عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-16, 11:01 PM   #57

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

غادرت (وتين) غرفة (زياد) و هى ترتجف بشدة رغم محاولتها السيطرة على نفسها أمامه و خروجها بثقة مفتعلة لا تحمل ذرة منها ... أغرقت الدموع عينيها و شوشت الرؤية أمامها و هى تسرع من خطواتها مندفعة نحو غرفتها ... فتحت الباب و دموعها تحطم حاجز سيطرتها و تنهمر على خديها ، اندفعت نحو فراشها و ارتمت عليه و كل سيطرتها على مشاعرها منذ البارحة تتحطم و هى تنفجر فى بكاء عنيف ... دفنت وجهها فى وسادتها دون أن تستطيع أن تتوقف عن البكاء ... مضت لحظات قبل أن ترفع رأسها و تعتدل على فراشها و تمسح دموعها بقوة و هى تهتف فى نفسها بعنف
_"توقفى ... توقفى (وتين) ... لماذا تبكين الآن ؟! .. لا يحق لكِ أبدا .. لا حق"
رفعت يدها تلمس القلادة الماسية التى تخفى داخل قلبها صورته و دبلتها الماسية المعلقة بجانب القلب ... ضمتهما إليها و هى تهمس بإسمه فى ألم ... لقد ارتكبت جُرما كبيرا فى حقه و لا يحق لها أن تطلب السماح منه ... هى تعذره لكل محاولاته لجرحها منذ البارحة ... تلتمس له العذر فهى السبب فى الحالة التى وصل إليه ...كانت تدرك أنه سيعود ببركان ستكون أول من يحترق فيه و به ... كانت تعلم أن طعنتها له كانت قاتلة و دنيئة جدا ... سافر و هو مطمئن لحبها له و واثق بقوة مشاعرها ... سافر و هو يعرف أنها ملكه و هى ... هى خانته ... ذبحته بدم بارد ... فلا حق لها الآن أن تبكى ... البكاء مزية لا تستحق أن ترقى إليها ... لا تستحق الراحة التى يمنحها البكاء ... هى اختارت و عليها الآن أن تتقبل كل نتائج قرارها ... دموعها عاندتها و عادت تسيل فى صمت و هى تتذكر رؤيتها له بالأمس بعد غياب شهور ... كانت تشبع شوقها له برؤية صوره لكن الحقيقة تختلف بكثير ... عندما وقع بصرها عليه لم تستطع أن تتحكم فى رجفة جسدها و شعور غامر بالشوق و الحنين تفجر داخلها ... قلبها غادر صدرها و اندفع نحوه يغمره بكل حبها و إشتياقها المجنون له ... شوقها منعها للحظات عن إدراك لجة الغضب الأسود فى عينيه اللتين كانتا تحرقانها بغضب شديد و هما تريان (سالم) يحيطها بذراعه .. أشاحت عينيها عنه بصعوبة و هى تجبر نفسها على الإبتسام لـ(سالم) الذى شعر برجفتها و سألها إن كانت تشعر بالبرد فتحججت بالتعب الذى حاولت استخدامه كعذر عندما عرفت من (راندا) بوجوده فى الحفل ، لكن (سالم) لم يهتم كالعادة ، أخبرها فقط أن عليها تحتمل قليلا و سيعيدها بعد ذلك ... ذكرها بإتفاقهما و وعدها له أن تؤدى ما طلبه منها ... فى النهاية ستكون كنة آل (المنصورى) القادمة و عليها أن تتصرف كما تملى عليها مكانتها ... المتوقع تماما من (سالم) كما أصبحت تعرفه ... و هى استسلمت كالعادة و دخلت بتوتر تتمنى أن يكون (زياد) قد غادر رغم ذلك الجزء داخلها الذى يتمنى رؤيته فى الحال ... ذلك الجزء الذى انتفض مغرقا إياها فى طوفان من المشاعر التى أحرقتها بالكامل كما فعلت نظراته التى لاحقتها طيلة وقوفها بجانب (سالم) حتى كادت تسقط أرضا لولا ذراعه التى كانت تدعمها طوال الوقت ... لم تحتمل كل ذلك التوتر و الإختناق الذى تشعره ... اعتذرت من (سالم) بهمس أنها تحتاج لبعض الهواء النقى و هو بنظرة واحدة لوجهها الشاحب أدرك كم تحتاج لذلك ... تركها تعتذر من الباقين و تغادر بجسد مرتجف ... اتجهت نحو أحد الأروقة المؤدية نحو إستراحة السيدات ... تحتاج لتنفرد بنفسها ... تحاشت النظر حيث كان يقف (زياد) فلم تنتبه لإختفائه من المكان ... تنفست بقوة ما أن خطت خارج القاعة و سارت فى الرواق الطويل الخالى من أى شخص و هى تحاول السيطرة على دموعها ... فقط حتى تختلى بنفسها و ستطلق لها العنان .. رفعت كفها تكتم شهقة باكية كادت تختنق بها و هى تسرع من خطواتها ... شهقت بقوة و يد تقبض على كفها بشدة و قوة كبيرة جذبتها بعنف و سرعة فلم تستوعب ما حدث ... وجدت نفسها فجأة داخل غرفة مظلمة و جسدها يرتطم بالباب الذى انغلق بقوة لتستند هى بظهرها إليه ... كادت تفتح فمها لتصرخ برعب لكن صرختها انقطعت و كفه ترتفع لتغطى فمها ... شلل رهيب غزا جسدها و اتسعت عيناها كأنما تحاول إختراق الظلمة لتراه ... شعرت به يميل بجسده نحوها حتى أحرقت أنفاسه وجهها ... ارتجف جسدها و هى تتعرف إليه و انحدرت دموعها بصمت لتلامس كفه ... سمعته يطلق سبة و هو يتنفس بقوة فيما تشعر بجسده يلامسها ... ارتجفت بقوة و هى تستوعب أنها المرة الأولى التى يقترب منها و يلامسها بهذه الطريقة ، لم يفعلها من قبل ... سالت دموعها أكثر و هى تستشعر بركان غضبه الذى سيصب جامه عليها دون رحمة ... أزال كفه ببطء شديد ملامسا شفتيها اللتين ارتجفتا بإسمه حاملا كل خوفها و شوقها إليه ... شتم بقوة مجددا و شعرت به يلكم الجدار بقبضته جوار وجهها فانتفضت قبل أن تشعر به يبتعد للحظة .. أغلقت عينيها بألم حين غمر النور الغرفة قبل أن تفتحهما ببطء حين شعرت بحصاره لها مجددا ... فتحت عينيها لتشهق و هى ترى الغضب الشديد داخل عينيه و صدره يرتفع و ينخفض بكل قوة و شعره مشعث كأنما مرر أصابعه فيه مرارا ... لم تره من قبل بهذه الصورة و هذا الغضب ... رباه ماذا فعلتِ به (وتين)؟! ماذا فعلتى؟! ... عادت تهمس بإسمه بخوف و صوتها المرتجف يتوسله أن يهدأ ... (زياد) كان قد فقد التحكم بنفسه و غضبه ...كان غاضبا بجنون ... اقترب منها و هو يهتف بقوة
_"اصمتى (وتين) ... اصمتى ... لمصلحتك لا أريد أن أسمع حرفا واحدا ... فقط اصمتى"
قالها و يده تمتد لتلامس خصلاتها التى تبعثر بعضها ملامسا وجهها ... أغمضت عينيها بقوة و دموعها تسيل بصمت ... ساقاها تحولتا إلى عجين و هى تشعر بكفه تترك خصلاتها لتلامس خدها و هو يقترب ليستند بجبينه إلى جبينها و هو يتنفس بحرقة خالطت أنفاسها و هى تهمس
_"(زياد) أرجوك ..تـ"
_"شششش ... قلت و لا كلمة (وتين) ... اصمتى تماما"
أطلقت شهقة باكية و جسدها لا يتوقف عن الرجفة و هى تعاود توسلها له
_"ابتعد (زياد) أرجوك"
قبض على خصرها بشدة آلمتها و شهقت بقوة و هو يشدها إليه و ذراعه تحيطها بإحكام حتى شعرت بأنفاسها تضيع تماما و هو يهتف بقسوة
_"ابتعد؟! ... أنا أبتعد (وتين) ؟! ... لم تحاولى أبدا إبعاد يده التى لامستك بوقاحة طول الوقت ... تبا ... لقد لمسكِ (وتين) ... لمسكِ و أقترب منك دون حق ... لقد منحتيه حقى أنا ... حقى أنا (وتين)"
بكت و هى تستشعر لمساته الغاضبة لها و هو يدفعها بقسوة لتستند مجددا للباب و يعود ليحاصره بكيانه و هو يحاوط عنقها بكفيه و يهمس أمام شفتيها بحرقة و غضب
_"بأى حق (وتين) ؟! .. بأى حق؟!"
أشاحت بوجهها عنه و هى تتنفس بصعوبة و دموعها أغرقت وجهها فصرخ فيها و كفاه يضغطان على عنقها
_"بأى حق؟! ... أجيبى ... اللعنة"
التفتت إليه تنظر إلى عينيه بعينيها المغرقتين بدموعها و همست بصوتها المختنق من ضغطه على عنقها كأنما يريد أن يخنق أنفاسها التى ترددت بصعوبة تعانق أنفاسه
_"توقف (زياد) ... أنت تخنقنى ... أرجوك"
خفف ضغطه على عنقها قليلا دون أن يبتعد و هو يعود ليستند بجبينه إلى جبينها و هو يقول بمرارة
_"أنا أخنقك (وتين)؟! ... ماذا عنكِ ؟! ألا تشعرين بأى ذنب ؟! ... من منحكِ الحق (وتين) لتتسلى بتعذيبى؟! .. من أذن لكِ أن تمنحى حقى لآخر؟! ... اللعنة (وتين) ... أنتِ خنتينى بدمٍ بارد و تقولين الآن أننى أخنقكِ ... إن قتلتكِ الآن (وتين) فلن أطلب سماحا أو غفرانا ... لن أشعر بالذنب أبدا فأنتِ قتلتنى قبلا (وتينى)"
انفجرت دموعها أكثر ليهتف و هو يرفع كفه ليمسحها ، قبل أن يشدها إليه مجددا بقسوة و كفه الأخرى تمسك بذقنها و ترفع وجهها إليه ليلتهم ملامحها الباكية التى لم تخفف من بركان غضبه بل زادته إشتعالا و هو يهتف بجنون من بين أسنانه
_"احمدى ربكِ أننى تمالكت نفسى و لم أسبب فضيحة و أنا أنتزعك من ذلك المُدعى الذى كان يتبجح بقربه منك ... كان يجب أن أقتله حتى لا يلمس مجددا ما لا يحق له .. لحظة .. آه نسيت أنكِ قد منحتيه هذا الحق بكل أريحية ... فهو خطيبك المبجل بالنهاية ، صحيح؟! .. من أكون أنا لأتدخل؟! ... ابن العم الذى عاد من السفر أخيرا بعد أن حالت الظروف فلم يحضر خطبة ابنة عمه المصون على ابن (المنصورى) ، صحيح ؟ .. مجرد ابن عم يا (وتين) ... هكذا ستقدميننى إليه؟! "
_"(زياد) ... اهدأ أرجوك ... لا تفعل هذا أرجوك"
لم يبال لتوسلها الباكى و كفه يتحرك على ظهرها برقة يضمها إليه أكثر و هو يهمس جانب أذنها فيما كفه الأخرى تداعب عنقها بجرأة
_"لن تخبريه عنا حبيبتى ، صحيح؟! ... لن تملكى الجرأة لتفعلى (وتينى) ، أليس كذلك؟!"
رفعت كفيها إلى صدره تدفعه بعيدا عنها بكل قوتها و هى تحاول التملص منه و هى تهتف بصوت مرتفع
_"قلت لك ابتعد (زياد) ... لا يصح أن تقترب منى هكذا"
نجحت فى دفعه ليبتعد قليلا ليهتف ساخرا بمرارة
_"لا يصح؟! ... اعذرينى آنسة (وتين هاشمى) إن كان ما يصح و ما لا يصح قد اختلطا علىّ ... فالمرء ... لا يستقبل كل يوم ... خبر خطبة الفتاة التى يحب ... هذا أمر لا يتكرر كثيرا فى حياة الفرد كما تعرفين"
أغمضت عينيها بألم و هى تشيح بوجهها فيما اقترب قليلا و هو يبتسم بسخرية
_"آه صحيح ... نسيت أننى لم أبارك لكِ بعد ... لكن تعرفين .. خبر كهذا لا أفضل أن أبارك عليه بمكالمة هاتفية ... خبر كهذا كان يستحق أن أعود لأهنئك هكذا ... وجها لوجه"
رفع كفه ليمسك كفها و يشد عليها و هو يردد بسخرية مريرة
_"خطبة مباركة (وتين) و العقبى لى بعدك حبيبتى ... من يدرى ربما أشعر بالغيرة من خطيبك المحظوظ فأسارع للزواج أنا الآخر .. قريبا ... آه و أعذرينى ... لم أحضر أى هدية معى ... لكن أعتقد أن ابن (المنصورى) لن يبخل عليكِ بهدايا أفضل بكثير مما قد أحضر لكِ ... أثق أنه سيغمرك من رأسك حتى قدميك بالذهب و الماس و كل الأحجار الكريمة كما تستحقين .. فى النهاية ..."
التفتت نحوه بعينين جريحتين فيما هو أكمل كلماته الجارحة قائلا
_"فى النهاية هذا كان ما تتزوجين من أجله ... المال ، صحيح؟!"
صرخت فيه بحدة و الدموع تتجمد فى عينيها بقسوة
_"(زياد)"
رفع حاجبا ساخرا و هو يكتف ذراعيه أمام صدره ليقول بدهشة مفتعلة
_"ماذا؟! ... هل قلت شيئا خاطئا؟! ... أم أن الحقيقة مُرة كما يقولون ؟! ... لكن .. صححى لى معلوماتى رجاءا.. لم يكن المال هو السبب ؟!"
قطبت حاجبيها بقوة و شفتيها ترتجفان تحاول السيطرة على الغضب الذى أشعلته كلماته المهينة فيما علا صوته الغاضب
_" ما أعرفه أنكِ قد بعتى حبى و بعتى نفسك من أجل صفقة رخيصة بين عائلتين؟! ... هل تعرفين ماذا يطلق الناس على امرأة تبيع نفسها من أجل المال (وتين)؟! ... هل أخبرك أنا ماذا تدعى هذه المر ..."
_"(زياد)"
صرخت بإسمه تقطع سيل إهاناته فيما ارتفعت كفها لتهوى بكل قوتها على خده فى صفعة تردد صداها فى الغرفة الفارغة ... تنفست بقوة و اتسعت عيناها حين استوعبت فعلتها و هى تحدق فى وجهه الذى تجمد و عينيه اللتين تسمرتا على عينيها كأنه لا يستوعب ما حدث هو الآخر أو أن صفعتها أيقظته من الجنون الذى أصابه .. رفع كفه ببطء يلمس خده و حاجباه ينعقدان بغضب أسود رأته يتجدد فى عينيه ... ارتجفت بقوة داخلها و قلبها الأحمق ارتعش ألما له و غادر صدرها مجددا ليحتضنه بكل حنانها و ألمها من أجله ... قست نفسها و هى تغمض عينيها تحاول السيطرة على نفسها ... تمنع نفسها من إحتضانه هى الأخرى و التوسل له ليسامحها على كل ما فعلت .. لا ... لن تضعف ... و لن تسمح له أن ينحدر لهذا المستوى الذى يسمح لنفسه فيه أن يطعن امرأة فى شرفها ... لن تسمح له و لن تكون هى السبب فى أن يصل لهذا ... فتحت عينيها تنظر فى عينيه بقوة و هى ترفع رأسها لتهتف بقسوة
_"لا أسمح لك (زياد) أن تحدثنى أو تعاملنى بهذا الأسلوب ... لا أسمح لك أبدا .. هل تفهم؟!"
كلماتها سمرته فى مكانه و تألقت عيناه لوهلة و ارتجفت روحه و هو ينظر لتلك النار التى اشتعلت فى عينيها لأول مرة ... إنها تتمرد .. ملاكه تتمرد .. عاد يضيق عينيه و هو يبادلها نظرة متحدية ... وقفت مكانها تنتظر أن يرد لها صفعتها أو يخنقها لكن عينيها اتسعتا و هو ينفجر فى ضحكة عالية قبل أن يصفق بكفيه بقوة و هو يهتف ساخرا أمام ناظريها
_"رائع!! ... هذا أكثر من رائع!! ... يا إلهى!! انظروا لهذا ... ملاك آل (هاشمى) الرقيق الذى لم يعرف سوى الطاعة فى حياته ، قد تمرد أخيرا ... تمرد أخيرا و أول ما تمرد .."
قطع جملته ليلكم الحائط جوار وجهها بقوة جعلت جسدها ينتفض رعبا و هو يصرخ مكملا
_"تمرد علىّ أنا ... أنا (وتين) ... تمردتى علىّ أنا؟!"
همست اسمه باكية تتوسله أن يهدأ ...أغمض عينيه و تنفس بقوة قبل أن يهز رأسه بقوة قائلا بمرارة
_"يا إلهى!! ... ماذا فعلتى بى (وتين)؟! ... كيف دفعتنى لهذا المستوى ؟! ... لن أسامحك (وتين) ... لن أسامحك "
فتح عينيه و ابتسم لها فى مرارة و هو يرفع كفه و ينتزع دبلة يده التى تحمل إسميهما و التى اشترياها سويا مع دبلة مماثلة لها هى ... رفعت كفها تتحسس دبلتها المعلقة بسلسلة تخفيها دوما تحت ثيابها ... منعت نفسها بصعوبة من أن تنفجر باكية و هى تراه يخلع دبلته و يقترب منها ليمسك كفها و يضع الدبلة فيه و يغلقه عليها و هو يهمس
_"لقد انتهينا (وتين) ... أنا و أنتِ انتهينا ... و أنا سأنسى (وتين)... أنا سأنساكِ ... و بكل سهولة ... أعدك بهذا"
قالها و اندفع مغادرا الغرفة مغلقا الباب خلفه بقوة تاركا إياها تقف مكانها متجمدة تقبض بكل قوتها على دبلته حتى كادت أن تجرح كفها ... كأنها تتمسك به هو .. لا تريد أن تفلته و روحها تصرخ بها أن تلحق به و تمنعه الرحيل ... تتوسل إليه ألا يتركها .. أن يسامحها ... رفعت رأسها و هى تنفجر بالبكاء تهتف بإسمه مرارا و جسدها ينزلق لتسقط على الأرض فى بكاء مرير و هى تحتضن دبلته إلى قلبها الذى ينتفض ألما و هو يردد كلماته ... لقد انتهينا ... انتهينا ...
طرقات على باب غرفتها أخرجتها من ذكرياتها بقوة فانتبهت لدموعها التى تسيل على خديها ... مسحتها بقوة ... لا يجب أن يراها أحد هكذا .. أبدا ... بصوت ضعيف مختنق طلبت من الطارق الدخول و هى تعتدل لتجلس على حافة الفراش بهدوء ... انفتح الباب ليطل وجه مبتسم بشوش قبل أن يدخل للغرفة بكل جسده هاتفا بمرح
_"(وتين) صغيرتى ... لقد عدت"
ارتفع حاجباها و اتسعت عيناها فى إشتياق و هى تقف هاتفة
_"أبى !!"
ابتسم بحب و هو يقول بينما يفتح ذراعيه لها
_"لقد عدت صغيرتى ... يا إلهى كم اشتقت لكِ"
اندفعت نحوه و ارتمت فى أحضانه و هى تهتف باكية
_"أبى ... عدت أخيرا ... أنا أيضا اشتقت إليك كثيرا"
أبعدها فى جزع ينظر لوجهها الباكى و هتف و هو يستوعب أن عينيها محمرتان من البكاء مسبقا
_"صغيرتى !! ما الأمر ؟! .. يا إلهى ... كنتِ تبكين حبيبتى؟!"
عادت تخفى وجهها فى صدره و ذراعاه يتشبثان به كطفلة صغيرة و هى تنفجر بكل قوتها فى بكاء مرير أثار فزعه ليضمها بكل قوة و هى تهتف بإنهيار
_"أبى ... أبى ... أنا أحتاجك جدا ... أشعر أننى أموت يا أبى .. أنا أموت ... هذا الألم لا يريد أن يتوقف أبى ... اجعله يتوقف أرجوك .. اجعله يتوقف"
جلس على فراشها و أجلسها فى حجره يهدهدها فى حنان و قلبه ينتفض ألما لألمها ... رأسها مغمور فى صدره تستشعر الأمان داخله و كفه تمسح على شعرها بحنان و هو يهمس لها
_"ششش ... اهدأى صغيرتى ... والدك هنا الآن و لن يسمح لأى ألم أو حزن بالإقتراب منكِ أميرتى ... أنا معكِ ... لا تقلقى ... أنتِ تثقين بوالدكِ ،صحيح؟!"
حركت رأسها موافقة و دموعها تتحول لنهنهات ضعيفة فيما رأسها يزداد ثقلا و أنفاسها تصبح أكثر انتظاما ... نظر لها بعد قليل ليجدها غرقت فى النوم و وجهها مغرق بالدموع ... تنهد بقوة و هو يرفعها ليضعها فى فراشها و يعود ليجلس جوارها يتأملها فى حزن ... مسح على شعرها بحنان و انحنى يقبل رأسها بحب و اعتدل ينظر إليها مفكرا قبل أن يلتفت ليلتقط إطار الصور الموضوع على الكومودينو جوار سريرها ... لامس وجه زوجته الراحلة فى حب و هو يفكر ... لقد وعدها أن يهتم بصغيرتهما دوما .. أن يكون لها أبا و أما ... ألا يجعلها تفتقد حنانها أبدا ...عاد صوتها ليتردد فى ذهنه و هى توصيه ... "(مصطفى) ... أنت ستعتنى بصغيرتنا حبيبى ... لا تضعف أرجوك ... من أجلى ... امنحها حبنا نيابة عنى حبيبى و لا تترك الحزن يقترب منها أبدا" ... قبَّل صورتها بحب لم يرحل برحيلها و مسح دمعة خانته و سقطت على خده ... تنهد بقوة و هو يعيد الإطار إلى مكانه و يعود لينظر إلى صغيرته التى نامت من التعب ... لقد سافر و انشغل عنها مؤخرا بالعمل ... سافر و قد طمأنته عليها و ودعته بإبتسامة و كل مكالمتها معه كانت تضحك و تخبره أنها بخير و تؤكد عليه ألا يتأخر لأنها تشتاق إليه .. و هو لم ينتبه أنها كانت تخفى كل هذا الحزن داخلها ... طفلته ليست بخير أبدا و هو متأكد أن أمر خطبتها هو السبب فى هذا الحزن الذى يقتلها بهذه الطريقة ... لا يستطيع التفكير فى سبب غيره ... قبل رأسها مرة أخرى قبل أن ينهض واقفا و هو يقول
_"يجب أن أتحدث مع أبى فى الأمر ... لن أترك ابنتى لتعانى بهذا الشكل ... لاشئ أبدا يستحق أن أبادله بسعادتها ... لاشئ"
****************
انتهى الفصل السابع
أتمنى ينال إعجابكم و فى إنتظار آرائكم و تعليقاتكم
قراءة ممتعة


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس