عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-16, 08:48 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



✾الفصل الرابع عشر✾


رأته قادماً باتجاههم و هو يحمل أسيل بين ذراعيه المفتولتين .. نظرت لها بخضة و بدأ القلق يدب فى أوصالها .. ماذا فعل أدهم بها .. لماذا هى فاقدة للوعى و هو يحملها هكذا .. لقد كانت ترقص منذ لحظات قليلة .. هل يكون ضربها بشئ لتفقد وعيها .. ام أنه خدرها .. و لكن كيف أتى بالمخدر ؟ .. ظلت الأفكار تتضارب بعقلها إلى أن اقترب منهم اخيراً .. نظرت له بعيون متسائلة و قالت بتساؤل : انت عملت فيها ايه ؟
أدهم بجدية : معملتش انتِ هتلبسينى تهمة .. ثم أردف بسخرية : هى بس بتاكل رز بلبن مع الشياطين
تالا بتساؤل : يعنى هى نايمة دلوقتى ؟
أدهم بنافذ صبر : أه نايمة .. أحطها فين بقى ؟
ذهب محمود و فتح له الباب الخلفى ليضعها أدهم بجانب تالا برفق .. حوطتها تالا بذراعيها و جعلت رأس أسيل تستند على كتفها .. ثم عدلت لها فستانها الذى ارتفع فأظهر فخذها بشكل واضح .. كانت تالا تريد أن تستر جسد أسيل العارى بأى شكل من الأشكال لكن الفستان كان فاضحاً بشكل مستفز .. تنهدت تالا بغضب ممزوج بقلة الحيلة و ضمت أسيل إليها أكثر علها تحمى جسدها الذى انتهكته و التهمته نظرات جميع من فى الملهى و بالتأكيد من هم خارج الملهى ايضاً .. ألا تعلم أن هذا الجسد له حق عليها .. ألا تعلم أن من حق هذا الجسد أن تستره و تعفه .. ألا تعلم أن هذا الجسد أمانة أمنها الله تعالى عليها لتحافظ عليه و تسلمه بدون انتهاكات كهذا الوشم المرسوم على كتفها .. ألا تعلم أنها عندما تظهر جسدها هكذا فإنها تثير الغرائز و الشهوات و تفتن الرجال .. ألا تعلم أنها تجعل نفسها مطمعاً بين أيدى العابثين .. ألا تعلم أن شعار المرأة المسلمة هو الإحتشام و الحياء .. أم أنها مسلمة بالإسم فقط .. ألا تعلم قول الله تعالي:

" يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيم " الأحزاب/59
ألا تعلم أنها عندما تستر جسدها فإنها تستر الأنثى بداخلها و تحفظ نفسها و كيانها .. ألا تعلم أنها ستصبح ماسة بعفتها و احتشامها .. ألا تعلم أنها ستصبح لؤلوة غالية يصل إليها من يستحقها فقط .. و ليس كل عابث شهوانى ! بالتأكيد انها لا تعلم .. فلو كانت تعلم لما ارتدت هذا الفستان و ذهبت لمكان قذر كهذا .. يبدو أن تلك الموضة الزائفة قد سممت عقلها لتجعلها ترتدى مثل تلك الثياب التى لا تمت للدين بأى صلة .. إنها كانت مثلها تماماً لم تكن تعلم بأمور دينها و تسحرها الموضة لتسير وراءها مغيبة إلى أن أخذت العديد من الصفعات الموجعة التى جعلتها تفيق و تصحو .. إنها تعلم أن كل ما حدث لها فى الماضى كان عقاباً من الله لها !
أخرجها من تفكيرها صوت أدهم و هو يحدث محمود قائلاً : امشى انت يا عم محمود و أنا هاجى وراك بالعربية
أماء محمود برأسه إيجاباً .. ليذهب أدهم .. و يذهب هو ليقود السيارة .. انطلق محمود بالسيارة أما تالا فقد كانت جالسة تمسح على رأس أسيل بحنان .. ثم أرادت أن توقظها لترى إذا كان كلام أدهم صحيحا و هى نائمة فقط و ليست فاقدة للوعى .. ربتت على وجنتها برفق و هى تقول : أسيل .. أسيل
فتحت الفتاة الملقبة بأسيل عيونها نصف فتحة و نظرت لتالا باستغراب و قالت بلسان ثقيل : انتِ مين انتِ كمان .. ثم أردفت قائلة : الواد القمر فين ؟ ثم ذهبت للنوم مجدداً
نظرت لها تالا باستغراب لكلامها و لكنها لم تعره اهتماماً .. فمن الواضح انها ليست بوعيها بسبب ما شربته اليوم
توقف محمود أمام باب الفيلا .. لتجد أدهم يقف أمامها بعد ثوان قليلة .. فتح أدهم الباب الخلفى و لكن من جهتها هى فأصابتها الدهشة و قالت باستغراب : أنت هتشيلها من هنا ازاى ؟ تعال من الناحية التانية
مد يده لها دون أن ينطق بحرف و على وجهه علامة صارمة .. نظرت ليده الممدوة بعدم فهم فى بداية الأمر و لكنها بعد قليل من التفكير فهمت ما يريده .. فحولت نظرها إلى عم محمود و قالت بجدية : تعال اسندنى يا عم محمود .. و لكنها وجدت أدهم يغلق باب السيارة بعنف حتى أن جسدها انتفض من الخضة .. اخذت نفساً عميق ثم قالت بانفعال : ايه ده ؟
تنهد أدهم بغضب و قال بجدية : ثوانى و جاى ثم ذهب
نظرت له باستغراب شديد عندما وجدته ذاهباً باتجاه الفيلا و يرن الجرس .. ماذا يفعل ؟ .. هل هو مجنون ؟ .. إنه يتصرف بطريقة غربية لا تفهمها بتاتاً .. انها لا تفهمه حقاً .. انه غامض بشكل يثير دهشتها و يشعل فضولها .. فتحت له مارى الباب ليتكلم أدهم معها
لبعض ثوان ثم رأته يأتى باتجاهها هو و مارى .. اقترب أدهم من بابها و فتحه ثم ابتعد لـتقترب مارى و تساعدها على النزول .. كان جسد تالا مستسلما تماماً لمساعدة مارى أما عيونها التى يسكنها الإستغراب فكانت مثبتة على أدهم و لكنها انزلتها عندما نظر لها !

عندما جلست تالا على الكرسي .. نظر لها أدهم و قال بجدية : يلا ادخلى جوه و انا هجيبها و اجى

أماءت تالا برأسها بشرود و ذهبت إلى الداخل تتبعها مارى .. وجد أدهم من يضع يده على كتفه و هو يقول بدهشة : انت عملتلها عمل صح .. أو منيمها تنويم مغنطيسى !!
نظر أدهم لعم محمود باستغراب و قال بجدية : أشمعنى ؟
محمود بدهشة : أنا عمرى ما شوفت تالا بتسمع كلام حد زى ما سمعت كلامك و خضعتلك .. أنا عمرى ما سمعت منها كلمة حاضر دى غير انهاردة .. لا و قالتها 3 مرات .. و دلوقتى قولتلها ادخلى جوه و هى دخلت .. دخلت عادى كده من غير ما تجادل .. أنا حاسس إنى فى حلم يا ابنى
ابتسم أدهم له و لم يعلق ثم ذهب و حمل أسيل و دخل .. ليغادر محمود
وضع أدهم أسيل فى احدى الغرف التى أرشدته إليها تالا و خرج .. دثرتها تالا بالغطاء ثم خرجت وراءه .. نادت على ماري لتأتى كى لا تجلس مع أدهم بمفردها و أمرتها أن تجلس معهما فى غرفة الصالون و لكن بعيدا عنهما قليلاً حتى تستطيع أن تتحدث مع أدهم .. نظرت لأدهم الجالس على أحد المقاعد و قالت بجدية : شكراً
رغم أنه تضايق لأنها لا تثق بيه و لكنه اعجب بتصرفها و ابتسم بداخله ثم قال بجدية : أنا معملتش حاجة عشان تشكرينى ثم أكمل بتساؤل : مين بقى اللى جوه دى و حكايتها ايه ؟
تنهدت تالا و قررت أن تحكى له حكاية أسيل .. بدأت تقص عليه كل ما قالته لها دادة عائشة قبل أن تتوفى ثم قصت عليه كل ما فعلته الليلة منذ أن تركته حتى قابلته
كان الغضب ينهش فيه و ود لو قام و نهرها و لكنها ستخاف منه و لن تحكى له عن أى شئ مطلقاً .. كما أن وجود مارى منعه من نهرها .. تنهد بغضب و رأى ان الطريقة العقلانية هى الوحيدة التى ستنفع ليتحدث معها فقال بجدية : أولاً التصرف اللى عملتيه ده تصرف غبى و طايش و ميطلعش من واحدة كبيرة عاقلة .. دة يطلع من واحدة مراهقة غبية بتعمل أى حاجة عشان توصل للى هى عايزاه من غير تفكير فى اللى هيحصل من تصرفها ده أو حتى ايه نتايجه ؟ .. اتصرفتى من غير تفكير .. مفكرتيش إن ممكن تصرفك ده يأذيكِ بأكثر الطرق بشاعة .. انتِ مش عارفة انتِ حطيتى نفسك فى خطر ازاى ؟ .. ثم أردف بعتاب : ازاى تدخلى مكان زى ده و انتِ بحالتك ديه .. افرضى انا مكنتش جيت ساعتها و لحقتك .. تفتكرى الراجل ده كان هيعمل فيكى ايه ؟ .. صمت قليلاً كى يأخذ نفسه ثم اكمل قائلاً : و بعدين ازاى تجبيها بيتك .. انتِ عارفاها ؟ .. عارفة طبعها؟ .. الجواب باين من عنوانه يا تالا .. شكلها مش متربية و مقضياها دسكوهات و شرب و حياة بايظة و مقرفة .. انتِ عارفة انتِ دلوقتى قدام القانون تعتبرى خطفاها و أنا شريك معاكى فى خطفها.. تقدرى تقوليلى لما تصحى هتقوليلها ايه ؟
نحت كل كلامه جانباً و أمسكت بجملة واحدة فقط " افرضى انا مكنتش جيت ساعتها " كيف علم أنها هناك ؟ .. من أخبره بوجودها هناك ..نظرت له و الدهشة تلمع بعينيها و قالت بتساؤل : انت عرفت مكانى ازاى ؟ عرفت ازاى إنى كنت هناك ؟
كان يتوقع ان تسأله هذا السؤال بالتحديد .. لكنه جاء متأخراً بعض الشئ حتى أنه ظن أنها لن تسأله اياه أبداً .. ماذا سيقول لها الأن .. كيف سيخرج من تلك الورطة .. نظر لها بتفكير ثم اصطنع الإنفعال و قال : أنا بقولك ايه و انتِ بتقولى ايه ؟
تأثرت بنبرته المنفعلة كما أراد لكنها قالت باصرار : عرفت مكانى ازاى يا أدهم ؟
بلع غصته و ظل صامتا لا يجد أى رد مقنع يقنعها به .. أو كذبة يقولها ..أنقذه من محاكمتها رنين هاتفه .. فتنهد براحة لم تلاحظها و أخرج هاتفه ليجدها اخته .. استأذن منها ليرد .. فارادت أن تبتعد ليأخذ حريته بالحديث لكنه أوقفها بإشارة من يده أنها يمكنها البقاء .. فتح أدهم الخط ليسمع صوت أخته تقول بقلق : انت فين يا أدهم ؟ كده تقلقنا عليك ؟ خرجت من غير ماتقول لحد انت رايح فين ؟ و ماما قلقانة عليك أوى
أدهم بجدية : أنا كويس يا حبيبتى صدقينى بس فى مشوار كده هخلصه و اجى
سارة بجدية : أهم حاجة إنك كويس .. ثم أرادت أن تغلق معه الخط و لكن توتة أوقفتها قائلة برجاء : مامى بليز عايزة اكلمه
سارة بجدية : مش هينفع لما يجى ابقى اتكلمى معاه زى ما تحبى و لكنها وجدت أدهم يقول بجدية : هاتيها يا سارة .. اعطت سارة لتوتة الهاتف .. فأمسكته توتة و قالت بضيق : أنت فين ؟ أنا مستنياك عشان تحكيلى حدوتة قبل ما انام
ابتسم أدهم ثم قال باستغراب : انتِ لسة صاحية ؟ فى طفلة تفضل سهرانة لحد دلوقتى
توتة بضيق : أيوة أنا .. هستناك تحكيلى حدوتة
أدهم بجدية : لا توتة هتدخل تنام عشان أنا ممكن اتأخر
توتة بضيق : لا هستناك .. يلا تعال بسرعة و متتأخرش
أدهم بنبره صارمة : توتة اسمعى الكلام و خشى نامى عشان أنا ممكن اتأخر ثم ودع توتة و اغلق الخط
كانت تستمع لحديثه بإهتمام و قد تسرب إليها بعض الضيق التى لم تفهم سببه و لا تريد أن تفهمه فما كان يشغل عقلها أهم .. كان هناك سؤالان يترددان فى عقلها تريد إجابة عليهما .. من هى سارة ؟ أو بالأحرى التى يلقبها بحبيبته .. و من هى توتة ؟ .. يبدو من كلامه معها .. أنها فتاة صغيرة .. قادها عقلها إلى أقرب إجابة و هى أن سارة زوجته و توتة ابنته .. و لكنه لا يرتدى دبلة .. لماذا لا يرتدى دبلة و هو متزوج و عنده ابنة ؟.. لقد كانت تظنه غير متزوج .. ارتسمت ابتسامة حزينة جانبية على ثغرها لأن اسم ابنته كان دلعها فى الماضى من شخص كان عزيز على قلبها .. لكنه كان و لم يعد كما تقنع نفسها دائماً .. أفاقت على صوته و هو يقول : طب أنا همشى بقى وانتِ ادخلى نامى .. و الصبح هبقى اكلمك اشوف ايه الجديد فى حكاية أسيل
أماءت إيماءة صغيرة برأسها و هى مازالت شاردة ثم قالت لمارى التى كانت تنام على نفسها : مارى وصلى أستاذ أدهم .. قام أدهم و خرج من غرفة الصالون لتتبعه مارى .. أما هى فظلت جالسة فى مكانها دون حراك .. نظرت للشباك الكبير المطل على مدخل الفيلا لتجده ذاهباً .. ظلت تنظر له إلى أن اختفى تماماً من أمامها !
أتت مارى و قالت بتساؤل : اساعد حضرتك يا تالا هانم عشان تروحى تنامى ؟
ابتسمت تالا و قالت بجدية : لا يا مارى روحى نامى انتِ .. أنا هستنى صلاة الفجر ثم قالت بتساؤل : أمال فين زينب ؟
مارى بجدية : قعدت تستنى حضرتك لحد ما نامت .. ثم اردفت بتساؤل : أصحيها لحضرتك ؟
تالا بجدية : لا ملوش لزوم .. روحى نامى

غادرت مارى لتعود تالا بذاكرتها للوراء .. تتذكر أيامها مع ماجد

Falsh Back
كان أخر يوم تقضيه فى الساحل .. كانت جالسة بغرفتها و علامات الإنزعاج و الحزن يغيم على وجهها فإنها ستسافر إلى القاهرة و ربما ستنقطع علاقتها مع ماجد الذى استطاع ان يخترق قلبها من أول نظرة دون عناء يذكر .. دخلت أمها عليها و قالت بتساؤل : تالا حضرتى الشنط ؟
نظرت لها تالا بضيق و قالت : لا لسة ؟ .. أنا مش عايزة اسافر .. سافروا انتو و انا هقعد هنا
أمها بانفعال : انتِ مجنونة يا تالا .. ازاى نسافر و نسيبك قاعدة لوحدك
قامت تالا و وضعت يدها على كتف أمها و قالت بجدية : خليكى اسبور يا روفيدة .. ثم قالت بسخرية : و بعدين انتِ خلصتى خناق مع بابا قولتى تيجى تتخانقى معايا أنا
روفيدة بانفعال: ما انتِ اللى بتقولى كلام مستفز و ميصحش .. ازاى يعنى أسيب بنت لوحدها
رن هاتف تالا .. فأغلقت على المتصل ثم اقتربت من أمها و قبلتها من وجنتها و قالت : خلاص هدى نفسك .. أنا هخرج أتمشى شوية ثم تركتها و خرجت دون أن تسمع ردها
نادت عليها روفيدة و هى تقول بحدة : تالا استنى .. مين اللى هيرتب هدومك و يجهز الشنط
سمعت صوت تالا من الخارج و هى تقول بصوت بعيد : انتِ يا حبيبتى ثم خرجت من الشاليه .. لتذهب روفيدة و تقف على باب الشاليه و تقول بصوت عالى : تالا .. تعالى غيرى هدومك دى و بعد كده ابقى اخرجى .. هتخرجى باللبس ده
نظرت تالا للبرمودة الزرقاء التى تصل إلى ركبتها والبادى الأبيض ذو الحمالات العريضة برضا و قالت بعدم اهتمام : أيوه ماله لبسى .. مهو حلو أهو .. ثم أردفت بضيق : فكك منى بقى دلوقتى و ابتعدت قبل أن تعطيها أمها محاضرة من محاضراتها التى تعتبرها سخيفة للغاية
نظرت لها روفيدة بغضب و هى تبتعد عن بصرها رويداً رويداً و قالت بنافذ صبر : انتِ بقيتى قليلة الأدب أوى .. الظاهر انى معرفتش أربى
ذهبت تالا و جلست على الصخرة التى أصبحت ملاذها الوحيد و مكان مقابلتها مع ماجد .. لماذا لم يأت بعد .. تنهدت بملل و أخرجت هاتفها و فتحت الكاميرا الأمامية لتعدل من هندامها و شعرها و لكنها وجدت من يغمز لها فى شاشة الهاتف و هو يقول بحيرة : زى القمر و لا أقول القمر هو اللى زيك
أرجعت رأسها للوراء دون أن تلتفت و قالت بنصف عين ممزوج بالخجل : يا بكاش
طبع ماجد قبلة حانية على جبينها و قال بابتسامة : و الله انتِ ظلمانى .. انتفضت هى من حركته التى فاجأتها و قامت و وقفت أمامه و قد صبغت الحمرة وجهها و قالت بخجل ممزوج بالإرتباك و هى تنظر إلى الأرض : ايه اللى انت عملته ده.. عيب كده .. عيب لا بجد عيب
رفع ماجد وجهها بأنامله ثم نظر فى عينيها البنيتين مباشرة و تنهد تنهيدة عميقة و قال بهيام : تالا أنا بحبك

نظرت له بصدمة و قد أصبح فمها فاغراً من الدهشة ثم وقعت مغشياً عليها .. جلس على الأرض بجانبها و قد سيطر عليه الخوف و القلق .. أسند رأسها بيده و حاول أن يجعلها تفيق إلى أن أفاقت و قالت بتساؤل : انت قولت حاجة ؟
ابتسم ماجد و قال بجدية : أيوه يا ستى قولت .. قولت انى بحبك و بعشقك و نفسى اكمل حياتى معاكى

اعتدلت فى جلستها و قالت بارتباك : بس .. طب
قاطعها قائلاً بجدية : شششش متتكلميش .. أنا عارف انك بتحبينى زى ما أنا بحبك
صبغت وجنتاها باللون الأحمر و قالت بخجل : مين إن شاء الله اللى قالك كده ؟
ابتسم ماجد و قال : عنيكى .. عنيكى اللى غرقتنى بحبك .. حمرة خدودك .. حمرة خدودك اللى بتظهر لما بقولك كلمة حلوة .. قلبك .. قلبك اللى متأكد انه بينبض بإسمى أنا بس
نظرت له بحب و قالت بخجل : ماجد بس بقى
ماجد بنصف عين : أنا بكدب !! .. مش هى دى الحقيقة
ابتسمت بخجل و حاولت أن تغير دفة الحديث فقالت بحزن : الصخرة دى اللى كانت بتجمعنا .. هنتجمع ازاى لما اسافر بكره القاهرة ؟
ابتسم ماجد و قال بتفكير : زى ما انتِ عارفة طبعاً .. أنا كنت جاى الساحل اجازة مع صحابى .. يعنى اكيد هنشوف بعض هناك فى القاهرة و نتقابل كمان .. ثم أردف بجدية : أنا بحبك يا تالا و عايز اكمل كل حياتى معاكى
ابتسمت تالا و قالت بخجل شديد : و أنا كمان
ماجد بخبث : و انتِ كمان ايه ؟
تالا بخجل : خلاص بقى يا ماجد
ماجد بابتسامة : ماشى يا ست تالا تعالى بقى أخرجك خروجة هتحلفى بيها طول عمرك ثم قام و شدها من يدها لتقوم هى الأخرى .. نفضت يدها و ملابسها من الرمال التى التصقت بها و قالت بضيق : بس هخرج بالمنظر ده ؟
أمسكها ماجد من وجنتها كالأطفال و قال بابتسامة حب : انتِ حلوة حتى لو لبستى بيجامة كستور و خرجتى بيها .. ثم اردف بجدية : كفاية انك حلوة فى عينى
أبعدت يده عن وجهها ثم ضربته على كتفه و قالت بخجل ممزوج بالجدية : اتلم بقى .. ايدك طولت أوى عليا

ماجد بابتسامة : طب خلاص يا ستى أنا اسف .. تعالى بقى نخرج و اغديكى و اعشيكى عشان تفضلى فاكرة اليوم اللى اعترفتلك فيه بحبى
تالا بجدية : طب هروح أغير هدومى و بعد كدة أقابلك .. ما هو مينفعش أخرج معاك كده و انت لابس و متشيك
ماجد بجدية : تالا مش هتروحى و هتيجى معايا و أنا هاتصرف فى حكاية اللبس دى
استسلمت تالا و ذهبت معه ليأخذها ماجد إلى أحد محلات الفساتين فى أحد المولات الفخمة .. كانت بالداخل تقيس أحد الفساتين .. خرجت من غرفة القياس و هى ترتدى فستان نبيتى اللون بحمالات عريضة يصل إلى الأرض .. نظر لها ماجد بانبهار عندما رأها حتى أنه انصدم من جمالها الذى أظهره الفستان .. اقترب منها و ابتسامة عاشقة على وجهه ثم قال بجدية : لفى كده
تالا باستغراب : ليه ؟
ماجد بجدية : اسمعى الكلام بس
لفت تالا بخفة شديدة كراقصة بالية محترفة تخطو خطواتها بعناية و حرص شديدين ليظهر ظهر الفستان المفتوح فتحة كبيرة على شكل قلب .. نظرت له و قالت بتساؤل : ايه رأيك ؟
صدمها ماجد عندما قال بغضب : زى الزفت .. ادخلى اقلعى الزفت ده
تالا بدهشة : فيه ايه بتزعق ليه ؟
دفعها ماجد إلى داخل غرفة القياس و قال بصرامة : وحش اقلعيه
تالا بضيق : انا قلتلك بلاش نجيب أصلاً و انت اللى صممت .. ثم قالت بجدية : و بعدين مش انت شوفت الفستان قبل ما ألبسه و قولت حلو
ماجد بجدية : مكنتش فاكر انه هيبقى كده .. ثم قال بصرامة : يلا غيريه
تالا بضيق : حاضر بس بالراحة
غيرت تالا الفستان وأرادت أن ترتدى ثيابها و لكنها سمعت صوته من الخارج يقول : تالا خدى قيسى ده
تالا بضيق : لا خلاص .. مبقاش ليا نفس
ماجد بصرامة : تالا
مدت يدها خارج غرفة القياس بنافذ صبر و أخذت الفستان من بين يديه و ارتدته ثم خرجت و هى تشعر بالإختناق فقد كان مغلقا إلى الرقبة و الأكمام مصنوعة من الجبير تصل إلى ساعدها .. نظر لها ماجد برضا و قال بابتسامة حب : زى القمر

اختفى اختناقها على الفور و قالت بفرحة : بجد يا ماجد
ماجد بابتسامة : بجد يا روح قلب ماجد ثم عدل لها بعض خصلات شعرها و قال بابتسامة : يلا يا توتة ماجد
نظرت له باستغراب و قالت بابتسامة دهشة: توتة ماجد
ماجد بابتسامة : أيوة توتة ماجد .. مش عاجبك و لا ايه ؟
تالا بابتسامة : لا عاجبنى طبعاً
ابتسم ماجد ثم قال بجدية : طب يلا .. ذهبوا ليدفعوا ثمن الفستان .. لتخرج تالا الكرديت كارت الخاص بها من بنطلونها القصير الذى كانت ترتديه و مدت يدها لتدفع و لكنها وجدت ماجد يمسك بيدها و هو يقول بعتاب شديد : مش معاكى راجل
تالا برتباك : بس يا ماجد ماينفعش
لم يستمع ماجد لكلامها و دفع ثمن الفستان و أخذها و خرج و هو يقول بجدية : لما أبقى معاكى متعمليش كده عشان ضايقتينى جداً ثم تقدم بعض الخطوات عنها
اقتربت منه تالا و قالت بأسف : أسفة يا ماجد مكنش قصدى اضايقك
Back
افاقت تالا على صوت أذان الفجر الذى دوى فى أرجاء المكان .. نزلت دموعها بحرقة و دعت ربها أن يغفر لها كل ما فعلته فى حياتها السابقة .. سمعت صوت زينب الناعس يقول : مصحتنيش ليه يا تالا مدام انتِ جيتى
مسحت تالا دموعها بأنامل يدها و قالت بجدية : مكنش له لزوم اقلقك .. أنا عايزاكى تساعدينى بس اتوضا و بعد كده ممكن تدخلى تنامى تانى
نظرت لها زينب بقلق و قالت : انتِ كنتى بتعيطى ؟
تالا بجدية : متقلقيش نفسك بيا .. انا هبقى كويسة


لم يذهب إلى بيته .. ظل جالساً فى سيارته بالقرب من بيتها حتى يطمئن عليها و يكون قريباً منها اذا احتاجت أى شئ .. عندما سمع أذان الفجر قرر الذهاب إلى ذلك المسجد القريب لتأدية الصلاة .. خرج من سيارته و أغلقها جيداً و ذهب إلى المسجد .. أدى الصلاة و ظل جالساً فى مكانه و هو يفكر فيما يفعله مع تالا .. مازال ضميره يؤنبه لأنه يكذب عليها و يخدعها .. هو يعلم جيداً ان الكذبة مهما كانت صغيرة فإنها تكبر و تكبر مع مرور الوقت .. كذبة واحدة فقط يمكنها أن تجعل حياته كلها تقوم على الكذب .. كما هى حياته الأن و لكنه يتحاشى قدر الإمكان أن يكذب فيلزم الصمت أو يتهرب .. انه يتذكر ذلك اليوم عندما كان صغيراً و كذب على امه .. كان عمره 6 سنوات تقريباً .. أعدت له أمه مجموعة من الشطائر الطازجة و أعطتها له ليأكلها .. لم يكن يشعر بالجوع حينها و لكنها أرغمته على أكلها .. دخلت أمه إلى المطبخ لتصنع الغداء .. أما هو فنظر للطعام بضيق شديد و قفزت فكرة إلى رأسه .. أحضر كيساً و وضع به الشطائر ثم خبأه تحت السرير .. دخلت أمه عليه و هى على يقين أنها ستجد الشطائر بحالها و هو لم يأكل منها شيئاً فإن طفلها عنيد و لن يفعل شيئاً لا يريده .. اقتربت منه و قالت بتساؤل : كلت ؟

أمسك الطبق الفارغ و أعطاه لها ثم خبأ أنفه بيده و قال : خلصت كل الأكل
نظرت له أمه بنصف عين و قد علمت أنه يكذب عندما وضع يده ليخفى بها أنفه الذى يظن انها ستكبر مثل بينوكيو عندما يكذب بعد أن سمع بقصته .. أبعدت يده من على أنفه و قالت بعتاب : بتكدب يا أدهم .. بتكدب مش انت عارف حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم :" كَبُرَتْ خِيانَةً أنْ تُحَدِّثَ أخاكَ حَدِيثاً هُوَ لَكَ بِهِ مُصَدِّقٌ، وأنْتَ بِهِ كاذِب " .. عاد إلى واقعه و هو يبتسم عندما تذكر تلك الأيام ..كم كان أحمقاً عندما ظن أن أنفه ستكبر عندما يكذب .. ليته يعود صغيراً لا يحمل أى مسؤلية على عاتقه و تكون عقبته الوحيدة هى تناول الشطائر عندما لا يرغب بأكلها !

كانت تتململ فى الفراش و تشعر أن رأسها سينفجر من الصداع .. فتحت عينيها بتثاقل و صاحت بصوت عالى : يا فتحية.. يا فتحيةكوباية النسكافيه بتاعتى حالاً ثم اعتدلت على السرير و هى تمسك رأسها بتعب و تقول بابتسامة حالمة على شفتيها : اما كان حتة حلم و الواد القمور اللى شالنى فى الحلم .. أنا لو شوفته فى الحقيقة ممكن يغمى عليا .. ثم أردفت بسخرية : ده انا طلعت بحب فردة شبشب .. قال حاتم قال ثم صاحت بصوت عالى : النسكافيه يا فتحية
دخلت عليها مارى و خلفها تالا .. لتنظر لهم أسيل باستغراب شديد .. ثم تحول نظرها إلى الغرفة لتجدها غرفة أخرى غير غرفتها !


يتــــــبع ..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس