عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-16, 08:51 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


✾الفصل الخامس عشر✾


دخلت عليها مارى و خلفها تالا .. لتنظر لهم أسيل باستغراب شديد .. ثم تحول نظرها إلى الغرفة لتجدها غرفة أخرى غير غرفتها !

اقتربت منها تالا و هى ترى علامات الدهشة و الإستغراب ظاهرة على وجهها بوضوع .. تذكرت كلام أدهم " تقدرى تقوليلى لما تصحى هتقوليلها ايه ؟ " .. ماذا ستقول لها ؟ .. لماذا لم تفكر فى هذا الأمر ؟ .. إنها حقاً غبية .. تنهدت تنهيدة طويلة لتمسك بزمام نفسها و قالت بابتسامة قلقة رسمتها بعد عناء : صباح الخير
نظرت لها أسيل باستغراب و قالت بدهشة : انتِ مين ؟
تالا بابتسامة قلقة : تالا
أسيل بسخرية : لا بجد ؟ .. عرفتك أنا كده .. ثم نزلت من على السرير و انتصبت على قدميها و وقفت أمام تالا و قالت بتساؤل : انتِ مين و أنا بعمل ايه هنا ؟ و جيت هنا ازاى ؟ ثم أردفت بخوف و هى ترجع للوراء : انتِ خطفانى و هتعذبينى زي ما بيحصل فى الأفلام , صح ؟ .. أو ممكن تطلبى فيا فيدية عشان احنا أغنياء .. ثم نظرت حولها و قالت بدهشة : بس انتِ شكلك غنية و مش محتاجة فلوس اصلاً .. ثم أردفت بتساؤل : طب عايزة تنتقمى من مامى أو بابى فيا ؟

نظرت لها تالا بنافذ صبر و شعرت بما يشعر به أدهم عندما تسئ الظن به و تتخيل و تقول أشياء غبية لا تمت للواقع بأى صلة .. أشفقت عليه حقاً .. يا له من مسكين .. وجدت نفسها تقول بجدية : و لا حاجة من دول .. أنا عايزة اساعدك ؟ .. صدقينى عايزة اساعدك
نظرت لها أسيل بإستغراب شديد و قالت بدهشة : تساعدينى ؟ انتِ هتساعدينى أنا .. ثم أردفت بسخرية : انتِ عايزة مستشفى الأمراض العقلية تساعدك .. انتِ مجنونة
تنهدت تالا بضيق و قالت بجدية : أهدى و تعالى نفطر و بعد كده نبقى نتكلم
أسيل بحدة : أنا مش هفطر و لا هتنيل .. أنا عايزة أمشى من هنا
تالا بحدة هى الأخرى : اتفضلى امشى .. بس بعد كده ابقى خلى بالك من نفسك و احمدى ربنا أن أنا اللى خدتك مش حد تانى كان ممكن يأذيكى و انتِ شاربة و مش حاسة بنفسك ثم حركت كرسيها و ألتفتت لتمشى و لكنها وجدت زينب تدخل من باب الغرفة و هى تمد يدها لتالا بهاتفها الذى يرن و تقول : أستاذ أدهم بيتصل .. أخذت تالا الهاتف منها و حركت عجلات كرسيها و خرجت من الغرفة حتى ترد عليه على انفراد و لا تسمعها أسيل !
خرجت زينب من الغرفة أما مارى فاقتربت من أسيل و قالت بجدية : حضرتك تأمرى بأى حاجة أعملها لحضرتك ؟
نظرت لها أسيل ثم قالت بتساؤل : مين أستاذ أدهم ده ؟
ابتسمت مارى و قالت بجدية : صديق تالا هانم و هو اللى جاب حضرتك هنا معاها أمبارح
نظرت لها أسيل بتفكير و الأفكار تتضارب بعقلها .. هل يعقل أن يكون أدهم هو الفتى الوسيم الذى كانت تعتقد أنها رأته فى الحلم ؟ .. يبدو أنه لم يكن بحلم بل كان حقيقة .. ابتسمت ابتسامة واسعة ثم اقتربت من مارى و أمسكتها من كتفها و لفت و لفتها معها و هى تقول بابتسامة : عايزة كوباية نسكافيه من أيدكى الحلوين دول عقبال ما اغسل وشى
مارى بتساؤل : حضرتك مش هتفطرى الأول ؟
أسيل بجدية : لا أنا متعودة أشرب نسكافيه على الصبح ثم قالت بضيق : و بعدين انتِ مالك ! يلا روحى اعملى اللى قولتلك عليه ثم تركتها و دخلت إلى الحمام الملحق بالغرفة
خرجت مارى من الغرفة و هى تتمتم ببعض الكلمات الغاضبة فنادتها تالا التى أنهت مكالمتها مع أدهم و قالت بتساؤل : هى فين أسيل ؟

مارى بجدية : أسيل هانم فى الحمام
ابتسمت تالا و قالت بجدية : طب الفطار كله جهز
مارى بابتسامة : أيوه يا تالا هانم .. بس هاعمل لأسيل هانم النسكافيه
تالا باستغراب : هى اللى قالتلك ؟
مارى بجدية : أيوه
أماءت تالا برأسها و قالت بجدية : طب خلاص يا مارى روحى انتِ
غادرت مارى لتذهب تالا إلى غرفتها و تقوم بإلتقاط بعض الثياب التى لم تعد ترتديها بسبب حجابها و نسيت أن تتخلص منها .. أختارت بعض الملابس بعناية لتناسب أسيل ثم اتجهت باتجاه الغرفة المتواجدة بها أسيل .. دقت على باب الغرفة المفتوح لتسمع صوت أسيل تقول بملل : أدخل

دخلت تالا و قالت بجدية : أنا جبتلك هدوم عشان لو حابة تمشى تعرفى تمشى
قامت أسيل من أمام المرآة و تركت المشط الذى كانت تمشط به شعرها و اتجهت باتجاه تالا و أخذت منها الثياب و قالت بابتسامة : أنا أسفة على طريقتى معاكى .. أنا عارفة انى مكنتش لطيفة خالص .. ثم أردفت بجدية : بس انتِ لازم تعذرينى برده .. أنا صحيت لقيت نفسى فى بيت معرفهوش مع ناس معرفهاش
ابتسمت تالا و قالت بجدية : و لا يهمك .. انتِ عندك حق
ابتسمت أسيل و مدت يدها لها و قالت معرفة نفسها : أسيل أسمى أسيل
صافحتها تالا و قالت بجدية : تالا .. اسمى تالا زى ما قولتلك قبل كده ثم أردفت بابتسامة : غيرى بقى و تعالى عشان تفطرى ثم خرجت من الغرفة
أقتربت أسيل من الباب لتغلقه و لكنها قبل أن تغلقه نظرت لتالا بشفقة و حزن و هى تحرك عجلات كرسيها و تبتعد .. تنهدت بضيق و قالت بشفقة : أكيد بتتعذب و هى قاعدة و مبتتحركش كده ثم أغلقت الباب عليها لتبدل ثيابها .. نظرت للملابس التى أخذتها من تالا لتجدها عبارة عن جيبة سمراء طويلة مصنوعة من القطن تصل إلى الأرض و Under Shirt أبيض بحمالات عريضة و جاكت جينز انيق لترتديه فوق الـــ Under Shirt .. تنهدت بعدم رضا فأنه بالرغم من أنه انيق و لكنه ليس المفضل عندها .. يجب أن تضع لمستها عليه .. اقتربت من التسريحة و فتحت أدراجها بحثاً عن مقص .. بعد بحث لم يدم طويلاً وجدت المقص .. أمسكت المقص و فتحت الجيبة من الأسفل حتى أعلى الركبة بقليل من جهة اليسار .. ثم أمسكت الجاكت الجينز و قصت اكمامه لتجعله كت .. انتهت من ارتداء ملابسها .. أو لنقل ملابس تالا التى استعارتها و وضعت عليها لمستها .. وقفت أمام المرآة تتأمل نفسها ثم نظرت للجيبة التى تظهر قدمها عندما تمشى برضا و قالت بابتسامة ثقة : تمام كده .. تمام أوى .. ثم أرسلت قبلة لنفسها فى المرآة و هى تقول بثقة : زى القمر و الله .. بجمالك و أنوثتك تقدرى تخلى الواد القمور اللى اسمه أدهم ده يجرى وراكى زي ما خليتى حاتم يبوس التراب اللى بتمشى عليه ثم فتحت الباب و خرجت لتبحث عن تالا فى تلك الفيلا الهادئة التى سكنت الكآبة روحها و كل زوايا جدرانها !


بعد أن أنهى مكالمته مع تالا و اطمئن عليها و أكد عليها بدل المرة ألف مرة إذا كانت تحتاج شئ .. لتخبره هى بكل جدية أنها بخير و لا تحتاج أى شئ و أنها ستتدبر أمر أسيل و أمورها بمفردها .. استغرب من معاملتها الجافة عكس ألبارحة .. هذه الفتاة مزاجية جداً .. أو ربما مجنونة .. قرر أن يذهب إلى منزله ليستريح قليلاً و بعد ذلك يفكر بنقاء و ذهن صافى .. دخل إلى الفيلا ليجد أمه جالسة بحديقة الفيلا تطعم توتة و هى تلعب حولها .. اقترب منها و ألقى عليها السلام ثم نزل بجسده الرياضى ليقبل يدها .. و لكنها لم تدعى و تربت له على كتفه ككل مرة يقبل فيها يدها .. كانت دائماً تدعى له و تقول : ربنا يخليك يا ابنى و يوقف فى طريقك ولاد الحلال .. بالتأكيد إنها غاضبة منه .. جلس بجانبها على أحد الكراسى و شد توتة من يدها إليه و قربها منه و هو يقول بتساؤل : تعرفى يا توتة نينة زعلانة منى ليه ؟
ابتعدت توتة عنه و قالت بضيق : مش نينة بس اللى زعلانة توتة كمان زعلانة منك جداً
تنهد أدهم بضيق و قال لها : و كمان توتة زعلانة منى و جداً
توتة بضيق : أف بقى متكلمنيش
شدها أدهم إليه و قبلها من وجنتها و قال : معلش يا توتة بس كنت مشغول أوى و أوعدك يا ستى هحكيلك حدوتة انهاردة
ابتسمت توتة و قالت بفرحة : بجد
ربت أدهم على شعرها بحنان و قال بابتسامة : بجد ثم نظر لأمه و قال بجدية : مالك يا ماما ؟
نظرت له أمه بضيق و قالت : مفيش يا أدهم
قام أدهم و ضمها إليه و هو يقول بجدية : مش بحب أشوفك زعلانة منى .. بحب دايماً أشوفك راضية عنى
رق قلب أمه و ضمته إليها ثم قالت بجدية : يا حبيبى أنا طول عمرى راضية عنك و هافضل راضية عنك لحد ما أموت
أدهم بجدية : بعيد الشر عليكى يا ماما
ضمته أمه إليها أكثر و ربتت على كتفه بحنان و دعت له .. أراد أدهم أن يبتعد عنها و لكنه وجدها تسحبه من ياقة قميصه إليها مجدداً و تستنشق هذا العطر الحريمى الفواح الذى ينبعث منه !
تركته أمه ليبتعد عنها ثم نظرت لتوتة و قالت بغضب مكتوم : توتة روحى دلوقتى على أوضتك
توتة بتساؤل : ليه يا نينة ؟
نظرت لها و قالت بجدية : اسمعى الكلام يا توتة عشان مزعلش منك
توتة بجدية : حاضر يا نينة ثم ذهبت .. نظرت أمه له بغضب و هى تقول بصدمة : هى وصلت لكده يا أدهم
فهم على الفور ما تقصده ..فبالتأكيد رائحة العطر الذى كانت تضعه تلك الفتاة المسماة بأسيل قد علق بثيابه عندما كان يحملها .. تنهد بغضب ثم قام و هو يقول بجدية : ماما أنا داخل أنام .. نبقى نتكلم بعدين
أمه بسخرية : طبعاً ما انت سهران طول الليل .. لازم تنام ثم قالت بخيبة أمل أبكت زهور الحديقة من حولها و جعلتها تزبل من الحزن : يا خسارة تربيتى فيك .. سفر سنتين بره ضيع كل القيم و المبادئ اللى زرعتها فيك .. اقتلعهم من جذورهم
انفعل بشدة من كلامها فقال بانفعال : ايه يا ماما اللى انتِ بتقوليه ده؟
أمه بانفعال هى الأخرى : و ليك عين كمان تبجح .. يعنى خارجلى بعد نص الليل و راجعلى الضهر و هدومك ريحتها برفان حريمى .. ثم أردفت بحدة : و الله أعلم كنت مع مين يا أستاذ أدهم ؟
تنهد أدهم بغضب و قال بانفعال : ماما أنا مش عيل صغير عشان تكلمينى بالطريقة دى و تزعقيلى .. و بعدين برفان أيه اللى حريمى ده ؟ ايه الكلام اللى بتقوله ده ؟
نظرت له بضيق و قالت بانفعال : ريحتك برفان حريمى .. أنا عارفة البرفان ده أختك بتحط منه
أتت سارة على أثر صوتهم العالى و قالت باستغراب : فى أيه ؟ بتزعقوا ليه ؟
أمها بانفعال : شوفى البية أخوكى اللى مش عايز يتجوز عشان مفيش واحدة تخنقه و يمشى حسب مزاجه مع اللى ماشى معاها .. و الله أعلم هى واحدة بس و لا كام واحدة
تنهد أدهم بغضب ثم غادر إلى غرفته دون أن ينطق بكلمة حتى لا يشتد النقاش مع والدته أكثر من هذا
جلست سارة بجانب أمها و قالت بجدية : اهدى يا ماما بس .. أكيد أدهم ميعملش كده .. أكيد فى سوء تفاهم و انتِ فاهمة الموضوع غلط
أمها بانفعال : بقولك خرج بليل يا سارة و رجعلى الضهر ريحته برفان حريمى .. قوليلى أفسر ده بأيه غير أنه كان مع واحدة
سارة بتساؤل : مش يمكن تكونى ظلماه و أتلخبط بين البرفان بتاعى و بتاعه
نظرت لها أمها بغضب و قالت بضيق : أنتِ عايزة تجننينى أنتِ كمان ؟ .. أيه اللى جاب البرفان بتاعك لبتاعه ثم أردفت بجدية : أخوكى مش طبيعى .. أنا أمه و حاسة بيه .. من أول ما رجع من السفر و هو مش على بعضه و فى حاجة مشقلبة كيانه


كانت جالسة أمام تالا على مائدة الطعام و هى تمسك كوب النسكافيه بيدها.. كانت الحيرة و الدهشة مسيطران عليها و مئات الأسئلة تندفع إلى ذهنها دون رحمة أو رفق بها .. وضعت الكوب من يدها و قالت بتساؤل : تالا هو أيه اللى حصل أمبارح ؟ و أنتِ جبتينى هنا ليه و ازاى ؟
وقف الطعام بحلق تالا و أحست أنها ستختنق عندما سألتها أسيل هذه الأسئلة .. ظلت تسعل بشدة فأعطتها أسيل الكوب الذى أمامها و قالت بقلق : انتِ كويسة ؟
أخذت تالا نفسها و قالت بأبتسامة ممتنة : شكراً
أبتسمت أسيل و قالت بتساؤل : هاا بقى احكيلى ؟
ماذا تقول لها .. لا تجد كلمات مناسبة تقولها .. اذا قالت لها قصة عائشة و أن أمها ليست أمها الحقيقية .. بالتأكيد ستتهمها بالمجون .. لملمت شتات أفكارها و ألفت قصة تدعو الله أن تقنعها بها .. نظرت لها و قالت بارتباك : كنت راحة للدكتور و أكيد انتِ عارفة الدكاترة الكبار بيتأخروا فى مواعيدهم ازاى .. فاليا صديق اسمه أدهم بيجى معايا عشان لو الدكتور اتأخر أوى .. بس و احنا مروحين و معدين قدام الــ Night Club انتِ كنتِ خارجة و أدهم كان هيدوسك بالعربية .. بس وقف قبل ما العربية تيجى جمبك .. نزل عشان يشوفك لقاكى مغمى عليكى ثم صمتت قليلاً و قالت : أو نايمة .. استحرمنا نسيبك كده و نمشى .. فأنا قلت لأدهم يجيبك عندى
عصرت أسيل ذاكرتها فى محاولة لتذكر ما تقوله تالا .. أنها لا تذكر أى شئ مما قالته تلك الفتاة الجالسة أمامها .. كل ما تذكره ملامح أدهم الرجولية الوسيمة و هى تنظر له و هو يحملها .. لا تتذكر أى شئ أخر .. ضربت أسيل جبينها بضيق و قالت بجدية : أنا مش فاكرة أى حاجة من اللى انتِ بتقوليها دي
بلعت تالا ريقها بصعوبة ثم قالت بارتباك: أكيد مش هتبقى فاكرة حاجة انتِ كان باين عليكى أنك كنتِ جايبة أخرك فى الشرب
أسيل بجدية : فعلاً أنا أول مرة أتقل فى الشرب كدة كان أمبارح .. ثم أردفت بحيرة : بس أنا فاكرة انى شوفت أدهم دة قبل ما أروح فى النوم
نظرت لها بارتباك ثم قالت بنبره متوترة لم تلحظها أسيل : أيوه ما هو لما نزل من العربية انتِ كنتى لسة فى وعيك شوية بس بعد كدة نمتى
ابتسمت أسيل و قالت بامتنان : شكراً انكوا مسبتنيش فى الشارع و مشيتوا .. حد غيركوا كان هيعمل كده
أبتسمت تالا فيبدو أنها أقنعتها .. أو ربما خدعتها .. هذه الفتاة ساذجة للغاية .. صدقت كذبة لا تمت للواقع بصلة لمجرد أن عقلها كان مغيباً .. أدركت تالا أنه من السهل خداع أى أحد كان مغيباً عن الوعى بسبب هذا المشروب السام المميت الذى يدمر هذا الشباب الطائش الغير واعى بما يرتكبه من جرائم بشعة فى حق الله و من ثم فى حق نفسه .. تنهدت تالا و قالت بتساؤل : انتِ كنتِ هناك ليه ؟
أبتسمت أسيل و قالت بجدية : كنت راحة أقابل صحابى هناك
نظرت لها تالا و قالت باستغراب : طب ليه متتقابلوش فى نادى أو أى كافيه تانى ؟ .. لازم تتقبلوا فى Night Club يعنى ؟؟ انتِ مش عارفة أن الأماكن دى مش كويسة و خطر و ممكن تسوء من سمعتك ؟
أرادت أسيل أن تغير دفة الحديث فقالت بتساؤل : تالا انتِ ساكنة لوحدك ؟ أصلى من ساعة ما جيت و أنا مشوفتش ولا مامتك و لا باباكى .. ثم أردفت و هى تنظر إلى يد تالا : و حتى لو كنتِ متجوزة أو مخطوبة كان هيبقى فيه دبلة
نظرت لها تالا و لمعت نظرة الشجن بعينيها و قالت بجدية : بابا مسافر عشان شغله .. ثم صمتت و قالت بعد تنهيدة ضيق طويلة : و ماما .. ماما الله يرحمها
ربتت أسيل على كتفها و قالت بأسف : أنا أسفة يا تالا .. ربنا يرحمها
أماءت تالا برأسها بشرود و قالت بجدية : لا و لا يهمك
نظرت لها أسيل بحزن و قالت : تعرفى أن ظروفى تشبه كثيراً ظروفك .. بس أنا بابى و مامى مسافرين فى شغل .. ساعات بابى بيسافر لوحده و ساعات بياخدنى أنا و مامى معاه .. بس السفرية دى بابى و مامى بس اللى سافروا و أنا فضلت قاعدة هنا .. نزلت دموعها تلقائياً و قالت : تصدقينى لو قلتلك إنى بحس إن مامى مش مامى الحقيقية .. ثم ضحكت و قالت من بين ضحكاتها: أنا عارفة إنى خلل و مجنونة و بافكر فى حاجات هبلة كتير .. كبرى دماغك أنا صدعتك على الفاضى ثم نظرت لها بأسف و قالت : و انتِ شكلك
فيكى اللى مكفيكى
نظرت لها تالا و نزلت دموعها بصمت .. هل يمكن للمرء أن يشعر بأمه هكذا ؟ .. هل يمكنه أن يشعر إذا كان هذا الشخص قريب منه حقاً أم لا ؟ .. أكملت أسيل ضحكها و هى تدمع حزناً لا فرحاً ثم قالت : مدام احنا قلبناها نكد كده يبقى نكد بنكد بقى و قوليلى انتِ ليه مش بقيتى تمشى .. و قاعدة على الكرسي ده ؟
مرت أمام تالا ذكريات كانت تحاول أن تنساها و لكنها تأبى أن تتركها بحالها و تضيع فى ذاكرتها .. ظلت مترسخة بذهنها كعمارة قوية البنيان لا تتأثر بعوامل النسيان .. نظرت لأسيل و قالت بجدية : حادثة .. عملت حادثة
أسيل بفضول : حصلت إزاى الحادثة دي ؟
نظرت لها تالا و قالت بأسف : معلش يا أسيل بس مش بحب افتكر اللى حصل
أبتسمت أسيل و قالت بجدية : عادى ولا يهمك .. ثم قامت و قالت بابتسامة : أحلى فطار فطرته .. و مبسوطة أوى أنى اتعرفت عليكى .. أنا لازم أمشى عشان أجيب العربية بتعتى و اروح عشان بابى و مامى احتمال ييجوا من السفر
ابتسمت تالا و قالت : أنا اللى مبسوطة إنى اتعرفت عليكى ثم أردفت بجدية : استنى هكلم السواق يوصلك
أسيل بجدية : ملوش لزوم هاخد تاكسي
تالا بجدية : استنى بس هكلمه
ضربت أسيل جبينها و كأنها تذكرت شيئاً و قالت بتساؤل : لما خدتنى انتِ و أدهم من هناك .. أنا موبايلى و شنطتى كانوا فين ؟
نظرت لها تالا بتفكير و تذكرت أن أدهم عندما جلبها من الداخل لم تكن الحقيبة بيدها .. فقالت بجدية : انتِ مكنش معاكى حاجة
تنهدت أسيل بضيق ثم قالت بتساؤل : طب هو أنا كنت لوحدى ؟
نظرت لها تالا بتوتر ثم قالت : أكيد .. أكيد كنتِ لوحدك عشان كدة أنا و أدهم خدناكى .. اصل لو كنتِ مع حد من أصحابك أكيد كنا هنسيبك معاه و مكنش هيسبنا نخدك معانا
اقتنعت بكلام تالا كلياً و تنهدت بضيق و هى تتوعد لأصدقائها !!

وصلت إلى منزلها بعد أن أتت بسيارتها من الملهى الليلى .. دخلت إلى غرفتها لتجد علي سريرها علبة كبيرة ملفوفة بشكل أنيق للغاية .. أرتسمت أبتسامة حزينة جانبية على ثغرها و هى على يقين أن هذه العلبة ما هى إلا هدية من والديها بسبب عيد ميلادها .. جلست على سريرها و نحت العلبة جانباً دون حتى أن تفتحها .. كانت تمسك هاتف المنزل اللاسلكى و طلبت رقم تحفظه جيداً .. لترد عليها فتاة صوتها ناعس : مين ؟
صاحت بها قائلة : انتِ لسة نايمة ؟ اصحى و تعاليلى حالاً
أفاقت صديقتها من النوم و اعتدلت فى جلستها و قالت بانفعال : أنتِ روحتى فين أمبارح ؟ .. أنتِ مشيتى و سيبتى شنطتك و هدايا عيد ميلادك و روحتى فين ؟ .. حاتم كان قالب الدنيا عليكى
تنهدت بملل و قالت بعدم اهتمام : صافى تعالى و أنا هحكيلك كل حاجة
تثاءبت صافى و قالت : هانام شوية و هجيلك
صاحت بها أسيل و قالت : قومى بقى و بلاش كسل .. ربع ساعة و ألاقيكى قدامى
تنهدت صافى بضيق و قالت : أوكى أوكى .. يلا باى
أغلقت أسيل الهاتف مع صافى و تنهدت بملل ثم قامت و شغلت موسيقى صاخبة لترقص عليها حتى تقتل هذا الملل الذى أصابها حتى النخاع !

كانت جالسة و تكاد رأسها تنفجر من كثرة تفكيرها فيما حدث فى ماضيها و ما يحدث فى حاضرها و ما سيحدث فى مستقبلها .. ماذا تفعل !! .. هل تعتزل الحاضر و المستقبل و تحبس نفسها فى غرفة حتى تفكر فى ماضيها فقط و تصبح حبيسة الماضى !! .. إنها تشعر بالخوف .. أصبحت خائفة من كل شئ .. تخاف أن تخطو خطوة واحدة خاطئة فى حاضرها تتسبب فى تخريب مستقبلها كما حدث فى ماضيها .. هى حتى الأن مترددة بشأن صداقتها مع أدهم و ما زاد ترددها أكثر أنه متزوج و عنده أبنة .. إن أهتمام أدهم بمساعدتها أمر مريب للغاية .. لماذا هو مهتم بها هكذا ؟ .. لماذا هو مصر أن يساعدها ؟ .. كيف علم بوجودها فى هذا المكان بمثل هذا الوقت ؟ .. لماذا أغلق باب سيارتها بعنف عندما رفضت مساعدته .. هل لأنه غضب لأنها رفضت مساعدته .. أم .. أم لأنه غار من أن يساعدها أحد غيره .. أتى أحتمال بعقلها و لكنها نفضته سريعاً من عقلها .. لا يمكن أن يكون أحبها .. بالتأكيد لا يمكن .. أولاً هى ليست الفتاة التى يتمناها أى أحد .. إنها تعلم جيداً أنها فتاة عصبية معقدة مقعدة ليست لها أى أهمية فى الحياة .. لن تستطيع أن تفيد أى أحد .. هى مثل هذا الكرسي الذى تجلس عليه .. مثل الأثاث الذى حولها .. إنها فتاة مطلقة ينظر لها مجتمعنا بطريقة غير لطيفة على الإطلاق .. كما أنها ليست مهيأة للحب .. لقد قتل ماجد قلبها بما فعله بها .. لقد مات قلبها منذ زمن .. هل تعتقدون أن الميت من الممكن أن يفيق و يصحو !! .. بالتأكيد لا .. لم تعد تملك قلب ليحب أو حتى ليكره .. أصبح كل شئ بحياتها عادياً .. لا تريده أن يزيد عن عادياً .. لقد أعتادت أن تكون حياتها عادية روتينية لا شئ مميز بها .. و لكنها منذ أن قابلته و حياتها تتغير و يحدث فيها كل يوم شئ جديد .. ثانياً لا يمكنها أن تصبح مثل صديق أبيها و تجعله يخون زوجته كما فعلت أمها .. لن تستطيع أن تدمر حياة ابنته .. إن صداقتها به و مساعدته إياها تعتبر خيانة لزوجته و ابنته .. هى لن تصبح مثل أمها ابداً .. لن تصبح خائنة .. يجب أن تقف هذه الصداقة عند هذا الحد .. يكفى مساعدة منه .. لن تذهب مجدداً إلى هذا الكورس و لن تقابله .. كما أنها لن تحدثه أو تطلب مساعدته مجدداً حتى لو كانت تحترق و هو واقف أمامها .. لن تقبل بمساعدته و ستفضل أن تحترق على أن تقبل بمساعدته .. فى كل مرة كان يساعدها فيها كانت مضطرة أن تقبل هى بمساعدته و لكنها تدعو الله أن لا تضطر أن تقبل بها مجدداً .. يكفى من هذا الأدهم فى حياتها .. يجب أن تخرجه من عقلها قبل أن تخرجه من حياتها .. يجب أن يصبح كل ما يشغل تفكيرها هو أسيل .. ستفعل كل ما فى وسعها لتجعل تلك الفتاة صالحة .. يجب أن تساعدها لتصبح فتاة صالحة و تبعدها عن هذا العبث الذى تعيش به .. ستكرث حياتها كلها لإنتشال أسيل من الضياع و ترشدها إلى الطريق المستقيم .. و لكن ما الحجة التى ستجعلها تقابلها مجدداً لتدخل حياتها و تصبح صديقتها !!

كانت جالسة بغرفتها و أمامها صديقتها المسماة بصافى تعبث بهاتفها .. سحبت أسيل الهاتف من يدها و ألقته بعيداً لتتهشم شاشته .. لكنها لم تعبأ و صاحت بها قائلة : ركزى معايا بقى .. أنا بقالى نص ساعة بنبح فى صوتى و أنتِ قاعدة بتلعبى فى الموبايل و عمالة تقولى أة .. طب و الله ناس كويسين .. انتِ أيه اللى خرجك لوحدك أصلاً .. ممم .. طب تمام

قامت صافى و ألتقطت هاتفها و هى تصيح بها : أنتِ مجنونة يا أسيل ؟ فى حد عاقل يعمل كده ؟
تنهدت أسيل بملل و قالت بجدية : هجبلك عشرة غيره بس ركزى معايا
جسلت أمامها على السرير و قالت بملل : سمعاكى
أسيل بجدية : فكرى معايا فى فكرة أقابل بيها اللى أسمه أدهم دة تانى
صاحت بها صافى و هى تقول : انتِ هتجننينى ؟؟ مش انتِ بتحبى حاتم ؟
أسيل بملل : لا خلاص موضته قدمت و بقى رخم و بدأ يتحكم فيا و أنا مش بحب كده
تنهدت صافى بغيظ و قالت بجدية : يا بنتى دة حاتم بيحبك و هو اللى عاملك الـ Surprise Party بتاعت امبارح
أسيل بملل : أه الــ Surprise Party بتاعت عيد ميلادى اللى مكنتش Surprise و كنت عارفة أنه هيعملها من أسبوعين و امبارح أكلمه عشان يجى يخدنى من بره يبعتلى واحد صاحبه يخدنى

صاحت بها صافى و هى تقول بضجر : تصدقى أنا غلطانة إنى قولتلك إنه هيعملك Surprise Party .. ثم أردفت بأبتسامة : بس كنتى زى القمر امبارح بجد
أبتسمت أسيل بثقة و قالت بجدية : عارفة إنى كنت أحلى واحدة فيكو .. بس كنت مرتبكة أوى بجد كنت خايفة لما أدخل معرفش أتفاجئ .. ثم صاحت قائلة : أنا قعدت أسبوعين بدرب وشى أنه يتفاجئ
نظرت لها صافى بملل و قالت بجدية : أنتِ كنتى أوفر اه .. بس كان ماشى الحال .. صدقت أنك متعرفيش ثم أردفت بملل : أسيل أنتِ بتتلككى عشان تسيبى حاتم , صح ؟
أسيل بملل : افهمى بقى يا بنتى حاتم دة بقى old Fashioned و مبقاش يملى عينى
تنهدت صافى بملل و قالت بجدية : براحتك اعملى اللى انتِ عايزاه بس متسبيش حاتم غير لما توصلى لأدهم .. عشان لو معرفتيش توصلى لأدهم هتبقى خسرتى حاتم ثم أردفت و هى تقلدها : الــ Old Fashioned
أمسكت أسيل الوسادة الموضوعة بجانبها و ضربت بها صافى بغضب و قالت بثقة : هوصل لأدهم .. يعنى هوصله
صافى بسخرية : الثقة الزيادة هتجيبك على جدور رقبتك يا بيبى ثم أردفت بجدية : و أنتِ أيش عرفك أن هما صحاب بس ؟ .. مش ممكن تكون اللى أسمها تالا دى بتحبه أو هو بيحبها .. أو أحتمال تالت خالص .. و هو إن الأتنين بيحبوا بعض
نظرت لها أسيل بغيظ و ضربتها بالوسادة الموجودة بجانبها و قالت بجدية : لا هما صحاب بس
صافى بسخرية و هى تقلدها : لا هما صحاب بس !! .. ثم أردفت بجدية : هما لو كانوا صحاب بس كان هيستنى معاها عند الدكتور لحد وقت متأخر !! .. أو هيروح معاها عند الدكتور أصلاً
نظرت لها أسيل بغيظ و قالت بجدية : مهو ممكن يكون بيشفق عليها عشان هى مش بتعرف تتحرك لوحدها و بابها مسافر و مامتها ميتة .. ثم صاحت بها قائلة : قومى من وشى يا بومة .. أنا غلطانة إنى مصاحبة واحدة زيك و بحكيلك أصلاً
قامت صافى و قالت بابتسامة مستفزة : أوكى صافى هتمشى بس شوفى مين بقى اللى هيقولك تقابلى أدهم أزاى تانى
أمسكت أسيل صافى من معصمها و قالت بجدية : صافى انتِ حبيبتى و مش هتمشى غير لما تقوليلى أقابل أدهم ازاى , صح !! ثم نظرت للعلبة المغلفة التى لم تفتحها بعد و لمعت برأسها فكرة لتغرى صافى .. فهى تعلم أنها مادية حتى النخاع .. تنهدت بخيث و قالت بجدية : أنتِ ممكن تخدى هدية بابى و مامى بتاعت عيد ميلادى و كمان ممكن تخدى كل الهدايا اللى جاتلى امبارح .. بس تقوليلى أقابل أدهم تانى أزاى !
ابتسمت صافى و قالت بجدية : موافقة .. سبينى أسبوع أفكر فى خطة و هرد عليكى
صاحت بها أسيل قائلة : أسبوع أيه ؟؟ أنا عايزة حل دلوقتى حالاً
تنهدت صافى و بدأت تفكر لأسيل بخطة ناجحة لتحصل على مكافئتها .. ظل عقلها يفكر و يفكر و يفكر إلى أن توصلت إلى حل !!


يتبع ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس