عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-16, 11:10 PM   #332

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

استرخى (هشام) فى مقعده خلف مكتبه فى الشركة ... تنفس بقوة و هو يتراجع بظهره بينما يتحرك بكرسيه الدوار يمينا ثم يسارا ، و أغمض عينيه ليغرق فى أفكاره ، يتذكر حديثه بالأمس مع (عاصي) و المعلومات التي أخبره بها و التي حصل عليها من المحقق الخاص ... توقف عن حركته ليفتح عينيه يتأمل الملف القابع أمامه ، تأمله للحظات قبل أن يمد يده ليلتقطه و يعيد قراءته للمرة التى لم يعد يعرف عددها و هو يفكر فى تلك المعلومات الجديدة .. قلب صفحات الملف ليقع ناظريه على الصور المرفقة بها ... التقط إحدى الصور يتأملها بتدقيق ... تأمل الرجل فى الصورة بوجهه الأسمر قوي الملامح و عينيه الخضراوين اللتين يُطل منهما التحدي ... نظرات ثاقبة جلعته يشعر أنها موجهة إليه شخصياً و أنه يتحداه ... يتحداه أن يخترق عقله فيعرف سبب ذلك العداء الخفى الذى يجعله يتقصد إيذاء عائلته بهذه الطريقة ... هز الصورة فى يده و هو يتمتم
_"(عماد اليزيدى) ... من أنت حقاً؟ و ماذا تريد من عائلتي؟ .. ما الذي بينك و بين أبي ليجعلك تتسبب في خسارته و موته؟ ... هذا كله ليس مجرد منافسة عمل"
قست عيناه بشدة و هو يقول بعد لحظة
_"أتمنى ألا يكون لك يد فيما أصاب (رهف) ... صدقني ستتمنى لو أنك لم تولد أبداً"
ألقى الصورة فى الملف ليلتقط الأخرى و يتأمل الآخر الذى لا يجمعه بشقيقه سوى لون عينيه بينما تختلف ملامحه ... كما أن نظرات هذا الشخص لا تجعله يشعر بالراحة أبدا ... صحيح أنه يتمتع بذات الغرور و الثقة التى تظهر بوضوح فى وجه شقيقه لكن هناك شئ ما غريب فيه ... شئ يدفعك للحذر بقوة كأنه ... كأنه ثعبانٌ مستعد للدغك على حين غرة .. فقط دع حذرك جانباً و عندها سيباغتك بلدغة مميتة ... تنهد بقوة و هو يرفع الصورة أمام عينيه مرددا
_"(سامر اليزيدى) ... لا أشعر بالراحة أبدا ناحيتك ... لماذا أشعر أنك أكثر خطرا من شقيقك؟! ... ما الذي تخفيانه أنتما الاثنان؟"
رفع عينيه يتأمل صورة والده على المكتب قائلا بحيرة
_"ماذا يجمعك بتلك العائلة أبي؟ ... ما الذي دفع بهما ليعودا بعد كل هذه السنوات فى الخارج ليسببا لنا كل هذا الأذى؟"
لا سبب آخر يمكنه التفكير فيه لعودتهما كما يقول الملف بعد أن قضيا ما يقرب من خمسة عشر عاما فى الخارج ... لا سبب آخر سوى ما فعلاه بعد عودتهما من محاولات للنيل من والده حتى تمكنا من ذلك ... توقفت أفكاره فجأة و هو يعود ليلتقط إحدى الصور الأخرى فى الملف ... صورة قديمة لرجل يبدو فى الأربعينيات و يتذكر ما أخبره به (عاصي) و ما قرأه بنفسه فى الملف ... (عزت اليزيدي) ... والد (عماد) و (سامر) الذي قضى نحبه قبل خمسة عشر عاما و في ظروف غامضة ، رحلت بعدها عائلته للخارج بعد أن قامت والدتهما بمساعدة شريك والدهما بتصفية كل أعمال زوجها الراحل و مغادرة البلاد برفقة أبناءها .... تنهد من جديد و هو يتذكر المفاجأة التى تلقاها البارحة و (عاصي) يخبره أن (عزت) هذا يكون شقيق (أحمد اليزيدي) والد (سؤدد) ابنة عمة (راندا) التي طُلِقت منه إثر حادثة غامضة زلزلت عائلة (هاشمي) و (اليزيدي) ... لا يعرف أحد ماذا حدث بالضبط ... لكنّ المعلومات أمامه تقول أن والد (سؤدد) كان متورطاً في أعمالٍ خارجة عن القانون و أنه الآن يقضي فترة محكوميته و أن لا أحد من أبنائه قام بزيارته مرة واحدة بعدما سُجن ... المعلومات تقول أن هذا أيضا حدث قبل حوالي خمسة عشر عاما ... عاد عقله يحاول ربط المعلومات ببعضها ... والدته أيضا أخبرته أن حادثة صديق والده كانت في نفس الفترة تقريباً ... حادثة (سيلين) ... نفس الزمن!! ... عاد ينظر لصورة الرجل و هو يربط الأمور ببعضها ... هل هناك علاقة تجمع كل هؤلاء معاً؟ ... لا يمكنها أن تكون محض صدفة ... أهناك ما يربط ماضي والده مع ماضي عائلة (اليزيدي) ... شرد للحظة مفكرا .... يحتاج إلى شخص ما يعرف بماضي العائلتين ... ربما والدته تعرف شيئا و تخفيه عنهم جميعاً ... ربما عائلة (هاشمي) يعرفون بعض الحقائق التي ستجعله يحصل على الصورة الكاملة .. و عندما تجتمع قطع اللغز أمام عينيه سيعرف الحقيقة كاملة ... قاطعته طرقات رقيقة على الباب أذن لصاحبها بالدخول لتطل (سيلين) بطلتها المعتادة لتقول بمزاح خفيف لم يقلل من واجهتها الباردة شيئاً
_"صباح الخير سيد (هشام) .. هل يمكنني الدخول؟"
ضحك و هو يضع الصورة داخل الملف و يلقيه من يده بإهمال على المكتب و هو يشير إليها
_"تفضلي عزيزتي ... كيف حالك اليوم؟ .. أتمنى أن تكوني نلتِ نوماً كافياً بعد سهرتك الطويلة مع أمي؟"
ابتسمت إبتسامتها الرسمية تلك و التي تكاد تدفعه للجنون من برودها و هى تقترب لتجلس
_"كانت سهرة لطيفة (هشام) ... اشكرها من جديد نيابة عني"
قاطعها و هو يقول بلوم
_"توقفي عن كلماتك الحمقاء تلك (سيلين) ... تعرفين أن لكِ الحـ "
قطع جملته و هو يلمح نظراتها التى ضاقت بطريقة لفتت نظره و هي تنظر للملف الملقى على المكتب فقال
_"ما الأمر (سيلينا)؟ ... فيما شردتِ؟"
ارتفعا حاجبه دهشة و هو يرى نظراتها تزداد حدة و حاجباها ينعقدان بينما تمد هى يداً استطاع التقاط إرتعاشها الخفيف .. تابع يدها لتقع عيناه على الصورة التي ظهر جزء منها من الملف يظهر منها العينان فقط ... رفع ناظريه لها فى حيرة و هى تلتقط الصورة بحركة بطيئة جعلته يشعر أنه يتابع فيلم يُعرض بالحركة البطيئة ... رفعت (سيلين) الصورة أمام عينيها ليقطب (هشام) حاجبيه و هو يرى نظراتها المتسعة و شفتيها اللتين ارتجفتا قليلا بينما تتأمل الصورة قبل أن تديرها ناحيته قائلة بتردد متسائل
_"هذا الشخص؟"
نظر للصورة فى يدها بتوجس بينما يتأمل تعابيرها بدقة
_"(سامر اليزيدى) ... هل تعرفينه؟"
لم يعن الاسم لها شيئا و هى غارقة فى تأمل الصورة بينما تهز رأسها نفياً ... قالت بعد لحظات بدت له كالدهر
_"من هو؟"
إذدادت مخاوفه و أفكاره السابقة تعاوده من جديد ليقول بهدوء يخفي إنفعاله
_" تعرفين أنني استأجرت أنا و (عاصي) خدمات محقق خاص .. عرفنا من تحقيقاته أن (سامر) هذا هو و شقيق له يُدعى (عماد) هما السبب في الخسارة التي مُنيت بها الشركة مما يعني أن لهما يد بطريقة مباشرة فى موت أبي .. هذا الملف فيه بعض المعلومات التي وصل لها المحقق"
من تعابيرها بدا أن اسم (عماد) أيضا لم يشكل لها أى معنى ... لكن كلماته جعلت نظرة أليمة ترتسم فى عينيها رغم جليدهما .. راقبها جيدا فى صمتها الغريب قبل أن يراها تلتقط الملف كله بلهفة لم تخفى عليه و تقلب فيه بسرعة كأنما تبحث عن شئ محدد قبل أن تتسع عيناها بشدة و هى تلتقط الصورة القديمة و تتسمر نظراتها عليها بجمود ... بدا له أنها قد تجمدت تماما فى مقعدها ليقول و هو يرى تنفسها يتسارع بينما ترتجف يدها التى تحمل صورة (عزت اليزيدى) بقوة ... قام من مقعده بسرعة ليقترب منها و يربت على كتفها ينتزعها من حالة الجمود التى انتابتها و التى أثارت قلقه عليها بشدة
_"(سيلين) هل أنتِ بخير؟ ... ماذا أصابك؟"
أطلقت شهقة خافتة جعلت قلقه يصبح أضعاف أضعافه و بدا له أنها تستيقظ بقوة من كابوس بشع ليسمع صوتها المرتجف يقول بينما ترفع الصورة أمامه
_"هذا الرجل ... من هو؟"
نظر لصورة (عزت) مفكرا ... إنها تعرفه ... إذن هذا هو الذى جعلها تحدق فى صورة (سامر) هكذا ... فهو يشبه والده إلى حدٍ كبير ... سيطر بقوة على أفكاره ليقول
_"إنه (عزت اليزيدي) ... والدهما ... هل تعرفينه؟"
خُيل إليه أن كراهية شديدة تخللت جليد عينيها الذى ازداد بقوة و هي ترفع له عينين ميتتين و تقول بخواء
_"لا ... يبدو أنني كنت مخطئة ... إنه يشبه فقط شخصاً أعرفه"
تأملها بعدم تصديق و هو يتساءل ... من الواضح أنها تعرفه جيداً فلماذا تكذب .... تنهد و هو يجلس فى المقعد المقابل لها قائلا بهدوء ضاغطا على كل كلمة ، بينما عيناه تدققان فى كل لمحة تصدر عنها
_"لابد أنكِ كذلك ... فلا أعتقد أنكِ قد التقيته شخصياً ... فهو قد مات قبل خمسة عشر عاما تقريباً"
ابتسم داخله بظفر و هو يلتقط إرتجاف مقلتيها و هى ترفع عينيها له قائلة بخفوت
_"مات؟"
هز رأسه مجيباً
_"أجل ... هذا ما كُتب فى الملف الذي أمامك"
تأملت الملف الذى أمامها كأنما تتأمل أفعى سامة قبل أن تهز رأسها قائلة بهمس لا يكاد يلتقطه و وجهها يزداد شحوباً
_"مات .. إنه ميت"
قال بتوتر و هو يراها تشحب بقوة و هى تقف أمامه لتلقى الصورة على المكتب
_"(سيلين) أنتِ بخير؟"
أومأت برأسها و هى ترفعه بقوة قائلة بصوت لم يحمل أى رجفة هذه المرة
_"أنا بخير (هشام) ...فقط .. تذكرت موعداً هاماً و يجب أن أغادر حالاً"
و دون أن تمنحه فرصة للرد كانت قد غادرت مكتبه و هو يتابعاها بعينين قلقتين و حاجبين إزدادا انعقادا ... يبدو أن مخاوفه و أفكاره كانت صحيحة و الخيوط فى ذهنه تكاد تقترب لتجتمع سوياً ... التقط صورة (عزت) ليقول من بين أسنانه
_"لقد كذبت عندما قالت أنها لا تعرفك .... يبدو أن كل شئ يجتمع لينتهى عندك يا سيد (عزت) ... ما الذى يجمعك بأبي و بـ(سيلين)؟ ... يبدو أنك السبب فى حادثة باريس القديمة و لكن لماذا؟ ... ما الذى بينك و بين أبي و صديقه؟ و لماذا عاد ولداك بعد كل هذه السنين ليعيدا فتح الملفات القديمة التي لا أعرف عنها شيئاً؟"
ضاقت عيناه بتصميم ... يجب أن يعرف ما الذي حدث فى الماضي ... سيحتاج لجلسة مع والدته و ربما أيضاً لزيارة لعائلة (هاشمي) عله يصل لبعض الخيوط التي ستقوده فى طريقه للحقيقة أو ربما يكون أكثر حظاً فيعرف الحقيقة كلها
************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس