عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-16, 08:47 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



✾الفصل الثالث عشر✾

أماءت تالا برأسها ثم نظرت بتجاه الباب الذى فتح على مصراعيه و خرجت منه سيارة حمراء .. عبرت السيارة بجانبهم لتشاهد تالا السائقة عن كثب .. كانت فتاة صارخة الجمال .. تضع جميع انواع الميكياج على وجهها .. كما أنها لاحظت أنها ترتدى فستان أحمر مثير بدون أكمام .. بالتأكيد هذه اسيل !

نظرت تالا إلى ساعتها لتجد الxxxxب تشير إلى العاشرة مساءً .. إلى اين ستذهب هذه الفتاة المتحررة بمفردها فى وقت كهذا ؟ .. و ملابس كتلك .. نظرت تالا لعم محمود و قالت بجدية : امشى وراها

التفت محمود لها و قال باستغراب : امشى وراها

تالا بجدية : بسرعة يا عم محمود عشان نعرف نحصلها

ادار عم محمود محرك السيارة و هو يقول بجدية : بس الوقت اتأخر يا تالا يا بنتى .. انتِ لازم ترجعى البيت

تالا بصرامة : يلا يا عم محمود مش هنعرف نحصلها كده

تنهد محمود بقلة حيلة ثم انطلق وراء تلك السيارة الحمراء .. توقفت السيارة امام احد الملاهى الليلية الشهيرة ذات الصيت العالى ليقف عم محمود بعيد عنه بقليل .. التفت محمود إلى حيث تجلس تالا و قال بجدية : انا بقول اروحك بقى يا بنتى

لم تكن تالا تستمع له فقد كان كل تركيزها مع تلك الفتاة التى تتبعت أثرها إلى هنا .. نزلت الفتاه من سيارتها و اعطت مفتاح سيارتها لأحد الأشخاص الواقفين .. ليذهب هذا الشخص و يركب سيارتها و يقودها بعيداً عن مدخل الملهى .. يبدو انه متخصص فى صف السيارات .. ابتعدت السيارة عنها لتكشف عن فستانها العارى القصير الذى يصل إلى ما بعد الركبة بقليل الذى يظهر قدميها البيضاء المصبوبة .. كان الفستان ضيق للغاية حتى انه كشف كل انحاءات و ثنيات جسدها الملفوف بوضوح مثير و ملفت للنظر .. كما ان هذا الحذاء الأسود ذو الكعب العالى أعطى لها قواماً و جاذبية اكثر و اكثر .. أتت بعض نسمات الهواء الشقية لتجعل شعرها الأسود المنساب على كتفيها يتطاير معها ليكشف عن كتفها الأيسر فيظهر رسم رقيق لمجموعة فراشات مرسومة بدقة و احترافية .. ظلت تلك الفتاة واقفة تعبث بهاتفها بتوتر و ارتباك لثوانٍ ليست بكثيرة ثم وضعته على أذنها .. بدأت شفتاها المطليتان بإحترافية بالأحمر القانى تتحركان .. يبدو انها تتحدث إلى شخص ما .. انهت حديثها ثم اغلقت الهاتف و وضعته بحقيبتها السوداء الصغيرة التى تحملها بين يديها .. أتى شاب تجاهها و الإبتسامة على وجهه .. ثم مد يده لها .. لترتسم علامات التوتر علي وجهها بوضوع .. و لكنه يتسامر معها لبضع ثوانٍ ثم يمد يده ليمسك بيدها و يسحبها وراءه لداخل الملهى الليلى

أبعدت تالا عينيها المشمئزتين عن ذلك المكان المقزز الذى يخرج منه اناس مغيبون ديناً و عقلاً .. ثاملون حد الموت .. ضائعون .. يودعهم الشيطان و يوعدونه بلقاء قريب .. تنهدت بضيق شديد ثم لاحظت أخيراً عم محمود الذى كان يناديها من اكثر من ربع ساعة .. نظر لها و قال بتساؤل : امشى ؟

نظرت له بعيون تملؤها الحيرة ثم قالت كمن كان تائها بمتاهة لا يعرف كيفية الخروج منها : مش عارفة

أدار محمود محرك السيارة و قال بجدية : هروحك يا بنتى .. انتِ اتأخرتى و كمان انتِ مكانك مش فى مكان زى ده

نظرت له بتفكير وقالت بجدية : لا استنى شوية .. خلينا ثم شردت تفكر .. هل هذه أسيل ؟ .. انها متحررة للغاية .. بدأ عقلها يتوقع توقعات أخرى .. لماذا تكون اأسيل ؟ .. من الممكن أن تكون صديقتها .. لكنها حتى لو كانت صديقتها .. لماذا كانت مرتبكة إلى هذا الحد .. لماذا زاد ارتباكها عندما مد ذلك الشاب يده لها .. لقد لاحظت انها تعقد جبينها و رأسها يتدلى .. لقد قرأت مرة كتابا للغة الجسد يقول ان عقد الجبين وترك الرأس تتدلى دليل على الارتباك والحيرة .. أخذت نفسا عميقا و اخرجت كل الأفكار من رأسها و قررت أن تنتظرها حتى تخرج .. مرت ساعة و اثنين وثلاثة . حتى أصبحت الساعة الواحدة صباحاً و هى لم تخرج بعد !

نظر لها عم محمود بنافذ صبر و قال برجاء : الوقت اتأخر أوى يا بنتى .. أنا لازم أروحك .. اسمعى الكلام بقى أنا صوتى اتنبح

نظرت له لبعض الوقت تفكر ثم قالت بجدية :أنا هدخل اشوفها

محمود بدهشة : انتِ مجنونة يا تالا يا بنتى .. تدخلى فين ؟

تالا بجدية : عم محمود ساعدنى انى انزل .. انا لازم ادخل أشوفها

محمود بإعتراض : لا يا تالا .. أنا مش هسيبك تدخلى مكان زى ده

نظرت له تالا بصرامة و قالت بجدية : أنا حرة أعمل اللى أنا عايزاه ساعدنى انى أنزل يلا

محمود بجدية : مينفعش يا بنتى

تالا بصرامة : يلا يا عم محمود متخلنيش اتعصب

نزل عم محمود من السيارة و أخرج كرسيها ثم ساعدها لتجلس و قال برجاء : مبلاش يا تالا يا بنتى

حركت تالا عجلات كرسيها بتجاه الباب دون ان تنظر له و أرادت أن تدخل لكن منعها رجل قوى البنية حاد الملامح .. وجهه ملئ بكثير من الندبات فى مناطق مختلفة .. و فوق جفنه توجد علامة مميزة تعلم على وجهه .. يبدو أنها نتجت عن شجار عنيف .. يمكننا أن نسميه الرجل الحديدى المصفح .. كان منظره العام مخيفا للغاية حتى أن جسدها اقشعر عندما رأته .. نظر لها و قال بصوت أجش : رايحة فين ؟

نظرت له بخوف و ارتباك و حاولت أن تكون عادية و قالت بجدية : هدخل جوه

نظر للكرسى الذى تجلس عليه ثم نقل بصره لملابسها المحتشمة الفضفاضة بتمعن و حجابها الذى يغطى معظم صدرها و قال : و انتِ اللى زيك هيدخل هنا ليه ؟ شكلك و لا بتشربى و بحالتك دى مش هترقصى .. ثم قال بصرامة : يلا يا كتكوتة من هنا

نظرت له تالا بغيظ و قالت بجدية : أنا لازم ادخل جوه حالاً

الرجل بصرامة : يلا يا قطة من هنا .. مفيش دخول

نظرت له بغضب و بدأت تفكر فى خطة كى تدخل .. اخرجها من شرودها عم محمود
الذى أتى و قال : يلا يا بنتى نمشى

أتت فكرة لها بالتأكيد ستجعلها تدخل .. نظرت لعم محمود و قالت بجدية : عم محمود هات شنطتى من العربية

ذهب عم محمود بقلة حيلة وأتى مجدداً و الحقيبة بيده .. أخذت منه الحقيبة و أخرجت منها مالاًَ ليس بهين على الأطلاق و مدت يدها بالمال للجدار الحديدى الواقف امامها .. أخذ الرجل المال من يدها و ابتسم و قال بخبث : كدة تعجبينى يا قطة .. دا أنا هوصلك لحد جوه كمان

نزل محمود لمستواها و قال بعتاب : ايه اللى انتِ عملتيه ده يا تالا يا بنتى .. دفعتى رشوة و ليه ؟ .. عشان تدخلى مكان قذر زى ده .. .. هتخدى ذنبين .. ذنب الرشوة و ذنب أنك هتدخلى مكان زى ده .. و الله اعلم ممكن تخدى ذنب أيه تانى لما تدخلى وكر الشياطين ده.. ثم أردف برجاء : يلا نمشى

نظرت تالا إلى الأرض بندم ثم قالت بجدية : أنا حاسة انها عايزة مساعدتى .. يمكن اكون سبب فى هدايتها

نظر لها الرجل بتأفف و قال : هتدخلى و لا غيرتى رأيك ؟

تنهدت تالا و قالت بتردد : هدخل .. ثم قالت بصوت منخفض : هى بقت أمانة فى رقبتى من ساعة ما دادة عائشة وصتنى عليها و لازم أنتشلها من الضياع اللى هى فيه ده

نظر لها محمود بنافذ صبر و قال : عنيدة و دماغك ناشفة .. هضطر ادخل معاكى و السلام

كان ذاهباً فى سبات عميق حتى انه لم يستمع إلى هاتفه الذى لم يكف عن الرنين .. لكنه استيقظ على هزات اخته سارة .. نظر لها بعيون نائمة و قالت بتساؤل : فى ايه يا سارة ؟ هو الفجر ادن

ابتسمت سارة و قالت بجدية : لا يا حبيبى لسة بس موبيلك بقاله كتير بيرن

انتفض من على السرير و قال لها بجدية : هاتيه طيب هو فين ؟

اعطته سارة الهاتف ثم خرجت من الغرفة ليرد هو على احمد .. أتاه صوت أحمد و هو يقول بجدية : أدهم قوم دلوقتى حالاً .. الحق بنتى المجنونة

أدهم باستغراب : هى عملت ايه ؟

أحمد بضيق : عم محمود السواق كلمنى و قالى انها مصممة تدخل ملهى ليلى و مش راضية تروح عشان بت كده بيقول انها بنت دادة عائشة

أدهم بعدم فهم : انا مش فاهم حاجة .. يعنى هى دلوقتى مش نايمة فى البيت

تنهد أحمد بضيق و شرح له الموضوع بتفصيل اكثر .. ليتنهد أدهم بغضب شديد و يضرب يده بالسرير بعنف لينفث عن غضبه ثم يغلق الهاتف مع أحمد و يدخل إلى الحمام .. غسل وجهه سريعاً ثم خرج و استبدل قميصه الأسود الذى نام به بقميص اخر كحلى اللون و اخذ مفاتيح سيارته و هاتفه و خرج من غرفته ليقابل أمه بوجهه

نظرت له أمه باستغراب و قالت : رايح فين يا حبيبى ؟

أدهم بجدية : خارج يا ماما .. ثم تخطاها و هو يقول : يلا لا إله الا الله .. ادعيلى و خرج من الفيلا بأكملها

أمه و علامات الدهشة مازالت مرسومة على وجهها : محمد رسول الله .. ربنا يكرمك يا ابنى ثم قالت باستغراب شديد : هو الواد ده بيروح فين ؟ ثم قالت بصوت عال : سارة يا سارة

أتت سارة لها و قالت : نعم يا ماما

نظرت لها و قالت بجدية : متعرفيش أخوكى راح فين ؟؟

سارة باستغراب : هو خرج ؟؟

أمها بضيق : أيوه خرج ..أنا حاسة ان اخوكى مخبى عليا حاجة و حاجة كبيرة كمان مشقلبة حاله كده

سارة بجدية : متشغليش نفسك بيه يا ماما هو مبقاش صغير .. دة كان عايش لوحده فى الغربة .. اكيد شغل او حاجة

امها بضيق : بس هو قايل انه واخد اجازة مفتوحة .. اجازة ايه بقى اللى فيها شغل دى و كمان شغل ايه اللى الساعة واحدة ده؟ و كان لسة خارج من يومين الفجر

سارة بنافذ صبر : مش عارفة يا ماما لما يجى ابقى اسأليه .. انا هروح اطمئن على توتة و مراد .. ثم تركتها و دخلت

تنهدت أمها و قررت ان تذهب لتقيم الليل و تدعى لأولادها


كان يقود السيارة فى طريقه للملهى الذى أخبره احمد على مكانه .. تصفح هاتفه ليجد ان زينب اتصلت عليه مئات المرات .. هل كان نائما ًأم ميتا ً!! .. تنهد بضيق ثم زاد من سرعة السيارة ليصل إلى الملهى فى وقت قصير للغاية .. دخل الملهى .. ليجد اشكالاً و اناساً مقززة تقشعر لها الأنفس .. انه يجزم انه لو كان فى سوق للحم .. لم يكن ليجد كمية لحم رخيصة ظاهرة بهذا الشكل الذى يراه الأن .. كيف لهذه الغبية ان تدخل مكاناً كهذا مهما كانت الأسباب .. ظل يبحث عنها بعيونه فى جميع انحاء المكان و لكنه لم يجدها بسبب الإزدحام .. كانت الموسيقى الصاخبة و اعوجاج و تمايل الأجسام حوله يزعجه بشدة كما أن ذلك الضوء الأحمر الذى كان يضئ و ينطفئ يفقده تركيزه فى البحث عنها .. ظل يبحث عنها لبعض الوقت إلى أن وقعت عينه عليها .. تنهد براحة لكن تبخرت راحته على الفور عندما وجد ذلك الرجل يقترب منها و هى تتراجع بجسدها إلى الخلف ليلتصق ظهرها بالكرسى و علامات الذعر ظاهرة على وجهها بوضوح و عيونها مغلقة بخوف و تلف يدها حول جسدها كدرع واقى .. حاول عم محمود أن يبعده عنها و لكنه دفعه بعيداً وأمسك بطرف طرحتها و هو يقول بثمالة : ليه مخبية الحلاوة دى بحتة قماشة زى دى ؟ و بعدين انتِ بالمنظر دة مش لايقة على المكان دة و أراد ان ينزع طرحتها عنها و لكنه وجد يداً تبعده عنها و تلكمه فى وجهه بغضب .. وضع الرجل يده على وجهه بألم و قال بثمالة : خلاص خلاص .. ثم ابتعد عنهم على الفور بخطوات بطيئة ثملة

فتحت عيونها البنية ببطئ و جميع اطرافها تهتز بخوف لتجده أمامها ينظر لها بعيون غاضبة حادة .. رغم نظرته الغاضبة تجاهها الأن الأ أنها شعرت بالأمان بوجوده .. شعرت بالطمأنينة.. ما اجمل الأحساس بالأمان ! .. لم تسأل نفسها .. ماذا يفعل هنا ؟ .. او من أخبره أنها هنا .. لم يأت على ذهنها أى سؤال من هؤلاء .. كل ما كان يهمها أنه هنا بجانبها و بالتأكيد سيساعدها كما يخبرها دائماً .. لقد كادت أن تتجمد من الخوف حتى أن صوتها اختفى فلم تستطع أن تنهر ذلك الرجل الذى كان يحاول أن يتنزع حجابها عنها بوقاحة و يقول عليه بكل بلاهة و حماقة " حتة قماشة " .. الأ يعلم انها تفتخر كل الفخر أنها ترتديه .. و تندم كل الندم على كل لحظة أضاعتها بعمرها و لم تكن ترتدى فيها حجابها الذى يزينها و يجعلها ملكة !

اقترب منها و قال بغضب : يلا نمشى من هنا

نظرت له بدموع و قالت : حاضر بس

قاطعها بصرامة : مبسش .. انتِ عاجبك المكان و اللى الناس بتعمله هنا .. يلا قدامى

نظرت له برجاء و قالت بتساؤل : أدهم انت قولتلى انك هتساعدنى صح ؟

لم تتغير ملامحه الصارمة التى طبعت على وجهه و قال : أيوه عشان كده هتمشى قدامى دلوقتى

تالا باستسلام : حاضر بس هطلب منك طلب قبل ما نخرج

أدهم بعصبية : مفيش طلبات اخرجى قدامى حالاً

عقدت حاجبيها بضيق و قالت بحدة : متزعقليش كده .. انا قولتلك حاضر هخرج بس عايزة منك طلب الأول

تنهد أدهم بغضب و قال بنافذ صبر : عايزة ايه ؟

تالا بجدية : شايف البنت اللى لابسة أحمر اللى بترقص دى

نظر ادهم للفتاة التى تنظر بتجاهها تالا .. ليجدها ترقص وسط حشد من الفتيان و الفتيات و يبدو عليها الثمالة الشديدة .. فقد كانت خطوات رقصها بطيئة و مضطربة .. أرجع أدهم بصره لها و قال بتساؤل : البت الضايعة خالص دى

نظرت له تالا و أماءت برأسها ثم قالت بجدية : انا مش هخرج من غيرها

أدهم بغضب : انت شربتى حاجة من هنا صح ؟

تالا برجاء : أدهم لو سمحت .. انت قولتلى انك هتساعدنى

تنهد أدهم تنهيدة طويلة ليفرغ بها عن غضبه ثم نظر لعم محمود الذى كان يتابع حديثهم بصمت و قال : عم محمود خدها بره و أنا هجيب البت دى و اجى ثم نظر لها و قال بصرامة : يلا اخرجى مع عم محمود

تالا بتساؤل : هتجبها ازاى ؟

أدهم بحدة : مش شغلتك انتِ بقى انا هتصرف .. يلا اخرجى بره

ذهبت تالا مع عم محمود اما أدهم فذهب و دخل بين الحشد الراقص و اقترب من تلك الفتاة و أمسكها من يدها و جذبها وراءه و خرج من بين الحشد .. لم يلاحظ أحد ما فعله فهم فى عالم اخر .. عالم الحرام .. مغيبة عقولهم فيه .. وجد يدها تقاوم يده التى تطبق علي يدها بضعف و هى تنظر له و تقول بثمالة : أنت مين ؟ .. أنت مش حاتم

تنهد بضيق شديد و سحبها وراءه بصمت لتمسك هى ذراعه بيدها الثانية و تقول بعيون شبة مغلقة : امشى براحة طيب .. مش قادرة امشى

تنهد بضيق شديد و ترك يدها ثم حملها و خرج من الملهى .. تمسكت بقمصيه و هى تقول بابتسامة ثملة : انت قمور اوى على فكرة

نظر لها و قال بسخرية : يا راجل

ابتسمت بوهن و سندت رأسها على صدره و قالت بعيون مغمضة : اه و الله ثم صمتت .. يبدو انها ذهبت فى سبات عميق


فى شقة بسيطة للغاية .. تتكون من غرفتين و مطبخ و حمام و اثاثها قديم للغاية .. شقة لأول مرة نزورها .. كانت هناك سيدة تجلس على سريرها بملامح حزينة نادمة .. غيم اللون الأبيض على خصيلات شعرها كما ترك الزمن اثره من تجاعيد على وجهها الذى اصبح نحيلا ً.. كانت سابحة فى عالم الماضى الذى لا تخرج منه ابداً .. حتى انها بقيت فيه و لم تفعل اى شئ فى حاضرها و لم تفكر قط كيف سيكون مستقبلها .. كانت تتذكر عندما كانت شابة جميلة يتهافت الشبان عليها لكن واحد فقط هو من أسر قلبها و تزوجها بعد عناء شديد .. و لكنه سافر و تركها وحيدة هى و ابنتهم .. للسعى وراء المال .. لم تكن تعلم انه يعبد المال هكذا .. لقد اكتشفت ذلك فى وقت متأخر للغاية .. حتى عندما عاد لها بعد عشر سنوات غياب كان ينزل خلالها اجازات فقط .. تغيرت معاملته لها .. لقد اصبح بارد المشاعر .. شخص ألى يتحكم به المال و يحركه كيفما يشاء .. اصبحت تكرهه بعد كل حبها له .. من قال إن المشاعر لا تتغيير .. انها بكل تأكيد تتغير كما تغيرت مشاعرها و اصبحت باردة مثلجة تجاهه .. كانت تطالبه بالطلاق لعله يفيق مما هو فيه و يرجع احمد الذى عرفته .. احمد الذى تعشقه .. لكنه كان يقول لها بكل برود : كله عشان بنتى .. انا مخليكى على ذمتى عشان بنتى .. حتى عندما طلقها لأول مرة .. لم يكلف نفسه حتى ليعتذرلها هو و يأتى إليها. بل بعث صديقه الذى اقنعها أن تعود إليه .. و عادت لكنها عادت إليه بلا قلب .. فقد سلب صديقه قلبها بكلامه المعسول و عباراته المتغزلة فى جمالها الذى اشتاقت إليها من رجل .. عندما رجعت إليه كان احمد مازال احمد عبداً للمال .. و اخبرها صراحةً أن حبهما انعدم بكل برود و دم بارد .. كان صديقه يتكلم معها دون معرفة احمد و يحكى لها عن حياته اليومية و هى تحكى له عن مشاكلها مع احمد و حياتها التى اصبحت تكرها .. و ابنتها الوحيدة الذى لا يهمها أى شئ فى الحياة غير نفسها .. كانت ابنتها انانية للغاية .. كل ما يهمها هو التسوق و السفر و الخروج مع " ماجد " و حسب .. إلى أن أتى ذلك اليوم الذى أخبرها فيه أنه يشعر بالندم لأنه جعلها ترجع لأحمد و لم يتزوجها .. أخبرها أنه أحبها دون أن يشعر .. فعلت كل شئ لتغضب احمد لتجعله يطلقها .. لتذهب و تتزوج من صديقه .. إلى أن حقق احمد مرادها و لكنه طلقها هذه المرة دون رجعة .. لا ينفع لها رجعة دون محلل .. كان الشيطان يلعب برأسها .. اتت برأسها فكرة جهنمية تقربها من صديقه و تجعله يتزوجها حتى لا يهرب منها بعد طلاقها من احمد .. اخبرته انها يجب ان ترجع له كى لا يخربوا حياة ابنتهما .. و لكنها لن تستطيع ان تعيش معه فى الحرام لقد طلقها نهائياً .. اخبرته ان يجلب محلل يثق به ليتزوجها و من ثم يطلقها لترجع له .. ظلت تزن بأذنه .. تزن بأذنه ان يخبر صديقه .. فهو الشخص الوحيد الذى كان يصلح بينهما .. هو الوحيد الذي يثقون به .. فوافق بعد إلحاح منها .. ذهب لصديقه و اخبره .. ليوافق صديقه .. تزوجها صديقه .. ليذهب احمد اليوم التالى ليطالبه ان يطلقها ليرجعها إلى عصمته مجدداً .. و لكن صديقه اخبره انه لن يطلقها و انه لا يقبل على نفسه ان يلقب بالتيس المستعار كما فى حديث الرسول صلى الله عليه و سلم " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالتَّيْسِ الْمُسْتَعَارِ ؟ قَالُوا : بَلَى ، يَارَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : هُوَ الْمُحَلِّلُ " .. و وقفت هى بجبروت و قالت بجدية : مش هطلق يا احمد .. انت مسمعتش حديث الرسول صلى اللى عليه و سلم "لَعَنَ اللَّهُ الْمُحَلِّلَ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ " و انا مرضاش لجوزى الأول ان ربنا يلعنه .. زى برده مرضاش لجوزى التانى ان ربنا يلعنه .. انا هفضل على ذمته .. و مش هطلق .. كان احمد يلعنها و يسبها هى و صديقه و يشعر انه خدع منهما .. فقد كان الكوبرى الذى اتخذته لتصل إلى صديقه .. ثم ذهب .. ذهب و لم تراه مجدداً لكنها علمت انه فض تلك الشراكة و سافر !

يتبــــــع ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس