عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-16, 10:27 AM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع
كانت الايام التالية امتحان عسير لضبط الاعصاب فحوصات الدم اجريت وبدات عملية الانتظار للنتائج .
وكانت ماري تعلم ان هذه هي اسوء الايام من خلال تجاربها السابقة ,كانت تتارجح بين الامل والياس,سالها هولدن بينما كانا يغادران المستشفى بعد اجراء الفحوصات :
_تشعرين بالرعب اليس كذلك ؟.
نظرت اليه بغضب مدمر من التعب والخوف .
_ماذا تعتقد ؟لقد هجرتني كثيرا لانني لم اخبرك بانني حامل ,ولكن الان انت تشارك في مرض هاتي !العلاج والياس الواقع بنا ,ولاتنسى انني الاحظ تراجع صحتها تحت ذلك الوجه الطفولي الرائع ,كما ان اجراء الفحوصات وانتظار الوقت لنكتشف ان كان هناك امل ام لا ,بالطبع كل هذا يشعرني بالرعب.
نظر اليها بشراسة ,لانها تقلب الوقائع ثم هز راسه بقلق وقال :
_اسمعي ليس هناك من حاجة الى هذا التوتر ,فهو ليس بالامر الجيد بالنسبة الى هاتي اليس كذلك ؟
_ولا ان نبتهج متظاهرين بان الامور تسير على خير ما يرام ,ثم لاتخبرني ماهو جيد بالنسبة لهاتي وماهو سيء لها فلدي خبرة ثلاث سنوات اكثر منك .
قال بغضب ظاهر:
_وهذا امر لايدعوك الى الافتخار به.
امسك بمعصمها بقوة وتابع:
_اسمعي جيدا ياماري على الرحيل لبضعة ايام ,وبالتحديد حتى تظهر النتائج عندها سيتصل بي الطبيب ولان تمتعي بحياتك كما تشائين ,لانني عندما اعود ستتغير الامور.
من الصعب عليها الاعتراف انها كانت ملاحظة مفرحة في لحظة الوداع ولكنها لم تتوقع الفرح من خلال علاقتهما وبطريقة ماكانت تخاف من ذلك .
لم تستطع اخباره ان التمتع بحياتها الان امر مستحيل ,توقف الباص في زاوية الشارع ونزلت بسرعة متجهمة وغارقة في افكارها.
فكل الباص في زاوية الشارع ,ونزلت بسرعة متجهمة وغارقة في افكارها .
فكل هذه السنوات كانت تدفع ذكراه الى اعماقها معتبرة ان ذلك افضل حل لها .
كانت ماتزال تفكر عندما رات عمتها تلوح لها من بعيد تلوح بجنون وتضحك ايضا,عندها بدات ماري تركض لاشك ان النتائج ظهرت .
لم تتوقع اتصال الطبيب قبل المساء ,عمتها فرحة جعلها تشعر بالدوار وكانها مريضة فالامل امر خطير هذا ماقالته لنفسها لكنها لم تستطع ابعاده عن افكارها,فالامل قوي كالخوف هذا ما قاله لها هولدن.
قالت اديت :
_اخبار جيدة .
_يعني دم هولدن .........
_اتصل الطبيب منذ ربع ساعة ,هيا ادخلي هاتي تلعب عند اميلي ,فبامكانا التحدث من دون ان تقاطعنا عزيزتي...
دخلت ماري وهي تلاحظ يدي عمتها ترتجفان تابعت:
_لقد تحدث معي الدكتور هيلبورن بنفسه وقال ان النتيجة ممتازة .
_انه ليس بالحلم اليس كذلك ؟.
_لاعزيزتي ,انه ليس بالحلم ,الطبيب لايرغب ان نامل كثيرا ولكن قررت العملية نهار بعد غد وفرص النجاح جيدة ,هذه كانت كلماته بالتحديد وانت تعلمين ان كلمة جيدة تعني رائعة .
قالت ماري:
_اريد الجلوس.
قادتها عمتها الى طاولة المطبخ وسكبت لها فنجانا من الشاي ونظرا الى بعضهما بصمت .
همست ماري والدموع في عينيها :
_اشعر وكانني لا اجرؤ على التصديق .
_لاشك ان هولدن عرف الان.
_وكانه حلم .
قالت عمتها بصوت هش :
_لن تنهاري الان اليس كذلك .
ومسحت دمعة عن خديها.
ابتسمت ماري لها وقالت:
_ساحاول الا افعل .
رن جرس الهاتف في غرفة الجلوس ,ونهضت ماري لترد عليه واول مافكرت به ,لابد انه الطبيب يتصل ليخبرها انه اخطئ فلقد اعطاها نتائج فحوصات اخرى .
ولكن لم يكن الطبيب بل هولدن ,صوته العميق جعلها ترتجف عاجزة عن الكلام للحظات ,ثم سيطرت على نفسها وقالت بسرعة:
_هل اخبرت بالنتائج؟.
_اجل اسمعي لااستطيع التكلم معك على الهاتف ,انني في البيت تعالي.
شعرت بالغضب من خلال صوته الامر,سالت :
_لماذا ؟لااستطيع القدوم .
_انت تعرفين العنوان ,انتظر قدومك خلال ساعة .
وسمعت اقفال الخط عندها غضبت بجنون وهي تحدق بسماعة الهاتف كيف يجرؤ على معاملتها هكذا!
قالت لعمتها وهي تسير باتجاه المطبخ :
_انه هولدن .
وتابعت :
_يريدني ان القاه في بيته .
قالت عمتها بهدوء:
_اعتقد انه يريد ان يتحدث عن الامر معك هاتي لن تعود الى البيت قبل ساعتين فهي ستشرب الشاي عند اميلي.
فكرت بانها ستذهب وستحاول اخفاء عداوتها له فقط لبعد اجراء العملية عندها اذا كان سيعتقد انه يستطيع السيطرة على حياتها ,سيصاب بصدمة كبيرة.
بدلت ثيابها بسرعة وخرجت وصلت الى بيته وهي تشتعل غضبا .
رفع حاجبيه وقال:
_انت اسرع مما تخيلت .
تبعته وهي تشعر بالارتباك,اقترب من الطاولة وسكب لها كوبا من العصير وقدمه لها.
قال وهو يبتسم ابتسامة خفيفة :
_اخبار جيدة اليس كذلك ؟.
_هل هذا سيبعد الخوف عنك في الوقت الحاضر.
قال :
_انتظريني لحظة سابدل ملابسي .
سار باتجاه غرفته وجلست هي على حافة احدى المقاعد ويديها على ركبتيها.
قررت لن تمكث هنا اكثر من نصف ساعة لتعلم الامور التي يرغب بحثها,ثم عليها العودة الى البيت فهناك كثير من العمل ,تحضير حقيبة هاتي والامر الاكثر اهمية هي انها ستخبر ابنتها عن العملية بطريقة ما.
عاد هولدن انيقا جذابا كعادته مرتديا بنظال رمادي اللون وقميص ابيض ,كان يبدو مرتاحا وفكرت لاشك انه انسان صعب جدا, فهويستطيع ان يكون حاقدا ومؤذيا ولكن عندما يريد يصبح ساحرا وحنونا وسندا قويا تستطيع الاعتماد عليه.
قال وهو يجلس على الكنبة امامها:
_هل تكلمت مع هاتي عن العملية ؟.
_لا ليس بعد ,انها عند صديقة لها الان ,وساخبرها بذلك غدا صباحا لقد اخذت يومين اجازة وقد كانوا متعاونين ومتفهمين معي.
_كيف تتوقعين شعور هاتي للعملية ؟هل ستخاف ؟.
قالت ببطء:
_لا ,لااعتقد ربما ستتوتر قليلا ,ولكنها تعرف مسبقا انها ستتعرض لعملية جراحية ولقد رات فيلم فيديو عن المرض الذي اصابها ......
ابتسمت وتابعت:
_وتلك الصور شجعتها كثيرا.
_فكرت لو ناخذها الى مكان ما قبل العملية.
_ماذا ؟.
لسبب ما الفكرة ارعبتها وتابعت:
_ولماذا؟.
_لماذا تعتقدين؟.
_لااعتقد انها فكرة جيدة .
_اريدها ان تعاد علي ولااريد ان تستمري في الصراع معي كل الوقت .
اعترفت :
_انا لاافعل ذلك ,بالطبع انت تريد ان تتعرف عليها اكثر افهم ذلك .
كانت قد امضت اسبوعين وهي تحلل فكرة وجوده في حياة هاتي وقد تدبرت الامر بان تكون علاقتهما رسمية جدا ,لاتتعدى السلام عندما ياتي لياخذ ابنته عند الباب الخارجي وجملة منمقة كقول:
_هل امضيتما وقتا سعيدا؟.
عندما يعيدها فمن الصعب عليها التفكير حتى بهذه اللياقة الاجتماعية.
_اعلم انها جزء من حياتك الان ,ولاادري ان كان عملا جيدا ابقائها سرا عنك طوال تلك الترة .
شعرت بوجهه يكفهر ولكنها تابعت بسرعة :
_وفي الحقيقة انا اعلم انك تريد الاتصال بها بعد العملية الجراحية وهذا امر جيد ومعقول .
قال باستهزاء :
_كم انت رقيقة الشعور .
_حسنا هذا ماافكر به ,ولكن ربما افضل ان تدع الامور لبعد اجراء العملية ,عندها باستطاعتك اخذها الى اي مكان تريده.
_لا .
قالت وعيناها تنظران اليه بعداوة ظاهرة:
_ماذا تعني بلا ؟.
_اعني اريد ان ارها قبل اجراء العملية باستطاعتنا الذهاب الى اي منتزه نتمشى قليلا ,ننظر الى الاشجار نطعم البط .
_انت تطعم البط ؟.
ضحكت بصوت عال:
_لاشك انها كانت طارت بعيدا من الخوف .
نظر اليها وقال:
_شكرا على تعبيرك في هذه الحال سابقى بعيدا عنهم واترك لك ولهاتي امر اطعامهم .
فاومات ايجابا بالطبع كانت هاتي متشوقة للامر,وحاولت ماري ان تتظاهر انها لاتلاحظ ردة فعل عمتها.
همست في اليوم التالي :
_لقد اصر كثيرا على هذه النزهة .
بينما كن يقفن امام الباب بانتظار سيارة اجرة :
_وبذلك يمكنك ازالة ملامح الشك هذه عن وجهك.
ضحكت اديت وقالت:
_عزيزتي ,لم اسالك عن اي تفسير!.
_ليس عليك ذلك فالامر واضح على وجهك .
_حسنا لم تستطع امراة العجوز من التعجب كيف ثلاث سنوات من المرارة ستزول في نزهة بحديقة عامة ,ولا اعتقد ان هذه فكرة جيدة.
قالت ماري:
_لن اعود اليه.
وتابعت بطريقة مبهمة لان الاطفال يفهمون كل حديث حتى ولو بدوا انهم لايتابعونك :
_كل مامضى هو جزء من الماضي .
_بالطبع هو كذلك .
_لن اعود اليه ثانية ولو كان والد ابنتي .
_بالطبع لن تعودي اليه .
_التفاهم معك امر مستحيل.
ونظرت تجاه ابنتها التي كانت تشدها بيدها باتجاه السيارة وهي تلوح لعمتها.
كان هولدن ينتظرهما امام المنتزه نظرت اليه وتنهدت بعمق ,كانت هاتي تتقدم وهي خجلة تحدق به بصمت وهي ممسكة بيد امها انحنى صوبها وقال وهو يبتسم:
_اتتذكرينني ؟
اومات براسها بتحد وتابع :
_لقد احضرت لك هدية .
ونظر الى ماري بتحد اقتربت هاتي منه قليلا.
سالت بخوف :
_هدية ؟.
وتطلعت الى امها بقلق .
قالت ماري:
_هيا ,حبيبتي لاتخافي .
كانت تعلم ان ابنتها وضعت في حالة صعبة وحرجة.
اخرج الهدية من وراء ظهره وقدمها لها تحول الخجل الىابتسامة مشرقة.
_حصاني الصغير.
حملته عاليا لتراه امها "وفرشاته ايضا "
تركت يد ماري وقالت لهولدن الذي مازال منحنيا :
_شكرا لك .
وقف بجانب ماري بينما راحت هاتي تسير امامهما وهي تمشط شعر الحصان الازرق.
تمتم :
_لااريد محاضرة منك بذلك اريد الحصول على اهتمامها .
قالت بهدوء :
_لم اكن ارغب بالقيام بذلك .
اخبرها وكانه يدافع عن نفسه بينما كانوا يتنزهون :
_لدي ثلاث سنوات من العطاء لاتمكن من التعويض عليها ولقد اضطررت ان اكبح نفسي كي لااشتري لها كل الالعاب في المتجر ,كما انني لم اتوقع ان يكون هناك كل هذه الكمية من الالعاب فقد لاحظت اكثر من اثني عشر لعبة من كل نوع.
كانت هاتي تسير باتجاه الحوض وهي تمسك بالحصان.
قالت :
_سنطعم البط .
نظرت الى هولدن وتابعت :
_البارحة اخذتني امي الى مزرعة حيث هناك اطعمت الدجاج .
سال بلهجة مازحة:
_البارحة؟.
ضحكت ماري وقالت:
_في الحقيقة منذ ثلاث اشهر ولكن الاطفال لايعنيهم البتة امر الوقت وتقسيم الزمن
تابعت هاتي بدون خجل :
_ياتي االبيض من الدجاج ,والصوف ياتي من الغنم ,اما الريش فياتي من الوسادة.
ضحك هولدن وهذا مالم ترحب به هاتي ابدا.
قال لماري :
_تعبير رائع للغة انها رائعة.
قالت بفرح :
_عالم الاطفال ,ليس اكثر.
كان يوما جميلا ,جميلا جدا,فكرت بتكاسل لن تفسده بسبب المرارة التي تعانيها ,وعلى كل حال ,لن تفسد فرح هاتي بسبب وجوده وبسبب ماتشعر به حياله .
كانت قد احضرت بعض الخبز معها ....وجلسوا في ظل شجرة ,وانتظرت هاتي بصبر بينما كانت امها تقطع الخبز الى اجزاء صغيرة ,امسكت بيدها الفتاة واتجهت الى مسافة معينة ورمت الخبز في الماء واخذت تنظر الى البط بفرح وهي تلتهم قطع الخبز عندما عادت وضعت الحصان على الارض وقالت باهتمام :
_انه متعب ,ويريد ان ينام .
قال هولدن بذات الاهتمام :
_بالطبع فالتعب باد عليه بوضوح .
قالت بقلق :
_واذا اتى غريب ما لاشك سياخذه .
ضحكت ماري :
_ساراقبه كي لايلمسه احد .
شعرت هاتي بالارتياح وعادت لتطعم البط .
كان هولدن ينظر الى ابنته بانذهال وشعرت ماري بخفقان قلبها.
تمتمت قائلة:
_لاشك انه احساس غريب عليك .
_بالطبع انه كذلك لم ادخل الى منتزه منذ سنوات فكيف مع طفلة تطعم البط ,في الحقيقة لم اكن اعلم ماذا كنت افتقد .
نظرت ماري اليه بدهشة .
قال بصوت منخفض :
_لن اسامحك ابدا ,كان عليك اخباري عندما علمت انك
حامل .
قالت غاضبة :
_لاتبدا من جديد .
قالت هاتي وهي تقترب منهما وتجلس امام والدتها :
_لقد تعبت.
قالت ماري وهي تنظر باتجاه هولدن بنظرة قلقة :
_اعلم ذلك .
قالت :
_لقد اخبرتني البط انها شبعت تماما.
وتابعت وهي تنظر الى هولدن :
_وانها تعيش في مزرعة الجد ماكدونالد ,ولقد تناولت طعامها هناك .
سالها باهتمام :
_وماذا اكلت ؟.
فكرت قليلا:
_بان كيك ,وحبوب مطبوخة .
نهض برشاقة ومد يديه لها:
_مارايك بنزهة على كتفي باستطاعتك النظر الى كل تلك الاشجار واخبرك عن اسمائهم .
نظرت هاتي برغبة الى ذلك الاقتراح وشجعتها ماري قليلا,تقدم ورفعها على كتفيه وكانها ريشة وابتعدا معا وسمعت هولدن يقول:
_اعرف اغنية عن الشجر هل انشدها لك ؟.
راقبتهما ماري واحساس من الخوف غمرها لم تكن تريد هذا الشعور ,لم تكن تريد ان تشعر ماذا خسرت في كل تلك الفترة ,فالشعور بالراحة والامان بوجود هذا الجو العائلي يخيفها فهولدن حنونا عندما يكون بجانب هاتي ولكنه مازال يكرهها ,فلن تسقط ابدا دفاعها ,ولن تنسى ابدا ماذا جرى بينهما ,لان الكلام الذي تفوها به بغضب اوجد كل هذا الشك.
عندما عادا نهضت وحاولت استعادة رباط جاشها ,نظرت اليه وهو ينزل هاتي عن كتفيه وهي تنظر اليه بعاطفة فشعرت بضيق في صدرها.
عادوا بسيارته الى البيت بصمت تام بينما نامت هاتي على المقعد الخلفي ,وعندما وصلوا فتحت اديت الباب ,تقدمت ماري لتقول بتهذيب :
_شكرا لك على هذا النهار الممتع .
حملت هاتي واتجهت نحو عمتها اديت,عندها امسك يدها وقال:
_ليس بهذه السرعة .
وابتسم لاديت وهو يلاعب شعر ابنته .
تمتم :
_سنذهب معا في نزهة قصيرة ,هنالك مسالة صغيرة اريد بحثها معك.
_الا يمكن تاجيلها ؟.
_هل تستطيعين الاستغناء عن ماري لمدة ساعتين؟.
احنت راسها موافقة مبعدة عن عينيها اي احساس بالفضول.
سالت ماري عندما جلست داخل السيارة :
_الى اين الطعام .
_لكني لست بجائعة .
تجاهل جوابها :
_حيث نستطيع ان نتكلم ونتصرف كبالغين متحضرين بدلا من رمي الاتهامات على بعضنا .
لم تجب كان يظن انها تصرفت كطفلة منذ اللحظة التي وقعت عيناها عليه في مكتبه ولكن هذه ليست الحقيقة .
كان المقهى في احد ضواحي لندن وكان هولدن معروفا تماما هناك .
قال بعدما انتهيا من طلب الطعام :
_لقد مضى علي اسبوعان افكر بالامر ,فانا لم اجد نفسي مرة اقوم بدور الاب ,ولايمكنني القول ان الامر غير قابل للتكيف معه,ولكن....
قاطعته ماري بسرعة:
_نعم ,بالطبع هاتي ,انني جاهزة للقيام باتفاق معك من اجل حقك بالزيارة كل اسبوعين ,نهار السبت.
تلعثمت قليلا,لم تتوقع اجابة جذلة من خلال اقتراحها ولكن من ناحية اخرى بعض الاجابات كانت مقبولة .
وضع الخادم الطلبات على الطاولة وانتظرا حتى اصبحا بمفردهما مجددا وقال ببرودة :
_لااعتقد ان هذا الوضع كاف.
اخذ رشفة من شرابه وتابع التحديق بها.
قالت ماري :
_اعتقد انني منصفة تماما ,فالامر سيكون مقلقا ان ترها خلال الاسبوع ,فانا ارغب ان تنام باكرا ولا اعلم لاي وقت تبقى انت في مكتبك ,ولاارى انه من المناسب لك القدوم لترى ابنتك مرتين في الاسبوع عند الساعة الرابعة.
نظر اليها وقال :
_لنجعل الامر واضحا تماما ,لاانوي البتة القدوم نهار السبت لاخذ ابنتي لنزهة في حين تبقين في البيت تنظرين الى ساعتك حتى اعود ,عندما قررت الاتصال بي,لاشك انك خدعت نفسك بالتفكير انني قداوافق على اي خطة تضعينها لي ,ولكن اذا فعلت فستتخليين عن اهدافك ,هذه الطفلة جزء من حياتي وهي تحتاج الى حضور ابد دائم ,وليس الى اب تلمحه من فترة الى فترة.
رمته بنظرة مرتبكة وقالت:
_ماذا تعني بذلك .
_اعني ان هاتي ستعيش معي .
انحنت باتجاهه وهي ترتجف :
_اطلاقا ,لن تاخذ ابنتي مني ! انت تعتقد انك بالمال تستطيع شراء كل شيء ولكن لا شك انك فقدت عقلك اذا كنت تعتقد ان هذا يتضمن الناس ايضا.
قال وقد فقد صبره:
_انا لاارغب البتة في ابعادها عنك ,انني اتحدث عن شيء يجمعنا معا بشكل دائم,لقد فكرت بالامر كثيرا وانتهيت الى نتيجة واحدة وهي يجب ان نتزوج.
حدقت به بدهشة من غير ان تتكلم ثم اخيرا قالت:
_لاشك انك اصبت بالجنون .
_لماذا ؟الا ترين ان الامر معقولا ؟.
_ربما حبا بعمل طائش .
كانت متوترة الاعصاب فمنذ ثلاث سنوات كانت مستعدة للتخلي عن كل شيء لتسمع هذه الكلمات ولكن ليس بهذه الطريقة .
كان يتارجح على شفير الانفجار ولكن عندما تكلم قال باتزان كلي:
_تحتاج هاتي الىالعائلة انظري كم تمتعت بخروجها معنا الى المتنزه.
_كانت هاتي ستتمتع بالخروج الى المتنزه ولو اخذتها مع مخلوقين من العالم الخارجي .
صوته مازال هادئا اما نظراته فكانت متقدة :
_لما لاتكف عن التفكير بنفسك وتفكري قليلا بابنتنا ؟.
همست :
_كيف تجرؤ على هذا الكلام .؟
منتبهة الى الخادم الذي احضر المقبلات فانتظرا ,معا بصمت واخذا يحدقا ببعضهما بغضب.
انفجرت به قائلة :
_لقد اتيت والان تريد تولي زمام الامور.
_انا لاارغب بتولي اي شيء.
_لا ؟.
وامسكت قطعة من قريدس واكلتها لم تشعر بطعمها فلقد كانت منزعجة تماما تابعت:
_لقد فاجاتني كيف تقدم عرضا للزواج على باحثة عن الذهب .
وتابعت بمرارة :
_وهذا ماكان يجعلك تحتقرها كثيرا.
ازداد توتره عند سماعه كلامها .
قال اخيرا:
_اسمعي ,ليس هناك من حاجة الى اعادة الماضي.....
_الماضي جزء من الحاضر.
_هاتي هي الحاضر ,وهي تحتاج الى عائلة ,خاصة بعد خروجها من المستشفى وبماذا تعتقدين ان ابنتك ستشعر عندما تكب وتعرف انك رفضت ان تتزوجي اباها؟وعندما تعلم انك رفضت ان تعطيها الاحساس بالعائلة مع كل الامكانيات التي كان سيوفرها لها المال وكل ذلك بسبب كبريائك؟.
_الكبرياء ليس له اي دور هنا! ولكن ماذا عن الحب ؟.
سالته ماري :
_وماذا ستقول امك عن طلبك هذا ؟.
تراجع الى الوراء محدقا بها وقال :
_ستتقبل امي الوضع لن يكون لها الخيار ,في الحقيقة اننا لانتقابل كثيرا هذه الايام فعلاقتنا متوترة .
وادار وجهه بمرارة .
_فكري جيدا بالامر.
قالت :"سافعل ".
_وفكري ايضا بهاتي .
لم تقل شيئا ولكن بقيت كلماته تدور في بالها وانتهى لقاؤهما بارتباك وغضب مدفون.
عادت الى البيت بعد ثلاث ساعات وبعدما نامت ابنتها بامان اخبرت عمتها عن اقتراح هولدن للزواج .
قالت ماري بياس :
_انه يحاول السيطرة علي ,راغبا بالزواج من اجل مصلحة هاتي وهو يعلم انني لست في موقع منيع للرفض.
قالت اديت بتعجب:
_وهذا مايدهشني لماذا يفعل ذلك ؟لااعتقد ان حبه لابنته يجبره على الزواج منك .
_انت لاتعرفينه انه يريد ابنته بجانبه ,واذا كانت هذه هي الطريقة المثلى فلتكن.
_اذا متى سيتم الزواج؟.
_عندما ننتهي من مشاكل العملية لقد قال لي ,السرعة هي الافضل ,لانه يعتقد انني ساحاول الهرب ان كنت اقدر ,فلذلك يريد ان يقطع علي كل امل بالمحاولة .
قالت عمتها ببطء:
_لاشك ان الامور ستسير على مايرام ,وتحظى هاتي بوالديها معا للاعتناء بها.
فكرت ماري سيبدو الامر وكانني انانية ,ولكن اين انا في كل هذا الوضع؟ فهولدن غراي ستون لايهتم البتة بامرها لم يفعل ذلك قط ,لقد استغلها في الماضي والان يستغلها ثانية للدخول الى حياة ابنته .
تساءلت هل فكرة التنزه معا ليثبت قناعته ؟هل كان يريد التاكد كم هو مريح لهاتي وجودهم معا ,هم الثلاثة ؟.
اذا فعل ذلك فلقد نجح تماما ,لانه قبل ان ينتهي النهار كانت تعلم ماذا سيكون جوابها.
نهاية الفصل السابع


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس