عرض مشاركة واحدة
قديم 27-09-16, 08:08 PM   #53

CFA

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 305522
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 119
?  نُقآطِيْ » CFA has a reputation beyond reputeCFA has a reputation beyond reputeCFA has a reputation beyond reputeCFA has a reputation beyond reputeCFA has a reputation beyond reputeCFA has a reputation beyond reputeCFA has a reputation beyond reputeCFA has a reputation beyond reputeCFA has a reputation beyond reputeCFA has a reputation beyond reputeCFA has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل العاشر


وصلنا .. واصبت بالدهشه عندما رأيت ذلك المنظر...

- يالهي...

نظر الي وههو يبتسم

- هل اعجبتك؟

- هل تمزح... انها.. رائعه ..

سرنا قليلا .. وانا مندهشه ...فقال رومن

- هذه الحديقه منشرة على ٣٥٠ فدان من الحدائق والنافورات والمباني .. بدأت ريتيرو بارك في عام ١٥٠٠.. ومن ثم تمت توسعتها في حديقة الملكي عندما انتقل فيليب الثاني لمحكمته الى مدريد في عام ١٥٦١. لطالما كانت المكان المفضل للسياح ..والسكان المحليين ايضاً..

- يالهي .. لم اكن اعلم بأنك من محبين التاريخ؟

- نعم.. انا كذلك ..

- هذا مدهش ..وانا ايضاً احب التاريخ كثراً..

٠نظر الي .. نظره غريبة .. فابعدت عيناي عنه واكملت قائله

- يالهي .. ماهذا؟؟؟

- انها بركة صناعية .. يمكننا استئجار زورق .. هل تريدين ذلك؟

- حقاً؟... نعم .. اود ذلك !

- حسناً اذا هيا بنا ...

ساعدني رومن على ركوب الزورق .. وجلست بهدوء انظر الى هذه البركه الرائعه ..وكل الاشجار المحيطه بها ... .

- شكراً لك رومن ..هذا حقاً رائع.... لم ارى مكاناً بهذه الروعه من قبل

- انا بالخدمة انستي.. سادعك ترين كل الاماكن المدهشه في هذه المدينه ..

ابتسمت له بقلق .. وبعد دقائق .. توقف عن التجديف ونظر الي

- كاميليا.

شعرت بغرابة نظراته ... ولكنني قلت بهدوء

٠- مالامر.؟

- هل يمكنني سؤالك ..سؤال شخصي قليلاً؟

- ما الامر رومن؟

- هل تحبينه؟

-ماذا؟..من؟

بدأ قلبي بالنبض بقوه ..وازداد صداع رأسي..وقبل ان اجيبه قال

- لقد سألتك مسبقاً .. واجبتيني بانك لا زلتي لا تعلمين الاجابه ... هل علمتي بعد؟..

نظرت اليه لوقت طويل ... وانا لا اريد التحدث .. لا اعلم مالذي علي قوله في الحقيقه ...

زفرت بقوه .. وابعدت شعري عن وجهي .

- اظن ذلك..

فنظر الي بحماس وهو ينتظر تلك الابتسامه .. ولكنه يحمل القليل من الخيبة على وجهه .و كأنه يعلم مالذي كنت سأقوله ..

-نعــــ

قاطعني بسرعه .. وقال

- لا تخبريني الان .. يمكننا التحدث بالامر لاحقاَ .. لا تخبريني اجابتك .. اخبريني بها عندما تكونين متأكده منها جدا! .....

تعجبت من تصرفه .. هل هو معجب بي؟.... لا .. هذا ما ينقصني الان ... اتمنى بأن لا يكون كذلك والا ستتعقد قضيتي اكثر واكثر .. انه محامي الخاص ! كيف يستطيع الشعور بأي شي اتجاهي ! هذا .. ليس صحيح .. انه لا يحبني .. لا .. انه فقط يريد.... يالهي..

سرحت كثيرا في هذه الاعمده العريقه ..والتماثيل الجميله .. فنظر الي

وكأنه ندم على ما قاله .. حاول تغير الموضوع ...وكسر هذا الجمود الذي حدث..

ان هذه الاعمده نصب تذكاري لالفونسو الثاني عشر .. وزين باسيو دي لا الارجنتين.. المعروفه بأسم تمثال المشي، هذه التماثيل من القصر الملكي ..انهم ملوك اسبانيه على مر العصور..

نظرت اليه وانا اشعر بقلقه .. فحاولت تهدءت الامور ..وقلت

- اه .. هذا رائع .. يالها من جميله ..

سرنا قليلا والصمت يعم بيننا .. كان الهواء قوي .. وجميل للغايه .. كما ان الظلام قد عم .. واشعلت كل تلك الانوار الرائعه .. انعكس ضوءها على البركه .. و بعد ذلك بدأ العشاق بالخروج من كل مكان ... وكل ما رأيت ذلك الثنائي يمسك بيدي بعضهم .. والابتسامه لا تفارقهم .. اتذكره . .. واتخيل بكل خيبة امل .. هل من الممكن بأن نصبح هكذا يوما ما؟....لا اظن ذلك.. لا اظن بانني ساستعيد هذه العفوية في حياتي .... قاطع صمتي رومن بصوته القلق

-اعتذر لما قلته .. لم اكن انوي التطفل...

- لا بأس..

- انا فقط كنت...

قاطعته وانا ابتسم بتصنع ونفاذ صبر

- لا بأس رومن .. فقط دعنا لا نتحدث عن هذا الامر ..

- حسناً ،

-حسنا ...

وصلت الى المنزل .. بعد ان دعاني رومن الى العشاء واصر على ان اقبله لاثبت له بانه لم يضايقني بتطفله !

ومضى الوقت .. وها انا امام منزلي.. ابتسمت له وقلت

- شكراً لك على هذه الليله الرائعه ..

- بل شكرا لك على مرافقتي وجعلها رائعه هكذا...

- الى اللقاء ..

- اراك لاحقاً ..

دخلت الى المنزل ... ووجدت جين تجلس على الاريكه ..وبجانبها توماس ..يتهمسان بالظلام ..

ضحكت وقلت بصوت عال

- احم.. تعلمون بأنكم تجلسون في غرفة الجلوس اليس كذلك؟

فضحكت جين وابتعدت عن توماس .. واحمر وجهها

- مرحباًِ كاميليا

- مرحباً بكم ...

- هل كان يومك جميلاً؟

-نعم ... زرت حديقة ريتيرو .. انها رائعه ..

- حقاً؟.. لماذا تبدين تعيسة اذاً؟

توقفت انظر اليها لوقت .. وانا لا اعرف الاجابة ! ..

فلقد حظيت بالكثير من المتعه .. كما انني تعلمت الكثير من رومن ... وبعد ذلك ذهبت واكلت طعاماً لذيذاً ...

ولكن...انه هو.. لا يزال بداخلي... اشعر بانني افكر به دائماً .. ومع انه اكثر الرجال كبرياءاً بالعالم .. اشعر بالقلق عليه .. اريد التحدث معه قليلا.. سماع صوته ...

توقف توماس ..وانقطعت افكاري ... تقدم نحوي وقبل جبيني قائلاً

- تصبحين على خير ..

- تصبح على خير ..

نظرت الي جين وقالت

- ماذا .. مالامر كاميليا؟.. - اظن بأن رومن معجباً بي.. وهذا لا يروقني ... لا يروقني ابداً

- لماذا؟

- لماذا !!! حقاً ! تسألينني ؟

- اعلم بأنك تحبين البيرتو ولكنك لا تريدين الاعتراف له بذلك .. لا اعلم لماذا .. ولكن لماذا لا يروقك رومن ؟

- يالهي لا اصدق ذلك جين !!!!!! رومن لا يروقني لانني احب البيرتو !!! انها معادلة بسيطه للغايه !

- اذا مالذي يقلقك ؟ لماذا تبدين تعيسه طوال الوقت ان كانت المعادله بهذه البساطه؟

وضعت يدي على فمي ..ونظرت اليها بأحباط..

- لا اعلم .. هنالك امر ما ينقص هذه المعادله ... لا اعلم .. ولكن ... دعينا لا نتحدث عن رومن لانني لا اكن له اي مشاعر حب ! .. كل ما اشعر به اتجاهه .. هوا الامتنان لمساعدته .. فقط ! .. وتقربه مني لم يعجبني لانني منذ البدايه ... يالهي.. لا اعلم .. انا حقاً تائهه ..

------------

ضعت في داخل اوراق عملي ...ومرت الساعات دون ان اشعر .. ما اوقفني عن العمل .. هي يدي المتعبه .. شعرت بأصابعي تتشنج تحت الاوراق...

دخل توم ...وهو مبتسم كالعادة

مرحبا توم ..

- مرحبا.. تبدين مرهقه ..

- لا انا بخير ..

- الانسة ساندي في انتظارك في الخارج ...

- من؟

- ساندي ..مديرة اعمال السيد البيرتو ..

- اوه ..هل تعلم مالذي تريده؟

- لا ..ولكنها اخبرتني بأنها تحمل اوراقاً تحتاج الى توقيعك

تعجبت قليلا..

نظرت اليه و قلت

- حسناً ..دعها تدخل..

...

رتبت الاوراق و ابعدتها عن مكتبي .. بينما دخلت ساندي ... لطالما ادهشني شعرها الاحمر المشع .. ومع انني لم اكن من محبين ذلك اللون الصارخ ..ولكنها كانت تبدو رائعة الجمال به ..

ابتسمت لها وقلت

- تفضلي..

- مرحبا انسة كاميليا ..اعتذر عن الازعاج .. ولكنني احمل هذه الاوراق .. من السيد البيرتو

- البيرتو.. ارسلها معك لاوقعها؟

نظرت اليها وقلبي يستارع .. ماذا؟... انه لا يريد رؤيتي الان؟... لا اصدق ذلك

نظرت الي بتوتر وكانها تعلم شيء لا اعلمه ... وقالت وهي تبعد نظرها عني ..وتتأمل مكتبي ..

- اه . ..انه في الحقيقه .. مشغول للغاية لذلك لم يستطع المجيء ..

ابتسمت لها بسخريه ..وقلت

- حقا؟.. تعلمين جيداً بانني اعلم ما الامر ساندي.. انه لا يريد رؤيتي..

فقالت بدون تردد .. وهي تخفي الابتسامه من شفتيها

- معك حق ...

نظرت اليها وحاولت اخفاء خيبة الامل من على وجهي..

- هل تعلمين لماذا؟

- لا ..انه لا يتحدث معي عن حياته الشخصية .

نظرت الى الاوراق بين يداي لوقت طويل ... اغلقت الملف وابعدته عني .. .

هل هذا كل شي .. انا اعتذر ولكنني لا املك وقتاً لتوقيعه الان .. ساوقعه عندما انتهي من اعمالي .. وسأعيده انا للسيد البيرتو..

تعجبت قليلا .. وقالت؟

- نعم ..حسناً... شكراً لك على وقتك !

- لا بأس....

خرجت من مكتبي...وتوقفت عن التظاهر بالانشغال بتلك الاوراق اللعينه ..كل ما كان يشغل بالي هوا تصرفاته الغريبة ! ..يحاول تجنبي؟،،،نعم .. بالبداية ظننت بانه لا يعني ذلك .. ولكن الان انا متأكدة ..ظننت باننا متفقان .. مالذي حدث له...

وقعت على الاوراق .... واخذتها اليه عندما انهيت عملي... لقد كان الوقت متأخر قليلا ..ولكنني اعلم بانه يعمل الى ساعات متأخره ..

لقد كانت ساندي تعمل في مكتبها الذي امام مكتبه ..ابتسمت لها وقلت ..

- هل هوا موجود؟

نظرت الي لوقت طويل وقالت

- لا ..

- لا يريد رؤيتي اليس كذلك؟!

لم تجبني .. انزلت رأسها .. وقالت

- اعتذر ولكن لا يمكنك رؤيته الان ..

- حسنا لا بأس..

ابتسمت بجفاف ... اعطيتها الملف .. وخرجت من شركته وانا غاضبه للغايه ..

حاولت الاتصال عليه ولكنه لم يجب على اي اتصال ..

-------------------------------

لقد مر الكثير من الوقت ... وهو لا يجيب اتصالاتي .. ولا يأتي الى مكتبي او الاجتماعات ..

يبعث لي الرسائل من حين الى حين ويخبرني بانه منشغل للغايه ولا يتسطيع التحدث الي .. اشتقت اليه .. ولا اعلم هل هوا حقاً منشغل ؟ ام لا يريد رؤيتي... هل توقف عن حبي؟... ماذا يحدث معه

لم يحدث اي تغير في القضيه ..نحن بأنتظار الحكم .. انه يبعد عن الان شهراً واحداً فقط ... والجميع متوتر للغايه .. ولكنني احاول نسيان الامر ..

علمت لاحقاً من توم بأنه لدينا اجتماع مهم للغايه .. وسنرى جميع شركائنا به .

سعدت كثيراً عندما رأيته ... البيرتو يملك تلك الكريزما القاتله ..فمنذ دخوله الى اي مكان ... تلتف الروؤس اليه ..

بادلني النظرات القلقه ... وشعرت بانه اشتاق لي كثيرا ..كما اشتقت اليه ..ولكن عيناه غاضبه ... لا اعلم ماهو السبب ولكنه غاضب....

استمر الاجتماع لمدة ٦ ساعات متواصله ... وفي كل هذا الوقت كنت انظر اليه من حين الى حين ... واستمع لمشاركته فقط لاشعر بالراحه من سماع صوته ....وبعد ان انتهينا.. خرج الجميع .. ولكنني وقفت امامه وهو يجمع اوراقه بهدوء ..

- كيف حالك كاميليا؟

- حقاً؟...

- ماذا؟

- هل ستدعي بأن امراً لم يحدث؟

- اي امر تقصدين؟

- البيرتو ... لا تدعي الغباء معي .. فانا اكره تلك الالاعيب...

- اوه .. ولكنني حقاً لم افهم .. ؟

زفرت بقوه وانا انظر اليه بغضب ...

- لم تجب على اتصالاتي ... ولم توافق على رؤيتي... !! ماذا تسمي هذا؟

- اسميه بانني رجل منشغل للغايه ولا املك وقتاً للتفاهات ..

- تفاهات؟

اتسعت عيناي وانا استمع اليه يتحدث بكل بروده المخيف ...

- ماذا يحدث معك !!!! اخبرني مالامر !!!!!اخر مره رأيتك بها كنت تخبرني بانك تحبني ولن تتخلى عني ... والان تتصرف هكذا !!! مالامر ...

امسك يدي بقوه وجذبني اليه وهو ينظر الي بعمق ... وحاجباه متشابكان .

- اخره مره رأيتك بها ... كنت تطرديني من شركتك لتذهبي الى موعد مع السيد رومن !!!!! تلك هي اخر مره !!! ولكن على ما يبدو بان الانسه كاميليا تحذف ما تريد من ذاكرتها وتستخدم ما تريد !!!!

توقفت امامه وانا اشعر بالدهشه ..

- ماذا؟؟... لم اطردك !!!! اخبرتك بانه علي الذهاب !!!

- نعم ..هذا صحيح ... في النهاية الامر يتعلق بالاولويات اليس كذلك؟

- لا ...ليس كذلك !!لم اقل بان رومن اهم منك البيرتو !! ولكنه كان ينتظرني ... كيف علي تركه والعمل معك ؟

-لم يجبني .... اكمل ما كان يفعله وهو يحرك عضلة وجهه ..ويوسع ربطة عنقه ..

اقتربت منه مجدداً

- ماذا اذاً .. تخليت عني؟... بهذه السرعه؟

نظرت الي يديه ... وتجمع الدمع في عيني ...نعم انها هي ...لقد كان يرتدي الاسوارة التي اهديتها له عندما اصيب...

نظرت اليه مجدداً وانا احاول التظاهر بالقوه

- اذا لم تعد تحبني ...لماذا ترتدي السوار؟

توقف عن العمل قليلا .. والتفت الي وهو يصطنع ابتسامه بارده

- يناسب بذلتي ..

-اوه حقاَ ..وهل تريدني بأن اصدق ذلك!

- صدقي ما تريدين كاميليا ...

كرهت معامتله الجافه معي ... تلك كانت اول مره اشعر بها بانه لم يعد يريدني... !

ابتعدت عنه ...واسرعت الى باب المكتب..اقفلته بالمفتاح .. وابقيته معي ...

نظر الي بدهشه ... وهو يرفع حاجبيه ..

-ماذا تفعلين؟

- لن تخرج من هنا حتى نتحدث !!!!

- كاميليا!! اخبرتك ما لدي ...وعلى ما يبدوا ليس لديك شي لتفسرينه !

- لا لا .. !!! هذا ليس ما اريد سماعه !!!

- اوه ..في هذه الحياة لن تسمعي كل ماتريدينه يا انسة كاميليا! .....

.. - البيرتو توقف عن العبث معي !!!! ودعنا نتحدث ...

جلس على كرسيه ..وضم يديه ...وقال

- حسناً انا اسمعك !

- انا لم اختر رومن ! ... انت تعلم ذلك جيداً ....

قاطعني وهو يصرخ

- بلى فعلتي ذلك !!!!! لا تحاولي تفسير الامر بطريقتك الخياليه كاميليا!!!! ذهابك معه .. وتركي يعني بانك اخترتيه !!!!!

- الا تفــــــــــهم يا رجل !!! لقد وعدته بأن اذهب معه الى حديقة ريترو !!!! وفي ذلك اليوم كان ينتظرني منذ وقت طويل ... ولكنني كنت مشغوله للغايه ! وعندما انتهيت من العمل .. تحدثت معه واخبرته بانني انتهيت ... عندها ظهرت انت ! ...كيف يمكنني اخباره بانه لدي العمل مجدداً ...

اقترب مني مجددا بطريقه مخيفه وقال بغضب

- ان كنتي تحبينني كاميليا ... لكنتي فعلتي ذلك !!!! لكنتي فضلتي العمل معي على التسكع مع هذا الابله !!!!! ولكن على ما يبدو ..بانك لا تفعلين ... لذا ... انا لن اسعى خلف امرأه لا تكترث لامري.....

حاولت مقاطعته ولكنه صرخ مجددا بغضب...

- اخبرتــــــــني بانك لستي في حالة جيده لتفكـــــري بي !!! ...لتفكري بنــــــــا !!!! وماذا فعلت انا ؟.... وافقت !!!! ووقفت الى جانبك !!!! اخبرتك بانني ساكون الى جانبك !!!!!! حتى تقرري مالذي تريدين فعله !!!! هل تسمعين كاميليا !!! لقد اذللت من نفسي ووافقت على كوني صديقاً لك على امل بأن ،،،،، ولكنك ماذا فعلتي؟؟؟؟؟...ذهبتي وتسكعتي معه !!!! ذهبتي معه ليريك معالم اسبانيا !!!!!! هذا ما تفعلينه بينما كنت احترق لسماع قرارك !!!!!! ...

سقط دمعي وانا انظر اليه بتجمد خوفاً من غضبه .. وضعت يدي على فمه بسرعه .. توقف عن التحدث...

فقلت بهدوء ...

- انا لم اكن اريد زيارة تلك المعالم اللعينه ! ...كل ما اردته هوا تصفية ذهني....و..كل ما كنت افكر به هو انت ..

ابعد يدي بهدوء.. وقال

-خروجك مع رجل ..من اجل التفكير بي ليس تفسيراً رائعا كاميليا... فهل فكرتي بماذا سيظن رومن عند قبولك للخروج معه؟... هل يعلم بأنك تخرجين معه للتفكير بنا ؟؟؟... هل يعلم ذلك؟؟ بالطبع لا .. يظن بانك معجبه به !! وهذا سيكون تفكير اي رجل اخر يقع مكانه ...

قاطعته وانا غاضبه

- ولكننــــــــي اخبرته بانني لا احبه !!!!

اتسعت عيناه ..

- حقاً؟..

- نعم.. اخبرته ذلك منذ البداية .. لم ادعه يفكر بتلك الطريقه..

مر الصمت طويلا .. وانا احاول تفسير نظراته ....ولكنه لم يقل اي شيء ،،

- هل تعلم بأن اسمك يعني الذئب الشرس؟حاول مقاومة الضحك ..واقترب مني مجددا وعيناه المخيفه عادت .. كما كانت.. التصقت بالباب .. فوضع يديه ليحتجزني .. وقال

-وهل تعلمين بأن الذئب الشرس .. لا يدع اي احد الاقتراب من فريسته ؟..وإن شاركه بها احد .. فهو يتركها له ....

حبست انفاسي وانا انظر اليه وقلبي يتسارع نبضه ... حاولت ابعاده ولكنه اقترب اكثر ...و قال

- لذا كاميليا .. تعلمين جيداً بانني لا اجيد المشاركه.... ماهو لي ... يبقى لي .. وان اقترب منه احد ... فلن ارحمه..

اتسعت عيناي وانا قلقه ...هل هذا تهديد لرومن ام ماذا....

ابتعد عني وهو يبتسم .. ويقول

- هذا كل شيء ... هل نذهب الان؟...

نظرت اليه وانا لازلت ملتصقه في الباب ....

- ااه .. نعم...يمكــ نك الذهـ ــاب..

فتحت له الباب بسرعه ... ابتسم لي ببرودة المعتاد وقال

- اراكِ لاحقاً ..

.........................................

كنت اجلس امام حمام السباحه .. اشرب قهوتي .. واستمتع بهذا الهدوء .. .

وضعت يدي على قلبي ... وكلماته لا تزال تدور في رأسي... صوته المخيف لم يغب عني ابداً ...

*هل تعلمين بأن الذئب الشرس .. لا يدع اي احد الاقتراب من فريسته ؟..وإن شاركه بها احد .. فهو يتركها له ....

- لذا كاميليا .. تعلمين جيداً بانني لا اجيد المشاركه.... ماهو لي ... يبقى لي .. وان اقترب منه احد ... فلن ارحمه.*

لا اعلم هل علي بأن اكون سعيده؟ بعد سماع هذا ... انه لا يزال يحبني... ام هل علي بأن اكون قلقة من تهديداته؟...

هل كان جاداً بما قاله .. لقد كانت عيناه مخيفه ...

اقترب جين مني ... ووضعت غطاءاً على كتفي ..

-شكرا لك ..

مالذي تفعلينه هنا في هذه الساعه ... - لا شي... لم استطع النوم ..فقررت الجلوس هنا.. الهواء الطلق يفيدني كثيراً..

ابتسمت لي بهدوء ..وجلست بجانبي.....فقلت لها

-ماذا عنك؟

- مثلكِ... لم استطع النوم ..

- مالذي يشغل بالك؟

- اه كاميليا.. هنالك الكثير ...

- اخبريني ...مالذي يحدث ... اعني.. كنتي معي دوماً اتمنى بأن استطيع رد ذلك اليك ..

- لا بأس لا تقلقي تفكيريك ...هنالك الكثير من المشاكل لديك ..

- لا .. لا بأس انا حقاً اريد سماع مالديك ..

نظرت الى السماء لوقت .. وهي صامته .. وبعد ذلك سالت دمعه من عينيها ..

نظرت اليها بدهشه ...

- ماذا بك جين؟

ابتسمت لي وهي تمسح الدمع من عينيها ..

- عندما تزوجت بتوماس.. وعدني باننا سنكون بعيدين عن عائلته ... فمنذ دخولي الى عائلته.. لم اشعر بالمحبه من نحوهم.... اعني سوفيا و لورين ... اخبرته بذلك بعد مضايقتهم لي الدائمه .. كنت احاول اخفاء الامر في البدايه ..ولكن بعد ذلك علم توماس بالامر ... ووعدني مجدداً باننا سننتقل من هذا المنزل لمنزل نسكن به وحدنا...

ولكن......

قاطعتها بحزن ..

- وبعد ذلك اتيت انا ... وتم تأجيل نقلكم الى منزل اخر من اجل مشاكلي.. اليس كذلك؟

لم تجبني.. ولكنها حاولت الابتسام

- لستي السبب.. انا اعلم بأن توماس لا يريد الانتقال بعيداً عن والده ... كما انه يرى طيش اختيه ...

يعلم بانهم بحاجة له ... انتي بالطبع احدى الاسباب ...ولكنك لستي السبب بحد ذاته ..اشعر احياناَ بانه لا يريد الابتعاد عن عائلته ..هل تعتقدين بانه لا يشعر بشعور العائله معي؟

- لا بالطبع لا جين !!! ...هل تمزحين انتي كل ما حلم به توماس.. انتي لستي فقط عائلته ...انتي حبيبته وصديقته وعائلته ايضاَ ... جين ..توماس مثلي تماماً ضحية في هذه العائله .... لقد كان يقضي طوال وقته خارج المنزل منذ الصغر ..وبعد زواج والدينا ... اصبحنا اصدقاء بعيدا عن سوفيا و لورين ... كنت صديقته الوحيده واخته الوحيده ايضا! ... لطالما كان بجانبي... ومع ذلك .. تركته ! ... لم اكن بجانبه عندما تعرف اليك وعندما تزوج بك .. وعندما رزق بطفله الاول ! .. ولكنني كنت اتحدث معه كثيرا ! ..ومنذ معرفته بك جين .. اخبرني بانه يعلم بأنك الفتاة المناسبه ... نعم .. كان يتحدث عنك طويلا ... ويخبرني عن ما فعله معك .. اخبرني بانك تمدينه بكل ما ينقصه من حب وحنان... اعلم جيدا ً يا جين بانه يحبك كثيرا ... صدقيني ان كان يرفض الانتقال من هذا المنزل ...فلستي السبب في ذلك ..انه انا ! ..فمنذ مجيئي الى هنا ...وانا الحقكم بمشاكلي التي لا نهاية لها... اعتذر كثيرا! ...

ضمتني جين بقوه ... وقالت

- شكراً لك ... لا كاميليا لستي السبب في ذلك .. !

- بلى ...انه قلق علي ... ولكنني لا اعلم مالذي علي فعله ...

- لا بأس.. اعلم جيداً باننا سننتقل في الوقت المناسب...

- نعم... لا تقلقي...

مر الصمت قليلا وانا اشعر بالحزن .. لانني سبب حزنها .. وبعد ذلك نظرت الي وقالت

- ماذا حدث.. بينك وبين البيرتو هل من جديد؟

ازداد تسارع نبضي عند سماع اسمه كالمراهقين .. واحمر وجهي..

- لا اعلم ... لقد تحدثنا اليوم ..ولكنني لست متأكده من انني فهمت ما كان يعنيه

- حقا؟

- نعم .. اعني .. لا اعلم ...يالهي هذا الرجل يصيبني بالجنون...

ضحكت جين وقالت

- اذاً انتي تحبينه كثيراً .. ان كان يصيبك بالجنون فهذا يعني بانك تفكرين به طوال الوقت

- نعم ..هذا صحيح ..

- هل تعلمين بانه سيأتي الي هنا غداً؟

- ماذا؟؟؟.. الى هنا ..؟لماذا؟

- لا اعلم لديه بعض الاعمال مع السيد ريتشارد..

- ريتشارد؟..

-نعم

- حقاً؟.. هذا غريب..

- لا... لطالما عمل مع ريتشارد

- حقا؟.. لم اكن اعلم بذلك ..

- اممم... لم يخبرك بالامر ..

- لا ..

-حسناً اذاً.. هيا دعينا نخلد للنوم... فلديك عمل باكر غداً..

-هذا صحيح...تصبحين على خير..

- وانتِ كذلك..

........................................

استيقظت باكراً..وذهبت الى العمل .. لقد كان يومي مهلكاً للغاية ..عملت حتى ساعه متاخره..

عدت الى المنزل ..فوجدتهم جميهم يجلسون في غرفة الجلوس..

- مرحباً..

لمعت عيناه الحاده وهو ينظر الي

- مرحبا..

-ساغير ثيابي.. وآتي..

صعدت للاعلي .. والابتسامه لا تفارق شفتي...

انا حقاً سعيدة لرؤيته ...

غسلت وجهي.. وغيرت ثيابي.. وعندما خرجت من غرفتي استطدمت به ...

توقفت قليلا بدهشه ..ونظرت اليه

-ماذا بك؟

- اردت التحدث معك على انفراد..

-حسناً يمكننا التحدث بالاسفل..

سحبني بقوه الى داخل الغرفة واقفل الباب..

اتسعت عيناي وانا انظر اليه

- البيرتو !!! لا يمكننا التحدث في غرفة نومي !!!

- لما لا؟

- لانـ ـ ـه .. لان اخي سيغضب !

- لا بأس لن يغضب سأتحدث معه لاحقاً ..

شعرت بالخجل .. عندما جلس البيرتو على طرف السرير ...

- اريد التحدث معك بشأن امر ما..

- نعم وانا كذلك

- حقا؟

- نعم ..

- ما الامر ابدأي انتي؟

- حسناً .. لماذا لم تخبرني قط بانك تعمل مع ريتشارد؟

- ولماذا علي اخبارك؟

- لانه زوج والدتي؟

- ماذا اذاً؟.. انه عميل لدي ولا اتحدث عن عملائي في العاده..

- اوه حقاً ..

- نعم ...وهل هذا يهم؟

- لا ..

- حسناً اذاَ ..لماذا تبدين غاضبه؟

- لا اعلم ولكنني كنت سافضل اخباري بالامر ..

ضحك بهدوء وقال

- اعتذر يا انسة كاميليا ولكنه لا يريد مني التحدث عن امواله امام اي شخص.

- حسناً لا بأس...يبدو بانه يثق بك..

اقترب مني ببرود وقال وهو ينظر الي..

- يبدو بأن الكل يثق بي ماعادك..

-ومن قال بانني لا اثق بك؟

- لماذا انتي خائفه اذاً؟

- مـ ـ اذا.. ؟لست خائفه..

-حقاً؟..

اقترب مجدداً..

وقبل وجنتي بهدوء..

ازداد احمرار وجهي .. فآبتسم لي ...

- انظري الى وجهك .. يكاد ينفجر ..

ابتعدت عنه بصعوبه ..وقلت

- توقف عن هذا ! انا اثق بك ! ولكنني اعلم بانك تفعل ما تريد وقت ما تريد ! ..

رفع حاجبيه وهو سعيد

- معك حق ! ..تفكير جيد...

- حسناَ دعنا من ذلك ..مالذي تريد اخباري به؟

اختفت ابتسامته ..وتحول وجهه الى الشحوب قليلا ..

وقال

- تعلمين بانني لا اخاف احداً كاميليا.. وبأنني مستعد لكل ما سيحدث لي من اجلك .. انا مستعد للتضحيه بروحي من اجلك .. ولكن ... مارت علم نقطة ضعفي.. وهي انتي ! .. عندما يتعلق الامر بك .. يعلم بانني اضعف..

اقتربت منه .. وجلست الى جانبه ..

امسك بيدي وقال

- لقد انتظرت هذا الوقت منذ ان رأيتك كاميليا.. من ان رأيتك تبكين في احضان توماس.. تمنيتك في احضاني..

وقعت في حبك .. وانتظرت اليوم الذي ستكونين معي ...كنت ساطلب من توماس بأن يسمح لي بالخروج معك .. ولكنني....

شعرت بالقلق من ضغط يديه على يدي.. نظرت اليه وقلت

- ماذا حدث؟

- انني اتلقى تهديدات منذ الحادثه .. .

-مــــــــاذا!!!!

- لم اكترث للامر ابداً .. ولكن ... هاهم يهددونني بك ..اشعر بان خالي يعلم بانني احبك .. وانا لا اريد ذلك .. لذا .. في هذه الفتره وقبل صدور الحكم ..علينا التظاهر بعدم الاهتمام لبعضنا... انا حقا لا اريد بأن يصيبك اي مكروه كاميليا .. لذا .. يجب علينا فعل ذلك ...

تجمع الدمع في عيني ...وقلت ..

- حسنا... لا بأس.. ولكن ..لماذا لم تخبرني بانه..

قاطعني وهو يضع يديه علي وجنتي ..ويمسح الدمع ..

- انا بخير ... لن يحدث لي اي شيء لا تقلقي...

وضعت يدي على يديه. .. وانا انظر اليه ..

- كن حذراً البيرتو ...كدت اخسرك مره ..ولا اريد بأن يحدث ذلك مره اخرى ..

اقترب مني ...وقال وهو ينظر بعيناي بعمق ي

- لم تعترفي بحبك لي بعد.. هل سانتظر طويلاً؟

ضحكت وانا ابعد نظري عنه ..وامسح دمعي

- .. هذا يعتمد عليك .. ان كنت اجدت التصرف ...فلن تنتظر كثيراً لتسمعها ..

قبل يداي .. وقال

- دعينا نخرج .. من هنا .. فلا اريد ارتكاب اي حماقه ....

دفعته بسرعه وانا اشعر بالخجل

- ايها الابله ...

توقفت لورين امامنا بنظراتها المرعبه

- ماذا كنتما تفعلان؟

احمر وجهي ..بينما قال البيرتو بصوته الاجش

- وهل يهمك لورين؟

- نعم بالطبع ..فلا يمكنكما الاختلاء داخل غرفة كاميليا ..

-ولما لا ؟... نحن راشدان نستطيع فعل ما نريده .. اتمنى بأن لا تتدخلي في شؤوننا مره اخرى ..

تذكرت كلماته عن خوفه ... وعن اخفاء الامر .. لورين ليست محل للثقه ...فيجب علينا اخفاء الامر عنها هي ايضاً..

نظرت اليه وانا اقرصه من خلفه .. لاذكره بالامر ..

لقد كنا نتحدث ... كما انه يريد بعض الاوراق لذا اخبرته بأن ينتظرني هنا لاجلبها لها .. !

تغيرت ملامح لورين الى الخجل وقالت

- اه .. حسناً اذاً ..

نزلنا للاسفل ...بينما قلت بهمس..

- يجب علينا اخفاء الامر عن الكثير ليس خالك فقط...

- معك حق ..

جلست بقرب توماس .. وانا اتظاهر بالاشمئزاز من البيرتو ... ومرت تلك الليله بصعوبه ... وكاننا نعيش داخل مسرح .. كل منا كان يؤدي دوره بإتقان... حتى تعجب الجميع منا..

وبعد خروج البيرتو لم اودعه .. ركضت الى غرفتي واغلقت الباب .. اخذت هاتفي .. فوجدت رساله منه ..

ابتسمت وفتحتها بسرعه ..

* لم تعجبني طريقة معاملتك لي اليوم .. بدأت اتراجع عن قراري

ضحكت وكتبت له بحماس كالمراهقين

- فات الاوان .. كما انني لم احب طريقة تجاهلك لي .. وتحدثك مع لورين طوال الوقت ..

- حقا؟.. هل تغارين؟..

- منها؟.. لا ...

- حقا؟..

- ...نعم .. لا اغار منها ..بل اغار عليك منها ..

- فهمت .. ولكنني احبك انتي.. ولا انظر لاحد سواك ..

اتسعت ابتسامتي وانا امسك الهاتف بقوه .. واضمه الى صدري واقبله ...

لم استطع الاجابه على هذه الرساله ..فاسرع وارسل اخرى بعد ثوان..

- اشتقت لك ..

- وانا ايضاً .. متى ساراك ؟

لم يجبني بسرعه ولكنه اجاب بعد وقت...

- لا يمكننا ذلك ...

- ولكن لماذا ؟...

- لن اعرضك للخطر كاميليا....

- ولكنني لن اقبل بأبعادك عني ..

- هل تمزحين؟ انا اتمنى رؤيتك كل يوم وكل دقيقه ! اشتاق لك في كل وقت ولكن هذا لا يعني بانني استطيع وضع شوقي لك قبل حمايتك ..

- لن يحدث لي شيء ..

- لا اعتذر..

- البيرتو هل انت جاد !

- نعم ... للاسف..

- ولكن.....

- ساراك في الاجتماعات .. اعلم بانه لن يكون كافي ولكنه الحل الوحيد ..

-حسناً ..

- ارجوك لا تحزني ... انا حقاً اريد رؤيتك .. ولكنني لن اسمح بحدوث سوء لك ..

- لا بأس .. تصبح على خير ..

- احبك كاميليا.. تصبحين على خير..

سال الدمع من عينيها لوقت طويل ..

يالهي لا اصدق ذلك ..عندما عادت المياه لمجاريها .. بدأنا بتلك اللعبه السخيفه ..

وهذا ما فعلناه انا والبيرتو .. تلك الخطه نفذناها بدقه ... حتى صدق الجميع بذلك ...

كانت نظراته تلاحقني دائما كالعاده .. وتلك الهاله المرعبه فوقه .. اصبحت تزداد ..

شعرت في تلك الفتره بانه متعب للغايه .. و شاحب .. لم استطع التحدث معه .. كنا نتحدث بالرسائل ..

ولكن هذا لا يكفي ... اعلم بانه هنالك امر يرهقه .. وكل ما طلبت منه رؤيته كان يتعذر بخوفه علي ...

وهذه اليومان البيرتو توقف عن الاجابه عن رسألي بسرعه .. يجبني مره واحده في اليوم فقط ..ويخبرني بانه بخير ولكنه منشغل ببعض الامور .. بدأت اقلق..

تقدم مني توم وهو ينظر الي بتعجب

هل انتي بخير ؟

- نعم انا كذلك،..

- تنظرين الى الهاتف طوال الوقت .. هل تنتظرين مكالمة مهمة؟

- امم.. لا .. لقد كنت اتفقد الشحن..

- حقاً ،.. طوال الوقت؟

- نعم .. مالامر توم .. مالذي تريديه مني؟

- هذه الاوراق تحتاج الى توقيعك ...

- حقا.. حسناً .. ماهي؟

- انها من اجتماع اليوم ..التوقيع على اقتراحات الموظفين. ..

- وماهي اقتراحاتهم؟

- اوه اعتذر ...يبدو بانك لم تسمعي اياً منها لانك كنتي تتفقدين شحن هاتفك النقال..

احمرت وجنتي وانا اشعر بالخجل منه

- حسنا ...توم .. سأقراها مجددا .. و اوقع على ما اوافق عليه

- حسناً ..

عم الصمت ..وقال مجدداً

- تعلمين بانه يمكنك الثقه بي ...

- ماذا... بالطبع توم ...بالطبع .. ولكن حقاً ليس هنالك اي شيء انا فقط قلقه قليلاً ..

- حسناً..

لم استطع تحمل كل هذا القلق.. اخذت معطفي ..وحقيبتي وخرجت من المكتب ...

ومع كل هذه الفوضى التي تعم في داخلي .. وجدت نفسي اقف امام باب منزله ...

طرقت الباب..

ففتحت لي الخادمه ..

- مرحبا ً

- مرحباً سيدتي ..

- هل السيد البيرتو موجود؟

- نعـ ـم .. ولكنه متعب قليلا ولا يستقبل اي زوار ..

- متعب؟...

ابعدتها عن طريقي ودخلت بسرعه .. بينما كانت تصرخ خلفي

- سيدتي ... سيدتي انتظري ارجوكي.... سيدتي توقفي...

- دخلت الى غرفة الجلوس .. ووجدته ممد على الاريكه الجلديه ... وبجانبه بعض الادويه ..وبيديه تتصل ابرة المغذي .. يبدو بانه نائم ..

اقتربت منه ووضعت يدي على وجنتيه ..

يالهي انه ساخن جداً ..

التفت الى الخادمه وانا اقول

- لماذا لم يذهب الي المشفى .؟؟ حرارته مرتفه للغايه

انه لا يحب المستشفيات انستي... ولكن الطبيب يأتي لرؤيته كل يوم ..

- حقا؟.. وهل هو بخير؟

- نعم .. ولكن كما ترين يرفض الذهاب الى المشفى ..وحالته تزداد سوءاً هنا.. .

-حسناً .. لا بأس .. ارجوكي احضري لي قطعة قماش.. و مياة بارده للغاية

- حسناً ..

خلعت معطفي ... ونظرت اليه ... وانا اتألم

- ايها الابله .. لماذا لم تخبرني .. لا اصدق هذا .. لقد اخفتني جداً ..

اقتربت الخادمه وهي تحمل في يديها ما طلبته ...

ادخلت قطعة القماش في المياه ..

- يالهي انها بارده ...

واخرجتها .. ووضعتها على رأسه ..

فتح عينيه بقلق وامسك يدي بسرعه ..

- اهدء ..انها انا...

رفع حاجبيه بتعجب ونظر الي ..

- مالذي اتى بك الى هنا كاميليا؟

- علمت بان امرا ما اصابك

- انا بخير ..

- لا لست كذلك ! حرارتك جسدك تصل الى ٤٠ ! يجب علينا نقلك الى المشفى

- لا لا احتاج لذلك ..

- البيرتو لا تكن عنيد .. انت متعب للغايه ..

- ولكنني بخير الان ..

نظر الي وامسك بيدي.. وقبلها

- كاميليا.. عليك الذهاب الان ..

- لن اذهب الى اي مكان ..حتى اطمئن عليك

اخذت القماش مجدداً و ادخلته في الماء البارد و وضعته مجددا فوق رأسه

فارتجف بخفه ..

- يالهي ..انتي تقتليني يا امرأه ..

- لا لقد اجلت ذلك حتى شفائك ..بعدها ساقتلك حقاً ...

ابتسم لي بشحب ..وقال

- اشتقت لك ....

ابتسمت له وعيناي مليئه بالدمع ..

- وانا ايضاً ...

سأعد لك حساء لذيذ للغايه ..

- ارجوك توقفي.. لا اريد اي طعام .. فهذا المغذي يكفي..

- لا ..انه لا يكفي..

اسرعت وذهبت الى المطبخ ... فنظرت الي الخادمه وابتسمت

-لم اكن اعلم بان السيد البيرتو مرتبط..

ابتسمت لها ...

- انه ليس كذلك نحن مجرد اصدقاء عمل....

-امم ..

- هل اكل اي شيء اليوم؟

- لا لم يأكل منذ يومان.. انه يشرب المياه فقط...

- يالهي...

اعددت لك حساء شهي للغايه .. انه مليئ بالفيتامينات

- ارجوك اخبريني بان طعمه ليس كذالك الذي تعده ساندرا

ضحكت وقلت

- لا ..انه لذيذ للغايه..

-حسناً...

انتظر .. ساساعدك في الجلوس..

اقتربت منه .. و وضعت يداي حوله وانا احاول رفعه ... فشدني بقوه .. .وطوقني بيديه القويتين ...

بقيت لفتره مدهوشه ...خجلت حقاً من قربي منه هكذا وهو عاري الكتفين .. وايضا قلقت من حرارة جسدة التي تكاد تحرقني ..

- تعلمين بانه لايمكنك ضمي هكذا والتوقع مني الابتعاد عنك ..

ابعدته قليلا .. وانا احاول اخفاء خجلي

-حسناً هل تعلم بانك تحترق ! ...

- اظن بان حرارتي ازدادت عندما اقتربت منك...

ضحكت وانا انظر اليه ..

- يالى هذا الحس الفكاهي ..لم اكن اعلم بانه لديك !

- هنالك الكثير من الامور التي لا تعلمين عنها ...

نظرت اليه بعمق وانا احمل الحساء بيدي ..

- نعم .. كالخوف من المشفى مثلاً..؟

توقف عن الابتسام .. وقال

- ليس هنالك امر ما يخصها ..

- لماذا اذاً لا تذهب اليها ابداً؟..

- نظر الى الحساء وقال ..

- بدأت اجوع ..الن تطعميني يا انسه كاميليا؟

-حسناً ..

اقتربت منه .. بحذر .. و اطعمته ...

- توقف عن النظر الي .. انت تربكني...

- تحمر وجنتيك عندما تخجلين ..

- اه اعتقد بأن الجميع يحمر عند الخجل ..

- لا اعتقد بأن هنالك الكثير من الفتيات الخجولات هذه الايام ..

-حسنا.. انتهينا...

- هاقد اطعمتني ماذا بعد؟

- لا شي ء..الان سترتاح ..

- هل ستذهبين الان؟

- لا لن اذهب ..

- اخذت الحساء ووضعته على الطاوله امامه. .

- هل يجب علي تبريد الغرفه اكثر؟

- لا .. هذا يكفي اشعر بانني ساتجمد يكفي بانني عاري ولا تسمح لي ليديا بارتداء اي قميص..

ضحكت وقلت

- حسناً ،،، جيد ما فعلته

رن هاتفي .. فاجبت و عيناه الحاده تلاحقني في الغرفه ..

ابتعدت عنه قليلا وقلت

- مرحبا رومن..

- مرحبا كامليا .. هل انتي مشغوله؟

- نعم ... ولكن لا بأس اخبرني بالامر ان كان مهماً

- لقد اتيت من اجلك اليوم الى المكتب ولكنني لم اجدك .. فقلقت ..هل انتي بخير ...

نعم انا بخير ..شكراً لك ..

-حسناً جيد... هل يمكنني رؤيتك اليوم؟

- لا اظن بانني استطيع ...

- ماذا عن غداً؟

- حسناً ولكن ما الامر؟

- اريد التحدث معك بأمر ما يخصني..

تعجبت كاميليا ..ولكنها لم تقل اي شيء .. وافقت بقلق..

- حسناً اراك غداً..

-الى اللقاء ..

شعرت بيديه تحاوط خصرها النحيل .. و بأنفاسه المشتعله على عنقها... وبعد تجمدها لدقائق ..اخترق صوته المخيف اذنيها...

- مالذي يريده هذا الرجل ؟

- لا .. شـ ـ يء.. انه فقـ ـ ط يريـ ـد التحدث....

-التحدث عن ماذا؟

التفت اليه .. وهو لا يزال قريب مني جداً .. قال بهدوء .

- هذا لا يعجبني..

وعيناه تتطاير منها شرارة مخيفه ..

- ما الذي لا يعجبك؟.. انه فقط يريد التحدث عن امر ما يخصه !

- ولماذا يتصل بك؟.. ماذا هل انتم اصدقاء الان ام ماذا؟

- نعم لما لا؟

ضحك بسخريه وابتعد عنها

- .. حقا؟ هل سيلعب لعبة الصديق الان؟ ...

- ماذا تقصد؟ ماذا ان كان صديقي لماذا يضايقك الامر ..؟

- لانني لن اقبل باصدقاء معجبين بك !

- تعني ان لم اكن قد اخبرتك بمشاعره نحوي .. كنت ستقبل بالامر ؟

- لا .. وتعلمين جيدا بانني علمت بمشاعره قبل ان يخبرك بها !

- ولكن لماذا ترفضه صديقاً لي حتى بعد ان علمت بمشاعري نحوك !

- انتي لا تعلمين شيء عن هذا الامر ! ... سيتظاهر بانه صديقك المقرب حتى يراقب علاقتك معي عن قرب ! ... وعندما يرى اي شراره تحصل بيني وبينك ... يبدأ بالتدخل ! .. ويزيد الامر سوءا .. وبعدها بالطبع سيظهر نفسه امامك بانه الملاك المنقذ ! وبالطبع ستقعين بحبه !

نظرت اليه بغضب ...لم اجبه ... بل مشيت بسرعه و لكنه امسك بيدي بقوه وقال

-لا تفعلي هذا !

- لن اتوقف كالبلهاء واستمع الى هذا الحديث العقيم !

- انها الحقيقه ..

- لا !! الحقيقه انك تجهل مشاعري نحوك .. وتظن بانني فتاة اقع في حب اي شخص بكل سهوله .... هل حقاً تراني ساذجه بهذا الشكل؟

- لا ..لا لم اكن اعني ذلك ... ولكن .. انا..

- انت ماذا !!!! هل ستفعل هذا في كل مره اعرفك على اصدقائي؟... تظن بانني ساقع بحبهم عند حدوث اي شي بيني وبينك ؟

- لا .. هذا ليس ما عنيته ولكن الرجل يحبك وبالطبع سيبحث عن اي طريقه ليظهر لك ذلك !

- لا اريد سماع المزيد. .. انت حقاً تدهشني !

- توقفي ...

- مالذي تريديه !

- لا تذهبي....

نظرت اليه وهو شاحب .. ومتعب للغايه ..ويبدو بانه فقد سيطرته لانه متعب للغايه ..

لم تجبه ..اقتربت منه وامسكت به وساعدته على التمدد مجددا ..

امسك يدها بقوه .. و قبلها ..

- اعتذر ..

لم تجبه مجدداً ...نظرت اليه بحزن ..

فقال وهو ينظر اليها..

-اعتذر .. ارجوكي اجيبيني ..

- دعنا لا نتحدث عن هذا الان ..

- لا .. لن ادعك هكذا ..حسناً افرغي غضبك علي .. لنكن متساويان

- انت حقاً .. حقاً ...لاتصدق !!! هل حقاً تريد مني افراغ غضبي عليك وانت بهذه الحاله !!! هل تظن بانني استطيع فعل ذلك !!!!لا اعلم كيف تفكر ! .. حقاَ انت اغرب رجل قابلته في حياتي ... وللاسف وقعت في غرام هذا الرجل !!!!! تغضبني جداَ ...و...

احمر وجهها عندما ابتسم بعد سماعه ما قالته ... وظهرت تلك السعاده في عينيه ..التي لم تراها ابداً ..

ابعدت نظره عنها وهي تكاد تنفجر من الخجل ..

فقال

- هل تعلمين ماذا كنت سافعل ان كنت استطيع في هذه اللحظه؟

- ماذا؟...

- تقبيلك ..

اتسعت عينيها .. وهي تنظر اليه بدهشه .. هاقد ازداد خجلها ..

فقالت

- توقف ..انا حقاً غاضبه منك ...

فقاطعها وهو يقول ..

- ولكنك اعترفتي لي بمشاعرك

- انها ليست اول مره ..

- نعم .. ولكنني في كل مره اشعر بانها الاولى .. لانك لا تفعلين ذلك كما افعل انا

- ماذا تعني ..

- اعني .. لم تخبريني بانك تحبيني بكل صراحه ..

- هل حقاً تريد مني قتلك يا رجل ؟

ضحك البيرتو بصعوبه واغمض عينيه لدقائق..

وبعدها.. نظرت اليه بتمعن .. وهي تردد في داخلها .. احبك احبك احبك ..

قالت بصوت لا يسمع

وهل هذا يهم ؟.. ان اقول تلك الكلمه ..

فقال وهو يبتسم بصعوبه مجدداً

نعم ..

فتحت عينيها لتجد وجهه مقابل وجهها ..

فجمعت كل تلك الشجاعه التي تحملها وقالت ..

- احبك ..

توقف عن الابتسام .. و نظر اليها بحده ..

اقترب منها وقبلها وهو يضمها اليه ..

ابعدته بعد ثوانً وقالت

- حسناً هذا يكفي .. لا تعتاد على تقبيلي بكل هذه السهوله ..

- لما لا ؟ الستي حبيبتي؟

- بلى .. ولكن هذا لن يحدث قبل ان يتم الامر رسمي .. مع اخبار اخي ..

ضحك البيرتو وقال ..

- يالهي ..لا اظن بانني ساستطيع انتظار كل هذا الوقت .. لاقبلك فقط !

سعل بقوه .. وهو يحاول ابعادي عنه ..

فقلت

- ماذا بك .. توقف لا تبعدني عنك !

- لا بأس ..انا بخير .. لا تقتربي مني فتصابين بالمرض..

قبضت حاجبيها و تمددت بجانبه على الاريكه ..

تعجب من ما فعلته .. و نظر اليها بدهشه ..

- مالذي تفعلينه ..

- ماذا ؟ الن تكون سعيد بهذا؟

ولكنني لا اريد بأن يصيبك مرضي !

- فات الاوان يا ابله ! كان يجب عليك التفكير بذلك قبل تقبيلي !

ابتسم بقلق وقال

- حسناً وقتها لم افكر ..

- لا بأس .. لن امرض ..فمناعتي قويه للغايه ..

- حسنا جيد ..

طوقني بذراعيه العملاقه .. شعرت بدفء جسده يحاوطني ...

و انفاسه المنتظمه بالقرب من اذني .. قال بهدوء

- انها اسعد لحظه في حياتي

ضحكت وانا اقول

- ولي ايضا..

- اخبريني مجدداً بانك تحبينني ..

ابتسمت .. ونظرت اليه وقلت

- ولكن هنالك امر ما يحيرني..

- ماهو؟

- انت اخبرتني بانك تحبني .. اليس هذا صحيح؟

- بالطبع . !

- اذا لماذا لا تخبرني عنك ؟

- مالذي تريدين معرفته ؟

- الكثير ..

- حسناً .. مثل ماذا؟

- لماذا ترفض الذهاب الى المشفى ..

ازداد شحوب وجهه .. ونظراته ازدادت قتامه...

فقلت بسرعه قبل ان يرفض اخباري

هل ترى .. انت تغضب في كل مره اسألك ... وهذا لا يعجبني ..لماذا لا تخبريني مالامر !

- لانه من الماضي..

-ماذا اذاً ؟.. انا حقاً اريد ان اعلم مالامر .

- لماذا يهمك الامر لهذه الدرجة؟

- لانه يخصك ! .. يهمني لانه يعنيك !

نظر الي لدقائق وقال ..

- لا احبها لانني عشت بها لوقت طويل في صغري..

- ماذا؟

لم يجبني .. نظر الي ببرود ... فقلت

هل كنت مريض في صغرك؟

- لا ..

- اذاً؟

-كنت هنالك بجانب امي .. كانت مصابة بالسل ...

اتسعت عيناها وهي تنظر اليه ...والحزن يعود الى عينيه .. شيئا فشيئ .. شعرت بانها اعادت اليه ذكريات حاول نسيانها لوقت طويل .. او حاول تجاهلها ...

- انا اسفه ..


CFA غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس