عرض مشاركة واحدة
قديم 07-08-16, 07:53 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


ومن الطرف الآخر من المدينة وبعد مرور بعض من الوقت تنهد بتعب وهو يحصي ما بقي معه من مالٍ قد وفره مقابل عمله المتواصل في الليل والنهار... ابتسم برضى حيث انه لم ينفق كثيراً من المال واستند بظهره على الاريكة ثم اغلق عينيه بتعب وراح بذهنه الى ريم مجدداً كعادته كل يوم... واتسعت ابتسامته الساحرة اكثر فأكثر عندما لاح ذلك الطيف امام مرآه.. طيف فتاته التي استقبلته ذلك اليوم بفستان اشبه بفساتين الاميرات وشعرها الذي تطاير وهي تهرول باتجاهه بيوم ميلادها في حديقة منزلهم الخشبي... ولكن تقطب جبينه وفتح عينيه بغضب بسبب ذلك المخلوق المزعج الذي اقترب منه وقال بسخرية " رائد ألم يسأم عقلك من صورة ريم..؟!"
ليعتدل في جلسته ويقول وهو يتناول كوباً من الشاي " دعي سخريتك لشخص آخر يا جيداء،، اخبريني الآن كيف وضع والدتي!"
وبعد ان جلست بجانبه " بخير،، افضل حالاً"
اومأ برأسه ايجاباً واخذ يرشف كوبه بصمت لتبادله جيداء بذات الصمت لمدة عشرة دقائق... وبعدها وضعت جيداء الكوب جانباً: " اخبرني الآن ،، كيف جرت المقابلة!"
"بخير.."
جيداء بعدم استيعاب " فقط بخير ؟!"
لاذ بالصمت و عاد لشرود ذهنه من جديد.. لتقول جيداء بضجر " حسناً.. متى ستبدأ بالعمل!!"
" بعد الغد " رائد ببرود
صمتت قليلاً ثم " كما اخبرتني ريم انك ستقوم بإجراءات نقل خالتي للمشفى"
اومأ رأسه بهدوء فتسائلت بخبث بعد صمت دام قليلاً " أجل وعيد الميلاد،، ( ثم بحماس) اخبرني اخبرني ما حدث ارجووك "
ابتسم قليلاً ورفع حاجبيه بمعنى لا ونهض من مكانه وابتسامة تلوح على وجهه العريض لتشعر جيداء بخيبة أمل ثم تقوم بترتيب المكان.. واما رائد كحالته المعتادة يذهب الى ريم بذهنه وقلبه وعيونه بل بكامل جسده ايضاً.. راحة شديدة تسيطر عليه وهو يفكر بها ،، فكيف وهو بجانبها !!؟
لنعود بتفكيره الى احد الايام الماضية حيث مشهد قصير في هذه الرواية.. حين رفع علبة حمراء مربعة الشكل وقدمها لريم وهو يقول " أتمنى أن تعجبك "
ابتسمت بحياء وهي تلتقطها من بين يديه لتلامس اصابعها الرقيقة جزءاً من يده وتشعر بالكترونات حرة تسري في جسدها فازدردت لعابها بصعوبة وشرعت بفتح العلبة بلهفة وحب لتبتسم أخيراً وهي ترى عقداً بسيطاً يتوسطه فراشة صغيرة لتعاود انظارها الى رائد وتقول بامتنان "شكراً جزيلا حقا انه جميل "
بادلها بابتسامه " لا شكر على واجب.. برغم انه شيء بسيط.."
قاطعته ريم وهي توجه العقد له " هيا البسني اياه.."
قال باضطراب " ماذا؟!"
ريم بالحاح "هيا يا رائد"
امسك رائد العقد بارتباك ثم اعطته ريم ظهرها ورفعت خصلات شعرها ليفكه ويتجه بيديه المهتزتين امام وجهها ليأخذ الطرف الاخر من العقد ويشبكه بارتباك شديد حول عنقها النحيله... وفي ذات الوقت تكون ريم تتخلص من خجلها وارتباكها بكلامها الذي وجهته وهي تقول " ان جدتي تقول الهديه ليست بثمنها بل بقيمتها.. وتكون قيمتها بنفس المقام الشخص الذي اهداك اياها في قلبك.."
ابتسمت وهي تعاود الالتفات اليه " انه جميل جدا شكرا لك.."
" لقد لاق بكِ كثيراً" رائد بحب
" وعدي لك لن اخله من عنقي ابداً"
تسائل باستغراب وسعاده كبيره " وعد؟!"
اومأت رأسها " وعد..."
وعود بسيطه ولكنها جميله في لحظات تلمس بها اوتاراً حساسه في القلوب نقولها لمن لهم مكانه عظيمه في قلوبنا... فوعد ريم بعدم خلها ذلك العقد .. وعدا بسيطا ولكن يحمل في ثناياه حبا كبيرا لا تريد فقدانه....
وبعد تفكيره الطويل ذاك وشعوره بذلك الشيء الجميل الذي لا يستطيع تفسيره.. وتلك الراحه الكبيره اغلق عينيه بهدوء ثم راح في سبات عميق....
**********
بعيدا عن هذا الليل الموحش دعونا نقلب صفحه من صفحات حكايتنا لنستقر في التاليه ونذهب الى اليوم التالي حيث اطلقت الشمس اشعتها الذهبيه والتي اخترقت بقاع العالم اجمع وعلى مائدة مستطيله الشكل حيث امتلأت بالفطائر وبعض الالبان والاجبان..
تنهد الجد ووضع كوبا من الشاي جانبا ليتسائل بصوته الوقور " اذا يا قمر اخبرينا ماذا قررتي بشأن العمل"
اتجهت الانظار جميعها الى قمر فرفعت رأسها باتجاه جدها ثم قالت وهي تهز كتفيها " لا ادري ما رأيك انت ؟"
"برأيي انه عمل ممتاز..."
قالت ريم بحماس " ثم انك موهوبه جدا تأخذين بعضاا من الدروس احتياطا"
قالت قمر بهدوء " لا ادري"
وضع رامي قطعة الخبز ثم قال "اسمعيني جيدا يا قمر ( وهنا وجهت نظرها الى رامي ولسوء الحظ التقت عيونها بعيون رجلها الحديدي فشعرت بغصه كبيره.. ولكنها اذعنت لكلام رامي تحاول جاهدة ابعاد عيونها عنه ) العمل في شركه مثل شركه العم وليد امر جميل.. ويكسبك بعض الخبره.. وكما قالت ريم فانت تتحلين بموهبه ثم انهم اصداقئنا منذ زمن هذا يعني لا داعي للخوف.. وكما قال البارحة انهم يبحثون عن الموهبة لا حاملي الشهادات.."
اكملت ريم "كوني على ثقه من ذلك ان العم وليد طيب جدا..لولا ذلك البغيض ابنه ..."
قاطعتها الجده " لا تشوشوا تفكيرها انه قرارها هي... تستطيعين التفكير يا عزيزتي قمر لأي مده تريدين"
ابتسمت قمر ابتسامه شاحبه ثم عادت تعبث في محتويات وعائها من جديد شارده الذهن تفكر بعرض العمل الذي عرضه عليها العم وليد الرجل الذين ذهبو اليه البارحه لاقامة الشواء في منزله.. صاحب شركه لانتاج الاحذيه والحقائب.... فبعد معرفة ابنه المدعو كمال بانها تمتلك قدرات بالرسم.. وبما انه هو المسئول عن فرع الشركة الموجود هنا التي تم افتتاحه قبل سنين لا تتجاوز الست.. وبصفته احد المسئولين عن قسم التصميم.. فقد اراد انضمام قمر الى فريق العمل.. مع قليل من التدرب.. ووضعها تحت المراقبه..
هل تقبل ام تراها ترفض ؟؟ لقد حلمت بمستقبل باهر تنتج به اعمالها الخاصه.. وذلك المستقبل الذي حلمت به سيتحقق ولكنه ناقص..من عائله تشد من ازرها... اب يقف معها ويوجهها نحو الطريق الصحيح وام يتيسر طريقها بدعوات صادره من قلبها الطيب.. تنهدت بعمق وازاحت نظرها عن وعائها لتلتقي عيونها الحائره بعيونه.. لم تستطع حينها التنبؤ بمعنى تلك النظره الثاقبه كانت ابعد ما يكون لتفسير عيونه اليوم تريد التفكير بمعجزه ظهرت لها...فاعادت نظرها بهدوء الى ريم التي تأففت ممسكه هاتفها تنظر الى شيء ما... فتسائل مجد ليجلب انتباه محبوبته له ولكن فشل بذلك" ما بها فتاتنا الخرقاء؟"
وضعت ريم هاتفها جانبا واجابت " لقد رأيت شيئا ما"
" ام تراه حبيبها الجميل لا يكترث بها " رامي بسخريه
تجاهلته ريم واكملت تناول طعامها بهدوء..
اقتربت قمر منها وقالت " انها امل.. اليس كذلك؟"
تسائل مجد باستغراب " ماذا هناك؟؟ ما بها امل"
" لا شيء" ريم بلا مبالاه
" ياا للعجب تحدثت اليها البارحه و......"
مهما كانت قمر تحاول تجاهل وجوده.. الا ان الغيره كان دافعا قويا للنظر اليه وعيونها تشن حربا قاسيا عليه.. عيونها التي لمست وترا حساسا في قلبه.. بل كانت عيونها العسليه الموجهة نحوه هي نقطة ضعفه.. لذلك فضل الصمت وهو يحاول ان يخمن سر تلك النظرات..
وفي هذه الأثناء حيث انشغل مجد في تحليل سبب تلك النظرات العدوانيه التي وجهت نحوه.. وقد كان البقيه كل بتفكيره وطعامه.. اقترب رامي من جدته وقال لها بصوت هامس " انظري الى حفيدك ذاك.. تصرفاته غريبه في الاونه الاخيره لقد ازال قناعه القاسي"
رفعت رأسها اليه وقالت " سيغادر غداً..."
اومأ رأسه بتفهم ونظر نظره خاطفه نحو قمر محدثا نفسه " ان الحزن بادي على وجهك كثيراً..." ثم اكمل حديثه مع جدته "ألن تمنعيه.."
وفي هذه اللحظه حيث اجابته الجده كان مجد يحاول الخروج من سجن عيونها الذي وقع فيها اسيرا... اذعن لصوته الداخلي بعد ان امره بالهروب فالتفت حيث رامي الذي كان يتحدث الى الجده بتمتمات فتساءل " بماذا تتحدثان ؟"
فتح رامي عيونه حينها بتفاجئ بينما عادت الجده الى وضعيتها الهادئه وبقيت الاجابه على رامي فحك رأسه واجابه بتلعثم وهو يحاول تلفيق اي شيء " كنا نتحدث.. بما انه اخر يوم نقضيه هنا.."
مجد بشك " اذا ؟؟"
قالت الجده " نزهة .. "
ابتسم رامي ببلاهة " اجل نزهة جميلة..ما رأيكم يا فتيات؟
لم تعترض ريم فكانت تعابير وجهها تدل على الموافقه وهي تهز رأسها بمعنى لا اعتراض ممسكه هاتفها تعبث بأزراره... في حين أيدت قمر الفكره بحماس لعل عقلها الباطني يصل الى نهاية الطريق الصحيح وتستطيع اخراج وتشتيت تلك الطاقه السلبيه التي علقت في عقلها وقلبها...

وبعد مرور الوقت كانت السياره الحمراء مكشوفه السقف قد انطلقت في طريقها العشبي الطويل الذي تخلله مزيج من الضحكات تاره والخديث تاره اخرى....
بينما قمر كانت من الفريق الذي لا يشارك الا بالشيء القليل تستمتع بصمت ونسمات الهواء الدافئه تداعب وجنتيها طوال الطريق وتخاطب شعرها المجعد الذي يحلق بكل حريه وهي شارده الذهن باسمه المحيا وبريق الاعجاب في عينيها الناعستين جاهله الكم الهائل من الابتسامات والنظرات الخاطفه التي وجهت اليها...
الا أن..


...............
...........
.......
.....
...
.



توقفت السياره


" واخيرا وصلتم.."
صدر ذلك الصوت عندما ترجل جميعهم من السياره وبدأت ريم بالسير برفقه رامي بينما كانت قمر تتناول من مجد غطاء احمر بأنامل مرتجفه.. وما كان من ريم الا ان عبست وجهها وتأففت وقالت بضيق كبير: "من الذي دعا ذلك البغيض الى هنا.."
ثم بسرعه فتحت عيونها بغير تصديق واتجهت بنظرها حيث رامي متوعده، الذي ارتسمت على وجهه البراءه وتحدث كاتما ضحكته من شكل ريم الحانق " لست انا.."
لتمضي في طريقها غاضبه كرياح هوجاء عاصفه.. وفي نفس الوقت تكون قمر قد رفعت رأسها وهي تزدرد لعابها من التوتر وتبدأ بالسير ليأتي من خلفها مجد مرتدياً بنطاله الاسود وقميص بنفس اللون.. وكاد ان يتعداها لولا تلك النظره الجانبيه التي القاها عليها و....
قطبت جبينها باستغراب وهي ترى رامي يتحدث الى ذلك الغريب الذي اعاطاها اياه ظهره.. ابتسمت مجامله عندما تعرفت الى ذلك الغريب الذي استدار وبادلهم الابتسامه وقذف في قلب ذلك المجد غضب كبير ليجعله يقترب منها ويتحدث بنبره قاسيه (تجعل الحجر يتكسر فكيف بقلب تلك القمر) كاظما غضبه "خبئي تلك الابتسامه اللعينه.. "
ومضى في طريقه تاركا اياها تحاول استيعاب تلك الكلمات التي خرجت من فمه كسموم قاتله.. تقف هي بحيره تحاول ان تهضم كلماته بدون حدوث الم ولكن دون جدوى!!
وهو الا يستمتع الا بقذف حممه البركانيه الحارقه عليها؟؟! ألا يكتمل يومه الا بمس الضرر في قلبها وشن حروبه الداميه !! ألن يمر يومها بسلام أبدا خاليا من كلامه الجارح.. نظراته الثاقبه.. !!!
أخذت نفساً عميقا ورفعت رأسها للسماء الزرقاء الصافيه وهي تشد بقبضتيها على الغطاء الذي تمسكه ثم اخرجته وهي تعود برأسها الى وضعيته السابقه... لتلتقي عيونها الناعسه بعيونه الرصاصيه الهادئه التى انعكست اشعه الشمس عليها لتبدو اكثر جمالا وسحرا.. وكأنها موجات مغناطيسيه تأسرها وتجذبها نحوه....
ألم يخطأ نيوتن عندما اعتبر اتجاه الجاذبيه نحو مركز الارض وليس هو ؟؟!
**********

وبالعوده الى المكان الذي انطلقت منه السياره وفي شرفه تطل على بحيره صغيره يسبح بها بعض اسراب البط وضعت كوبها ببطئ وهي تستمع الى زوجها الذي قال بهدوء "افكر في ان انقل فرع الشركه الذي يوجد في فرنسا الى هنا.."
قطبت جبينها وتسائلت باستغراب "لماذا؟!"
"وجود ذلك الفرع هناك لا يحل علينا بالفائده.. بل يأتينا بالمشاكل.. (صمت قليلا وهو ينظر الى الفراغ ثم اردف ) حفيدك مجد ليس على ما يرام في الاونه الاخيره.. انه لا يجلس معنا كما في سابق الزمان.. نراه شارد الذهن ودائما متعب يشغل نفسه بالعمل مع انه هنا للاجازه.." تنهد ثم اكمل " ثم ذلك الامر .. انه المشكله الاكبر.."
قالت الجده بحزن " انه حاليا خارج البلاد و..."
قاطعها بحده " قلت لك ان تكفي عن مراقبته... ( ثم بنبره تحذير) انا لا اريد لاي احد ان يتأذى وانت تعلمين ما اقصد تماما فلذلك علينا العوده بسرعه الى المدينه قبل ان يحل شيء سيء.. ثم و وانه بعد طول هذه السنين لن يتجرأ بمواجهتنا.."
نظرت اليه بقله حيله وهو يمضي للداخل ثم وضعت يدها ناحيه قلبها عندما شعرت بوخز خفيف و اخذت تدعو بداخلها ان يحل كل الخير للعائله وان لا يمس احدهم اي ضرر...

بعيدا عن جدتنا الحزينه لاجل امر لم نعلم عنه اي شيء بعد وعن هواجس ومخاوف سيطرت عليها لنبتعد حيث ذلك المكان ....


مكان مليء بالأشجار الخضراء الباسقه..الأزهار الملونه.. وذلك الجدول الصغير يلهو بمياهه الأطفار ويتراشقون بمياهه البارده المنعشه.. و الفتيات اللاتي تلعبن بالحبل..يقفزن بسعاده كبيره فتتطاير خصلات شعرهم بكل حريه في الهواء الطلق... وفي زاويه اخرى بائع غزل البنات الذي يصرخ فيتهادى عليه الصغار والكبار...

وفي زاوية صغيره من هذه الحديقه الكبيره جلس ابطال حكايتنا من جديد منضماً اليهم بطلاً جديداً .. لم تكشف هويته حتى الان.. يبدو شاباً في بداية الثلاثين من عمره.. ذو وجه بشوش ولحية خفيفه.. جلس متكئاً على يده اليمنى ويبدو انه قد شعر بالملل وهو يقول "هل سنبقى ننظر لما حولنا بغباء.."
نظرت اليه ريم وأجابته ببرود قاتل "ان لم يعجبك ذلك.. فيمكنك ان تذهب.." قالت ذلك وهي تشير بيدها بمعنى ان ترحل.. ابتسم ابتسامه خفيفه فالتفتت عنه بامتعاض... ثم لفت نظره قمر وهي تتوجه الى بائع الغزل.. هي لا تشبه ريم ابدا.. فهي هادئه وتبدو غامضه بعض الشيء انطوائيه على نفسها... وربما ذلك لانها عاشت بعيدا لوحدها... فيها روح طفله برغم. انها في التاسعه عشر من عمرها.... تذكر ليله امس في منزلهم حيث تفاجئ بتلك الفتاة فهمس له والده انها حفيدتهم التي كانت تعيش في الميتم.. وكيف بدت هادئه وحاول التحدث اليها وكانت اجاباتها مقتضبه ابتسم عندما اخبرهم رامي عامدا عن موهبتها في الرسم واكدت ذلك ريم المشاكسه.. فما كان منه ومن والده الا ان عرض عليها العمل معهم.. بحكم انهم يملكون فرعا صغيرا لشركه انتاج ضخمه في البلد..تكون بادئ الامر تحت مراقبه المصممين المحترفين بالمكتب..
خرج من ذكريات الامس واقترب من رامي حينها ليقول له "تلك ابنة عمك.. ممم قمر ,, ماذا قررت بشأن العمل؟؟!"
نظرت اليه ريم وهي تناول رامي الشطيره والذي اخذها وهو يقول "ليس بعد...."
"ربما لم يعجبها عرض العمل ذاك.." ريم باستخفاف..
هز رامي رأسه بمعنى لا و " لا اظن ذلك لأنه.."
تسائلت بسخريه "هه ولماذا؟!"
وقبل ان يهم ذلك الشخص المجهول بالاجابه.. انطلق صوت رنين هاتف ريم الذي أضاءت شاشته باسم جيداء.. فقفزت من مكانها بسرعه وسعاده كبيرتين.. فيما اكتفى رامي بالرد على رسائله الالكترونيه بعد ان ابتسم على شقاوه ريم.. واكتفى ذلك الغريب وقد لمعت عيونه الخضراء الداكنه ببريق الاعجاب بعد ان جال بنظره وارتكزت عيونه على احدى الفتيااات.....


وعلى بعد عده مترات.. وبعد ان اشترت غزل البنات والتفت لتعود بكل سعاده حيث يجلس الجميع تنهدت وهي تنظر بحزن.. وتسائلت بينها وبين نفسها اين اختفى ذلك الجليدي.. زفرت بحراره وهي تطرد شبحه الجميل عنها.. ولكن قبل ان تمضي في طريقها عائده.. التفت حيث صوت البكاء فأخذت تنظر ببراءه وحنان الى تلك الفتاة الصغيره التي كورت نفسها فتقدمت اليها عده خطوات وتسائلت " لماذا تبكين ايتها الجميله..؟!"
رفعت تلك الفتاه الصغيره رأسها وقالت من بين دموعها "اردت بعض الحلويات.. ولك.. لكن سوزان اختفت.."
نزلت قمر الى مستواها واخذت تمسح على رأسها ثم مدت لها غزل البنات بابتسامه حانيه "خذي هذه.."
انفجرت اسارير الفتاه ومسحت دموعها بسرعه "شكرا لك.."
وسرعان ما امتدت يدها الصغيرتين امام انظار قمر.. تنظر الى هذه الصغيره وهي تتذكر طفولتها في زوايا الميتم.. حيث كانت تلعب مع الفتيات اشباهها لعبه الاختفاء.. وقفز الخبل.. وباللعب المصنوعه من القماش وغيرها...
وعندما كانت قمر تعود بذكراها الى الم الماضي.. كانت الصغيره تنظر باهتمام الى ذلك الرجل الضخم الذي وقف بقامته العريضه.. مشكلا ظلا يحجب اشعه الشمس عنهما... ثم ازدردت لعابها بخوف.. ونظرت الى قمر برعب وقالت وهي تمد يدها الى الاعلى.. "هذا..ال..." وتوقفت عن الكلام عندما رأته يهبط ناحيتهما فارتدت بسرعه حيث الشجره.. بينما هو شعر بنظراتها المذعورة فمسح على شعرها الذهبي بحنان والتفت حيث قمر التي تجمعت تلك الدموع في عيونها.. خفق قلبه من شده الخوف.. فأخد بوجهها الصغير بين كفيه وسألها بخوف.. " قمري هل انت بخير.؟؟!"
ارتخت يداها على قدميه من دون اي شعور منها.. فقد كان كل شيء فيها قد ذهب بعيدا.. حيث المكان الصغير الذي عاشت به.. حيث آلامها وآهاتها.. وحدتها وضعفها.. تذكرت كل ذلك .. فهي رأت نفسها في هذه الفتاه... تذكرت طفولتها الاليمه وشعرت بالحنين الى ذلك الالم الصغير الذي كبر ونما معها.. مع كل عام يتجدد في وحدتها...
وقد شعر هو بالخوف الشديد عندما كانت متجمده امامه.. تنظر الى الفراغ ودموعها متجمده بين جفونها.. تحتاج قوه كبيره لاخراجها حتى ترمي من داخلها تلك الهموم... ولم ينبه الا وهي ترمي نفسها على صدره القاسي.. الذي اخذ يرتفع ويهبط بخوف.. واخذ قلبه ينبض بسرعه... ثم اغلق عينيه بالم... وبعد عده دقائق شعر بوجهها يتحرك ففتح عيونه وكانت مازالت تنظر الى الطفله... ثم همست له وهي ترفع رأسها " هلأ اخذتني من هنا.."
امسك يدها وساعدها على النهوض حيث كانت الصغيره تشاهد ما يحصل امامها باستغراب وخوف.... وسرعان ما نهضت بحماس عندما لمحت مربيتها تتخبط في البحث عنها بالارجاء تاركه غزل البنات الذي اشتهته على الارضيه العشبيه لتستقبلها المربيه بخوف .. ثم قالت وهي تلهث "اين كنت ياملاك.. ابحث عنك.."
اجابتها ملاك: "كنت اريد غزل البنات.. واعطتني اياه بعض الفتيات.. شعرها طويل وجميل يشبه.."
قاطعتها: " حسنا.. لاتبتعدي عني.. ماذا سيقول والدك ان حصل بك مكروه.."
امالت الطفله رأسها وقالت " لا يقول شيئا.. ادافع عنك.. اقول له سوزان لم تفعل شيئا.."
ابتسمت سوزان لبرائه الطفله ثم نظرت عائده لخلفهم وهي تستغرب الامر بل الشخص الذي رأته.... هزت رأسها و سارت وهي تفكر....

وعلى ضفه النهر حيث افلتت منها ضحكه ثم قالت وهي تتحدث عبر الهاتف "حسنا حسنا.. لا تقلقي .... ابلغي سلامي... الى اللقاء عند عودتي.."
ثم انهت مكالمتها وهي تدخل هاتفها في جيب سترتها.. وهي في قمه شرودها.. ومع ابتسامتها الحالمه اذ بصوت هامس من خلفها جعلها تنتفض بخوف.. فترتد للخلف لتصتدم به مع ضحكاته التي تعالت " هل تعلمين انك جميله عندما تخافين؟!"
ابتعدت عنه وهي تضع يدها على صدرها ثم قالت وهي تقلده " هل تعلم انك بشع.."
قاطعها بسخريه " حقاً؟؟!"
اردفت بقهر " ألن تتغير ابداً..اقصد عاداتك هذه.."
ابتسم ثم " وهل سمعت بأن كمال وليد ..حفيد السيد غالب.. صاحب اكبر شركات.."
قاطعته بملل "ولم يتغير غرورك ايضاً.."
وقبل ان نكمل هذا الحديث.. دعوني اكشف لكم هذا الشخص الجديد ´´ كمال´´..اذا اسمه كمال.. ذلك الشخص الذي استقبلهم على بوابه الحديقه.. والذي اظهر ملله بالجلوس.. وكما قال فهو الحفيد للسيد غالب.. صديق جد ابطال حكايتنا.. صاحب اكبر شركات لانتاج الحقائب والاحذيه.. والتي استلمها من بعده وليد والد ذلك ال (كمال) ...عريض المنكبين يملك من الطول ما يجعلك ترفع رأسك للنظر الى عيونه الخضراء الداكنه.. ولحيته الخفيفه التي زادت من جاذبيته.. يقف واضعاً يديه في جيبي بنطاله بابتسامه اظهرت تلك الغمازه على خده الايسر...

والان لنعود بشريط حكايتنا عندما قالت له بملل " ولم يتغير غرورك ايضاً!!"
ابتسم ليقف بمحاذتها ويقول " انا لا اتغير بسهوله على اصدقائي.." صمت قليلا و تنبهت الى كلامه الذي يلمح به شيئا.. ثم اردف متسائلا " لماذا يا ريم ؟؟!"
نظرت اليه ببرود ثم قال. وهو يمسك كتفيها ويديرها ناحيته " كنت صديقه طفولتي وما زلت كذالك.. قبل اقل من شهر كنا نتحادث كثيرا بعدها انقطعت تلك العلاقه.. لا اريد ان اخسر صداقتي معك ابدا.."
تنهدت بضيق " ولا انا.. ولكن.." صمتت وهي تطرق برأسها عندما سمعت زفيره القوي.. و
"هل كل هذه المعامله السيئه من اجل ما تحدثنا به..."
"هلا صمت.." ريم بحده..
اومأ رأسه " حسنا.. ولكن اريدك ان تعلمي لقد قلقت لاجلك.. ربما لم يكن كلاما صائبا حينها وربما تدخلي بالامر ليس من شأني ولكن من خوفي وقلقي.." صمت قليلا ثم قال برجاء " من اجل خاطر ايامنا السابقه.. عودي كما عهدتك الصديقه والرفيقه.." صمت قليلا ثم امسك يدها وقال بندم " حقا اعتذر لسوء تصرفي.."
سحبت يدها من بين يديه و نظرت اليه بتردد وهي تحوم فوقها سحابه من الافكار.. واكتفى هو بأن بادلها بالابتسامه قبل ان يذهب... و التفتت هي تنظر اليه بجمود حينما كان يمضي في طريقه ثم عادت بعيونها الحائره المتردده الى البحيره...


وسارت xxxxب ساعه حكايتنا لهذا اليوم بسرعه كبيره لتبقى احداثه.. مخفيه عالقه في الذكرى.. فإما ان تكون ذكرى جميله او قبيحه..؟؟!
وكانت الشمس قد شارفت رحلتها على الانتهاء ليحل محل نورها.. نور اخف يرافقنا كل ليله ويشهد احزاننا.. فرحنا.. وتعبنا.. وبعض الاحلام التي ننتظر تحققها....
وبدأت السماء بارتادء ثوبها الاسود يتجمل بنقاط بيضاء صغيره اشبه بالنجوم.. يتوسطه القمر المضيء....
وكان ابطال حكايتنا قد حطت اقدامهم عتبات المنزل.. ولكن قبل ان تستقر اجسادهم داخله.. اقبلت الخادمه وقالت " سيد مجد.. السيد مازن يريدك حالاً.."
اومأ مجد برأسه وقبل ان تجره قدماه حيث الفناء الخارجي القى نظره خاطفه عليها.. وعندما وصل حيث جديه.. رآهما يجلسان حول مائده خشبيه مستديره.. فيتقدم نحوهما ويجلس وبابتسامه" يا تراه ما الامر المهم الذي استدعياني من اجله السيد مازن والسيده زينب؟!"
حاول الجد ان يكون ذو نبره حازمه "أليس عيبا ان تلفظ أسماءنا فقط.."
ضحك مجد ثم قال " ماذا افعل ان كنتما مقربان الي جدا.."
ابتسم الجد ثم اشار الى الجده ان تتكلم و....



يتبع...




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس