عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-16, 10:29 AM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
كان القلق قدرة كافية لابعاد كل الافكار الاخرى عنها ففكرة الزواج من هولدن بقيت بعيدة عن مخيلتها .
قال لها هولدن البارحة قبل ان تغادر عندما كان يوصلها الى البيت:
_انك مضطربة انه شعور لاجدوى منه عندما لا ينتج عنه اي نتيجة .
سالته بانتقاد مبطن :
_هل هذا مااشار به دماغك الالكتروني في معالجتك لهذا الامر.؟
رد بضيق :
_لايمكنك ان تتركي هاتي تشعر بقلقك فهذا سيعكس على نفسيتها انها مازالت طفلة ولكنها تشعر تماما بك وستتصرف من خلال احساسها .
حملقت ماري به شاعرة بالكره نحوه لانه يتحدث عن امر واضح وجلي وهذا مايجب ان تفكر فيه بنفسها.
قالت بحدة :
_لاتعلميني كيف ادير حياتي .
تجاهل قولها وقال:
_ولاتنسي انني اتوقع اجابة لسؤالي غدا صباحا.
نامت باكرا وبسرعة ولم تشعر الا بالتعب ,شعرت بالخوف صباحا عندما كانت تتوجه الى المستشفى مع اديت وهاتي تجلس بينهما في السيارة .
كان هولدن بانتظارهن ,كان قد تحقق من كل الامور ويبدو هادئا ومسيطرا ,نظر الى هاتي وانحنى صوبها ممسكا يديها باصابعه الطويلة .
_هذا هو اليوم الكبير ,ياصغيرتي .
نظرت اليه هاتي بفرح كما كانت تفعل البارحة وهذا ماجعل ماري تشعر بفيض من العواطف.
قالت بصوت طفولي:
_انني لست بخائفة ,اخاف فقط من الحشرات والعنكبوت البارحة كان هناك عنكبوت في الحمام .
تمتم هولدن بصوت ناعم :
_حسنا لايوجد هنا ابدا حشرات وبذلك عليك الا تخافي ابدا.
التفت الى ماري والتقت عيناهما بحنان غريب جعلها تبعد نظرها عنه ,اتت الممرضة وبدات التحضيرات لتجهيز الامور.
دخلوا جميعا غرفة هاتي التي كانت مزينة بالعاب للاطفال وعلى الجدران صور من كتب الاطفال.
قالت الممرضة:
_هذه الاشياء نساعد ,لان الاطفال يصابون بالرعب من المستشفيات والثوب الابيض,فكل هذا ...يجعلهم يشعرون بالارحة ولايخافون مما سينتظرهم .
كانت هاتي تنظر بضعف فامسكت ماري بيدها وضغطت عليها برفق قالت الممرضة مبدية تفهمها للوضع:
_غرفة السيد غراي ستون في نهاية الممر .
بعد ترة قالت لها عمتها ان عليها الذهاب لرؤية هولدن وكيف تسير الامور معه ,شعرت بخيبة امل كيف ان حياتها تغيرت بسبب وجوده قالت عمتها :
_سابقى مع هاتي ,وعليك الا تنسي انه يجهز ايضا للعملية ,اعلم انك ترغبين في البقاء هنا ,ولكن رضيت ام لا هو والد هاتي وعما قريب سيصبح زوجك.
قالت بهمس :
_زواج بالاكراه .
وكانت ترغب ان تضيف ولمصلحته الشخصية فقط .
ادركت ماري ان هولدن قد اعجب عمتها ولم تنتقد مبادرته السريعة للزواج ,قالت لها انه امر منطقي التفكير هكذا ,فليس الحب هو الشرط الاساسي لنجاح الزواج.
تنقلت في غرفة هاتي رافضة الخروج ممسكة بيد ابنتها محاولة ان تبدو سعيدة عوضا عن ان تنهمر الدموع من عينيها ,بينما الممرضات منهمكات بعملهن الروتيني من التاكد من الحرارة ,ضغط الدم لمحت عمتها تنظر اليها بتانيب فقالت وهي تتنهد :
_حسنا ,حسنا ساذهب لاطمئن عليه .
قبلت ابنتها وخرجت من الغرفة لتذهب اليه ,لم تجد اي صعوبة في ايجاد غرفته كان يجلس متكاسلا على كرسي بجانب السرير,مبتسما بينما ممرضة جميلة حمراء الشعر تحيطه بعنايتها .
وقفت الممرضة عندما دخلت ماري وتحولت ضحكتها الخجولة الى ابتسامة خفيفة وهذا مااثلج صدر هولدن.
قالت ماري بعدما غادت الممرضة الغرفة:
_لاشك انك متوتر .
اقتربت من السرير ونظرت اليه وهو يرتدي الروب الابيض.
قال وهو يسير باتجاه النافذة :
_كانت بيكي تحاول مساعدتي .
قالت بهدوء :
_بالطبع كذلك ,لقد لاحظت الامر,في الحقيقة .
_ولم يعجبك ذلك ؟لماذا ؟ اتغارين ؟.
قالت بسخرية :
_اه , طبعا يريحك الامر.
ولكن فكرت كالمصدومة نعم لقد كانت تغار فما ان راته مع تلك الممرضة حتى اصيبت بغيرة عمياء ,وهذه الحقيقة ازعجتها كثيرا.
_كيف هاتي ,ساذهب لرؤيتها ولو لدقيقة قبل اعطائها حقنة المخدر.
_تبدو بخير .
وسمعا طرقا خفيفا على الباب ,دخلت الممرضة وهي تبتسم .
تمتم هولدن وهو يبتسم لها :
_لقد عدت ثانية .
وقدم يده لتقيس له الضغط تابع بصوته العميق :
_عليك القدوم الي كل ربع ساعة اتعلمين .
قالت بلهجة سكوتلندية :
_ولماذا ياسيد غراي ستون؟.
كانت تدير ظهرها لماري ولكنها شعرت بابتسامتها فعقدت يديها ولعقت شفتيها .
_لرفع معنوياتي بالطبع ,فانا مجرد مريض مسكين ,يرتعد من مجرد التفكير انه بعد قليل سيكون تحت مشرط الجراح .
_ليس هناك من داع للخوف فالطبيب كرياكي متمرن جدا بهذه العمليات ,ستكون عند افضل جراح.
تمتم :
_هذا مااشعر به الان.
ضحكت وهي تبتعد عنه لتسجل النتيجة على دفتر الملاحظات في اخر السرير.
قالت ماري حالما خرجت الممرضة :
_انك مجرد مريض مسكين اليس كذلك ؟ ترتعد من التفكير انك ستكون تحت مشرط الجراح ؟.
اجاب واكانه يرد على سؤالها:
_انها جميلة الاترين ذلك ؟كل ذلك الشعر الاحمر والوجه المنمش ,لقد كانت لدي صديقة تشبهها عندما كنت في الجامعة .
قالت :
_امر رائع.
ادركت انه ذات مزاج مثير ربما هذه طريقته في معالجته للامور ,فلكل شخص ردة فعل معينة بالنسبة الى الامور التي يتعرض لها .
ضحك وقال :
_اعتقدت انك ستقولين هذا .
واقترب منها فشعرت بالتوتر لما لديه كل هذا التاثير عليها ؟فما ان يقتر منها حتى تشعر بموجة من الشوق والعاطفة تغمرانها .
همس بها صوت من داخلها بسبب انك مازالت تحبينه فغادر الدم وجهها ونظرت اليه بخوف.
مازالت تحبه ؟كل تلك السنوات حاولت اقناع نفسها انها تاثرت به وانجذبت اليه ولكن الان تعلم بوضوح انها لم تتوقف ابدا عن حبه .
الحقيقة ارعبتها فهو لم يحبها ابدا ولن يفعل ,وهاهي الان عادت الى نقطة البداية ,انها مغرمة برجل ,شعوره المختلف عنها سيكون كالسيف مسلطا عليها حتى يقضي عليها ولاسوء من ذلك ,انها لاتستطيع الهرب الان كما فعلت في المرة الماضية ,بسبب تورط ابنتها بالامر ,من غير ان تفكر بالامور القادمة كالزواج .
قال وهو يقف امامها مباشرة :
_هكذا لما لانتابع حديثنا الماضي ؟هل تقبلين بالزواج مني .
تمتمت :
-لم اكن بحالة استطيع التفكير بها بشيء.
قطب حاجبيه بغضب وكانت تود لو تستمر على هذه الفكرة ولكنها فكرت بهاتي والسعادة التي ستخص بها بين والدين يحبانها كثيرا وتابعت بتردد :
_قررت ان اقبل عرضك .
ونظرت اليه بعناد :
_لم تعطني اي مجال للرفض اليس كذلك ؟.
قال بثقة :
_لو اعطيتك ماترغبين لكنت خرجت من حياتي لحظة ماتنتهي هذه العملية واخذت معك ابنتي .
_هل تلومني على ذلك ؟.
_بالطبع فتوقعك من الزواج من اغنى العازبين في المنطقة لم تكن فكرة متوقعة .
وتابع بسخرية :
_واذا مازلت اتذكر رهانك على البحث عن احد ما لقد نجحت في ربح الشرط مع ان انتصارك تاخر قليلا.
قالت باندفاع :
_اكرهك !
تمتم :
_الكره عاطفة جياشة ايضا .
ابتعد باتجاه النافذة وبقيت مكانها ترتجف ,غير قادرة على
الحركة .
قالت بضيق :
_انت لاتفهم مايجري .
دار ببطء لمواجهتها وعيناه شبه مغمضتان .
_ماالذي لاافهمه ؟
_انت غني ,اجل ,مؤهل ومناسب ,اجل ولكنك حطمت كل
حياتي .
قال باهمال :
_فقط في مخيلتك المحمومة , ويبدو انك نسيت تماما ان حياتي ايضا قلبت راسا على عقب.
قالت وكانها تتمسك باخر خيط من الامل لديها:
_اذا لما كل هذا !نستطيع الوصول الى حل سلمي من غير ان نقوم باي عمل متطرف.
هز راسه رافضا :
_لا ,لا حقوق للزيارة ,ولانزهات سريعة في نهاية الاسبوع ,كما لن اسمح لرجل ماان ياخذ مكاني في حياتي ابنتي .
كانت ترغب بالصراخ لكنها قالت بهوء كاتمة غضبها :
_في هذه الحالة ,لدي انا ايضا شروط ,اولا الا تتمادى كما كنت تفعل منذ لحظات .
_عما تتكلمين ؟.
_اتكلم عنك ,وعن مزاحك مع الممرضة ,اه طبعا , انا لا اهتم لك ,ولكن ااذ كنا سنعيش معا وانت تتصرف على هواك بينما لاتنفك تحدثني عن حياة السعيدة ,كيف تعتقد ساشعر حيال ذلك ؟ لقد كنت سعيدة حتى دخلت حياتي .
صوته كان لامعا كالبرق :
_انا لم ادخل حياتك انت من وقف على باب مكتبي وبيديك قنبلة جاهزة للتفجير ,لاشك انك كنت مجنونة اذا كنت اعتقدت انني سارضى بكل ما تفكرين به ,وساجعل مصيري بين يديك لتقرري متى وكيف واين سارى ابنتي ,من غير ان تنزعج حياتك طبعا ,افتحي عينيك ياماري وفكري بمنطق.
سمعا طرقا خفيفا على الباب قال بصوت قاس وسريع :
_قبليني .
_ماذا ؟.
شدها باتجاهه وشعرت بان قلبها يخفق بصدرها كعصفور سجين في القفص.
_قبليني ,انت الان خطيبتي وعليك اظهار ذلك للجميع .
_كنت اعتقد انك لاتهتم بما يفكر به الناس .
فتح الباب ورفع راسه ونظر من فوق كتفيه وقال وهو
يضحك :
_انني اقول لخطيبتي ان لاتقلق ,لن يحدث لي مكروه من خلال العملية وساعود اليها افضل من الان .
قال الصوت السكوتلندي من وراءها :
_اه ,طبعا انسة ستيفنز الامور ستسير على مايرام ولكن يجب ان تغادري ,علينا ان نجهز المريض للعملية .
قال بصوت اجش :
_تمني لي التوفيق ياعزيزتي .
نظرت اليه فرات الصدق في عينيه اخفضت عينيها وقالت:
_حظا موفقا .
تمتم وهو يمسك بيدها:
_كم هو امر رائع ان يحظى المرء بخطيبة تهتم به لهذه الدرجة.
نظرت اليه بحدة وتمتمت :
_الا ترى ذلك ؟.
قال كمن يقول امرا واقعا :
_ستكونين هنا عندما استفيق .
ولكن كان في لهجته تمني ايضا ولاول مرة شعرت انه متوتر فعلا ولو انه يحاول ان يبدو مرتاحا ,قالت وهي تبتسم له:
_سافعل ,وحظا موفقا ,ياهولدن من كل اعماق قلبي.
قالت الممرضة بلطف:
_علي ان اسالك الرحيل الان ياانسة ستيفنز.
وقفت ماري وهمت بالمغادرة كان قلبها يخفق بقوة في صدرها كانت تعلم ان هذا هو شعورها بقربه خاصة عندما تسقط تحفظاتها ,كانت عيناه الرماديتان تتبعانها ,شعرت بذلك وهي تخرج من الغرفة وتغلق الباب وراءها.
قررت مسبقا انها ستبقى بالمستشفى خلال اجراء العملية على الرغم من تاكيد الاطباء انه افضل لها لو تذهب الى التسوق او احتساء فنجان قهوة في مكان ما ,ذهبت هي وعمتها الى مقهى المستشفى ,مع امكانية مساندة بعضهما البعض .
سالت اديت لتضيع الوقت :
_هل حددتما مرعد الزفاف ؟.
استجمعت ماري افكارها لتعلم عما تتحدث عمتها .
قالت وهي تحدق بعيدا :
_لا ليس بعد ,فلم يقل لي شيئا بهذا الشان ونظرا لطبعه سيخبرني عندما لااتوقع ذلك .
_سافتقدك كثيرا عندما تذهبين وبالطبع هاتي عندما تخرج من المستشفى .
والان اتى دور عمتها لتحدق بعيدا ونوعا من الضباب الكثيف ظهر في عينيها وقالت:
_لم اقل هذا ولامرة ولكن كنت كصمام الامان في حياتي ,لقد عشت حياة مرة ,وانت من انهى تلك الحياة .
قالت بصوت مؤثر:
_سناتي لزيارتك عندما تطلبين ذلك !
قالت اديت :
_ستكونين معه بخير ,انه انسان جيد ,انه مختلف تماما عما اخبرتني به ,اتعلمين انه لطيف.
_لطيف ؟.
_انك تتكلمين عن شخص اخر,ياعمتي اديت.
ضحكت اديت وبدا كانها ستضيف شيئا على حديثها ولكنها اثرت تغير الموضوع ,كان من الصعب عليها ان تصدق ان الوقت يمر بهذا البطء.
عندما وصل الجراح الى الممر شعرت بالاغماء وبعدم قدرتها على الكلام ,اخذت تنظر اليه لتتبين الوضع من ملامحه هو ومساعده واكتشفت انها لم تفهم شيئا عن الوضع.
_اه ,انسة ستيفنز .
بينما كان مساعده ينتظره بوقار,سالت اديت:
_كيف جرت الامور؟.
حدقت ماري به بياس غير قادرة على النطق ,استمرت تحدق به لتقرا تعابير وجهه هل لديه اخبار جيدة ام سيئة ؟لقد اكد لها ان الامور ستسير على احسن مايرام ,ولكن ليس هناك نتيجة
مسبقة .
قال بصوته الهادئ المقنع :
_اني راض جدا عما جرى.
قالت ماري بصوت خفيض اجش:
_هل ستشفى ابنتي تماما.
ابتسم وقال :
_الاثنان معا ,كانت عملية ناجحة جدا ,لم اواجه اي مشكلة على الاطلاق.
_متى نستطيع ان نراهما ؟.
نظر الى ساعتهواخبرها انه سيمر ثانية بعد ساعتين عندها تستطيع ان تساله بكل ماترغب.
لقد حملت ماري مرض ابنتها لمدة طويلة وشعرت انه لمن المستحيل ان يزول كليا مع كل تاكيدات الطبيب دخلت الى غرفة هاتي التي تبدو ضعيفة وهشة ,امسكت بيدها محاولة ان تزل كل قلقها ,وبالتدريج شعرت ان قلقها يزول وان ابنتها ستصبح بخير فالاطباء لايذكرون كلمة نجاح الا اذا كانوا متاكدين من الامر.
اخبرت عمتها :
_ساذهب لرؤية هولدن .
وعلمت انها مع كل القلق التي كانت تعانيه لهاتي كان هناك قلق واهتمام خاص بهولدن نفسه.
فتحت باب غرفته وشعرت بصدمة من رؤيته ممدد على السرير مغمض العينين ووجهه بلا لون .
اقتربت من سريره وامسكت بيده وهمست بعد فترة .
_شكرا لك اعلم انك لاتستطيع ان تسمعني ولكن قال الطبيب ان الامور تسير على احسن مايرام .
توقفت وتمتمت بضعف متاكدة ان لامجال له ليسمعها :
_تبدو مخيفا لالون فيك البتة.
فتح عينيه وحدق بها وعلى شفتيه ابتسامة وقال :
_شكرا لك.
احمرت خجلا:
_انت يجب ان تكون نائما لان .
ابتسم بضعف وقال:
_لقد كنت كذلك حتى دخلت الغرفة ,كنت ارغب في الكلام ولكني لم استطع مقاومة اهتمامك وشفقتك علي انه امر غير عادي.
حاولت ان تسحب يدها ولكنه امسك بها وفي النهاية تخلت عن المحاولة فحرارة يده تجعلها تشعر بالقلق وعدم الثبات .
قال :
_كيف حال هاتي ؟.
_نائمة تبدو ضعيفة وهشة ولكن ستصبح بالف خير.
اوما براسه وسالته بارتباك :
_وانت كيف تشعر؟.
_تماما كما ابدو .
واغمض عينيه بنعاس وتابع :
_في هذه الحالة اعتقد انك ستقولين انني ابدو رائعا .
_انت تبدو رائعا.
تمتم وهو يضحك :
_ايتها الكاذبة الصغيرة .
كان هناك دفء في صوته جعلها تتذكر الايام الماضية عندما كانت حمقاء لدرجة انها صدقت انه يهتم بها فعلا.
قالت بسرعة :
_حسنا اذا تبدو شاحبا بشكل مروع ولااعتقد ان الممرضة السكوتلندية ستعجب بك الان .
تمتم بضعف :
_اه لاادري فكثيرات من النساء يجدن الرجل المريض شخصا لايقاوم.
_انني متاكدة انك تستطيع اخباري بكل هذه الامور ,ولكن انت فعلا بحاجة لراحة ,سيندهش الطبيب عندما يعلم انك صاحيا وتتكلم .
_شكرا لاهتمامك ,ولكن في الحقيقة هذه العملية هي سهلة جدا بالنسبة لي ولاهم بالنسبة لهاتي ففي خلال ايام ساعود الى حالتي الطبيعية.
_وهل هذه امر جيد.؟
تمتم :
_عندما تنسين كم تكرهين ,تعودين كتلك الفتاة التي ا....اعرفها ولهذا لااعتقد ان زواجنا سيفشل كما تقولين فكل ماعليك هو اسقاط تحفظاتك من ناحيتي .
تساءلت واعود لاصاب بالاذى منك من جديد ؟اطبقت فمها بضيق وسمعته يتنهد بصبر.
تذمر قائلا:
_هاانت الان تغلقين على نفسك كالجدار ,انا من عليه ان يبقى في حالة من العداوة ,الا تفكرين بذلك ؟ولااشعر انني استطيع ان اشن حربا في حالتي الحاضرة .
وبارتباك شعرت ان مايقوله صحيح,ولكن لم تكن ترغب بالاعتراف بذلك ,لن تسمح باسقاط تحفظاتها لن تدعه يرى كم هي مازالت تهتم له ,وخفق قلبها بسرعة فهي الان تعترف انها لن تستعيد قدرتها لمقاومته.
وافقته :
_لا .
وتابعت :
_ولكن لايبدو عليك انك حققت نصرا ما بذلك .
نظر اليها وقال :
_امل الا يعني ذلك انك ترغبين بالاستفادة من وضعي الراهن.
سالته من غير عدواة :
_انك لاتتخلي عن الصراع ابدا اليس كذلك ؟.
اجاب عن نحو غامض :
_ليس عندما تتعلق الامور باشياء معينة .
ابتسم ولمعت عيناه وتابع :
_على كل حال ,باستطاعتك الاستفادة مني في وضعي الراهن .
_هل استطيع ؟.
وتجاهلت كلامه الواضح وقالت :
_ولكنني لااجد مااستطيع الاستفادة به منك.
_هل تعنين ذلك ؟.
_بالطبع اعنب ذلك .
كان يحدق بها بقوة فوقفت بسرعة منتبهة ان عليها المغادرة فورا .
سحبت يدها بسرعة وقالت :
_انك بحاجة الى الراحة الان.
_تقصدين انك بذلك تتمكنين من الهرب ؟.
قالت بحدة :لا .
ثم تابعت بلطف وهدوء:
_لقد انتهيت من العملية الان وليس هناك من داع ان تضايق نفسك بامور لا قيمة لها.
سارت باتجاه الباب فقال لها:
_سانتظر زيارتك غدا ,هل افعل.؟
_اذا كان يريحك الامر.
_تعنين اذا كان يريحك انت.
لم تجب بل اسرعت بالمغادرة قبل ان تضعف مقاومتها نهائيا وتجد نفسها تتصرف تصرفا احمق.
غادرت المستشفى هي وعمتها بعد فترة ,فلقد تحدثت مع الطبيب عن كل مايشغل بالها حول صحة ابنتها ,فلقد كانت نشيطة واول ماطلبت بوظة على كل الانواع .
ماان وصلت الى البيت حتى شعرت بالارهاق ,اعدت هي وعمتها العشاء سريعا وتناولتا الطعام من غير كلام يذكرثم دخلت الى غرفتها لتنام سريعا.
استمرت في اليومين التالين هي وعمتها على نفس الوتيرة والذهاب والاياب الى المستشفى ,وكم كانت تكره ان تعترف ان رؤيته كانت دائما تشغل بالها.
زاره معظم العاملين لديه,والكثير من اصدقائه ,وكانت الغرفة ملئ بالزهور والفواكه ,ولكن لم يكن هناك اي اتصال او زيارة من امه ,وعندما سالته اجاب بانزعاج انه لم يخبرها عن
العملية .
قالت برعب :
_تعني انها لاتعرف شيئا عنا ؟اي شيء؟.
هز كتفيه بارتباك من غير ان ينظر اليها .
قالت :
_علي ان اتصل بها هاتفيا واخبرها .
قال بخشونة :
_لننهي ماعزمنا عليه قبل ان تفعلي شيئا من هذا القبيل.
كان يرتدي روبا حريريا ويجلس بجانب النافذة والنور المشع يضفي على وجهه ملامح من القوة والجمال المسيطر المربك وهذا ماكانت تخاف ان تشعر به .
قال :
_ساغادر المستشفى غدا.
_نعم لقد اخبرتني الممرضة بذلك ,بينما هاتي ستبقى لمدة اطول ,عليهم اجراء فحوصات دائمة لها مع انه تتقدم باستمرار.
ابتسمت وتابعت :
_لااقدر ان اصدق ان كل شيء انتهى فانا دائما افكر ان علي ان اقلق وان ثمة امور مؤلمة ستحدث بعد.
_هذا لانك امضيت فترة طويلة من الخوف ,وكان القلق شريكك الدائم.
توقف عن الكلام وابعد نظراته عنها وتابع :
_اعتقد انك ترغبين في مرافقتي الى بيتي .
كان هناك نوع من البطء في كلامه جعله يبدو مرهقا.
قالت متاملة :
_اعتقد علي ذلك ,كما اعتقد ان علي ان احضر لك وجبة غداء كتعبير عن كلمة شكر.
قال :"طبعا ".
ونظر اليها نظرته المتعجرفة المعهودة .
_ولكني لست خبيرة في اعداد الطعام .
اجاب بسرعة :
_انني مولع بالسجق البطاطا المهروسة ولحبوب بالشوربة .
_وهل انت فعلا كذلك؟.
قال بصوت يعبر فيه عن الشك :
_يالها من مفاجاة .
كان هناك شيء يحدث بينهما وهذا مالم تعترف به حتى ولالنفسها ,فهو مازال يشعر بالمرارة حيالها ,وترى ذلك بوضوح في وجهه فليس هناك من مجال لتخدع نفسها .
فوجود هاتي كان كالجسر بينهما ,ولكن اي تفاهم حقيقي بينهما يجب ان يتم من خلالهما ,وهذا مالم يحدث فكل ما يحدث بينهما الان ليس الا هدنة مؤقتة.
راقبها وهي تخرج وتغلق الباب ,ولكن بالحقيقة لم تغادر بل اسندت نفسها الى الباب وهي تفكر بالمستقبل وقررت انها لن تسمح له ان يستغلها ويعذبها من جديد.
نهاية الفصل الثامن


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس