عرض مشاركة واحدة
قديم 13-10-16, 11:47 AM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت الثالث عشر...

قراءة ممتعه^^...

لا تلهيكم روايتي عن الصلاة والعبادات...


ـــــــــــــــــــــــ



"هل يمكنني الاتصال بك؟"
لم أرد برسالة إنما اتصلت بها مباشره....
"السلام عليكم"
"وعليكم السلام"
ما أجمل صوتها يا ناس!!...قلت:
"ماذا تحتاجين؟"
"أنا في مركز التدريب..والمواصلات شبه معدومة هنا..لذا.هل يمكنك أن تأتي إذا لم يكن في الأمر إزعاج لك؟؟"
خفق قلبي بسرعة...صوتها...وأسلوبها الخجول...كل شيء فيها...تنحنحت وقلت:
"هل يمكنك الانتظار؟"
لم تجب مباشره...لكنها قالت:
"مممـ..هناك كافيتيريا قريبه...يمكنني الانتظار فيها"
"جيد جدا..احتاج نصف ساعة حتى آتيكِ"
"شكرا لك"
"لا شكر على واجب"
وانتهت المكالمة.......
وضعت الهاتف جانبا وانتظرت عمر...
بعد ربع ساعة تقريبا خرج من الشركة وفي وجهه خليط من الانفعالات...
فتح الباب وجلس بعنف ... عمر لم يحضر سيارته لأنني قلت له لا تحضرها...التفتت إليه وقلت:
"على ما يبدو إنهم طردوك قبل أن تبدأ بالعمل!"
جال بعينيه المكان ثم قال:
"لا...سيتصلون بي..لكنني متأكد إنهم لن يفعلوا ففففففف"
"لماذا؟؟"
"انسي...هيا خذنا إلى المنزل إنني أتضور جوعا"
شغلت السياره وقلت:
"لا .. سنذهب الى مركز تدريب قيادة السيارات اولا"
تكتف وقال:
"لماذا؟؟"
"سنحضر مايا من هناك"
ابتسم فجأة وقال:
"ااه حسنا"
استغربت قليلا لكنني تجاهلت وانطلقت نحوها...
"هل ما زلت تحبها؟ .. حقا؟!"
قالها عمر بهدوء يخالف اسلوبه المعتاد...اجبت:
"لا احبها...بل اعشقها وقلبي متيم بها!"
رفع حاجبه وقال:
"وهي؟"
صمتت وانا افكر...تذكرت موقف يوم امس...فتحت يدي ونظرت الى الجرح .. هذا اجمل جرح حصل لي!..هل خوفها علي بديهي ؟...ام ان هناك شيء اخر؟
"هلووووو...انا اتكلم معك!"
نفضت رأسي من هذه الافكار وقلت:
"اجل..مممـ لا اعرف!..حسنا..هي..تتكلم معي بشكل طبيعي..و..لا اعرف..لكن اذا طلبتها للزواج وقتها نحكم من اجابتها!"
تنهد عمر وقال:
"لؤي...انت تحتاج الى 3 سنين على الاقل لتبني نفسك...وانت لا تريد ان تخسرها!...عليك ان تفعل شيء!"
"شيء مثل ماذا؟"
فكر قليلا ثم اجاب:
"اخبرها بحبك!"
قلت بانفعال غاضب:
"عمر هل جننت؟؟!!...مستحيل.."
"لماذا؟؟"
"عمر !!...ركز قليلا...اذا كانت هي لا تحبني ما موقفي؟..وانا لا اريد ان يشعر احد بشيء من اجلها!"
صمت قليلا ثم هتف:
"لكن ماذا لو تزوجت!"
"من سيتزوجها؟"
"انا!"
انصعقت!..ظلت كلمته تتردد في السياره...او ربما فقط في ذهني!...ذهبت افكاري الى منعطف بعيد جدا..ولم يوقظني الا صوت بوق سيارة كدت اصطدم بها من السرعة المفرطه!...انعطفت الى جانب الشارع وتوقفت...
مسحت على وجهي بيدي واعدت النظر الى عمر الذي يقطب حاجبيه بتمعن وينظر بي!...
قلت بهدوء:
"انت؟!!؟"
هز عمر رأسه وقال:
"أرأيت؟!...هذا ما كنت اتكلم عنه...ان الامر لم يحدث..وانت دخلت في متاهات وصابك اكتئاب!..صدقني يا لؤي انا لا اريدك ان تعيش دور المتعذب اذا تزوجت مايا من شخص غيرك..لهذا عليك ان تأخذها لك وحدك...خذ قلبها !"
هدأت روحي عندما سمعت كلامه..اذا هو لا يتكلم بجديه..هو فقط...اااه..يا رب..لوهلة ضاقت بي الدنيا..اذا كان عمر يحبها فقد اعيش كل عمري بضياع...
لكن هذا جيد..
ابتسمت له ثم اكملت طريقي دون ان انطق بحرف
عندما وصلنا...بحثت بعيني عن أي كافيتيريا قريبه ووجدتها الى جانب المركز تماما...اتصلت بمايا ....



***




كان تدريب اليوم هادئ ولطيف وصغير...
وعندما وقفت لانتظار حافلات المواصلات لم اجد..وكنت متعبة ولا يمكنني الانتظار كثيرا تحت الشمس...كما انني..احم...اريد رؤية لؤي..فاتصلت به..وهو بدوره لم يرفض طلبي..
وعندما ذهبت الى الكافيتيريا طلبت عصير بارد ثم اتصلت بنجوى
"مرااااحب"
"اهلا مايا..اشتقتي لي بهذه السرعه!"
"ههههه لا...انما اريد ان اخبرك شيء"
وكانت نبرتي غريبه...فقالت بسرعه:
"لؤي؟"
تنحنحت بخجل وقلت:
"اجل لؤي"
حسنا..لقد اخبرت نجوى...لكن لم اخبر ساره..لان ساره ستقول لعمر..وعمر بدوره سيقول للؤي!...
"ما به؟"
"لا اعلم..انا التي بي....هل تظنين انه يحبني؟"
"افففت مايا...كم مرة تكلمنا في هذا الامر؟!..قلت لكِ اظن انه يحبك اجل"
صمتت ولم اتكلم..قالت هي بعد دقيقة صمت:
"لقد اتصلت عفاف_(وعفاف هي اخت مثنى وجهاد اذا نسيتم)_اتصلت تخبرني ان ضياء وافقت على الزواج من ذلك المدعو اياد"
"اوه مبارك...صحيييييح ذكرتيني...زوجة رامز انجبت طفلتها الثانيه يوم امس !"
"ماذا؟؟!!..مبارك..يا اللهي..اريد رؤيتها !"
"سبحان الله......لكنني لم اكلم عمتي!!! "
"ستوبخك اكيد هههههه"
"ما اثقلك..حسنا الى اللقاء"
"الى اللقاء"
وضعت الهاتف في حقيبتي وبدأت ارتشف العصير..وافكر في عدة امور..
اسيل وطفلها
عفاف ومنار اللتان تتشابهان بالتصرفات
ضياء وعريسها
جدي وجدتي
امي وابي رحمهما الله..
انا..ولؤي!..
كل تلك الامور بدأت تتداخل في رأسي...مكونة فيه صور من ذكريات كثيره...مؤلمه...
عندما انعزل في التفكير..يدور ذهني في كل منعطفات حياتي..وكأنني اتأكد ان ذكرياتي ما زالت في مكانها..هل هي على حالها لم تتغير؟؟
لكن...يوجد امور كثيره مبهمه..يتوقف عليها مستقبلي..
ورثتي!..
لم اخبركم من قبل اننا تقاسمنا كل شيء انا واسيل...لقد بعنا كل شيء..كل الاراضي والاملاك...الا ارض كبيره اشتراها ابي لنية بناء فرع اخر من الشركه في الوطن...
لكن ما يخيفني هو مستقبلي مع هذه النقود...ربما يسرقها احد...او ان تسبب لي المشكلات!..
"انسي الآلام...انظري للأمام..."
كانت هذه كلمات نغمة هاتفي التي ايقظتني من شرودي...اجبت دون النظر للأسم:
"السلام عليكم"
"وعليكم السلام...هيا انا امام الكافيتيريا"
"حسنا شكرا"
كان هذا لؤي...
دفعت الحساب بسرعة وخرجت اليه...تفاجئت ان عمر موجود..لكنني ابتسمت وركبت من الخلف وانا اقول:
"مرحبا"
ردّا:
"اهلا"
ثم سار لؤي بالسياره...
بقيت صامتة واحدق بطالريق...الى ان قال عمر:
"مايا...كيف كان التدريب اليوم؟"
لاحظت نظرات لؤي الغريبة نحوه...قلت بهدوء:
"سهل"
ولم اضف أي كلمه...نظر الي عمر من المرآة باستنكار!!.لم افهم قصده..
نظرت الى لؤي الذي كان يركز في الطريق...كم احب شعره البني اللامع هذا!!!...
صارت دقات قلبي كأنها صرخات!!..وشعرت بالدم يتدفق الى وجهي!!..وضعت يدي على صدري وانا احاول تنظيم انفاسي..
اوووووه مايا...ما هذا؟!!..
اعدت نظري الى الخارج وحاولت ان اخفي كل ما اشعر به...
وبعد وقت..لا اعرف كم ...
توقفت السياره امام منزلنا...شكرت لؤي بلطف ثم ودعتهما ودخلت...اما صدمتي كانت....!!!



***




عندما دخلت مايا الى المنزل قال عمر باستغراب كبيـــر:
"هل هذه مايا؟؟؟!!!"
عقدت حاجباي وقلت:
"الا تعرف مايا؟؟!"
"بلا..لكن..انـ..انها..هذه...هاد ئة جدا!!"
"ماذا تقصد؟"
ثنى فمه وقال:
"مايا التي اعرفها مجنونه؟؟!!..اما هذه هادئة جدا!!"
رفعت حاجبي الايمن ثم نظرت الى باب المنزل بتلقائية ثم اعدت نظري اليه وقلت:
"مايا مجنونه؟؟!!...اخر مرة رأيتها تضحك _غير الابتسام_ كانت منذ سنتين او اكثر بالصدفه!"
تأهب بعدم تصديق وقال:
"لااااا...مستحيـــــل!!"
"هل لا فهمتني الموضوع؟!"
"حسنا اسمع..مايا تكون شخصا مختلف تماما مع اختيّ عن مايا هذه!!..لكن لماذا هي هادئه؟..هل هناك من ضايقه؟؟"
"لا .. انها هكذا دائما امامي!"
فكرت قليلا ثم شهقت وقلت:
"امامي!!...اذا هي لا تحب ان تضحك بوجودي .. كاني شؤم!!"
تحولت نظرات عمر للبرود ثم قال:
"يا رجل!!..لم لا تفكر بايجابيه؟!...ربما هي تحبك وتخجل !!"
مسحته بنظري ثم قلت لنفسي,هل يقول هذا ليخفي نيته بالزواج منها؟!..ربما لا...وربما علي ان افوز بمايا حقا!, شغلت السياره وانطلقنا...
لكن سرعان ما عدت الى منزل جدي كالمجنون!!..بعد اتصال مايا المخيف!!



***




دخلت الى المنزل وانا ابتسم .. قلت:
"جدتي...لقد عدت"
لكن لم يجبني احد..في العادة تكون جدتي بانتظاري!..
مشيت ببطئ بينما اعصابي ترتجف خوفا!...
ثم وصلت الى مسامعي تمتمات قادمة من المطبخ:
"مايا..مايا.."
كان صوتا ضعيف , مرتجف , خافت ... ركضت الى هناك ورأيت جدتي تجلس على الارض والتعب واضح عليها!!...
جثوت امامها بخوف وانا اتلمس وجهها واقول بفزع:
"جدتي!!..جدتي...ماذا حدث!!.."
اشارت بعينيها الى الفرن الذي فيه شيء ما يطبخ..ثم اعادت نظرها الي وقالت:
"اطفئي الفرن..اخاف ان يحترق..انا متعبه!"
لم تكن اعصابي تتحمل شيء..وبدأت ارتجف...جدتي هي كل ما بقي لي..لا اريد ان افقدها..قمت بسرعة اطفأت الفرن ثم احضرت كأس ماء لها...وعندما صار الكأس في يدها...اوقعته!!..وقالت:
"اشعر بدوار"
بدأت الدموع تتجمع في عينيّ!..ودون شعور هببت الى حقيبتي واتصلت بلؤي مباشره:
"لؤي..لؤي ارجوك تعال..اهئ..جدتي متعبه...اااه يا اللهي..تعال بسرعه..بسرعه"
كان صوتي مرتجف وخائف جدا..
عدت الى جدتي وامسكت يدها وانا ادعو الله ان يحفظها لي...
وبعد دقيقتين فقظ..سمعت صوت مكابح السياره امام المنزل...
***
اخذنا جدتي الى طوارئ اقرب مشفى...وطوال الوقت وانا ارتجف وشبه ابكي!...
اخذوها للفحوصات وليعرفوا ما بها...وانا لم يسمحوا لي بالدخول معها لان حالتي العصبيه مستنفره....كنت أجوب الممر ذهابا وايابا وادعو الله وارتجف...الخوف الذي كساني ساعتئذٍ كان قاتلا...شعرت للحظة انني سأفقد الوعي بالكامل!!...
كانا لؤي وعمر يراقبانني بسكون...الى ان وقف لؤي امامي وقال لتهدئتي:
"مايا...سيكون كل شيء بخير...اهدأي....الله معها"
نظرت اليه وبدون وعي صرت احرك يديّ بدون هدف وهما ترتجفان واتكلم مشيرة بهما الى مقصد كلامي:
"انها كل من بقي لي...لؤي انها .. انها امي..لا اريد ان افقدها لا اريد لا اريد!!"
ونبرة البكاء صارت تظهر بين حروفي .. وفاجئني هو عندما امسك معصميّ ليثبتهما ثم قال بانفعال:
"من قال انكِ ستفقدينها ؟!!...مايا اجعلي ثقتكِ بالله اكبر!"
علقت بصري في عينيه لثواني ثم سحبت يديّ منه ببطئ ورحت استند الى الجدار وانتظر بتوتر...
وبعد دقائق...
نادتناا الطبيبه...دخلنا بسرعة وكانت جدتي ممدة الى سرير...قالت الطبيبه:
"يبدو انها اجهدت نفسها دون ان تتناول وجبة جيده...فصابها هبوط في ضغط الدم وانخفاض السكر...ستكون بخير ان شاء الله...لكن يجب ان تظل عندنا للغد حتى نطمئن عليها...."
قلت بسرعه:
"هل هذه حالة عاديه ام مزمنه؟"
"لا لا ... انها حالة عاديه..لكن ممنوع عليها ان تجهد نفسها مع امراضها المزمنه _الضغط والسكري"
هززت رأسي ثم التفتت الى جدي واعصابي ما زالت مشدودة من الخوف...
قال لؤي:
"شكرا لكِ "
ثم التفت الي وقال:
"سأذهب لإخبار عمتي نهى لتأتي...وانتِ ظلي هنا الى ان اعود"
حركت رأسي بالنفي وقلت بانفعال:
"لالالا...انا التي ستبقى معها"
تنهد ثم نظر الى عمر وهنا بدأ الممرضون بإجراءات ادخال جدتي...
***
اجلس على الكرسي واثبت نظري الى جدتي النائمة بسكون بينما اصابع يدي ربما تكسرت من كثر ما لعبت بها وربطتها ببعضها بقوه!...
الشيء الذي كان يسيطر على حواسي..هو فكرة ان تموت جدتي!!...
هل تعرفون معنى ان تموت جدتي؟؟؟!!
يعني ان يموت قلبي..واموت انا .. سأكون جسدا بلا روح...لا يمكنني تصور هذا حتى!..
..
خرج لؤي وعمر .. بعد ان امرتهم جدتي بأن لا يخبران احد!..لا تريد ان يقلق عليها احد!..
كم ان قلبك كبير يا جدتي...تتذكرين الكل..ولا تريدين ان يتذكرك احد!..
سمعت صوت أذان العصر..تذكرت انني لم اصلي الظهر!!..
"استغفر الله العظيم"
همست بها ثم قمت لأتوضأ واقضي ما فاتني...



***




طلبت من عمر ان يبيت عندي...
ذهبنا بعد العشاء الى غرفتي...تكلمنا في حالة جدتي التي لم يعرف بها احد واقنعني انها ستكون بخير..لكن ما كان يقلقني هو قطتي التي لن تتحمل أي صدمه!..
خلعت القميص وارتميت على سريري...صرخ عمر:
"هااااي انت!!...هل ستنام على السرير وانا على الارض؟؟"
ابتسمت بخبث وقلت:
"يوجد كنبة هناك."
وانا اشير باصابع قدمي الى حيث الكنبه"
قفز عمر الى السرير وقال:
"سريرك كبير ومزدوج...يمكننا النوم عليه معا!"
استنفرت وجلست بسرعة اقول:
"مستحيـــــل...لا اريد ان استيقظ على ركبتك في عيني!!..تنام كالثور!"
"ههههههه...لا يهم..انا سأنام هنا يعني هنا"
تأففت وقمت الى الكنبه...امسكت جهاز التحكم وشغلت شاشة البلازما لأشاهد فيلم ما..
لكن رن هاتفي قبل هذا..
"السلام عليكم"
"وعليكم السلام"
"سيد لؤي...لقد تم قبولك في الشركه...يمكنك ان تبدأ من الغد!"
صرخت فرحا:
"حقـــــــأ!!!"
"مبارك سيدي"
وانقطع الخط...
كنت ساصرخ باعلى صوتي لكن اخرسني صوت هاتف عمر..
وبعد ان انتهى من اتصاله نظر الي وعلى وجهه اكبر ابتسامة وهو يقول:
"نبدأ من الغــــــــــــد!!!!"
صرخ هاتفي معلننا عن وصول رساله...وكانت من رقم دولي...حسن!
"هل اتصلت بك الشركه؟"
كانت فرحتي عاارمة .. اتصلت به وكلمته بكل فرح....
***
من حماسي لا اريد ان اتأخر عن وصف اول يوم لي بالعمل...
استيقظنا من الفجر...جهزنا نفسينا وعند السابعة انطلقنا الى الشركه...
وعندما دخلنا كانت موظفة الاستقبال في انتظارنا...اسمعوا...لا تقولوا عني خبيث!..او تافه...او كاذب في مشاعري!..
لكن هذه الموظفه والتي اسمها (سدين) جميلة جدا!!...جميلة لحد كبير جدا...بشعرها الاسود المنسدل على ظهرها...وخصرها المرسوم بتنورتها !!..
انا رجل...ويفتنني جمال أي انثى!..لكن لا يعني انني احبها!...فحبيبتي الاولى و الاخيرة هي مايا...
لكن ماذا بيدي ان افعل لو كانت هذه الفاتنه امامي!!...
"هذا مكتبك سيد لؤي...هنا ستقوم بالاعمال التي ستوكل اليك...لكن اليوم لن يكون عليك الكثير من الاشغال"
كانت المكاتب على شكل خلية نحل تقريبا!...منفتحة على بعضها من حيث السقف...يوجد حاسوب مع رف ملفات صغير...وامور تفصيلية اخرى...
جلست على الكرسي ونظرت الى سدين الباهره...كانت تبتسم بانوثة مفرطه!...قلت:
"احم...ومتى يمكننا البدء بالعمل بشكل فعلي؟"
"هذا ينطبق على رئيس القسم...اعذرني الان لأدل السيد عمر الى مكتبه"
نظرت الى عمر فوجدته يشير الى سدين ويحرك فمه بكلمات صامته ربما فهمتها وربما لا...كانت:
"كم هي جميـــله!"
ابتسمت بسخريه ثم اشحت نظري عنها...
يجب ان اغض بصري...
فتحت الحاسوب وتنقلت فيه...كان شبه خالي الا من ايقونات النظام الاصليه..
فتحت لعبة الورق وصرت العب بملل..
مرت ساعه...
ولم اتوقع ان يكون اليوم الاول بهذا الملل حقا!!...ما هذا افففت...ظننت انني سأعمل حقا...
فجأة داهم مكتبي عمر بازعاجه الدائم:
"لــــــــؤي"
"اعوذ بالله من الشيطان...ماذا تريد"
"اشعر بالملــــــــل"
"وانا"
"تعال لنأخذ جولة في القسم!"
فكرت قليلا ثم وقفت وقلت:
"حسنا فكرة جيده"
مشينا مع بعضنا حول القسم...الجميع مشغولون...الا انا وهو!...
رأينا شرفة كبيرة جدا تخص كل الموظفين هنا...ذهبنا اليها وصرنا نتأمل مدينتي الجميله...الى ان جاء صوت رجولي جدا من الخلف يقول:
"هل انتما جديدين؟"
التفتنا نحو الصوت فرأينا رجل في الاربعين من عمره تقريبا ... بشوش الوجه...مبتسم الفاه...ابتسمنا بتلقائيه ثم قلت:
"اجل يا عم"
تقدم نحونا ووقف بيننا بينما يضع يده على حافة الدرابزين ويقول:
"سمعت ان احدكما يقرب للمرحوم حسام آل معطي؟"
قلت بسرعه:
"اجل انا...انه زوج عمتي"
تنهد وقال:
"لقد كان رجل طيب جدا..رغم انه قد مرت 3 سنين عن موته الا ان اعماله ما زالت تدر بخيرها على البلد"
اردفت بهدوء:
"بسبب ادارة جدي للشركة من بعده مع زوج ابنته"
ابتهج وجهه وقال:
"حقا؟؟!...ابنته تزوجت؟"
قال عمر:
"اجل تزوجت الكبيره...اما الاخرى تعيش عند جدتها"
"الله يحميها"
ساد الصمت لدقيقة ثم نطق الرجل:
"صحيح...لم اعرفكم عني...انا علي..ابو نزار"
"تشرفنا...انا لؤي"
"وانا عمر"
عدل الرجل وقفته وقال:
"انا مضطر للذهاب الان...اذا احتجتما الى أي شيء...فانا موجود"
هززت رأسي بامتنان وراقبنا ظهره العريض وهو يعود الى الداخل...
قال عمر:
"يبدو طيب القلب"
اتسعت ابتسامتي وقلت:
"اجل...جدا"
مدد عمر اطرافه بكسل ثم قال:
"اسمع...سأذهب لأحضر قهوة لي واتصل بمثنى لإغاظته اننا وجدنا عمل بسرعه"
ضحكت وقلت:
"لا تنسى ان تتشاجر مع احدهم وانت ذاهب"
رفع حاجبه وقال:
"لا توصي حريص"
عطيته له ظهري وعدت اتأمل المدينه بهوائها العذب..
امسكت هاتفي واتصلت بمايا دون تفكير...فجاء صوتها الناعم:
"مرحبا"
"اهلا مايا...كيف حالك؟"
"بخير الحمدلله"
"وجدتي اليوم كيف؟"
"لقد خرجنا من المشفى قبل ساعة...وها هي نائمة"
"هل عندك اليوم دروس تدريب؟"
"اجل للأسف..بعد ربع ساعة..وسأضطر لترك جدتي وحدها"
لم اتكلم..لانني لم اعرف ماذا اقول...
"اعذرني الآن .. يجب ان احضر نفسي"
ابتسمت بحب ثم اردفت:
"مع السلامه"
وانتهت المكالمه...
اخذت نفسا عميق جدا ثم نظرت الى غيوم السماء...سنة..سنتين...ربما اربعة او سته!..هل ستظلين يا مايا دون زواج؟؟...هل ستنتظرينني؟؟...ام سينكسر قلبي عندما اقرأ كرت الدعوة لحفل زفافك؟؟..هل سيتحقق كلام عمر؟؟
استدرت الى صوته هذا الاخير وهو يقول:
"تفضل"
اخذت منه فنجان القوة دون ان اتكلم...كنت ارمقه بنظرات ناريه خرجت دون وعي مني!...هل تحبها يا عمر؟؟؟
ولم اتوقع ان يقرأ عمر افكاري !!...لكنه قال:
"تفكر بكلامي يوم امس صحيح؟...اجل...سأحبها اذا لم يكن لديك مانع!"
شعرت ان في نبرة صوته بعض الاستهزاء فقلت بغضب وجديه:
"عمــــــر!!...عمر...حتى لو كنت تمززح...ارجوك لا تكرر الموضوع امامي!"
قال بغباء:
"ومن قال انني امزح؟؟"
ثم هرب الى الداخل ضاحكا!....
شددت قبضة يدي لتهدئة نفسي...عمر هو صديق حياتي واخي الذي لم تلده امي..لن ادع امر كهذا يؤثر في علاقتنا...لندع الامر للمستقبل...
ابتسمت رغما عني ثم ارتشفت قليل من القهوة وعدت الى مكتبي...






ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

انتهى البارت..

اتمنى انه نال اعجابكم...

قبل ان انتقل الى التوقعات..

ارجوا من المتابعين الجدد الذين شرفوا بمرورهم الاخير بالقول...

هل تحتاجون لرسائل دعوة الى البارت؟؟

....

هل عمر يمزح؟
ماذا ينتظرهما في العمل؟
توقعاتكم؟














آنْا إمْبرَآطُورَةُ ذآتِي~


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس