[لامارا]

-٦-

ظهر القلق علي "نرمين" :
- مالها شروق .
اخذ نفس عميق و قال :-
- شروق الي حصلها حاله المفروض عادية بس هي اطورت عندها بس لسة انا مش محدد..
كان سيد غير مهتم بالموضوع نهائياً اما نرمين فبدأ عليها الخوف و التربك..
اكمل الطبيب و هو ينظر لعينهما :
- في البلاد الاوربية الطفل بيتخيل صديق ليه و هو صغير و بيخليه رفيقة و يرسمه زي ما عملت شروق و يبقي معاه ديماً لغايط لما الرفيق دة بيختفي عشان الطفل بيحتك بالناس اكتر فبيختفي خلاص العلماء معترفوش بأن دة مرض او حاجة تجذب الانتباه بس للاسف الحاله موجودة..
بس شروق الي حصلها اكبر من كدة..شروق الضغط النفسي منكم خليت رفقيها معاها و كمان تطورت علاقتهم من رفيق لـحبيب..بقي شروق عندها حبيب خيالي..حبيب مش موجود حبيب الي هيطلعها من حياتها منكو عشان ترتاح معاه مشكلة شروق انها اتعلقت بيه يعني عمرها ما تصدق انه مش موجود..بس بردو في الاول و الاخير ان اتفهمت الموضوع من جلسة واحدة لازم اتعرف عليها اكتر و نتكلم اكتر .
هم سيد واقفاً و قال ساخراً :
- ايه الهبل الي انت بتقوله ده عمتا تولع انا مش عارف ايه فايدتي غير اني عديت كام نجمة في السجادة سلام يا مجانين .
قال جملته ثم خرج مودعاً ايهما ساخراً..فجأة بكت نرمين بشراهة و ظلت تحاول مسح دموع الندم..
تفوه الطبيب متعجباً :
- مستغرب منك بتقولي انها عائق حياتك و انها غلطة حياتك و بتعيطي دلوقتي .
- عشان انا ام في الاول و الاخر و كمان ابقي انا السبب انا خايفة عليها اوي .
- ادعيلها و ان شاء الله خير .
قامت و خرجت متكئة الرأس..
في بيت شروق
رن باب الجرس ذهبت راكضة لتفتح و وجدت لميس 'صديقتها'..
شروق باسمة :
- وحشتيني .
عانقتها بقوة لتقول لميس مرحبة :
- و انتي كمان يا بطتي .
ثم قرصتها من خدها برفق..
جلسَ علي الاريكة لتقول لميس :
- مجتيش المدرسة لية بقالك كام يوم مش بتيجي .
- هقولك بس متقوليش لحد .
- قولي .
- مس دينا ودتني لدكتور نفساني .
اتسعت عين لميس قائلة بتعجب :
- نعم ليه .
قصت ما حدث بالتفصيل فتعجبت لميس و عبست بوجهها :
- غريبة حكايتك يا شروق .
صمتت و لوت شفتها..ليأتي اتصال للميس اتصال...
لميس :
- عن اذنك يا شروق اخويا بيتصل بيا و لازم اروح .
اماءت بأبتسامة :
- ماشي بس تعالي تاني .
عضت لميس علي شفتها السفلي و قالت ساخرة :
- لا من ناحية جايه تاني فأنا هاجي كتير..
ثم اكملت مسرعة :
- يلا سلام .
ركضت علي الدرج بسرعة..لتتجه شروق ناحية النافذة لتنتظرها..
وجدت شاب طويل القامة ذي عين رماديه و لحية خفيفة جذابة..
كان ينظر اليها بغرابه..حتي بدأت
شروق بالخوف فضمت نفسها و اعادت خطوة لوراء..لكنه لم يحمل نظره عنها..كان ينظر اليها متأملاً..
قاطعه مجيئ لميس لتمسك بيده و يذهبَ و لكنها وجدته يلتفت اليها برأسه و يشوح بيده...
اخفق قلبها من الخوف و اغلقت النافذة مسرعة..
لفجأة تشعر بيد تطوق خصرها و تقبل رقبتها..
- نجم .
- عيونه .
اللتفتت اليه و مررت يدها علي لحيته..اخذ يدها و قبل باطن كفها..ثم جلسَ سوياً..
- انا عايزة اروح معاك .
- معايا فين .
- انا عايزة ابقي معاك مش عايزة اسيبك و لة ابعد عنك .
- انا هبقي معاكي علطول اهوة متخفيش .
- مش بحب حد هنا انا بحبك انت بس .
تشبتت بهِ و استلقت علي صدره لتذهب في نوم عميق..
جاءت نرمين و دلفت لمنزلها لتجد شروق نائمة علي وسادة الاريكة..
قبلت جبهتها ثم زفرت بحزن ليأتي اليها اتصال..
نرمين باسمة :
- ايوة يا وليد .
- ازيك يا حبيبتي عاملة ايه .
جلست علي المرسي و قالت بحزن :
- مخنوقة اوي يا وليد .
- ليه بس .
- بنتي و مشاكل كدة فكك فكك .
- طب مفكرتيش في موضوعنا عايزة احدد ميعاد الفرح بقي .
- ينفع نأجل شويه انا تعبانة الايام ديه و مش فاضية .
ليصرخ وليد بضيق :
- نأجل تاني يا نرمين عشان بنتك بردو صح .
- اعمل ايه يعني .
- اهي بنتك ديه هي السبب في كل حاجة..حاجة تقرف والله سلام نكدتي عليا .
اغلق معاها لتلقي هاتفها بضيق..فتستيقظ شروق..
نرمين بصراخ :
- روحي اتخمدي في اوضتك روحـي .
ركضت لغرفتها بسرعة و اغلقت الباب.
انكمشت في نفسها ليظهر نجم و يضمها لتنام بسلام بعيداً عن الضجة و المشاكل..
و استمر الحال تأكد ايمن من تحليله لحاله شروق انه صحيح..لكن علاجه لن يعجب احد..
ذهب في يوم لبيت شروق و طرق الباب بخفة،ليسمع صوت نرمين..
- حاضر حاضر يالي بتخبط .
فتحت الباب لتجد الطبيب ايمن امامها..
ابتسمت ابتسامة صفراء..
- اتفضل يا دكتور .
دخل بكل شموخ و جلس علي اقرب اريكة..
نرمين بتوتر :
- ايه في حاجة يا دكتور .
- شروق فين .
- تلاقيها دلوقتي نايمة..كل حياتها نوم .
- احسن بردو .
ابتلعت لعابها بقلق :
- قلقتني في ايه .
- الي انا قولته صح فعلا مفيش نجم..نجم مش موجود .
- يعني الي بتكلمه ده مش انسان .
- بقولك مش موجود انا كنت معتقد انه جني بس طلع لاء نجم هو عبارة عن كائن خيالي في زهن شروق .
ما ان يقولها فـيسمع صيحة مفزعة من غرفة شروق فيهب واقفاً...
ركض كلا منهم لغرفتها ليجدَ شروق تصرخ و تضع يدها علي اذنها و تصيح..
اقترب منها الطبيب محاولاً تهدئتها..فتنظر اليه بحده و تصرخ :
- انت يا كداب متلمسنيش .
يبتعد خطواط الي الوراء..فتبكي مع صيحات فجأة يظهر اليها نجم في اكثر من مكان..ركضت في كل ناحيه محاولة اللحاق به فيختفي ظلت تضرب علي الطاولة بهستيريه حتي كسرت كوب غرست بعض صغيرات الزجاج في يدها لتنزف دماء بشراهة..
كانت نرمين مندهشة من تصرفتها و تنظر اليها بخوف..اما ايمن فكان يحاول الاقتراب منها و لكن كلما.اقترب تصرخ اكثر..
ظلت تصيح و مع نزيف دماء يدها يغشي عليها..
***
في احدي العيادات..
تستفيق شروق فتجد والدتها و الطبيب الخاص بحالتها..
نرمين بخوف :
- و الحل ايه ديه كدة ممكن تجنن فعلاً انت شوفت حصل ايه لما عرفت انه موجود .
- هو في حل بس عمره ما هيعجبك .
- لا قول .
ابتلع لعابه و قال بهدوء و رزانة :
- شروق لازم تروح مصحة


يتبع.....