عرض مشاركة واحدة
قديم 27-09-16, 09:08 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\


الفصل 12


سأقول لك "أحبك"..
حين تنتهي كل لغات العشق القديمه
فلا يبقى للعشاق شيءٌ يقولونه.. أو يفعلونه..
عندئذ ستبدأ مهمتي..
في تغيير حجارة هذا العالم..
وفي تغيير هندسته..
شجرةً بعد شجره..
وكوكباً بعد كوكب..
وقصيدةً بعد قصيده..
سأقول لك "أحبك"..
وتضيق المسافة بين عينيك وبين دفاتري..
ويصبح الهواء الذي تتنفسينه يمر برئتي أنا..
وتصبح اليد التي تضعينها على مقعد السيارة..
هي يدي أنا..
سأقولها، عندما أصبح قادراً،
على استحضار طفولتي، وخيولي، وعساكري،
ومراكبي الورقيه..
واستعادة الزمن الأزرق معك على شواطيء بيروت..
حين كنت ترتعشين كسمكةٍ بين أصابعي..
فأغطيك، عندما تنعسين،
بشرشفٍ من نجوم الصيف..


(نزار قباني)


##########



الزمان:
بعد مرور شهر ونصف...
المكان:

في احدى طرقات المدينه الكبيره.. والشمس الحارقه قد تربعت في وسط السماء.. واطلقت العنان لألسنتها الذهبيه الحارقه,, حيث تقف تلك السياره السوداء على جانب الطريق...

والوقت في منتصف النهار.. تكون الشمس قد توسطت سماء حكايتنا الزرقاء الصافيه.. وارسلت اشعتها الذهبيه الحارقه.. ففصل كفصل الصيف.. تكون شمسه قد اعلنت حربا على سكان الارضيه,, بإرسال خيوطها المرتفعة الحراره... تماثل حراره الحمم البركانيه في جوف البراكين.. ولا يخفف وطأة الحر سوى المثلجات والعصائر الطازجه.. التي تم جني محاصيدها من ثمار ناضجه.. وفي هذا الفصل من السنه يكون شاطئ البحر يعج بالناس.. الصغار منهم والكبار... وتكون مياه بحره ساكنه.. هادئه.. تتلألأ تحت اشعه الشمس.. ورمال شاطئه الشقراء ساخنه ملتهبه.. وكأنها قطع من الكعك قد خرجت لتوها من الفرن..و تلمع كأنها ذرات من الذهب..,,, ولم يكن الشاطئ المكان الوحيد المليء بسكان المدينه والسائحين.. بل ها نحن نرى اسواق المدينه.. مراكز التسوق.. والمناجع والحدائق.. المقاهي ومراكز الاستجمام قد كانت الحصن المانع من حر هذا اليوم....
أما نحن فهيا بنا نذهب.. حيث ذلك المقعد الخشبي في احدى طرقات المدينه الكبيره... ومن البعيد وتحديدا من خلف الشجره التي تزين ارصفه الشوارع هي ومثيلاتها.. لنصوب نظرنا ونمعن السمع الى ذلك الذي يجلس على المقعد الخشبي,, معطيا ايانا ظهره.. نلاحظ ثيابه السوداء... شعره الذي ظهر به بعض الشيب...
هل هو كبير بالسن ام ماذا؟! ألن يلتفت لنراه ايها الكاتبه؟؟!
دعيه يلتفت... من هو هل نعلم من يكوون !!

هلا صمتم قليلا.. ااوووه انظرواا...


انطلق بعد دقائق وهو ساكن الجسد.. رنين هاتفه ليضعه بسرعه على اذنه.. يتحدث به لبضع دقائق ثم.. يعود الى سكونه من جديد الى ان....

######

بعض الفتيات تلدن كونهن اميرات.. هن محظوظات!!
ذلك الحظ لا يتركهن ابدا.. لسنوات طويله.. ^^
تستمر حياتهن مثل الاميرات.. كما في القصص الخياليه,, فكيف يمكن ان تكن تعيسات وهن يملكن حياه كهذه!!

تستيقظ كل واحده منهن على صوت الخادمه.. يكون كل شيء معداً لها... فطور.. ملابس.. حقائب.. احذيه.. وحتى السائق خاص ...
فهي سمو الاميره في قصرها العاجي.. :-)
يسعى والدها بتوفير كل ما تحتاجه.. يهيئ لها حياه ترضيها..تطلب فيلبي مطلبها أليست مدللته!!؟
أما والدتها.. تعتني بها بما يناسب طبقتهم الراقيه كما يقال..من معارفها.. تهتم بقوام جسدها.. صحتها.. أناقتها وجمالها.. وكل شي بما يناسب الفتاة العصرية!!

وأنا اعد اميرة ايضا.. ولكن قصتي مختلفه بعض الشيء.. تتخذ منحى وطريق اخر عن قصص الاميرات الاخريات... اعيش في منزل اشبه بالقصر.. توقظني خادمه وتلبي رغباتي متى ما شئت خادمه اخرى.. ولكن كل انسان يوجد في حياته نواقص في نواحٍ معينه.. وانا كذلك يمكنكم ان تشبهوني بلعبه الاحجيات.. دائما وفي كل مكان هناك قطع ناقصه مني افتقدها.. قطع سلبت قوتي.. وجعلت حياتي مره.. تركتني وتهدمت حياتي.. وانقلبت حياتي بسببها.. ذهبت مع موج البحر في مد وجزر لا ينتهي ابداً...

ربما عقدتم حاجبكم من الاستغراب.. فأي اميره تتحدث هكذا!! قطع ناقصه.. لعبه الاحجيات.. حياه مره كالعلقم.. حياه متهدمه.. قوه مسلوبه!!

بالتأكيد ادركتم من اكون.. قمر ومن غيري التي عاشت وحيده.. حزينه.. ولكنني اعتدت على وحدتي..
لماذا الاعتياد كلمه تقال عند الالم.. انها مقترنه بها ايما اقتران؟؟!
حسنا.. مرور تلك الاسابيع لم تغير فيّ الشيء الكثير.. فكيف يتغير الانسان تغيريا جذريا بمرور سته اسابيع فقط.. أليس كذلك ؟!
ما زلت تلك الفتاة التي تعيش وحدتها.. انطوائيه كما اعتدت في صغري.. ربما خرجت عن انطوائيتي المبالغ بها بأني وافقت على العمل ...ولكنني ما زلت امارس طقوس الرسم الخاصه بي لساعات طويله.. وربما ليل ونهار متواصلين...

ربما تتسائلون ماالذي دعاني لارتداء ذلك اللباس الرسمي.. مع انني لا اناسب تلك الملابس ولا اظنها تليق بي ابدا.. قميص ابيض وسترته السوداء مع تنوره تصل حتى ركبتي ضيقه بعض الشيء ولكنها مريحه.. ارفع شعري المجعد على هيئه ذيل حصان.. انا بحد ذاتي استهجن الامر واستغربه فكيف انتم !! فمن عادتي او كما احب ان اجعل شعري يتراقص ويتمايل بكل حريته على ظهري النحيل.. فلا اريد ان اسجنه بربطه شعر تقيقضه وتمنعه من حريته كما قيضني القدر بالآلام التي رافقتني منذ الصغر.. نمت تلك الالم وترعرت بداخلي وتكاثرت مثل الباكتيريا لتقضي على طفولتي.. ولكن مجريات القدر تفرض عليك ما لا تستطيع تحمله.. وتلزمك بكل شيء.. وما عليك الا الرضا...

لوهله!!!
اشعر انني اميره!! برغم نقصي وانكساري.. اجلس صباحاً مع جدي وجدتي..
اظن ان الحياه قد اظهرت حنانها وعطفها علي بأن أظهرت لي عائله بعد زمن وان طال الا انه تحقق حلم.. بأن احظى بحنان.. واعيش في جو عائلي.. كنت اتمنى في صغري ان يعتبرني احدهم ابنته بالتبني ولكن.. بعد تفكير هل اظن ان احد سيحن علي.. فوالدي لم يفعل !!! فكيف سيفعل الغريب؟!!

تلك الاميره التي خبأها الزمن في داخلي.. وتخرج عندما اتلقى الحنان والعطف مِن مَن حولي... انسى حزني للحظه من خلالها... ولكن مجرد وخزه الم برغم خفتها الا ان تلك الاميره الصغيره التي تبدأ بالعيش في داخلي تعود الى مرقدها بسلام... وتدفع بذلك الجبل الضخم المليء بالاحزان و تنفتح جراحي التي ما لبثت ان تلتئم.. وتنزل بي الى قاع بئر سحيقه....

#####
وبالعوده الى ذلك المجهول.. الذي تساءلتم حوله.. فلنطلق عليه اسماً يسهل فهمنا للأحداث.. وليكن اسمه (قصي)..

وقفت تلك السياره السوداء حديثه الطراز.. ذات النوافذ المعتمه حيث لا يظهر ما بداخلها... نهض قصي من مكانه وتوجهت به قدماه حيث السياره المجهوله.. ثم طرق زجاج نافذه الباب الخلفي.. ويتم السماح له بالدخول...
وبالاقتراب اكثر حيث النافذه التي فتح زجاجها... نرى ذلك القصي قد اخرج ملفاً ورقياً بني اللون..
" هذه الصور التي طلبها الرئيس.. تم التقلطها من قبل شهر تقريبا" قصي وهو يعطي الملف الى الذي بجانبه.. ثم اخرج ملفاً اخر بنفس المواصفات ولكن كتب عليه بخط اسود عريض (اليوم) واردف " لقد التقيتا بالمقهى القريب من الشركه.."
" هل تراقب الجميع جيداً؟!"
اجابه قصي بتأكيد "اجل.. الجميع في عمله باستثناء هاتان الفتاتان.." اتبع كلامه بأن اخرج بعض الصور الفوتوغرافية تظهر في إحداهما فتاتان تجلسان في احد المقاهي..
تلاه صوت المجهول وهو يشير الى فتاة ترتدي فستانا طويلا ملون" حسناً.. راقب هذه الفتاه جيداً.." صمت قليلاً ثم " يمكنك الذهاب.."

واوشك قصي على فتح الباب لولا صوت ذلك المجهول خرج من جديد " غدا توجد حفله افتتاح وسيكون الجميع هناك.. يطلب منك السيد... ان تذهب وتلتقط صوراً.. اذهب الى هذا العنوان.. (ومد له بطاقه شخصيه لاحد الصحفيين) يخبرك بما تفعله؟!"

وبعد ان اغلق قصي الباب ومضى في طريقه.. اخذ ذلك المجهول يقلب بين الصور..فالصوره الاولى تظهر بها الفتاتان عند دخولهما المقهى.. والاخرى عندما استدعت احدهما النادل.. اما اللتي تليها عندما كانت واحده منهما تتحدث عبر الهاتف..

باختصار كانت الصوره عباره عن تلخيص لما فعلتاه في المقهى قبل ساعه.. منذ أن دلفتا إليه وحتى خروجهما منه.. اكتفى ذلك المجهول بأن اعاد الصور الى مكانها داخل الظرف.. وامر سائقه بالانطلاق.. وسارت تلك السياره في طريقها المجهول....


الزمان:
قبل يومين
المكان:
قصر حكايتنا الجميل والشمس اشرقت منذ زمن معلنة عن بداية صباح يوم جديد... تململت في مكانها قبل أن تعتدل في جلستها وتنتشل نفسها من سباتها العميق..
وقفت على قدميها بتكاسل وتعب شديدين..ثم اخذت تسير بخطوات مترنحه ثقيله.. وعيونها نصف مغلقه تحارب ضوء النهار من شده التعب... وجفونها المرتخية التي تنظر من خلالها بصوره غير واضحه جداً...
تثائبت وهي تغلق باب مرسمها المليء بالاوراق والرسومات.. ثم اخذت تمشي بالرواق مرتديه ملابس نومها... بنطال ضيق ناصع بياضه كابيضاض الثلج في موجة ثلجيه عاصفه.. أو ربما كقلبها الطيب!! والطبقه العلويه تصل حتى نصف فخذها يرتسم عليها بعض الورود الحمراء.. وقد رفعت شعرها وجمعته اعلى رأسها... وأرجعت غرتها القصيره ببعض من مشابك الشعر الملونه..
انها اشبه بطفله صغيره.. استيقظت لتوها لتذهب الى مدرستها.. تفرك عيونها من شده النعاس بيدها اليسرى.. وكأنها بيدها الأخرى تمسك بلعبتها الصغيره.. ولكن الحقيقه مختلفه بعض الشيء.. فلم تعد صغيره تمسك بلعبتها... بل انها تمسك وتتشبث بقلم من اقلام التلوين الخاصه بها وكأنه طوق نجاتها من كل شيء....

توجهت عيونها الناعسة الى ذلك القلم وكأنها للتو قد شعرت بوجوده في قبضتها التي تمسكه بشده.. ولا تدري حقا لماذا هذا اللون بالتحديد يلازم صباحها كل يوم...
اللون الاسود!!!
ربما لأن رسوماتها الخاصه اصبحت تقتصر على الالوان المشتقه من الاسود!!
ام له علاقه بأحلامها ليلاً؟؟!
واقعها المر!!
أحزنها الشديد!!!
شوقها لوالدتها التي لا تأتي لزيارتها منذ اختفاء القلادة ؟!
ام...؟؟!
أخرجت تنهيده طويله من صدرها بعد أن نفضت رأسها من أفكارها السوداء التي رافقتها!!.. واستقرت بنظرها في الطرف الآخر من الممر...
مرت لحظات.. بل دقائق.. ربما تجاوزت الخمس.. تنظر بجمود كبير وكأن عيونها تحولت الى كتله صخريه نحو باب غرفته تنتظر منه الخروج من عقلها ليتمثل امامها في الواقع!!
أما آن اوان عودتك يا مجد!! لقد اطلت مدة غيابك!!
وعندما شعرت انها تنجرف بجم مشاعرها التي اخذت تسيطر عليهاا.... أبحرت عائده بأدراجها الى واقعها المرير...

إنه السيناريو نفسه من جديد.. يعاد على مر الايام السابقه التي مضت.. وكأنما هو مخرج فيلم أو مسلسل ما أجبر احدهم ليعيد تمثيله حتى يتقن المشهد...
يعاد كل يوم عندما تستغرق ليله طويله على مرسمها.. بعد ان تعاني من أرقها.. وحزنها المعتاد.. شوقها وحنينها لبعض الاشياء والاشخاص.. واحلامها السيئه التي تراودها بين حين وآخر.. فتشعر أن غرفتها تغلق عليها فتجعلها تشعر بالاختناق وكأنها تطلق غازات من الهم والحزن.. كما تطلق نيران الحريق سمومها من غاز ثاني اكسيد الكربون القاتل...
وان يكن فراشها هو السبب والمسبب لحالها الأليم.. فإن مرسمها مناص وملاذ لها للفرار من آلامها وأوجاعها... تخرج من خلاله ما بداخلها من مشاعر ربما غاضبه.. او حزينه.. واحيانا اخرى ربما سعادتها اللحظيه....!!!

وعندما حطت قدماها أرضيه الطابق الذي تقبع به غرفتها... التفتت بجسدها النحيل تسير بتهالك في المرر المؤدي اليها... وبرغم انها استجمعت القليل من قواها الا ان السهر قد ارغم علاماته بالارتسام باتقان شديد ليظهر بوضوح على وجهها القمري..
ابتسمت بشحوب وهي ترى ما اصبحت عليه ملامحها عبر انعكاس صورتها بتلك المرآة ذات الاطار الذهبي المعلقه على الحائط بعد ليال متواصله من السهر لوقت متأخر...
جفون مرتخيه.. عيون محمره..وجهها الذي اعلن الحداد انطفأ وبهت لونه وأصبح كالليمونه الحامضه.. باختصار انها كالورده الذابله.... وبرغم شحوبها الا ان ابتسامتها ابرزت جاذبيتها واعطت جمالا لوجهها...

قاطع ابتسامتها ذلك التثاؤب للمره العاشره على التوالي.. ثم امسكت بمقبض الباب وقاربت على ادارته لولا ذلك الصوت المنبعث من صرير باب الغرفه المجاوره لها.. ليخرج صاحبها بسرعه البرق ولكنه توقف بحركه اسرع في اخر المرر كما يتوقف شريط الفيديو على حين غره..
ويلتفت بسرعه " صباح الخير يا مزعجه.."
ويتم اعاده تشغيل هذا الفيديو ليعود ذلك الجسد الطائر بالمضي سريعا كالبرق من جديد.. ينزل عتبات السلم كقطار يعبر بين مدينتين.. أو كطائره تمر خلال السحب القطنيه البيضااء...
ابتسمت قمر لشقاوه ابنه عمها ريم.. التي لطالما عاونتها في وحدتها..كانت كالأخت بل اكثر.. خفيفه ظل.. تملك من روح الدعابه ما بجعل قمر تحلق بعيدا لتغادر جزيره آلامها وجروحها التي تحاول تضميدها..
وبرغم قرب ريم لها الا انها لا تفصح لها بالشيء الكثير فتكتفي بسرد تلك الكوابيس التي تراودها وبعض التفاصيل اليوميه...
اما مشاعرها فمكتوب عليها ممنوع الاقتراب؟؟!
فكيف تخبرها ان هناك شيء في قلبها ومشاعر تجاه شقيقها الجليدي!!
هل تحبه؟؟!
أجل تحبه,,, هل تناست ذلك الحب البريء الذي اينعت بتلاته في قلبها.. ثم نمى ونضج في قلبها تماما كتلك الثمار التي يبدأ نموها في فصل الربيع... وقلبها يشبه الربيع أليس كذلك؟!

زفرت بحراره واشتدت قبضتها تماسكا بالقلم وكأنها تفرغ شحناتها الكهربائيه به..تمالكت نفسها وابتسمت لسبب نجهله.. ورددت بهمس " لا يليق بك الحزن يا قمر.."

فتحت باب غرفتها اخيرا لتستقبلها ذرات الهواء.. شعرت بلسعتها القويه فارتجف جسدها.. تناولت جهاز التحكم الخاص بالمكيف.. فلا بد انها تركته منذ الليله الماضيه عندما غادرت فراشها ليلا بسبب الاحلام التي راودتها وما تبعها من ارق.. اللذان تسببا بانجرافها نحو ملجأها.. لترسم وتستغل كل دقيقه من حزنها....

وقفت امام منضده مجوهراتها ووضعت قلم التلوين جانبا.. نظرت الى نفسها عبر المرآه وهي تحل خصلات شعرها فينحدر على ظهرها كما تنحدر المياه من سفح جبلٍ عالٍ...
كانت ملامحها باهته خافته.. تشبه تلك الزهره التي ذبلت.. حرمت من عطف اشعه الشمس.. وحنان الهواء.. ومحبة قطرات الماء.. ربما حقا تتشابه هي والزهره الذابله... فتكون هذه الزهره مرتخيه منحنيه وكأنها تحمل هموم الدنيا على عاتقهاا.. فيذهب بريقها الذي يأتي من قطرات الندى التي تلامسها صباحا.. رويدا رويدا... تبدأ أوراقها بالجفاف شيئا فشيئا لتتساقط معبره عن حلول خريفها الكئيب.. وعبيرها الفواح يخف تدريجيا..

وضعت مشابك شعرها الملونه جانبا.. في مكانها الخاص.. ثم التفتت وهي تقول بعد ان سمعت طرقا خفيفا على بابها.. آذنة للطارق بالدخول.. انفتح الباب واطل من خلفه احدى الخادمات..
تقدمت خطوه واحده داخل الغرفه " انسه قمر.. صباح الخير (بادلتها قمر الابتسامه ثم اكملت الخادمه ) السيده زينب تطلب منك النزول.."
" حسنا.. يمكنك اخبار جدتي انني سأستحم.." واكملت في سرها ' لعل الماء الساخن يريح جسدي'
اومأت الخادمه رأسها وكادت ان تخرج لولا صوت قمر الذي استوقفها وهي تتحدث اليها بلطف شديد مع ابتسامه
" هل يمكنك ان تجلبي بعض الاعشاب من الحديقه.. وتحضري لي من مزيجها شرابا ساخنا.."
" حسنا.. كما تطلبين " لتخرج بعد ان اومأت رأسها مطيعه مطالب قمر.. ثم تتوجه قمر لتأخذ منشفتها من احد الجوارير لتتوجه بعدها نحو دوره الميااه....

فلنبتعد عن هنا... ولندع قمر تمارس مراسيم العزاء لقلبها كعادتها.. ولتذهب بنا اقدامنا حيث الطابق السفلي.. ننزل عتبات السلم بهدوء.. ولنلقي نظره حيث الغرفه الخاصه بالطعام...

قطبت الجده زينب حاجبيها باستياء وهي تعطي ريم هاتفها النقال.. لتتسائل ريم بحيره " ماذا هناك يا جدتي؟!"
" شقيقك مجد.. ( صمتت قليلا وعلامات الغرابه والاستفهام على وجه ريم) اخبرني انه لن يعود.. لذلك طلب الحديث معي.."
" حقاً؟!" ريم باستغراب.. فأومأت الجده رأسها بالايجاب.. لتكمل ريم بقهر " ولكن فرع الشركه الذي هناك.. سيتم نقله او بيع اسهمه لاحدهم.. وكيف هو مديره!! ( هزت رأسها نفيا وكأنها لا تريد تصديق عدم عوده شقيقها) لا يعقل ان يقبل والدي بذلك.."
اشارت لها الجده معنى ما باليد من حيله.. فقد سافر سابقا بالرغم عن الجميع و برغم اعتراض جدها.. لذلك اصر الجد على نقل الفرع الى هنا.. او الحصول على شريك يديره غيرهم ...؟!

في حين صدر صوت اقبل عليهم من الخارج " بماذا لن يقبل والدك؟!"
التفتت ريم لوالدتها صاحبه ذلك الصوت الأنثوي.. ذات جسد ممشوق مقارنه بعمرها.. فامرأه بمركزها وسيطها بالمجتمع عليها ان تهتم بنفسها جيدا.. فلباسها الرسمي الذي بلون القشده يبدو انه ينافس الماركات المحليه بفخامته.. وشعرها الذي جمعته للخلف وجعلت جزء منه منتفخا من الامام.. وريح عطرها الذي يشم على بعد عده مترات قليله.. وطريقه سيرها تدل على انها امرأه متكبره.. ذات وجه نحيف بارز الوجنتين.. قاسيه الملامح.. وجافه النظره...

اجابتها ريم بملل " مجد كعادته.. لن يعود الا بعد زمن واصرار منا؟!"
أومأت والدتها ^السيده سعاد^ برأسها وقالت وهي تتناول كوب الشاي من الخادمه " حسنا.. ولم الحزن فقد اعتدنا على غيابه الطويل المتواصل.. ولا شك بأن عوده والدك ستجلب لك الهدايا.."
زفرت ريم بحراره وقالت " الهديااا.. !! انها لا تساوي شيئا من مكانه اخي.. " ثم اومأت رأسها مؤكده كلامها لتمتعض والدتها من كلام ابنتها التي تغيرت كثيرا منذ ان صادقت ذلك الشاب الفقير.. وكيف وام زوجها اعطته عملا في قسم عائد لأسهمها قي المؤسسه الخيريه!!
ومضى ما يقارب خمسه عشر دقيقه او اكثر بقليل.. كل بتفكيره وهمه شارد الذهن.. فريم تضاربت الافكار وتزاحمت في رأسها فلا تعلم بم تفكر بالتحديد هل بحالها هي وذلك المتمرد على الفقر الذي تحسن حاله قليلا... ام بقمر التي تعمل ليلا ونهارا!! ام شقيقها الغبي الذي لا يود العوده ..!! وانحصر تفكير الجده بمجد وكيفيه اقناعه بالعوده !! وتمنت العوده السالمه لزوجها و فلذه كبدها!!

رددت تحيه الصباح مرتين.. ووجوههم متمسمره غارقه في مكان ما.. جدتها وريم !! لا بد من حدوث امر ما ليطرأ ذلك التغيير منذ الصباح الباكر.. ؟!
تقدمت بخطواتها البطيئه.. ثم جلست بعد ان صدر صوت احتكاك ارجل الكرسي بالارض من غير اراده منها ولا قوه.. لتنتبه الجده وريم عليها..
قمر بصوتها الناعم المتعب " صباح الخير.. ( واخذت تشير الى شعرها وبخجل قالت) لا اعلم كيف اجففه جيدا.."
ابتسمت ريم لبرائتها وقالت الجده " بعد الطعام تجففه ريم لك.." ثم التفتت ريم بوجهها ولم تكن والدتها موجوده فابتسمت بسخريه..وعادت برأسها الى قمر " اجففه لك لا تقلقي.."

" حسنا.." ثم انتبهت قمر لعدم وجود مزيج الاعشاب.. فطلبته من الخادمه التي اتت لتوها لتسألهم عن حاجتهم. ليسترعي ذلك انتباه الجده برغم شرودها .. فتسائلت بخوف " هل انتي مريضه.." ثم وضعت يدها على جبهتها لتحتس حرارتها.. اجابت قمر بعد ان ابعدت يد جدتها وقبلتها " لا يا جدتي.. اشعر ببعض التعب.."
قالت ريم بملل وهي تقلب محتويات صحنها " هذا لانك تعملين كثيرا.. انك مجرد متدربه فقط فلماذا تتعبين نفسك" صمتت قليلا ثم اردفت " اكاد اجزم ان ان الجميع يحمل نفس نوع من الجين.. جين العمل.."
نهضت الجده وقالت بمزاح وهي تخرج " العقبى لك عزيزتي.."
فتحت ريم عيونها وقالت " لا لا اريده.. " وبعد ان خرجت الجده لتبقى ريم وقمر لوحدهما.. وبعد تفكير قالت ريم " ان كان يوجد بي شيء كهذا سأستأصله.."
نظرت اليها قمر بعلامات من الدهشه والاستغراب " ماذا؟!"
ضحكت ريم فتسائلت قمر " وهل يقومون بعمليه كهذه؟!"
رمشت ريم عده مرات ثم لوت فمها " لا ادري.."
ابتسمت قمر بخفوت لتتسائل بعد صمت قصير غلف المكان كما تغلف الهديه بالورق الخاص..
" متى سيعود جدي والبقيه؟!"
لتجيبها ريم وهي تطرق رأسها وقد شعرت قمر بحزنها.. " غدا صباحا.. ولكن..." صمتت قليلا فشعرت قمر بشيء ما ثم اكملت ريم بحزن شديد " مجد لن يعود معهم.."

ازدردت لعابها بصعوبه.. بعد صدمه الجمتها تحاول استيعاب كلماتها ( مجد لن يعود معهم) كيف ذلك!!
لماذا؟! والامل قد ارسل شعاعا.. ليفتح طريقه الى قلبها بعودته.. وكان شعاع الامل قد انطلق في رحلته بعد سماعها بعودته.. ولكنه توقف من جديد وكأن محركاته قد تعطلت في منتصف الطريق....

xxxxxxxxxxxxxxxxxxxx*

استيقظ من ذكريات قد اطلقت معزوفاتها وملأت المكان بصداها طرقات عقله وجعلته اسيرا مقيدا بها... على صوت سائقه واكتفى بان بادله ابتسامه باردة فهو لم يعتد على الفظاظة مع موظفيه.. ترجل من سيارته البيضاء وذهبت به قدماه نحو ذلك البناء الصغير ذو الخمس طوابق...
وكعادته كل يوم..فإن السيد لؤي.. دخل بابتسامته المشرقة مع إلقاء التحية على موظفيه..باعثا بهم تلك الطاقة الايجابية للعمل حتى تنتج الشركة ثمارها من الإنتاجية والسيط الجيد بالمجتمع..ويشعر من يصادفهم بقيمة العمل ويحاول سماع مشاكلهم الخاصة بالعمل وتقديم المساعده لهم...
سار بهدوءه المعتاد في الطابق المؤدي الى مكتبه ولكنه التفت على صوت السكرتيرة الشقراء التي تدعى ياسمين " سيد لؤي؟! صباح الخير اولا.."
بادلها الابتسامة " صباح الخير.. ماذا هناك تبدين مرتعبه؟؟"
قلت بتوتر ملحوظ " ان السيد سليم هنا؟!"
اطلق تنهيدة ثم قال " حسنا.. اعلم انه شبح كبير بالسن ولكن.. الأمر بسيط.."
ابتسمت بسخرية " بسيط؟!" ثم أكملت بجدية " انه يطلب مراد..أٌقصد السيد مراد.."
اومأ رأسه.. تساءلت بعجز " ماذا سنفعل الان.. فكما تعلم السيد مراد قد اخذ اجازة بعد سفره.."
صمت قليلا ثم قال وهو يحك ذقنه " سأتحدث انا معه باسطوانته المعتادة.. اجلبي لنا القهوة.."
" حسنا.." قالتها ثم مضت في طريقها...

زفر بحرارة فأعمال قد انضمت لجدوله هذا اليوم أيضا.. ومنذ متى لم تكن الاعمال التي تتطلب التحدث مع الشركاء لا تلقى الا عليه... تنهد وحاول رسم الروح الايجابية بأن ينتهي اليوم من هذه المعضلة بغياب المدير الكبير الموجب عليه هو ان يهتم بشركته وليس موظفيه عوضا ان يهتم بنفسه...
تنهد ثم دخل المكتب بابتسامة لم تفارقه " اهلا وسهلا بالسيد سليم.." ثم توجه خلف المكتب هاربا من النظرة الثاقبة من ذلك الرجل الذي يصل عمره حتى منتصف السبعين...
" اهلا يا لؤي..."
تنبه الى نبرته لذلك قال حتى يخفف التوتر " ما اخبارك.. وكيف صحتك؟!"
اجابه باستهزاء " جيد.. لم آتي هنا حتى استمع الى هذا الحديث الممل.."
ابتسم لؤي بتوتر.. بينما قال السيد سليم " انظر الي يا لؤي.." صمت قليلا وازدرد لؤي لعابه.. لماذا الاعمال الصعبة تقع على كاهله؟؟
" اجل تفضل.." لؤي بانصات واهتمام
" انا تعاملت معكم وهذا لأجلك فأنا احترمك كثيرا كما تعلم كنت صديق ابني.. وليس كمديرك.."
اومأ لؤي رأسه.. فأكمل السيد سليم " لولا وجودك هنا وثقتي الكبيرة بك لما قمت بشراكة بين شركاتنا.."
ثم نهره وقال بغضب مصطنع " لقد جف حلقي.. اين تلك التي تحضر لي الماء دائما.."
ضحك لؤي على اسلوبه الممازح فأومأ رأسه " حسنا ستحضر لك حالا.."
" انظر لي يا بني.. اني اشرف على العمل بشكل غير مباشر مع انني تقاعدت منذ زمن.. ولكن اسلوب المراوغة الذي يملكه مراد لقد دفعني للحديث اليه..."
قاطعه لؤي بابتسامه هازئة " ولكنك لا تستطيع مقابلته.."
اومأ السيد سليم رأسه.. واكمل " لذلك علينا فض الشراكة باسرع ما يمكن بدون خسائر كثيرة ولا تهرب.."
قاطعهم دخول ياسمين بابتسامه مرتبكة.. ثم توجهت حيث السيد سليم وقدمت له كوب القهوة.. لكنه قال بجفاء " وهذه الكاذبة تقول لي دائما.. مسافر.. اجازة ولا ادري.."
" ولكن أليس عيبا يا جدي ان تسخر مني هكذا.." ياسمين بتصنع
" من أين اصبح جدك.."
كتم لؤي ضحكته على شكل ياسمين الحانق وهي تتجه ناحيته..
" عمرها يجتاز الثلاثين وتقول جدي.. "
نظرت اليه ياسمين وهي مضيقه عيناها بغضب وقالت " اعتذر يا سيد سليم.."
تجاهلها ثم اتجه بانظاره ناحية لؤي " اخبر ذلك القاسي ذو القلب الجاف..."
قاطعه لؤي بعتاب " عدنا للقصة من جديد.. " ثم اشار الى ياسمين للخروج..
اومأ سليم رأسه ثم بنبرة حازمة عندما مرت من خلفه تلك السكرتيرة البليدة " اجل.. لا اعمل مع شخص غير صالح للأبوة تخلى عن ابنته و زوجته.."
ابتسم لؤي بمرارة بينما مضت ياسمين في طريقها حاقدة على هذا العجوز الأخرق... في حين قال لؤي بنبرة عتاب " لماذا ما زلت عالق في هذه المسألة.. ثم ان ( أشار بيده بعد خروج ياسمين ناحية الباب) كيف تقول هذا امام موظفينا...."
سليم باستهزاء " وكأنها لا تعلم.. تعيش معكم على مدار الأربعة وعشرين ساعه"
ثم قال وهو ينهض متأكا على عصاته الخشبية " حسنا تكفل بالأمر انت وادرسه من كل الجوانب.. وما يلزم من تعويض خسائر.."
قاطعه لؤي كاظما غضبه " حسنا لا تقلق.."
ثم زفر بحرارة ووضع رأسه بين راحتيه بعد خروج السيد سليم والذي ما يفتأ ان يتصل باستمرار للخروج من موضوع الشراكة بدون اضرار بالغه بالميزانية... لقد عزم على فضها ولكن المدير ( السيد مراد) يحاول التهرب بأي شكل كان من مواجهته وكيف ولا.. لا يضطر لمواجهته حيث يكون وجه المدفع هو لؤي...
تنهد بألم وهو يعود برأسه على عالمقعد الجلدي.. اغلق عيونه بتعب وعاد الى دوامة عقله من جديد....
xxxxxxxx*

تأففت بضجر وهي تنظر الى ساعه معصمها... والساعه ما زالت التاسعه والنصف فلم يمضي على إنهائهم طعام الفطور سوى نصف ساعه..
" لماذا xxxxب الساعه تسير ببطىء شديد لهذا اليوم؟" همست بممل ثم اخذت نظره خاطفه على هاتفها النقال.. ولكن لوت فمها بضيق ووضعته جانباً.. ولفت انتباهها ذلك الخبرعلى غلاف احدى المجلات..
( عالم الموضه سيحفل بافتتاح متجر لهذا الشهر..)
ولكن لم تكن لها القدرة على امساك تلك المجله.. كل تفكيرها بذلك الشخص وحاله بعد ليله قضاها في اروقه المشفى.. تنهدت بضيق عندما رأت جدتها تغادر الصاله بعد ان احصت تلك الاموال الخاصه بالجمعيه الخيرية التي تشرف عليها.. انها حاليا تتمنى ان تكون كجدتها امراه متسامحه تنظر الى الجميع سواسية كأسنان المشط.. لا يهمها مستواه المادي ولا نسبه.. كل ما يهمها هو عمل الخير لتجلب منفعه للمحتاجين.. انها تفخر بها على كل حال وتساعدها من حين لاخر.. ابتسمت بشرود كبير عندما تذكرت مسانده جدتها لوحيد قلبها رائد.. لولاها لما كان يستطيع التمرد على الفقر ولكن جمله شقيقها تأرقها من حين لآخر " دربه طويل.. يحتاج سنينا ليصبح ذو مستوى مقبول للزواج بك..ولكن صدقيني سأفعل كل ما بوسعي لتكونا معا.."
تنهدت بضيق اكبر وخلعت عنها تلك الغيوم السوداء التي احاطت بها .. لا تريد الا التفكير ان القدر سيجمعها معه على وساده واحده...

تثائبت بعد ان اعطت نفسها جرعات من التفاؤل واليقين بأن القدر سيقف معها ويناضل لاجل حبها الوحيد.. فهل سيخونها القدر الذي اعطته كل تلك الثقه؟؟!

اسندت رأسها على يدها على مرفق الاريكة.. انها تشعر بالتعب حقاً بعد ليلتها التي قضتها في اكناف المشفى العام للمدينه والذي يديره احد اصدقاء والدها.. انها تتذكر الرعب الذي انتاب محبوبها الجميل عندما علم ان والدته تحتاج الى عمليه مستعجله.. فاضطر حينها ان يقول نعم للطبيب ليباشر الطبيب بعمله.. يقف هو هارعا رواق المشفى بخوف قابضا يديه تاره على صدره وتاره يلهج بالدعاء...

خرجت من ذكراها على هاتفها الذي اعلن وصول رساله ما فتحتها لتأتيها الحروف ( جميلتي العزيزة لقد اوصلت سيارتك يا حمقاء الى المصلح.. وانا آت بعد قليل لأقلك حيث ذلك المسكين الذي يتحمل حماقتك.. عزيزك المسكين الاخر رامي..)
قهقهت بخفه على كلمات رامي.. لتضع الهاتف جانبا ثم " لماذا هي هادئة على غير العاده!!؟" همست وهي تقطب جبينها عندما شاهدت قمر جالسه بجانب النافذة المطلة على الحديقه الامامية للمنزل.. واعتلتها الغرابه اكثر فأكثر عندما رأت تلك الخطوط العشوائيه وهي تقترب منها والتي خطتها قمر،،وهي شارده على تلك الورقه البيضاء..

عزمت في قراره نفسها ان ترغم قمر على اخبارها فاما هو احد الخيارين رأت حلما مزعجا؟! ام تفكر بقلادة والدتها من جديد !! انها لا تريد منها ان تبقى في عالمها الخاص عالم وحدتها الحزين تريد منها ان تشاركها اهتمامتها وتفصح لها عن ما يكدرها .. تريدها ان تخرج من عزلتها وان لا تكتم حزنها داخلها وتفرغه بتلك الاوراق المسكينه.. فما كان منها الا ان....



يتبع......




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس