عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-16, 10:08 AM   #35

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


✾الفصل الحادى و الثلاثون✾

سمعت صوت مفاتيح تفتح الباب .. خرجت بخطوات متثاقلة للخارج فمازال الوقت مبكراً حتى يعود مروان .. صدمت عندما وجدت مروان يدخل من الباب و هو يحاوط خصر تلك الفتاة التى ترتدى ملابس ضيقة تكاد أن تتقطع ! اقتربت منه و قالت بصدمة : هى وصلت لكده يا مروان .. جايبلى واحدة البيت .. سايب حلالك و رايح للحرام

نظر لها مروان بضيق و قال بصرامة : دى مش أى واحدة .. دى مراتى .. أردف قائلاً بجدية : سلمى على ضرتك الجديدة !

مشاعر شتى اجتاحتها .. غضب , حسرة , صدمة , إنهيار , خيبة , عدم تصديق , حيرة , ألم .. تجمعت مشاعر كثيرة و أخذت تتخبط داخل روحها حتى أنهكتها و أتعبتها .. اقتربت منه بخطوات ثقيلة و قلبها يعتصر ألماً بعدما سمعت كلماته التى تكذب أذنها أنها سمعتها و ستظل تكذبها فهو لا يمكنه أن يتزوج عليها .. لا يمكنه أن يتزوج من أخرى غيرها .. أمسكت يده و انتشلتها عن خصر تلك المرأة الشمطاء التى تمنت لو خنقتها و جذبتها من شعرها و طرحتها أرضاً لكنها لن تفعل ذلك .. لن تفعل فهى لا تهمها .. لا تهمها بتاتاً .. اقتربت من مروان إلى أن التصقت به .. وضعت رأسها على صدره و لفت يدها حوله و أشبكت يدها ببعضها حتى لا يفر من إحتجازها له .. فكت يدها لثوانى لتمسك يده و تضعها على خصرها ثم أرجعت يدها لإحتجازه مجدداً و هى تشبكها بقوة أكبر و أكبر حوله حتى لا يذهب لغيرها .. نظرت للمرأة نظرة نارية و قالت بعد معاناة لتخرج الكلمات من بين شفتيها : أخرجى بره .. هو بتاعى أنا و بس .. ماحدش يقدر يخده منى ماحدش يقدر يشاركنى فيه و هو مايقدرش يبص لغيرى مايقدرش عشان هو بيحبنى .. فاهمة .. فكت حصار يدها عنه للمرة الثانية و رفعتها لتتشبث بياقة قميصه لترفع نفسها إليه و هى تقف على أطراف أصابعها .. حولت نظرها للمرأة و رمقتها بنظرة تحدى ثم اقتربت منه و قبلته بشغف .. قبلته لتطبع عليه ختم الخصوصية خاصتها .. قبلته لتؤكد لها أنه لن يكون إلا لها و لن تملكه امرأة غيرها فهو مكتوب على إسمها منذ أن كانت فتاة صغيرة لا تعى أى شئ ! ليس هو فقط من يمتلكها هى أيضاً تمتلكه و لا تحتمل قرب أى امرأة منه !

انصدم من رد فعلها الذى لم يكن يتوقعه منها بتاتاً نسى تماماً تلك المرأة الواقفة مقابله و وقع تحت تأثير قبلتها و بدأ يتجاوب معها .. أحس بأحد ينتشلها منه إلى أن أبعدها عنه تماماً .. سمع بعدها صوت تلك الفتاة المسماة ببوسى و هى تتشدق بالعلكة بطريقة مستفزة تقول و هى تشوح بيدها : جرا ايه ياختشى .. زى ما هو جوزك يا حبيبتشى هو كمان جوزى .. يعنى تحترمى نفسك كده و أنتِ بتتكلمى معايا يا دلعدى

نظرت لها لميس بفم فاغر من الصدمة من طريقة حديثها الدنيئة ! فهى لم تر بحياتها كلها أحدا ًيتكلم بتلك الطريقة الوضيعة التى تتحدث بها تلك المرأة البغيضة أو أحدا ًيأكل العلكة بهذا الشكل المقزز الذى تراه عينها حتى أنها كادت أن تتقيأ و تفرغ كل ما فى معدتها من هذا المنظر البشع الذى تراه أمامها .. ظلت صامتة لا تتكلم فقد ألجمت الصدمة لسانها .. تلك الشمطاء أعادت كلام مروان الذى ظنت أنه تهيؤات لعينة و ستتركها بحالها .. هل تزوج حقاً من هذا الكائن المقزز الواقف أمامها .. كيف سمح لنفسه ! كيف جروء .. سمعته يقول بصرامة : بوسى ادخلى جوه دلوقتى و أنا هاجى وراكى

ماذا يقول هذا الأحمق ! أين تدخل !! هل يطلب منها دخول بيتها .. هذه الشمطاء لو خطت خطوة أخرى داخل بيتها ستلوثه و تدنسه !

سمعت صوتها المستفز و هى تقول بملل : ماشى أما نشوف أخرتها ثم نظرت للميس بإذدراء من شعر رأسها حتى أخمص قدميها و دخلت و هى " تتمختر " بمشيتها !

بعدما دخلت بوسى إلى إحدى الغرف نظر مروان للميس و قال : لميـــس

قاطعته و هى تقترب منه مجدداً لكن تلك المرة ليست لتقبله و تثبت ملكيته لها بل لتصفعه كفا ًسباعى الأبعاد على وجهه .. لم تكتف بكف واحد رفعت يدها لتصفعه أخر لكنها وجدته يمسك يدها قبل أن تصل إلى وجهه و يلفها ليرجعها خلف ظهرها و هو يقول بغضب جارف : و دينى يا لميس لوريكى أيام سودة على دماغك .. و دينى لدفعك تمن القلم ده غالى أوى .. و هاتعيشى معاها غصب عنك و هاتخدمينى و تخدميها كمان

ارتعدت فرائصها غضباً و حولت نظرها له و هى تقول من بين أسنانها : ماتحلفش بالدين و أنت ماتعرفش عنه حاجة

دفعها و أدخلها إحدى الغرف و قال بتوعد : ماشى يا لميس هاوريكى أيام ماحدش شافها قبل كده

لم تعد تتحمل أكثر من هذا .. بدأت قواها تخور إلى أن نفذت تماماً و وقعت مغشياً عليها بين يديه .. حملها و وضعها على السرير و هو يتفرسها بخضة و قلق .. هرول إلى المطبخ و أحضر بعض المياة و عاد إليها مجدداً .. حاول إفاقتها إلى أن بدأت بفتح عينيها ببطء .. عندما رأته ارتمت بحضنه و قالت ببكاء : كابوس يا مروان كابوس .. حلمت إنك اتجوزت عليا و مش أى واحدة لا .. حلمت إنك اتجوزت واحدة لبسها ضيق و بتتكلم بطريقة وحشة أوى يا مروان .. بتتكلم بطريقة شعبية و مش كويسة خالص .. و اللبانة .. بتاكل اللبانة بطريقة مستفزة أوى و مقرفة .. قولى أنه مش حقيقة و أنه فعلاً كابوس

ربت مروان على ظهرها و لم ينطق بأى حرف فماذا سيقول لها .. قطع صوت بكاءها كلمات بوسى الواقفة على الباب و هى تضع يدها بخصرها و هى تقول بملل : هو أنت متجوزنى عشان تيجى تقعد جمب مراتك الأولنية .. قاعد مع الهانم و سايبنى لوحدى

أبعدته عنها بعنف و أمسكت رأسها بألم و هى تقول بانهيار : طلقنى طلقنى أنا بكرهك .. طلقنى

أمسكها من كتفها ليهدأها لكنها أبعدت يده عنها بعنف و هى تقول بانهيار : طلقنى .. بكرهك يا مروان .. بكرهك

صاح بها مروان قائلاً بغضب : اسكتى بقى .. اسكتى

لميس بانهيار : لا مش هاسكت .. مش هاسكت .. أنا بكرهك و أبنى اللى فى بطنى لو اتولد هايكرهك و هايكره حياته عشان أنت أبوه .. بكرهك

صدم من كلامها .. عن أى ابن تتحدث ! هل يعنى هذا الكلام أنها حامل ! هل تعنى كلماتها تلك أنها تحمل فى أحشائها طفلا ً!

فاق من صدمته على تحركات يدها التى تضرب بطنها و هو تقول بانهيار : عشان كده مش هاسمحله إنه يتولد .. مش هاسمحله إنه يتعذب و يشوف أمه بتتعذب .. مش هاسمحله ييجى الدنيا عشان يشوف أب زيك .. هاعمل أى حاجة عشان أسقطه

أمسك يدها بكلتا يديه و أبعدها عن بطنها و هو يقول من بين دموعه التى نزلت قبل ثوانى : لميس أهدى .. ربنا يخليكى أهدى .. أهدى يا حبيبتى .. أهدى عشان ابننا .. أهدى كده غلط عليه و عليكى

لميس بانهيار : مش عايزاه .. أعوزه ليه ؟ قولى أعوزه ليه ؟ أعوزه عشان يتولد و يتعذب و يعيش حياة كلها عذاب و قرف .. خليه يموت جوايا قبل ما يتولد و يتعذب زى ما أمه بتتعذب بالظبط

صوت صياحهم العالى وصل لأمه فأسرعت و هى تهرول إليهم .. لحسن حظها وجدت باب الشقة مفتوح دخلت و تتبعت صوت الصياح لتجد تلك المرأة تقف على باب إحدى الغرف تشاهد ما يحدث أبعدتها من أمامها و اقتربت من لميس المنهارة بوجه مروان .. أبعدت مروان و جلست بجانب لميس و ضمتها إليها و هى تقول برجاء : أهدى يا حبيبتى أهدى .. أهدى و أنا هاعملك كل اللى أنتِ عايزاه

تمسكت لميس بها بشدة و قالت بانهيار : خليه يبعد عنى و يطلقنى .. أنا بكرهه

ربتت هالة عليها و قالت بحنان : حاضر يا حبيبتى بس أهدى .. حولت نظرها لمروان قائلة بحدة : أخرج بره ثم نظرت لتلك المرأة الخليعة و قالت بصرامة : و خد البتاعة ديه معاك

مروان برجاء : حاضر بس خلى بالك منها ماتخلهاش تأذى نفسها .. ماتخلهاش تأذى إبنى اللى فى بطنها .. ماتخلهاش تموته

حولت هالة نظرها للميس و قالت بدهشة : أنتِ حامل !

تمسكت لميس بها أكثر و قالت بصوت متعب : خليه يمشى و يبعد عنى .. أنا بكرهه .. خليه يطلقنى

خرج من الغرفة مطأطأ ًرأسه و هو يفكر بها و بإبنه الساكن بأحشائها التى أخبرته بطريقة مباشرة أنها ستقتله و تتخلص منه حتى لا يولد و يرى أب مثله .. وضع وجهه بين يديه و أخذ يبكى .. يبكى ! إنه ليس من أنصار بكاء الرجال و يراه عيباً و ينقص من رجولته .. لكنه بكى .. بكى بشدة .. قطع بكاءه صوت بوسى و هى تقول بسخرية : مدام أنت كده يا خويا بتحبها و متمرمغ فى عشقها و هاتموت عليها و على ابنك اللى فى بطنها أتجوزك عليها ليه ! أردفت و هى تشوح بيدها قائلة : إنما رجالة ناقصة صحيح .. مابيقدروش النعمة اللى فى إيديهم

رفع رأسه لها و لم تخرج غير كلمة واحدة منه تعلن أنها لم تعد زوجته " أنتِ طالق "

خبطت كفيها ببعضهما البعض و شوحت بيدها و هى تقول بسخرية : فاكرنى هازعل .. ده أنا هافرح يا خويا و هاروح أشوف أكل عيشى .. عقبال البت الغلبانة اللى جوه ديه ما تخلص من راجل ناقص زيك .. وضعت يدها بصدرها و أخرجت منه و رقتين و شرعت فى تقطيعهم ثم اقتربت منه و ألقتهم عليه و هى تقول بسخرية : الورقتين اللى كنت هاتموت و تعملهم أهم .. ضحكت ضحكة خليعة و هى تقلده : ماليش فى الحرام .. على الأقل نعمل ورقتين عرفى .. أرادت أن تغادر لكنها عادت له مجدداً و وضعت يدها فى الجهة الأخرى من صدرها و أخرجت بعض النقود و فتحت يده و وضعتهم بها و هى تقول بسخرية : خد دول يا خويا و روح عند دكتور نفسوانى يمكن تتعالج .. أنا من أول ما سى مازن عرفنى عليك و أنا قولت إنك مش طبيعى و فيك حاجة خلل .. أطلقت ضحكة رنانة من ضحكاتها المعتادة عليها ثم قالت و هى تشوح بيدها : أصل لازم تبقى خلل لما تطلب تتجوز رقاصة على سنة الله و رسوله هيهيهيه بذمتك مش راجل خلل و أهبل .. و يا خويا اتأكدت أكتر من ده لما شوفت مراتك القطة المغمضة اللى شكلها بنت ناس ورايح تتجوز عليها واحدة رقاصة .. بس أنا كرقاصة ليها سمعتها فى السوق مارضتش أضحك عليك و أتجوزك عرفى .. ثم شهقت و هى تقول : أه أصل لو حد عرف إنى اتجوزت سمعتى هاتبقى فى الحضيض بين الرقاصات .. و أنا رقاصة بتهتم بسمعتها .. ذهبت من أمامه تتمايل فى مشيتها و هى تقول : رجالة ناقصة صحيح .. تخلصى منه قريب ياختشى قلبى معاكى
غادرت .. غادرت بوسى لتتركه يتذكر كيف أتت له فكرة هذا الزواج اللعين !

Flash back
كان يجلس بملل يتابع عمله و هو يتصفح بعض الأوراق .. قطع تصفحه للأوراق صوت صديقه و هو يقول بمرح : اسمعوا النكتة ديه حلوة أوى

نظر له مروان بضيق و قال بسخرية : أنت فاضى للدرجة دى .. وكزه مازن بذراعه و هو يقول بجدية : ماتسيبه يقول و ماتبقاش نكدى .. ثم نظر لصديقه الأخر و قال بجدية : قول يا محمد و سيبك منه

بدأ محمد بقراءة النكتة من هاتفه و هو يقول : " لو أتجوزت واحدة هاتتخانق معاك و تنكد عليك و على اللى جابوك .. إنما لو اتجوزت اتنين هيتخانقوا عليك و تعيش ملك "

ضحكوا جميعاً .. منهم من يصدق عليها و منهم من له رأى مختلف و يقول أنه يتحمل واحدة عنوة فكيف سيجلب ثانية ليتحملها هى الأخرى بمصاريفها و أولادها و نكدها الذى تتميز به كل أنثى مصرية أصيلة و منهم من له رأى مختلف كل الإختلاف عن من سبقه فيقول لماذا يتزوج و ينغص حياته و بإمكانه أن يعيش ملكا ًبدون زواج من الأساس و أمراة كل متعتها فى الحياة أن تجعل حياته جحيماً و تختلق أشياء تافهة لتتشاجر معه !لم يشاركهم برأيه .. ظل صامتا ًو عقله لا يتوقف عن الدوران و شيطانه يوسوس له أنها ليست بنكتة عادية و ربما تغير حياته للأفضل و يصبح ملكاً !

يتذكر جيداً عندما طلب من مازن امرأة سهلة المنال ليتزوجها دون مصاريف كثيرة .. يتذكر عندما شجعه مازن على تلك الفكرة الرائعة و لم يتأخر على إجابة طلبه ! لم تعجبه المرأة التى رشحها له لكنها كانت كافية لسد حاجته !

Back
أفاق من تفكيره على صوت باب الغرفة و هو يغلق و أمه تخرج منه .. اقتربت منه ليقف هو و يقول بلهفة : لميس عاملة ايه ؟ طمنينى عليها يا ماما

اقتربت منه و صفعته صفعة مدوية على وجهه و هى تقول بخيبة أمل : دى غلطتى .. و مش غلطتى لوحدى غلطتى أنا و أبوك .. كان لازم تطلع كده .. بنى أدم غبى و بتستقوى عليها لمجرد إنها الست و أنت الراجل

بكى كطفل صغير و اقترب من أمه و ارتمى بحضنها و وضع يدها على كتفه و ظل يبكى .. أبعدته عنها و قالت بحدة : ماتستهلش .. ذنبها ايه ؟ قولى ذنبها ايه بنت عمك تعمل معاها كده و تتجوز عليها واحدة من الشارع زى ديه و أنت عارف إنها بتموت فيك .. دلوقتى هاتموت بسببك

قاطعها مروان و هو يقول بصوت متحشرج : طلقتها و الله طلقتها

هالة بحدة : بعد ايه ! بعد ايه يا مروان

مروان بخضة : لميس حصلها حاجة ؟ ابنى حصله حاجة ؟ لم ينتظر إجابتها أراد أن يدخل لها لكن أوقفته يد هالة و هى تقول بجدية : سيبها دلوقتى .. سيبها فى حالها يا مروان على الأقل دلوقتى و انزل أقعد تحت .. انزل أقعد تحت يا بنى و أنا هافضل قاعدة معاها هنا أخلى بالى منها و من اللى فى بطنها

كاد مروان أن يغادر كما طلبت منه أمه لكنه عاد إليها و قال بتساؤل : هى طلبت الطلاق فى لحظة انفعال بس صح ؟ يعنى لما تهدى هاترجع عن فكرة الطلاق و هانعيش مع بعض تانى و نربى ابننا , صح ؟

هالة بجدية : ربنا يسهل

مروان بتساؤل : طب هى قالتلى إنها مش بتحبنى .. هى فعلاً مابقتش تحبنى ؟

هالة بجدية : مش عارفة يا مروان بس اللى عملته فيها مش قليل

مروان مطمئناً نفسه : هى هاتسمحنى .. هى دايماً بتسامحنى .. دايماً بتقولى أغلط تانى و أنا هاسمحك تانى .. هى دايماً بتقولى كده .. هى اللى عشمتنى إنى أغلط تانى عشان هى هاتسامحنى فى الأخر تفرس ملامح هالة طلباً ليجد إجابة إيجابية قائلاً : صح !

هالة بجدية : انزل يا مروان ربنا يسهل

مروان بجدية : طب ممكن أدخل لها .. هاشوفها بس مش هاكلمها عشان ماتنفعلش عشان ماتتعبش هى و ابنى اللى فى بطنها

هالة بصرامة : لا يا مروان لا

مروان برجاء : والله ما هكلمها هاشوفها من بعيد بس

هالة بصرامة : قولت لا يا مروان سيبها تهدى

مروان بحدة : يعنى ايه لا .. مراتى و هادخل أشوفها .. دخل و تركها لتنظر له بنافذ صبر و هى تقول : عمرك ما هاتتغير و هاتفضل طول عمرك غبى يا مروان و فاكر أن كل حاجة بالدراع و الزعيق .. ربنا يسامحنى أنا و أبوك على التربية ديه

دخل بخطوات بطيئة بعدما فتح باب الغرفة ليجدها نائمة كما تعودت فى الفترة الماضية فى وضع كوضع الجنين و هى منكمشة على نفسها .. اقترب منها ليجد دموعها مازالت عالقة على رموشها .. اقترب منها أكثر و وضع يده برفق على أحشائها ثم انحنى و قبلها و هو يقول بصوت خافت : أنا أسف يا حبيبتى .. أنا أسف يا ابنى .. أنب نفسه بشدة على وضعها هذا الذى تسبب فيه و قرر أن يرخى قبضة يده التى تخنقها و يبتعد عنها لفترة من الوقت !

أمام غرفة العمليات .. كانت حالة من القلق و التوتر هى التى تعبأ المكان و تسيطر عليه .. نظر أحمد لــ أدهم الذاهب أمامه ذهاباً و إياباً و قال بنافذ صبر : اقعد بقى يا أبنى حرام عليك خيلتنى و تعبت لى أعصابى

جلس أدهم بجانبه و ظل يفرك يده بتوتر ثم نظر لــ أحمد و قال بتساؤل : اتأخرت أوى جوه مش كده

أحمد بحيرة : مش عارف يا أدهم .. مش عارف أهم حاجة تخرج لنا بالسلامة

أدهم بدعاء : إن شاء الله تقوم بالسلامة و العملية تنجح .. إن شاء الله

شرد و هو يتذكر الأيام الماضية التى قضاها بقربها .. تذكر ابتسامتها التى كان يفتعل أى شئ مضحك حتى يراها مرسومة على هذا الثغر الكريزى الصغير ! تذكر هلعها عندما دخل غرفتها دون سابق إنذار حتى يخبرها بأن الغداء جاهز ..لم تكن مرتدية حجابها و كانت ترتدى بيجامة قطنية مريحة قصيرة الأكمام بعدما أتت الخادمة و ساعدتها فى تغيير ثيابها.. تذكر عندما ظل ساعة بأكملها يقنعها أن تكف عن البكاء لأنها زوجته و يحل له أن يرى أكثر من شعرها .. تذكر جملتها التى لم يفهم لها معنى حتى الأن " كلكوا بتقولوا كده و فى الأخر بتحطوا الحمل علينا لما بنصدقكوا ! " ماذا تعنى جملتها تلك ! .. تذكر عندما سألها ماذا تعنى لكنها ماطلت و لم تعط له إجابة نافعة .. لا يعلم لماذا ينتفض جسدها بمجرد أن يلمس يدها فقط .. لم يجد تفسيراً لهذا غير أنها خجلة منه .. و تأكد من تفسيره أكتر عندما تركته يمسك يدها قبل العملية و تمسكت هى بيده حتى تشعر بالأمان ! لا يعلم لكنها بالتأكيد خجلة منه و ستتعود عليه شيئاً فشيئاً !

أفاق من تفكيره بها على صوت باب العمليات يفتح و الطبيب يخرج منه .. قام بلهفة و اقترب من الطبيب و قال باللغة الألمانية حتى يتفاهم معهم : كيف حالها الأن ! هل نجحت العملية !

اؤمأ الطبيب رأسه بابتسامة و قال بجدية : نعم مستر أدهم لكننا مازلنا فى منتصف الطريق يجب أن تمدوها بطاقة إيجابية حتى تكمل مشوارها حتى النهاية و لا تمل أو تكل و تفقد الأمل فى منتصف طريقها .. لاحظت أنها تحبك بشدة لذلك يجب عليك أن تبث لها الأمال و تشجعها على تكملة طريقها الذى بدأته .. كما أننى لاحظت أيضاً أنها تملك حماسة كبيرة لتعاود المشى مجدداً فرجاء ًحافظ على حماسها و أشعله أكثر و أكثر و لا تسمح له أبداً بإطفاء وميضه !

اؤمأ أدهم برأسه بإيجاب و قال بجدية : بالتأكيد سأفعل .. أردف بتساؤل قائلاً : ما هو المطلوب منها بعد إجراء العملية !

الطبيب بجدية : بعض التمارين و العلاج الطبيعى و التدريبات حتى تعاود المشى مجدداً بطريقة طبيعية .. ربت الطبيب على كتفه و قال بابتسامة : اعتنى بها جيداً إنها تحتاجك بجانبها .. ثم غادر و تركه !

حمد أدهم ربه و نظر وراءه حتى يطمئن أحمد ليجده جالسا ًعلى الأرض فى وضع الركوع و هو يحمد ربه .. ابتسم أدهم له و قال بدعاء : الحمد لله يا رب .. يا رب أكمل شفاها على خير .. استأذن من أحمد و ذهب ليصلى ركعتين شكر لله !

يتبع



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس