عرض مشاركة واحدة
قديم 03-06-09, 10:18 PM   #47

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
1111

من أين جاءتها تلك الفكرة؟ لم يخطر لها من قبل أن تطهو له.. أقله ليس في وعيها. لقد فكرت في أن تدفع له خمسين دولارا مقابل كل يوم حراسة، ولكن العشاء؟ ماذا لديها أصلا لتحضر الطعام؟
نظرت في عينيه ورأت الشك فيهما
ـ أتريدين أن تحضري لي العشاء؟
شعرت بشيء من الخوف والترقب. ماذا لو قبل دعوتها؟ ماذا ستقدم له؟ سندويشا بزبده الفستق؟ سيكون ذلك إهانة له
ـ أنا... حسنا..
ـ ظننت أنك لا تجيدين الطهو
لسعها تعليقه هذا، سواء أكان يقصد أن يؤذيها أم لا. وفركت يديها محاولة أن تزيل عنهما تأثير بشرته
ـ أقرّ بأنني لست ماهرة ولكن أود أن أشكرك عن اليوم
أبعدت نظرها عنه وقد شعرت بالإحراج ثم أرغمت نفسها على متابعة كلامها:"... وعن يوم غد كذلك عندما تعود"
ـ أنا واثق من حسن نيتك
قال ذلك لكن جين كانت تنتظر أن يعتذر عن المجيء. كان جزء منها يأمل بأن يعتذر بينما الجزء الآخرالمتمرّد لم يشأ ذلك
ـ لا يمكنني ! لدي موعد
شعرت بوقع اعتذاره في معدتها وكأن ثورا ركلها للتو. فرغم أنها كانت تتوقع اعتذاره، إلا أنه لم يخطر له أن يكون السبب موعدا. لكنها أنبت نفسها: لم لا أيتها المرأة الغبية؟ لم لا يكون لهذا الرجل الوسيم حبيبة؟ أو صديقة؟ إذا كانت حياتك أنت عقيمة، فليس من الضروري أن تكون حياته كذلك
شبكت ذراعيها وحاولت أن تبدو طبيعية وواثقة من نفسها:"لا يهم. ربما في وقت آخر"
ـ ليس الأمر ضروريا آنسة سانكروفت
غمرها شعور بالانزعاج، ولم تشأ أن يرفض اقتراحها، فقد سمعت ما يكفي من رفض هذا الأسبوع ولم تستطع سماع المزيد
ـ بل أظنه ضروريا. ما رأيك بمساء الغد؟
حدق إليها لحظة طويلة قبل أن يمنحها ابتسامة مثيرة:" حسنا، إذا كان هذا ضروريا، فأنا أقبل الدعوة"
لم انخطفت أنفاسها؟ شعرت بالارتباك والاضطراب، فأشاحت بنظرها ناحية البحر:" جيد"
ـ طابت ليلتك إذا
لم تستطع الحراك أو النظر إليه وتخدرت كل أحاسيسها وهو يبتعد على الرمل، لكنها انتبهت إلى أن صوت البطة راح يخفت شيئا فشيئا إذ كانت تتبع بطلها.
استمرت جين تنظر إلى البحر، وهي لا تكاد تصدق ما حصل للتو.
لقد ضربت موعد عشاء مع كول. ما الذي جرى لها؟ هل الكبت وخيبة الأمل المتكررة خلال هذا الأسبوع أثرا على صحتها النفسية؟ أم أن ذلك الإطراء غير المتوقع أفسد تفكيرها؟ يا الله! لقد قال إنها لطيفة جدا فتحولت إلى غبية حمقاء. كم من مرة حذرت نفسها بألا تمضي معه أكثر مما هو ضروري؟
وجدت نفسها تحدق إليه وهو يجتاز البوابة الحديدية. انتظر قليلا ريثما تدخل البطة قبل أن يقفلها مجددا. كم هذا جميل!
ابتعدت قليلا واتجهت إلى المياه الضحلة. كانت بحاجة إلى المشي والتفكير.
غدا يوم الجمعة أي نهاية أول أسبوع من المقابلات وكانت تظن أن في مثل هذا الوقت، لا بد أن تجد مرشحا مقبولا يمكنها أن تدرس أمره.
دست يديها في جيبي تنورتها وهي تمشي في الماء. تراءى لها وجه كول فحبست أنفاسها. لم هو أفضل رجل وطئ أرض هذا المنزل منذ أسبوع؟ وهو ليس فقط أكثر الرجال الذي التقتهم إثارة للاهتمام، إنما أخبرها أيضا بما يحبه الرجال حقا لدى النساء.
ومهما تكن نصيحته مهينة والحقيقة جارحة، فهو كان يساعدها.
واليوم ساعدها لتنزيل الصنارة من منقار تلك البطة الغبية التي أغرمت به.
أو يمكنها أن تلوم طائرا فضله عليها؟ بدا لها كول مكتفيا وسعيدا بحياته وتمنت جين لو بإمكانها أن تكون مكتفية مثله. فهي دائما تكافح من أجل طموحها وهذا أمر مرهق.
كانت جين تبحث عن زوج بثقافة جيدة وأهداف مهنية تشبه أهدافها، فلماذا هي إذا منجذبة إلى كول؟ ومع من موعد كول هذا المساء؟ هل سيعود في الليلة نفسها؟
مجرد التفكير في أن هذه الأسئلة تعذبها كان يغظها. لن تفكر بالأمر! ستحضّر له العشاء مساء الغد لأنها مدينة له لا أكثر ولا أقل. فسيكون العشاء مقتضبا، أشبه بعشاء عمل. وإذا حالفها لاحظ، فسيكون قابلا للأكل.

مرّ اليوم التالي كالذي سبقه، أي بشكل مريع. صدق كول في كلامه وأتى في تمام الساعة الثامنة صباحا، بصدره العاري ومظهره الرجولي وصندوق العدة. عند الظهر، دخلت المطبخ لتشرب فنجانا من القهوة قبل أن يحين الموعد التالي فسألها إن كانت تشعر بالجوع. في الواقع، كانت تتضور جوعا فأومأت بالإيجاب وما كان منه إلا أن قدم لها صحنا يحتوي على نصف طعامه. ثم خرج من المطبخ وصعد إلى الطابق العلوي ليكمل ما بدأه من عمل.
رائع! الآن تدين له بغداء أيضا. لكن عشاء اليوم سيسدد الحساب بأكمله. ليلة أمس ذهبت إلى متجر يقع على بعد نصف ساعة من الشاطئ واشترت كل ما تحتاجه من أغراض..
وقررت أن تحضر للعشاء وجبة من بين الصنفين اللذين تجيد تحضيرهما الروستو والبطاطا المشوية مع أصابع الخضار.
وضعت الروستو في الفرن، فعبقت الرائحة اللذيذة في أرجاء المنزل، يبدو أن الرجال الذين أتوا في فترة بعد الظهر فيما الطعام في الفرن، كانوا أكثر إيجابية إزاء فكرة الزواج. فقد ظنوا على الأرجح أنها من النوع الذي يحب تحضير الطعام لشريكه.
ولكن ذلك لم يكن ضمن اللعبة التي تخطط لها. فهي إن كانت تريد شيئا من عريس المستقبل فهو أن يجيد الطهو أيضا. خطر لها وهي تخرج اللحم من الفرن أن كول يجيد الطهو.
لا جين، لا تفكري حتى بهذا!
ذكّرت نفسها بأن كول لا يناسبها من ناحية المهنة والثقافة كما أنه لا يشعر بأي انجذاب نحوها. ورغم أنها لم تسأله شيئا عن مستواه العلمي، إلا أنها كانت واثقة من أنه لم يكمل تعليمه وإلا لما اكتفى بعمله في الصيانة.
وجين تنوي أن تتزوج رجلا طموحا، مثقفا يمكنها أن تشير إليه بفخر.
كول لا يرتدي حتى قميصا! أيمكنها أن تخرج معه إلى حفلات العشاء في العمل؟ أيمكنه أن يجاري رجال الأعمال في حديث اقتصادي؟ بدا لها ذلك مستحيلا لا يمكن تصوره، فأغمضت عينها وكأنها تعتصرهما. إذا، كفّي عن التفكير فيه.


na3no3a غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس