عرض مشاركة واحدة
قديم 07-10-16, 02:38 AM   #129

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل التاسع





أتم ليوباردو تناول طعام العشاء وحيدا في تلك القاعة الواسعة وهو يفكر في كل ما يحصل. يؤلمه كثيرا أن ترحل ميس بهذه الطريقة خصوصا وهو يعلم أنها محاولة يائسة منها للخلاص من شبحه الذي ظل يطاردها لسنوات.
شهق بعمق يستجمع نسمات الهواء ليريح نفسه وليس يدري لم خطرت بباله تلك اللحظة نهاد وهي تنفض الغبار عنها بأطراف ترتجف ووجه شاحب وهي تحاول تصنع الشجاعة. ثم رددت بغضب: "رجل شرير، أتمنى أن تموت حرقا..."
تردد المشهد في ذهنه بضع لحظات قبل أن يتمتم بين شفاهه وهو يضع الملعقة جانبا: "لقد احترقت منذ زمن وتناثر رمادي في كل مكان..."
وقبل أن يقوم من جلوسه دخل فواز مسرعا.
فواز: مرحبًا ليوباردو، وجدت الباب مفتوحًا أنسيت إقفاله؟
ليوباردو: أجل، كنت سأقفله لكنني نسيت...
فواز: أنت لست بخير، حتى أنك لم تتناول الكثير من طعامك، كل شيء كما هو !
وجلس يتذوق الطعام.
فواز: إنه لذيذ!
ليوباردو: ألم تتعشى بالعرس؟
فواز: بلى، لكنني جائع.
ليوباردو: أين البقية؟ ألم يحضر معك أحد!
فواز: أصرت الجدة على أن تنام عند أهل العريس كما تقتضي العادات
وبهية ستبقى معها... أما وديع فقدتوجه لغرفته حال وصولنا حتى يخلد للنوم.
ليوباردو: وناريمان؟
فواز: أنت تعلم فضيحة المحكمة، جميع أهل وجدي يتغامزون عليها ولم تحتمل هي
هذا فغادرت الحفل مبكرًا... قصدت منزل والدها على ما أعتقد...
ليوباردو: قد لا تكون هناك... اذهب لتفقد الأمر وإن وجدتها أعدها إلى هنا.
فواز: أمرك كابتن!

قام فواز مغادرا رغم أنه لم يكن ينوي ترك الطبق إلا أنه أبدا لا يأمن قصف ليوباردو، لذا عليه الامتثال في الحال. وفور خروجه من الباب توجه ليوباردو إلى الدرج باتجاه غرفته وقبل أن يقطع نصف المسافة سمع صوت فواز وهو يناديه بطريقة تنم عن وقوع خطب ما.

كانت لينا ملقاة على الأرض بكدمات متورمة وجراح تنزف وفواز يحاول حملها وهو لا يدري من أين يبدأ. فجاء ليوباردو على عجل. وعندما شاهدها من بعيد ركض حتى نزل إلى مستواها مستندا بركبته على الأرض وهو يضع مرفقه على الأخرى ويده تتلمس عنقها ليتأكد أنها على قيد الحياة.
ليوباردو: حمدا لله، إنها حية...
وقام بحملها بسرعة.
ليوباردو: سأنقلها إلى الداخل... أحضر الطبيب.
فواز: لكنني لا أعرف أي طبيب!
زمجر ليوباردو في وجهه بعيون جاحظة وكأنه سيقذف به بعيدا.
ليوباردو: تصرف هيا بسرعة...
وقع هاتف لينا المحمول من جيب سترتها، فحمله فواز وقدمه لليوباردو.
فواز: إنه هاتفها لقد وقع منها.
ثم تفطن لأمر.
فواز: أليست طبيبة! بإمكاننا العثور على رقم إحدى صديقاتها...
وراح يقلب قائمة الهاتف فلم يجد سوى الأسماء... عندها طفح كيل ليوباردو من أفكاره التي لا تأتي بنتيجة تذكر.
ليوباردو: هل ستتصل بهم جميعًا لتسألهم واحدًا واحدًا إن كانوا أطباء !
فواز: مهلا، مهلا... أنظر مكتوب هنا "الدكتور حسن"... سأتصل به.


كانت ميس جالسة على طرف السرير بغرفتها عندما فتح وجدي الباب ودخل بهدوء
وعيناه لا تفارقانها بينما كانت هي تنظر إلى الأرض.
وجدي: مساء الخير...
ميس: مرحبًا...
جلس وجدي بالقرب منها ونظر إليها لكنها أبت أن ترفع نظرها إليه.
وجدي: هل كان يومك شاقًا؟
ميس: كلا، لقد اهتم بنا أهلك.
قام وجدي برفع الطرحة عن وجهها وانتظر منها أن ترفع بصرها إليه لكنها لم تفعل.
وجدي: لم لا تنظرين إلي؟
ورفع ذقنها بأطراف أصابعه فشاهد الدموع تغرق خديها.
وجدي: هل أزعجك أحد؟
ميس: كلا لم يزعجني أحد...
وجدي: لماذا تبكين؟
ميس: أنا... كل ما في الأمر ...أنني أفتقد أهلي، تمنيت أن تكون معي أمي وأبي أيضًا...
وجدي: هكذا هي الحياة... لكنني من اليوم فصاعدًا سأكون لك الزوج والأهل،
أعدك أنني لن أدعك تشعرين بالوحدة أبدًا...
قال وجدي هذا ونظر إلى وجهها مبتسمًا حتى يرى ابتسامتها، لكنه كان
متأكدًا في قرارة نفسه أن هذا ليس هو السبب الحقيقي من بكائها.
ميس: أنا أشعر بالدوار وبعض الألم في معدتي.
وجدي: لربما هو الارتباك...
ميس: لست أدري... لكنني لست بخير.
ففهم وجدي الموضوع.
وجدي: استلقي لترتاحي، ونامي إن كنت متعبة...
سأخرج أنا لأشم بعض الهواء النقي.

كان الدكتور حسن يعاين حالة لينا وهو في ارتباك شديد خشية الأسوأ. وليوباردو بقربه يترقب ما سيقوله.
حسن:مالذي حصل معها؟
ليوباردو: لا ندري، وجدناها ملقاة على الأرض بالحديقة...
حسن: علينا نقلها إلى المستشفى... هل أنت أخوها؟
ليوباردو: أنا ابن عمها... وهذا منزل جدتها...
حسن: اتصل بأهلها...
كانت لينا تئن وتتحدث بصوت غير مسموع، فقرب ليوباردو أذنه منها. وكانت هي تتحدث بصوت متقطع وغير مفهوم كل ما ستنتجه منه أنها لا ترغب في دخول المستشفى ولاتريد أن يعرف أهلها بالأمر.
عندما سمع ليوباردو هذا الكلام بدأت الأمور تتوضح أمامه بعض الشيء.
حسن:مالذي كانت تقوله؟
ليوباردو: لا تريد دخول المستشفى... الأفضل أن تعالجها هنا...
حسن: لكنها تحتاج إلى صور الأشعة، لربما كانت تعاني من كسور خطيرة!
ليوباردو: لو كان الأمر كذلك ما كانت لتستطيع الوصول إلى هنا...
حسن: ماذا تقصد؟! أين كانت؟
ليوباردو: دكتور، أنت هنا لتعالجها وليس لتطرح الأسئلة!..


كانت نهاد جالسة بغرفتها تتفرج على التلفاز ثم أطفأته لتنام وبقيت تتقلب على الوسادة وقد أصابها الأرق.
نهاد: لا أريد أن أفكر فيه!.. لا أريد أن أفكر فيه!
ثم ضربت رأسها.
نهاد: لا أريد أن أفكر فيه، أريد أن أنام!..
وراحت تسترجع تلك اللحظات التي كانت فيها قريبة منه وهو ينظر إليها بصمت وعيونه بأهدابها تبوح لها أنه ماض ذو شجون... صدقت تلك العيون قبل أن يخبرها فراس أنه غير مذنب... وهي الآن تريد أن تهرب منه... إنه رجل خطير لم تر مثله في كل حياتها. يخطف منها عقلها في ثوان ويحرض كل مشاعرها ضدها فيتركها فريسة اللوم وتأنيب الضمير.

كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل وحسن نائم على الأريكة القريبة من سرير لينا،
فدخل ليوباردو بهدوء وأيقظه.
حسن: لقد غفوت لبرهة...
ليوباردو: كيف حالها الآن؟
حسن: نائمة، لقد نامت قبل قليل... عالجت جراحها وستتماثل للشفاء،
لكن جل ما أخشاه هو الكسور الداخلية، والتجلطات.
ليوباردو: سأحضرها غدًا صباحًا إلى المشفى، لكنني لا أريدها أن تمكث هناك،
عليك تدبر الأمر.
حسن: سأحاول... لكن إن كانت تعاني من خطب ما فأنا لا أعدك بأن أتركها
تغادر المستشفى دون علاج.
ليوباردو:سيعود فواز بعد قليل ليقلك إلى منزلك.
حسن: جئت بسيارتي... سأغادر الآن، اعتني بها جيدًا ولا تدعها بمفردها،
إن طرأ أي أمر فاتصل بي.


دخل فواز منزل قيس آل شاهين وهو ينادي على ناريمان ويضيء
المكان بواسطة هاتفه النقال ثم أشعل النور... كان المكان هادئ
ومن الجلي أنه مهجور، فالغبار يملأ المكان.
فواز: ناريمان، أعلم أنك هنا...
وصل إلى الغرف فبدأ يدفع الباب واحدة تلو أخرى، حتى وجد ناريمان
ممددة على السرير وكومة من الصور قربها. دخل بهدوء ونظر إليها،
كانت نائمة بعمق فلم يشأ إيقاظها وراح يتأمل الصور...
كانت صور طفولتها رفقة أختها وأبناء عمومتها، وكذلك صور والديها وبعض أقاربها.
اقترب فواز بهدوء وجلس على ركبتيه قرب سريرها وأخذ يتأملها ثم ابتسم.
فواز: تبدين مثل الأطفال!
ومد يده ليرفع شعرها عن وجهها فاستفاقت.
ناريمان: من أنت!؟
فواز: آسف لأنني أخفتك، أرسلني ليوباردو لأعود بك إلى المنزل...
ناريمان: ولماذا لم يأت هو! ميس يذهب إليها لأقاصي العالم وأنا يرسل إلي أحد رجاله!
فواز: هيا معي، علينا أن نعود بسرعة.

كان وجدي جالسًا على كرسي خشبي قرب المنزل يدخن سيجارته ويتفنن في تخليصها من الرماد بدقات أصابعه فأطلت والدته سامية.
سامية: أنت هنا! أليس من المفروض أنك بغرفتك مع زوجتك!؟...
أم تراها طردتك لتنام بمفردها.
وجدي: كل ما في الأمر أنني خرجت لأدخن.
سامية: ألم تقلع عنه قبل فترة! أم تراها جلبت معها المصائب إلى هذا
المنزل، ألا يكفي ما فعلته أختها بك؟ ألم تجعل من شرفنا منشفة
.. طلبت منك ألا تتزوجها لكنك أصررت عليها، هذه هي حالك الآن...
عريس ينام بالطريق ليلة زفافه!!!
وجدي: أمي، أنا لن أنام هنا...
سامية: هي تجربك الآن، إن وجدتك رجل يسهل عليها قيادته فستستمر في إذلالك،
لماذا تتزوج بك إن كانت ترفضك أساسًا... لا تكن متسامحًا بني،
فالرجل يفرض نفسه ورأيه هذه هي التقاليد...

غادر وجدي والانزعاج باد على وجهه، ودخل غرفته فوجد ميس تستعد للنوم.
وجدي: هل ستنامين؟
ميس: ألم تطلب إلي ذلك؟
وجدي: غيرت رأيي...

كان ليوباردو في غرفته واقفًا قرب النافذة ينظر من خلالها إلى ظلام الليل الدامس.
وهو يتذكر أيامه مع ميس. كانت فتاة طيبة وجميلة ترتدي مئزرًا وهي تحمل محفظتها...
تطرق باب منزل رشاد فتفتح كميليا الباب وتدخلها وبعد قليل ينزل ريان الدرج
مسرعًا وهو يحمل محفظته.
ريان: هيا بنا ميس، لقد تأخر الوقت ستغلق أبواب الثانوية...
ميس: أنت دائمًا هكذا، ألا تستيقظ باكرًا...
يغادر الاثنان المنزل بينما تراقبهما كميليا من الباب وهي تبتسم. فيبتعدان قليلاً عن
المنزل ليشبكا أيديهما ببعض ويذهبان معًا وهما يتبادلان الحديث و الضحك.
تنهد ليوباردو وهو يتوجه بنظره إلى جهة الوادي حيث يقيم وجدي، كان المنزل بعيدًا
ولا يظهر له أثر، لكن مع ذلك ظل ليوباردو ينظر بذلك الاتجاه.

جاء صباح اليوم التالي وقد كانت نهاد في المحل تعمل على الكمبيوتر.
نهاد: ستصدر مجموعة الشتاء هذا الخريف بباريس...
مكتوب هنا أنها مجموعة مميزة.
رنى: هل ستسافرين؟
نهاد: هذه المرة سآخذك معي...
أخذت رنى تقفز فرحة.
رنى: أنا لا أصدق هذا!! آه يا إلهي كم أنا سعيدة...سأزور باريس أخيرًا...
نهاد:رنى ، هلا اشتريت لي كوب قهوة ساخن من الكفتيريا القريبة.
رنى: بكل سرور.
نهاد: أشعر ببعض التعب لأنني لم أستطع النوم، أحتاج لبعض القهوة حتى أفيق.

ركن تامر سيارته في الموقف وراح سيرًا على الأقدام متوجهًا إلى
محل نهاد ولسوء حظه التقى بليوباردو وهو خارج من المستشفى فلحق به
هذا الأخير حتى أوقفه. فالتفت تامر إليه بنظرة يشوبها بعض التكبر.
تامر: هل أعرفك؟
ليوباردو: اسأل رجالك الذين أرسلتهم لضربي.
تامر: أنا لا أفهم عما تتحدث...
وهم بالمغادرة فأوقفه ليوباردو.
ليوباردو: لم ننتهي بعد.
دخلت رنى المحل مسرعة وهي ترتجف.
رنى:نهاد!..نهاد!.. تامر... تامر في الخارج يتشاجر مع ذلك الرجل... الذي
... الذي التقيته بالمحطة... محطة القطار.
نهاد:ليوباردو..!!
خرجت نهاد مسرعة رفقة رنى فرأت ليوباردو يخلع قميصه ويلقي به أرضًا.
ليوباردو: أتحسب نفسك ملاكمًا عظيمًا... هيا، جرب معي نزالا نزيهًا رجلا لرجل...
هيا لا تكن جبانًا...
تامر: أنا بطل أولمبي ولست ملاكمًا من الدرجة الدنيا لأنازلك هنا
... لن أتنازل عن اسمي وشهرتي...
ليوباردو: اقترب وكن مستعدًا لأرد لك دينك.
نهاد:ليوباردو! توقف عن هذا...
نظرليوباردو إليها بطرف عينه.
ليوباردو: لا تتدخلي أنت.
اجتمع هنالك جمع غفير من الناس وهم يترقبون ما سيحصل
.. واشتبك ليوباردو مع تامر في نزال عنيف.


استيقظت ميس ونظرت من حولها فلم تجد أحدًا، عندها قامت إلى الخزانة لتبدل ثيابها
وأخرجت ما سترتديه بعد الاستحمام. وبينما هي منهمكة دخل وجدي.
وجدي: صباح الخير.
لم تلتفت إليه ميس.
ميس: صباح الخير.
وجدي: هل أنت بخير؟
ميس: أجل...
نظر وجدي إليها للحظات ثم تنهد.
وجدي: آسف... وعدتك بأن أمنحك كل الوقت حتى تتأقلمي معي ولم أفي بوعدي.
ميس: لست أول من يخلف وعده معي.
وجدي: أرجوك سامحيني... وتفهمي موقفي، فما تشعرين به تجاهي
يختلف عما أشعر به تجاهك.

أسقط ليوباردو تامر أرضًا بلكمة قوية على وجهه فلم يتحرك هذا الأخير من مكانه.
عندها صفق المتفرجون.
ليوباردو: قد تكون بطلا أولمبيًا تدرب بأعرق مدارس الملاكمة...
أنا رجل علمني الشارع، وأنا ممتن لهذا.
أسرعت نهاد باتجاهه وقد كان ينزف.
نهاد:ليوباردو! أنت بخير؟
ليوباردو: الأجدر بك أن تقلقي على خطيبك ، أدركيه قبل أن يموت.
قال ليوباردو هذا وانصرف. بينما بقيت نهاد تنظر إليه وهو يخطو بعيدا.


كان فراس يقود سيارته على الطريق ثم توقف عند فتاة شابة تبيع الخبز التقليدي الذي تعده أمها بالبيت.
فراس: صباح الخير زهرة. كم خبزة لديك لنهار اليوم؟
زهرة: ثلاثون خبزة بعت منها تسعة حتى الآن...
هل ستشتري كل ما تبقى لدي كعادتك؟
ابتسم فراس وهو يخرج النقود من محفظته.
فراس: أجل... تفضلي، واحتفظي بالباقي.
فرحت زهرة بالنقود وراحت تشكر فراس الذي كان يبتسم.
زهرة: سأضعها بالمقعد الخلفي، لا تزعج نفسك.
فراس: المكان هنا خال، عليك أن تكوني حذرة.
زهرة: لا تقلق سيدي، أنا بخير... المهم أن أجني قوت يومي...
أتعرف، كلما أستيقظ صباحًا أدعو الله حتى تباع كل خبزة، وأدعو أيضًا
أن ألتقي بك لأنك تشتري كل الخبز الذي معي.
فراس: لا أحب رؤيتك على الطريق، أنت فتاة شابة والمكان خطر بالنسبة لك.
زهرة: لا تقلق سيدي، أعرف كيف أدافع عن نفسي.
فراس: اهتمي بأمورك أنا متوجه إلى المدينة، لو كنت قاصدًا البلدة لأقللتك
في طريقي كالعادة.

كان الدكتور حسن في مكتبه يعاين صور الأشعة عندما طرق ليوباردو على الباب ودخل.
حسن: لقد تأخرت،...مابه حاجبك، إنه ينزف.
ليوباردو: لا شيء مهم، أخبرني... ماهي نتيجة الأشعة؟
حسن: جيدة... ستخرج لينا اليوم.
ليوباردو: إذن سآخذها.
حسن: وصل أهلها قبل قليل، سيتكفلون بالموضوع...
ليوباردو: مالذي تقول!!
حسن: طلبت من الموظفين هنا الاتصال بأهلها وتبليغهم بالموضوع...
ليوباردو: ولكن ما شأنك أنت! لماذا تعقد الموضوع؟!

وغادر ليوباردو مسرعًا باتجاه غرفة لينا فوجد عمه هادي واقف عند الباب،
لم يتمالك نفسه وهجم عليه حتى كاد يخنقه.
ليوباردو: كان علي قتلك منذ زمن، أنت وحش بلا روح... كيف فعلت بها هذا!
كيف استطعت ضرب ابنتك بهذا الشكل... ألأنها أعادت إلي ما سلبته مني!!!
في هذه اللحظة جاء وائل وأبعده ثم وصل الدكتور حسن ركضًا.
حسن: هذه مستشفى وليست مكانًا لحل المشاكل.
ليوباردو: لا تتدخل أنت، هذا الأمر يخصني وهذا النذل...
وائل: احترم نفسك وكلم والدي بأدب...
التفت إليه ليوباردو بلكمة قوية أسقطته أرضًا وعاد إلى هادي.
ليوباردو: إن لم تغادر الآن هذه المستشفى من دون عودة، أقسم أنني
سأحرق منزلك بمن فيه...
هادي: سأغادر، لكن مع ابنتي...
حسن: متأسف سيدي، إن كنت السبب فيما حصل معها سأضطر إلى منعك
من إخراجها وستقوم إدارة المستشفى بالاتصال بالشرطة مثلما يقتضيه
الأمر في مثل هذه الظروف للتحقيق فيما حصل.
هادي: أنا والدها، كيف تصدق لصًا نذلا كهذا...
ليوباردو: سأقتلك لا محالة.
هادي: ألا يكفي أنك قتلت والدك!
في هذه الأثناء وصل أمن المستشفى فقاموا بفك النزاع وإخراجهما.

كانت سماح والدة حسن تراقب ما يحصل من بعيد وعندما انتهى كل شيء أقبلت باتجاه ابنها.
سماح: هل تحصل مثل هذه الأمور دائمًا؟
حسن: في بعض الأحيان، مالذي جاء بك إلى هنا أمي؟
سماح: إنها ابنتك، ترفض الذهاب إلى المدرسة من دونك، تقول أنه عليك
مرافقتها في يومها الأول، ففي مثل هذا اليوم يرافق كل الآباء أبناءهم إلى المدرسة
ولا تريد أن أكون أنا من يرافقها، قالت أنه ليس لديها أم
لكنها لا تريد أن تشعر أنه لا أب لديها أيضًا...
حسن: هي قالت هذا!
سماح: أجل، لقد كبرت وأصبحت تعي ما يدور حولها، أليس كذلك؟
حسن: لما لم تتصلي بي...
سماح: هاتفك مقفل.
أخرج حسن الهاتف من جيبه وتفقده.
حسن: لم أنتبه إليه.







بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس