عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-16, 11:02 PM   #58

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
أغلق (رفعت هاشمى) مصحفه بعد أن أنهى ورده و اعتدل ليسترخى فى فراشه و أغمض عينيه مفكرا لبعض الوقت قبل أن يفتحهما مجددا و يمد يده ليلتقط الصورة الموضوعة فى إطار بجانب فراشه ... تأمل عائلته الكبيرة التى تجمعت فى الصورة التى التقطت لهم قبل عشر سنوات فى آخر عيد جمعهم بحبيبته (عائشة) ... لمس وجهها فى حب و هو يهمس
_"اشتقت لكِ كثيرا (عائشتى) ... كثيرا جدا ... قليلا بعد حبيبتى ... انتظرينى قليلا بعد و سأكون معكِ"
عاد يتأمل الصورة فى حنين ... (عائشة) منحته عائلته الكبيرة هذه و عوضته عن كل شئ آخر ... ثلاثة أبناء من الذكور و فتاة جميلة كانت مدللته و عائلته كبرت لتضم أحفاده الأحباء ... تأملهم واحدا واحدا و هو يبتسم ... جميعهم يحملون دم (هاشمى) لكن لكلٍ منهما إختلافه الكلى عن الآخر ... تأمل (آدم) المبتسم فى الصورة .. حفيده الغائب الحانق لا يدرى على قدره أم على شئ آخر أخفاه داخله لسنوات ... أول أحفاده و أقربهم شبها به .. كان فى الثانية و العشرين وقتها شابا مقبلا على الحياة بكل شغف قبل أن تخفت شعلتها فى عينيه رويدا رويدا حتى إنطفأت تماما برحيل (رُبا) زوجته ... انتقلت عيناه من (آدم) إليها ... حفيدته الرقيقة التى رحلت قبل عام بعد أن أنهى الموت صراعها المرير مع المرض رحلت لتترك لهم ملاكين صغيرين و (آدم) الذى بدا وقت رحيلها كطفل فقد أمه لتوه .. تائها ضائعا رافضا أى وجود لهم حوله قبل أن يفاجئ الجميع برحيله إلى الخارج ... تنهد بأسى يدعو الله أن يلملم حفيده تمزقات روحه ليعود لعائلته و طفليه كما كان من قبل ... انتقل بنظره لـ(راندا) التى التصقت بشقيقها و هى تبتسم للكاميرا بشقاوة .. شيطانة العائلة المتمردة دوما عكس (وتين) التى تكبرها ببضعة أشهر ملاك العائلة الهادئة و المطيعة دوما .. كانتا فى السادسة عشر وقتها ... كانت (وتين) تبتسم بهدوء بينما (زياد) يقف قريبا منها كما كان دوما كظلها منذ الصغر ... تنهد و هو يفكر في حفيديه الأحمقين و المعضلة التى أوقعا نفسيهما فيها ... لا يريد أن يتدخل الآن ، عليهما أن يخوضا معركتهما بنفسيهما ، لكنه سيتدخل إن لزم الأمر ... يتمنى فقط لو أن (زياد) يملك الشجاعة ليدافع عن حقه ... لامس وجه حفيدته الأخرى (سؤدد) فى نسختها الصغيرة .. لم تختلف كثيرا عنها الآن ، فقد توقفت عن الإبتسام بصدق قبل سنوات كانت تجاور أمها (صفية) و تنظر للكاميرا بتعبير جامد .. فقط إبتسامة مصطنعة لا تكاد تُرى على شفتيها و عيناها تحملان تحديا و نارا مدفونة بإتقان داخل روحها الصغيرة ... روحها التى تمزقت هى الأخرى بعد ما مرت به قبل سنوات و ظروف إنفصال والديها المرير ... عاد يتنهد بحزن يعرف أنها تعانى كل هذا الوقت و يعلم كم تخفى من ألم خلف مظهرها الجامد و صرامتها و يعلم أيضا كم هى قوية و أنها ستتغلب على آلامها مهما طال الوقت يثق فى أعماقه أنها ستفعل ذلك قريبا ... جراحها ستشفى فى النهاية ... تطلع إلى أصغر أحفاده (هاميس) ذات الرابعة عشر ربيعا و (سيف) الذى يصغرها بعامين يجاورها و ذراعه تحيط رقبتها بمشاغبة كأنه يخنقها ، يجلسان على الأرض أمام الجميع و يبتسمان بسعادة و هما يشيران للكاميرا ... ابتسم و هو يحادث (عائشته) كعادته منذ رحلت بينما تمر عيناه على وجوه حفيداته المبتسمات
_"ليتكِ تريهن الآن كيف أصبحن يا (عائشة) ... صرن جميلات جدا و رائعات كما تخيلتيهن تماما ... كل واحدة منهن أخذت نصيبها منكِ حبيبتى ... (راندا) الشقية تشبهك كثيرا فى صغرك متمردة و قوية فى طلب ما تراه حقها مثلك تماما عندما كنتِ فى ذات العمر .. تمردها يرهق والديها خصوصا و هى ترفض عروض الزواج و لا أخفيكِ سرا أنا أؤيدها فى ذلك .. لا أحد ممن تقدم يستحقها و لا واحد منهم قادر على إحتواء ذلك التمرد أو إخضاع روحها الثائرة له ، لكننى سأعرفه حالما أراه"
صمت لحظة مفكرا قبل أن يقول
_" فى الواقع هناك واحد فقط عندما قابلته أدركت أنه الوحيد ربما الذى سيكون قادرا على ذلك .. تتذكرين (فاروق رضوان) .. إنه ابنه .. قابلته فى عزاء والده "رحمه الله" قبل أشهر ... إنه شاب رائع جدا و رجل يعتمد عليه بحق .. أعتقد أنه الوحيد الذى سيكون جديرا بها"
انتقل بنظره إلى (وتين) و (زياد) المجاور لها و هو يتابع
-" و (وتين) ورثت قلبك الطيب و عطفك الكبير كما ورثتهما عن أمها ، لكن يبدو أنكما لم تورثاها قوتكما فى الدفاع عن حبها كما فعلت كل منكما ، لقد اتخذت أكثر قرارتها حماقة و لم تستمع لأى نصيحة و تنازلت عن حبها مقابل لاشئ .. لا تخافى لن أتركها هى و (زياد) الأحمق الآخر يرتكبان هذا الخطأ الفادح ... و انظرى لـ(سؤدد) ورثت ملامحك الرقيقة و ورثت إتزانك و عقلك و جديتك ... ربما كان ما حدث قبل سنوات ساعد فى أن تصبح هكذا لكن الجزء الأكبر كان بسبب ما ورثته عنكِ .. لقد أصبحت شابة رائعة كنتِ لتفخرين بها جدا (عائشتى) ، لكننى أخشى عليها كثيرا تبدو قلقة فى الآونة الأخيرة .. أشعر أنها تخفى شيئا خطيرا ربما يتعلق بعملها .. هى لا تبوح بشئ أبدا و ترفض طلب المساعدة من أى شخص لكننى سأعرف بطرقى الخاصة و أتدخل دون علمها لا تقلقى ... و (هاميس) الشقية لاتزال شقية كما هى .. مازالت تتصرف كالأطفال و لا تكف عن الشجار مع (رفيف) و (رامى) ، أحيانا أعتقد أنها تفوقت عليهما ، لكنها وقت الجد تصبح أكثر صرامة من (سؤدد) نفسها .. صدقينى تبدو مخيفة كثيرا عندها"
لامس وجه (رُبا) المبتسم ... (رُبا) أكبر حفيداته و وجعه الكبير ، تنهد و هو يتابع
_"جميعهن ورثن بعضا منكِ (عائشتى) لكن أكثرهن شبها بكِ كانت هى ... رحيلها كسر ظهرى (عائشة).. شعرت يومها أنكِ قد رحلتِ مرة أخرى ... تعذبت كثيرا صغيرتى المسكينة .. الموت رغم ألم فراقها كان رحمة كبيرة بها ... ليتكِ ترين طفليها الشقيين حبيبتى رغم أنهما يشبهان (آدم) كثيرا لكننى أراها بهما دوما"
ضم الصورة إلى قلبه و هو يتنهد
_"اشتقت إليكما كثيرا (عائشتى) ... و مازلت أنتظر اللقاء حبيبتى .. مازلت أنتظر"
صوت طرقات على باب جناحه أخرجه من أفكاره ... مسح دمعة خائنة و هو يعيد الصورة مكانها و يعتدل حين سمع صوت ابنه الأكبر يستأذن للدخول فرفع صوته مناديا
_"ادخل يا (أمجد) .. أنا مستيقظ ... تعال بنى "
دفع (أمجد) الباب ليدخل و اقترب من فراش والده بإبتسامة هادئة و هو يلقى عليه التحية ... طبع قبلة على كفه و هو يقول بحب
_"كيف حالك اليوم أبى ؟"
_"بخير بنى ... الحمد لله"
_"الحمد لله"
ابتسم (رفعت) و هو يراقب وجه ابنه الذى بدا مترددا ليفاتحه فى أمر ما فسأل و هو يربت على كفه
_"ما الأمر بنى؟ ... تريد أن تحدثنى فى شئ .. هل كل شئ على ما يرام فى العمل؟"
أومأ (أمجد) برأسه و هو يجيب
_"كل شئ على ما يرام أبى ... لا تقلق .. كنت أود فقط أن أحدثك فى أمر مهم ... إنه يخص (راندا)"
انتبه الجد و هو يعتدل سائلا فى إهتمام قلق
_"ما بها (راندا) ؟"
قبل أن يفتح (أمجد) فمه قاطعته طرقات على الباب يرافقها صوت شقيقه الأصغر (مصطفى) و هو يقول
_"أبى .. هل أنت مستيقظ؟!"
دعاه (رفعت) للدخول هو الآخر فدخل مسرعا و هو يقول دون ان ينتبه لوجود شقيقه
_"أبى ... كيف حالك؟! .. آه (أمجد) أنت هنا أيضا؟!"
نظر (رفعت) لابنه المتجهم الوجه قلقا و سأله بإهتمام
_"ما الأمر (مصطفى) ؟ ... تبدو قلقا أنت الآخر ... هل عدت لتوك من السفر ؟!"
تنهد (مصطفى) و هو يقترب ليقبل كف والده و رأسه و هو يقول
_"آسف يا أبى ... لم أسلم عليك .. لقد عدت قبل قليل و لكننى لم أستطع أن آتى إليك .. انشغلت بـ(وتين)"
قلقه انتقل لشقيقه و والده الذى تساءل قلقا
_"ما بها (وتين) ؟! .. لقد تركتنى قبل قليل و كانت بخير .. ما الذى حدث؟"
اقترب (مصطفى) ليجلس على الفراش و يطرق برأسه حزنا و هو يقول
_"إنها ليست بخير أبدا أبى ... كانت تمثل على الجميع طوال الفترة الماضية أنها بخير و سعيدة فى خطبتها لكنها ليست كذلك أبى ... ابنتى تتمزق ألما و أنا لا أستطيع أن أفعل شيئا لها"
ربت (أمجد) على كتفه برفق و هو يقول
_"اهدأ يا (مصطفى) .. كل شئ سيكون على ما يرام"
تنهد (مصطفى) بقوة و هو يقول بألم
_"كيف يا (أمجد)؟! .. ابنتى تتألم و أنا السبب .. ما كان يجب أن أوافق (شاكر) حين اقترح علينا هذه الصفقة مع آل (المنصورى) ... نحن لدينا وزننا فى السوق و ما كنا فى حاجة لتحالف معهم من أجل المزيد من القوة ... لا أدرى كيف وضعت ابنتى فى هذا المأزق من أجل شئ لا يستحق"
_"(مصطفى) لا تلوم نفسك ... (وتين) لم يضغط عليها أىُ منا ... هى وافقت بمحض إرادتها و لم يضربها أحد على يديها .. تعلم أنى حذرتها و حاولت إثناءها عن ذلك القرار لكنها صممت .. ابنتك كانت مصرة بشدة كأنها تريد الهرب من شئ ما بموافقتها على تلك الخطبة ، لا أدرى ما هو لكنها فعلا بدت لى كذلك"
هتف (مصطفى) بحنق
_"يكفى أن تخبروها أن مصلحة عائلتها تقتضى الأمر و هى ستوافق فورا على أى طلب مهما كانت صعوبته بالنسبة لها"
_"ابنتك ليست صغيرة (مصطفى) و تمتلك عقلا و صدقنى لو أنها رأت أن قرارها خاطئ ما كانت اتخذته حتى لو كان من أجل العائلة ... لا أعتقد أن هذا هو السبب الوحيد لموافقتها"
احتد (مصطفى) وهو يقول
_"حسنا هى أخطأت ، ما الحل إذن فى رأيك؟! ... أنا لن أترك ابنتى تتعذب هكذا دون أن أتدخل"
ارتفع صوت والدهما يقاطع نقاشهما
_"اصمتا قليلا أنتما الإثنان ... بعض الهدوء لو سمحتما .. (وتين) أنا أعرف ما مشكلتها يا (مصطفى) و لدى الحل لا تقلق عليها ستكون بخير .. و أنت يا (أمجد) أخبرنى بالأمر الذى يخص (راندا) .. و لا داعى لقلقكما هذا .. سأتولى الأمر و كل شئ سيكون على ما يرام"
صمت الإثنان فى إحترام و تبادلا النظر فابتسم والدهما و هو يتابع
_"حسنا (أمجد) ... أخبرنى ما بها شيطانة العائلة؟!"
***************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس