عرض مشاركة واحدة
قديم 06-08-16, 03:42 AM   #43

CFA

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 305522
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 119
?  نُقآطِيْ » CFA has a reputation beyond reputeCFA has a reputation beyond reputeCFA has a reputation beyond reputeCFA has a reputation beyond reputeCFA has a reputation beyond reputeCFA has a reputation beyond reputeCFA has a reputation beyond reputeCFA has a reputation beyond reputeCFA has a reputation beyond reputeCFA has a reputation beyond reputeCFA has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الجزء السادس ...

بسم الله الرحمن الرحيم



تقدم الاسعاف ..واخذ البيرتو مع انه رفض ..ولكن الجميع اصر عليه ..و ذهب ...دون ان اودعه حتى ..
اما انا ...فركبت مع رجال الشرطه واخي .. وطوال تلك الرحله كانت الاسئله تتوجه الي من كل جهه ..
شعرت بالدوار ..وبالضيقه ايضا .. اردت بأن ينتهي هذا الكابوس..
علمت لاحقاً بأن بعض رجال الشرطه ظلو يحققون مع السيدة ساندرا..
وبعد وصولي للمنزل ..
اقترب الجميع مني بدهشه .. وقلق... ضمتني جين وقبلتني لوقت طويل وهي تقول
- يالهي احمد الله انك بخير !!!! لا اصدق ذلك !!! ..، هل انتي بخير؟؟؟.. اخبريني هل انتي بخير؟.
- انا بخير جين ..لا تقلقي..
اما سوفيا ولورين ...فتقدما مني .. بدهشه ..
مالذي حدث ! اين اختفيتي ! هل حقاً اختطفتي؟... ولكن.. مالذي فعله البيرتو معك ؟
- اعتذر ..ولكنني حقاً لا اريد التحدث الان ..
قاطعهم ريتشارد بعد ان ضمني قائلا
- دعوها ترتاح .. انها متعبه للغايه ..
ذهبت لغرفتي واغلقت الباب ... وفي داخلي كنت اصرخ .. هاقد انتهى الكابوس .. ولكن لماذا انا خائفه ؟وحزينه؟...
وبعدها ... تذكرت البيرتو .. وبدأت اشعر بالقلق.. كيف حاله ؟.. مالذي يفعله؟... كيف يشعر؟.. هل هنالك اي خطئ فيما كانت تفعله ساندرا له؟ كل هذه الاسئله كانت تدور في رأسي وتشعرني بالقلق .. وجانب اخر يؤلمني .. لا اعلم ما سببه.. هل افتقده؟.. ولكن لم يمر على غيابه الكثير .. لم يمر يوماً واحدا ً .. لا اعلم ولكن يبدو بانني اعتدت وجوده امامي .. و ...الشعور الذي يتملكني عندما اكون بجانبه .. لا لا .. كل ما اشعر به هي مشاعر زائفه ..ستختفي ... نعم ..انها مشاعر امتنان ..لما فعله لاجلي.. بالطبع ...وهوا كذلك .. لا اريد التفكير بأي شي ..لا اريد التفكير حتى به..

*احياناً .. نخرج من كابوس .. لندخل في كابوس اخر .. ويتضح لنا .. بأن ذلك الكابوس كان حلماً جميلاً .. لم نعرف قيمته حتى دخلنا هذا الكابوس الجديد.. فهل سنتعلم من خطئنا السابق ..ونبحث عن الجيد في كابوسنا الجديد .. ام سنقترف نفس الخطأ..؟ *.
تحممت .. واخبتئت بعدها في فراشي .. اه ... يالها من راحه .. ما اجمل الشعور بالدفء في فراشك الخاص.. الذي يحمل رائحتك ..
نمت لوقت طويل لدرجة جعلتني اظن بانني نمت ليومان..
وعندما استيقظت .. كانت جين داخل غرفتي ..تحمل الافطار ..
ابتسمت وانا انظر اليها
- شكرا لك .. انا حقا ممتنه لك جين ..
وضعته على الطاوله بجانبي ...وجلست بقربي..
- لقد قلقنا عليك كثيرا ..
مسكت يدي .. وقالت بقلق
- هل انتي بخير.. ؟ لقد حكى لي توماس ما حدث .. انا حقاً .. مندهشه !
- انا بخير لا تقلقي..
- يالهي ..لا اصدق ما حدث.. لا تعلمين كيف جُن اخاك..
- ... انا حقاً اعتذر عن تسببي لكم بكل هذا ..
- لا لا توقفي عن الاعتذار ..هيا تناولي طعامك .. وبعد ذلك توماس ينتظرك في الاسفل..
حسناً ..
في الحقيقه لم استطع تناول اي شيء ..لقد كنت اشعر بالقلق ..والاحباط ... غيرت ثيابي.. ونزلت للاسفل ..
- صباح الخير ..
ابتسم لي توماس .. وقال بحماس
- صباح الخير ! .. هل انتي مستعده؟
نظرت اليه بتعجب
- مستعده؟.. لماذا؟
- الم تخبرك جين؟...
قالت جين بتوتر وهي تنظر الي توماس..
- لا .. اخبرتك بأنني سادع الامر لك ..
نظرت اليهم بقلق وقلت
- ما الامر؟
نظر توماس الى جين بغضب ..وهي تحمل جورج في يديها وتحاول أطعامه ...
اه ..سنذهب الان لتقديم افادتك .. هل يمكننا فعل ذلك؟
لم اكن اريد التكلم عن ما حدث ابداً .. لست مستعده لذلك ...ولا اريد تذكر ما حدث بالتفصيل .. لانني اعلم بانه سيتعبني جداً ..
قلت بهدوء ..
نعم بالطبع ..

كنت اجلس على طاوله خشبية ..وامامي يجلس المحقق ..
ها قد مرت ساعه كامله من الاستجواب ..بدأت اشعر بالصداع .. والقلق..
جلب لي المحقق بعض القهوه ..وقربها لي وهو ينظر الي بنظره غريبه .. قائلاً
- ولكن اخبريني مجدداً ... كيف ذهبت الى هنالك وحدك؟
- كنت خائفه من ان يتورط احد اخوتي في الامر..
- اذاً .. سنقدم هذه الشكوه .. ولكن يجب عليك الاستعداد .. فهذه ستكون قضية اتهام ضد السيد مارت..
- .. حسناً ..
كل ما كنت افكر به في تلك الغرفة الخانقه ..هو البيرتو .. كيف ساخبره بالامر .. يجب علي الاسراع في ذلك . .
وبعد دقائق ..شعرت بالاختناق ..فقلت بتوتر
- هل يمكنني الذهاب.؟
- نعم.. شكرا لك ..
خرجت من هنالك ..ووجدت اخي وجين ينتظرانني في الرواق..
- مالذي حدث .. هل انتي بخير ؟
- كاميليا تبدين شاحبه؟
- انا بخير ..لا تقلقوا..
- هيا بنا ..دعونا نعود للمنزل..
وبالطبع ..عدت ..ودخلت الى غرفتي دون التحدث الى اي احد .. لقد كنت اريد الجلوس وحدي ..
يالهي .. كيف سافعل هذا .. متى .. ؟..يجب علي الذهاب الى المشفى لرؤيته .. نعم ..ليس لانني اريد رؤيته ..فقط لانني اريد اخباره بالحقيقه ..نعم ..فمن حقه معرفة الحقيقه .. كما انني ان لم اخبره سيخبره المحامي..
نعم ساذهب له هذا المساء .. وسأخبره عن الحقيقه ..
دخلت الى غرفتي سوفيا وهي تنظر الي بتعجب .. وقالت
- كاميليا .. ابي ..يريد رؤيتك..
تعجبت انا ايضاً .. توقفت بهدوء لحقتها الى مكتبه . .. دخلت .. وكالعادة كان يجلس امام النافذه .. في غرفته المظلمه ..والمسيقى الهادئه تشتغل ..
- مرحباً ريتشارد..
لم ينظر الي ..
- تفضلي بالجلوس..
جلست بهدوء على الاريكه التي امام مكتبه .. و انا اشعر بالتوتر .. فقطع الهدوء وقال
- لطالما هدئتني المسيقى .. ومهما كنت اشعر بالتوتر كانت تخفي ذلك..
شعرت بالغرابه ..مالذي يقصده؟.. وما دخل هذا بي؟.. لماذا دعاني الى هنا؟.. لم اجبه .. فقال
- هل انتي بخير؟
اتسعت عيناي وقلت دون ان افكر بألاجابه الحقيقيه..
- نعم انا بخير ..
لماذا كذبت؟.. هل لانني لم اعتد على سؤاله ...؟.. لم اعتد على اهتمامه لي... سؤاله جعلني اشعر بانني اقع في قاع مخيف.. نعم ..اظن بان هذا هوا السبب... في اسوء حالاتي لم يسألني عن حالي .. فلماذا يفعل هذا الان؟... هل انا حقاً واقعه في قاع البئر؟..
فقال ..
- انا اعتذر .. عن كل ما حدث لك ..وكل ما يحدث .. اعتذر عن كل يوم قضيته في عذاب ..دون ان اكون بجانبك..
ولم اعد احتمل ...شعرت بأن قلبي توقف..
- مـ ـ الذي ..يجري ريتشارد... انـ ـا لسـ ـت غاضبه منك اطلاقاً ..
-نعم وهذا ما يؤلمني..
- ماذا؟
- انتي لم تغضبي مني .. ولم تحاولي الانتقام مني او من ابنائي.. انتي حتى لم تحاولي جرحنا .. وجدتي الابتعاد حلاً .. لنكون بخير .. ولتكونين انتي بعيده عن كل ما يؤلمك ..
لم استطع اجابته .. لقد كنت في حاله صدمه .. هل حقاً هذا ليس حلم؟.. لم اتوقع يوماً بانني ساسمع هذا من ريتشارد.. فقلت بقلق
- ريتشارد ..انت لم تفعل ما يؤلمني ...
- نعم ولكنني لم اقف الى جانبك يوماً ..كنت ارى كل ما يحدث امام عيني ..ولم اتفوه بكلمه ..اظن بان السبب هوا .. انانيتي ..فبالطبع لم اشاء التدخل لان ....
قاطعته قائله
- ريتشارد .. كل ما حدث في الماضي ..يعود للماضي.. لا داعي للتفكير به .. انا نسيت كل ما حدث .. ولا احمل اي ضغينة نحوكم.. انتم عائلتي الوحيده الان.. ولا املك غيركم ..
شعرت ببكائه خلف الكرسي العملاق.. فأتسعت عيناي ..وركضت لاقترب منه ...
-ريتشارد... هل انت.. تبـــ
ضممته بقوه وهو يحاول اخفاء وجهه المحمر عني...
- انا اعتـ ـ ذر .. عن كل ما عشتيه من ...انا..حقاً اعتذر... اقسم لك بانني كدت اجن خوفاً عليك... واقسمت بانني لن اسامح نفسي اذا اصابك شيء.. انتي... لا تستحقين هذا .. انتي...
لم يستطع الاكمال.. فلقد كان يكح بقوه ... شعر بالاختناق..
-توقف ارجوك...ارجوك توقف ستتعب نفسك..انت ...
جلبت له بعض المياه .. وساعدته في شربه ..حاول اكمال ما يريد قوله
ولكنني قاطعته قائله
- اسمعني ..ريتشارد .. اقسم لك بانني لم افكر يوما بهذا ..فلطالما كنت جيداً .. وكما انه يكفينني بانك لم تؤذيني يوما ما .. لقد كنت منشغلا بحياتك ..وهذا يكفيني .. ! ..انت لا ذنب لك في كل ما يحدث لي ..
- ارجوكي سامحيني كاميليا .. انا .. استحق كل ما حدث لي ...
- لا احد يستحق ما يحدث له .. ولكن هذه هي الحياة .. تضربنا بأمواجها لترى من فينا سيحاول النجاة ... ومن فينا سينجرف مع الموج .. وهو مصدقاً بان هذه هي نهايته...
نظر الي بتمعن ..
- سأحاول فعل ما استطيع لاعوض لك عن كل ما حدث ..اعلم بانه فات الاوان .. ولكن ..
- يكفي ما سمعته منك .. حقاً هذه اجمل محادثة ..خضعت لها منذ شهور.. شكرا لك ريتشارد..
امسك بيدي ونظر الي مجدداً وقال
- هل كان الموج قوياً للغايه؟
ابتسمت له وانا امسح دمعي ..
- نعم .. ولكنني نجوت منه ..
ضمني بقوه وقال
- انا فخور بك ..
فكرت بهذه المحادثه طوال هذا اليوم .. فلم استطع تصديق ما سمعته .. شعرت بألم يعتصر بقلبي.. وانا اتذكر ماضي حاولت نسيانه بشده .. نعم .. حقيقه حاولت انكارها ..ولكنها تعود كالشبح امامي ...لتذكرني بانها حدثت ...

* بعض الاحيان .. نحاول نسيان الامر بشدة .. .لدرجه تجعل ذاكرتنا تقدسه وتحفظه اكثر من اسمائنا.. *

نزلت من السلالم ..واستقبلتني جين ..وهي تحمل جورج ..
- مرحبا عزيزتي..
- مرحباً جين .. يالك من فتى وسيم
قبلته .. وتقدمت لاخذ معطفي ..
التفت اليها مجدداً وقلت
- سأذهب لزيارة البيرتو..
- وحدك؟
- نعم .. ما الامر؟
- توماس .. لا يريدك الخروج وحدك...
- لا تقلقي سأكون بخير..
- ولكـ ـ ..
لم ادعها تكمل .. ابتسمت بجفاف ..وقلت
- قولي له لن اتاخر..
خرجت واغلقت الباب بقوه .. في الحقيقه كنت خائفه من خروجي وحدي ... فمعه حق ..هذا خطر للغايه ..كما ان المحقق منعني من هذا ..ولكن .. لا اريد مقابلة البيرتو مع احد.. اريد التحدث اليه وحدي..
وصلت الى المشفى .. وانا اشعر بأن قدماي لا تحتمل الحركه .. نعم لقد كنت اشعر بالدوار ..
لا اعلم لماذا كنت خائفه من ردة فعله لهذه الدرجه ..اعني ..لم اعرفه الا لمدة قصيره ..فلماذا اقلق من ردة فعله هكذا؟..
لم اشعر بهذا الخوف في حياتي .. هل خوفي من ان اخسره هوا الذي يحكمني في هذه اللحظه؟..
اخسره؟.. اتحدث وكأنه ملكي..
دخلت ووجدت الممرضه امامي..
- اعتذر .. ولكن اين هي غرفة البيرتو سيلفادور؟
-.. لا اعرف يجب عليك سؤال تلك الممرضه ..فهي المسؤوله عن الغرف ..
- حسناً شكراً لك ..
انستي ... اين هي غرفة المريض البيرتو سيلفادور؟
- انتظري قليلا ..
فتحت دفترها ..وبحثت في الاسامي .. وقالت
- البيرتو .. اه لقد خرج قبل قليل..
- ماذا؟..
- نعم ..طلب بأن يكمل علاجه في منزله ..
- اووه... هل هو بخير؟؟
- نعم.. انه بخير .. لا تقلقي..
- حسناً شكراً لك..
-لا بأس..
خرجت وانا احمل هالة الخيبه حولي... خيبة امل .. نعم فلقد كانت جرأتي كالورق الذي يحترق كلما اقترب من النار.. ويصغر .. حتى يختفي ويصبخ رماد.. لا يمكنني الذهاب اليه الان ..فلقد خرج منذ قليل.. وسيكون متعب بالتأكيد.. ولــكـ .. يالهي متى علي الذهاب..
عدت للمنزل .. وانا حزينه .. فقابلت جين مره اخرى ... وجلست بجانبها

-اين الجميع؟
- توماس ذهب لرؤية المحامي ولم يعود..ريتشارد خلد للنوم.. لورين ذهبت لصديقتها اما سوفيا فأنها تدرس في غرفتها ..

* في بعض الاحيان .. تشعر بانك داخل تلك الدوامه السوداء .. وتشعر بأنك محطم..وعالمك اصبح موحش للغايه .. ولكن كلما نظرت الى من حولك .. تتذكر بان.. هذه الدوامه السوداء .. تعيش في عالمك فقط.. اما الناس.. فلم يتغير عالمهم ابداً ..يعيشون حياتهم كما هي .. يرون الالوان كما هي .. تضخ بالحياة .. ليست كحياتك المليئه بالسواد.. *

- امم .. وماذا عنك ماذا تفعلين هنا؟
- لا شيء .. افكر...
- تفكرين؟.. بماذا؟..
نظرت الي بتمعن .. وقالت
- في هذه الاحداث السريعه .. اعني .. اشعر بانني ضائعه في كل هذه الاحداث ..
- ضائعه؟.. لماذا تشعرين هكذا؟..
- لا اعلم ..اظن بانني مرهقه من هذه الامور .. فلقد كان توماس في الايام السابقه كالمجنون يبحث عنك في كل مكان .. لا يتحدث ولا يأكل .. كل ما كان يفعله هوا البحث .. وانا كنت اشعر بانني اختنق ... فماذا ان اصابك مكروه؟.. كما انني شعرت بالضغط .. و.. لا اعلم ..
- انا حقاً اسفه لانني جعلتكم تمرون بهذه التجربه الصعبه ..
- لا .. في الحقيقه .. انا التي يجب عليها الاعتذار ..لم يجدر بي قول هذا .. فانتي التي مررتي بكل هذه الصعاب.. لقد .. مررتي بتجربه .. لا نعلم مالذي حدث لك بها .. ولــ
- انا بخير جين ..لا تقلقي.. صدقيني ...
- ولكنك شاحبه ..ولا تتوقفين عن التفكير..
- الامر ليس كما تظنين..
0- مالامر؟
- البيرتو..
- ما به؟
-تعلمين بانني لم اخبره عن امر خاله ..وهذا يثير قلقي.. لا استطيع النوم .. كل ما افكر به هوا ردة فعله .. بالطبع سيكون غاضب للغايه ..ولكن لا اريد ... لا اريد احزانه .. فلقد ساعدني كثيرا .. .و حماني ..وعرض نفسه للخطر من اجلي.. ذهبت اليوم للمشفى لاخبره بالحقيقه .. ولكنني لم اجده لقد اعاد لمنزله .. و،.. انا قلقه جداً .. ان علم بالامر من المحقق فسيكون الامر اسوء بكثير..
- معك حق.. انه اسوء يجب عليك الذهاب اليه غداً .. اذهبي الى منزله . ..وايضا .. اجلبي له هديه ..
- هديه؟
- نعم !! لتشكريه على ما فعل ! ..اعني .. انظري اليه ملقى في الفراش لاجلك..
- ولكـ ـن...
-ماذا ..الا تظنين بان كل ما فعله من اجلك يكفي لينال هديه بسيطه منك .!
- بلى .. حسناً ..ولكن هل يمكنك مساعدتي لا اعلم مالذي يجب علي جلبه .. ولا..
- بالطبع ! .. سنخرج في صباح الغد للبحث عن امراً مناسب.. وبعد ذلك سأوصلك الى منزله .. ما رأيك..؟
-شكرا لك !! .. سيكون ذلك رائعاً ..
خلدت للنوم وانا احاول مسح كل تلك الخطوط المشوشه في رأسي.. ولكنني لم استطع بالطبع ..
فلقد كانت اقوى من ارادتي.. ليتني استيطع ايقاف كل من حولي ..فقط لانام .. لساعات قليلة ..
*وكلما اطفئت الضوء ... لاخلد للنوم ..تشتعل نيران في داخلي ...لتوقظ جميع مشاعري.. *
-
استيقظت ... وغيرت ثيابي. .. ها انا اقف امام المرآه ... لم ارى نفسي منذ وقت طويل بهذا الشكل..
وضعت بعض المسكارا و احمر الشفاة ... لاضيف بعض الحياة لوجهي الشاحب.. ولكنني لا اظن بانني نجحت في ذلك...
اشعر بالتوتر .. هل لانني ساراه مجددا؟.. ام انني قلقة عليه؟.. هل هوا بخير يا ترى؟.. هل شعر ببعض الاشتياق لي؟؟... لا لا اظن .. اه ياله من شعور غريب .. يضحكني تفكيري به.. فقبل اسبوعان ..كان السيد البيرتو مخيفاً بالنسبة لي .. وكأنه الشبح ! ... وتلك الهاله السوداء حوله لا تختفي .. ايضاً .. كل ما كنت افكر به عندما اراه هوا جفافه وبروده المخيف ! اما في الايام السابقه .. فلقد ظهر نصفه الاخر .. لقد كان بشراً تماماً مثلي.. لم يكن شبح كعادته .. يحمل مشاعراً في داخله ..مع انه لم يظهرها ابداً.. و..
توقفت عن التفكير بعد سماع طرقات الباب..اخذت حقيبتي .. عندما دخلت جين بحماسها الدائم
- هل انتي مستعده؟
- ..اظن ذلك..
لقد كان الطريق طويل للغايه ..وكانه دهر .. هل لانني خائفه.؟..
التفت الي جين وهي تبتسم ابتسامه حاولت تجاهل معناها...
- تبدين جميله .. لم اراك هكذا منذ وقت طويل..
- اعلم بانني كنت مخيفه ..
- لا ..ليس كذلك ولكنك كنت تبدين كالمومياء..
ابتسمت وانا انظر اليها ..
-مخيفه كالمومياء..
- ..وماهو سبب هذا التغير؟..
- ماذا تعنين؟
- لا اعلم .. ماهو سبب هذا التغير المفاجئ؟.. هل للسيد البيرتو اي علاقه بالامر؟
اتسعت عيني ... وتسارعت نبضات قلبي... يالهي .. كل هذا التوتر بمجرد سماع الامر ..ماذا ان كان صحيحاً..
التفت اليها وقلت بتعجب
- ماذا !! ،، وما دخله بالامر؟..
- حسناً ...يبدو بانك لا تريدين التحدث عن الامر ..
- توقفي عن هذه التلميحات جين ! .. انا حقاً ممتنه له لكل ما فعله .. انه شخص جيد ! ولكن هذا لا يجعلني واقعه في حبه ! .. وما دخل تبرجي بالامر !..لطالما تبرجت وتعلمين بانني لم اكن واقعه في حب اي رجل ! انا افعل هذا لاجلي ..ليس من اجل شخص اخر ! ..فمن الطبيعي بأن احاول استرجاع نشاطي وحياتي السابقه بعد كل هذا َ ..كما انه .. ليس.. ليس. ..من نوعي المفضل.. اعني انه مختلف عن ما اريد ! ...
- حقاً..؟ لا اظن كذلك .. فالسيد البيرتو يعجب كل النساء ..
- حقا؟؟ لماذا هو اعزب اذاً؟
- .. يمكنك عكس المعادله ..فهوا صعب للغايه ..ولم تعجبه اي فتاة .. حتى الان!..
نظرت اليها بأستهزاء ..
- حسناً اذاً .. اطمئيني فانا ايضاً لست من نوعه المفضل ....
- وما ادراك؟..
- هل يمكننا التوقف عن التحدث بهذا الموضوع! سارى الرجل الان وانتي تتحدثين عن هذه الامور ! انتي تزيدين توتري يا جين !
- حسناً انا اسفه.. ساتوقف..
- اين هوا جورج؟
- انه نائم .. لقد طلبت من توماس البقاء معه حتى عودتي
قفزت وانا انظر اليها بدهشه
- هل اخبرتي توماس عن ذهابنا الى البيرتو؟
- لا ! ..بالطبع لا .. اخبرته باننا سنذهب للتسوق
- حقا! التسوق وانا بهذه الحاله ! هل تظنين بانه صدق؟
- نعم صدق ! هل نسيتي كيف تحبين التسوق! فسماع هذا الخبر اسعده .. وجعله يشعر بانك عدتي لطبيعتك
- جيد ..
توقفنا امام المتجر ..ودخلنا..
و لاول مره ادخل الى متجر رجالي... هذا جعلني افكر بالامر طويلا .. انا لا املك رجلاً في حياتي سوى توماس.. و ..لطالما جلبت لتوماس هدايا ولكنها كانت عباره عن رسوماتي.. ام .. بعض التحف الاثريه ...لم ادخل الى متجر كهذا قط.. سحبتني جين الى قسم المحافظ الجلديه ..
لقد كانت رائعه..ولكنني لم اشعر بانها مناسبه ..
نظرت الي جين وقالت
- انها رائعه ..انظري الى جلودها .. انها جلود ايطاليه ..
-نعم استطيع شم رائحتها ..انها جلود اصليه ..
- نعم .. انظر الى هذه ..
لقد كانت مكونه من جلد تماسيح..
- جين ! ..الا تظنين بان هذا مبالغاً به ! ما كنت اعنيه في هديه .. هي بأن تكون رمزيه ! تعبر عن شكري وامتناني ! ..
- حسناً .. ماذا تريدين اذا !...
- لا اعلم .. انا حقاً ..لا اعلم
- اه علمت !! .. الحقيني ..
لحقتها في هذا المتجر العملاق ..والمليء بالزبائن..
وكان هنالك بعض السلالم .. صعدنا للاعلى ... فتوقفت امام هذا الجدار الزجاجي ..لقد كان مليئ بقطع الحديد الملونه .. لم اعرفها في البدايه ولكن عندما اخرجت جين واحده وامسكت بها .. علمت بانها ولاعة !
نظرت اليها بتعجب .. بعد ان قالت
- انها رائعه .. كما تعلمين البيرتو يدخن السيقار طوال الوقت ! .. هذه ستكون بيده طوال الوقت !
كما انها جميله للغايه ..انظري الى هذه الرسومات ..
- جين ! هل تمزحين ! لن اجلب له شيء يساعده على قتل نفسه بحجة امتناني لما فعله !
- ماذا تعنين !
- ان جلبت له هذه ! .. فهذا يعني انني اشجعه على التدخين! ولا اريد ذلك !
-يالهي ! انتي عنيده للغايه .. انتظري هنا ساذهب لارى ماذا هنالك ..
ذهبت جين ..ونظرت الى كل هذه الرسومات.. لفتت انتباهي واحده . ..ومنذ اول نظره ..رأيتها شعرت بانها ملك البيرتو .. اقتربت .. واخذتها ... قلبها بين يدي وانا ارى نحتها الجيد..
لقد كانت الرسمه منقسمه الى جزئين ... جزء لغابة مظلمه .. وقمر ساطع ...واشجار سوداء .. وغراب يقف فوق كرسي فارغ.. كما انه هنالك بعض السواعق.. والنصف الاخر .. كانت غابه مشمسه ..ومليئه بالاشجار الجميله .. كما ان هنالك عصفوراً يقف فوق الكرسي.. لم اعلم ماهو تفسيري لهذه الرسمه .. ولحد علمي ..فكل فنان يملك تفسيرا لكل لوحه تعجبه .. ولكنني عجزت للحظه ! ..فكل ما كنت اراه في هذه الرسمه هوا البيرتو .. لم يكن هنالك اي تفسيراً للامر في عقلي... ولكن هذا ما شعرت به .. قررت بانني ساخذها .. لن اعطيه هيا .. سابقيها معي ! ..
ذهبت للحساب .. ودفعت ثمنها ... وعندها رأيت تلك الاساور الرجاليه ..انها بسيطه ..و جميله ايضاً.. نظرت الى احدها لقد كانت قطعة جلد وتملك بعض الرسومات السوداء عليها .. تبدو قطعة فنيه عريقه ..احببتها كثيرا ..
- ساخذ هذه ايضاً ..
- حسناً سيدتي..
اقتربت مني جين وقالت
- ماذا تفعلين !! هل وجدتي شيئاً؟
- نعم.. انظري انه سوار ...
- سوار ! حقاً كاميليا! لا اظن بانه يرتدي هذه الامور!
- ماذا .. ! لما لا؟
- لا اعلم ولكن .. لا اظنه يحب ارتداء الاساور...
شعرت بالاحباط.. لانه لا يوجد شيء استطيع تقديمه له .. لن اعطيه الولاعه ..نعم لن اكون سبباً في مرضه !
نظرت الى جين وانا احاول الابتسام ..
- لا اكترث ان كانت ستعجبه ام لا ! ما يهمني هوا التعبير عن امتناني فقط!
- حسناً .. هيا اذا ً ..
نظرت الي جين وانا شارده ..انظر الى هذه الشوارع الجميله ..
وقالت
- هل تعجبك ؟
- توقفي جين ! اخبرتك بانه لا يعجبني ....
ضحكت لوقت طويل .. وقالت وهي تنظر الي
- لم اكن اتحدث عنه!
-ماذا؟
- اقصد الشوارع.. هل تعجبك المباني الاثريه؟... ولكن على ما يبدو بانك لم تكوني شارده بجمالها ...فلقد اشغلك جمال امراً اخر ..
- يالهي ..
وضعت يدي على رأسي وانا اتظاهر بالملل .. ولكنني كنت اشعر بالاحراج .. في الحقيقه .. انا لا اكف عن التفكير بالامر ..وهذا حقاً يغضبني..
توقفت بعض لحظات وقالت
- ها نحن !
نظرت الى المنزل... وتذكرته ..انها ليست المره الاولى لمجيئى..
وقبل خروجي ..امسكت جين يداي بقوه وقالت
- اتمنى لك الحظ.. كوني فتاة جيده !
ضحكت وانا انظر اليها ..
- الى اللقاء..
توقفت امام الباب لدقائق... اشعر بانني سيغشى علي من توتري.
- طرقت الباب .. وبعد ثوانِ فتحت لي الخادمه ..
- مرحباً .. هل السيد.. البيرتو .. متواجد؟


نهاية الجزء .. اتمنى اشوف تعليقاتكم ورايكم يهمني كثيراً ...


CFA غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس