وتضاءل لحد ما شعورها بالأحتجاج الملح أمام ما قدمه من أقتراح وأخذت تراقبه بفضول متسائلة إن كان حقا مجرداً مكن المشاعر كما يبدو أمامهها كان وجهه يبدو خاليا من العواطف كما لوكانا يناقشان مسألة قانونية مجردة لشخصين غيرهما
قال لها جوس هادئاً :
-فى عبارة بسيطة يا لوسى إننى بحاجة لوريث ليس بمعنى أن اؤسس شجرة عائلة ضخمة ولكن أريد أحد يجرى فى عروقه دم وود بريديج ليمتلك هذا المكان بعد رحيلى ومن أفضل من توم ؟إننى أحبه وشاكر لك أن سمحت أن أرى منه شيئا فى السنوات الثلاثة أو الأربعة الماضية
ردتت لوسى بأمانة:
-إنه يحبك ولولا هذا ما فعلت وكان والدى هو من أقنعنى أن أفعل
تلاعب فم جوس عند الأركان وقال :
-هكذا.كان على أن أدرك ذلك لقد كنت غبيا بالفعل أن تصورت شيئا من اللين منك تجاهى
لم تحر لوسى جواباً عن ذلك وظل هو هادئاً فترة قبل أن يستطرد:
- تعلمين كيف وقع نبأ مصرع سيمون .ففوق ما أشعر به من حزن عميق كان الشعور بالذنب هو ما يقض مضجعى
تساءلت مدهوشة :
-شعور بالذنب؟
-لقد كنت الواصى على سيمون.أتذكرين؟ليس فقط أخوه ,لقد تركه والدى فى رعايتى وهو طفل صغير وفى ذلك الصيف كنت فى صراع مع مشاعرى نحوك وما تلا ذلك من شجار مع كارولين بسبب ذلك لدرجة أعلمتنى من أن أرى ما تحت أنفى ومضتت عيناه الرائعتان بنظرة باردة ملتهبة أرسلت الرعدة فى نخاع لوسى
-لو لم أرفض بصورة مجردة من المشاعر أن يحصل سيمون على دروس طيران فربما أتخذت الأمور مساراً أخر وأبتسم أبتسامة لاذعة:
-كل ما قضاه معك من فتراتبعد الظهر كان يقضيها أيضا فى العمل فى مكاتب المطار ليدبر مصاريف تلك الدروس.وقد قمت بتغطيته يا لوسى أنزلت الغمامة على عينى كلية ولم يدر بخلدى قط أن تكذبى على
أسدلت جفنيها :
-لم أكذب .هو الذى فعل وخطيئتى أنى تركته يفعل
أخذ نفس عميقاً
-ولم يكن هذا هو الشئ الوحيد الذى تركته يفعله يا لوسى ففى فترات ما بين دروس الطيران كنت تتركينه يعطيكى دروساً فى أمور أخرة ,أليس كذلك؟
حملقت إليه :
-هذا موضوع لست مستعدة للخوض فيه ولو أستمررت فى هذا الحديث سوف أغادر بيتك الأن وفوراً وتأكد من أنك لن ترى توم بعد ذلك على الأطلاق
أقنعه شئ ما فيها بصدق عزمها على تنفيذ تهديدها وأخذت تتلذذ بمراقبة ما يبذله من مجهود ليستعيد تحكمه بنفسه قبل أن يستطرد:
-بإختصار كل ما تركه سيمون وراءه هو بعض الميداليات والصور وتوم
خيم صمت ثقيل قطعته لوسى أخيراً:
-أفهم من ذلك أنك ستعترف به قانوناً كعم؟
هز رأسه :
-كلا ولكنى على أستعداد لتسوية كافة ديونك لو وافقت أن أكون زوج أم
أتسعت عيناها كما لو أن صاعقة أنقضت عليها بينما تراجع جوس بظهره مسترخيا وعلى شفتيه أبتسامة مشرقة بصورة محنقة:
-نعم يا لوسى بعبارة أخرى أطلب يدك
هزت رأسها :
-ألهذه الرجة تريد توم؟
-لا تبخسى قدر نفسك يا لوسى إننى فى منتهى السعادة أن تكونى جزء من الأتفاق
رفض عقلها تماما أن يساير ذلك :
-عد بذاكرتك يا جوس إلى ما تفوهت به من الفاظ نابية وأنت ترفض الأعتراف به حين أخبرتك أننى حامل ولا أرانى قادرة على تقبل فكرة أنك بعد ذلك تطلبنى للزواج
-أصعب عليك أن تفهمى ذلك ؟أنها الغيرة!! الغيرة الحمقاء التى دفعتنى لأقذف بوجهك أشد الألفاظ جرحا للنفس
وأدار وجهه بتقزز من نفسه :
-كما أنى كنت بحاجة إلى من إلقى باللوم على رأسه كنت أبحث عن كبش فداء أى أنسان عداى وقد كنت أنت
ليس فقط من أتاح له فرصة تعلم الطيران من وراء ظهرى بل من قبلت أن تحمل منه رغم أننى وانت كنا .....أهـ يا الجحيم!لكم كنت خجلان من نفسى بعد أن أنطلقت هاربة يومها كنت على أستعداد أن أضحى بعمرى لأستعيد ما تفوهت به فى وجهك بمجرد أن عدت إلى رشدى
هب جوس متجهاً إلى البار لكنه غير رأيه فوضع القدح الفارغ وأستدار مواجهاً لها وقال :
-والأن ماذا لديك بالنسبة لعرضى يا لوسى؟أتاتين هنا كزوجة لى ةتدعين أمر تربيته مشاركة بيننا ؟
نظرت إليه بتمعن :
-وهل يتضمن ذلك مشاركتك الفراش يا جوس؟
نظر إليها ساخراً:
-هل هو تصور مفزع إلى هذا الحد يا لوسى؟
-بما أن الأمر لم يسبق أن خطر على بالى فلست أدرى ولكنى أريد أن أعرف بنود الأتفاق بكل دقة ثم أنه أن لم ترق الفكرة لتوم فلن يكون هناك دين مهما بلغ قدره يجعلنى أقبل,فتوم هو ما تطلبه حقيقة فإذا لم يقبلك كأب بديل فلا معنى للموضوع بأكمله أليس كذلك؟
لاح نبض بركن فمه :
-وإذا قبل؟
أستغرقت هى فى التفكير بينما الساعة الفرنسية الطراز على المدفأة تدق بالثوانى دقات رتيبة وأخذ يراقب وجهها العابس بوجه مترقب إلى أن نضب معين الصبر لديه فسأل :
-حسنا؟
تنهدت تنهيدة أستسلام:
-حسنا جداً يا جوس أعتقد أنه لا مخرج لدى سوى القبول
تحول الترقب على وجهه إلى سخرية:
-ها أنت كشأنك دائما يا لوسى تمرغين كرامتى .ليس ممتعا لرجل أن يشعر أنه المخرج الوحيد .أن هذا جارح لعزة نفسه
-أتصور أنها المرة الأولى بالنسبة لك.فمن هو فى ملامحك لابد أن النساء يتساقطن تحت قدميه يا جوناس وودبريدج
-ولكن كارولين كما تتذكرين قد فرت مع شخص أخر
أندفعت قائلة:
-أعلم السبب
لكنها أمسكت لسانها وهى تعض شفتها
عاد جوس للجلوس واضعاً ساقاً على الأخرى وعلى وجهه ابتسامة ساخرة:
-أتعلمين حقاً؟لم أكن أدرى أن كارولين تسر لك بأسرارها
-كلا أنها لم تفعل,بل لم تكن تحبنى على الأطلاق ولكن بعد أحدى حركاتك تلك صادفتنى ذات يوم وأنا قادمة هنا على الدراجة لمقابلة سيمون فقفزت من سيارتها وسلقتنى بلسانها ثم أعطتنى نصيحة مخلصة
سألها متعجباً :
-وما هى؟!!!
عبست لوسى وهى تتحاول تذكر الكلمات بحذفيرها:
-أعتقد أنها نصيحة تحذيريةألا أخدع بك....فأنت لا تدرك مدى رغبات المرأة وأنت مستغرق مع كتبك الكئيبة عن أصناف البشر المتخلفين
أطاح جوس برأسه إلى الوراء مقهقهاً وهو يخلل شعره بأصابعه بقوة :
-يا لكارولين المسكينة لكم تفتقر إلى خلايا الذكاء فى رأسها أتمنى أن يكون مانويل العظيم كما كان سيمون يدعوه دائما قد عوضها
ثم عاد للجد :ولكن رأيها ليس له أعتبار لديك أم ماذا؟إن الحقيقة أنها كانت غاضبة بسببك ومن جهه أخرى فقد كانت فتاة تمتلك من وقت الفراغ بقدر ما تفتقر إلى الذكاء لشغله
سألته لوسى:
-وكيف إذن خطبتها؟
ثم أحمر وجهها :لا حق لى فى أن أتدخل فى أمر شخصى
لم يزد عن أن هز كتفيه
-ربما جذبت لها لأسباب تقليدية ولكن سرعان ما أكتشفت عدم وجود أهتمامات مشتركة بيننا تسوغ الزواج وللأسف لم يخفف ذلكمن جرح كراكتى عندما فرت مع مانويل
-ربما ذلك ناتجا عن ثقتك المفرطة بنفسك بالنسبة للنساء
-ربما.ولكن لم يكن فى ذهنى وقتها أى تحمس لخوض مجازفة الزواج إلى الأن
وتعلقت عيناه بعينيها فتململت فى جلستها وتمتمت :
-لابد أن ولعك بتوم فائق عن الحد لتقدم على هذه المجازفة الآن
-هذا حق.ولكن أمن الصعب عليك تصور أن ولعى بك لا يقل عن ولعى بتوم؟
وأبتسم أبتسامة شاحبه :
-لقد كنت كذلك طوال حياتى وأنت تعلمين جيداً فلسنا غرباء عن بعضنا كلية وأمسك بيدها فجأة :
-لابد أنك مجهدة تماما هيا بنا إلى النوم
كاد الدم أن ينفجر من وجهها ونهض وأنهضها ضاحكا :
-على أنفراد بالتأكيد
سارت أمامه متعالية معتزة بنفسها إلى أن أمسك برسغها على باب حجرتها وقال :
-لوسى.ما أسرع وقت يمكنك فيه رؤية توم ؟
ومس شغاف قلبها مدى اللهفة فى صوته على الرغم منها :
-لا يمكننا طلب أجازة له قبل ثلاثة أسابيع ولكنى أعتقد إننى يمكننى السفر إليه يوم الأحد ةالقادم وأطلبه لآخذه للغداء .....
توقفت وتذكرت أنها بدون سيارة قال لها بسرعة:
-أستعيرى إحدى سياراتى إذن كان بإمكانى أن أخذك إلى هناك بنفسى ولكنك بحاجة إلى الجلوس على أنفراد معه
-حسنا سأرتب الأمر مع الناظر إذن
-أليس هو نفسه من كان هائماً بك؟
أبتسمت أبتسامة عريضة :
-إنه بعينه عمت مساءاً يا جوس
بدأ لها للحظه أنه مقبل على تقبيلها ولكن يبدو أن ذكرى الليلة الماضية جعلته يتراجع فرفع يدها إلى فمه ومس أطراف أصابعها بفمه
-عمت مساءاً يا لوسى نوماً هنيئاً
كان هذا لطيفا رغم كل شئ دار هذا بذهنها وهى تبدل ثيابها لاولكن غير متوقع بعد هذا اليوم المليئ بالأحداث وتملكتها الهواجس وهى تفكر فى الأسبوع المقبل فأقل ما يقال أنه سيكون صعب جدا أن تعيش مع الرجل الذى طلب يدها تحت سقف واحد مادامت أنها لم تتمكن من إعطائه جوابا إلا بعد إستشارة أبنها
قبيل أستغراقها فى النوم طغت فكرة على ما عداها فى ذهنها جالبة معها القلق العنيف لصراحتها لصراحتها هل لو رفضت الزواج به يظل مستعداً لإقراضها النقود؟
حين نزلت لوسى صباح اليوم التالى للفطور مرتدية زياً أكثر جاذبية مما ترتتدية لعملها غالبا فوجئيت بطبق واحد على المائدة وضايقها أن تشعر باليأس لذلك
-أنا فقط مسز بى؟
وضعت مسز بينسون وعاء القهوة على المنضدة وقالت :
-نعم عزيزتى
وأخرجت من جيب مريلتها خطابا قدمته لها :
-لقد ترك لك مستر جزناس هذه المذكرةوالآن دعينى أعد لك شئ بدلا من الخبز المحمص
تطلب الأمر بعض الوقت لتقنع مسز بنسون أنها لا تريد سواه وما تركتها حتى أسرعت بفض ظرف الرسالة غير قادرة على أن تأكل شيئا إلا بعد قراءتها
(سأكون فى لندن عدة أيام لمقابلة الناشر وبعض الأعمال الأخرى وسيكون هذا أفضل بالنسبة لك يا لوسى
أرجو أن تعتبرى نفسك فى بيتك ولا تتردى فى طلب أى شئ من مسز بنسون وأذا لم تعجبك اللاندروفر فهناك الفولكس فاجن يمكن أن تستخدميها كل يوم أراك مساء السبت القادم)
كانت الرسالة بأسمه الأول وأخذت لوسى تتأمل الحروف مستغرقه فى التفكير كانت قد وطنت نفسها على أسبوع من الأمسيات تقضيها معه وها هو بلباقة أستل نفسه منها تاركا لها شعورا من الأذلال وأكلت بعضا من الخبز وتجرعت ما يحويه وعاء القهوة كاملا ثم ذهبت تبحث عن مسز بنسون لتأخذها إلى الجراج خلف المنزل
قالت لها مسز بنسون بابتسامة حانية :
-لقد تصور مستر جوناس أن اللاندروفر قد تكون ضخمة بالنسبة لك
-إن هذه القطعة من الجمال مناسبة لى فى حجمها تماما أراك فى المساء مسز بنسون وقادت السيارة بحذر وهى تؤقلم نفسها عليهابينما عقلها يعمل بأقصى طاقتها لو كانت مزعمة تعود إلى بيتها أو إلى شقتها فوق المتجر فهذه أحسن فرصة لها فهل كان على ثقة تامة بموافقتها ؟ربما نظر لموافقة توم كإجراء روتينى ولكنها لا يمكنها أن تعود إلى هولى لودج وهو فى حالته الراهنة ولا إلى الشقة قبل بعض التجديدات الأساسية كأضافة حمام ومطبخ ولعل مستر جوناس وودبريديج قد علم بذلك وتنهدت لوسى وهى تصل إلى مشارف أبو تسبريدج وتقود سيارتها المستعارة خلال الساحة المكدسة خلف المتجر إلى أن وقفتها فى أمان وخطرر ببالها أنه إذا لم ترق لتوم فكرة زواجها من جوس فأن تلك الأيام التى أقامتها فى أبو تسوود ستكون كل ما تحصل عليه من حياة رغدة وقتا طويلا وكان الأغراء قويا فى هذه الفترة الأستثنائية من عمرها .لا عمل فى المطبخ ولا أعمال منزلية بعد أغلاق متجرها.ليس إلا الترحيب ىالحار من مسز بنسون والتى كانت دائما تشعر بنقطة ضعف خصوصاًتجاه لوسى دراموند الصغيرة
فتحت لوسى كتجرها ثم طلبت بردى لتقول لها أنها غير محتاجة لها بعد الظهر ولكن إذا أمكنها أن تترك رجلها ساعة أو أثنتين فيمكنها أن تدعوها للغداء لتقص عليها ما حدث فى اليومين السابقين ولكن ليس كل شئ كما قالت لنفسها فعرض الزواج أمر خاص ولكن بما أن المدينة كلها تقريبا قد علمت بإقامتها فى أبو تسوود فمن الأفضل أن تعلم بردى الأمر منها هى كما أنه قد تزينت هذا اليوم لسبب كانت تجبر نفسها على إلا تفكر فيه فمن المناسب أن تستغله فى نزهة ولكنها أخذت تحذر نفسها وهى ترتب بعض القطع الفنية فى نافذة العرض أنه ليس معنى أن أخذها جوس إلى العشاء فى أمسية تكون معتادة على هذا النوع من الرفاهية
وصلت بردى فى تمام الواحدة كل شعرة من شعرها الأحمر تلمع وأرنبة أنفها المنمش ترتعش من فرط الفضول إلى أخبار لوسى وهتفت داخلة المتجر بردائها الأخضر الفضفاض وعيون القطط تلمع بخبث:
-ماذا وراءك يا لوسى دراموند خبيرى حبيبتك فورا
ردت لوسى بحزم:
-ليس الآن فلنذهب إلى المطعم أولا فأنا أتضور جوعا
وكان على بردى أن تتحكم فى صبرها النافد إلى أن أخذتا مجلسيهما وصفتا أمامهما أنواع الطعام والشراب ثم بدأت لوسى قصتها وأستمعت بردى بعينين متسعتين إلى مغامرة عودتها وحادث السيارة والدمار الذى حدث فى هولى لودج ولكن إلى أن وصلت لنقطة دخول جزناس وددبريدج عليها المنزل توقفت قطعة من الفطيرة فى حلقها وقالت بعد أن أنتهت من السعال :
رباهـ!!لقد أعتقدت أنك لن تسمحى له أن يلوث بابك مرة أخرى يا لوسى
-لم يكن أمامى من خيار فبابى الملعون كان مفتوحا على أية حال
ثم أكملت لوسى وقد أنكبت بصورة مفاجئة على فتيرتها :
-لقد أصر على أن أقضى الليلة فى أبو تسوود حين لم أجدك فى المنزل
أخذت بردى تتفحص وجهها الخالى من التعبير فى شك :
-وذهبت معه ؟كذا بلا مقاوةم ؟
أحمرت وجنتا لوسى وقالت :
- بل حاولت شئ ما ثم جرعت من شرابها وأكملت:
-ولكن الوقت كان متأخرا جدا والبرد قارس وبصورة ما كان هذا هو الحل الوحيد
-وهل عرض عليك أن تشاركيه الفراش؟
-بالتأكيد لا لقد أعدت لى مسز بنسون غرفة خاصة
-أهـ فعلا مسز بنسون لقد نسيت أمرها
ثم قفزت وأتجهت إلى البار لأحضار القهوة وحين عادت كانت تضع على وجهها ملامح شخص مصر على معرفة أدق الفاصيل :
-والآن,ماذا يحدث الآن يا لوسى؟ وكيف ستدبرين تكاليف الأصلاحات بحق السماء؟
أعتقد أنك توقفت عن دفع أقساط التأمين؟
-أعتقادك فى محله والموقف عصيب بالفعل ولكنى سأتدبر أمرى ولم توضح لها ماذا تنوى تدبيرا لذلك ولكنها جعلتها تفغر فأها مرة أخرى حين أخبرتها أن عنوانها سيكون أبو تسوود طوال الأسبوع التالى
-رباه وهل سيتم إصلاح هولى لودج فى هذه الأثناء ؟
هزت لوسى رأسها بطريقة غامضة وغيرت الموضوع إلى صديق بردى رسام بهى الطاعة ذى ذقن حريرى لطيف ومهارة خاصة فى أعمال المطبخ يوفر عليها هذا العناء
-أنك متهللة يا بردينا روش متهللة حقيقية
ومدت بردى يدها لتمسك بيد لوسى :
-وأنت أيضا يمكنك أن تتهللى قليلا يا لوسى حبيبتى أن هاتين العينين العسليتين يبدو عليهما الأرهاق الشديد
-حيث أن التهلل الذى نتحدث عنه دخل تحت عنوان المحرمات أبوتسبريدج بالنسبة لأم بلا زوج لها طفل فى العاشرة فإن على أن الزم حدودى جيدا
وربتت يد بردى المتعاطفة :
-تمتعى أنت بحياتك يا بردى سوف تحل مشاكلى بصورة أو بأخرى
كان هذا ما أخذت تردده على نفسها على مدى عدة أيام التالية وقد أصابتها زيارتها لمنزلها بشئ من خيبة الأمل رغم بعض الجفاف الذى بدا يدب فيه بسبب تغير مرحب به فى الجو فيبدو أن الربيع قد قرر أخيرا أن يهل بطلعته ولكن الشمس كانت لا تزال تشرق كسيفة البال داخل المنزل
وقال لها جوس حين أتصل خلال الأسبوع :
-أنك تبدين يائسة
قالت :
-ليس يأسا ولكنه شعور بالذنب فأنا أشعر أنه لا يحق لى أن أظل هنا جالسة أمام مدفأتك أشاهد تلفزيونك وأستمتع بأشهى الأطعمة على مائدتك أستمتاعا محرما
-ولماذا هو كذلك؟
- أن مسز بنسون تصر على أن تجلسنى فى غرفة الطعام وأن تقوم بالتخديم على وأعتقد أن هذا ثأر منى بسبب أزعاجى لها فى ذلك الوقت بأصرارى على تناول الطعام فى المطبخ ولا أدرى لماذا كنت لا أفتأ أدخله أيام سيمون
بدأ جوس متباعدا وهو يقول :
-نعم.أتذكر ذلك وكيف تسير الأصلاحات فى منزلك؟
-بصورة طيبة جدا أنه فى فوضى غامرة حاليا والأنابيب وبقايا أعمال السباكة تملأ المكان بسبب تغير الأرضيات ولكنى وضعت أكسية على كل الأثاث.....
وتوقفت قليلا:
-شكرا لك على كل شئ يا جوس
-لا تشكرينى أشكرى تد
ثم غير الموضوع:
-هل أتصلت بالمدرسة؟
-نعم سأخذ توم للغداء يوم الأحد ولكنه يريد أن يعود للمدرسة مبكرا لحضور عرض سينمائى وسأكون قد عدت فى السادسة على أبعد تقدير
-حسنا سأكون فى أنتظارك إلى اللقاء يا لوسى
ومر الأسبوع بسرعة مدهشة وجلبت شمس الربيع أناسا إلى البلدة أكثر من المعتاد وكان أغلب من زار المحل قد زاره للفرجة فقط ولكن روحا من الحركة دبت فيه كانت تفتقدها منذ رأس السنة
وجاءت بردى لمساعدتها يوم السبت فأعطتها فرصة الذهاب لمحل التزين لتغسل شعرها وتصففه وقالت بردى حين عادت من التزين فى طلعة بهية :
-أتمنى لو يقدر توم ما تقوم به أمه من أجله من مجهود
ورفعت بردى حاجبيها حين أظهرت لها لوسى حقيبة تحمل شعار أشهر المحلات فى المدينة وقالت:
-أنا متأكدة أن توم سيعجب بها أيما أعجاب ولكنى كنت أظنك مفلسة
-وأنا كذلك ولكنى أستخدمت كارت الأئتمان الخاص بى ضد مبادئى ربما أكون قد بعت المنزل حين يحين أوان تسديد الحساب
بدأت الرقة فى عيني بردى المليئتين بالحيوية :
-أتمنى ذلك يا حبى وعلى أية حال لقد بعت فازتين حجريتين لمسز سيدون كانت تبحث عن شئ مميز لتزرع فيه زهورها هذا العام وأخشى أن تكون قد غلبتنى فى عملية الشراء فقد بعتها لها بمائة وخمسون جنيها
أتسعت حدقتا لوسى :
-ولكن ثمنهما مائة جنيه فقط
فهوت بردى بيدها على فمها :
-أوه لقد أعتقدت أن هذا سعر الواحدة منهما ثم بدأت فى الضحك ولكن الحيزبون كانت سعيدة بصورة مرعبة ويعلم الله أنها قادرة على دفع المبلغ
بدأت لوسى تقول :
-لابد أن أخبرها ....
فقاطعتها بردى بحدة:
-كلا. لن تفعلى لو أردت فسوف أدفع لها الفرق من جيبى الخاص ولكن أنصحك أن تستغلى المبلغ فى رداء جديد لك
وأتضحت لها قيمة صديقتها حين أقبل عليها توم مندفعا خارجا من المدرسة فى اليوم التالى وبدأ مأخوذا بمظهرها الرائع:
-واااااااو إنك تبدين غاية فى الجمال ! أهو جديد؟
وأخذ يتحسس رداءها أما منظره فقد بدأ أبعد ما يكون عن الهندمة على الرغم من الحلة الرمادية المخصصة لأيام الآحاد وقاومت لوسى الرغبة فى أن تهندم له رابطة عنقه وتسوى خصلات شعره الداكنة:
-نعم هل أعجبك؟
هز توم رأسه بحماس وهما ذاهبان إلى موقف السيارات القريب من ملعب الكركيت وسألها فى أثناء ذلك :
-لماذا جئت تأخذينى فى نزهة إن وورسلى وبانيستر سيأكلهما الغيظ لذلك لم يكن من المفترض أن تحضرى إلا حين حلول عطلة نصف العام
شدت لوسى قوامها:
-نعم أعلم ولكن هناك أمر يجب أن نتحدث فيه يا تون فى أثناء الغداء
سألها أبنها متهللأ :
-أين؟
-أعتقد أن هناك مقصفاً جميلاً مطلاً على النهر
لمعت عينا الصبى :
-هائل !
وأخذ يبحث عن السيارة الواقفة :
-أين السيارة؟
-لقد تحطمت منى أتذكر ؟لقد كتبت لك عن ذلك
وبدأ عليه الخجل :
-أهـ نعم أسف يا أمى هل أصابك مكروه ؟وأخذ يتفحصها من قمة رأسها
-أنا بخير
وقادته للسيارة الصفراء وصفر توم لمرآها :
-أنها من أحدث طراز من أين حصلت عليها ؟
وكانت يتنفس مأخذوا بالرهبة
-لقد أستعرتها
وأدخلته السيارة وكان يطفر من الأعجاب بجهازى الراديو والكاسيت إلى أن وقعت عيناه على مجموعة من الشرائط فسأل بأمتعاض:
-ماذا؟ّ! لا موسيقى بوب؟
-كلا أيها المفترى أستمع إلى الراديو أفضل
وكانت فرحة توم بالمكان وما قدم فيه من شهى الطعام سببا فى أن تؤجل فتح الموضوع إلى أن أجهز على فطيرة التفاح ثم على أغلب طبق أصناف الجبن الذى تلاه ثم بدأت تفتح له الموضوع :
-توم لدى عدة أسئلة لك أريدك أن تجيب عليها بكل صراحة لا تقل ما تظن أنى أريد أن أسمعه أريد الأمانة التامة
فتح لها الصبى عينيه توقعا :
-أوكى
عبست لوسى وحاولت أن تجد الكلمات المناسبة :
-لقد مر وقت طويل نمذ أن رأيت مستر وودبريدج
نظر الصبى غير فاهم :
-مستر وودبريدج ؟
-نعم أنى أود أن أعرف شعورك نحوه
وبدأ الصبى مأخوذا :
-إننى ....إننى أحبه فهو عظيم لا يقول أشياء سخيفة
-ماذا تقصد ؟
-حسنا أنه ليس كمثل مستر فينثون
أريك فينثون شماس كنيسة أبو تسبريدج كان يصحب لوسى فى بعض الأحيان إلى حفلات الموسيقى الكلاسكية أعزب وله أسلوب ودود بصفة تدعو للضجر مع توم
-وكيف يتحدث إليك مستر وود بريدج إذن ؟
-بالضبط مثل جدى
وهى تتذكر كيف كان والدها يعامل توم كرفيق له
-إذن فالأمور بينكما على مايرام
-أنى لا أراه كثيراً كذلك؟
ونظر فى أتجاه النافذة فى ضيق :
-أعلم أنك لا تحبين أن أذهب إلى أبو تسوود وقد قال جدى إن ذلك بسبب مشاجرة دارت بينك وبين جوس ذات مرة
جوس هكذا بدون كلفة؟ وسجلت لوسى ذلك فى عقلها :
-حسن لقد حدث ذلك بالفعل وقد أغضبنى كثيراً
-ولكن جدى قال أنه حاول كثيراً أن يعتذر وكنت ترفضين
وأستدار لها و ورأت لوسى فى عينيه نظرة أتهام أنقبض لها قلبها -وقد قال جدى إنها كانت عن...عن أخ له
وأسدل جفنيه وأشتد أنقباض قلبها وهى تقول :
-هذا حق يا توم
أنه لم يطرح موضوع أبوته بعد على الأقل بالنسبة لها وتعلم جيدا أنه طرح تساؤلاته على جده وما قاله ذلك الهرم قوى الشكيمة يبدو أنه أرضى الصبى إلى الآن ويبدو أن توم يدرك أن سيمون وودبريدج القاطن أبو تسوود هو والده وكونه لم يزعج والدته بالأمر هو أر يرجع الفضل فيه إلى أسلوب تربية جده له أستطردت لوسى محاولة أن تكون صريحة بأكبر قدر ممكن :
-إن الواقع يا توم هو أن الناس يلجئون لألفاظ جارحة للغاية حين يستبد بهم الحزن وكان مستر وودبريدج فى حالة سيئة حزنا على أخيه وتصور إنى الملامة فى ذلك
نظر توم إليها بقلق:
-ولكنك لم تكونى ,أليس كذلك؟
وشرحت له لوسى بسرعة دروس الطيران السرية وأن جوس كان يتوقع منها ان تخبره عنها وصفا وجه الصبى وهو يقول:
-ولم يكن لك أن تشى به أليس كذلك؟
تنهدت لوسى :
-كلا ولكنى وددت بعد ذلك لو فعلت
هز توم رأسه فى تعاطفا باديا أكبر من سنه بصورة مؤثرة وهو يحاول التخفيف عن والدته :
-ولكن جوس ليس غاضبا منك ؟
-كلا
-وأنت لا تزالين غاضبة عليه؟
صمتت لوسى برهة ثم بدأتتقولل ببطء:
-كلا لست غاضبة بل فى الواقع يا توم ثم أخذت نفساً عميقاً
ماذا تقول لو قلت لك إن مستر وودبريدج يطلبنى للزواج؟
أخذت عينا الصبى أتساع طبق قدح القهوة أمامه:
-أتعنين أن تكونى مسز وودبريدج؟
طرفت بعينيها وهى تنظر إليه بحذر:
-حسنا نعم سوف أكون هكذا,أليس كذلك؟
-ويكون جوس زوجا لأمى ويحضر إلى هنا فى أثناء الأحتفالات المدرسية والمباريات الرياضية و....
-توم! وقاطعته أمه بأنفعال جارف وقد خمدت الريح فى أشرعتها تماما :
-هل أفهم من ذلك أنك موافق؟
-أنا ؟مرت لحظة تصورت لوسى أن أبنها سيخرج عن طوره ويهب معانقا لها وسط الناس ولكنه سرعان ما تمالك نفسه وأبتسم لها بخجل ثم قال ببساطة :
-عظيم!


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس