عرض مشاركة واحدة
قديم 23-07-16, 12:51 AM   #24

الفضاء الواسع

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية الفضاء الواسع

? العضوٌ??? » 32358
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 620
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أ
من أروع ماقيل في اللوم والعتاب
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

لاتعذليه
ــــــــــــــــــ

لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ
جاوَزتِ فِي نصحه حَداً أَضَرَّبِهِ مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ النصح يَنفَعُهُ
فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ
قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ الدهرِ أَضلُعُهُ
يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ
ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ
كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ
إِذا الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً وَلَو إِلى السَندّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ
تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ
وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ
قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ
لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ
وَالحِرصُ في الرِزقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ
وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ
اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ
وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ
وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ
لا أَكُذبُ اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ
إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ بِالبينِ عِنهُ وَجُرمي لا يُوَسِّعُهُ
رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ
وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ
اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ كَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ
كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ
أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ
إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفقُها بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ
بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلى لَستُ أَهجَعُهُ
لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذا لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ
ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الدهرَ يَفجَعُنِي بِهِ وَلا أَنَّ بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ
حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ
قَد كُنتُ مِن رَيبِ دهرِي جازِعاً فَرِقاً فَلَم أَوقَّ الَّذي قَد كُنتُ أَجزَعُهُ
بِاللَهِ يا مَنزِلَ العَيشِ الَّذي دَرَست آثارُهُ وَعَفَت مُذ بِنتُ أَربُعُهُ
هَل الزَمانُ مَعِيدُ فِيكَ لَذَّتُنا أَم اللَيالِي الَّتي أَمضَتهُ تُرجِعُهُ
فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ
مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ كَما لَهُ عَهدُ صِدقٍ لا أُضَيِّعُهُ
وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ
لَأَصبِرَنَّ على دهر لا يُمَتِّعُنِي بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ
عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ
عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَناجِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ
وَإِن تُغِلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ







الفصل التاسع
ـــــــــــــــــــــــــ



وقامت البنت تتمايل على ( ماهقيت أن البراقع يفتنني ألين شفت ظبا النفوذ مبرقعات )
أشجان : هزي أكثر يابنت
أشواق بنت أشجان : زهقتيني ياماما , والله أنا مقطعة روحي في الهز وإنت مو عاجبك
أشجان : الليلة عندنا فرح وأبغاك تقومي ترقصي مع كل أغنية , تبيضي وجهي مو تسوديه
أشواق : مدري ليه مهتمة أنت بهذا الفرح كذا ؟
أشجان : يامفتحة , متى تنتبهي , الليلة راح تجي الأميرة , راح تشرفنا , ماأبغا موية وجهي تسيل
قدامها , أنا وإنت وغصون وباقي ألأعضاء , كلنا لازم نكسب كامل ثقتها
هنا يسمعوا صوت تصفيق
طق طق طق طق طق طق طق طق طق طق طق طق طق
يلتفتوا مع بعض
دنيا : لا والله اليوم أشواق أبدعت ياخالتي
أشواق بعنجهية وجعرمة : لا والله فيها أحسن منها , إنت إللي ماشفت بس , والله راح تفشلنا قدام الأميرة .
دنيا : شفت مين يعني ؟
أشواق : أسكتي لاتهريني بس , لو شفت بنات دوحة , وهيا معايا هنا ساكنة في نفس الحي , لا وألاقي بناتها جايين في زواجاتي , مدري هما مستقصدين وإلا فيه جواسيس ؟
دنيا : يمكن واحد من حقونك
أشواق : مين هو دليني عليه وأنا والله راح أنتف له ريشه وقدامك هنا ؟
دنيا : مدري يمكن واحد من رجالك , يمكن خالد , يمكن ياسر , يمكن بديع
أشواق : تقصدي خالد هذاك إللي من زمان جاب لك شنطة بنت عمك
دنيا : أكرهها ياخالة أشواق , ورب النعمة أكرهها
أشواق : وأنا من زمان أقول لك أكسري شوكتها يابنت , وإنت كل اللي قدرتي عليه رسالة توريها
لأبوك , والبنت من وراها ـــ زي ماقلت إنت ــ أتزوجت وأتنعمت وإت قاعدة تمصي حمر
دنيا : والله قهر ياخالة أشواق , دحين مين الأحلى ؟
وسكتت وجاوبت على نفسها
دنيا: أنا
وسألت : ومين إللي حظها في رجولها , سكتة بسيطة وجاوبت : هي
أشواق إللي قاعدة تمسك وسط بنتها وتخليها تدور بوسطها عل يدها الممسوكة : قلت لك من زمان , أكسريها
دنيا : خلاص ياخالة , أنا من يدك دي ليدك دي
أشواق سابت تدريب بنتها وهدت حيلها جالسة عل الكنبة جنب بنت أختها غير الشقيقة ( رقية )
حطت رجل على رجل وقالت : نرسلها الولد , ترا هو مقهور منها , يقول ماحيرتاح إلا لمن يكسر لها شوكتها لأنها صدته , هذي بنت عمك مدري على إيش شايفة نفسها ؟
دنيا : على قولتك ياخالة
أشواق : أشوف أعطيني الجوال يابنت
وناولتها بنتها ( أشجان ) الجوال وراحت لجوا واختفت عن الأنظار
طلبت رقم
الطرف الثاني : .................................................. ..................
أشواق : هلاوات ياواد , كذا يابغيض , يعني عشان ماطلبناك تنسانا ؟
الطرف الثاني : .................................................. ..................
أشواق : إيوة أشواق عمتك وتاج راسك
الطرف الثاني : .................................................. ..................
أشواق : إيوة صحيح
الطرف الثاني : .................................................. ...................
أشواق : نبغاك ياواد في خدمة بسيطة كذا وإنت قدها وقدود
الطرف الثاني : .................................................. ....................
أشواق : لأ البنت اللي عاكستها من زمان , هذيك اللي اسمها شمس
الطرف الثاني : .................................................. ......................
أشواق : لأ بس إنت جيب كذا رسالة فيها أحبك وأموت فيك واكتبها بخط يدك وراح أعطيك عنوان
البنت وروح , لازم تسلمها بنفسك ومن يدك ليد البنت
الطرف الثاني : .................................................. .......................
أشواق : حقك تستلمه مني ولايهمك ياواد , ترا أنا ورا وظيفتك في الخطوط
الطرف الثاني :................................................. ......................
أشواق : لا كله واحد , مو هذا شيء وهذا شي , كله ياواد من فضلة خيري
الطرف الثاني : .................................................. .................


وانتهت أشواق من المكالمة والتفتت لدنيا
أشواق : وإنت عليك العنوان يافالحة
دنيا : أتخيلي ياخالة ماعندي عنوان شمس
أشواق : هذا من فلاحتك يابنت
دنيا : هي كانت عندي الأسبوع اللي فات
أشواق : إش جات تبغى ؟
دنيا : خلتني أقول لها حكايتي مع صالح وهي طول الوقت ساكتة كذا زي الحرباية , وبعدين راحت
حكتني حكاية عن بنت في ورطة وماورطة , أنا عارفة إنها جاية تشمت فيا
أشواق : خلاص نقي شوكك بيدك يابنت وخلصي حالك منها , هيا أحسن منك في إيش

وفي السيارة
دنيا في صراع خفيف مع نفسها تسكته باحترافية عالية
رجعت لبيت أخوها محمد حيث استقبلتها عشرات الأصوات لأولاد ولد عمها
كرهت نفسها
هي خرجت من سجن أهلها لترجع له من جديد
كانت زمان عند أمها وأبوها تسوي اللي تبغاه ولمن أبوها يغضب عليها أمها تدافع عنها
الآن , لا أم ولا أب
يعني رجعت لتحكم أخوها وتسلطها
أخوها اللي كلام زوجته عنده شيء مقدس في حين أخته عنده ولا شي
راحت للغرفة اللي أعطاها لها أخوها
طالعت لبنتها لقتها نايمة
يمكن الحسنة الوحيدة اللي بتسويها حسنية ( زوجة أخوها ) معاها إنها بتربي لها بنتها مع سائر
أولادها لمن تخرج من بيتها وتسوي مشاويرها
أخذت التلفون الثابت وحطته عل الكنبة جنبها
وراحت للغرفة الثانية وفصلت التلفون من الفيش
وأجرت إتصالها برقم بيت نورة وعبد المجيد
هلال : ألو
دنيا : ألو , سلام عليك أخوي
هلال : وعليكم السلام
دنيا : هذا بيت شمس أحمد يونس
وتماوج قلب هلال
أين هي شمس ؟
إنها من بعد تلك الحادثة ماتخرج من غرفتها مطلقًا
وهو كمان مايخرج من غرفته تقريبًا إلا لتناول الطعام وإلا لو نادته أمه عشان تجلس معاه أو ناده عمه عشان يشارك أمه وعمه جمعتهم
هلال : إيوة , هذا هو بيتها
دنيا : طيب لو سمحت ممكن تناديها , قول لها بنت عمك دنيا
وتذكر هلال دنيا
البنت اللي جات مع شمس قبل 7 سنوات للمحل
يذكر هذاك اليوم تمامًا
في يوم أضاف على قلبه بصمة جديدة من آلاف البصمات في حب شمس
لمن جات بنتين
وحدة حافظها صم
حافظ قامتها
طولها
عرضها
صوتها اللي يقدر يميزه من عشرات الأصوات
والثانية فتاة مختلفة
سافرة في حجابها
تتمايل في مشيتها
تلبس كعب عالي
وريحة عطرها تسبقها
كانت الثانية تضايق شمس وتسخر منها
وشمس وصلت لحد الانهيار
لكنها تجاوبها بأدب جم
( فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )
تقدر تسحب كم الطاقة السلبية الهائلة الخارجة من لسانها
يعرف هلال إن هذا البنت الثانية دنيا بنت عم شمس
قال : طيب , انتظري لو سمحت
توجه للوالدة اللي كان جالس معاها في الصالة , هي تنسج تريكو وهو يدعي أنه يقرأ جريدة
هلال : أمي هذا التلفون عشان شمس
وتوجه بهدوء نحو غرفته
لكن أذنه عصته وألتقطت صوتها
جلس عل سريره ولكنه ساب قلبي في الصالة
لكنه بسرعة وعشان يشغل نفسه فتح درج الدولاب الصغير جنب سيره وسحب جواله
طلب رقم مدير المركز الدكتور عبد الحليم باجنيد
الدكتور عبد الحليم : أهلًا وسهلًا دكتور هلال , حابب أبشرك خلاص طلعنا الدكتورة عايدة من الحجز
هلال : حياك اله يادكتور عبد الحليم , بشرك الله بالجنة , بس هي خرجت نهائي وإلا كفالة ؟
عبد الحليم : لأ , الدكتور في متشفى خالد وإللي هو مسؤول عن المعدات الطبية وصيانتها اعترف
بخطأه
سكت سكتة خفيفة ثم واصل : في الأول كان ناوي يدبس الدكتورة عايدة , تعرف إيش سوا ؟
الدكتور هلال : إيش سوا ؟
الدكتور عبد الحليم : طبعًا الدكتورة عايدة مابلغتك ؟
هلال : لا والله
الدكتور عبد الحليم : زار الدكتورة في الحجز وحاول يشتري ذمتها بمبلغ كبير من المال ولكن طبعًا
إنت عارف الدكتورة عايدة
هلال : طبعًا عارفها
الدكتور عبد الحليم : بس والله الدكتور خالد ووقفته مع الدكتورة عايدة بعد فضل الله ومنته هو اللي
أنقذ الموقف , الدكتور خالد لمن عرف أن الخطأ من عند الدكتور المسؤول على صيانة المعدات
الطبية وبعد ماجاب هذا الدكتور نفس شركة الصيانة عشان تصلح الخطأ وكانوا حيقولوا إنو فعلًا
مافي خطأ في منفذ الأكسجين والنيتروجين , وإن الخطأ من الدكتورة لأنها صرفت للمريض أدوية
بالخطأ أدت لموته , لكن الدكتور خالد مدير ومالك المستشفى بعد ماعرف باللي سواه الدكتور
المسؤول عن الصيانة أمر بأن ترجع الخراطيش على الوضع اللي سوته الشركةوحدثت بسببه الوفاة ـــ أي الوضع الخطأ ــ واستدعى الشرطة ومن هنا تم تبرئة الدكتورة


بعد انتهاء المكالمة مع الدكتور عبد الحليم أجرى اتصال بالدكتورة عايدة
ردت الدكتورة
كانت نفسيتها متغيرة ـــ مرتاحة
هلال : الحمد لله على السلامة دكتورة
عايدة : مش مسدأة نفسي يادكتر
هلال : أهي أزمة وعدت
عايدة : والله لو ألت لك الفرحة مش سيعاني مش حتصدأني أكيد
هلال : ولسة إنت على كلامك
عايدة وهي فرحانة : كلام إيه
هلال : إنو أهل السعودية مش كويسين والدكاترة ظالمين والكلام اللي قلتيه
عايدة وهي تضحك : أهو كلام وإنأل يادكتر في ساعة يأس , ماهو إنت منهم بس كلام الزعل انطبأ
عليك ؟؟؟؟
هلال : وناوية تعملي إيه ؟؟؟
عايدة : ناوية دلوقتي أعمل دوش طويل أغسل فيه كل حاجة جبتها معايا م الحجز وبعد كذا أكلم مامتي
هلال : ............................................. ( وهو يقدر فرح عايدة )
عايدة : وبعد كذا نفسي أشوفك يادكتر
وأحس هلال بأنه لابد يكون صريح مع عايدة
هلال : والله مافي مانع , بس ها , ترا أنا إللي حدفع
عايدة : حتدفع مين ياعم مأنا حأأبلك في كافتريا المركز
أحس هلال إنو نصف الهم إنزاح
هلال : مع إنو وقت راحتي بس مافي مانع
عايدة : لو مش عايز بلاش يبقى أنا أجيلك بكرة في المركز وأحكيلك على كل حاجة
هلال , تذكر شمس
جلوسه في البيت فترات طويلة يحرمها من التجول داخل البيت بحرية
فضل الخروج لأجل شمس
دخل دورة المياه الخارجية ( خارج غرفته وتقع يمين الغرفة مباشرة )
استحم ولبس بنطلون جينز أسود أنيق وتي شيرت أظهر طول وضخامة قامته وبروز عضلاته إللي
قدر يربيها في أمريكا بمواظبته على اللعب على بعض الآلآت الرياضية الموجودة في نادي السكن
الداخلي للجامعة

خرج بعد أن تأكد أن أمه تجلس وحدها في الصالة وتجلس معها راني ( يعني شمس غير موجودة )
أمه : ماشاء الله على ولدي هلال , الله يحفظك من العين , على فين ربي يحرسك ؟
هلال : أنا كنت قلت لك على الدكتورة عايدة والأزمة اللي كانت تعانيها ,
نورة : وهي فينها الآن الدكتورة عايدة ؟ لسة في الحجز ؟
هلال : لأ الحمد لله خرجت براءة , الآن حأشوففها في كافتريا المركز
الأم وهي تشعر بالفرح في قلبها لأنها شافت أن حياة ولدها العاطفية تسير على الطريق الصحيح
صحيح إنو الخطوات بطيئة لكنها مطمئنة
ابتسمت وقالت له : الله يحفظك , سلم لي على الدكتورة عايدة


وفي الليل عندما هدأ بيت نورة وعبد المجيد
كانت شمس تنام على سريرها وعبد المجيد مازال يقرأ كتاب نزل جديدًا للأسواق
كان يلاحظ عيون شمس اللي بدأت تتحرك بسرعة
كانت تحلم
سمعها تقول وهي نايمة : لأ لأ , طلاق لأ
لأ لأ لاتطلقني ياعبد المجيد
طلاق لأ
أرجوك
أنا أعيش عندك لكن لاتطلقني
عبد المجيد لاتطلق
لا لا ياعبد المجيد لاتقولها
لألألالالالالالالالالالال الالا طلاق لاااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااا
وانطلق صوتها في كلمة لاااااااااااااااااااااا طويلة ومعها صرخة وقامت مفزوعة
عبد المجيد : بسم الله الرحمن الرحيم , شمس , إيش فيك ؟
ناولها كوب موية موجود على يساره على الكمدينو
أخذته منه شمس وشربته والعرق متجمع بلورات على جبينها
عبد المجيد ينظر لها بتشكك ممزوج بقليل من القسوة : إنت إيش حكايتك هذي الأيام مع الأحلام
ياشمس ؟
شمس تذكرت الحلم اللي حلمته الأسبوع الماضي
لمن حلمت إنو عبد المجيد راجع بيها من بيت أهلها في الليل وسحر الليل لفها وبعدين عبد المجيد بدل ماياخذ طريق البيت راح ناحية الكورنيش لشمالي
وهناك أعطاها خيارين
إما الطلاق أو تفسر له معنى المكتوب في الأوراق
وطلع لها أوراق طارت كلها في ريح البحر ومابقي في يدها غير ورقة وحدة
الورقة كانت عبارة عن رسالة هلال ولد أخوه اللي كتبها لها من قبل سبع سنوات
كان كابوس
وصحيت من النوم عشان تلاقي عبد المجيد نايم بهدوء جنبها
تتذكر في الحلم لمن رفعت الرسالة وبدأت تقرأ حروفها
نفس رسالة هلال لها
أتزوجيني وأنا شاب عايش مع أمي وحأسافر
الآن نفس الحلم شافته مرتين
وكمان حلم ثاني
دحين لها خامس مرة تحلم بهذين الحلمين
تحلم إنها تضيع فردة جزمتها ـــ أكرمكم الله ــ واللي مصنوعة من القطيفة السوداء الفخمة
تفقدها عند بيت أهلها وتفضل تدور عليها وتدور عليها وتدور إلين تنغلب على أمرها وما تلقاها
قالت وهي ماتطالع له : حلم مزعج
ماكان عبد المجيد حابب يسمع منها زيادة تفصيلات
بعد ماشاف الخوف واللهفة في صوت ولد أخوه عليها
نادها برعب وكأنه يعرفها من سنين
بعد هذاك الموقف انفتح في ذهنه مليون سؤال وسؤال
ليه حس باهتمام ولد أخوه بيها ؟
ليه حاسس أنو اهتمام أكثر من اللازم ؟
صرخ باسمها وهو يهزها بعنف
وإلا هو يتوهم
حس نفسه بدأ يعاملها هي بجفاء كرد فعل على إللي شافه
وسأل نفسه : عساني ما أكون ظلمتها ؟
وإلا بنت مثلها قبلت تبقى في عصمتي بدون أطفال وبدون زواج ؟
مو حرام يمسكها عنده ويحرمها من حقها الطبيعي في الحياة ؟
لاشك إنها ماهي مدركة لوضعها
بس تكبر شوية راح تلاقي القطار فاتها
وهو مو ضامن عمره
هي لها من الميراث زي مالنورة ولولد أخوه
بس هل هذا كافي عشان هي تضمن مستقبلها ؟
تذكر كلامها
أنا أبغى أعيش معاك حتى لو بدون عيال
ترجته في بداية حياتهم
مسكت يده وخلتها جنب قلبها
زي ماسوى معاها
وقالت : طلاق لأ
لكن
هل هو باستجابته لطلبها عادل معاها ؟
ورجعت كررت الطلب أكثر من مرة خلال حياته معاها
مرة لمن رجعوا من فرح قرابته
من بعد ماطلعت في السيارة كررت طلبها : عبد المجيد , لاتفكر يوم ترمي علي اليمين
وكررت الطلب مرة ثانية , لكن ماهو ذاكر متى
وبعد كذا ماعاد صار تكرارها للطلب من أهمية عنده لأنه حافظه صم
لاترمي علي يمين الطلاق
لاتطلقني
الآن مليون سؤال وسؤال يخطر على باله
هل هو مو ظالمها ؟
هل هو عادل معاها ؟
شافها راحت للحمام
غابت فيه فترة ورجعت وشعرها ممشط ووجهها رجع له حيويته وشوية من اللون فيه
يمكن عشان الموقف اللي حصل واللي خلاه يشعر بالغضب ماهو راضي يعترف بأنها متغيرة
ملاحظ إنها معظم الوقت جوة الغرفة
صار كلامها قليل
ولو جلست على الأكل ماتفتح فمها ولا بكلمة
والغريب إنو الطرف الثاني إللي تصرفاته زي تصرفاتها هو هلال
ليه حاسس إنو الاثنين زي بعض
وكأن روح شمس متآلفة مع روح ولد أخوه هلال
عبد المجيد : بكرة متى تنتهي محاضراتك ؟
كنت حزينة
الأحلام كانت تطاردني
وربي إني ماني حابة أفسر أحلامي لتوقع
سبق لي ووحدة من زميلاتي حلمت بحلم مشابه لتفصيلات حلمي
الحذاء المفقود
ماحفسره
رفعت وجهي لعبد المجيد اللي صار جافي في تعامله معي
لكن هذا الأسبوع تحسنت معاملته شوية
قلت : محاضراتي للساعة 11
عبد المجيد : أطلعي لي على البوابة دغري , انا حستأذن ساعة وحدة بس عشان أرجعك للبيت ,
وبعدين عندنا اجتماع , أبوك راح يجتمع بنا فلا تجيبي لي الكلام معاه
ماكان عبد المجيد يتكلم معاي بهذي القسوة
بودي بحكم الألفة إللي بيننا أقول له : ليه ياعبد المجيد متغير علي ؟
لكنها مو قادرة تتكلم
فيه شي صار وهي ماهي عارفة بالتحديد
وما حتقدر تسأل أمها لأن أمها قالت لها المختصر المفيد وهي زعلانة منها
ولا حتقدر تسأل عبد المجيد
قالت : أبشر ياعبد المجيد , يمكن كمان أستأذن من الدكتورة في العشر دقايق الأخيرة من المحضارة عشان أوصل البوابة ع الوقت وما أأخرك

وعاد البيت للهدوء التام
وهناك عندما هدأت الأنفاس وتوقفت الأرجل عن الحركة والأيدي عن البطش ظلت العقول حرة
والقلوب حرة
كانت رسايل هلال التي كتبها في شمس بين يديه بدأ هلال يقلب دفتر سطر فيه شيئًا من المنقول من هنا وهناك
لكل حرف كتبه في ذلك الدفتر ذكرى
ومع كل كلمة خلجة قلب
ومع كل جملة سؤال : هل ستشعر به شمس ؟
هل ستفهم حبه لها ؟
هل يقدر لها الزمان أن تفهم معنى ذلك الحب ؟
هل هي فعلًا في عقلها ربطت بين الطبيب والخطاط عندما فقدت وعيها ؟
هل معنى انسحابها معظم الوقت لحجرتها أنها عرفته ؟
لم أغمي عليها ؟
لاشك أنها عرفت
شعر بخفقان قلبه وتذكر لقائه بعايدة في كافتريا المركز
مرة ثانية رجعت عايدة تلمح له أنها في هذه البلاد بحاجة لرجل
ومرة ثانية أخبرها ان هذا ( قلبه ) مشغول
ماسألته مين هي البنت
ولو سألته لأخبرها
هو يحب شمس أحمد يونس الــــ
لايخجل من هذا الحب
لكنه لايقوى أن يواجه به الدنيا
والسبب واضح : شمس امرأة متزوجة
والمشكلة الأكبر أن زوجها هو عمه
بدأ يقلب صفحات دفتره ويقرأ

يا سيدتي:
لا أتذكَر إلا صوتك..
حين تدق نواقيس الأعياد!
لاأتذكر إلا عطرك..
حين أنام على ورق الأعشاب !

أنت امرأة لا تتكرر.. في تاريخ الورد..
وفي تاريخ الشعر..
وفي ذاكرة الزنبق و الريحان..!
(نزار قباني)

دائما أنتي في المنتصف !!
أنتي بيني وبين كتابي..
بيني وبين فراشي..
وبيني وبين هدوئي..
وبيني وبين الكلام !!
ذكرياتك سجني وصوتك يجلدني
وأنا بين الشوارع وحدي
وبين المصابيح وحدي!
أتصبب بالحزن بين قميصي وجلدي!!
ودمي: قطرة - بين عينيك - ليست تجف!
فامنحيني السلام!
امنحيني السلام!


ثم في ذيل الرسالة : أحبك ياشمس



حبيبتي ....
يانجمة الظلما و (عسعسة ) النهار ,
محتاج لك ارض وسماء
محتاج لك حضن وشعور ,,,,
محتاج اسولف لك عن اشيا ماتصير
وشي صار ,,,,
ومثلك يعرف ان القصيد
يموت
لابطى في الصدور .....

التوقيع : طلال حبيب شمس




والله ماطلعت شمسا ولاغربت
الا وذكرك مقرونا بأنفاسي
ولاشربت لذيذ الماء من ظمئٍ
الا رايت خيالا منك في الكاسي
ولاجلست الى ناسٍ احدثهم
الا وانتٍ حديثي بين جلاسي


التوقيع : هلال حبيب شمس



هنـاك وقفنـا و الشـفاه صـوامت
كـأن بنا عيـاً وليـس بنـا وجـد
سكتنـا ولكـن العيـون نواطـق
أرق حـديث ما العيـون به تشـدوا
سكـرنا ولا خـمر ولكنه الـهوى
إذا اشتد في قلب امريء ضعف الرشد
فقالت وفي أجفانـها الدمع جائـل
وقد عاد مصفـراً على خدها الـورد
ألا حبذا ياصاحبـي الموت هاهنـا
إذا لـم يكن من تذوق الردى بـد
فقلـت لها إنـي محـب لكل مـا
تحبـين إن السـم منك هو الشـهد
فقالـت أمن أجلي تحن الى الـردى
دع الهـزل إن المرء حليتـه الجـد
فقلـت لها لو كنت في الخلد راتعـا
ولسـت معي والله ما سرني الخـلد
فـإن لم يكـن مهد إليك يضمنـي
فيا حبـذا ياشمس لو ضمـنا لحـد

التوقيع : طلال حبيب شمس



لسان الهوى في مهجتي لك ناطقٌ يخبر عني أنني لـك عـاشـقٌ
ولي كبد جمر الهوى قد أذابـهـا وقلبي جريحٌ من فراقك خافـق
وكم أكتم الحب الذي قد أذابـنـي فجفني قريح والدموع سـوابـق


التوقيع : طلال حبيب شمس


قفوا وانظروا حال الذي تهجرونه لعلكم بعد الجفاء ترحـمـونـه
فان تنظروه تنكروه لسـقـمـه كأنكم واللـه لا تـعـرفـون
وما هو إلا ميت في هـواكـم يعد من الأمـوات إلا أنـينـه
ولا تحسبوا أن التـفـرق هـين يعز على المشتاق والموت دونه

التوقيع : طلال حبيب شمس


كم مرة قعد يتمنى توصل هذي الكلمات لشمس
تخيلها تقرأ المكتوب
تخيل حاله يطالع لعيونها وينفذ منها لقلبها ويقول لها كلمة أحبك ويشوف تأثير الكلمة عليها
كم مرة كان نفسه يقول : أنا أحبك من وعمرك 7 أو 8 سنوات
أنا الشخص اللي شالك يوم المطر الغزير ودليتيني على بيتكم حكيتيني ببراءتك كيف هربت من
الرجال صاحب السيارة الوانيت
أنا هو نفس الشخص اللي أنقذك من سوني
أنا الشخص اللي صارت متابعتي لك عادة ثم تحولت إلى إدمان

لكن كل هذا الشي تبخر ذات مساء لمن جا عمه يقول له قبل سفره أنا راح أتزوج لأن مديري طيب
معي وأحرجتني طيبته وفي الجملة الثانية قال له اسم البنت
ذاك اليوم حس بمرارة الأيام وطعم العلقم في فمه لمن تطلع خطيبة عمه هي البنت الوحيدة اللي حبها في كل هذي الحياة




في المحاضرة حيث كانت شمس تجلس في الصف الثالث قريب من الدكتورة آمال بقنة وتستمع
لمحاضرة في مادة تنسيق زهور ونباتات
غصبن عنها كان صوت الدكتورة يوصلها كصوت ضبابي يتلاشى مع الوقت
يرغب كثير من الناس في زراعة نباتات الزينة , في شرفة المنزل أو داخله , لما لها من منافع متعددة

في حياتنا , حيث أنها تعتبر من أجمل عناصر الديكور
وبدأ صوت دكتورة آمال يتلاشى شيئًا فشيئًا
وجاء مكانه صوتها هي : لاتطلقني ياعبد المجيد
وجاءها صوت آخر يصرخ باسمها شمممممممممممممممممممممممم مممممممس

قالت لها أمها : الدكتور فجعنا عليك يابنتي , صرخ باسمك , والله صرنا محنا داريين إيش صار
معاك

وتذكرت تفاصيل الحلمين اللي قاعدين يتكرروا
ماهي راضية تفسره
ومر الوقت وهي بين صوت الدكتورة والذكريات
وفجأة وقبل انتهاء المحاضرة بعشر دقايق وقفت
راحت ناحية الدكتورة آمال
شمس : معليش يادكتورة أنا حستأذن دحين لأن زوجي في البوابة
أشرتها الدكتورة بيدها علامة الموافقة بدون ماتقطع كلامها
خرجت من القاعة وسارت شبه جارية عشان توصل للبوابة على الموعد
لمن وصلت أظهرت بطاقتها لحارسة الأمن ودخلت البوابة
وفي السيارة ظل الصمت سيد الموقف بينها وبين عبد المجيد باستثناء بعض الجمل الخفيفة زي لمن

قالت له : انا جيتك على الموعد إن شاء الله ماتأخرت ؟
وعبد المجيد رد عليها : لا ماتأخرتي
لمن وصلها للبيت غادر بسرعة
كان لازم تدخل من البوابة الخارجية للفيلا وبعدين تمشي الحوش اللي قبل البوابة الخشبية
بمجرد ماحطت المفتاح في البوابة الخارجية الحديدة ودفعتها ودخلت لقت شاب معتدل القامة نحيل خرج لها من ورا البوابة
انفجعت
كان مهتم بهندامه فثوبه واقف من كثرة الكوي ولابس شماغ له مرزاب واقف وتفوح منه رائحة
العطور
وصل لعندها وهو يمشي في خطوات فيها ميل وراح خرج من جيبه زي الجواب
سمعته يقول : شمس أنا أحبك , أنا أموت فيك , خذي هذي الرسالة وأقرأيها وإنت راح تفهمي كل شي
تذكرت رسالة أخذتها قبل سبع سنوات وغيرت لها حياتها
تجرأ هذا الشاب وحط الرسالة في حقيبتها المفتوحة
كانت مشاعرها ممزوجة بين الرعب والغضب لتجرأه على وضع الرسالة في الحقيبة
خرجت الرسالة من شنطتها ورمتها على الأرض عند رجولها ( أكرمكم الله )
الشاب رجع ونكس وأخذ الرسالة وعلى شفايفه بسمة شيطانية
سمعته يقول : لأ لأ لأ لأ لأ مو كذا ياحبيبتي الوحدة تسوي في حبيبها
ورجع وأخذ الرسالة من الأرض وتجرأ للمرة الثانية ومد يده وحط الرسالة في شنطتها
رجع الغضب جاها ثاني وخرجت الرسالة ورمتها بعنف أكبر من المرة الأولى على الأرض
رجع هذا الشاب الوقح نكس يلتقط الرسالة وكبرت ضحكته عى وجهه وهو يقول : لأ كذا تزعليني
ياحبي
وتجرأ ومد يده عشان يحط الرسالة
لقت شمس وجهها سخن من الغضب وبدأت تصرخ : إنت مين إنت ؟ انا ما اعرفك روح عني
وقبل ما تمانع كانت الرسالة في الشنطة
نزعتها بقوة ورمتها لكن هذي المرة الرسالة طارت لبعيد
قبل ماتنتبه شمس للي حولها من كثرة خوفها وغضبها لقت شخص ثاني
وسمعت شخص ثاني
شخص قاعد يضرب هذا الولد
سمعت صوت أبكاس على وجه هذا الشاب الهايف
هذا الشخص لكم هذا الشاب الهايف على وجهه لكمة قوية
وقبل ماتستوعب الصورة
قبل ماتفهم مين الضارب ومين المضروب ؟
بدأت تحلل فيي عقلها
اللي قاعد يضرب هذا الشاب الهايف كان هلال
هلال ومو أحد ثاني غيره
كان وجهه أحمر من الغضب
سمعته مع كل لكمة يسبه : كيف تجرأت يانذل تآذيها ؟
ومن مكانها اللي وقفت فيه زي الصنم بدأت ترسم حدود الصورة
هلال أضخم بمرات من هذا الولد الهايف الطويل ــ نوعًا ما ــ والنحيل
هلال وجهه أحمر من الغضب
كأن هلال مو هو اللي قاعد يتحكم في نفسه ويضرب
لا
كان الغضب هو اللي مسيطر على موقفه مع هذا الشاب الهايف
سمعته يقول : إنت ماتخاف الله ؟ ماعندك أخت ؟ ماعندك أم ؟ ماعندك خالة
وراح أعطاه بوكس ثالث بس كان قوي لأن هذا الشاب الهايف طلعت منو آهة طويلة حاول يكتمها
لكنها طلعت
وهذا الولد النحيل اللي مهتم بهندامه واللي كان قبل قليل يحط رسالة في شنطة شمس بكل وقاحة الآن صار في قمة البهدلة سقط شماغه وكوفيته وعقاله
ونزل الدم من جنب شفته
وتلخبط شعره وانتكش
وما نجا من ضربات هلال
ما أخطأته ولا ضربة من ضربات هلال
كان جبان
اخذ له حق 13 بوكس من قبضة هلال الكبيرة
ومن يده اللي يحركها الغضب
إلين ورم وجهه
ولسة هلال يضرب بغضب
اما شمس وقفت متصنمة زي تمثال منصوب ماتعرف إيش تسوي
أخيرًا غريمه بعد الضربة المدري كم رفع نفسه من طيحة طاحها على الأرض وأطلق رجوله للريح
وقد أمسك بكوفيته والشماغ والعقال
لكن الرسالة مازالت على أرض الحوش في مكان ما
بعد مغادرته سحب البوابة معه من كثرة الخوف
وتجمد الموقف بينه وبين شمس
وقفت شمس يسجل عقلها كل شيء في هلال
تسجل طول هلال المهيب
رجولته
شجاعته في الدفاع عنها
ووقف هو وهو لسة حاسس بالغضب يخرج من نفسه
وقف هو
ووقفت هي
والصمت بينهم
قال : عساك بخير يامرة عمي
هزت راسها لكنها ماغادرت المكان
وبنظرة وحدة شافت الرسالة
هلال : ايش كان يحاول يسوي النذل ؟
شمس : كان قاعد يحط في شنطتي رسالة
وطالعت للرسالة
وصار بينهما لوم وعتاب
كانت قاعدة تتذكر موقف مشابه
لشاب بنيته قاعدة تنبني وسلمها رسالة
وهلال حس بشعور جديد
وصلت رسالتها له ؟؟؟
يمكن
ولقى نفسه يسأل مليون سؤال وسؤال : هل أنا آذيتها بشي ؟
لأول مرة هلال يفكر بهذي الصورة وإن الرسالة ممكن آذت شمس
قال : قال لك شي ؟
كان الألم غالبها
الحزن على حالها
قالت له جوت نفسها : إنت مثله
في يوم من الأيام سلمتني رسالة
الرسالة غيرت لي حياتي
هزت راسها وقالت : قال كلام ماله معنى
فضلت الجملة ترن في أذنه
قال كلام ماله معنى
قال كلام ماله معنى
قال كلام ماله معنى
هل تقصده هو ؟
هل تشبه حالته معها بحالتها مع هذا الشاب التافه
قسم بالله إنه حبها
ماكان يلعب
ولا يتسلى
لكن يرسل رسالة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لأنه يحبها
ولأنه مالقى طريقة يقول لها اللي في قلبه غير الكتابة
هو شخص كتوم
لكنه بارع في الكتابة
يمكن يكتب مليون شعر في نفسه بالكلمات
ولأول مرة يشعر أنه اخترق هالتين من الهالالت السبعة المحيطة بها
حس أنه قرب منها
وأما هي فمن زمان هي اخترقت كل الهالات المحيطة به
هي في قلبه تسكن
في كيانه
في وجدانه
في ذلك الركن القصي من الضمير حيث يفقد المرء ذاكرته
وشمس أحست به
أحست بأنه قريب منها
سمعته يقول : انتبهي لنفسك
واصل : خليني أشوفك لحد ماتدخلي البيت
وببطأ استدرات
وتباعدت بها الخطوات
وفتحت الباب الخشبي بعد ما أخرجت المفتاح
ولما دخلت وأحكت إغلاق الباب نزل هو للأرض
والتقط رسالة موضوعة في ظرف أحمر وعليها قلوب مرسومة بقلم أزرق جاف ومكتوب عليها إلى
حبي شمس .


وفي الساعة الواحدة ليلًا وفي بيت أشواق المطربة
جلس شاب متوسط الطول ونحيل على الكنبة
أشواق : يخيبك ياخايب , يعني بدل ما تعطيها الرسالة رجعت ووجهك منفخ ومكفخ , لا وتقول :
أعطيني أتعابي
الشاب : يعني دحين يا أشواق تبغي تاكلي علي حقي ؟
أشواق : يتهولك يامتهول , إنت إللي تدفع لي , تلاقي دحين الرجال اللي ضربك حيجيب اسم سابع جد لك
الشاب ( واسمه خالد ) : أهو هذا اللي حصل , لكن رسالة وخلاص اعتبريها استلمتها
أشواق : إنت شفتها وهي تاخذها ؟ مو إنت قلت كل مادخلت لها الرسالة في الشنطة قامت وطلعتها ؟
الشاب : أنا شغلي يخلص بمجرد ماتخرج الرسالة من جيبي
أشواق : لا والله يافالح , شوف منت رايح تاخذ مني ولا قرش أحمر
الشاب وهو واقف متوجه ناحية باب الشقة ورافع يده يهدد ويتوعد بشخصية ضعيفة هايفة : حقي
ماراح أسكت عنه , ولاتفكري بعد كذا إن راح أكون معاك ولا في أي طلب
أشواق : يامتهول , غور الله لايردك
وبعد خروجه من باب الشقة في هذي الساعة المتأخرة من الليل تروح أشواق للثابت وتتصل على بيت ولد أختها ( محمد ) أخو دنيا .
وترد حسنية
أشواق : شوفي ياحسنية خليني أكلم دنيا
وبعد شوية
دنيا : إيوة ياخالة
أشواق : ترا الفالح خالد انكشف
دنيا : وي ياحظي , كيف ؟
أشواق : طلع له واحد طول بعرض وضربه لحد مارسم خريطة جدة في وجهه
دنيا : والحل الآن ياخالة ؟؟؟
أشواق : مالك إلا طريق واحد , تروحي لعند بنت عمك بنفسك وتدخلي بيتها وتدوري على أي شي , أي شبئ تكسري لها بيه خشمها , وإنت قدها وقدود , غير كذا ماعندي شيء لك
وبعد ما قفلت دنيا الخط مع خالتها بدأت تفكر وترسم خطة لتزور بنت عمها شمس في بيتها إللي
عمرها ماطبت فيه ولا تعرف طريقه مطلقًا .





شمس : والله ماني مصدقة نفسي يادنيا , إنت فعلًا في بيتي
أحست شمس بالحماس الشديد لزيارة بنت عمها لها في بيتها
كانت نورة حاضرة في المجلس الكبير بكرسيها المتحرك وبسمة كبيرة تشق وجهها
نورة : وأخيرًا شفت بنت عمك دنيا ياشمس , والله يابنتي دنيا خرجتوا من بيتكم جوهرة غالية, إحنا إللي كسبانها
هذا الكلام زاد دنيا حقد دفيييين على شمس
تمنت لو تقوم وتطبق بيدينها الثنتين على فم هذي الحرمة المشلولة وتسكتها
وفي نفس الوقت شمس ــ نوعًا ما ــ ماهي قادرة تأخذ راحتها في الكلام مع بنت عمها في وجود نورة
لكن لأخلاقها العالية مابينت هذا الشيء لافي كلامها ولا في تصرفاتها
دنيا : الله يسلمك ياخالة
وصمت كل من في المجلس الكبير
شمس ودنيا ونورة
وبعد فترة الصمت التي امتدت لمدة دقيقة من الزمان
كانت نورة أول من تكلم : طيب معليش أأذنوا لي , لو حابت ياشمس تكون راني هنا تحت تصرفك
شمس بود وألفة : لا عاد يانورة مافي داعي , لو أبغى شيء من المطبخ راح أجيبه بنفسي
نورة : لا , هذي بنت عمك وأول مرة تدخل بيتنا , دحين من واجبها علينا حق الضيافة , بعد شوي
بتجيب راني ضيافتا وبعدها سوي اللي إنت تبغيه
وغادرت نورة
دنيا بسرعة بعد مغادرتها : مو معقول ياشمس , دحين هذي طبينتك ؟
شمس : تصدقي عاد , إللي يشوفها يقول أختي مو طبينتي
دنيا : لا معليش إللي يشوفها يعرف إنها أفعى مقرنة متخبية تحت الرمال
كش قلب شمس من كلام دنيا
لكن
شمس : لا والله يادنيا , تراك ماتعرفيها لسة وما جلستي معاها , لو جلست معاها يوم , يوم واحد بس راح تعشقيها , طيبة إيه , وأخلاق إيه , وربي ما أبالغ لو قلت بلسم للجروح
دنيا : دحين تبغي تفهميني إني هذي العجوزة الكركوبة بلسم زي ما إنت بتقولي
شمس : وأكثر والله , ماكإننا طباين , كإننا أخوات

وهلال يدخل من الباب الخشبي للبيت لاحظ أن الصاة خالية من أمه
لأشك إن أمه في غرفتها بعد جلسة العلاج الطبيعي
كان حابب يطل عليها بس هذا الوقت بالذات هو الوقت اللي بعد العلاج الطبيعي مباشرة
أمه تكون في وضع صعب شوية
هي تكره حالها في ذاك المنظر وما تحب أحد يشوف عجزها وضعفها
خلاص أجل الزيارة لبعد مايروح غرفته ويأخذ له حمام ويلبس لبس البيت ويستعد لملاقاة أمه
وهو ماشي ناحية غرفته مر من باب الصالون
كان الباب مفتوح ومايكاد يكون فيه صوت , وأنوار المجلس الكبيرة المتدلية مضاءة
فكر
مين يمكن يكون جوة الصالون ؟
ممكن تكون راني ؟
وقبل مايجي على ذهنه سؤال ثاني طوالي راح على الصالون
ودفع بابه اللي باقي له شوية ويكتمل فتحه ببطأ
كانت بنتان
تجلس الأولى قريبة من الثانية
بنت قامتها صغيرة
شعرها أسود يتدلى على كتفها
وملامحها ــ بالنسبة له ــ فاتنة
كانت ترتدي افرول زاد من دقة جسمها وجعلها في عينه تبدو كغزال شارد
كانت تجلس وهي محنية راسها ومقربة أذنها من فم الثانية
وخفق قلبه لها بقوة
والثانية تقرب رأسها منها وكأنها توشوشها
الثانية كان شعرها كستنائي فاتح فيه خصل بندقية اللون
جبينها عريض
أنفها واقف مع عظمة الأنفة
عيونها واسعة نوعًا ما
وفمها ضليع
وقبل أن تنتبه البنتان لهذا الشاب الطويل الجسيم الواقف دقيقة كاملة في تأملهما
كان قلبه يعرف من هي شمس
وبدأت ضربات قلبه العنيدة تدق بقوة
لقى عيونه تتعبى من منظر شمس
وترجع تتملى ثاني
وترجع تتملى ثالث
ومع كل مرة يتملى فيها قلبه من منظر شمس يتلخبط قلبه وتضطرب خفقاته
وأخيرًا رفعت شمس عينها ورأته
اصابها الذهول
وجلست لفترة ترفع رقبتها وفمها مفتوح من الذهول
وبعد مااستوعبت اللي قاعد يجري لها هبت بسرعة من مجلسها
وطوالي ناحية الحمامات والمغاسل عشان تختفي من عيونه
كانت لمن ــ من غير إرادته ــ يتأملها في نظره غزال شارد
والآن في هروبها منه وتواريها عن الأنظار غزال شارد
أما الثانية واللي مو عارف مين هي فقد قامت بتكاسل وبدأت تتمايل في مشيتها أمامه بالعكس كمان رجعت وهي ماشية ناحية الحمام مكان ماتخبت شمس رجعت لفت وملت عيونها منه مرة وكأنه تقول له تأملني أكثر وأكثر
تذكر المشية
مو هذي مشية دنيا ؟
وبعد أن فرغ المجلس منهم تنبه هلال لنفسه وبهدوء ترك المكان
لمن خرج طلعت البنتين برا الحمام
ورجعت كل واحد في نفس مكانها في المجلس الكبير الفخم
دنيا : يخرب عقلك ياشمس , مين هذا ؟
شمس : هذا الدكتور هلال ولد أخو عبد المجيد زوجي
دنيا : أبيه , وربي شي فوق الخيال , كامل ولا كامل غير وجه الله العظيم
شمس وهي تحس بوجع في قلبها : إيوة بس لايغرك المنظر
دنيا : بسم الله إيش فيه ؟
شمس : لا , يعني لاتغتري بالمظاهر
دنيا : والله معاه راح أغتر وأغتر وأغتر , والله فتني ماشاء الله طول بعرض بجمال وجه وشعرروعة
, لا وشنب ولحية وسكسوكة , وربي جنان
شمس : إنت بس تهتمي بالمظاهر , طيب أفرضي إنو الشخص اللي هو حلو من وجهة نظرك تكون أخلاقه سيئة
دنيا باهتمام : ليه يابنت شفتي عليه شي ؟ حاول معاك بشي ؟
شمس وقد تضايقت من فكر دنيا المحدود : مو زي ما إنت فاهمة , لا
دنيا : أجل إيش ؟
هنا بدأت شمس تخرج سرها الكبير
شمس : إنت فاكرة يادنيا الولد الخطاط اللي كتب لي رسالة فيها خرابيط وبعدين شافها عمي الله
يرحمه ووصلها لأبوي
دنيا وقد اتسعت عيونها ترقب وإثارة : طبعًا فاكرة
شمس بهدوء هو خليط ألم وأمل ويقين وثقة قالت : هاذك الخطاط اللي اسمه هلال هو نفسه الدكتور هلال اللي دوبك شفتيه وإللي هو ولد أخو زوجي عبد المجيد
حست دنيا بالصدمة الشديدة والانبهار التام
قالت بدون وعي : أحلفي بربك
شمس : والله يادنيا إنو الخطاط هلال إللي أعطاني الرسالة اللي وقعت في يد أبوي هو نفسه الدكتور هلال ولد أخو زوجي عبد المجيد وإللي دوبك شفتيه.
ولمعت عيون دنيا بعدة لمعات
الفرح , النصر , المفاجأة , التشفي , تنفيث الغضب , الدهشة , الانبهار , الترقب , الاستعداد , اللهفة , الشوق , ومشاعر أخرى من نوع سالب كانت مختبأة في صدر دنيا ومازالت وآن أوان إخراجها والتنفيس عنها بهدوء .


الفضاء الواسع غير متواجد حالياً  
التوقيع
المرء يعرف في الأنام بفعله/ وخصائص المرء الكريم كأصله
اصبر على حلو الزمان ومره / واعلم بأن الله بالغ أمره
لاتستغيب فتستغاب وربما / من قال شيئا قيل فيه بمثله
وتجنب الفحشاء لا تنطق بها / مادمت في جد الكلام وهزله
وإذا الصديق أسى عليك بجهله / فاصفح لأجل الود ليس لأجله
كم عالم متفضل قد سبه / من لا يساوي غرزة في نعله
البحر تعلو فوقه جيف الفلا / والدر مطمور بأسفل رمله
واعجب بعصفور يزاحم باشقا / إلا لطيشته وخفة عقله
إياك تجني سكرا من حنظل / فالشيء يرجع في المذاق لأصله
في الجو مكتوب على صحف الملا / من يعمل المعروف يجز بمثله
رد مع اقتباس