عرض مشاركة واحدة
قديم 23-07-16, 02:45 AM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


البداية

(3)

فى صباح يوم من ايام الاسبوع بشهر اغسطس تدخل ام ليالى على ابنتها الغرفة فتجدها و قد ارتدت ملابسها و تقف اما المراه لتضع اللماسات النهائية على هندامها الاخيرفتقول بابتسامة جميلة ( صباح الخير .. دا انا كنت داخلة اصحيكى ....... معرفش انك صحيتى من بدرى و كمان لبستى )
فترد ليالى ( اه ياماما عايزة اكون فى المعاد هناك انتى عارفة النهاردة المقابلة يا رب يا ماما اقبل فى الشغلانة دى .... احسن انا مش قادرة اقعد فى البيت اكتر من كدة )
ماما و قد رفعت حاجبها باندهاش ( اكتر من كدة !!! ... دا انتى مكملتيش شهر متخرجة ...... هو فى حد من زمايلك اشتغل لسة )

ليالى و قد انهت لمساتها الاخيرة فاستدارت لتقابل وجه امها ( دا انا بقالى خمس سنين يا ماما بستنى اليوم دا .... يوم ما اتخرج و اشتغل تقدرى كدى تقولى خمس سنين بسخن عشان انزل الملعب و اجيب جون .. مش كفاية خمس سنين تسخين ) و تطبع قبلة على خد امها و تضم وجهها بيدها و هى تقول ( بس انتى ادعيلى يا ماما و اتكى شويتين فى الدعوة )
فترد الام بعد ان ازاحت يد ليالى عن وجهها ( و الله بدعيلك فى كل وقت ان ربنا يسعدك و يهدى بالك )
ليالى و قد اختفت لمست المرح عن صوتها ( انا بقول دعوة عشان اقدر اشتغل و اثبت نفسى فى شغلى مش اللى بالك فيه )
ماما و قد ادركت ان استمرارها فى هذا الحوار سيغضب ليالى و يعكر صفوها ( و ايه يعنى دا و دا كمان ايه المشكلة ............ انا طماعة يا ستى )
بعد ساعة و اما مكتب مقاولات ليس كبيرا تدخل ليالى المكتب و تقابلها السكرتارية فتسالها ليالى ( مهندس محمد موجود لو سمحتى ) فترد ( اه يا فندم مين حضرتك ) فتقول ليالى ( مهندسة ليالى و عندى معاد معاه ) ياه ما اجمل هذا اللقب الذى سبق اسمى اول مرة تستخدمة لتعريف نفسها و ما هى الا لحظات لتعود السكرتيرة و تقول لها ( اتفضلى حضرتك هو فى انتظارك )
دخلت ليالى المكتب و فى قلبها خوف اول مقابلة فى حياتها العملية ابطئت فى خطوتها لتتاكد من ادواتها سريعا قبل الدخول ها هى اوراقى والسيرة الذاتية و ها هو مشروع تخرجى و الذى يحمل درجة الامتياز و ما ان دخلت الى المكتب لتجد رجل اربعينى يجلس على مكتبه و على وجهه ابتسامة ليقول لها ( اهلا وسهلا يا باشمهندسة اتفضلى ) جلست امامة متوترة قليلا لا تعلم كيف تبدا الحديث
( ها جبتلنا معاكى ايه ؟؟ ) بهذه الجملة بدا المهندس محمد حديثة حتى يزيل التوتر الواضح على ليالى التى ردت عليه بقولها ( اتفضل دا الـ cv بتاعى ) فابتسم المهندس محمد و قال ( هو انتى لحقتى يبقى ليكى cv دا يدوب متخرجة امبارح ............. انا اقصد المشروع ) و اشار بنظرة بعينه على اللوحة الكبيرة التى كانت تحمهلها ليالى بعناية شديدة فوقفت ليالى حتى تتمكن من ان تعرض لوحتها الكبيرة فنظرت نظرة سريعة على المكتب ....... لا لا لا انه لا يصلح ان افرد عليه لوحتى انه مكدس بالاوراق و عليه اكواب تحمل مشروبات و مياه انها ان وضعتها ستتسبب فى اما ان تقلب المشروب على الاوراق او على لوحتها و هذا المستحيل بعينة ..
بكلمات سريعة كانت ليالى تتحدث للمهندس محمد ( لو سمحت هو مفيش مكان تانى ... المكتب هنا مينفعش خالص احط علية اللوحة ) ]فبنظرة متفحصة منه على مكتبة رد ( خلاص افتحيها على الارض )
نظرت ليالى على الارض انها مفروشة بالموكيت و نظيف تماما اذا فليكن .......

فردت ليالى لوحتها على الارض و نظرت للمهندس محمد و قالت ( هو حضرتك مش حتيجى تشوف المشروع و لا ايه ؟؟؟؟ )
نظر اليها المهندس محمد ثم قام من على الكرسى متجها اليها و يقول فى باله ( لا حول و لا قوة الا بالله ....... البنت دى يا حتجننى ... يا حتجننى ) .

انتهى اللقاء باقتناع شديد من المهندس محمد بشخصية ليالى و انها فعلا جديرة لتحظى بفرصة العمل بمكتبه فحدد لها موعدا فى اول الشهر لتبدا العمل و باجر كانت ليالى فرحة به جدا ربما لانها لاول مرة يكون لها نقودها الخاصة ........ انها فعلا احاسيس جميلة عندما ينجح الانسان .................

فى الصباح الباكر تقف سيارة جيب امام المشروع لتنزل منه ليالى امام الموقع و قد كان فى انتظارها عدد من الافراد يمكن ان ان تحدد وظيفة كل منه بالموقع من ثيابهم فتنزل لهم ليالى متجهمة الوجه و تنظر اليهم نظارا ت سريعة لتعرف من الواقفين امامها فقط تدخل فلا تتحدث مع احد حتى تصل الى مكتبها فيدخل رئيس العمال عليها ( " صباح الخير يا هندسة " ........ " اهلا صباح الخير يا حميدو " .... " شكلك النهاردة مش فى الفورمة " ........ " لا ابدا ....... قولى باه ايه اللى حصل " ......... " انتى عارفة العمال يا هندسة مشاكلهم مبتخلصش " )
ليالى و قد بدات ملامح الغضب تظهر على وجهها .... و بدا صوتها يعلو ( ” بقولك ايه يا حميدو اصطبح و قول يا صبح ..... انا اليوم لسة ادامة كتير عشان ينتهى .... فمتلخبطهوليش من اوله و حياه ابوك ..... اسالك سؤال يترد عليا على اده و مش عايزة مقدمات ........ لما اسالك ( كلمة بذيئة .......... ) عملوا ايه تبقى تنطق على طول و متزوقليش الكلام ......... انطق بدل ما اطلع همى فيك انت ........ ) ........
لنتعارف قليلا ماذا حدث باليلى كيف تحولت تلك القطة الرقيقة الى هذا النمر الشرس.......؟؟؟
فهى اصبحت الان و بعد اربع سنوات من العمل و الترقى لنقل اصبحت ذراع المهندس محمد الايمن فهى من يئتمنها على كل شئ و هى المسؤولة عن كل شئ فى الموقع بل اصبحت مسؤولة عن ثلاث مواقع فى وقت واحد فلقد اعطاها المكتب سيارة جيب و سائق حتى تتمكن كل يوم التنقل بين المواقع الثلاث لمتابعة جميع الاعمال فكانت لا تمانع ان تقوم من النوم فى الخامسة لتكن فى سيارتها السادسة صباحا لتبدا رحلتها من شرق البلاد الى مغربها و من شمالها الى جنوبها تتابع و تحل المشاكل و تتفق على مون و خامات البناء و ايضا تقوم بصرف مستحقات المقاولين ..... و ينتهى يومها ربما التاسعة او العاشرة مساء هكذا اصبحت ليالى ترس فى أله لا تفكر غير فى العمل لا تقوم باى شئ غير العمل ابتعدت عن الحياه الاجتماعية فلا وقت لديها انها تعمل فقط .....

ليالى اصبحت الان تريد ان تتمرد على كل شئ و اى شئ فتريد فرض سيطرتها و هيمنتها على كل شئ حتى تثبت لنفسها و للاخرين انها لا تحتاج الى رجل بعد الان ............. نعم ........ تبرهن لنفسها ما هو احتياجى لرجل فانا اعمل و اترقى و اسوق امامى عشرات ربما المئات من الرجال و اصبحت الان استطيع ان احمى نفسى بنفسى ........... لست الفتاه الخجولة التى لا تعرف كيف تتكلم او تفتح حوار انما اليوم اصبحت و بلغة السوق ( اقدر اكل اللى ادامى و محدش ياخد معايا حق و لا باطل ) .
هذا ما حدث لليالى فقد كانت تفخر جدا ان يقال عنها مهندسة بمئة راجل و كلمتها سيف على الرقاب ..... بل اقول لكم سرا ؟؟؟ تحب ان يناديها الذين يتعاملون معها بالباشمهندس و لا تحب ان يضعوا تاء التانيث فى النهاية و لو بيدها لكانت اتخذت اسم رجل ..........
نعم انه الجنون بعينة و لكن ليالى كانت طوال هذه السنوات الماضية تبنى حولها قلعة و ترفع شعار ممنوع الاقتراب او التصوير قلعة تحتمى بداخلها و تهجم منها على اى رجل فعجبا انها اصبحت تكره الرجال و تعمل معهم اذا فهى لا بد ان تحمى نفسها منهم و تستمتع فى انها تتحكم فيهم و فى بعض الاحيان .................................... !!!

ذات صباح و هى فى طريقها لاحد مواقع العمل يرن تليفونها المحمول و بنظرة سريعة على الشاشة فهى تعلم ان اتصالاتها لا تتعدى المكتب ........ المقاولين ......... المهندسين .......... و من غيرهم ؟؟؟ تجد على الشاشة اسم لمياء صديقتها فتبتسم و ربما تقول فى بالها ( ياااااااااااااااه و الله زمان ...... اخر مرة كلمت لمياء من حوالى ثلاث و اربع شهور )
فترد بصوت مرح ( ليمو ازيك يا حبيبتى ...... مش عارفة و الله يا لميا حكون فاضية التلات و لا لا .. ايه انتى بتقولى ايه ......... يخرب بيت عقلك حد يعزم حد على خطوبته كدة ههههه لا طبعا حكون فاضية انتى بتهرجى ............. دا احنا عشرة يا بنتى لو مفضيتلكيش يعنى حفضى لمين .........قوليلى بس عايزة حاجة اعملهالك ........ لا و الله يا بنتى ما عزومة مراكبية و لا حاجة ......... عموما لو اى حاجة عايزاها او عايزة العربية تكون تحت امرك كلمينى بس ......... ماشى يا جميل ..... الف مبروك ...... سلام )
تنظر ليالى الى زجاج السيارة و الابتسامة ما زالت على شفتيها و تسرح قليلا ............ لمياء انها اخر صديقتها ارتباطا فكل واحدة من صديقاتها اما تزوجت او تم خطبتها و كانت اخرهم لمياء ....... فتحدث ليالى نفسها ( ياه يا لمياء دا انتى اللى كنت فضلالى بعد كدة بقا حنلاقى الكلام اللى حفظته من كتر ما سمعته ...... اصلى نازلة مع خطيبى ..... اصلى خطيبى جيلى ....... اصل خطيبى ......خطيبى .....اوف .... انا مش عارفة بيجيبوا مرار ازاى فى انهم يخلوا راجل يتحكم فيهم ..... هيا ناقصها ايه و كل واحدة منهم تتجوز و بعد كدة متفرقش حاجة عن الكنبة اللى قاعدة عليها و كل تفكيرهم فى الاكل و العيال و الراجل اللى مبيعجبهوش العجب ....... بلا قرف دى حاجة تقصر العمر ........)

ثم تنتبه للطريق قليلا و تقول للسائق (" احمد متسوق براحة انت ماشى طيارة كدة ليا " ......" الطريق فاضى يا هندسة " ........ " يعنى الطريق فاضى تموتنا ........؟؟ بقلك امشى بالراحة .... احسن و دينى انزلك هنا و اخد العربية و امشى و ابقى فرجنى عليكى حترجع ازاى " ............. " لا يا هندسة الطيب احسن " ... " طيب لم نفسك و امشى بالراحة الدنيا مش حتطير و شغل اى حاجة اهى صوت جنب ودانا " ............. " امرك يا هندسة " )
ارادت ليالى فقط ان تشغل تفكيرها باى شئ حتى لا تشغل بالها بلمياء و خطبتها .............................



&&&&&


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس