عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-16, 07:51 PM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



✾الفصل التاسع✾


كاد ادهم ان يغادر لكنها اوقفته بسرعة قائلة : استاذ ادهم
التفت لها بانتصار و قال بجدية : افندم
تالا بجدية : ممكن تجيب موبايلى قبل ما تمشى
غمس انامله بخصلات شعره الفاحم الكثيف و ارجعه للخلف بغيظ لترتد خصلات شعره مجدداً و تتناثر بعض منها على جبينه مما اكسبه وسامة طاغية على وسامته .. تنهد تنهيدة طويلة لينفس بها عن الغضب الذى تبثه له تلك الفتاة الملتهبة التى تنشر حرارتها فى أرجاء المكان بمجرد ان تتحدث و تخرج قذائف اللهب خاصتها من ثغرها الصغير الممتلئ كرزى اللون رغم حالتها التى يرثى لها .. نظر لها خالى التعبيرات و قال بصوت رخيم حرك كل خلية بها : تخيلى لو انا عاملتك بقلة ذوق وبعد كده قلتلك هاتى موبايلى قبل ما تمشى هيبقى ايه رد فعلك ؟ تخيلى بس انا عايزك تتخيلى
نظرت إلى الأرض كطفلة صغيرة نادمة على فعلتها و بدأت تشعر بالحنق و هى تتخيل نفسها بموقفه و هو يطردها من منزله دون اى كلمة شكر .. حتى و لو كانت مصطنعة !
قطع تخيلاتها يده الممتدة امامها بهاتفها .. رفعت نظرها له بعيون ممتنة و قالت بخفوت : شكراً ثم مدت يدها و اخذت هاتفها من بين قبضته .. ليغادر هو الغرفة دون ان ينطق ببنت شفة .

فتحت هاتفها لتجد ان الساعة اصبحت الخامسة مساءٍ .. مازال الوقت مبكرا يمكن ان تأتى لها لميس .. فتحت قائمة الأرقام بتردد شديد و كادت ان تتصل بها ..لكنها بقيت بعض الوقت تفكر .. هل تطلب من لميس المساعدة ؟ .. ماذا ان خذلتها لميس و لم تأت .. ماذا ان كان مروان معها الأن .. بالتأكيد سيغضب و تحدث مشاكل بينه و بين لميس بسببها .. لكن ماذا تفعل ! .. ليس امامها خيار اخر .. انها تكره الوحدة .. تكرها بشدة .. لقد كانت وحيدة و لكن وجود عائشة كان يلطف وحدتها .. لن تستطيع ان تتخيل ان تجلس فى هذا المنزل وحيدة .. انها تخاف البقاء بمفردها .. تذكرت انه من الممكن ان يكون ادهم غادر الأن المنزل بأكمله .. انسابت دموعها الدافئة على وجنتها ليزداد انفها الصغير و وجنتها احمراراً مما اعطاها شكلاً طفولياً رائعاً .. ضغطت بأنامل ترجف إتصال فأنها لن تستطيع البقاء بمفردها لمدة طويلة .. وضعت الهاتف على اذنها ليأتيها اكثر رد تمقته بحياتها " الهاتف المطلوب مغلق او غير متاح " .. يبدو ان لميس قد وضعتها بالقائمة السوداء .. احست الأن كيف يشعر غريق لا يعرف العوم و هو بين امواج بحر هائج يقذفه اينما يشاء إلى ان يلقى حتفه .. دعت ربها ان يكون ادهم مازال بالخارج .. لماذا نهرته و امرته بالذهاب .. لماذا .. انها حقاً غبية .. قالت بصوت ضعيف يمنعه البكاء من الخروج : استاذ ادهم .. تنهدت بضيق شديد فهى تسمع صوتها بصعوبة فكيف سيسمعها هو اذا كان بالخارج .. حاولت ان ترفع نبرة صوتها و هى تنادى بأسمه كمستغيث قارب على الهلاك .. سمعت صوت خطوات قادمة بتجاه الغرفة .. فتهلهت اساريرها و حمدت ربها انه لم يذهب بعد .. تقدم منها و قال بجدية : افندم
كانت تريد ان تنفجر فيه و تقول " انت لسة ممشتش .. انا مش قولتلك امشى " .. و لكنها امسكت لسانها و قررت ان تتعامل بذوق و لطف معه .. فهو طوق النجاة الوحيد لديها الأن .. قالت بحرج دون ان ترفع عينها عن الأرض : استاذ ادهم ممكن موبايل حضرتك
اخرج ادهم هاتفه من جيب بنطاله الأسود و فتحه و اعطاه لها ثم خرج من الغرفة بهدوء كيفما جاء .
امسكت هاتفه و طلبت ارقام لميس ليأتيها ردها بعد عدة ثوانى : ألو .. سلام عليكم
لجم لسان تالا و لم تستطيع قول شئ غير البكاء

ظلت لميس صامتة لبعض الوقت ثم شهقت بخضة و قالت : تالا .. فى ايه ؟
قالت تالا من دموعها : دادة عائشة يا لميس .. دادة عائشة
لميس بجدية : مالها ؟؟
تالا بدموع : ماتت و سابتنى لوحدى ثم اردفت بعتاب : زي ما كلكوا عملتوا معايا
ابكم كلام تالا فم لميس إلى ان خرج صوتها متحشرجا و هى تقول : انا هحاول اجيلك
دلوقتى .. اهدى كده عقبال ما اجيلك .. يلا باى

تالا بدموع : باى
اغلقت تالا معها و بكت بشدة .. فقد شعرت بسكاكين تخترق كرامتها و كبرياءها بعد مكالمتها مع لميس .. لقد اصبحت حقاً مثيرة للشفقة .. وجدت ادهم يدخل إلى الغرفة بخطواته الواثقة و هو يدفع كرسيها المتحرك ثم وقف امامها و مد يده لها .. لتضع هى هاتفه بها .. نظر لها بغيظ و وضع هاتفه بجيبه ثم مد لها يده مجدداً .. نظرت ليده الممدوة بتردد .. لتسمع رده يقول بجدية : هتفكرى كتير
مدت يدها بتردد شديد لتلامس اناملها باطن يده ليقشعر بدنها بأكمله .. اطبق ادهم كفه على يدها و جذبها إليه ليوقفها و من ثم يجعلها تجلس على الكرسي .. و لكن قوة جذبه لها كانت شديدة على جسدها الخفيف فأصطدمت بصدره .. صدت صدره بباطن كف يدها الأخر لتبتعد عنه و قد نجحت الحمرة باكتساح وجهها بجدارة .. ساعدها على الجلوس .. ليجدها تنظر فى الأرض كالعادة عندما تتعرض لأمور محرجة كتلك .. لم يكن يعلم ان كانت حمرة وجهها تلك بسبب خجلها ام بسبب غضبها .. و لكنه كان يعلم انه فى كلتا الحالتين هى تتمنى ان تخنقه بيدها .. اقترب منها و امسك بمقبض الكرسي و اراد ان يدفعها و لكنه سمع جرس الباب .. ليته يعلم ان جرس الباب هذا انقذه من بركان ثائر كان سينفجر فيه لو كان دفعها سنتيمتراً واحداً .. حركت عجلات كرسيها بسرعة و خرجت من غرفتها و اتجهت إلى الباب و فتحته .. لتدخل لميس و يظهر على قسماتها علامات القلق .. نزلت لمستوى تالا و ضمتها لها .. لتضمها تالا بشدة .. فقد كانت بحاجة لضمة كتلك بشدة لتشعر بالأمان و حتى لو كانت لقليل من الوقت .. ابتعدت لميس عنها و قالت بدموع : انا اسفة يا تالا .. اسفــــ.... كادت ان تكمل كلامها و لكنها رأت ادهم يقف و ينظر لهم ثم اقترب من تالا و قال بجدية : انا كده اقدر اسيبك .. لو احتجتى لأي حاجة كلمينى
نظرت له تالا و اماءت برأسها إيماءة صغيرة ليذهب ادهم و يغلق الباب المفتوح وراءه
كان فم لميس فاغرا من الدهشة .. نظرت باتجاه الباب المغلق و اشارت له و قالت بدهشة : ده ادهم صح ؟
نظرت لها تالا و هزت رأسها بإيماءة صغيرة .. فقالت لميس بعدم فهم : بيعمل ايه هنا ؟
بدأت تالا تقص لها كل ما حدث .. نظرت لها لميس و قالت بإعجاب : الله .. دة راجل اوى .. بجد راجل يعتمد عليه ثم قامت و ضمت تالا لها ثانية و قالت بتساؤل : طب انتِ هتعملى ايه بعد ما دادة عائشة ماتت ؟
تجمعت الدموع ببؤبؤ عين تالا و قالت بحيرة : مش عارفة
ابتعدت لميس و قالت بجدية : سافرى يا تالا .. سافرى لباباكى مدام هو مش قادر يجيلك عشان الشغل
ارتسمت ابتسامة سخرية بجانب ثغرها و قالت بألم : بابا !! تصدقى انا اتصلت بأدهم اللى معرفش عنه غير اسمه و نسيت بابا ده خالص ثم اردفت : اسافر !! .. فرقت ايه لو سافرت .. و لا اي حاجة .. هفضل وحيدة برده
لميس بجدية : وحيدة ازاى يا تالا .. على الأقل هتبقى مع باباكى
تالا بتهكم : لا يا لميس .. هتبقى هى هى .. الفرق الوحيد انى هغير البلد .. ملوش لزوم السفر
لميس بحزن : طب كلميه قوليله انك محتاجاه جمبك
تالا بدموع حارة تحرق وجنتها : تفتكرى انى بقيت محتاجاه دلوقتى بس .. ما انا من يوم ما اتولدت و انا محتاجاه .. انا عارفة ان مفيش اطيب و لا احن من قلبه .. بس هيفضل طول عمره بيفضل شغله عليا .. او بيهرب منى ثم اردفت بحزن : و بعدين ما انتِ عارفة اننا متخانقين قبل اخر مرة يسافر فيها و مكلمنيش من ساعتها .. كان دايماً بيكلم دادة عائشة يطمئن عليا
لميس بجدية : تالا هو الصراحة عنده حق انه يتخانق معاكى .. انتِ عنيدة اوى بجد عنيدة .. فيها ايه لو كنتِ نفذتى طلبه و سمعتى كلامه .. و لا انتِ عاجبك حالك كده
نظرت لها تالا بضيق و قالت بتهكم : لميس لو سمحتى .. انا مبحبش اتكلم فى الموضوع ده .. انا واخدة قرار و مش هغيره
كادت لميس ان تتكلم و لكن رن هاتفها لتجده مروان .. نظرت لتالا و وضعت يدها على فمها بمعنى اصمتى .. ثم ردت : ايوة يا مروان
مروان بجدية : اشتريتى الحاجات اللى انتِ عايزاها و لسة فاضل حاجة
لميس بارتباك : هاه .. لا ناقص شوية حاجات بلف عليهم
مروان بجدية : طب خلاص روحى بقى الوقت اتأخر .. هبقى انزل اجبهم معاكى فى يوم
تانى

لميس بجدية : هدور شوية كمان يا مروان يمكن الاقيهم
مروان بجدية : قولت لا .. روحى يلا ثم قال بتساؤل : انتِ فين دلوقتى اصلاً ؟
لميس برتباك : فى الشارع يا مروان فى الشارع
مروان بشك : يعنى مش سامع صوت عربيات و لا دوشة .. هى الشوارع بقت هادية كدة ليه ؟
لميس بارتباك : فى محل فى الشارع يا مروان
مروان بجدية : طب يلا انجزى و روحى .. شوية و اكلمك الاقيكى فى البيت
لميس بتوتر : حاضر .. يلا سلام
اغلقت مع مروان و نظرت لتالا التى تنظر لها نظرات يملؤها الإستنكار
نظرت لها لميس و قالت بأسف : معلش يا تالا مكنش ينفع اقوله انى عندك .. انتِ عارفة مروان لما بيتعصب بيبقى غبى اوى .. كان نفسى ماسبكيش فى الظرف ده بس اعمل ايه .. انتِ عارفة مروان
نظرت لها تالا و قالت بتهكم : و لا يهمك يا لميس روحى
نظرت لميس للأرض بأسف ثم قالت بتردد : تالا انا كتب كتابى بكرة
نظرت لها تالا بشفقة .. فلميس الأن هى من تحتاج لشفقتها فإنها مقدمة على زيجة سترسل بها إلى الهلاك بكل تأكيد .. تنهدت تالا و قالت بتردد : لميس انتِ متأكدة من قرارك ده .. الجواز مش حاجة سهلة و لا لعبة .. انت عارفة انتِ بتعملى ايه ؟ .. انتِ بترمى نفسك فى التهلكة يا لميس .. بترمى نفسك فى تهلكة مروان .. و متقوليليش بحبه يا تالا .. فكرى بعقلانية يا لميس قبل متعملى اى حاجة تندمى عليها بعدين .. انتِ اللى هتخسرى كتير
لميس بشرود : معدش فى وقت افكر يا تالا .. بكرة كتب الكتاب خلاص .. و بعدين مروان بقى امر واقع عليا .. تفتكرى انى لو قلت لماما انا مش هتجوزه هتعمل فيا ايه ؟ .. ماما متعبراه راجل البيت اللى تقدر تديله بنتها و هى مطمئنة عليها معاه .. هو اه بيتعصب و بيشك فى صوابع ايده بس راجل يعتمد عليه و فى الأخر بيحبنى .. بس هو كده .. طباعه صعبة و انا خلاص تأقلمت معاها .. مقدرش ابعد عنه يا تالا
تنهدت تالا و قالت بجدية : ربنا يتمملك بخير يا لميس .. ربنا معاكى
اقتربت منها لميس و قبلتها ثم ودعتها و ذهبت لتعود تالا وحيدة مجدداً .. شعرت بالخوف الشديد .. فالفيلا كبيرة عريضة مثل تلك تجعلك تشعر بالخوف لو بقيت فيها وحيداً .. تحركت باتجاه التلفاز و فتحته و ثبتته على قناة القرأن و رفعت صوت التلفاز .. تذكرت انها لم تصلى اى فرض منذ الصباح .. تقدمت باتجاه الحمام و عزمت على مساعدة نفسها بنفسها .. حاولت ان تتوضأ بصعوبة و لكنها بعد عزيمة و اصرار قويان .. استطاعت .. دخلت غرفتها و فتحت دولابها العملاق و اخرجت منه اسدال للصلاة .. ارتدته بصعوبة ايضاً .. لكنها فى النهاية ارتدته .. بدأت تصلى صلواتها التى فاتتها قضاء.. انتهت من الصلاة و كانت فى كل ركعة تركعها تبكى و تدعى لعائشة و لها .. انتهت من صلاتها و بدأت فى قراءة وردها .. شعرت برأسها يؤلمها بشدة و هبوط يجتاح جسدها .. وضعت وردها جانباً و اسندت رأسها على الكرسي و لم تشعر بما حدث بعد ذلك !
✾✾✾✾✾✾✾✾✾✾
جلست طول الليل تفكر فى كلام تالا .. كيف سيكون مصيرها مع مروان .. انها تخشاه بشدة .. حقاً تخاف منه .. تشعر بالأمان بقربه لكن تبقى خلايا بجسدها تخشاه و تنتفض عند سماع صوته الغاضب .. هى عاشقة لإهتمامه .. متيمة بغيرته .. هائمة بصوته الرجولى الخشن .. ذائبة بحبه كقطعة سكر تذوب بكوب شاى ساخن مذاقه ساحر لكنه يأسرها فى سجن من اربعة جدران تكاد تختنق من صغر مساحتها .. لماذا لا يفعل معها ما يفعله و لكن بقدر معقول .. بقدر يفرحها بدل ان يخنقها .. لماذا لا يفهم ما تريده .. لماذا هو مُصر على خنقها و تعذيبها بحبه .. هى تعلم انه هكذا .. و لن يتغير ابداً .. فمنذ صغرهم و هو هكذا .. رجعت بذكرياتها عندما كان عمرها 7سنوات و هو 14 سنة
Flash Back
كانت تزور عمها .. و كان هو يدرس فى غرفته لإمتحانه .. دقت الباب و دخلت بابتسامتها البريئة ثم اقتربت منه و سحبت الكتاب من امامه بحنق و قالت بضيق : مروان انت هتفضل قاعد هنا لوحدك .. قوم اقعد معانا
شد الكتاب منها بغضب و قال بتهكم : انتِ غبية .. فى حد يعمل كده ؟
تجمعت الدموع بمقلتيها العسلية و قالت بأسف : مروان انا اسفة مكنتش قصدى اضايقك
نظر لها ببرود و قال بتهكم : يلا اخرجى بره عشان اذاكر
هزت رأسها بكسرة ثم خرجت بهدوء .. جلست معهم منكمشة على نفسها ..فأقتربت منها زوجة عمها و قالت بابتسامة : قاعدة لوحدك ليه يا حبيبتى ؟ ثم اخرجت بعض النقود و مدت يدها لها بهم و قالت بابتسامة : انزلى يا حبيبتى هاتيلك شوكولاتة .. مصاصة .. هاتى اللى تحبيه
نظرت لها لميس و قالت برفض : لا .. شكراً
فتحت زوجة عمها يدها و وضعت فيها النقود و قالت بعتاب : لا كدة انا هزعل منك ثم
نظرت لأمها و قالت بجدية : قوليلها يا صابرين تاخدهم
نظرت لها صابرين و قالت بابتسامة : خديهم يا حبيبتى و متكسفيش ايد طنط
اخذتهم لميس لتقول لها زوجة عمها : استنى هانديلك مروان عشان متنزليش لوحدك يا حبيبتى
نظرت لها لميس و قالت نافية : لا يا طنط .. مروان بيذاكر دلوقتى .. سيبه انا هنزل لوحدى
زوجة عمها : ماشى يا حبيبتى بس متتأخريش
اماءت لميس برأسها و نزلت .. و لكنها تأخرت .. فدخلت زوجة عمها لمروان و قالت بجدية : مروان يا حبيبى انزل شوف لميس فين ؟ عشان اتأخرت اوى
قام مروان بضيق و هو يتمتم ببعض الكلمات الغاضبة ثم نزل و بحث عنها .. لم يدم بحثه طويلاً فقد كانت قريبة من المنزل .. شاهدها تجلس على الرصيف و تمسك قدمها المصابة و تتوجع .. لم يعبأ لكل هذا فقد كان غاضباً بشدة عندما وجد ذلك الصبى يجلس بجانبها و بجانبه عجلته التى تتكأ على الرصيف بجانبهم .. كان الصبى يمسك منديلاً بيده و يمسح الدماء التى تخرج من قدمها برقة .. و يلقى عليها عبارات الإعتذار و هى تبكى بشدة .. اقترب منهم مروان و دفع الصبى عنها ثم شدها من يدها بعنف .. و هى تبكى بشدة و تقول من بين بكاءها : يا مروان براحة رجلى بتوجعنى
نظر لها بغضب و قال بحدة : اسكتى .. انا هقول لعمى على قلة الأدب اللى شوفتها دى و هو يتصرف معاكى
لميس ببكاء : مروان حرام عليك .. رجلى بتوجعنى
ظل مروان يسحبها وراءه إلى ان صعدوا منزلهم .. نظروا لها بخضة و قالوا باستغراب : فى ايه يا مروان ؟
ترك مروان يدها بعنف لتسقط هى على الأرض و تتألم .. و بدأ بسرد ما رأه .. اقتربت امها منها و بدأت بنهرها و هى تضمد جرحها .. ارادت زوجة عمها ان تنهى تلك الأجواء المشحونة فقالت بالمرح : اهدى يا صابرين بقى .. و بعدين شوفى الواد مروان من و هو صغير بيغير عليها ازاى ؟
نظر مروان للميس نظرة نارية و دخل لغرفته
Back
نزلت دموع لميس و قالت بوجع : طول عمرك يا مروان الغضب و الغيرة بتعميك .. طول عمرك بتفكر فى نفسك بس .. بتفكر فى وجعك انت بس .. و ازاى ترد ليا الوجع اللى وجعتهولك حتى لو مكنش قصدى .. عمرك ما فكرت فيا او فى تعبى و عذابى .. امسكت هاتفها و طلبت رقمه .. ليأتيها صوته النائم يقول : ايه يا لميس .. عايزة ايه ؟
كانت تظن انها تستطيع ان تواجهه .. ان تخبره انه انانى احمق .. ان تجعله يشعر بأوجاعها .. ان تجعله يشعر بها و لو لمرة واحدة .. لكنها فشلت فشلاً ذريعاً .. لن تستطيع ان تواجهه .. اخرجها من شرودها صوته الناعس و هو يقول بتهكم : لميس انتِ متصلة بيا الفجر عشان تسمعينى سكوتك
تنهدت لميس و قالت بخفوت : اسفة .. سلام
اعتدل فى جلسته و قال بقلق : مالك يا حبيبتى في حاجة ؟
ابتسمت وقالت : لا يا مروان مفيش .. انا كنت عايزة اسمع صوتك قبل ما انام بس و اطمئن عليك
ابتسم مروان و قال بحب : بحبك ثم اردف بجدية : يلا يا حبيبتى روحى نامى .. عشان تبقى فايقة بكرة
ابتسمت لميس ابتسامة واسعة و قالت : حاضر

✾✾✾✾✾✾✾✾✾✾✾✾✾

فتحت عينها البنية على مصراعيهالتجد نفسها نائمة على سريرها المريح .. لكن مهلاً .. من اتى بها إلى هنا .. اخر شئ تتذكره انها كانت تقرأ وردها و بعدها شعرت برأسها يؤلمها و بعد ذلك اسندت رأسها إلى الكرسى و لا تتذكر اى شئ اخر .. نظرت لما ترتديه ببطء .. تجدها بيجامة غير التى كانت ترتديها البارحة.. اتسعت حدقة عينها و فمها مفتوح على مصراعيه من الدهشة .. نظرت بأرجاء الغرفة لتجدها مرتبة .. اصبحت اصابعها ترتجف من الخوف .. و اخيراً سمعت ذلك الصوت الذى اصبحت تميزه بسهولة
يأتى من الخارج كأنه يتكلم بالهاتف .. لم تستطع تحديد كلماته بسبب صدمتها .. كيف استطاع ان يدخل إلى هنا .. لفت يدها حول جسدها كأنما تداريه و تخفيه و اغلقت عينها و مئات الأفكار السيئة تجول بخاطرها ثم فتحت عينها و قالت بصراخ : ادهــــــــــــــــــــــ ــــــــــم


يتبع ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس