عرض مشاركة واحدة
قديم 18-11-16, 12:15 AM   #368

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

غادر (عاصي) سيارته و هو يزفر بقوة ... لولا إصرار (سلمى) و تأكيدها عليه أن يعود للمنزل لأنها تريده في أمرٍ ما ، لما أتى بعد تجنبه طيلة الأيام الماضية أي مواجهة مع (رهف) ... عاد يزفر بقوة ... عليه أن يجد حلاً لمشكلتهما معاً ... إنها تزداد عناداً و بروداً مع مرور الوقت و تحيط نفسها بغلاف قاسٍ يخصه هو وحده بينما أصبحت تتعامل مع البقية بمرونة أكثر ... حاد بعينيه في إتجاه شرفتها ليبتسم بسخرية ... كثيراً ما يراوده شيطانه أن يرمي في وجهها بحقيقة علاقتها به و كيف أن رباطاً وثيقاُ يربطها به دون أن تعلم ، يتخيل رد فعلها حين يخبرها أنها لا تملك منه تحرراً و أنه يملك الحق فيها أكثر مما تتخيل و لاشئ أبداً من مناوشاتها الصغيرة تلك يمكن أن يجعله يحقق لها أمنيتها في رؤيته بعيداً عن عالمها ... إنها واهمة ... أخذ نفساً عميقاً ... حسناً (رهف) لنرى حتى متى ستعاندين ... ربما حتى ذلك الوقت يكون هو نفسه قد وصل إلى حل أحجية ما يدور في داخله .. همس داخله بضيق ... ماذا تريد حقاً يا (عاصي)؟ ... هذه ليست لعبة تحدي و لا حرباً على أحدكما الإنتصار فيها ... تلك العلاقة التي ربطكما بها القدر أسمى من تلك الأنانية و من العبث و الرغبة في التحدي و الفوز .. أكبر من مجرد تضحية أو واجب قمت به من أجل عائلتك ... أكبر من وعد و رغبة في الحماية ... هي أسمى من كل شئ .... زفرة حارة خرجت من أعماقه و هو يتحرك ليرتقي الدرج المؤدي لداخل المنزل و يفتح الباب ليدلف إلى الردهة الواسعة .. دار بعينيه في المكان قبل أن يتوجه نحو الُسلم الداخلي ليصعد إلى غرفة (سلمى) و هو يُمني النفس أن تكون (رهف) قد خلدت للنوم فيتجنب رؤيتها اليوم ... تسمر مكانه و تجمد الدم في عروقه و خفق قلبه في رعب مع الصرخة التي انطلقت في المكان من حوله تحمل صوتها ... تردد اسمها بقوة داخله بينما خياله يرسم أسوأ الصور ... كاد يندفع نحو غرفتها دون وعي لكنّ صرخة أخرى أقوى من سابقتها أتت من اتجاه المكتبة فاندفع مسرعاً و هو يصرخ باسمها و قلبه يزداد ارتجافاً ... دفع الباب بقوة و اندفع للداخل ليتوقف بعينين متسعتين جزعاً حين وقع ناظراه على (رهف) التي كان جسدها يرتجف بقوة و أنيناً مُمزِقاً للقلوب يخرج من بين شفتيها و وجهها مُغرق بالدموع ، لوهلة تخيل أنها نائمة على كرسيها و أصيبت بكابوس آخر لولا أن راقب إنغلاق جفنيها ببطء لتغيب عن الوعي تماما .. التقطت عيناه الأوراق المتناثرة من حولها بفوضى ليسيطر بقوة على أفكاره و مشاعره المبعثرة بجنون و هو يتحرك بسرعة ليكون جوارها ... ركع على ركبتيه أمام كرسيها و هو يهتف بجزع بينما كفه تربت على خدها ليزداد رعباً و هو يشعر ببرودتها الشديدة
_"(رهف) ... (رهف) ... صغيرتي .. استيقظي أرجوكِ"
ازداد تشنج جسدها ليلتفت حوله بيأس قبل أن يسرع نحو كوب الماء الموضوع فوق المكتب و بلل كفه ببعض الماء و اقترب لينثر قطراته برفق فوق وجهها .. لم تفتح عينيها فعاد ليركع أمامها و يربت على وجهها بقوة أكبر و يمسح الدموع عن وجهها و هو يهتف
_"(رهف) ... استيقظي ... أنا هنا ... رباه ماذا أصابك؟ .. ماذا أفعل يا إلهي؟"
اندفعت (سلمى) في هذه اللحظة لداخل الغرفة في فزع و هي تهتف
_"(رهف) ... (عاصي) .. يا الله .. (رهف) ابنتي .. ماذا أصابها يا (عاصي)؟"
التفت لها هاتفاً
_"لا أعرف أمي ... اتصلي بالطبيب بسرعة .. إنها لا تفيق"
انفجرت (سلمى) في البكاء و هي تهتف باسمها ليصرخ (عاصي)
_"أمي ... تمالكي نفسكِ أرجوكِ ... ستكون بخير"
انهارت أرضاً دون أن تستطيع الحركة و عيناها تتسمران على ابنتها بينما (عاصي) ضم جسد (رهف) المرتجف بين ذراعيه ينتزعها من كرسيها و هو يهتف بينما تسللت دموع الجزع إلى عينيه
_"صغيرتي أرجوكِ .. لا تفعلي هذا بي من جديد ... ليس مجدداً يا (رهف) ... أرجوكِ"
ضمها بقوة و هو يردد بينما قلبه يرتجف بخوف
_"يا إلهي! ... ليس مجدداً أرجوك .. ماذا أفعل؟ .. لا تفجعني فيها من جديد"
التفت لـ(سلمى) المنهارة ليهتف فيها و هو يقف حاملاً (رهف) فوق ذراعيه
_"أمي ... سآخذها للمشفى .. الحقي بي"
بدت (سلمى) كطفلة يائسة و هى تنظر له و دموعها تغرق وجهها ليشتد الألم في صدره على حالتها و يضم (رهف) إليه أكثر و يندفع للخارج تتبعه (سلمى) التي تبكي في إنهيار ... وضع (رهف) برفق داخل سيارته على المقعد الخلفي لتجلس جوارها (سلمى) و تضمها بين ذراعيها و هى تهتف فيها أن تستيقظ و تكف عن إثارة رعبها هكذا ليهتف (عاصي) و هو يسرع بالسيارة نحو أقرب مشفى
_"لا تقلقي أمي ... ستكون بخير ... يجب أن تكون بخير"
ازداد بكاء (سلمى) و هي تضم ابنتها أكثر في خوف و عقلها يستعيد كل اللحظات المريرة التي عاشتها في السابق بعد أن وصلها خبر وجودها بالمشفى بين الحياة و الموت .. عادت كل الذكريات تمر بعقلها دون رحمة ... إصابة (رهف) .. غيبوبتها .. موت (فاروق) .. عودة (رهف) من الغيبوبة و إنهيارها الأول بعد علمها بموت والدها .. صمتها الطويل ... عادت لتعيش تلك اللحظات من جديد ليزداد بكاؤها و هي تهتف
_"استيقظي حبيبتي ... لا تحرقي قلبي عليكِ بهذه الطريقة ... أرجوكِ"
عض (عاصي) على شفتيه بقوة بينما قدمه تضغط دواسة الوقود أكثر ليزيد من سرعته و هو يهتف داخله برجاء بينما هو الآخر يستعيد جحيم لحظات مماثلة عاشها قبل أشهر و هو يراها عالقة بين الحياة و الموت
_"لن تتركينني من جديد (رهف) ... لن أسمح لكِ هذه المرة ... لن أدعكِ ترحلين عنا مرة أخرى ... ليس مجدداً .. ليس مجدداً يا (رهف)"
*************
التفت (ريناد) و (رجاء) بتساؤل نحو الفتاة التي وقفت أمامهما و على شفتيها ابتسامة ناعمة رغم ذلك أثارت قشعريرة داخلها مع شعور قاهر بالغيرة و عيناها تمران على جسدها الرائع و ثيابها الأنيقة ذات ماركة عالمية شهيرة ، رفعت عينيها من جديد لوجهها و عينيها اللتين تختفيان خلف نظارة شمسية زادتها أناقة و غموضاً .. تجهم وجهها و هي ترى ركن فمها يرتفع أكثر بإبتسامة ساخرة كأنما التقطت أفكارها ... تبادلت مع خالتها نظرة حائرة قبل أن تلتفتا لها من جديد و قبل أن تسألها أيٌ منهما كانت ترفع نظارتها فوق رأسها و تواجههما بعينين متسليتين و هي تقول بصوت ناعم أكمل الصورة الفاتنة لها
_"مرحباً ... أنا (رويدا) ... و أعتقد أنكما في حاجة للقليل من خدماتي"
و دون إنتظار دعوة من إحداهما كانت تزيح أحد المقاعد لتجلس برقة متناهية ... رمقتاها بذهول كاد يتحول لغضب لكنها قالت في هدوء بينما تتراجع في المقعد و تضع ساقاً فوق أخرى و هي تقول بإبتسامة واسعة
_"أعتذر لمقاطعتكما و فرض نفسي على جلستكما اللطيفة هذه ، لكن صدقاني ستشكرانني كثيراً بعد قليل"
عادتا تتبادلان النظرات الحائرة بينما تجاهلتهما لتشير بإصبعها للنادل الذي اقترب لتطلب منه مشروباً بارداً ثم عادت تلتفت نحوهما لتبتسم من جديد و هي تستمع لـ(رجاء) التي تسأل بضيق
_"حسناً لم نتشرف بمعرفتك بعد و "
قاطعتها بهدوء و هي تشير بيدها في أناقة
_"أخبرتكما أنني (رويدا) و هذا يكفي للوقت الحالي ... المهم أنني و لحظي الرائع أتيت إلى هنا من أجل أحدهما لكن الحظ خدمني عندما وضعكما في طريقي"
نظرت لها (رجاء) كأنما تحاول اختراق أفكارها و هي تسمعها تتابع
_"و حظكما أيضاً رائع لأنه وضعني في طريقكما"
زفرت (ريناد) بحدة لتهتف
_"هل ستتحدثين بالألغاز كثيراً؟"
اتسعت ابتسامتها لتقول
_"ببساطة لدينا خصم مشترك و كل منا يحتاج للآخر لإزاحته عن طريقه"
تسلل الشك لنظرة (ريناد) بينما تألقت عينا (رجاء) لتكمل (رويدا)
_"(وتين هاشمي)"
ازداد تألق عينيّ (رجاء) و بدا أن الحديث قد جذب انتباهها أخيراً لتتراجع في مقعدها و تقول بإستمتاع
_"هكذا يمكننا أن نتفق آنسة (رويدا)"
مالت (ريناد) هامسة في حنق
_"خالتي .. هل صدقتيها بهذه السرعة؟ ... ربما تكون مدسوسة من قِبل تلك الساحرة و .."
ضحكت (رويدا) بسخرية ليزداد تجهم (ريناد) و هي تسمعها تقول بتهكم
_"تشاهدين الكثير من الأفلام عزيزتي"
و التفتت نحو (رجاء) لتقول
_"سيدتي ... هذه هي المرة الأولى التي نلتقي فيها لكنني واثقة أنها لن تكون الأخيرة ... أنا لا أريد سوى أن أقدم لكما المساعدة"
رفعت (رجاء) أحد حاجبيها لتقول
_"و ماذا ستستفيدين أنتِ؟ ... ما علاقتك أصلاً بـ(وتين)؟ ... تقولين أنها خصمك إذن فما سبب العداوة؟"
ضغطت على شفتيها و هي تقول في كراهية
_"إنها تقف في طريقي تماماً كما تفعل معكما ... لقد تجرأت و سرقت ما هو لي و لا يمكنني أن أقف مكتوفة اليدين دون أن أزيحها من طريقي لأستعيد ما هو ملكي"
ضاقت عينا (رجاء) لتكمل (رويدا) قاطعةً عليها الطريق لسؤالها
_"لا يهم ماذا سرقت مني ... المهم هو أنكما تحتاجان لمساعدتي و أنا أيضاً أحتاج لكما... يمكننا معاً أن نصل للحل الأمثل لإزاحتها من الطريق و دون اثارة أي مشاكل"
تبادلت (رجاء) و (ريناد) النظر قبل أن تلتفتا لها و قالت (رجاء)
_"حسناً ... لن نخسر شيئاً بوجودك آنسة (رويدا) ... أتمنى فقط أن يكون تعاونك مثمر حقاً و ألا تسببين لنا مزيداً من المتاعب فقط"
تألقت عينا (رويدا) و هي تبتسم لها بوعد بينما في عقلها تدور مئات الخطط للإستفادة من كل الأطراف ... ابتسمت داخلها بمكر و هي تنظر نحوهما ... تعرف جيداً كيف ستستغلهما بمهارة لتصل لغايتها ... رددت داخلها بإستمتاع ... (سالم) حبيبي فليبدأ اللعب الحقيقي الآن و لا تنسى أنني قد حذرتك
**************
أوقف (عاصي) سيارته أمام المشفى التي قضت فيها (رهف) فترة غيبوبتها و علاجها بعد أن اتصل أثناء قيادته بالطبيب الذي كان مسؤولاً عن متابعة حالتها ليكون متواجداً في استقبالهم ... غادر مقعده بسرعة ليفتح الباب الخلفي و يلتقط جسد (رهف) المرتخي من بين ذراعيّ (سلمى) و هو يهتف
_"تماسكي أمي و هيا تعالي ... ستكون بخير"
تبعته (سلمى) و هو يندفع للداخل صارخاً في الموجودين ليساعدوه ... أسرع ليضعها على نقالة الطوارئ التي أسرع بها أحد العاملين .... دار (عاصي) بعينيه في المكان بعصبية ليقابله وجه الطبيب المألوف و هو يسرع نحوه قائلاً
_"سيد (عاصي) .. ماذا حدث؟"
أمسك (عاصي) كتفه بتوتر و هو يقول
_"لا أعرف ماذا أصابها فجأة ... لقد سمعتها تصرخ و بعدها وجدتها فاقدة الوعي بهذه الطريقة ... ستكون بخير ، صحيح؟!"
ربت على كتفه مطمئناً ليقول و هو يأمر مساعديه بالتحرك بها
_"اطمئنا ... ستكون بخير بإذن الله"
راقب (عاصي) جسد (رهف) المسجى باستسلام و هي تبتعد مع الطبيب و مساعديه و أشاح بوجهه في ألم ليطمئن (سلمى) ليتجمد لحظة هتف بعدها
_"انتظروا"
اندفع خلفهم ليوقف تحركهم و هو يقترب من (رهف) بلهفة و يمسك كفها المنقبض بقوة و انعقد حاجباه و هو يرى أصابعها المنعقدة بشدة و ممسكة بشئٍ ما بينها يبدو كـ ورقة مكرمشة .. أو صورة ... اتسعت عيناه ليركع بجوارها و يحاول نزع الصورة التي يبدو أن (رهف) اعتصرتها بين يديها دون وعي ... بصعوبة شديدة انتزع الصورة التي تمزق جزء منها ليبقى في يد (رهف) ... تابعه الطبيب في دهشة قبل أن يأمرهم بالإسراع و يترك (عاصي) واقفاً مكانه متجمداً ... لم يسمع (عاصي) صوت (سلمى) الذي تنادية بلهفة و قلق ... كل تركيزه كان مع الصورة الممزقة في يده و قلبه يرتجف بقوة حتى يكاد يتوقف في أي لحظة ... بأصابع مرتجفة كان يفتح الصورة الممزقة و المطوية بشدة و يفردها أمام عينيه المليئتين بالخوف ... رغم الجزء الممزق و الصورة التي تشوهت ملامحها لكنه كان قادراً على معرفة صاحبها ... تسمرت عيناه على الوجه في الصورة و هو يهز رأسه بقوة ... إنه في كابوس ... كل ما يحدث حوله كابوس و يجب أن يستيقظ منه ... أغمض عينيه بقوة قبل أن يفتحهما و نيران غضب شديدة تشتعل داخلهما ... إذن شكوكه كانت صحيحة ... لا معنى لكل ما حدث للتو إلا أن ما شك فيه كان صحيحاً .. هو السبب ... هتف بحقد من بين أسنانه و يده تنقبض بقوة على الصورة
_"(سامر اليزيدي)"
******************
انتهى الفصل الثاني و العشرون
أتمنى ينال إعجابكم و في انتظار آرائكم و تعليقاتكم
قراءة ممتعة


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس