عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-16, 11:28 PM   #34

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


البارت الـ 32
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ

بعد ما انتهت من اعداد حقيبتها للعودة الى مصر لقضاء الاجازة مع والديها
اخرجت من حقيبتها ورقة مطوية التى احتفظت بها اينما كانت
فتحت الورقة لتقرأ محتواها للمرة التى لا تعرف عددها
بدأت عيناها تدمع من اول كلمة

انا اسف بجد وعارف ان ليكى الحق تزعلى منى بس انتى ظلمتينى ..أنا بجد نسيتها خلاص لما عرفت ان حبى ليها كان مجرد تعود ومكنش حب ..وأكتشفت كده لما حبيتك عرفت يعنى ايه حب بجد ..بس انا بحس وعارف انك انتى كمان بتحبينى ..بس مكنش ينفع اقولك دلوقتى ..وعشان متضعيش منى خليت نور تكلم ادهم وتقوله انى بحبك ومستعد اتقدملك بس لما اخلص جامعة عشان اثبتلك انى بحبك ومكنتش بغيظها بيكى ..انا بجد بحبك يا ايسل
ياسين

أغلقت الورقة وتذكرت عندما اتى اليهم اخر مرة فى الفيلا ليلتقى بأخيها وهذه كانت اخر مرة تراه فيها ..وهو يسلم عليها اعطاها تلك الورقة ..نظرت الى الورقة وبكت عند تذكرها كلمة اخيها له وهو يقول لياسين قبل ان يرحل (ياسين ..طلبك مرفوض ..انا معنديش اخوات للجواز )
حتى الان لا تعرف لماذا رفض وما هو سبب شجارهم وتركه لنور
مسحت دموعها سريعا ووضعت الورقة فى حقيبتها عندما سمعته يطرق على الباب ..فسمحت له بالدخول
أدهم :يلا فاضل ساعة على الطيارة
ايسل :ماشى انا خلصت من بدرى


ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

تسير فى المزرعة وهى ماسكة لجام مهرتها تنظر حولها بعيونها الحزينة التى اصبحت لا تعرف معنى السعادة..فهتفت بحزن دفين :ياسين عشان خاطرى متسافرش انا معرفش اعيش من غيرك ..انت السبب انى ارجع لحياتى الطبيعية
امسك وجهها بحنان :بس انا هسافر عشان الشغل وانتى خلاص دلوقتى مش محتجانى فى حاجة
ادمعت عيناها واحتضنته :لا ده اكتر وقت انا محتاجاك فيه ..عشان خاطرى خليك معايا ..خلى اى حد يسافر بدالك
ابعدها عنه برفق ومسح دموعها وقال مازحا :مكنتش اعرف انك بتحبينى اوى كده
ابتسمت من بين دموعها :يعنى مش هتسافر
وضع يده فى جيب بنطاله :مش عارف بس اوعدك هحاول اخلى اى حد يسافر بدالى
اكملوا سير حتى وصلوا عند تلك الشجرة الكبيرة التى اعتادوا ان يجلسوا اسفلها ..جلست هى ونظرت تراقب شروق الشمس المتسللة من خلف الاراضى الخضراء ..ربط لجام المهرة فى الشجرة وجلس بجوارها ينظر هو الاخر للشمس..ليتذكر كلمتها عندما رأها تنظر لشروق الشمس وهى تقول :تخيل شروق الشمس بنستناه عشان نشوفه بس فى ناس برغم انها شايفاه لكن مبتحسش بجماله طلاما قلبها مطفى وحزين
ابتسم بوهن عندما تذكرها
وكزته نور :ياسين
التفت لها قائلا :بتقولى حاجة يا ايسل
ربتت على ذراعه :انا نور يا ياسين مش ايسل
ثم نظرت امامها قائلة :ياريتنا نقدر نتحكم فى قلوبنا ..بس مفيش الا هو اللى بيتعبنا
ياسين :عندك حق ياريت لو نقدر ..ساعات الحب الغلط بيكسر القلب
نظرت اليه بحدة :حبك لأيسل مكنش غلط عشان ينكسر قلبك اللى كسره اخوها مش هى ..وهو اللى كسرنى
ياسين :خلاص يا نور عشان خاطرى اهدى
تنهدت بقوة :يلا قوم نمشى زمانهم صحيوا


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ

انتظرهم فى المطار بعد ما علم منه انه سيأتى اليوم ..رءاه اتى ومعه اخته ..ركض اليه واحتضنه بشده وسلم على ايسل
عمر :وحشتونى اوى والله ..كل ده يا أدهم
أدهم :معرفتش انزل السنة اللى فاتت بسبب الشغل ..استنينا ايسل تخلص وننزل نقضى الاجازة هنا
عمر :هو انت مش هتستقر هنا
أدهم بجدية :لا هرجع تانى بعد الاجازة
عمر موجه كلامه لإيسل :بس كبرتى يا ايسل واحلويتى
خجلت ايسل :تقصد ايه يعنى انا الاول مكنتش حلوة
أدهم :وانا فى وسطيكوا ايه
ايسل :ياسمين عاملة ايه ومصطفى بجد عايزة اشوفه
عمر وهو يتجه بهم نحو السيارة :كويسيين الحمدالله هما حاليا فى المنصورة هبقى اخدك معايا
أدهم بصرامة :مفيش مرواح فى حته
نظر اليه عمر بعدم رضا واستقلوا السيارة ورحلوا
xxxxxxxx*
جالسة على الاريكة ممددة قدميها عليها وممسكه بطبق الفاكهة وضعاه على بطنها المتكورة تأكل وهى تشاهد التلفيزيون
فأتى اليها اخيها وهو حامل طفلها ووضعه امامها
ياسمين بحدة :اوعى من وشى يا ياسين عايزة اتفرج على الحلقة الاخيرة
ياسين :ياشيخة ارحمى بقى ..خدى ابنك جننى ..واوعى تخليه يطلعلى فى الاوضة يا اما هرميهولك من فوق ..قال جملته وذهب
بينما هى نظرت الى ابنها الذى يشبه اباه كثيرا قبلته ووضعته بجانبها :تعالى يا حبيبى انت عملت لخالو ايه
مصطفى ببراءه :معملتث حاجة يا مامى انا جبت الولق بتاعه من على مكتبه وعملت بيه ملكب عثان احطه فى الميه بس والله مس عملت حاجة
ضحكت على براءته وقبلت يده :طيب اقعد هنا جانبى عشان اتفرج على المسلسل
قطب جبينه :انا عاوز العب مع بابى
ياسمين :بابى هيجى كمان شوية ..يلا اقعد ساكت بقى
اتت علا فركض اليها حفيدها
قبلته علا وهى تحمله ثم وجهت كلامها لياسمين :يلا يا ياسمين قومى ياسر هو ومراته قربوا ييجوا
ياسمين :ماما مش قادرة اعمل حاجة انا حامل وقربت اولد
ضربتها علا على رأسها :هو حد قالك تعملى حاجة انا بقولك اطلعى فوق فى اوضتك وجهزى نفسك
ياسمين :حاضر ..يلا يا مصطفى عشان اغيرلك انت كمان


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ

بابا حضرتك عارف انا رأيى ايه فى الموضوع ده ..فياريت تسيبنى براحتى
تفوه بها أدهم وهو يتحدث مع والده
أحمد بصرامة :هو انا ماليش كلمة عليك خالص ..كل حاجة بتعملها من دماغك ولا كأن حد ليه كلمة عليك
أدهم :يا بابا
أحمد بحدة :متقاطعنيش وانا بتكلم ..كفاية بقى روحت سيبت البنت قبل فرحها بأسبوع ولغاية دلوقتى محدش يعرف السبب ايه خليتنى مش عارف احط عينى فى عينهم من عملتك السودة بتتصرف زى الشباب الطايشة ..وغير كده اخدت اختك وسافرت بيها وجاى دلوقتى تقولى انا نازل بس اجازة ..انت عايز تموتنى
أدهم :بعد الشر عليك يا بابا ..بس انا خلاص هيأت حياتى هناك وشغلى ومش مستعد اهد كل ده تانى
أحمد :والله يا أدهم لو سافرت هعتبر ان ماليش ابن ..واختك مالكش دعوة بيها فاهم
كانوا يتحدثوا امامهم فتدخل عمر :خلاص يا عمى سيبوه دلوقتى يهدى ويستريح من السفر وبعدين ابقى كلمه
صعد عمر بأدهم الى غرفته ..فجلس أدهم بغضب وهو يزفر
عمر :عمى أحمد عنده حق يا أدهم فى كل كلمة قالها ..انت بقيت بتتصرف بطريقة غريبة اوى
أدهم :لو سمحت يا عمر انا مش عاوز اتكلم
عمر :لا هتتكلم انا مردتش اخلى عمى أحمد يتكلم اكتر من كده عشان ميتعبش ..لكن انت ايه اللى جرالك ..ايه السبب اللى خلاك تسيب نور
أدهم بأنفعال :عمر انا مش عاوز اتكلم دلوقتى ممكن..انا بجد تعبان
نهض عمر :خلاص على راحتك ..بس انا هسافر دلوقتى
أدهم :هتروح المنصورة دلوقتى
عمر :ايوه بقالى اسبوعين مروحتش ومصطفى كلمنى النهاردة وهو بيعيط عاوزنى اجيله
أدهم :ربنا يخليهولك انا عاوز اشوفه ..انا شوفته بس فى الصور
عمر باسما :هجيبهولك وتشوفه وكمان ممكن تلحق تشوف عبدالرحمن قرب يجى
أدهم :ان شاء الله ..وياسمين عامله ايه
عمر :الحمدالله ربنا يقومهالى بالسلامة ..ثم اسطرد قائلا :مش عايز تطمن على حد تانى
فهم أدهم مقصده فنهض ووقف فى الشرفة :لا
نظر فى ساعته وقال :طيب الحق انا امشى عشان متأخرش عليهم
قبل ان يغادر اوقفه أدهم :استنى يا عمر ..انا كمان هسافر المنصورة
اندهش عمر :نعم ..عاوز ايه من هناك
أدهم وهو يلتقط مفاتيح سيارته :هبيع الفيلا خلاص ملهاش لازمة ..هكلم عم حسين يشوف اى حد يشتريها
عمر :على راحتك يلا


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

قاموا بإشعال الفحم الموضوع على الشواية وبدأوا بتقطيع اللحم
فقالت زينب قبل ان تضع اللحم على الفحم :علا احنا نسينا نجيب الصويا
علا :خلاص يا زينب تبلى اللحمة بأى حاجة تانية
زينب :لا نور وياسمين بيحبوها بالصويا
علا :خلاص هبعت ياسين يروح يجيب
كان واقف بجوارهم فقال :خلاص يا طنط انا هروح اجيبها
علا :بس يا ياسر انا هبعت ياسين
ياسر باسما :خلاص والله انا هروح ..فى حاجة تانية عايزنها
علا :لا ياحبيبى
صرخت يارا فى ابنتها التى لم تكمل عامين :بس بقى يا شهد زهقتينى
اتت نور لتحملها :حرام عليكى يا يارا بتزعقيلها ليه
يارا :شبطانة فى ياسر والا تروح معاه
قبلت نور الصغيرة وقالت :خلاص تخرجى معايا انا واوريكى الخرفان الصغيرة
اومأت الطفلة بنعم من بين دموعها
يارا :بس يا نور تروحى بيها فين اقعدى اقعدى
ابتسمت نور : لا عشان متزعلش ..ثم وجهت كلامها للصغيرة وهى تسير :يلا قولى لماما باى
جالس وحوله ابناءه فهتف على :سامح قول لياسين انه مش هيسافر انا خلاص هبعت اكرم بداله
سامح :ماشى يا بابا ما حامد قالى
على :واعملوا حسابكم انا مش هنزل القاهرة تانى للشركة ..كفاية عليا المزرعة هنا ..عايز استريح بقى كفاية عليا كده
حامد :ربنا يديك الصحة يا بابا
قاطعهم مجئ مصطفى وهو يركض الى جده وهو حامل كرته الصغيرة
مصطفى :جدو تعالى العب معايا بالكوله ..خالو مس عاوز يلعب
حمله سامح ووضعه على قدمه :بس جدو دلوقتى تعبان كمان شوية نلعب سوى ماشى
عبس الصغير ونزل من على قدمه :ماسى
ركض الى والدته التى كانت واقفة مع يارا ..قام بشد عبايتها
فنظرت اليه ياسمين :عاوز ايه تانى يا مصطفى
مصطفى وهو مازال عابس :جدو وخالو مس عاوزين يلعبوا معايا بالكوله تعالى انتى العبى معايا
حملته ياسمين :بص بابا زمانه فى الطريق لما يجى يبقى يلعب معاك ..ثم نظرت الى يارا :معلش يا يارا هوديه لماما وجيالك
يارا :ماشى يا حبيبتى
ما ان رأتها علا حملاه حتى قالت بعتاب :يا ياسمين غلط عليكى تشليه وانتى حامل
ياسمين وهى تعطيه لها :خفيف يا ماما ..خليه معاكى ده مش مخلينى اعرف اعمل حاجة
جاء ياسين يبحث عن نور لم يجدها فسأل عنها والدتها :عمتو زينب فين نور
زينب :راحت بشهد عند عم جابر تفرجها على الخرفان الصغيرة
ياسين :طيب
زينب :كنت عايز حاجة يا حبيبى
ياسين :لا اصلى ملقتهاش
زينب :طب روح هاتها عشان هنشوى دلوقتى
ذهب ياسين ليجدها على الطريق الرئيسى واقفة بجانب الخرفان الصغيرة حاملة شهد
فأتجه نحوها وحمل منها الطفلة :يلا بقى هيشوا دلوقتى
نور :حاضر
سارت بجواره وهى متأبطة فى ذراعه
كانوا عائدين بسياراتهم مر عمر بجانبهم ولم ينتبه لهم بينما ادهم نظر اليهم بصدمة


ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

نظر الى الفيلا من الخارج وجدها اصبحت مهملة تساقطت اوراق الاشجار اتجه نحو الباب ليجده مغطى بالغبار فدخلوا سحب عمر الغطاء الملئ بالغبار الموجود على الاثاث وجلسوا ليستريحوا
عمر :ايه الكهنة دى ..الفيلا اتبهدلت خالص
أدهم بتهجم :مهو مفيش حد بيدخلها عايزها تبقى عامله ازاى
لاحظ عمر عبوسه :طيب ياعم براحة ..مالك قلبت كده ليه
أدهم بإندفاع :انت ليه مقولتليش ان نور اتجوزت ياسين
عمر بتعجب :نعم وانت شوفتهم فين اصلا وجبت الكلام ده منين
أدهم :لسه دلوقتى شايفهم وانا فى الطريق وكمان معاهم بنتهم
ضحك عمر وقال بسخرية :يا راجل نور اتجوزت ياسين وخلفت بنت كمان
ثم انفجر من الضحك
استشاط ادهم غضبا :انت بتضحك على ايه
عمر وهو مازال يضحك :انت فى حاجة فى مخك يا أدهم او شارب حاجة
أدهم بصرامة :متتكلم عدل يا عمر
عمر بعد ما هدأ:طب قولى ازاى ده اخوها
أدهم بعد استيعاب : اخوها ازاى يعنى ..هو عشان ابن عمها يبقى اخوها
عمر مفسرا:لا اخوها فى الرضاعة
كأن دلو من الثلج سقط فوق رأسه ..توقف الزمن به عند تلك النقطة ..تذكر ما حدث كأن اخر لقاء بينهم يمر امام عينه كلمتها وهى تقول انت بتظلمنى..ضاع من عمرهم 3 سنوات بسببه ..اصبح مثل التائه بعيون حائرة
عمر :أدهم هو فى حاجة مالك
أدهم بخفوت :اخوات فى الرضاعة ازاى نور اصغر منهم وملهاش اخوات
عمر :طنط زينب كانت مخلفة قبل نور ولد كان اسمه محمود تعبت لما ولدته فرضعته طنط علا فبقى اخو ياسين وياسمين بس مات لما كان عنده سنتين وكده نور بقت اختهم ..بس كده هى دى الحكاية
وضع يده على رأسه وارجع شعره بعصبية ونهض ينظر حوله كالتائه
عمر بإستغراب :أدهم قولى فى ايه
أدهم :سيبنى فى اللى انا فيه
عمر بشك :أدهم انت كنت بتحسب نور على علاقة بياسين وعشان كده سيبتها صح
نظر له بندم ولم يتحدث ..فتأكد عمر ضغط على اسنانه ونظر اليه بغضب وأحكم قبضة يده بقوه ولكمه لتنزف الدماء من فمه
تراجع ادهم للخلف :عمر انت اتجننت
عمر وهو يمسكه من قميصه ويدفعه على الحائط :هو انت لسه شوفت جنان ..ايه اللى انت هببته ده حرام عليك يا اخى ..تضيع من عمرك 3 سنين على حاجة تافهة بسبب غباءك وتسرعك اللى موديك فى داهية
دفعه أدهم بعيدا عنه :كنت عاوزنى اعمل ايه يعنى وانا كل ده بحسبها بتعتبر زى اخوها واشوفها حضناه قولى كنت اعمل ايه
ضربه عمر مجددا :كنت تواجهها مش تسيبها قبل فرحها بكام يوم ..عارف بسببك انت نور قعدت اد ايه مبتتكلمش اكتر من تلت شهور وكل ده بسبب غباءك ..بسببك سابوا القاهرة باللى فيها عشان متفتكرش اى حاجة ليها علاقة بيك بس جم هنا وانت سايب جانبهم بصمة منك ..بجد حرام عليك ..انت عارف انت تستاهل كل اللى جرالك انك تتحرم منها 3 سنين وبعد كده تعرف انك ظالمها ..تستاهل انها مش طايقة تبص فى وشك ولا تسمع سيرتك ..بس هى ذنبها ايه فى كسرة قلبها اللى انت السبب فيها..ترضى حد يعمل كده فى ايسل ..ها قولى ..وياريت عليها وبس لا ده انت كسرت قلب اختك وياسين لما رفضته مع انه كان ناوى يتقدملها بس انت بسبب غباءك روحت قولتله معنديش اخوات للجواز عشان افتكرته انه بيلعب بيها زى ما هى بتلعب بيك صح ..بجد حرام عليك 3 قلوب حطمتهم..وكمان ظلمت نفسك بس انا مش زعلان عليك لأنك تستاهل ..بس اللى صعبان عليا التلاتة التانين
ينظر اليه ودموعه تسيل على وجنتيه بغزارة شعر بكم غباءه وانه يكاد ان يكون فقدها للأبد
بكى نعم بكى بصوت عالى.. خارت قواه وجلس على الارض مثل الطفل التائه الذى ضاع من والدته ظل يتذكرها ..تذكرها عندما اهانهنا فى شركته وطردها ..تذكر نظرة الكسرة فى عيونها ..تذكر طريقته وهو يخلع من اصبعها الخاتم..كلمتها وهى تقول انت بتظلمنى من غير ما اعمل حاجة ..يا له من احمق وغبى
تذكر عندما كانت تحدثه بخوف وهى تقول له موضوع ياسين
فلااااش باااك
نور بأرتباك :بصراحة يا أدهم ياسين بيحب ايسل وكان عاوز يتقدملها بس لما يخلص جامعته عشان يكون ابتدى يشتغل
أدهم بحدة :هو قالها حاجة
نور مسرعة :لا والله مقالهاش حاجة ولا هى تعرف اصلا ..بس هو بجد بيحبها
أدهم بسخرية :وهو عينك لسانه ..ما يجى هو ويكلمنى
نور :ما هو قالى انى افاتحك الاول واشوف رأيك ايه ..ها قولت ايه
لم تجد منه رد فنظرت اليه وجدت نظرة فى عيونة فشلت فى معرفة معناها
نور :انت ساكت ليه ما ترد
نهض ووقف قبالها وقال بسخرية :بقى هى الحكاية كده
عصفورين بحجر واحد يعنى
نور بعدم فهم :يعنى ايه
ادهم ببرود :يعنى مش موافق
باااااك
نظر عمر اليه بشفقة فلأول مرة يراه يبكى وبهذا الضعف ..فهو دائما يظهر انه قوى ولا شئ يؤثر عليه
جثى امامه واحتضنه وظل يربت على ظهره
عمر :خلاص يا أدهم ياريت كان العياط بيفيد بحاجة او بيرجع اللى فات
أدهم :انا عاوز اكلمها ساعدنى يا عمر لو انت فعلا مستعد تساعدنى
عمر بأسى :صدقنى لو ينفع كنت ساعدتك ..بس الموضوع مش بالسهولة دى ..اللى انت عملته فيها مش سهل يتنسى او تسامحك عليه ..ولو حد من عيلتها عرف انك هنا مش عارف ممكن يعملوا فيك ايه
أدهم :مش مهم بس ساعدنى الله يخليك ..عاوزها تسامحنى ومستعد اعمل اى حاجة
عمر :هحاول يا أدهم اعمل اللى اقدر عليه بس صدقنى هيبقى صعب اوى ومحتاج صبر ..ثم اسطرد قائلا :طيب بالنسبة لأختك وياسين والمشكلة الكبيرة عيلة نور
أدهم :انا هحاول اصلح اللى انا هببته وهتكلم مع ياسين وبالنسبة لعيلتها فأنا هكلمهم وعارف ردة فعلهم هتبقى عاملة ازاى بس عشان خاطرها هعمل اى حاجة
عمر مقترحا :طيب ما تخلى خالتو وعمى احمد يجوا يتكلموا معاهم
أدهم :انا اللى عملت المشكلة دى وانا ان شاء الله اللى هحلها ..وكمان بابا وماما ميقدروش يبصوا فى وشهم بسببى انا
نظر عمر فى ساعته ثم نهض :طيب معلش يا أدهم انا لازم اروحلهم عشان اتأخرت عليهم ..عايزك تصبر بقى مشوارك طويل وهيبدأ من دلوقتى
ابتسم أدهم بأمل :حاضر ان شاء الله
عمر قبل ان يرحل :انا اسف بجد عشان ضربتك بس انت بصراحة تستاهل اكتر
أدهم :فعلا استاهل اكتر ..بس فوقتنى
ابتسم عمر واحتضنه ورحل


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

يتصاعد الدخان برائحة اللحم الشهية ..واقفة بجانب الشواية تشم الرائحة
ياسمين :الله بجد حلوة الريحة دى
ضحكت نور على شكلها :بس ليفتكروكى مدمنة هتودينا فى داهية
ياسمين :انا عايزة اكل بقى
نور :ماتكلى هو حد ماسكك
ياسمين وهى تكاد ان تضع قطعة من اللحم فى فمها لكنها تراجعت ووضعتها مرة اخرى :لا هستنى عمر زمانه فى الطريق
ابتسمت نور :ربنا يخليكوا لبعض
ما ان انتهت من جملتها حتى سمعوه مهلهلا يقول :الله على ريحة الشوى جايبة اخر المنصورة
ضحك سامح :هو انت دايما كده يابنى
ابتسم عمر :اعمل ايه يعنى كفاية بنتك اللى جابتلى المرض بسبب اكلها المحروق
ذهب عمر ليسلم عليهم جميعا ..فركض ابنه مسرعا نحوه
مصطفى :بابى
حمله عمر وقبله ثم رفعه لأعلى وهو يقول :اه كبرت اهو وهتبقى بطل
ابتسم الصغير ووضع رأسه على كتفيه
ليقبله عمر من جبينه ..فأتجه نحو زوجته ونور
عمر :عامله ايه يا نور
ابتسمت نور :تمام الحمدالله ..حمدالله على السلامة
عمر :الله يسلمك
نور وهى تحمل منه مصطفى :طيب بعد اذنك بقى ..يلا يا درش نروح ناكل سوى
نظر الى زوجته ليجدها عابسه فأقترب منها وطبع قبلة على وجنتيها :فى حد يزعل من عمورته بردو
ياسمين بعتاب ولوم :اسبوعين يا عمر ..تبعد عنى اسبوعين
عمر :والله ما كان بأيدى الشركة بقت كلها على كتافى انا ..ثم قبل يدها :خلاص سماح
ابتسمت ياسمين :ماشى هسامحك المرة دى
عمر :طيب مفيش حمدالله على السلامة
ياسمين برقة :حمدالله على سلامتك يا حبيبى..وحشتنى اوى
عمر بخفوت :اتلمى بلاش الرقة دى دلوقتى الناس قاعدة هاه
ابتسمت ياسمين ..فقال عمر :عبدالرحمن عامل ايه
ياسمين :انت بردو مصر تسميه عبدالرحمن
عمر :ايوه مش احنا اتفقنا على كده
اومأت برأسها وقالت :يلا اطلع خد شاور وهطلعلك بالأكل انا مكلتش مستنياك
عمر :لا انا هاكل معاكوا هنا ..يلا تعالى معايا على بال ما اخلص
ذهبت معه الى غرفتها لتجده يجلس على الفراش بإرهاق
ياسمين بقلق وهى تجلس قباله وتضع يدها على شعره :عمر انت تعبان
عمر بدون مقدمات :أدهم رجع وهو حاليا هنا فى الفيلا
انتفضت ياسمين ونهضت بعصبية :نعم ايه اللى جابه ده هو مش مكفيه اللى عمله ..رجع تانى ليه ..قوله يروح مطرح ما جه مش عاوزين نشوفه ولا نسمع صوته حتى
وقف عمر يحاول تهدأتها :ياسمين اهدى شوية مينفعش كده ..انتى ممكن تولدى
ياسمين وكأنها لم تسمعه :بقولك ايه ياعمر انا مش مستحملة اسمع سيرته ..الله يخليك لو نور شافته هنا هتتعب وانا مش مستعدة نرجع تانى لنقطة البداية ..ولو حد من اعمامى او جدو شافه ممكن يموتوه
عمر :طيب اهدى
ياسمين بحدة :متقوليش اهدى انا مش مجنونة ولا بشد فى شعرى ..كفاية اوى اللى عمله فى نور عاوز ايه تانى ..خلاها بقت مرمية ولا بتتكلم ولا بتعمل حاجة بقى عياطها هو الرد علينا ..فادنا هو بأيه لما حصلها كده ..ولا هيفدنا بأيه لما يحصلها حاجة تانية ..قوله يسافر تانى ويبعد عننا
فشل فى تهدأتها فقال بإنفعال :انا هساعد أدهم انه يرجع لنور تانى وهعمل اى حاجة عشان يرجعوا لبعض وانتى كمان هتساعدينى
ياسمين بإنفعال مماثل :مستحيل اعمل كده ومش هساعدك ولا هعمل حاجة عايزنى اساعدك عشان تساعد اللى اذى اختى وسابها قبل فرحها بكام يوم
عمر :طيب ممكن تهدى واحكيلك اللى حصل


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

بعد ما حل المساء
جلس فى فيلته وحيدا اغلق جميع الانوار ليحاول ان يفكر كيف يستطيع ان يجعلها تسامحه..فذهب ليقف امام النافذة

ذهبوا جميعا للنوم بينما هى ظلت مستيقظة مثل عادتها وخرجت من الفيلا كما تفعل كل يوم لتذهب وتجلس امام فيلته
جلست على ذلك الحجر الذى اعتادت ان تجلس عليه ظلت تبكى وهى تنظر الى الفيلا التى لا حياة فيها ..تتذكر شريط حياتها من اول ما رأته حتى ما فعله بها وتركها ..تلعن نفسها انها لم تستطيع ان تنساه ..وكيف تنساه وهى اصبحت كالظمآن لروأياه كيف ان تنساه واسمه قدر حفر فى قلبها ..ويحك ياقلب مازلت تحب شخص قد اهانك وتركك ..برغم ما فعله فيها الا انها مازات تحبه ولا تستطيع نسيانه ..كل يوم يزيد حبها له ويكبر بداخلها ظلت هكذا تنتحب وتبكى كأنها تشكى له وتلومه على ما فعله بها
مسحت دموعها واقتربت من البوابة تنظر الى الظلام الدامس الذى اصبح رفيق هذا البيت
كادت ان تمشى ولكن يد سحبتها للداخل





انتظرونى فى البارت الأخير

بقلم \ أسماء خالد البحيرى



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس