عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-16, 05:09 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث
عندما وصلت كاترين للمنطقة العلوية من الجبل في اليوم التالي وجدت
زاشارى خارجاً من المقهى ، ولما رأته يلتقط زلاجاته قالت لنفسها لأنها صدمة
لأنه لم يكن جالسًا يرقب المصعد منتظرًا إياها .
ابتسم لها دون أن يتكلم ووقف بجانبها أعلى المنحدر ، ثم بدأ التزحلق
قبلها تاركًا آثارًا في الجليد ، وبدأت تقلده ، وتشاهد كيفية استخدامه لجسمه .
وأحست إن عضلاتها تستجيب للحركات التي تؤديها .
أنهت الجولة بدون أخطاء حتى وصلت لزاشارى وهي فخورة بنفسها
وتنظر لعينيه بدون خوف ، ودون تحفظ في ضحكها معه .
- لم أظن أني بهذه المهارة .
- نحن لا ندري ما يمكن أن نفعله إلا إذا حاولناه .
ابتسم للها واقترح عليها " سأشتري لك مشروبًا قبل أن نستأنف .
تركته يشترى ، لكن في المرة التالية اشترت هي المشروبات الأمر الذي
أدهشة وعبر عن ذلك برفع حاجبيه لكنه تركها تدفع . أخذا يتزحلقان كل يوم
ويتناولان القهوة أو مشروبات بعد كل جولة . وفي ظهيرة من هذه الأيام سألها
ماذا كان طموحها أن تصبح عارضة أزياء فضحكت وقالت له أن المهنة
الوحيدة التي فكرت فيها بجدية في المدرسة وطلبت مني صديقة أن أعرض لها
فستانًا صممته لمسابقة خياطة وتفصيل ، وجاء ترتيبنا الثالث وتقدم لي أحد
الحكام وعرض العمل كعارضة أزياء ، فرحت صديقتي بالعرض وطلبت
مني أن أذهب للوكالة التي اقترحها على الحكم .
وتطورت الأمور بعد ذلك ، ماذا عنك ؟ كيف يصبح الشخص متسلق
جبال ؟
كنت أتزحلق على الجليد منذ بلغت العاشرة ، وعندما بلغت الخامسة عشرة
بدأت التسلق وفي الجامعة قابلت بن وتسلقنا معا خلال الأجازات عدة جبال .
- على ماذا حصلت من الجامعة ؟
- درجة علمية من العلوم .
- وبها استطعت الحصول على وظيفة في انتاركيتكا ؟
- نعم ، فقد درست حركة الجليد ، ومارست التسلق هناك ثم تسلقنا أنا
وبن افرست بعد ذلك أصبحنا محترفين .
- وكان ذلك مصدر دخل لك ؟
- نعم فقد كنت مرشدًا المحبي هذه الرياضة أعرفهم الأفضل الأماكن
لممارستها في أنحاء العالم ، وخلال ذلك غامرنا بتسلق الجبال التي لم ينجح أحد
في تسلقها من قبل .
وحصلت على عدة منح من معاهدة متعددة لأجرى دراسات علمية عن
الجبال والثلج ودراسات عن البيئة وطبقات الأرض . وقد مولت شركات
معدات وملابس عديدة تسلقاتنا – كان بن بارعاً في اكتساب الفنانين وكان
شكله جذابًا . ثم أردف بنبرة حزينة " بل إنه عمل كعارض أزياء ، وقد مدحته
على ذلك ، إنه شخصية من الصعب على من يعرفها أن ينساها "
هزت كاترين رأسها " أكيد أسرتك قلقة عليك . "
- أمي ماتت في حادث سيارة عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري وأبي
مات منذ سنوات قليلة بسكتة دماغية ولي أخ متزوج يعيش مع زوجته وأسرته
في انجلترا ،، ونحن على اتصال لكنه مشغول بحياته جداً فليس عنده وقت
يقضيه في التفكير في والقلق علي .
- إنه لمأساة أن يفقد طفل أمه فأنا ما زلت حزينة الذي مات منذ عام فما
بالك بطفل تموت أمه وهو في الرابعة عشرة صمت قليلاً ثم قال : الموت سنة
الحياة وقد عرفت ذلك قبل كثير من الناس .
- بالتأكيد قليلهم بكثير ، أهذا ما جعلك تمارس هذه الرياضة ؟
سألته هذا السؤال لأنها اعتقدت أن رحيل أمه وهو في هذه السن جعله
يخاطر بحياته كثيرًا ليتحدى القدر وليثبت لنفسه أنه قادر على مواجهة الموت .
- أستطيع أن أقول لك أنك عندما تتسلقين فأنت بحاجة للتركيز في
خطوتك القادمة كل مرة ولو لم تفعلي فقد تكون خطوتك الأخيرة .
- هذا ما عنيته .
فوجئ ثم قال : ماذا عنيتي ؟
لم ترد الاستطراد لكنه كان ينتظر توضيحًا منها " فقط فكرت في انه يحتمل
أنك أردت أن تثبت لنفسك أنك قادر على هزيمة الموت الذي خطف أمك " .
لم يسترح لكلامها وقال ببطء : قد تكونين على حق لكني لم أفكر بهذه
الطريقة .
ابتسمت ابتسامة اعتذار " لم أقصد تحليلك نفسيًا . "
- " لا بأس " كان ينظر لها كأنه يراها لأول مرة . نظرت لأسفل وحدقت
في فنجان القهوة حتى استرخى على كرسيه وقال عل كل هل سنعود لنستأنف
التزحلق ؟
في اليوم الخامس من إجازتها هناك وصلت للمقهى ولم يكن هناك جلست
وشربت فنجانين قهوة ولم تقم حتى رأته قادمًا من المصعد وعندما وصلت
للباب ابتسم لها وقال : أنا سعيد لأنك انتظرتني .
لم تنكر ، فقد كانت بالفعل تنتظره ، وكأنها تنتظره سنوات . غير معقول ،
فقد كان مجرد رجل قابلته وقد لا تقابله ثانية ، نعم رجل جذاب جدًا ، لكنه
ليس أول شخص تقابله يتمتع بهذه الجاذبية ، فقد تقابل رجالاً مثله بعد زواجها
من كالوم .
ويجب أن تتصرف حيال ذلك بحكمة .
في الآونة الأخيرة كانت أحلامها فارغة فلا ظلام ولا رجل غامض يقترب
منها ويهمس في أذنها ثم يحملها بجوار قلبه .
كانت مثقلة بهذا الحلم ، لكن ثقله كان صحيًا حيث يتركها تتطلع لليوم
التالي حيث الجليد الأبيض . وكل يوم كانت مهارتها في التزحلق تزداد بحيث
يدفعها ذلك على محاولة الوصول لمستوى زاشارى . كانت تسلك الطريق
المعاكس لزاشارى حتى تقابله في وسط المنحدر فيضحك وتعرف أنه قرأ
أفكارها .
كان في وسط المنحدر يمرا بجانب بعضها ثم يبتعدا عن بعض قليلاً ثم
يعاودان الانزلاق في منحنيات حتى يتقابلا مرة أخرى . لو كانت مع شريك
آخر لما جرؤت على فعل ذلك الجنون لكنها كانت واثقة أنه سيعالج الموقف
ببراعة إذا أوشكت على السقوط حتى يصلا إلى سفح المنحدر في أمان وعندما
انتهيا من تلك الجولة ضحكا وقالت : " لا أصدق أننا فعلنا ذلك . "
كانت تجربة يصعب تكرارها وكان هذا رأي زاشارى أيضًا فقال لا شئ
يضارع المرة الأولى .
ضمنت كاترين من هذه التجربة السبب الذي جعله يبحث عن جبال
أخرى دائمًا ليتسلقها ثم قالت : " غدًا يومي الأخير "
نظر إلى أعلى الجبل ثم نظر إليها وقال متعجلاً : هيا تسلقي معي .
- أتسلق ؟
- لم تحاولي ذلك من قبل ، أحاولت ؟
هزت كاترين رأسها .
لا شئ صعب ، سأبدأ معك من الصفر سأعلمك اليوم بعض المهارات
الأساسية وماذا تفعلين إذا سقطت وكيف تستعدين التحكم في نفسك وسنجده
منحدرًا بسيطًا لأعلمك فيه .
- ستمل .
نظر للجبل وقال : أعدك أنني لن أمل .
ركبا سيارته ووجدا منحدرًا بسيطًا بالقرب من المنحدر الجليدي .
وأوضح لها كيف تمسك الفأس عند التسلق وكيف تستخدمه في التسلق
أثناء السقوط وكيف تتسلق مع شريك لها في المنحدر .
بحث عن حذاء مناسب لها وذهب لها في الفندق في صباح اليوم التالي ،
وكان معه أدوات التسلق وقال لها : " لقد استعرتهم " وطلب منها أداء ما تعلمته
ثم علمها كيف تزيل الجليد الضعيف " يجب إن تجعلي أدواتك حرة في يديك كي
تتسلقين في يسر "
في البداية تناولا وجبة ثم وقعا على كتاب للأشخاص شاهدوهما في سفح
الجبل ثم قدرا وقت العودة ثم شرعا في التسلق . جعل الحبل المربوط حول
جسمه متصل بالحبل المربوط حول جسمها " يجب أن تتأكدي ان الجليد
صلب . "
شعرت بأمان بعد أن أوثق حبلها بحبله بحيث يستطيع مساعدتها عند
اللزوم . وبعد أن ارتفعا لمسافة معينة وجدا أرضا مبسطة فقال " يمكن أن
نستريح هنا قليلاً " .
كان عل جبهته قليل من رذاذا الثلج . لسع الهواء البارد خديه فوضع يديه
عليها كي يدفئهما بالقفازين ، وتأمل أراضي القرية المحيطة ، بقعة كبيرة خضراء
تتوسطها بقعة بنية هي لون البيوت نظرت كاترين للجليد وقالت : " لا وأنت
تستمتع بذلك ؟ "
نظر لها وضحك " وأنت ألا تستمتعين به ؟ "
- المنظر من هنا جميل .
- هل يستحق ما نفعله إذن ؟
- اعتقدت أن هذا ليس الوقت المناسب للاعتراف بذلك . " إلى أي مدى
سنبعد ؟ "
لم يرد مباشرة ، لكنه وقف فنظرت له فلم تستطع رؤية عينيه ولا ملامحه
بوضوح فأشعة الشمس خلفهما مما جعل وجهه مظلمًا خفق قلبها بسبب
إحساس ما اجتاحها .
سألها : على أي مدى سنبعد ، هل تريدين الذهاب ؟
- لا أقصد ، لكن هل نستطيع الوصول للقمة خلال الوقت الذي حددناه .
- لا ، إذا كنت غير مستعدة لذلك .
عندما بدأت تحس بالصقيع تحاملت على نفسها ووقفت " إذن فلنتحرك "
نظر إليها متفحصًا ثم قال : تذكري ما قلته لك أخبريني بمجرد شعورك
إنك في مشكلة .
في بادئ الأمر كان المجهود كبيرًا لكنها لم تجد صعوبة ، وكانت تحاول دائمًا
تذكر تعليمات زاشارى .
أثناء تسلقها تشبثت ببروز وهمي ، وفجأة وجدت نفسها متدلية في الفضاء
وقد ملأها الرعب ، لكن زاشارى أوقف سقوطها فقد أمسك بالحبل جيدًا
وأخذ يشدها بعد ثبت نفسه جيدًا في الجليد وبمساعدته استطاعت مرة أخرى
أن تثبت نفسها على الجليد ثم وصلا لأرض منبسطة فانهارت على كتفيه وقالت
: بقد قلت أن هذا منحدر سهل للمبتدئين : " رد وهو يلتقط أنفاسه ويديه حول
جسمها أنت بخير لا تخافي طالما أنت معي فأنا كفيل بحمايتك " .
ردت بصوت لم تألفه هي نفسها " أنت ... أنقذت حياتي "
ارتخت عضلاته وأمسك بكتفيها " لم يحدث شئ ، لكن كان من الأفضل
ألا أسحبك إلى هنا معي "
- تسحبني ؟ لم تقتنع بكلامه فهو لم يرغمها على ذلك .
ثم نظرت أسفلها وقالت " يمكن أن تقول أنه كان من المفروض أني ... "
ثم رفعت نظرها إليه عله يضحك ، وبعد لحظة ضحك ثم قال " أنت
شجاعة "
- شجاعة ؟ هزت كاترين رأسها لكنه لم يكن الوقت المناسب لتخبره
بمخاوفها ، كما زاشارى كمتسلق للجبال لن يفهم هذه المخاوف ثم سألته
وقلبها يخفق بشدة " هلل أنقذت حياة شخص ما من قبل ؟ " .
بدا الحزن في عينيه وقال " لم أنقذ حياة بن " .
شعرت مرة أخرى بموجة الألم التي انتباته في حفل العشاء الخيري عندما
تحدث عن صديقه فأمسكت بيديه ولم تواسيه فقد كانت تعلم أن كلمات المواساة
لن تفيده فقد سمعها عشرات المرات .
لم ينظر لها ، لكن يديه شدتا على يديها ثم وضع أيديهم المتشابكة على ركبتيه
جلسا في صمت لدقائق معدودة ثم قال " حان الآن وقت الهبوط " فوجئت
كاترين بإحساسها بخيبة الأمل لكن البديل الوحيد لذلك أن يصعدا للقمة وبدا
هذا البديل غير مناسب . فتبعته بهدوء وحفظت تحذيره بأن تتوخى الحذر
فأروح كثيرة راحت بسبب استرخائها أثناء النزول باعتباره أسهل من التسلق .
هبطا في أمان فقال لها : " سأوصلك للفندق " فردت : " أفضل ذلك ،، أشكرك
" فلم تحب انتظار المواصلات العامة . " انتظري هنا " ذهب وعاد بعد عدة دقائق
في سيارة وفتح لها باب السيارة لتركب شغل السخان فشعرت بهواء سخن حول
ساقيها بمجرد أن أدار المحرك ، لم يتكلما كثيرًا أثناء الطريق فقد ركز زاشارى في
الطريق أمامه بسبب الثلج المتساقط في الجو كان من الأفضل أن يرحلا قبل
سقوطه . لا قبل حلول الظلام .
توقف بها أمام باب الفندق الرئيسي ، " شكراً لك على توصيل شكراً على
أخذي معك فوق الجبل " .
" كنت أريدك معي " تردد قليلاً ثم قال : أتتناولين وجبة العشاء معي ؟
نظرت لأضواء الفندق وقالت : أين ؟
فكر زاشارى : " ما رأيك في الكوخ الذي اسكن به ؟ "
- من سيكون هناك معنا ؟
سكت قليلاً " أصدقائي في أعالي البحار ، ستجدينني فقط " ، ثم نظر لها ويده
على عجلة القيادة منتظرًا قرارها .
فقالت بتباطؤ : لكن هذا الجليد ... قد نحاصر بسببه هناك .
- نعم قد نحاصر ، إذن أنت لا توافقين .
لم تستطع أن تخرج كلمات الرفض من فمها ثم قالت لتذكره وتذكر نفسها
" قد يظن كالوم ... "
أومأ زاشارى : آه ، فهمت .
لم تستطيع أن تفعل ذلك بكالوم ولا بنفسها فخداعها لخطيبها ومخالفتها
لمبادئها كفيلان بهدم مستقبلها ، " لا أستطيع "
أومأ مرة أخرى ، فقد توقع ردها ، ثم رفع رأسه وهو يتنهد .
- ما رأيك تناولها هنا إذن ؟ في غرفة الطعام ، لن يظن خطيبك شيئًا في
هذه الحالة ، أصحيح ذلك ؟
- لا أعتقد أنه سيظن شيئًا ، سيكون ذلك لطيفًا .
أدركت أن كالوم لن يقتنع إذا عرف ما يجرى بينهما بأي مبرر لكنها لم
تستطع وضع حد لعلاقتهما .
قال زاشارى : سأعود للكوخ لأجد نشاطي ، أراك في تمام السابعة أومأت
فلا مجال للتراجع الآن ، " قد بحذر ، لا ، لا تخرج من السيارة لا داعي لذلك "
كانت خائفة أن يلمسها مرة أخرى .
لم تعرف كيف ستقضي الليلة معه دون أن يعرف شعورها . لكنها على
الأقل أصرت على تواجدهما معًا في مكان عام .
بمجرد أن وصلت لغرفتها ، حاولت الاتصال بكالوم ، أحست بالحاجة
لمحادثته وسماع صوته لتذكر نفسها بأن الرجل الذي ستتزوجه ينتظرها في
أوكلاند ، ولتتذكر أسباب حبها له ، طيبته ، ورقته واستقامته الصلبة كالصخر ،
فلو تركته لمدة أسبوع دون أن تراه فلن تشك لحظة أنه قضاه مع امرأة أخرى .
رن جرس التليفون ، أردت آلة تلقي المكالمات التليفونية ( الأنسر ماشين )
وضعت السماعة وأعادت الاتصال وتركت رسالة شفوية " أتناول وجبة
العشاء مع شخص ما هنا في غرفة الطعام ، الثلج يتساقط بالخارج ، أراك مساء
الغد ، أحبك "
لماذا أحست أنها تخدعه ؟
كان الواجب عليها أن تتصل بزاشارى لتقول له " آسفة لن أتناول وجبة
العشاء معك ، شكرًا ومع السلامة . "
لم تعرف أين تتصل به .
يمكن أن تترك رسالة له على المنضدة تقول فيها إنها لم تتمكن من المجئ
أتتناول العشاء في غرفتها ؟ مثل إنسانه جبانة ؟ كان يجب أن تواجهه .
لكن ماذا تقول ؟ " لقد أخطأت ، ما كان يجب أن أوافق على تناول وجبة
العشاء معك ، لقد غيرت رأيي " سيسألها : لماذا ؟
سترد : لأني خائفة ، خائفة من تأثيرك علي ،، خائفة من انجذابي إليك في
كوخ أصدقائك ، خائفة من ضعفي ، خائفة لأنك فتى أحلامي هذه الأحلام
التي أرقتني وأخافتني .
خائفة أن أكتشف انك بالفعل فارس أحلامي ، وخائفة أيضًا ألا تكون
هو .
استحمت ولبست جيبه صوفية وسويتر موهير وغظت رموشها بالمسكرة ،
لكنها لم تطل شفتيها عندما نزلت لساحة استقبال الفندق وجدت زاشارى في
انتظارها كان يرتجي بنطلونًا واسعًا وقميصًا ثقيًلا لم يخفِ تكوين جسمه
العضلي .
لم يبتسم عندما اتجهت إليه لكنه أخرج إحدى يديه من جيبه وصافحها ،
سألها " أتريدين مشروبًا أولاً ؟ "
وافقت وجلست بجانبه ، لمحت رجلاً يحدق فيها فحدقت فيه ثم نظرت
إلى كوبها ولم ترفع نظرها عنه .
- هل أنت نادمة على وجودك معي ؟
صوته جعلها ترفع رأسها
- " ولماذا أندم " خافت إن يشعر بارتباكها .
- يبدو عليك القلق .
- حاولت أن اتصل بكالوم ، لكنه لم يكن بالمنزل .
- لتطلبين منه الأذن ؟
- لا أحتاج إذنه ، فعلاقتنا لا تشوبها شائبة .
- حقًا ، إذً ما شكل علاقتنا في رأيك ؟
لم ترد فقال " سحبت سؤالي " رفع كأس البيرة الذي طلبه وارتشف منه
قليلاً . " إذن فأنت لست قلقة من احتمال مرافقته لامرأة أخرى في
غيابك ؟
- أنا متأكدة أنه ليس من ذلك النوع .
- افترضي أنه كذلك ، فهل ستشعرين بالضيق ؟
- لو رأيته مع امرأة أخرى فلن أشك فيه فأنا أثق فيه .
- هل يثق هو فيك ؟
أخذت تحرك كوبها " نعم فلا شئ يجعله لا يثق في " . لم تنظر إليه وهي
تقول هذه الجملة . لم تستطع .
بعد لحظة قال " فهمت ما تعنيه يا كاترين "
رفعت كاترين كوبها حتى لا يلحظ تعبير وجهها وسربت
ما بالكوب ، هل منت جافة في ردها ؟
بعد إن نظر إلى كوبها الفارغ " إذن ... هل سنتناول وجبة العشاء ، . ، أم
تريدين مشروبًا آخر ؟ "
- نهضت وقالت " لا أريد المزيد ، كما أن تسلق الجبل جعلني جائعة
الاسترخاء " كان الطعام شهيًا والخمر الذي طلبه زاشارى ساعدها على
الاسترخاء ،، لم يشرب هو منه الكثير .
أثناء عودتهما أخذ يتحدثان عن شئونهما الحالية مثل البلاد التي زارها ، رأى
هو المناطق البرية كجبال الإنذير وجبال الألب ، وزارات هي المدن كملبورن
وسيدني ، ولندن ونيويورك . وقالت له " كنت أزور الأماكن المتطرفة في هذه
المدن عندما أكون غير مرتبطة بمواعيد عمل "
ذكر رحلة تسلق في ويلز ، وقالت هي " عندما كنت في انجلترا ذهبت إلى
هاي واي وهي على حدود ويلز ، هل ذهبت هناك ؟
- هل كان فيها جبال ؟
ضحكت كاترين " جبال من الكتب ، أنها مدينة صغيرة مليئة بالمكتبات ،
قضيت يومًا هناك وفي نهايته كنت أحمل حقيبة مليئة بالكتب معظمها كتب
درجة ثانية " .
- واضح . إنك مغرمة بالقراءة .
- توجد أوقات فراغ كثيرة أثناء عمل العارضات خاصة عندما يحضر
المخرج والمصور لمشهد ما فيقضون وقتاً طويلاً يتناقشان فيه عن أفضل طريقة
لتصويره ، وأجن أنا في هذه الحالة عندما لا أجد شيئًا افعله فأجد القراءة خير
أنيس لي .
- معك حق ،، فقد قضيت وقتاً داخل كهف جليدي في انتاركتيك بسبب
الرياح وقرأت مؤلفات ( موبي ديك ) عدة مرات .
- كتب الرحلات ، أنا أحبها .
- لماذا تقرأنيها ما دمت تفعلينها ؟
- اقرأ عن الأماكن التي لم أزرها . ألم تكتب عن مغامراتك ؟
- بعض المتسلقين يكتبون للمركز الجغرافي القومي أو مجلات الرحلات ،
وقد عرض على ناشر أن أؤلف كتابًا أحكي فيه ، قصص مغامراتي ، فأخبرته
أنني سأفكر في الأمر خاصة أن العائد يمكن أن يساعد ويندى وأطفالها ، لكنني
اكتشفت أني لست كاتبًا .
" أنا أكتب " كادت هذه الجملة أن تخرج من فمها فقد كتبت مقابلات
لمجلات الرحلات وذيلتها باسم مستعار هو ( كيت ونيستون ) جاءت القهوة
واكتشفت أن المساء على وشك الانتهاء قد مر الوقت دون أن تشعر .
حاولت أن يكون السؤال الذي طالما طرأ على ذهنها منذ رأت زاشارى
في تلك الليلة ، رأت البخار يتصاعد من الفنجان بين يديها كيف تبدأ ؟ هل لو
سألته بأسلوب مباشر سيعتقد أنها مجنونة ؟ بعد هذا الأسبوع الذي قضياه معًا ،
لن يعتقد ذلك بالتأكيد .
تنفست بصعوبة ورفعت رأسها ونظرت إليه مركزًا بصره عليها مما
قلبها يتوقف .
اتسعت عينيها ، واختنقت أنفاسها في صدرها ، وهمست " ما الأمر ؟ "
- هل أخبرك أحد من قبل أنك جذابة جدًا ؟ قال الجملة بصوت هادئ
ثم رجع بجسمه قليلاً ليعبرعن ندمه " سؤال غبي ، بالطبع سمعت هذه الجملة
عشرات المرات "
- لا تبالغ ، فبعض المصورين يلقون على مسامعي مجاملات لا معنى لها أو
أسماء تدليل لا أحبها مثل " أقدمي ، يا ملاك يا صاحية الوجه الجميل أو نعم يا
طفلتي أريد شكل فمك بهذه الكيفية أو على العكس فقد يقولون لي " يا إلهي
هل أنت امرأة أم حشرة العصا ؟ ألا تستطيعين أن تظهري بعض الإحساس
بالإثارة ؟ هذا الشعر – لقد قلت طليقًا وليس عش طائر الدماء .
سألها باهتمام " هل تسمتعين بعملك ؟ "
- أحب التنوع ، والأشخاص الماهرين الذين أقابلهم والسفر ، إنها لمتعة أن
تعمل مع مصور موهوب ومخرج فتى ذو أفكار مبتكرة على الرغم من أن هذه
الأفكار قد تكون غير مريحة بالمرة أحياناً ، ففي أحد المرات كان علينا أن نصور
في الصحراء الأسترالية وأن نركب الجمال بملابس النوم ن الجمال أكثر
المخلوقات عصبية على الأرض كما أنها عنيدة أكثر من الحمير .
- ماذا حدث ؟
- كان على إن أبتسم للكاميرا وأنا أقود الجمل وأظهر جمال القميص
الشيفون الذي أرتديه وقالوا لي أني استطيع التعامل مع الجمل إذا كنت قد
استطعت قيادة حصان من قبل ، ولكنهم نسوا أن يأمروا الجمل ما أمروني به
وبمجرد أن ركبته أحسست أني أجلس فوق برج وأدركت لماذا يسمونه سفينة
الصحراء ، ذلك لأنك تشعر بدوار البحر عندما تركبه .
ضحك " إنه لشئ مرح ، كيف يصيبك الدوار وأنت على الأرض ، ماذا
سيصيبك إذن إذا طلبوا منك التصوير فوق سفينة ؟ "
- سأبتعد عنهم فأنا أكره البحر .
- تكرهينه ؟ وأنت نيوزيلاندية !
- نعم ، لكن هناك سبب لذلك .
ارتسمت الجدية على وجهه " أتريدين أن تحدثيني عن ذلك ؟ "
بللت كاترين شفتيها " شئ حدث لي عندما كنت في الرابعة عشرة من
عمري . قبل ذلك كنت أسعد بالبحر ، فقد اعتادت أسرتي أن تقضي كل صيف
الإجازة في الشاطئ "
- وأنا أيضا ، إنها عادة نيوزيلاندية رائعة .
ابتسمت كاترين " كان أبي يحب أن يبتعد عن المدينة ويمارس هواية الصيد ،
بينما كانت أمي تقرأ الكتب تحت أشعة الشمس وأكون أنا وأختي في الماء نسبح
ونلهو .
كان هذا الصيف كأي صيف آخر قيما عدا أنها وأختها ميراندا بدءا يتعرفان
على الأولاد أو بدأ الأولاد يتعرفوا عليهما . كانت ميراندا أكبر من كاترين
بإحدى عشر شهرًا وكانت تبلغ الخامسة عشرة آنذاك ، وكان جسمها قد ظهرت
عليه معالم الأنوثة كاملة أما كاترين فقد تأخرت في ذلك قليلاً ، كانت أطول من
أختها الكبرى وظهرت على جسمها معالم الأنوثة ولكن بدرجة أقل من أختها .
كانت ميراندا سعيدة بلهوها مع الأولاد ، لكن كاترين لم تجد متعة في
مشاهدتهم وهم يستعرضون مهاراتهم في الماء ولا بمحاولاتهم
التعرف عليها هي وأختها ، لكن أختها كنت تستجيب غالبًا .
كانت كاترين مغرمة بقراءة قصص أبطال الروايات الرومانسية التي تمتلئ
بها المكتبة الموجودة في غرفة نومهما وبالتأمل في صورة مايكل أنجلو المسماة ب
( ديفيد ) المعلقة على الحائط بينما ميراندا تتحدث مع هذا الولد أو ذلك وكانت
كاترين تحاول ألا تزعج ميراندا وكانت تبتعد عنها عندما يتطلب الأمر ذلك .
وفي إحدى المرات فهمت الإشارات ونزلت البحر وأخذت تطفو فوق المياه
الهادئة ، لكن جاءت موجه كبيرة رفعتها فغيرت وضعها وأخذت تجذف ،
وكان بالقرب منها شاب قوي البنية كان يتعامل مع الموج برشاقة فائقة ، كانت
تنظر إليه بإعجاب وأحست وهي تنظر غليه بنفس الإحساس الذي كان ينتابها
وهي تنظر لصورة رجل مايكل أنجلو . اختفى بعد ذلك عن عينها سحبت
تجاه الشاطئ ، كانت ماهرة في السباحة وكثيرًا ما بعدت عن الشاطئ دون
مشاكل ، لم تدرك لماذا لا تقترب عن الشاطئ ، ثم شعرت أنها تسبح في دوامة
مياه كبيرة فامتلأ قلبها بالخوف .
لا تجزعي ، حدثت نفسها ، لا تقاومي الماء أسبحي معه هذه النظرية
تعلمتها لكنها وجدتها صعبة التطبيق حينئذ سيراها المنقذون إذا طفت على
ظهرها ورفعت يدها ، أدركت أنه يجب عليها أن تصل لحافة الدوامة لتعود
للمياه الهادئة لكنها وجدت نفسها تسحب لمسافة ابعد في البحر رغم مجهودها ،
واستطاعت أن تلمح قاربًا عليه منقذين ثم وجدت بعضهم في الماء ، أنهم
قادمون إليها ، توقفت عن السباحة لتريح عضلاتها فقد أحست بالتعب ، لكنها
وجدت نفسها تغوص فحاولت أن تظل طافية بصعوبة وأخذت تحرك ذراعيها
رغم الإرهاق الذي تشعر به ، كان يجب أن تسبح تجاه المنقذين لتسهل الأمر
عليهم .
استطاعت أن تلمح أن هناك حركة غير طبيعية في الشاطئ فعرفت أن
الدوامة ظهرت فجأة وأحاطت بأشخاص كثيرة غيرها ورأت المنقذين
مشغولين بإنقاذ هؤلاء الأشخاص ولم تجد أحدهم يحاول أنقذها لا يبدو أنهم
لاحظوها ، أحست بالبرد والخوف . ثم الرعب حاول أن تصرخ فبلعت بعض
الماء المالح أخذت تسعل وأدارت جسمها كي ترفع ذراعها كإشارة لطلب
النجدة لكنها سعلت مرة أخرى ووجدت نفسها تغوص مرة أخرى أنا سباحة
ماهرة ، حدثت نفسها لن أغرق ، لا يمكن .
ضربت بساقيها الماء فأحست بألم كبير في عضلاتها دون تمهيد فتحت فمها
لتصرخ فامتلأ بالماء الذي سحبها لأسفل .
حاولت أن تلتقط بعض الأنفاس قبل غوصها ولفها سواد الماء ولم تسمع
صوتًا إلا زئير الماء ، ظنت أنها تموت فأحست بدهشة أكثر من الرعب . آلمها
صدرها ولم تعد ساقاها تتحرك وأصبح زئير الماء في إذنيها اشد في هذه اللحظة
من المؤكد أنها فقدت وعيها .


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس