عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-16, 12:50 AM   #1162

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس و العشرون ج2

" لكل فوز ثمن "



من ياسين إلى قمر .


دعيني..
أقولك ما بين نفسي وبيني..
وما بين أهداب عيني، وعيني..
دعيني..
أقولك بالرمز، إن كنت لا تثقين بضوء القمر..
دعيني أقولك بالبرق،
أو برذاذ المطر..
دعيني أقدم للبحر عنوان عينيك..
إن تقبلي دعوتي للسفر..
لماذا أحبك؟
إن السفينة في البحر، لا تتذكر كيف أحاط بها الماء..
لا تتذكر كيف اعتراها الدوار..
لماذا أحبك؟
إن الرصاصة في اللحم لا تتساءل من أين جاءت..
وليست تقدم أي اعتذار..
لماذا أحبك.. لا تسأليني..
فليس لدي الخيار.. وليس لديك الخيار.
( لـ..نزار قباني ) .

.......

الحياة و القدر .. مجهولان لا يعترفان بالثبات أبدا .. و لعل اكبر صفة مشتركة بينهما هي " عدم الإنصاف " .. و لكن ضمن هذه المعادلة نرى أن القدر هو ما يسير حياتنا و يقودها حسب رغباته .. لا نملك حق الإعتراض و لا الرفض و يكفي فقط أن نستسلم لتلك الأوامر و التدابير مهما كانت مؤلمة و موجعة .. قد نخضع لإختبارات قاسية لنعرف مدى قدرة تحملنا و إن كنا سننهي معركتنا إلى خط النهاية و نفتح باب الأمل .. باب السعادة ..أم أننا سنرفع الراية البيضاء و نستسلم دون أن ننظر ما يوجد خلف ذلك الباب ؟ .

بعد شهر
في جناحها تجلس على الأريكة شاردة الذهن و الأفكار تتقاذفها بلا هوادة .. و لم تنتبه لانفتاح الباب و دخول مركز ألمها و اقترابه منها بل و جلوسه بجانبها .. انتفض جسدها ما أن استقر رأسه على حجرها يغمض عينيه بتعب .. ابتسمت بشحوب لتمد يدها ببطء و تمررها على خصلات شعره السوداء الكثيفة .. و سرعان ما أبعدتها ظنا منها أن هذا لن يعجبه فسمعته يقول بحزم :
- لا تتوقفي.
هزت رأسها كأنه يراها و عادت لتكمل ما بدأته .. بقيا مدة لا بأس بها و هما على ذلك الحال إلى أن سألها قائلا :
- ما الذي يحدث معك هذه الأيام ؟ .. هل كل شيء بخير ؟
صمتت قليلا لا تجد أي إجابة لتقول : - لا شيء .. أنا فقط قلقة على سوزان .
اعتدل جالسا ينظر إلى عينيها و قال : - هما سنتان فقط و ستكون بخير .. سوزان قوية و ستتحمل .
عبست ملامحها لترد بتذمر : - لكن هذا ظلم .. هي دافعت عنا و لا يجب أن تُسجن .
زفر بضيق و قد مل من تكرار نفس الجملة لها طوال الشهر و هي لا تريد أن تفهم ..
قال :
- عقوبتها لأنها استخدمت سلاحا غير مرخص لا لأنها قتلت ذلك الوغد ..

هزت رأسها بنعم لتلتزم بالصمت .. وقف ياسين و توجه إلى الحمام غاب مدة لا بأس بها ليخرج بعدها يلف منشفة حول خصره جعل قمر تحمر خجلا و تشيح بوجهها بعيدا تتمتم بشتائم له .. ابتسم بسخرية ثم توجه إلى خزانته اخرج بذلة نظيفة ألقى بسترتها على سريره ليتوجه حاملا البنطال و القميص الأبيض ليدخل غرفة قمر ..
بعد أن خرج جلس على سريره يوليها ظهره يرتدي ساعته الفضية .. و حذاءه الأسود ليقف بعدها و يضع السترة عليه .. سمعها تقول بامتعاض :
- لا تغادر و شعرك ما زال رطبا .
كاد يفتح فمه ليعترض لكنه سكت فجأة ما أن وقفت و اقتربت منه لتجذبه من يده و تسحبه إلى غرفتها أجلسته على كرسي الزينة الخاص بها لتُخرج مجفف الشعر خاصتها و تبدأ بتجفيف شعره و للغرابة ياسين لم يعترض !! .. بل تركتها تفعل به ما تشاء .. و حينما انتهت من عملها التقطت مشطها و صففت له شعره ..
- انتهينا من تزيين اللورد ياسين .
وقف مبتسما ليقترب منها و يقول : - و حان وقت المكافأة .

****
في شركة كونيناف
غادرا القصر معا و ها هما في الشركة يسيران متجاورين ، اليوم سيعلن مجلس الإدارة عن الرئيس الجديد و هذا يعني أن السبب الذي يبقيها مع ياسين انتهى و عليها حمل ما بقي من كرامتها و المغادرة
بلغا قاعة الإجتماعات فدخل ياسين و معه زوجته لتنتقل كل الأنظار ناحيتهما .. ابتسم كمال ما أن رأى ابنته و وقف ليتوجه إليها يقبل جبينها و يقول معرفا :
- هذه ابنتي قمر كونيناف و زوجة ياسين.
هزت رأسها تحيي الجميع لتتقدم و تتخذ مكانها على كرسي شاغر و جلس بجانبها ياسين و مقابلا لها يجلس مراد الذي وصل قبلهما بقليل ..
ساد سكون رهيب داخل القاعة ليقطعه والدها بأن قال :
- مجلس الإدارة قد اتخذ قراره و قمنا بتعيين رئيس جديد لشركات كونيناف .

- رئيس مجلس إدارة شركات كونيناف الجديد هو ابن شقيقي ياسين كونيناف .

لم تستطع قمر تمالك نفسها فقفزت فورا تصفق بحماس و فرحة.. فكان كل المتواجدين ينظرون إليها باستغراب إلا مراد الذي أخذ يصفق معها و يضحك على ردة فعلها الغريبة .
و ما أن وقف ياسين حتى تعلقت بعنقه تحتضنه بشدة و تردد :
- مبارك .. كنت أعلم أنك ستفوز .. مبارك لك .

أبعدها عنه برفق دون أن يعلق ليلتفت بعدها إلى من وقفوا لمصافحته والمباركة له .. شعرت قمر بالحرج و ظنت أنها أخجلته بحركتها فانسحبت ببطء خارجا تكتم دموعها بصعوبة.. هو حتى لم يبتسم لها بل تجاهلها تماما ..
ألقت نظرة على باب الحجرة التي غادرتها و بخطوات سريعة كانت تتوجه إلى المصعد لكنه لم يكن متاحا و هي تحتاج إلى مكان تختلي فيه مع نفسها كي لا يرى أحد دموعها .. لم تستطع تمالك نفسها أكثر فاتجهت إلى السلالم و ما أن نزلت بضع درجات حتى جلست أرضا تطلق العنان لتلك الدموع الحبيسة .. هذا صعب عليها .. لقد عاشت في الفترة السابقة على أمل أن يحبها و لو يحمل لها القليل من المشاعر لكنها خرجت خاسرة من هذه المعركة .. مهما فعلت فياسين لن يحبها .. قد لا يفاتحها بموضوع الطلاق الآن ربما بسبب ما عايشاه معا أو شفقة منه عليها .. لذا هي من ستتخذ المبادرة و تعفيه من تلك المسؤولية .
أحست بجلوس احدهم بجانبها ليجذبها إلى صدره و ذراعاه تلفانها .. من رائحة عطره عرفته .. إنه هو .. شقاء قلبها و عذابه .. حبها و ألمها .. حبيبها القاسي ..

- لمَ البكاء الآن ؟ .. ما الذي يحصل معكِ؟
ضربته بقبضتها على صدره لتتكلم ببحة :
- أنت السبب .. لمَ تجاهلتني ؟ .
أبعدها عنه ليحيط وجهها بيديه ناظرا إلى عينيها الدامعتين و قال :
- لقد أربكتني بحركتك تلك .. قفزت عليّ كالنمر فما الذي تتوقعينه مني؟
ابتسمت رغما عنها من الوصف الذي أطلقه ليبتسم بدوره يمسح دموعها بإبهامه و يعلق بحزم :
- لا أريد دموعك و ابتسمي دائما .
نظرت إليه باستغراب شديد كأنها ترى رجلا آخر مختلفا .. إما أنها تتوهم أو تتوهم ؟ .. من المستحيل أن يخرج هكذا كلام من شفتي شلال الجليد زوجها .
وجدته يقف و يوقفها معه ليسحبها من يدها إلى مكتبه و حينما دخلت توجهت فورا إلى والدها تحتضنه .. أحيانا تلوم نفسها لأنها ستذهب و تتركه و سيعاقب بقسوة على ذنب لم يرتكبه ..لكنه الحل الوحيد أمامها لأنه لن يسمح لها بالسفر كما لن يقبل بحدوث الطلاق و هذا ما لا تريده لياسين .. لا تريد أن يجبره أحد على الاستمرار معها ..

- صغيرتي سأذهب إلى مزرعة صديقي و أعود غدا .. تريدين مرافقتي إلى هناك ؟ .
ردت : - لا أريد ..
أبعدها عنه ليقبل جبينها بعمق و قال :
- كما تريدين .. لكن اتصلي بي لكي اطمئن انكِ بخير .
هزت رأسها موافقة فعاد ليحتضنها بقوة لا يريد تركها و لا يعلم السبب .. شيء ما يضغط على صدره بقوة .. و شعور سيء يراوده و لا يعلم ما سبب ما يحصل معه ؟ .
تذمرت قائلة : - أبي ستقتلني هكذا .
انتبه إلى نفسه فابتعد عنها ليوجه كلامه إلى ابني شقيقه :
- ياسين مبارك لك مرة أخرى منصبك الجديد و أتمنى أن تكون على قدر المسؤولية
نقل نظره إلى مراد و أكمل : - بني أنت أيضا تعبت هذا الشهر و عملت بجد لذا لقد تم تعيينك كمدير عام للشركة .
لم يستطع مراد إخفاء سعادته من هذا الخبر .. لقد كان واثقا أن ابن عمه هو من سيفوز و بصراحة كان يستحق الفوز لأنه تعب و اجتهد و لن يكون عديم لباقة لينكر هذا الشيء .. مدير عام هو منصب لم يتخيله أبدا و يعتبر أكثر من كاف بالنسبة له .
- شكرا لك عمي و لن تندم أبدا على قرارك .
ابتسم له كمال بحب ثم نظر إلى ابنته و قال بحنان :
- أين هي قبلة الوداع لوالدك ؟ .
خرجت منها ضحكة صغيرة لتقف على أصابع قدميها و تقبل وجنتيه ثم تحتضنه بخفة هامسة :
- سأشتاق إليك كثيرا أبي .
- و أنا كذلك صغيرتي .. اعتني بنفسك جيدا .

****
بعدما طلب الإذن من سيده للمغادرة توجه إلى موعده الأسبوعي لزيارة شقرائه القوية .. يذرع الغرفة ذهابا و إيابا و لا يطيق صبرا كي يدفنها بين ذراعيه .. اليوم سيعترف لها .. سيفضي بمكنونات قلبه لها و لتفعل به ما تشاء .
فُتح الباب و دخلت سوزان و معها الحارسة و ما أن اقتربت منه حتى جذبها بسرعة ليطوقها بلهفة شديدة .. اشتاق إليها و إلى استفزازاتها و عنادها .. الأيام تمر عليه كالدهر و هي بعيدة عنه .. يحمل نفسه بعضا من الذنب و يعتبر نفسه هو من جعلها تدخل السجن فلو بقي قريبا من سيده لما قتلت هي دانيل و لما حدث ما حدث

- كيف حالك معاذ ؟ .. لا تقل أنك اشتقت إلي أيها الأحمق .
امسكها من ذراعيها ينظر إليها بحنق ليقول :
- كيف تستطيعين التصرف كأن لا شيء حدث ؟ .. أنا لا أستطيع و أريد لو أدمر العالم .
ابتعدت عنه لتجلس على الكرسي و يتخذ هو مكانه مقابلا لها لتتنهد بقلة حيلة و تجيب :
- معاذ أنا لم اندم أبدا على ما فعلته و راضية بعقوبتي .. كلها سنتان و سأكون خارجا لأزعجك مجددا .
ابتسم بشحوب و قال:
- فقط اخرجي من هنا و افعلي بي ما تشائين حينها .
- حسنا .. ما هي آخر الأخبار؟ .
رد بسعادة : - السيد ياسين فاز بمنصب رئاسة مجلس الإدارة .
لم تفاجأ أبدا فهذا كان متوقعا منذ البداية و زوج قمر يستحق أن يفوز و يسعد بعد كل ما عايشه .. الآن سيعيش الجميع براحة تامة بعدما ذهب عدوهم إلى مكان لا عودة منه .
استيقظت من أفكارها على ملمس يد معاذ ليدها فرفعت نظراتها العسلية إليه فيغرق في بحرهما .. و دون أي مقدمات و لا أي كلام فارغ لا يسمن و لا يغني من جوع ابتدر فورا :
- أنا أحبكِ سوزان
.
توقع منها أي شيء إلا أن تنفجر ضاحكة كأنه قد ألقى نكتة على مسامعها .. عديمة الإحساس لا ترى ارتباكه لتزيد الأمر تعقيدا بضحكتها تلك .
علقت بتسلية : - كاد الشيب ينبت على شعري و أنا أنتظر سماع هذه الكلمة منك .
كاد يرد عليها إلا أن الحارسة قالت بصرامة:
- انتهى وقت الزيارة .
شتمها هامسا فلم تجد توقيتا مناسبا لتتكلم فيه إلا الآن فتقطع عليه أجمل لحظاته .. وقفت سوزان فوقف بدوره ليقترب منها فهمست بابتسامة كبيرة :
- و أنا أيضا احبك أيها المغفل.
أسند جبينه على جبينها كلاهما مغمض العينين و قال :
- سأنتظركِ لنتزوج بعد خروجك فورا .
اتسعت ابتسامتها و أجابته : - إن وافقت على زواج شقيقتك أتزوجك حينها .
قبّل جبينها و رد : - لقد قررت أن أزوجها لزير النساء ذاك و أمري لله .

ابتعدت عنه لتغادر مع الحارسة و لم تنس أن تلتفت و ترسل له قبلة في الهواء جعلته يبتسم كالأبله من فرط مشاعره .. بينما سوزان بقيت تفكر إن كان من الصواب تكتمها على أن حاتم منصور حي يرزق أم يفضل أن تخبر معاذ في زيارته القادمة؟ .. كانت دائما تطمئن نفسها أنه لم يظهر منذ أكثر من شهر و لا يبدو انه سيفعل لذا فضلت أن تنسى الأمر ظنا منها أنه قد لا يسبب المشاكل أو يحاول أذية أحد .
*****
في مكتبه يجلس على كرسيه و يحرك قلمه الذهبي بعشوائية يستمع بملل إلى محادثة زوجته و ابن عمه .. منذ نصف ساعة و هما يعبران عن حماسهما و كأنه قد فاز بالرئاسيات .. حسنا هو سعيد و مسرور لان تعبه كلل بالفوز لكن ليس إلى هذه الدرجة من المبالغة ! ..
التفتت إليه قمر لتقول :
- ياسين ما رأيك بأن نقضي اليوم معا ؟ .
هز رأسه نفيا ليحتل الحزن ملامحها من رفضه .. كانت تتمنى أن تقضي يوما سعيدا معه و يكونان لوحدهما لتحتفظ بآخر ذكريات سعيدة لها معه و لكنه يرفض حتى أن يمنحها هذا الشيء
أضافت برجاء: - رجاءا دعنا نقضي اليوم معا و نحتفل بفوزك ؟ .
رفع عينيه إلى السماء بنفاذ صبر .. إنها طفولية للغاية و ستستمر بإزعاجه طوال اليوم إن لم يجد طريقة لإسكاتها و الخطأ خطؤه لأنه سمح لها بمرافقته إلى الشركة فقط كي يبعدها عن صديقها السخيف ذاك .
قال : - حسنا لكن بشرط ؟ .
اشتعل الحماس داخلها فسالت بلهفة : - أنا موافقة فقل ما هو ؟ .
حك لحيته الخفيفة المشذبة بعناية كأنه يفكر ليفاجئها بطلبه الغريب :
- إن قبّلت عينيكِ لكِ ما تريدين .
سقط فكها و اختفى كل الحماس و السرور ليتحول إلى تعبير غير مفهوم كمن علق في دوامة أو متاهة .. أي شرط تعجيزي هو هذا الذي يطلبه .. كيف لها أن تفعل ذلك ؟ .. كان يكفي أن يرفض اقتراحها بدل أن يضع شرطا سخيفا و تعجيزيا ..
مدت شفتيها تحاول الوصول إلى عينيها لينفجر مراد ضحكا يمسك معدته بشدة .. إنها حقا تحاول فعل ذلك .. انتبهت لنفسها فاحمر وجهها خجلا لتعبس ملامحها و تصرخ بمراد :
- اخرس أنت


يتبع ...



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 13-01-18 الساعة 06:02 PM
bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس