عرض مشاركة واحدة
قديم 27-07-16, 07:32 PM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل السادس عشر
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
يجلس حسام فى بيت بسيط يتكون من غرفتين وصالة صغيرة مع سيدة تبلغ العقد الرابع من العمر تبدو
عليها البساطة تتحدث اليه وئام والابتسامة لا تفارق شفتيها .
انفتح باب الشقة لتدخل فدوى بابتسامة بشوشه حتى رأت حسام فتهجم وجهها
- فقالت باندفاع : انت بتعمل ايه هنا ؟
- ردت والدتها : عيب كدا يا فدوى هو دا اكرام الضيف ال وصى بيه النبى
- ردت فى شئ من الاعتذرار : اسفه يا ماما
- يالا يا بنتى روحى قدمى حاجة لحسام ولا يقول علينا بُخلا
- حاضر يا ماما ، دخلت فدوى الى المطبخ بينما تابعت والدتها الحديث مع حسام .
تحمل صنية المشوربات الباردة متجهه الى الطاولة ، "اتفضلى يا ماما"
- قدمى لحسام الاول ، اقتربت منه بالصنية وقدمت له المشروب البارد ثم قدمته الى والدتها ،فجلست بجواره
فى مقابلها والدتها ،همست فى اذنه : بالسم الهارى
- رد بنفس الهمس و بابتسامة مصطنعة : تسلمى يا قلبى
- فدوى " خير يا ماما ؟، خير يا استاذذذ حسام ؟
-والده فدوى " خير يا بنتى ان شاء الله ، الاستاذ حسام طالب ايدك
- وقفت و ردت بدفاع : وانا سبق وقلت للاستاذ حسام لأ
- يا بنتى استهدى بالله حسام حكالى على كل حاجة
- ردت بقلق : حكالك على ايه بالظبط ؟ ، فظهرت ابتسامة نصر على شفتيه
- بس اقعدى يا بنتى فكرى الاول قبل ما تتسرعى فى جوابك
تنحنح حسام : طيب استأذن انا
- خليك قاعد يا ابنى ، - معلش استأذن انا عشان الانسة فدوى تقدر تفكر براحتها
- اتفضل يا ابنى انست ونورت
خرج حسام تاركأ فدوى مزهولة من موقف والدتها ،" ماما انا مش موافقة "
- ليه يا فدوى ، حسام ماله الشاب باين عليه محترم دا غير انه زميلك فى المكتب
واحنا برضه هنسأل عليه عشان نتاكد من اخلاقه
- بقلق :طيب هو حكالك ايه بالظبط
-حاجة بينى وبينه ، ها قولتى ايه ؟
- قولت لأ يا ماما كله الا حسام
- ردت بحدة : فدوى فكرى كوي سدا انا بقول عليكى عاقلة
-اذعنت لأمر والدتها ، " أيعقل انه قال لها من هى ابنتها التى تتحمل الإهانات اليومية من أجل والدتها فقط
تحرم نفسها من الملابس الأنيقة لتكسى والدتها ، تدفن نفسها فى الاعمال الشاقة حتى تريح والدتها من تعب
السنين ، بعد ان سافر والدها الى احدى دول الخليج لجمع المال وهى لا تعلم عنه شئ منذ ان كانت طفلة
صغيرة ،تصنع الابتسامة امام والدتها حتى لا ترى الحزن فى عينيها لكن فى حقيقة الأمر شعور صعب ان
يشعر الانسان بالمهانة وسط البشر " نزلت دمعه حارة على وجنتيها فلم تمسحها فتركتها تسيل لعل هذه
الدمعه تأخذ جزء من أحزانها وتهرب بلا رجعه .
************************************************** ****
يجلس محمد مع الحاج عبده فى روشه النجارة التى يمتلكها ويشرب الشاى معه ،
-تحدث الحاج عبده : ها يا استاذ محمد ايه رأيك فى اوضه النوم ؟
- محمد :تسلم ايدك يا حاج عبده ، انا عايزك بقى تعملى اوضه السفرة على ذوقك
- الحاج عبده : تسلم يا ابنى ، ان شاء الله انا هجيبلك التصميمات عشان تختار منها ال يعجبك
- محمد: ربنا يديك الصحة يا راجل يا طيب
دخل نجوى الورشة ، اذيك يا جدو
- الحمدلله يا بنتى انتى جيتى امتى من البنك
-انا خلصت شغلى من ساعة بس كنت فى السوق بشترى الحجات الناقصة
يستمع اليها وظهره لها دون ان يلتفت اليها أكتفى فقط بالاستماع الى الحديث
بادر الحاج عبده قائلا " مش هتسلملى ولا ايه يا نجوى "
قضبت جبينها حتى ادرار لها وجهه فنطقت بكلمات لم تكن تتوقع ان تنطقها " أستاذ ضمير " وضعت يدها
على فمها لكن بلا جدوى فالكلامات خرجت ولم تستطيع ان تعيدها الى مخرجها ، تفاجئ من كلمتها فتغاضى
عما قالت ، فاعتذر جدها عن تصرفها الطائش : معلش يا ابنى ديما نجوى تحب تهزر على الفاضى والمليان
- محمد : اذيك يا انسة نجوى ؟
- بصوت يشوبه الرقة المصطنعة وليس الاسف او الاعتذار عن سوء تصرفها :الحمد لله يا استاذ محمد ،
بس حضرتك ايه ال جابك هنا
- فقال جدها : نجوى !
- فرد محمد على جدها : ولا يهمك يا جاح ، فالتفت اليها : انا كنت بجدد عفش شقتى يا انسة نجوى
- قال الحاج عبده فى لهجه تشوبها الصراحة موجها حديثه لنجوى : استاذ محمد الى اتوسطلك فى الوظيفة
فتحت ثغرها فى زهول ولم تتحدث
- تنحنح محمد : طيب استأذن أنا ومتنساش يا راجل يا طيب ال اتفقنا عليه
- اتفضل يا ابنى ان شاء الله خلال يومين التصميمات هتكون جاهزة
سار فى طريقة الى خارج الورشة متجاهل نجوى
- صاح جدها فى غضب : ايه يا بنى الكلام ال قولتيه دا ينفع يعنى تحرجى الضيف بكلامك دا
- تتصنع البراءة : الكلمة طلعت يا جدو ارجعها تانى ازاى فعادت الى لهجتها الطبيعية : وبعدين هو اسم على
مسمى كل حاجة لأش وفى شغلك
رد بحدة : نجوى !
- اسفة يا جدو انا هروح البيت واستنى سمران على ما تيجى من شغلها
******************************************
فى ليل الشتاء تلبدت السماء بالغيوم الكثيفة حتى اخرجت السماء ما تحمله من الأمطار لتهطل بغزاره
فى الجو العاصف تسير سمرا نفى نفس شار العيادة حتى ترى لها شبح شخص من بعيد ومعه شخص اخر لا
تعرفه ، شعرت بالخوف فتسمرت من مكانها تشعر بان عينيها تخدعها لكن هيهات فقد وقع الامر وتأكد لها
للمرة الثانيةانه هو ابن عمها الذى طالما كرهته .
عندما رأها انفرجت اساريره بحركه عصيبة تذكر أخر مشادة بينه وبين اخيه حسام قال لها : اهلا اهلا
بالغالية اذيك يا بنتى عمى تصدقى بعد الوقت الطويل دا احلويتى أكتر
- ردت بصوت عالى : انت ايه الى حاجبك هنا ؟
رفع كلتا يده الى الى مشيرأ الى الاستسلام فرد عليها : انا جاى مع صاحبى صدفة يا بنت عمى
رفيق السوء الذى لا يتركه " عباس" لم يفهم فى البادية مجرى الحديث وبعدها تيقن انها فى ضالة صاحبه
المنشودة .
-قال حسن : والله زمان يا بنت عمى ، اخبار حبيب القلب حسام ايه ؟
- ردت فى دهشة : انت بتقول ايه ؟ بعد اذنك ياحسن
- رايحة فين يا بنتى عمى مش تردى على سؤالى انتى بتحبى حسام ؟
- ردت بسخرية على سؤاله : انا بحب حسام ! فهمت ان تكمل انه ليس لها سوى اخ، فتدخل أمجد فى الحوار
انهى ما تبقى له من اعمال روتينية بسيطة فى العيادة فأغلقها وخرج فوجد حبيبته تقف من الشخص الذى
خانقه من أجلها من قبل فأقترب منها حتى سمع جملة انا بحب حسام لم يرى لهجه السخرية فى حديثها ، كل
ما سيطر عليه هو الغيرة عليها ومن ذلك الشخص الذى تلفظت باسمه .
عندما لفظ اسمها فر حسن هاربا عندما رأه للمرة الثانية وفر مع رفيقه .
مازال هطول المطر مستمرا ، قال بضيق ممزوج بالغضب : انتى حكايك ايه بالظبط .. مش نفس البنى ادم ال
اتخانقتى معاه فى الكلية.
" لم تجرأ على النظر اليه فترددت الكلمات فى نفسها :" لا تسئ فهى يا يا من أحبت "
فتابع فى سخريته المعهودة الممزوجة بالاتهام : حسام حبيبك ! مش وقته الكلام دا دلوقتى
أمتزجت دموعها بالمطار ، فخلج معطفه ووضعه عليها " اتفضلى يالا مش هتفضلى وافقة كتير كدا تحت
المطرة

عادت الى بيتها فأرتمت على سريرها اختلطت صوت شهاقتها مع صوت الرعد تدعو الله ان يحل سوء الفهم
اختضنت معطفه بكل قوتها تستنشق عطره حتى سالت الدموع على معطفه .
فى الاام التى تلت تلك الليه كان يتجاهلها ويتجنب معها أى حديث حاولت ان تزيل عنه سوء الفهم ولم تفلح
كانت نظراته المؤلمة الممزوحة بالعتاب تقتلها ، كل ما كان يتررد فى خاطرها كيف تصلح له الفكرة الخاطئة
"أُقتلنى بألف خنجر ، قطع قلبى إلى أشلاء بعثر دمائى ، لكن لا تنظر إلى بنظرات العتاب والألم التى تقتلنى
ألف مرة فى كل نظرة تنظر بها إلى "
تبدل حالها من حال الى حال جلست معها نجوى لتخفف عنها شعور الالم لكن لم تفلح فى ذلك
حتى اطلقت سمران لنفسها العنان فى البكاء .


********************************************



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس