عرض مشاركة واحدة
قديم 29-11-16, 09:38 PM   #7595

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

جناح عبد الرحمن ..



كانت رباب تقف مكانها تائهة تقريباً وسط غرفة المعيشة الصغيرة تنظر لباب الحمام المغلق حيث اختفى عبد الرحمن خلفه منذ دقائق ...

تلملم شعرها ووجها محمر وشعور مقلق انها متوترة على نحو غامض لا تفقه اسبابه ...

التقطت حجابها لتعيده فوق رأسها تلفه حول وجهها بينما تستذكر ما حصل ...

في لحظة مشتعلة بالانفعال والعواطف كانت تجمعها مع عبد الرحمن ودموعه تغرق رقبتها في وقفتهما امام الصورتين لتتحول للحظة عاطفية بحتة وهو يشدها بجنون اليه ..

ثم همهمات حارقة تصدر من فمه يطالبها بالبقاء معه ..

كانت مشوشة بالعاطفة وهي تبادله الاحتضان والذوبان حتى انها لاتعرف متى نزع عنها حجابها وبعثر شعرها ...

وحالما نطق بهمهماته تلك .. فجأة .. ابعدها بحركة خشنة حادة ...!

تسمّرت مصدومة بينما تراه يطرق بنظراته للارض بعيدا عنها وكل جسده يهدر بالعاطفة التي يناضل ليحكمها بطوق السيطرة ...

ثم بنبرة خافتة قال " انتظريني لحظات هنا.. سأعود اليك لننزل سويا ..."

ثم استدار ومضى للحمام مغلقا الباب خلفه..

بحثت رباب عن دبوس الحجاب على الارض حتى وجدته لتثبت حجابها عندما سمعت صوت باب الحمام يفتح اخيرا فترفع نظراتها لعبد الرحمن وتنظر اليه ..

هادئ النظرات على نحو غريب موحش بارد وقبل ان تجد سؤالا واحدا تطرحه عليه حتى تفهم حالته كان يتقدم نحوها قائلا

" هيا .. لا اريد ان نتأخر هنا اكثر.."

ودون ان يضيف المزيد كان يسبقها بخطواته ليغادر الجناح .. تماما مثلما فعل عندما تركها على باب غرفة رضا في المستشفى ...





تخرج خلود من بيت محسن الصائغ مع سوسو وجعفر .. وقد أصر عقيل على مرافقتهم بنفسه حتى باب بيت الصائغ الكبير ..


ولم يخطوا الا بضع خطوات عندما سمعت خلود نداء اخيها خليل " خلود ...."

التفتت اليه متفاجئة للحظة بحضوره بينما تقترب ناحيته وهي تقول بقلق " خليل ! ما الذي أتى بك في هذه الساعة .. ليس من عادتك؟"

ألقى خليل السلام على عقيل وصافحه عندما انسحب عقيل قائلا لخلود " حسن خالتي .. ما دام خليل معكم فأنا عائد للبيت .."

وانسحب الفتى المراهق بينما تنظر خلود لاخيها بترقب وتنتظره يتقبل بصبر عناق سوسو التي تناديه (خالي) ثم يسلم على الفتى الصغير جعفر قبل يحثّهم على التحرك وهو يقول " هيا لاوصلكم حتى باب البيت .. لكني لن ادخل.. اردت الاطمئنان منك عن حال ابي جعفر.."

ركضت سوسو مع جعفر للباب القريب بينما تمشي خلفهما خلود برفقة خليل وهي تقول بحزن عميق " كُسرت يد ذاك الحقير الذي تجرأ عليه .. هل مثله يتعرض لاعتداء غاشم كهذا؟! حسبنا الله ونعم الوكيل .. انها عين نظرته ولم تصلي على النبي .. "

ثم التفتت لخليل وهما يصلان الباب تسأله

" لكن كيف عرفت انت بما حصل .. هل حذيفة من اخبرك ؟"

ليرد عليها اخوها " لا .. الخبر انتشر في السوق بأكمله .. لاتنسي مكانة رضا الصائغ .. وقد سرت بعض الشائعات ان الجاني اقتحم المحل وسرق بعض الذهب وطعن ابا جعفر "

هزت خلود رأسها وهي تقول بأسف

" لا .. بل حصل هنا في شارعنا وامام بيت الخالة بدرية .."

امسكت بذراعه لتدخله البيت وهي تقول

" تعال وسلم عليه .."

لكن خليل امتنع وهو يقول لها بفطنة

" الوقت غير مناسب الآن يا خلود .. لابد انه مع اخوته واهله .. سأزوره في وقت اخر .. لقد جئت فقط لاراك انت واطمئن عن حاله .."

تنهدت خلود قبل ان ترد " حاله يكسر القلب يا خليل .. تلك الهيبة .. يا الهي .. ان تراه هكذا ضعيفاً وممدداً على السرير لا حول له ولا قوة .. شافاه الله وعافاه سريعاً .. ودحر اعداءه ورد كيدهم في نحرهم .."

تبسم خليل في وجهها وهو يرى انفعالها العفوي الصادق .. كم يحب فيها هذه الروح ..

اخيرا تذكر الكيس في يده فتنحنح قبل ان يمد يده اليها ويقول بصوت أجش

" لقد .. رأيت شذرة قبل قليل تمشي عائدة من السوق القريب منكم .. اوقعت .. هذا الكيس دون ان .. تتنبه .. فقط اوصليه انت اليها .."

اخذت الكيس منه وهي تسأل باستغراب

" لماذا لم تنبهها انت أو تلحق بها لتعطيها الكيس بنفسك؟ "

عاود التنحنح وهو يقول " رأيتها من بعيد توقع الكيس ولم استطع مناداتها في الشارع .. ثم لم ألحق بها قبل ان تدخل بيت العطار .."

هزّت خلود رأسها غافلة عن ارتباك اخيها بينما تتقبل تبريراته ببساطة ...

لم يعرف كيف يصوغ السؤال دون ان يثير فضول اخته .. لكن .. ليس له الا ان يسأل خلود .. تردد ثم استجمع بضع كلمات وهو يقول

" هل شذرة .. بخير ؟! بدت ساهمة و .. متضايقة .. "

فترد خلود وهي تتنهد

" مؤكد الفتاة متأثرة بما جرى لابي جعفر .. ومن لم يحزنه قلبه عليه .. هذا ابو جعفر .. كلنا تحت خيمته نحتمي .."

احبط خليل من رد اخته العاطفي لانه لم يستطع الوصول لشيء يخص شذرة ..

هل هناك من يضايقها ؟

ام انها تحن لبلدتها ووالديها ؟

لكن ... حتى لو كانت تحن .. لماذا تصبح انفعالية هكذا امامه .. انها لا تعرفه بشكل مقرب وسيكون امرا مبالغا فيه ان كانت مجرد مشاعر الحنين والافتقاد هي من جعلتها تفقد سيطرتها هكذا ..

اخرجته خلود من تساؤلاته الداخلية هذه عندما عاودت سحبه من ذراعه وهي تقول

" تعالى واشرب الشاي معي على الاقل .. وربما نتعشى سويا .. "

لكن خليل لم يطاوعها في دعوتها وأصر على القول " لا خلود .. اذهبي لزوجك واهل زوجك .. مؤكد انهم يحتاجونك الآن .."

تمتمت خلود بأسى

" لهف قلبي على حذيفة .. طبعه حامٍ والغضب يتآكله .. يريد الانتقام ممن فعل هذا بأخيه .. ولا ألومه ابدا .."

عندها حثها خليل بالقول قبل ان يتحرك ليغادر " اذهبي اليه وخففي عنه .. "


يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس