عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-16, 05:12 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع
سألها زاشارى بصوت هادئ " ماذا حدث ؟ "
أدركت أنها صمتت طويلاً وهي تتذكر هذا الكابوس بتفاصيله الكثيبة
وضعت الفنجان بحذر " تقريبًا غرقت لكني أدركت بعد ذلك أنني فقط غصت
مع الدوامة وارتفعت مع ارتفاعها .
- ما الذي أنقذك ؟
هزت كاترين رأسها " كان هناك رآني وعرف أنني أواجه مشكلة فجاء
لإنقاذي جذبني ووضعني في ... وقبلني قبلة الحياة ثم أخذني للشاطئ ، لقد
كنت محظوظة جدًا – " طبعًا . " حدق فيها ، أما هي فقد كانت عيناها مفتوحتا
عن أخرهما تحاول تذكر كل التفاصيل ذلك اليوم الذي مر عليه سنوات .
في الوقت الذي كاترين للشاطئ كان المنقذون في طريقهم في الماء لإنقاذهم
بعد أن أخبرا المنقذون بعد وجودها وبالفعل وصلوا لهما وحاولوا أخذها منه
لكنها رفضت أن تترك منقذها وظلت متعلقة به ، فقد خائفة ومنهارة عصبيًًا
فساعده في إرجاعها للشاطئ . كانت يداها متشبثين برقبته وعيناها مليئة
بالدموع الناتجة عن الصدمة حتى سمعت صوت أمها وأحست بجسمها فوق
الرمال . في هذه اللحظة فقط استرخت وتركته .
أحاطتها أمها بذراعيها ، نظرت لأعلى فوجدته واقفًا وشعاع الشمس خلفه
وكان وجهه مجرد ظل مظلم والدموع ما زلت تملأ عينيها مسحت دموعها
ونظرت إليه مرة أخرى فلم تجده ، كانت ميراندا واقفة تبكي من فرط تأثيرها
وخوفها ثم أخذت تحتضنها وكان الناس حولها يحدقون فيها ويعرضون
نصائحهم وأحضر أحد المنقذين أنبوبة الأكسجين بقناعها وقال لهم أنه يجب أن
يأخذوها للمستشفى لإجراء فحوصا طبية لها حاولت أن تسأل : أين هو ؟ لكنها
لم تسمع صوتها لفرط ضعفه ، بدأت تسعل وأحست بحلقها محشرجًا وبه ملح ،
ولم يسمع أحد صوتها .
استدعى شخص ما الإسعاف ووضعوها في المستشفى تحت الملاحظة الليلية .
مر الوقت ولم يعرف أحد أين ذهب المتزحلق على الأمواج .
الأخبار وبعث برسالة إلى جريدة يشكر فيها الرجل
الذي أنقذ ابنته ولكن لم يظهر هذا الرجل رغم ذلك .
قالت لزاشارى " لم تتح لي الفرصة لشكره ، أنقذني واختفى ولم أعرف
من هو .
- أهذا ما حدث ؟
- اعتقد إنه إذا أنقذ شخص حياتك فإنك تدين له على الأقل بعبارة شكر
لطيفة . ألن تفعل ذلك ؟
- ربما يم يرد أن يشكره أحد .
- ولم لا ؟
نظر زاشارى إلى قهوته وقال " وأنت تتسلقين يجب أن تعتمدي على
شريكك أو على فريقك ، فمرة أنقذ احدهم ، ومرة أخرى ينقذني أحدهم ،
وهذا معتاد رياضيتنا .
- إذن فالأمر لا يمثل لك أهمية كبيرة ؟
نظرت إليه كاترين بثبات " عندما قلت اليوم أنك أنقذت حياتي كنت أقصد
ما حدث منذ سنوات عندما كنت مراهقة . " بدأ وكأنه لا يفهم ما تقصد ،
فأكملت بعناد " أنت كنت المتزحلق على الأمواج في هذا اليوم وأخيرًا جاءتني
الفرصة لأعبر لك عن عظيم امتناني لك "
لم يصبر زاشارى ليسمع المزيد وهز رأسه " كاترين ، لا أحب أن اسمع
ذلك "
- لكني أريد أن أقوله بعد أن مر كل الوقت دون أن أصرح . بما
أشعر به ...
قاطعها " ولم الآن ؟ لماذا انتظرت حتى هذه الليلة ؟ "
كانت لديك الفرصة في حفلة العشاء وطوال هذا الأسبوع ذلك لأنها كانت
تخاف أن يخدعها عقلها لأنها منجذبة لشخص غريب ، ووعيها الدفين أتى به لها
في أحلامها وجعلها تعيش في وهم لذيذ ولأنها خافت أن تبدو غبية . " لم أكن
متأكدة أنك هذا الرجل ، حتى تأكدت من ذلك في الجبل "
- ما الذي جعلك تتأكدين ؟
كيف تستطيع أن تشرح ذلك ؟ " عرفت عندما ... عندما أمسكتني بذراعيك
وهدأتني بلمساتك وصوتك . هذا الصوت المألوف وهذه اللمسات التي لم
تغب عني أبدًا . "
- عندما سقطت .
عضت كاترين شفتها " نعم عندما أنقذتني مرة أخرى ، تذكرت هذه
الأشياء "
- هل بالفعل تذكرت هذه الأشياء ؟ لو كنت أنا هذا الشخص لكنت
عرفتيني منذ أول مرة رأيتني فيها بعد الحادث .
- عرفتك بالفعل ، لكن كان من الصعب على أن أصدق أنني وجدتك .
- لكنك لم تفعلي شيئًا .
- كان هناك كثير من الناس و ...
- ولم تكوني متأكدة .
- هل أنت غاضب لأنني لم أكن ؟
- " لست غاضبًا " ثم وضع يده على شعره " لم أتوقع هذا "
ابتسمت كاترين " أنا آسفة لو أني أحرجك لكني أردت أن تعرف مدى
امتناني ... "
- " نعم ، أعرف ما ستقولين " جذب فنجان القهوة الفارغ " أحتاج مزيدًا
من القهوة ، وأنت أيضًا ؟ " أشار للويتر ( مقدم الطلبات ) ، ولماذا ذهب الرجل ،
أخذ زاشارى يحدق فيها وبدا وكأنه يريد تذكر شيئا ما حدث منذ فترة طويلة ،
هز رأسه وهو يبتسم .
- إنه أنت الذي أخرجتني من الماء ابتسم وقال : ربما اتسعت عينا
كاترين فأردف " لا ، أنسى ما قلته " خاب ظنها للحظة ،، لكنها أنها تغابت
عندما خاب ظنها فهو بالطبع يمزح لأنه لا يرتاح لوصف أي أحد له بأنه بطل .
جاء الويتر ( مقدم الطلبات ) ومعه القهوة التي طلبها لما أتاح لهما فرصة
لالتقاط الأنفاس وقدم لهما الويتر كوبون الحساب فقالت كاترين سأحول
الحساب على غرفتي اخذ زاشارى الكربون من الرجل قبل أن تأخذه وقال :
" أنا ، أنا الذي دعوتك "
- فلتسمح لي على الأقل أن اشتري لك وجبة العشاء فهو أقل شئ لقدمه
لك بالنظر إلى ما فعلته لي .
أخذ زاشارى يحرك فنجانه بأصابعه وهو يحدق فيه ، " لكن ماذا تتذكرين
أيضًا ؟ "
همست " كنت أحلم ب ... "
- تقصدين كوابيس
ترددت كاترين " أحيانًا "
- وابتعدت عن البحر ، هل خضت جلسات نفسية ؟ أومأت كاترين ،
فقد خضعت لجلسات نفسية لعدة شعور بعد أن أدركت أسرتها أن خوفها من
البحر غير طبيعي وكانت حالتها ستتحسن لو أخبرتهم بأحلامها لكنها لم تفعل .
قالت " لم يكن هذا الأمر هامًا بالنسبة لي ، فقد امتنعت عن السباحة فقط " .
وهذا كان سبب رفضها لعرض ملابس السباحة كإعلان ، وافقت في البداية لأنها
ظنت أنها ستصور في الأستديو لكنهم أخذوها للشاطئ وطلبوا منها أن تتزحلق
على الأمواج وتظهر أنها مستمتعة ، رفضت لكنهم أصروا فصورت المشهد
وبدت كأنها مصابة بهستريا ، وفي النهاية اتفقوا معها على أن تصور على الرمال
ويكون البحر خلفية ، لكنها كانت متوترة طوال فترة العمل مما أحنق المخرج
والمصور الذي قال انه لن يعمل معها مرة أخرى ، ولم يسعد العميل أيضًا عندما
أبلغوه أنها لن تصور بملابس السباحة مرة أخرى فنفض يديه عنها . كان هذا
بمثابة إخفاق في عملها فسافرت للندن لتجرب حظها هناك ، وبدلاً من أن
تشرح الخوف السلبي الذي ينتابها من البحر أخبرت الوكالات أنها لن تصور أي
مشاهد بملابس البحر . وتمكنت رغم ذلك أن تصنع لنفسها اسمًا في هذا المجال
عالميًا .
ثم أصيب والدها بالسرطان الذي قتله ببطء ، فعادت لنيوزلاندا لتساعد
والدتها وأختها في تمريضه .
- إذن فلم تسبحي أبدًا ، ولا حتى في حمام سباحة ؟
- لم اسمع أن أحدًا مات بسبب عدم السباحة .
ابتسم " هذا صحيح "
رفعت فنجانها " أدين لك بحياتي ، لو أستطيع مساعدتك ... "
- تستطيعين ، أكثر مما تظنين .
حدقت فيه " أستطيع ؟ "
كان يتابع بعينيه أحد مقدمي الطلبات ثم نظر إليها " طوال الأسبوع كنت
موجودة ، واليوم وثقت بى وطلبت مني العناية بك في الجبل ، لا تتخيلي ماذا
يعني هذا لي الآن "
لم يزل يلوم نفسه لأنه لم يتمكن من إنقاذ صديقه وأحس بشئ من الفشل ،
ولذلك فتقديرها له لأنه أنقذها حياتها رفع معنوياته إلى حد ما .
بالطبع كنت خير العون لي .
فتساءل : " وماذا عن كالوم ؟ "
ترددت ثم قالت " نعم ، إنه إنسان طيب ويحبني "
صمتت لحظة ثم قال بنبرة غير مميزة " عظيم ،، أتمنى لك السعادة "
شرب قهوته ودفع كرسيه " يجب أن أذهب الآن ، " ووضع نقودًا على
الكربون ووقف .
نهضت كاترين " أشكرك على العشاء وكل ما فعلته لي ، أشكرك على حياتي " .
ابتسم " لا تشكر على واجب ،، سأصحبك للباب "
كان باللوبي أناس قليلون ، وكان الجو باردًا فيه أكثر من غرفة الطعام ،
تبعت كاترين زاشارى للأبواب الخارجية بالقرب من الشارع الذي كان الثلج
يتساقط عليه ، فقالت :
- هل أنت متأكد من أن القيادة آمنة الآن ؟ أيبعد الكوخ كثيرًا عن هنا ؟
- ليس بعيدًا ،، وقد قدت في جو أسوأ من ذلك سابقا " ثم وضع يده على
كتفيها " أتمنى لك حياة سعيدة مع كالوم "
بالطبع ستسعد مع كالوم ، هكذا حدثت نفسها ثم قالت له : " اعتني
بنفسك على الجبال ،، ولا تمت وأنت صغير السن كبن ستورى وأصدقائك
الآخرين " ثم همست " أرجوك " ربما أساء فهمها أو فهمهما ، انتقلت يده من
كتفيها إلى شعرها ثم تملكه إحساس بالغضب ثم وجد نفسه يضع شفتيه على
شفتيها . أحست في قبلته بمزيج من الغضب والعاطفة والحزن فأحاطته بذراعيها
استجابة للإحساس الذي سرى جسدها .
ثم وضع يديه على كتفيها وابعد جسمها عنه ، بالطبع كانت ترى الحركة في
اللوبي حولها والناس الذين يتحركون حولها لكنها لم تركز إلا على الشرر
المتطاير من عيني زاشارى الخضراء ، قال بصوت متحشرج : " هل هذا بسبب
عرفانك بالجميل "
بلعت ريقها : أنا فقط ... كانت ليلة جميلة ، مع السلامة ضحك ضحكة
بسيطة " بالتأكيد أعطيتني قبلة المساء السعيد " ثم استدار وتوجه للباب وفتحه .
أحست بالهواء البارد يصل إلى عظامها : نظر وراءه للحظة وقال لها والثلج
يتساقط من حوله " مع السلامة يا كاترين " وذهب .
ظلت مستيقظة على سريرها أغلب الليل وهي تحاول التركيز في الأفكار
التي تطرأ لها عن خطيبها لكنها فشلت .
وبدلاً من ذلك وجدت نفسها تفكر في الوجه الداكن والعيون الخضراء
العميقة وتستعيد ذاكرتها من آن لآخر القبلة التي حدثت في اللوبي الخارجي ذو
الهواء البارد .
استيقظت مبكرًا وارتدت ملابس ثقيلة وخرجت لتجد عالم من الجليد .
ووجدت السيارات في الموقف محاطة بالثلج ومع هذا ركبت الباص الذي
أوصلها ل ( تابو ) حيث الطائرة التي ستنقلها إلى أوكلاندا ، كانت درجة الحرارة
منخفضة للغاية . ترك لها كالوم رسالة حب على آلة الرد على المكالمات التليفونية
( الأنسر ماشين ) ووعدها بالاتصال في المساء .
أفرغت كاترين ما بحقيبتها واستحمت ونظفت الثلاجة .
ورمت بعض الفواكه والجبن التي قد فسدت أثناء فترة غيابها ، لم تعتد على
الاحتفاظ بطعام كثير في أي وقت .
- فقد كانت تفضل الخضروات الطازجة عندما تنوي الطبخ . لكنها
اشترت لبنًا وخمس بيضات أثناء عودتها للمنزل صنعت توست فرنسي وذكرت
نفسها بأنها يجب أن تصنع رغيفا آخر لأن المتبقي عندها ثلاثة شرائح فقط .
وسخنت الشوربة ثم اغتسلت . وعندما وصل كالوم حاملاً باقة من الزهور
شكرته وقالت سأضعهم في الزهرية .
أمسكها قبل أن تبتعد " انتظري دقيقة " كان مبتسمًا وجذبها بين ذراعية
فأجبرت نفسها على الابتسام واستجابت لقبلته الطويلة . وعندما أنهى ضغط
شفتيه ابتعدت وقالت ستستمتع بمنظر زهورك الجميلة .
تركها تذهب " وهو كذلك ، ضعيهم في بعض الماء وعودي بسرعة هل
تمانعين أن أرى مباراة الرجبي في التلفزيون قليلاً بين فريق أول بلاكز ... "
" بالطبع لا ، شغل التليفزيون " لم تكن مغرمة كثيرًا برؤية المباريات ، لكن
ما كالوم كانت المشاهدة أشبه بالواجب المقدس .
أحضرت زهرية ورتبت الزهور ووضعتها في المنضدة التي في أحد الأركان
تلك المنضدة التي أحضرتها من سنغافورة .
كان سجاد الشقة يبدو عليه التقليدية لكن الأثاث المتنوع الألوان الذي
جمعته خلال رحلاتها أعطى للشقة شخصية متميزة .
دون أن يحول عينيه عن الشاشة أمد يده لها فجلست بجانبه على الأريكة ،
وضع ذراعه على كتفيها وتحسس رقبتها حتى ارتفع صوت المعلق " يا لها من
محاولة ، لكنها خابت " .
ضغط على جسمها مرة أخرى بذراعه وعندما قطع الإعلام المباراة قبلها مرة
أخرى . لكن بمجرد أن سمع التعليق على المباراة حتى عاد للنظر للشاشة مرة
أخرى . وقال وهو ينظر للشاشة .
- كيف كانت رحلتك .
- جميلة ، كان الجو لطيفًا ، وقد تحسنت في التزحلق عل الجليد .
- عظيم ، هاي ، لا يستطيع أن يفعل ذلك ، الكرة تسلل ماذا حدث
للحكم ؟
بعد خمس دقائق عاد لكاترين : ألم تصابي بالأنفلونزا ؟
- لا ، شفيت منها بمجرد أن وصلت – ما أنا سعيد وقبلها ثانية ووضع كلا
ذراعية عليها وجذبها نحوه " لقد افتقدتك " .
- أنا أفتقدك أيضًا .
لم يكن منتبهًا عندما سمع صياحًا من الجماهير في التلفزيون فأدار رأسه نحوه
ثم قال : آسف ، أين توقفنا ؟ ضحكت كاترين " شاهد المباراة وأنا سأذهب
لإعداد وجبة العشاء "
- أنت أعظم امرأة متفهمة في العالم .
ابتسمت له كاترين وذهبت للمطبخ ، كانت تحب كالوم أنه يعاملها
كامرأة عادية وليست كآلهة : الرجال الآخرون كانوا يحاولون التأثير عليها
بأخذها للمطاعم الفاخرة والملاهي الغالية أما هو فكان يفضل الليل الهادئ في
شقتها أو في شقته الكائنة بوسط المدينة وكان يحب طبيخها وكانت تستمتع
بذلك .
وعزمت أن تنسى الأسبوع الماضي وأخذت البيض واللبن من الثلاجة
وحاولت نسيان زاشارى وقالت لنفسها انه مجرد رجل قضت معه وقتًا
ممتعًا لكنه غير هام في حياتها . فقط شخص ندين له بجميل .
والآن وقد عرفت من كان يأتي لها في أحلامها فلن تزعجها هذه الأحلام
مرة أخرى وستعاود حياتها بدون قلق .
وبدأت في كسر البيض وتقليبه وسمعت صياحًا آخر من غرفة الجلوس
صياح الجماهير وكالوم .
ابتسمت ، الآن تعود حياتها لطبيعتها .
وبعد عشرين دقيقة عادت لكالوم بالوجبة ، وكانت نشرة الأخبار تذاع
" ... تهتم الحكومة بإلقاء دافعي الضرائب في النهر "
كانت كاترين واقفة وكان طبقها في يدها بينما كانت المذيعة مستمرة في
حديثها " متسلق الجبال الذي نجا من الموت أثناء تسلقه لجبال الهمالايا العام
الماضي تعرض لحادث آخر بالقرب من منزلة . تابعونا في التاسعة والنصف لمزيد
من التفاصيل "
تجمدت كاترين ونظرها معلق على الشاشة : " متسلق جبال ... زاشارى ؟
هل أصيب ؟ "
قال كالوم والطعام في فمه " أجلسي يا حبيبتي ، إنه لذيذ " .
- كالوم ؟
- ممم ؟
- هل ذكروا ذلك من قبل ؟؟ متسلق الجبال ؟ هل قالوا من هو ؟
هز رأسه " لا تشغلي بالك " ونظر لها " ماذا حدث ؟ لم أكن أعرف أنك
تعرفين أي متسلقين للجبال .
- أعرف زاشارى بالانتين .
- نعم ، لقد تحدثنا معه من قبل ذات مرة ،، لكن هذا لا يجعله صديقنا ،
أليس كذلك ؟ أعني أنني سأنزعج إذا سمعت انه أصيب أو حدث له شئ ،
لكن ... "
- لا ، أنا قابلته في منطقة التزحلق على الجليد ،، قابلته مرة أخرى .
- لم تخبريني بذلك .
- لم تكن هناك مناسبة لذكر ذلك فقد كنت مركزًا في المباراة !
بدا على وجهه الاهتمام " حبيبتي ، أنا آسف ، لم أكن أعرف أنك تريدين
الحديث معي " أمسك بالريموت كنترول " أداة التحكم عن بعد " وأغلق
التلفزيون .
- لا ، أنا أريد مشاهدته – الأخبار .
- " نعم ، بالطبع " شغله مرة أخرى وأخفض صوته ووضع طبقه وسألها
" ما الأمر إذن ؟ "
- هو ... تعرفنا عليه في حفلة العشاء ،، هل تذكر ؟
- نعم بالطبع أتذكر ، أكيد لم ينساك ، هل حاول مواعدتك ؟
- لا ! ليس ذلك ، هو ... كان يعرف أنني مخطوبة .
- أتمنى أن تكوني قد قلت له أنني سأضرب انفه لو حاول أن يقترب منك .
كان كالوم مبتسماً فحاولت أن تبتسم وقالت " أخبرته أني أحبك " هل
كانت تحبه بالفعل ؟ لم تستطع طبعاً أن تتفوه بهذه الكلمات . لكن زاشارى قال
أنه فهم الرسالة التي فحواها أنها تدين بالولاء لخطوبتها .
- حاولت أن أتزحلق من على قمة هضبة الجليد وعرض علي أن يراقبني
لأنني لم أفعل ذلك من قبل وكنت متوترة نوعًا ما " .
- رجل لطيف ، حقاً .
- كان طيبًا جدً.
- آه – هه .
- قضينا بعض الوقت معًا على المنحدرات وتناولنا العشاء معا الليلة الماضية
في الفندق .
- كاتي لماذا تبدين وكأنك تعترفين ؟ .
أحست بالسخونة في خديها ثم نظرت لعينيه بسرعة . " ليس هذا اعترفاً ،
إنه توضيح " لكنها قبلت زاشارى قبلة المساء بحرارة .
أخبار كالوم بذلك كان سيؤلمه .
- لا بأس ، أهذا كل ما تريدين أن تقولينه لي ؟
هو كان يعرفها جيدًا " قابلته من قبل " كانت عيناها مثبته عليه لأنها أرادته
أن يتفهم .
- قبل حفلة العشاء الخيرية .
- لم تخبريني إنك تعرفينه قبل هذه الليلة .
- لا أنا .. أنا لم أكن متأكدة أنه نفس الشخص .
- عمم تتحدثين ؟
أخذت نفسًا عميقًا " أخبرتك بسبب عدم ممارستي السباحة ، هل تذكر ؟ "
- " بالطبع أتذكر " عدة المرات اقترح عليها الذهاب لحمامات السباحة
القريبة من أوكلاند أو للشاطئ ، وبعد اختلاف الأعذار الواهية اعترفت له في
النهاية أنها لم تعرف السباحة وعرضه الملح بان يعلمها أجبرها على الرفض
بعناد .
- لك تجربة مؤلمة بالنسبة للسباحة فهي تخيفك ، لكني ما زلت اعتقد
إننا لو تدرجنا فيها فيمكنك ممارستها وأنت تعرفين ، يوما ما ...
- أخبرتك أن شخصا ما أنقذني من الغرق ، هو ذلك الشخص زاشارى
بالانتين .
حملق " هون ذلك الشخص ؟ "
- " نعم ، هو " ثم التفتت للتلفزيون فقد بدأت نشرة الأخبار ما زال ممسكًا
بإحدى يديها . وكان الخبر الأساس سياسيًا ثم مقالة كابتن فريق أول بلاكز
ثم خبر عن حريق مخزن بأحد المنازل ، ثم جاء الخبر الذي ينتظرانه " ومتسلق
الجبال الذي عاش بعد أن مات صديقه أثناء تسلقهما الهمالايا العام الماضي يرقد
الآن في المستشفى وحالته حرجة .
فقد انحرفت سيارته بسبب الجليد الذي كان يغطي أرض الطريق وسقطت
في بركة مياه الليلة الماضية و ... "
كانت إحدى يدي كاترين على فمها وهي تقول " لا ! " " ... رذاذ الجليد
غطى المنطقة وحجب السيارة تمامًا وأنقذه راكب دراجة بخارية بعد ظهر اليوم
ثم جاءت الإسعاف ووجده رجال الإسعاف يعاني من عضة الجليد
والهيبوترميا وصرح أطباء المستشفى تاماروني إنه لم يعرف بعد ما إذا كان يعاني
من إصابات داخلية ،، والخبر التالي يتضمن المناقشة البارلمانية عن الدين الخارجي
الوزير ... "
كان كاترين تهتز وهي تقول " قال أنه سيكون بخير ، كان لديه كل شئ ،
وكان يعرف الطريق ... "
أغلق كالوم التلفزيون واحتضنها " لا تحزني ، سيتحسن بالتأكيد "
- كان يجب أن أعرض عليه البقاء بالفندق فقد كان الثلج يتساقط بغزارة
عند رحيله .
- إذن من الممكن أن الحادث لم يحدث مساء أمس وإنما هذا الصباح .
- " لا " كانت متأكدة ، إنه حدث أمس . وقالت " عضة الجليد " هل ما
زال فاقدًا لوعيه ؟ لم يذكروا "
- إنه متسلق جبال وأصابته هذه النوبة من قبل وشفى .
- كان في الطريق طوال الليل فاقدًا لوعيه وعاجز عن أن يساعد نفسه وكان
يرتدي فوق بنطلون وجبرسيه ، هل تعتقد - ؟
- أعتقد أنه لم يأخذ احتياطات كافية لرحلته ، ما مدى المسافة التي كان
سيسيرها ؟
- لا أعرف ، لم يحدد ، كان يقيم بكوخ أحد أصدقائه ، لم يحذره أحد .
- كاتي ، إذا كنت تؤنبين نفسك على هذا فلا تفعلي .
- ألوم نفسي ؟ هزت رأسها وتحركت بعيدًا عنه "
" لا بالرغم أنني لو كنت وافقت على أن ... "
- على ماذا ؟
ترددت " قال أنه و أنا يمكن أن نتناول العشاء في كوخ صديقه حيث يقيم
لكنني رفضت واتفقنا .. على تناوله في الفندق كحل بديل "
- لذلك كان عليه توصيلك للفندق وكنت معه عندما ترك الفندق ،
والعشاء في الفندق كان أفضل فكرة .
- " نعم " فقد كانت متأكدة أنها لو ذهبت معه للكوخ فستجبر على البقاء
فيه حتى الصباح .
حسنًا ، قد تكون هذه أنانية لكني سعيد أنك لم تكوني معه وأمسك يدها
ثانية ، أنت متوترة ، أليس كذلك ؟
- أوه ، ماذا حدث ؟ وقفت فلم تستطع ان تبقى جالسة " ماذا لو كان
يحتضر ؟ ماذا إذا ساقه أو قدمه أو كلتا ساقيه ؟ عل سيستطيع الحياة بحالته
الجديدة ؟ حياته هي التسلق !
وقف كالوم أيضًا ووضع يديه في جيبي البنطلون ونظر للأرضية . " يحتمل
ألا يصل الأمر لهذا الحد . " وقال في النهاية " لماذا كل هذا القلق حقًا يا كاتي ؟ "
نظرت إليه وحاولت أن ترى الأمور بمنظاره ثم قالت " الأمر يعني الرجل
الذي أنقذ حياتي وربما يفقد حياته " مص كالوم شفتيه وكأنه يفكر مليًا ثم أومأ "
ماذا إذن تريدين أن تفعلي ؟ "
حملقت فيه وهي تفكر في الرد وقالت بامتنان لكونه أتاح لها أن تقترح شيئاً
وقالت : أريد الذهاب إليه .


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس