الجزء الثاني عشر :
أحيآن من كثر الحكي تسكت ومآقلت الحكي !
تـتزآحم بـ رآسـك طــوآبير الجُمل|وتصـدّهآ
وأحيآن من كثر الدمع .. مآعآد يمديك البَكي
كل مآتخونك دمعتك تشهق بهآ .. وتردهآ
-
سكتت شوي وتذكرت: اييه تذكرت -جلست- اسمع
جلس سلطان: تكلم اسمعك
قلت وانا ما ودي اكتم هالسالفه بقلبي: تذكر يوم وديتني المقبره ؟ ياخي جاني شايب عنده تجاعيد خفيفه ولحيته بها شيب وباين عليه ولد نعمه
سلطان: متأكد انه انس ؟
اومأت براسي وانا اتذكر تفاصيل ذيك الليله: ايه ، كنت جالس عند قبرها واكلمها واقول اني الوم حالي بموتها ومن ذا الكلام بس ما امداني اكمل كلامي معها الا انه جاء من وراي وقال لي اني ما انلام ، انخرشت طبعاً وبديت اسأله من هو و زي كذا ، وعدها جلس معي وقام يقول انها مقتوله!
لاحظت نظرات الصدمه من سلطان وقال: كيف مقتوله ؟ بيتكم احترق من الاسطوانه حقت الغاز والعنود توفت الله يرحمها من الكتمه والنار ما مستها
انا: حتى انا كنت افكر انها كذا ، لكن قال لي انهم حققوا وتبين لو انها اسطوانة غاز كان ما بتوصل النار لغرفتها فوق ، كان فيه حجر منلف بقماش ومولع ومنرمي على الشباك حقها ، وصار على الستاره وبعدها للسرير وبعدها الغرفه كلها
سلطان: تقول انهم حققوا ؟ معناته انه من الشرطه وما منه خوف
قاطعته: اسمع خلني اكمل لك ، اليوم الي بعده لما اخذتني للمستشفى وانت شفته وسألتني من هذا وقلت لك انه مضيع تذكره ؟
سلطان: اي اذكره
انا: كان جاي يعرفني بحاله ، قال ان اسمه سعود ال... وكان لواء بس اعفوه وانا احس ان وراه شيء ولا ليه بيعفونه ، المهم انهم كانوا يستعينون فيه بقضايا واستلم قضية حريق بيتنا لكنه طول فيها وسحبوها منه ، بعدها عاد تقفلت القضيه لعدم وجود ادله كافيه وقال انه مستحيل ترجع تنفتح
سلطان: انزين ليش يقول لك هالكلام ؟ كان قال لعمي فهد او ابوي
رجعت ظهري على الكنب: والله ما ادري ، الحين تجيك الطامه
سلطان: وش ؟
انا: قال لي انه بيسلمني القاتل بشرط اني اشتغل معه لمدة سنه وثمن شهور ، ولا خلصت هالمده بيسلمني اياه لأن انا الي احق فيه ولي حريّة التصرف معه
سلطان: وانت صدقته ؟
انا: شف والله بالبدايه ما كنت مستوعب بس بعدين بديت افهم وكان واضح من كلامه الجديه ، حتى انه قال اسأل عنه باي مركز وبيقولون لي من هو ، يعني واضح من كلامه الصدق
سلطان: وش تشتغل طيب ؟
رديت وانا مبتسم: intelligencer
بقق عيونه فيني: نعم! جاسوس لمن ان شاء الله
انا: اعصابك لا تطيح عيونك ، شف هو ما قال لي لمن بس انه قال بصير كذا على حساب الدوله ، يعني بدخل مع الناس واصير منهم وكل الي يصير انقله لسعود
سلطان: ما وافقت صح ؟
انا: ايه لسى عطاني شهر افكر فيه وبعدها هو بيجيني ، يعني بعد رمضان بيرجع
سلطان: معليش خالد بس هالسالفه عيت تدخل راسي
قلت له وانا محتار: حتى انا ، واخاف انه يطلع صدق فيه قاتل وهو قال اذا ما وافقت بيظل القاتل يسرح ويمرح بهالدنيا وهو قاتلها
سلطان: اسمع ، بنروح نسأل عنه ونتأكد
انا: خلنا نروح بعد العصر ، احس اعفاءه وراه بلى
سلطان: بس فيه شيء غريب ، دام انهم اعفوه ليه لسى يستعينون فيه بالقضايا ؟ ما تحس ان هذا بعد وراه بلى
ابتسمت: والله شكل سعود كله بلى
بادلني الابتسامه: شكله ، اسمع خالد
انا: هلا
سلطان: ترى لو طلع هالكلام صحيح ماراح اخليك تروح معه
قلت باستغراب: ليه ؟
سلطان: شايف حالتك ؟ توه اليوم الدكتور قايلك لا تجهد حالك ، الشغله هذي كلها بتتعبك سواء نفسياً او جسدياً
انا: ما عليك مو صاير لي شيء ، بعدين لو رفضت ماراح استقيد شيء ، قاتل اختي بيظل حر وانا بقعد على حالي
سلطان: طيب نقدم شكوى على سعود ونقول انه يعرف القاتل ومخبيه عنده
انا: ما يمدي ، هو لواء واكيد بيصدقونه
قعد سلطان ساكت شوي بعدين قال: الشغله هذي انسى انك تشتغلها ، لو تبغى هالقاتل محد بيجيبه لك غيري
رفعت نظري له وقلت: كيف بتجيبه ؟
سلطان: بشتغل بدالك!
طالعت فيه: سلطان! صاحي انت ؟ انا متقبل اي شيء تسويه عشاني لكن هالشغله لا والف لا ، ما ادري وش طبيعتها بس الوكاد ان وراها اذى كثير ماني راميك على شيء انا لازم اتولاه وانا المسؤول عنه وماراح اسامح نفسي لو اخليك تصير بدالي
سلطان: وانا ماراح اسامح نفسي لا خليتك تشتغل معه
قلت بنرفزه من اسلوبه: الحين انا قلت اني وافقت ؟
سلطان: واضح من ردة فعلك انك موافق
تنهدت: طبعاً لانه واجب علي اوافق ، صعبه اني اخلي الي قاتل اختي ومسبب هالتشوه بوجهي يسرح ويمرح بهالدنيا ، بعدين ماني قاسي القلب عشان انتقم منه او أأذيه بشتغل مع سعود وبس اخلص المده يسلمني القاتل وانا بدوري اسلمه للقانون
طالعني سلطان بنظره غريبه: بتقنعني انك لا شفت القاتل ما بتسوي له شيء ؟ ما بتلومه ؟ ما بتمد يدك عليه وما تطلع حرتك فيه ؟ ما بتاخذ حق العنود منه ؟ ، ليه ساكت ؟ جاوبني!
نزلت راسي وسكتت افكر ، معه حق مستحيل اتركه لو اشوفه ، الأذى الي سببه لي كثير ماراح اقدر امسك نفسي لو شفته ، اذا ذاك اليوم بس تذكرت وش عمل كسرت المرايه وشقيت يدي ، حتى مجرد التخيل انه يكون قدامي تجيني نشوه للإنتقام ، كيف لو اقابله وجهاً لوجه ؟ اكيد اني بلعن خيره
بعد ما شاف مني رد قال بحده: شايف ؟ ما بتقوى تتركه وهذا وجهي لو ما قتلته مثل ما خليت اختك بين النار!
انصدمت ولوهله حسيت ان قلبي بيوقف من قوّ كلمته ، حاشتني ضيقه قويه يوم قال هالكلام ، ظليتني ساكت واحاول استوعب الي سمعته ، يقول اني بقتله مثل اختي! قصده اني مثل ما قتلتها عادي عندي اقتله هو بعد ، سلطان يقول لي كذا! كنت منصدم بالحيل منه وهو الي اقنعني ان مالي دخل بموتها يوم ابوي اتهمني يجي الحين ويقول لي كذا بكلام مبطن ، سكتت وانا احاول اهدي حالي وما انفعل لأن قلبي مو ناقصه ولو اتكلم واطلع الي فيني ممكن يصير شيء مو زين وبعدها الله يرحم حالي ، لفيت عليه وقلت ببرود واضح فيه الألم: حتى انت يا سلطان ؟ صرت زيهم وتلومني بموتها
لف علي وكان باين انه نادم واستوعب وش قال: خالد انا مو قصدي...
قاطعته و وقفت: مو لازم تبرر ، وصلني قصدك
مشيت للغرفه ودخلتها وسكرت الباب بالمفتاح ، اسندت ظهري عليه وانا اسمع سلطان يدقه ويترجاني افتح واسمع له ، كنت راضي اسمع هالكلام من اي احد الا سلطان ، هو الي فاهمني وهو اكثر واحد عارف ان قلبي ما يطاوعه يقتل العنود او اي احد ، هو عارفني! دمعت عيني اليمين وبدت دقات قلبي تتزايد وتتباطئ بنفس الوقت ، نزلت بجسمي على الأرض وتربعت بعدها فتحت ازرار القميص ، كنت حاس بخنقه وكتمه على صدري ، مسحت عليه وانا احاول امنع هالوجع وانسى الي قاله ، لكن كل ما حاولت يرجع يرن بإذني! ، سلطان لا زال يدق الباب لكني ما اعطيته رد يريحه ، ظليتني على حالي شوي وبديت احس ان الدنيا تسود بعيني ، رمشت كم مره وبعدها ما عدت احس بشيء .
بعد ساعه-
فتحت عيني على صوت دق الباب ، رفعت راسي وانا احس الوجع الي بحلقي رجع ، حطيت يدي على مكانه وانا اتحسسه واشوف اذا هو نفس الي جاني اليوم او لا لكنه طلع نفسه حنيت ظهري وانا اتألم ، ظليتني قاعد شوي الى ما حسيت انه بينزل قمت من مكاني بصعوبه وفتحت الباب متوجه للحمام الله يكرمكم ، من فتحت الغرفه الا القى سلطان بوجهي ويقول: الحمدلله انك فتحته ، خالد صدقني انا والله ما كان قصدي...سكت يوم شافني ماسك حلقي وعاقد حاجبي الأيسر عرف ان فيني شيء ، بعدته من قدامي ورحت للحمام وما امداني اوصل للمغسله الا وبدأ يطلع الدم ، كان يألم بشكل كنه سكاكين تحك بحلقي ، كحيت بقوه وقتها وكل ما حاولت اني اوقفه عشان آخذ نفس واريح حالي الا انه يطلع بشكل متواصل ولا يعطيني مجال اني امنعه ، شوي و وقف وطلعت من الحمام وانا مترنح تكيت على جدار الصاله بتعب وجاني سلطان بيساعدني: تعال خلني اوديك للغرفه
بعدته عني بضعف: وخر عني ، مابي منك شيء
قال بألم: خالد لا تصير كذا ، انت تدري انه مو قصدي
رفعت نظري له وقلت: دامه مو قصدك ليه تقوله لي ؟
سلطان: زلّة لسان ، اعتبر حالك ما سمعت مني شيء
طنشته ومشيت للكنبه ورميت حالي عليها ، كان ودي اروح للغرفه واقفل على حالي بس ما قدرت التعب كان مسيطر علي حتى اني يالله رحت للكنبه ، ارخيت جسمي وانا ابلع ريقي بتعب ، غمضت عيني واسندت ذراعي عليها ، هالمره اوجعني اكثر من المره الأولى ، جاء سلطان وقعد قدامي على الطاوله: الي صار لك الحين بسببي؟
رفعت ذراعي عن عيني ولفيت عليه وقلت: ليه فيه غيرك يعني ؟
طالعني وكان من نظرته باين الندم والحسره ، قام وجاب العلاجات الي وصفهم لي الدكتور وبدأ ياخذ كل كرتون ويشوف التعليمات الي عليه ، اخذ الشراب وفتحه وقاس بالملّي ومده لي: هاك اشرب هذا عشان تاخذ الحبوب
قلت بتعب: ما ابغى الحين ، خله شوي
تقدم لي بغضب مكبوت: لا تعاند! امسك اشربه وخلصني
ضحكت بسخريه: والله تأنيب الضمير ماخذ مجراه
تمتم باستغفار ورجع لمكانه: خالد يا خيّك اشربه ، عشانك ياخي مو عشان احد
قلت له وانا متنرفز من زنّه علي: الحين قلت لك اني ماني بشاربه ؟ قلت لك خله شوي ، شوي بس! حلقي عاده يوجعني حتى كلام يالله
سلطان: متفهم حالتك بس لازم تاخذه ، الدكتور الي قال مو انا
انا: خرا عليك وعلى الدكتور فوقك -مديت يدي- عطني اشوف
كتم ضحكته ومده لي: يزين الشطار الي يسمعون الكلام
رمقته بنظره واخذت العلاج ، شربته كله مره وحده كان طعمه زي النعناع بس انه خربان مدري كيف ، قال سلطان: هاك الحبوب ، خذ ثنتين من كل علبه وبعدها خذ الشراب الثاني بس لا تبلعه اول خله بفمك 30 ثانيه بعدين ابلعه ، انا بقوم اجيب لك ثلج من تحت لأن لازم تشرب ماء بارد -
طلع من عندي وانا احاول اني ما اتطعم بالعلاج الي بقى اثره بفمي طعمه مخيس ، بعد كم دقيقه رجع سلطان وجاب لي كاس كبير من المطبخ وحط به الثلج ثم صب الماء ، اخذت الحبوب واكلتها وبحكم ان حلقي لسى يوجعني كان بلعها صعب علي ، يوم خلصت وشربت الماء اخذت الشراب الثاني وخليته بفمي ، ما كان اسوء من الي قبله ، خلصت من العلاجات واسندت ظهري وانا متقزز من طعمهم ، الله يعيني بقعد اسبوعين على ذا الحال ، قطع عليّ سلطان تفكيري: ما بقا شيء عالأذان ، تبغى نروح بعد الصلاه نسأل عن سعود ؟
انا: رح لحالك
سلطان: زين ، انا اصلاً مابيك تروح
طالعت فيه وانا رافع حاجبي الايسر: وليه ان شاء الله ؟
سلطان: شايف حالك شلون تعبان ؟ حتى وقوف يالله توقف
رديت ببرود: عادي
سلطان: لا ماهو عادي ، انت بتنثبر هنا وانا اروح
تنرفزت منه ومن تحكمه فيني: على كيفك هو ؟ بعدين وش دخلك تسأل عن سعود
سكت وما جاوبني ، كملت كلامي: مو عشاني قلت لك الي صار معي تعد نفسك شريك بالي انا اسويه ، انا قلت لك من باب الفضفضه عشان لا اكتم بقلبي واتعب ، وهذاك اتعبتني
قال بألم: قلت لك ما كان قصدي ، والله
انا: وانا قلت لك ان سعود معه القاتل ، قلت لك اني ما قتلتها
تقدم وقعد جمبي: ما عليه يخوك ، اسف
لفيت وجهي عنه: وخر عني ، تقل كلمة اسف بتزيل الوجع الي جاني
سلطان: خالد والله ما كان قصدي زلّة لسان وطلعت غصب ، ليه ما تفهم!
قلت له وانا اقلد كلامه بسخريه: سلطان والله ما قتلتها ، ليه ما تفهم
تنهد وعدل بجلسته: يالله منك
لفيت عليه: يالله منك انت
سلطان: الحين بنقعد نكلم بعضنا كذا تقل ضراير ؟
انا: انت الي جبتها لنفسك
سلطان: ياخي خلاص حقك علي انا الغلطان بس ارضى
لفيت له وابتسمت: طيب برضى بس بشرط
بادلني الابتسامه وقال: اشرط جعل محد يتشرط غيرك
قلت وانا احاول ابعده عن البلى الي بصير فيه: شغلي مع سعود ماراح تتدخل فيه
سلطان: يعني موافق تشتغل معه ؟
اومأت براسي بدون ما اتكلم ، قال لي باستنكار: وبحالتك هذي ؟ خالد قلبك ما بيتحمل
اومأت براسي مره ثانيه وانا افكر وش اسوي: بيتحمل ما عليك
سكتت وهو سكت بدوره ، قعدنا على هالحال ساكتين وكل واحد سرح لحاله الى ان دق جوالي ، كان على الطاوله من جهة سلطان ، قلت له: شف بالله من الي داق
سلطان: رقم ، شكله مو مسجل عندك
انا: وش آخره ؟
سلطان: 98
سكتت يوم عرفت الرقم ، قمت على حيلي بصعوبه واخذت الجوال ودخلت الغرفه ، رديت وكان المتصل....
نهاية الجزء الثاني عشر.
-
من تتوقعون ؟
تفاعلوا عشان اكمل وانزل لكم الي بعده..
قراءه ممتعه ، دمتم بود