عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-16, 10:19 AM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الاول
انها الثانية بعد الظهر الان ,وهنا بالذات ,ماكانت ماري لتتخيل انها قد تتواجد في مكان افضل ,فكان وكانه الحلم.
هاقد مضى بضعة ايام على وجودها على متن الباخرة ,ومع ذلك فقد انسابت لتدخل نعمة راحة البال التي كانت نتيجة لوفرة الشمس الساطعة والسماء الزرقاء والطعام الشهي وبالطبع البحر الاخاذ.
كانت تقف على متن المركب,بثوبها المعد للعمل,برمودا اصفر اللون وقميص رمادي مع علامة صغيرة على الجيب (غ.ه)اغمضت عينيها عن اشعة الشمس المنعكسة على صفحة البحر لقد كانت دائما تحب البحر.
المنطقة الساحلية التي امضت فيها طفولتها ماتزال ذكراها حية في داخلها حتى بعد وفاة والديها.
والان اصبحت تفهم كيف تتاثر الناس بتغير الاجواء,ولذلك فهي ترغب بان ترمي كل احزانها جانبا وتعيش ساعتها الحاضرة في مركب متوجه الى اللامكان.
لقد كانت ضربة من الحظ الرائع ان توفق بالعمل على متن سفينة هولدن غراي ستون,فلقد سئمت العيش في لندن وكانت اشد ساما في العيش مع عمتها التي لم تشعرها يوما انها سعيدة بوجودها في شقتها الصغيرة اذلك لم تتخل عن اول فرصة ملائمة للهرب قبل دخولها معترك العمل الجدي.
*****
عندما تفكر باالامر تعجب لنفسها كيف استطاعت اقناع الوكالة بانها الفتاة المناسبة للعمل على متن الباخرة اذ لم يكن لديها اي خبرة بالعمل كنادلة ,عملها الحالي مع العلم ان العمل هنا مختلف عن العمل العادي في اي مطعم وهي لا تملك الخبرة بالعمل على متن السفن ,مع انها كانت محاطة بمياه البحار طوال 14عاما هي الان في 21من عمرها من دون اي تجارب مفيدة في حياتها ولذلك ذهلت عندما وافقوا على طلبها.
قالت عمتها بلهجتها القاسية :
_كان عليك الحصول على عمل افضل هنا وذات اجر احسن ,فما هي الغاية من ضياع الوقت قبل البحث عن عمل جدي ؟فالسنوات الاربع في الجامعة كافية لتضييع الوقت,ام انك تعتقدين اننا لسنا بحاجة للل ؟هذا العمل نوع من التهرب من مسؤولياتك اليس كذلك؟ كنت اعتقد انك ستجدين طريقة لتخفيف الاعباء المالية عن كاهلي اعتبارا عما صرفته عليك في السنوات الاريع الماضية على طلات لاتنتهي .
حاولت ماري الا تبدو مضطربة فالنقاش ليس ماتهواه عمتها ولقد علمت منذ عهدها بها ,فيجب عليها ان تبقى صامتة ومهذبة عبى اي كلام تقوله لها,فقد اخبرتها تماما انها لاتقبل اي اعتراض.
قالت ماري بصدق:
_باستطاعتك الحصول على كل ما اتقاضاه من هذا العمل.
فعلى الرغم من كل اخطائها لقد فتحت لها بيتها بعد وفاة والديها وسمحت لها بمتابعة
تحصيلها الدراسي مع انها تعتقد ان الشهادات لن تحقق لها فائدة ما فهناك الكثير من المتخرجين بدون عمل,وما تحتاجه ليس الا مهارة بعمل ما عوضا عن شهادة عالية في اللغة لاتفيدها بشيء في حقل العمل.
قالت عمتها باحتقار:
_لم اكن افكر بالامر البتة ولن اريد ان اقول احتفظي به جانبا للايام السوداء وليس لي ان اذكرك بان الحياة مليئة بالايام العصيبة.
وهكذا لم يكن الوداع قاسيا, فلقد افترقا موقتا ,مع شعور بالراحة لكيهما وهما تتعانقان,وهاهي الان,بعيدا مع المدى الازرق وشعرها يتطاير معالنسيم على كتفيها ,وحرارة الشمس حولت خديها الى لون ذهبي رائع ,ففي هذا الجزء من المكان كل شيء رائع ,وليس عليها الا تقديم الشاي في قاعة الطعام عند الثالثة والنصف والمساعدة في قاعة الاحتفال في المساء وبالطبع تقديم اي عون في المطبخ عند الحاجة.
امضت نصف ساعة على متن السفينة ,تتحدث مع بعض الضيوف الذين باتوا يعرفونها الان ثم عادت الى قاعة الطعام.
كانت الباخرة بعيدة عن مظاهر الرخاء ولقد انقذت من وضع مزري من الشركة المفلسة التي كانت تديرها بواسطة المنافس الثري الذي اهتم بها واعاد اصلاحها من جديد,ففي خلال عدة اشهر عادت الى مكانة مناسبة وقد علمت ماري بكل هذا من اشخاص عدة من افراد طاقمها كانوا يعملون عليها في ذلك الوضع المزري كما انهم يشعرون بالامتنان لذلك الرجل الذي خلصهم من الوقوف في صفوفطلبا للمساعدة او العمل وبطبيعة الحل لقد منحها فرصة للابعاد عن عمتها واعطاها اجازة حلم من السعادة قبل الغوص في معترك العمل ,وكم كان يسعدها ان تبدي هذا الاحساس المفعم بالامتنان لذلك المالك المجهول وكانه على وشك القيام بصفقة فخمة ولايملك المال الكافي لتحقيقها كما سمعت عنه .
يقدم الشاي في قاعة الطعام مع بسكويت محلى بالكريما الشهية مما يدعوك الى اخذ اكث من قطعة قبل تذوقها وكل انواع الشاي ,البعض لم تسمع به قبل انضمامها الى هذه الباخرة ,شاي بطعم الفواكه ,شاي من الشرق الاقصى ,كما كل الشاي المعروف في بريطانية وكل هذه الانواع كانت معروضة للعيان.
ترعرت ماري على طر ق قاسية وصارمة فيما يتعلق بالطعام وتابعت عمتها هذا النمط من الكميات القليلة من الطعام على مبدا الكمية القليلة تكفي اما الكبيرة فتذهب هدرا,واعتادت على التهام كل مايقدم لها وان انت لاترغب به!
غير ان الحياة الجامعية اعطتها فرصة لتتخلص من هذه القيود الصارمة ولكنها كانت تعيش مع عمتها لاسباب مادية ,وكانت واضحة معها كل الوضوح بان كل ماتعطيه الجامعة من فرصة للتحرر ينتهي امام بيتها الاحمر الصغير .
هنا في باخرة (ه_غرستون)كانت متعجبة من الافراط في الطعام.
فبعد تقديم الطعام لكل المسافرين,واخذ الطاقم حصة من الاكل كان يبقى الكثير منه للرمي ولو قدر لها ان تتعرف على هذا الممول الثري بما ان لااسم له في الطاقم,لربما استطاعت تخليصه من كل هذا الاسراف.
اخذت الاعمال تتوالى في المطبخ فالطهاة قد حضروا طعام العشاء ,ووضعت الحلوى على الاطباق تحت الطلب .
نظرت جيسكا احدى الفتيات من عمر ماري والتي تعمل مثلها نادلة اليها وهي تشير باصبعها الى معدتها وسالتها:
_بما تشبهين هذا؟.
قالت بصوت واضح:
_حسنا لم اكن مجتهدة في مادة العلوم الطبيعية,ولكن اعتقد ان هذه هي معدتك.
اجابت وهي تضحك:
_انها ليست فقط معدتي بل معدتي الجشعة,فهي لاتستطيع مقاومة كل هذه الاطعمة.
ناولتها صينية من الحلوى لتضعها على المائدة.
_كيف ساتمكن من العمل اذا كنت التهم كل هذا الطعام .
قالت ماري وهي تضحك:
_تستطيعين تدبر الامر ستبدين اسمن طبعا ولكن ستبقين رشيقة الحركة .
كانتا تضحكان معا وتتبادلان الصواني ,كانت جيسكا تمزح وماري تصغيي اليها مبتهجة ي بطبعها متحفظة خجولة ربما بسبب تربيتها وهنا على الباخرة, لاوجود للخجل,فالطاقم اعتبرها صديقة قديمة بسبب وجودهم معا اربع وعشرين ساعة في اليوم,فالشعور بالمشاركة امر لم تختبره من قبل كونها الطفلة الوحيدة للعائلة لقد كانت سعيدة ولكنها وحيدة.
دائما بمفردها وعندما انتقلت الى العيش مع عمتها لم يتغير شعورها بالوحدة ,بالطبع كان لها اصدقاء في المدرسة وفي الجامعة ايضا ولكن طفولتها كانت تفتقر الى الصداقة ولقد اصبح الاعتماد على النفس جزء من شخصيتها وبينما كان رفاقها يتبادلون النكات والمزاح كانت تنتحي جانبا تراقبهم ولاتفكر مطلقا في مشاركتهم كل هذا الطيش .
ولكن كان ينتابها شعور غامض وغريب بسبب الجمال الذي تملكه,وشعرها الاشقر الطويل وعيناها الواسعتان البنيتان وملامحها الدقيقة حاول الكثير من الشبان التودد اليها,لكنها لم تكن في عجلة من امرها للبحث عن فارس احلامها .
في الحقيقة ان هناك امر لم تعترف به حتى ولالنفسها بان جميع من التقتهم في الجامعة لم يجعلوها تشعر باي احساس بالحب فهي تعلم ان الحب سيكون رائعا وعلى الرغم من اراء عمتها المتحفظة ,فهي لن تغير رايها.
امتلات طاولة الطعام بالاواني واباريق من عصير الفاكهة وقوالب الحلوى والاكواب واخذت قاعة الطعام تضج بالمسافرين الذين كانوا يتوافدون على طلب مايرغبون من الماكولات الشهية,ومما لاشك فيه انهم بعد ثلاثة اسابيع من التجوال على متن السفينة سيزداد وزنهم قبل العودة الى ديارهم ولكن كان هذا اخر مايفكرون به,على اعتبار ان شعارهم تمتع الان وعاني لاحقا.
اخذت ماري تهتم بالاطاولات الممتدة امامها تتحدث مع الضيوف وتلبي طلباتهم من الشاي او القهوة.
سمعت صوتا وراءها يقول:
_من الممكن ان اطلب كوبا من المياه المعدنية.
كان صوتا رقيقا متكاملا جعلها تتورد خجلا ,استدارت بسرعة وفتحت فمها لتتكلم ,بكل تهذيب طبعا ,ولكن التصقت الكلمات بحنجرتها.
كانت تحدق بتاثر برجل ذات وسامة لم ترى مثلها في حياتها,كان يملك عينان رماديتان ممتزجتان باللون الازرق كلون البحر في الشتاء,واهداب طويلة كثيفة سوداء وشعر اسود داكن ,اما ملامحه فقد كانت قاسية اكثر مما هي جميلة كل شيء فيه ينم عن السلطة.
شعرت ماري بانها مازالت تحدق به بدهشة فانتبهت وقالت:
_اننا نقدم عدة انواع من الشاي اللذيذ وايضا قهوة وعصير اذا اردت.
_انتم تقدمون كل ذلك ,حقا ؟.
لقد شعرت بالاستياء والحرج,واخذت تستعيد ماتعلمته في حال ان احد المسافرين حاول ازعاجها.
_اذا اردت اعلامي اين طاولتك يسعدني ان احضر لك قائمة الطعام مع كل انواع العصير الموجودة هنا.
_كم انت كثيرة الاهتمام .
وشعرت بارتباك تجاه ابتسامة جعلت قلبها يخفق بعنف.
تحرك باتجاه احدى الطاولات كانت تراقب خطواته المختالة ثم جلس واشار باصبعه باتجاهها فاقتربت منه بحذر .
قال :
_اريد ابريقا من الشاي لاثنين
_اه ,طبعا.
اخفضت راسها وشعرت بخيبة امل كبيرة اذا انه مع احد وهذه حقيقة فلا يبدو انه من النوع الذي يسافر بمفرده ,كما انه ليس بحاجة لمطاردة النساء ليحظى بصداقتهن.
قال وهو يحدق بها:
_لديك الوجه الاكثر شفافية ارى الافكار تطفو عليه بوضوح ,كم تبلغين من العمر ؟17 اما 18 ؟.
_انني في 21ولااعتقد انني استطيع المضي في التكلم معك.
_في 21؟امر غريب؟.
_ماهو الامر الغريب؟.
_معظم النساء في هذا العمر يصبحن متخمات بالتجارب ولكن تبدين كورقة بيضاء لم يكتب عليها شيء ,هل انا مخطئ؟.
مرة ثانية شعرت بالارتباك والحيرة فهذا النوع من الكلام لم تسمع به من قبل .
قالت بانزعاج ظاهر:
_لم افكر بالامر البتة ,والان استميحك عذرا.
استدارت واتجهت ناحية المطبخ شاعرة بعينيه يتبعانها .
امسكتها جيسكا قائلة :
_من هو ؟ومن اين اتى ؟ لم يكن هنا الليلة الماضية انا متاكدة من ذلك.
_لااعلم من يكون .
_الم يقل لك اسمه ؟فقد تكلمتما معا وقتا طويلا ,لاشك انه اخبرك باسمه.
_اطلاقا .
_الشخص الغامض امر جميل.
قالت ماري وكانها تذكرها :
_انه ضيف ولديه صديقة.
هذا الرجل اثر بها من غير ان يحاول ذلك,ولقد شعرت بالارتياح لانه ليس بمفرده وان علاقتهما يجب الا تتعدى انه ضيف على هذه الباخرة وهي نادلة.
عندما عادت الى قاعة الطعام,فوجئت ان صديقته لم تكن شقراء وفارعة الطول كما كانت تتوقعها بل امراة ناضجة في الخمسين من عمرها ذات مظهر ارستقراطي.
التقت عيناه بها وابتسم تظاهرت كانها لم تره.
عندما اخذت ابريق الشاي لهما ,لم تستطيع النظر الى وجهه .
قال بنعومة وهي تضع الابريق على الطاولة:
_الاعتقد انني اعرف اسمك؟.
_ماري ستيفنز ياسيدي.
قال باهتمام :
_ماي ستيفينز اسم غير عادي .
نظرت اليه منزعجة ان تكون هدفا لتسليته اما المراة الجالسة الى جانبه فكانت تحدق بها ببرودة.
امسكت السيدة بذراعه وهي تقول:
_عزيزي دع الفتاة وشانها ,اشك انها تستطيع تحمل مزاحك.
نظرت اليها نظرت غير محببة ,لقد كانت جذابة ولاشك انها في شبابها كانت رائعة الجمال.
اجابت ماري :
_بالطبع استطيع فانا اتقاضى راتبي من اجل الاهتمام بكل الامور على الباخرة بما فيها روح السخرة التي لااجدها مسلية بالفعل.
اجابت السيدة بصوت لايخلو من العجرفة:
_لااهتم البتة بمعالجتك للامور ياصغيرتي.
واحست ماري بان عليها الاعتذار فهذا ماتعلمته ايضا قبل البدء بالعمل ,فالزبائن دائما على حق حتى عندما يخطئون .
_اني اسفة حقا.
اشارت السيدة بيدها بطريقة ان هذا الامر لن يحدث ثانية وتنهدت ماري براحة,فعملها مهم بالنسبة لها ولاتريد خسارته لانها لم ترق لاحد الضيوف.
نظرت السيدة الى الرجل بجانبها وقالت :
_هولدن هل تريد شيئا اخر ؟.
هولدن اسم غير عادي كان جالسا على الكرسي باسترخاء ويداه متشابكتان اصابع طويلة وذراعين قويتين يكسوهما شعر اسود يظهر على ساعته الذهبية.
قال :
_في هذه الحالة عليهم التعامل معي اذا لم يعجبهم الامر.
لم يكن من النوع الذي يقبل الرفض لاوامره ,علمت ذلك بسهولته ومن طريقة اصداره للامر.
ترددت ماري بعض الشيء ثم جلست
_لاتقلقي لن يحدث شيء اذا جلست وتحدثنا قليلا,ولكن اخبريني هل انت دائما بهذهالعصبية ؟.
_وهل انت دائما بهذا التسلط؟.
ضحك وقال:
_كل الوقت.
_في هذه الحالة اشعر بالاسى على الذين يعملون عندك.
قال ببرود:
_انه لامر مريح ان مرافقتي ليست هنا ,لانها كانت ستستاء من هذا الكلام كثيرا.
_واعتقد انك تستمتع الى كل كلمة تقولها؟.قالت ماري ذلك وهي تشعر بالخوف ,فان لم تنتبه لكلامها فهذا يعني انها ستخصر وظيفتها ماعلاقتي بهذا الرجل؟.
تمتم قائلا وهو ينظر اليها:
_احاول ذلك,هنالك قلة من الناس اصغي اليهم وهي واحدة منهم.
ارادت ماري ان تساله الا انها هي من تدفع المصاريف ؟هل انت حارسها ؟شعرت بالاشمئزاز ثم قالت عوضا عن ذلك:
_هكذا اذن.
قال بنعومة :
_انت تظنين انني مرافقها وترين الفكرة مزعجة لماذا ؟فالعالم ملئ بالنساء اللواتي يعشن على كاهل ازواجهن بدون اي عمل يقمن به وكل العالم يقبل بذلك فلما يجب ان يكون الامر مختلفا عندما تنقلب الادوار؟.
نظرت الى عينيه الغريبتين المتوهجتين وشعرت وكانها تغرق وقالت :
_الامر مختلف........
قال :
_ماهذا المنطق الغريب.
نهضت وهي تقول :
_ارى انك ستمضي النهار تناديني ولكن لن ابقى هنا واتحمل المزيد اعلم انك زبون على متن هذه الباخرة ولكن هذا لايعطيك الحق باهانتي.
_اه ,اجلسي ,لا احد يهينك .كان يبدو سعيدا جدا بعصبيتها.
قالت :
_علي الذهاب والمساعدة في اعمال المطبخ على كل حال.
قال وكانه نفد صبره:
_لن تعاقبي لانك تتكلمين معي ,ثقي بي.
قالت بنعومة وهي تعاودالجلوس:
_ولا حتى من مرافقتك؟.
قال بجدية :
_اه نعم ,ربما منها ,اعتقد ذلك ,فوالدتي عديمة الشفقة بالنسبة الى النساء اللواتي ترى انهن غير مناسبات لي.
_والدتك.؟
رفع حاجبيه وكانه دهش من تفكيرها ثم اجاب بنوع من السخرية:
_بالطبع ومن كنت تعتقدينها؟ اه , عفوا,لقد نسيت انك اعتقدت انني مرافقها.
شعرت ماري بالاختناق فهي مرتبكة وتشعر بانها منقادة لهذا الرجل .
_لم افكر بذلك مطلقا.
_والان ,ماذا لديك من عمل هذا المساء ؟.
_ماذا !استميحك عذرا ؟.
قال :
_الليلة اتوقع انك ستساعدين في بعض الاعمال بعد العشاء ولكن بعد ذلك ماذا ستفعلين ؟.
_بعد ذلك ؟لاشيء ,ساراقب عرضا في قاعة الاحتفالات من المقاعد الخلفية لان هناك كوميدي مشهور الليلة.
_لنلتقي على ظهر السفينة.
_لااعتقد انني استطيع .
هذا الرجل ليس من طبقتها كما انه اخبرها انها ليست من النوع الذي يرضى والدته ومع كل هذا كانت تشعر باندفاع تجاهه.
سالها بوضوح:
_لم لا ؟.
_حقيقة لااستطيع ,قد اخسر عملي اذا......
_انني اتكلم عن التحدث قليلا على متن السفينة وليس اكثر من ذلك .
_اعلم ذلك ولكن في الحقيقة لااستطيع .
نظر اليها بامعان وقال:
_حسنا ,اذا كنت تفضلين اعتبري ذلك امرا من رئيسك.
رفعت نظرها باستغراب وقالت:
_ماالذي تتحدث عنه؟.
قال بهدوء:
_انا هو رئيسك,انا هولدن غراي ستون,واملك هذه الباخرة.
سالته :
_بالطبع لا ؟هل انت حقا ؟ولكن ان كنت حقا فلا بد.....ان الجميع هنا يعرفك.
_لم عليهم معرفتي ؟انها المرة الاولى التي يرونني فيها ولقد طلبت من القبطان ان يبقي الامر سرا,فانا اريد ان ارى الامور على حقيقتها بدون تكليف .
اعترضت قائلة:
_هذا ليس منصفا.
نظر ليها بامعان وقال:
_عندما تتعلق الامور بالاعمال كل شيء منصف فالعمال من طبيعتهم ان يغيروا تصرفاتهم امام رؤسائهم,ولذلك لااريدك ان تخبري احدا بما قلت لك لقد وصلت مع والدتي الليلة الماضية بواسطة طوافة,وكما يعتقد المسؤولون انني تاخرت عن الرحل بسبب مرض احد افراد عائلتي,وهكذا اتاكد بنفسي من مهارة الطاقم.
_اذن لماذا تخبرني كل هذه الامور؟.
_بسبب......صوته كان خفيفا وهامسا:
_انك تعجبينني وارغب بالتعرف اليك اكثر,واذا اردت ذلك ,عليك الكف عن التصور انك ستتعرضين للمشاكل كلما نظرت ناحيتك او كلمتك .
_ولكن والدتك ...
_امي تعتقد انها تستطيع التحكم بحياتي ولكن في الحقيقة لا.
كان يبتسم ونبرة صوته صارمة,ان من الصعب معارضته.
كانت تقف على ظهر السفينة المهجورة لان الجميع كانوا يتابعون العرض المسلي,اما هي فما زالت تسبح في عالم خاص بها,وكانت تعلم انها ان لم تكن يقظة ستجد نفسها تغرق بدون اي امل بقارب النجاة.
فهولدن غراي شاب رائع ذكي وكامل الثقة بنفسه.
نظرت اليه خلسة,تحت ستار الليل,كان وجهه ضائعا في المدى البعيد في تلك اللحظة ادار بوجهه والتقت عيناهما شعرت ماري بان قلبها يترنح ,ترى بماذا يفكر؟ماذا يدور في راسه ؟شعرت انها لاتستطيع التوقف عن التحديق به.
لاتتذكر بماذا تحدثا خلال الساعة الماضية ,ولكن تعلم انها تكلمت كثيرا فلديه طريقة لرائعة لحثها على الكلام تجعلها تشعر بالسعادة وبالقلق في ذات الوقت.
كانت تسمع صوت الموج يضرب بقوة جوانب السفينةوكان الهواء ناعما ومنعشا يتلاعب بشعرها وكان يصعب عليها التفكير في ان هنالك اكثر من مئتي شخص في هذه السفينة فقد كانت تشعر انها هي وهولدن هما الوحيدان في العالم اجمع .
لم تكن تشعر بان للحب كل هذه القوة في المشاعر ,كانت سعيدة ان تكتشف هذه المشاعر للمرة الاولى ومعه بالذات.
قال وهو يبتسم:
_انت جميلة , وبالتحديدلم اقابل احدا مثلك في حياتي كلها.
سارا الى داخل السفينة بصمت كانت تشعر انها على شفير اكتشاف شيء جديد ربما ذاتها .
قال :
_سترسو الباخرة غدا في غرينادا ,سنخرج للغداء في احد المطاعم وسنتحدث.
ضحك وهو يقول بنعومة :
_انك تشبهين غزالا شاردا ولا اريد ان افقدك .
تركها وغادر اما هي فبقيت واقفة مكانها تتامل النجوم القمر والبحر الرائع.
نهاية الفصل الاول


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس