عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-16, 11:25 PM   #3

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

.
رفع عصاه عاليا وتجهمت ملامحه بالظلام ثم اخذ يدمدم دمدمة اوقعت اعراش الطيور عن اشجارها وفي خطفات متلاحقة كان يطوي ساقيه وينطلق يسابق الريح بل ويسبقها بمراحل ولا يترك خلفه اثرا وهو يخترق عالما جديدا لم يجرؤ ليخترقه سابقاً.
في رحلته الصاخبة وهدير قواه يشتعل في اطرافه تباغته الآم غريبة تسري في كل جزء منه، يشتد صخبه مع اشتداد عناده.
لقد كان يعلم انه يخرق قانونا أخطر للعوالم المتوازية، قد جرب ان يتسلل لعوالم كونية لا حصر لها لكنه هذه المرة يدخل عقر دار احدى كائنات النور وفي هذا.. خطر شديد.. واحتراق أشد.
يبتسم بتحد سافر وقبعته تطير لتتمزق في عنف الانتقال ثم تتناثر خصل شعره الداكن حول وجهه في ثورة جموح وكسر للقيود، تمزقت سترته وهو يقاوم الوصول لمبتغاه.. الألم في رحاب الوصول اليها ممتع.. ممتع للغاية.
ترى هل سيراها تنتظره بشعر احمر؟ لم يعد يقوى على الاكتفاء بالنظر اليها عبر بصيرته الحادة الفضولية مخترقا العوالم.
الانتقال كان شبه مستحيل.. شبه مدمر لطاقاته.. لكنها تستحق.
" آآآآه ..." ارتطم بجسده على ارض صلبة تكتنفه آلام بشرية، وقد تمزقت عنه سترته وفقد قبعته لكن قبضته ما زالت تتشبث بعصاه.
عيناه مظلمتان وهما تواجهان النور من حوله، ارض غريبة.. اعشابها من ريش ابيض ناعم.. سماؤها ناصعة بالكواكب البعيدة، تتهافت من كل مكان وريقات طائرة غناؤها بلحن شجي.
رفع رأسه يتتبع بعينيه المظلمتين مسار تلك الوريقات ليتمتم بجذل " يبدو ان رسائل الغد قد بدأت تتوافد اليها! "
وقف على قدميه يستند بعصاه شامخاً، خلع ما تبقى من سترته الممزقة فيرميها بعيدا متحررا من قيد كينونته ويضحك ساخرا من ريش الارض الذي أطلق تنهدات اعتراض على ازعاجه لها، تحرك وظلام عينيه يزداد..
تحدق في الكلمات وتتأجج نيران النور في عينيها فتنعكس بتمرد على نيران الحروف التي تقرؤها.. ودون ان تشعر كان هناك مزيدا من اللون الاحمر يغزو دكنة خصلات شعرها..
" العشق نار حمراء يا كائنة النور، وانا كائن داكن اواجه كل يوم قافلة الفراق ونحيب الراحلين.. فلا تلومي فضولي لأرى الاحمر يشق ضياءك البهي.. ولا تلومي من يسعى ليلمس فيك نارك فقد طال الصبر وحان وقت المكاشفة "
وسط كرتها البلورية تحدق في الكلمات تكاد تتميز غيظا وحنقا.. قالت من بين اسنانها وكأنها تكلمه عبر كلماته " من انت ؟!" شهقت وصوت رجولي خشن يأتي من خارج جدران كرتها " اخبرتك ... الا تقرأين؟! "
حدقت في ظل جسده المموه بزجاج كرتها يدور حولها ولا تميز إلا اصبعه يلامس الزجاج من الخارج في حركة دورانية وكأنها القمر وهو في فلكها يحوم..
حدقت فيه أكثر.. تعبس بتركيز والنار تكاد تنطلق من مقلتيها كحمم بركانية ارضية.. تدور حول نفسها وهي تتبع دورانه لتعاود السؤال بنبرة صارمة رعدية " من انت؟ ما هي كينونتك؟ " تسمع ضحكاته وهو يرد قائلا بشقاوة " انا كائن داكن.. امتص شجن الرحيل الاخير" واجهته بمزيد من الغضب وما زالا يدوران في حركة بطيئة " كيف وصلت هنا؟ ماذا تريد؟ "
تنهد! ثم قال بصوت غريب في صيغة سؤال وجواب " كيف وصلت؟ وصلت بك! " ليتوقف للحظة ويضيف بنفس الصيغة المباشرة " ماذا اريد؟ اريدك انت " ردت عليه باستهزاء واستخفاف " هل تظنني بشرية أتوه في مشاعر ساذجة كهذه؟!" يأتيها صوته بنبرة تضج اعجابا " بل اظنك أبهى وأكثر نارية من جميع بنات جنس البشر " لم تستسلم وهي تهتف بعنف تطرده " اخرج من عالمي يا هذا.. انه مكاني.. بيتي " يضحك وهو ما زال يدور " انا خارج بيتك اتطلع اليك عبر زجاج كرتك البلورية، لكني أفكر ببعض التغيير؛ كأن ادخل اليك يا كائنة النور وانظر اليك.. عن قرب "
بدأت تشعر بالخوف منه حقاً.. اخذت تستعد لخطط الدفاع وربما حتى الهجوم بينما تشاغله بالقول " لا تجرؤ على الدخول هنا "
لم تشعر الا وهو يرفع شيئا في يده تظنها عصا ثم فجأة أخترق الزجاج كأنه يخترق طبقة ضباب لاهية ليتقدم نحوها بعينيه الحالكة السواد وشعره المبعثر الخصلات وملابسه شبه الممزقة.


يتبع....



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 02-07-22 الساعة 05:08 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس