عرض مشاركة واحدة
قديم 13-10-16, 08:49 AM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت الثالث...

قراءة ممتعه^^...

لا تلهيكم روايتي عن الصلاة ....




"مايا....والديكِ...نقلا الى المستشفى في حالة خطيرة وحرجه بعد اصطدامهما بشاحنة نقل"
نقلت بصري الى اسيل ثم خالتي ثم نسرين وعدتُ به الى لؤي...وابتسمت!!...لا اعرف لماذا..
"لؤي...هذا...هذا غير حقيقي...انت تمزح كعادتك,صحيح؟"
اشاح بوجهه عني فتبادر الى ذهني فجأة الحادث الذي سبب ازمة السير...
خرجت من الغرفه اجرّ قدماي على الارض....جلست في الرّدهة مركية ظهري الى الحائط...
لا اصدق شيء...لا استسيغ شيء...
مرّت خمس دقائق او اكثر ونحن على هذه الحال...
بعدها جاء زوج خالتي وقال بنبرة اخافتني:
"مايا هيا بسرعة يجب ان نذهب...هيا هيا"
وقفت كأنما لدغتني أفعى وقلت:
"الى اين؟.."
"اتصل خالكِ وقال انه يجب ان نأتي للمستشفى بسرعه"
صرت افكر...
قبل قليل خرجت من الامتحان سعيدة بالعطله والآن غارقة في بحر الارتباك والخوف!!...
في السيارة لم تكف اسيل عن البكاء لحظة واحده ... اما انا فلم تقطر من عيني دمعه!!..
كل هذه الامور لا يمكنني فهمها...لا استطيع ان اتكلم ولم انبس ببنت شفه واكتفيت بمراقبة الطريق بكل تأهب وصمت....
....
لا اشعر بقدماي ولست واثقة من انني امشي...ربما انا اطير!...تمسك خالتي يدي وتجري بينما تسحبني خلفها...
كل شيء كان بطيء للغاية من حولي رغم سرعة الاحداث...
الاصوات اسمعها كالصدى...ليس هناك شيء واضح...توسعت عيناي لعلّ الصورة التي امامي تتضح,ارى خيالا واقفا لكن لا اعرف من هو...
حركة المصعد زادت الامر سوءا...
وصلنا الى الغرف التي كما يقولون..فيها امي وابي...
رأيتهما ممدان على ذلك الشيء تملأهما الجروح...لكنني ايضا لم ارى شيء...صار الجو ضبابيا فجأه...
سمعت صوت صراخ اسيل العالي واصوات اخرى لكنني لم ارها...
بل غطى عيناي غلاف اسود ووقعت مغشيا علي....



xxxx*



كنت جالسا في غرفة المعيشه مع عائلتي...مسترخيا على الاريكه...
وبينما انا مندمج في مشاهدة برنامج للتسليه سمعت صوت رنين هاتف ابي...ثم قام مفزوعا وقال بصوت عالي:
"ماذا تقووولين؟؟!...انا قادم حالا"
قالت امي:
"ماذا هناك؟"
لم يردّ عليها واخذ مفتاح السياره عن الطاوله ثم خرج مسرعا...
لحقت به وسألته:
"ماذا حدث؟!..من المتصل؟"
قال لي وهو يشغل السياره:
اتصلت اسيل ... تقول ان حادث وقع مع والديها ونقلا الى المستشفى في حالة خطيره...كانت خائفة جدا"
وانطلق بسيارته...
دخلت بسرعة الى غرفتي , تناولت هاتفي ومفتاح سيارتي ثم سارعت للخروج لكن استوقفتني امي متسائله فقلت لها:
"عمتي اسماء وزوجها في خطر يصارعان الموت"
xxxx*
وصلنا الى موقع الحادث...
كان مأساويا , تحطمت سيارة العم حسام بالكامل...مليئة بالانبعاجات والكسور , زجاجها منثور في كل مكان...تخيلت انها طحنت تحت عجلات الشاحنة الكبيره!...
ذهب ابي الى المستشفى حيث توجد عمتي وزوجها بعد ان طلب مني الذهاب الى بيتها والاتصال بعمتي نهى لتأتي من اجل اسيل ومايا..
xxxx*
اسيل تبكي بحرقة ومن حولها عمتي وابنتها تحاولان مواساتها رغم ان هما من بحاجة الى المواساة...
كنت امشي ذهابا وايابا انتظر اتصالا من ابي حيث دخلت مايا وتظهر على وجهها ملامح الخوف...
لم تصدق الخبر بداية,وفي طريقنا للمستشفى كانت هادئة ولا تتكلم...
عندما وصلنا الى الغرفة هرعت اسيل اليهما وصرخت صرخة مدوية اهتزت لها جوارحي وبكت الا عيناي لم تبكي...
قال احد الاطباء:
"حاولنا كل ما نستطيع لكن حالتهما كانت صعبه...انّا لله وانّا اليه راجعون"
فسقطت مايا ارضا...لم يكن احد منتبه لها غيري...ابي يدير وجهه للحائط ويبكي...والباقين حول اسيل ووالديها...
هببت الى مايا وصرخت:
"ايها الطبيب...ارجوكم"
سارع الممرضون اليها ونقلوها الى احدى غرف المشفى....
xxxx*
تعبنا ونحن نحاول ابعاد اسيل عن والديها , الدموع الدامية التي كانت تذرفها اغرقت انفاسي فتحشرجت في حلقي ككتلة الم...
ذهب ابي وعمتي مع مايا وخرج الجميع من الغرفة الى المنزل الكبير تتبعهم غمامة حزن سوداء...
اما انا ظللت متسمرا في مكاني...اجحد عيناي بالذي امامي...سحبت قدماي على الارض ... ازدردت لعابي فربما الالم الذي في حلقي يهدأ...
وصلت اليهما واحتضنت رأس عمتي وزفرت زفرة انفجرت معها دموعي...
قلت بصوت مخنوق وخافت:
"وداعا يا حنونه....وداعا"
ثم استدرت الى عمي حسام وجثوت على ركبتاي ثم ابتسمت ابتسامة كاذبة صفراء...
"يبدو انك لن تقيم لي حفلة تخرج كبيره كما قلت!...ولن اعمل عندك!"
جاء الطبيب الذي كان يقف عند الباب وربّت على كتفي
"هدئ نفسك...يجب ان تكون قويا في هذه المحنة...هيا اخرج...سيكون هذا افضل لك"
وقفت ثم امسكت "الشرشف" الابيض ورفعته الى وجه عمتي كما فعل الطبيب لزوجها...جلست على احد كراسي الانتظار , اضع مرفقي على ركبتي واحتوي وجهي بين يدي وابكي...
شعرت بإهتزاز في جيبي...
اخذت الهاتف ونظرت الى الشاشه التي تلمع باسم امي....مسحت دموعي واخذت نفسا عميقا ...
"مرحبا امي"
وبدون أي مقدمات قالت بقلق:
"لؤي...حاولت الاتصال بأبوك مرارا لكنه لا يرد...لقد اخفتوني...ماذا يحدث؟...ارجوك ارحني وقل لي...
فكرت قليلا كيف سأجيبها...
"امي...ان...ان عمتي اسماء و العم حسام....توفيا!!"
شهقت وقالت:
"ماذا تقول؟!...رحمهما الله ... سوف آتي مع اختك حالا"
"طوت...طوت...طوت"
انقطع الاتصال بسرعة وبشكل ومفاجئ كما مرّت الاحداث اليوم...
حركت يدي نحو جيبي لأعيد الهاتف هناك لكنه ارتج في يدي...
كان ابي
"مرحبا"
"مرحبا ... لؤي تعال الى هنا... لا استطيع البقاء...يجب ان اعود الى المنزل الكبير وانت ابق مع عمتك ومايا بدلا مني"
ويبدو من صوته انه متعب ومنهك وحزين...قلت مباشره:
"حاضر...لكن أي غرفه؟"
"الغرفة رقم (8)...بإنتظارك"
وقفت ورتبت ملابسي ثم وضعت الهاتف في جيبي الخلفي وذهبت اليهم...
عندما دخلت من باب الغرفة شعرت بعاصفة يأس تلفح وجهي عندما رأيت مايا ممده على السرير ولم تستيقظ بعد....
"ما بها مايا؟؟"
سألت بسرعة وقلق ... فقال ابي وهو يمشي بإتجاهي بخطوات بطيئه:
"قال الطبيب انها نائمة الآن...لكنه كان متخوف من ان تصاب بصدمة نفسيه خصوصا في عمرها الصغير هذا"
كنت خائفا عليها ايضا...انها صدمة لنا جميعا ...
اخذت افكر...تألمتُ انا كثيرا لفراقهما ... فكيف بإبنتيهما!...مايا حساسة ججدا ولا تتحمل اقل الحزن...فكيف بهذه الفاجعه؟!!....
اما اسيل المسكينه , كانت ستتزوج قريبا...
خرج ابي وتركني شارد الذهن...
اتكأت على الحائط, رفعت قدمي اليمين له وتمركز نظري في الارض...
غصت في افكاري وتوقعاتي ...
كنت اسمع صوت بكاء عمتي الخافت التي تجلس على كرسي بلاستيكي الى جانب مايا...
اما تلك الممده على السرير...كنت ارفع رأسي واتفحصها بنظري بين الفينة والاخرى لأطمئن عليها...
وفجأة صارت تتحرك بغرابة وتئن....اقتربنا منها بسرعة لكنها استيقظت فزعة وتصرخ:
"ماما..بابا"
وتنظر برأسها هنا وهناك وتتحرك بتوتر وخوف فسارعت عمتي واحتضنتها ... بحلقت مايا في عمتي ثم تشبثت بها وغمرت رأسها في صدرها....
قالت والرعب يملأ كلماتها وبجمل غير مترابطه:
"امي...ابي...اين...اينهما...اري� � رؤيتهما...ماذا حدث...ارجوكِ قولي"
صارت تتنفس بسرعة وتقفز بعينيها الى كل مكان ولا مكان..
انهمرت دموع عمتي وحاولت ان تتكلم بصعوبه...كنت اجلس على طرف السرير اعتصر بداخلي...كيف ستكون ردة فعلها؟؟!.!.
نظرت مايا الى عمتي وكأنها فهمت كل شيء من تعابير وجهها...فقالت بصوت مخنوف:
"خالتي...قولي...خالتي ؟؟؟"
وكانت تهزها بينما تتكلم...صرخت عمتي بإنهيار:
"لقد ماتا يا مايا ... ماتا..."
واخذت تبكي بحرقه....
اما مايا وضعت يدها الرتجفه على فمها وهمست:
"مستحيل...انتي تكذبين"
وسالت دموعها كسيل المطر ثم صرخت:
"كاذبه...امي وابي ما زالا على قيد الحياة"
ثم انزلت قدميها عن السرير وقالت:
"سأراهما....سأراهما"
وقفتُ مع وقوفها....امسكتها عمتي لكنها افلتت منها وركضت نحو الباب...
قالت عمتي بضعف:
"مايا ارجعي"
اسرعتُ خلفها قبل ان تخرج وامسكت بيدها ..
"مايا لا تتهوري...تعالي"
لكنها صرخت بصوت تشوبه بحة الحزن:
"اتركني...اريد ان اذهب اليهما"
و افلتت مني لا اعرف كيف...لكنني كنت اسرع منها واحطتها بذراعاي و منعتها من الحركه ...
ظلت تحاول الهروب وتنظر نحو الباب وتقول:
"ماما...بابا"
ثم قالت بإستسلام:
"لؤي...ارجوك اتركني اذهب"
قلت لها مريدا ان اضعها تحت الامر الواقع:
"مايا....لقد ماتا وانتهى الامر...لن يفيدهما الآن الا الرحمه...
وبعد دقيقتين من تثبيتها ومحاولة تهدئتها ... هدأت وارتخت بين يدي ثم جلست على الارض وقالت:
"لقد ماتا...ماتا...من سيعتني بي الآن....من سيحبني مثلهما....لقد كنت انتظرهما في المدرسه...لم يحضرا....امي ...ابي...اريدهما يا لؤي...اريدهما"
آآه مايا...لو كان بيدي....
تمزقت من الداخل على بكائها ومنظرها الكئيب الذي يثير الحزن في النفس...
دمعت عيني واستدرت حولها حتى صرت امامها....كانت عمتي تنظر الينا بكل تأهب ودموعها تنساب على وجنتيها....
انحنيت امام مايا التي تنظر الى البعيد وكأنها تنتظر عودة والديها من هناك...
اخذت نفسا عميقا وقلت:
"هيا مايا...عمتي لن تحتمل كل هذا...ولا انا...قومي معي"
نظرت الي من بين دموعها ... لا تنظري الي هكذا..نظرتكِ هذه تضعفني...
امسكت بيدها وساعدتها في النهوض لكنها لم تتوازن جيدا فأسندتها الي ومشيت معها ببطئ الى السرير...
وضعتها عليه...ومباشره جلست عمتي بجانبها فمالت مايا برأسها الى كتف عمتي ... تعلقت عيناها بالهواء ... شاردة ولم ترمش ابدا...تقفز دموعها من عينيها باستمرار ... صامتة كالموت...وعمتي ال جانبها تمسك يدها وتبكي....
لم يحتمل قلبي مرآهما ... خرجت الى الممر ومشيت فيها ذهابا و جيئة ...
كان موقفا مؤلما بالنسب لي...صراخ مايا المخنوق يتردد في اذني...
غاليتي منهاره...وكيف لا تكون ... لقد فقدت اغلى شيء يمتلكه المرء...
كيف ستعيش بقية حياتها بلا ام او اب!!
يا اللهي ما هذه المصيبة التي وقعت علينا...انه ابتلاء منك وامتحان لنا جميعا....فساعدنا يا الله وصبّرنا....





ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
انتهى البارت


ارجو ان ينال اعجابكم




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس