عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-16, 11:25 AM   #13

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع
الموت !
الحقيقه الوحيدة التى لم يستطع البشر التعايش معها , فقرروا تجاهلها!
أغمضوا أعينهم عنها وتظاهروا بعدم رؤيتها
هلع يرتسم على الوجوه بمجرد التفكير به ولكن مهلا
أليس الموت هو بوابة الحياة الأبدية؟
أليست الحياه نفسها رحلة قصيره وطائرتها لابد أن تهبط أخيرنا لنعود لوطننا الأم ( الآخره)
سيظل الموت شبح بأعيننا حتى نصل للحظة زوال الغشاء وامتلاك البصيرة
لحظة تخطى مرحلة الخوف
تلك اللحظة الفاصلة مابين الخوف من الفقدان , وفقدان الخوف
وهى تخطته وبجداره
قررت المواجهة والأكثر , محاربة الموت بعقر داره
هل يمكن أن تستيقظ وتجد نفسك شخص آخر , تنظر بالمرآه لعلك تتبين ملامحك فتجدها لآخر, فتقاتل لتجد أى مظهر من مظاهر شخصيتك القديمة ولاتتلمس منها شيئا!
غير معقول, ولكنه ليس مستحيلا بدليل ماحدث معها , تجلس على سور غرفتها وكأنها تصرخ بالموت (أنا أنتظرك تعال وحاربنى بوجهى) شعرها الحريرى حولته لخصلات كيرلي مجنونه عيونها الهادئه البريئه أصبحت أكثر تحدى الا أنها أمتلكت السلام الداخلى الذى كانت تفتقده
تستند بكفيها على السور جالسة عليه باسترخاء , شعيراتها تتطاير بعشوائية مجنونه , ابتسامة مستفزه مرتسمة على شفتيها , صدرها يعلو ويهبط بحركات منتظمه أثناء شهيقها وزفيرها وكأنها تملأ رئتيها بالهواء لعله يخفف مابقلبها ,ترتدى فستان صيفي باللون الأخضر الذى لايليق بسواها , آه لو ظهر العسل بمقلتيها الآن!
وكأنها استجابت له وفتحت عينيها بمرح
(هادية!)
همسها باختناق وعيناه لاتفارق ضحكاتها العابثه مع الممرضة ,أغمض عينيه بألم متذكرا أن مهمته اليوم أن يكون طبيبها وحارسها ,سينتزعها من الموت إنتزاعا وسيجبرها على قضاء حياتها معه حتى يخنقها بحبه الذى رفضته منذ أشهر قليلة !
xxxxxxxx*
ههههههه , يبدو أنك غارقة بعشق الطبيب الوسيم ياعلا
(كانت هذه جملة هادية الخبيثه وهى ترى ممرضة تماثلها بالسن أعتادت على وجودها معها منذ جاءت , أى منذ عشرة أيام هائمة بالطبيب الذى تساعده)
همست علا بحالمية (دكتور اتش ! آه قلبي سينفجر ياهادية فهو طبيب شاب رائع , روميو المشفي لا ممرضه ولا طبيبه ولا مريضه إلا وتحبه رغم أنه لم يعمل هنا الا منذ شهرين تقريبا)
رفعت هادية حاجبيها باستفزاز ( يبدو أنه مخادع وإلا ما حصد قلوب كل هؤلاء بوقت قليل)
زمت علا شفتيها باستياء وهى تردد ( هو محترم ومتدين جدا ,لذا كلنا نقع بغرامه, متسامح وطيب مع الجميع , وعليكى أن تستعدى لأنه هو من سيكمل معك العلاج بدلا من دكتوره فاطمه
غمزتها بسرعه وهى تركض للخارج هامسة ( سوف أذهب وأسلم عليه لقد جاء من أجازة استمرت لإسبوعين )
ظلت تنظر لظلال علا بشبح ابتسامة متذكرة طبيب وسيم , نال قلبها بلا جهد, ولكنها كالغبية خسرته , والآن بحالتها هذه تشكر الله كثيرا أنها لم ترتبط به, لأنها لم تكن لتحتمل تباعده أو بقاؤه شفقة معها !)
همست بحنين (هاشم ) ثم أغمضت عينيها لثوان كى تستعيد روحها الجديده وذهبت بسرعة ممسكه بألوانها واوراقها ,تمارس موهبتها التى أكتشفتها مؤخرا ,افترشت الأرض مغمضه عينيها, تتخيله هو ,عيناه تناظرانها وهى تقف تحارب ظلال تغلفها وتبعدها عنه ولا ظلال سواه , انه شبحها (المرض)
xxxxxxxx*
غيظ غيظ غيظ
هذا كل مايشعر به وهو يراها تناظر صديقه الشاب الذى تم تعيينه معيدا معه بنفس القسم بإنبهار , لن ينكر أن ل إحسان ملامح خشنه تجذب الفتيات سريعا , إلا أنه حقا فظ بعقلية رجعية للغاية , عقليته التى لم تتجاوز عصور الست أمينه وسي السيد بكثير , والغبيه منبهرة بصمته وخشونته ,سطحية حمقاء لا ترى العمق أبدا
انتى يا آنسة , التفاعل انتهى منذ دقائق ومازالت أنابيب الأختبار خاصتك على النار!
نظرت نحوه بصدمه فهى كانت سترفعها حالا, والتفاعل وقته انتهى للتو فقط ,جاءت لتتحدث فوجدته تجاوزها يتابع باقي زميلاتها بالمعمل , أمسكت الأنابيب بغيظ ولم تنتبه أنها وضعتها فورا بإناء يحتوى على الثلج فانفجرت وتساقط المحتوى وتبقت حسرتها تحوم حولها وعيناها متسعه بشده فمجهود ساعتين راح هكذا أمام عينيها بلحظه , وماذا عن درجات السيكشن! هل ستفقدها؟
التمعت الدموع بعينيها ولكن بكل حزم تجبرت عليهم حبستهم وهى تعض شفتيها غيظا من محمد الذى لايكاد يترك أى فرصة كى يذلها وخاصة بعدما أصبح له سلطة عليها ,ألم يصبح المعيد !
أفلتت نظراتها المغتاظة من عيناه المستفزه وهى تجد دكتور إحسان يقف أمامها , ينظر لأدواتها المحطمه باستياء
نظر لها متسائلا : أنسه ....!
أجابت بتوتر بسرعة ( صفاء يا دكتور )
أكمل ببرود وهو يشير لأدواتها ( أنسه صفاء ,المفترض ألا تنالى شئ من درجة المعمل اليوم بما أنك لن تسلمى نتائج التفاعلات ولكن
وتراقصت دقات قلبها مع صمته ليكمل بلامبالاه( لك نصف الدرجة لأن عملك من البداية ممتاز رغم أنك أفسدتيه بآخر لحظه بسبب إهمالك)
قاسية جدا كلماته والأقسي أنها منه هو تحديدا ,هى تراه مثالي للغاية ,شاب مثابر جاد مثلها وتجاهد لتكون مثالية أمامه متجاهلة قاعدة هامه (لا توجد شخصيات مثالية بعالمنا لأنه من الأساس ليس عالما مثاليا )
شعرت بدموعها تخونها ,حمدت ربها أن الدمعه الوحيده التى فرت من عينيها كانت بعدما تجاوزها هو , رفعت عينيها لتجد محمد ينظر نحوها بغموض , لم تهتم وانشغلت عنه بفكرة واحده (كيف تحسن صورتها أمام دكتور إحسان !)
xxxxxxxx
يقف محاولا الهدوء , لايعلم ماهى ردة فعلها على رؤيته , تذكر منذ اسبوعين حينما قابل محمد صدفة وكم شعر بانهيار الكون حوله عندما علم بمرضها ,تمنى لو أنه يستطيع التخلى عن المؤتمر إلا أن ذلك المؤتمر والذى هو حلم لايملكه شاب مثله كان قد تم ترتيب كل شئ لأجله, شعور بالقهر اجتاحه حينها ,سيحارب معها أشباحها وينتصر معها
هذا ماشغل باله طوال الأسبوعين , العتاب , الغضب , الرغبه بالإنتقام , لاوجود لأي شئ من هذا , وهل نملك الوقت أساسا للعتاب فمن يرحل لا ينذر , ومن يغادر لن يستأذن .
لاقيمة لكل هذا الآن, خاصة والفراق يتحين لهم الفرص !
تنفس بعمق وتوجه بخطوات مسرعه نحوها , طرق الغرفه ودخل ليجدها تعطيه ظهرها وهى تحادث علا , لم تنتبه له وسط ضحكاتها الرنانه إلا أنها عندما سمعت علا تلقي عليه السلام , استدارت ببقايا ضحك تجمد وهى تراه أمامها وتولت علا مهمة التعريف وهو صامت يتشرب ملامح وجهها قطرة قطرة دون ارتواء, بالبدايه اتسعت عيناها بشده وصدمه حتى سمعت علا تردد بمرح ( انسه هادية يا دكتور هاشم )
هذا هو دكتور هاشم يا انسه هادية )
ثوان مرت وهو يتخيل أسوأ السيناريوهات , هل ستغضب؟ ستثور! هل ستطالب بطبيب معالج غيره! كل شئ توقعه بهذه الثوان القليلة إلا أن تنظر له ببرود و تعامله برسمية شديدة ( أهلا وسهلا دكتور )
يالله حتى أسمه تتهرب من النطق به! لا والله هو قرر الحرب ولن يدعها تتقهقر , اقترب منها بابتسامة واسعه وهو يمد كفه ليسلم عليها ( لا داعى للرسمية يا هادية نحن لسنا أغراب نحن متقاربون لذا يكفي هاشم بلا دكتور )
المسكينه علا بينهم تبتسم ببلاهه وهى تأخذ معنى آخر للكلمة مردده بحماس ( أنت قريبة دكتور هاشم يا هادية ولم تخبرينى!)
نظرت لها هادية بصمت وعقلها يحلل بسرعه ( قال متقاربون ولم يقل أقارب , هل يعاتبها على ما مضي أم هناك مخطط آخر برأسه )
نظرت لهم ببرود وهى تجيب بلا مبالاه وعيناها مركزه على هاشم ( سكان نفس المنطقه لا أكثر ولا أقل )
ابتسم بسخرية وبرود يلاعبها بسلاحها ناظرا لها بثبات ( لا تخجلى يا جارتى العزيزه من الجهر بعلاقتنا )
بهتت ملامح الفتاتين ولكن سريعا ما تابع بمرح جعل علا تعود لبلاهتها ( لن يقول أحد أن دكتور هاشم يهمل مرضاه و يهتم فقط بهادية جارته المقربة )
صمتت بعجز وعدم فهم , لاتستطيع التعامل مع المجهول تريد بشدة معرفة مخططه , أو الأصح أنها لاتريده بمخطط حياتها من الأساس)
xxxxxxxx*
تمدد على كنبة مكتبه بإرهاق , يشحذ همته بشده حتى يستطيع تحمل برودها معه و الصبر على الرسالة التى تصر على إرسالها له مع كل كلمة ( أخرج من حياتى )
غدا ستبدأ بالعلاج الكيميائي, يشعر بنيران تسرى بجسده وهو يتخيل أنها ستعانى دون أن يستطيع مواساتها, يدعو الله أن تصمد , يحتاجها قوية , يستطيع التعاطى مع تمردها وتجبرها وبرودها , إلا أنه أما ألمها وضعفها لن يمنع ذراعية من سجنها بين ضلوعه ,حيث اللا ألم , لا حزن , لا شئ سوى قلبه النابض بعشقها
xxxxxxxx




الفصل العاشر
مؤلم أحيانا أن تحب
مؤلم جدا أن تضطر للإبتعاد عمن تحبه
أكثر إيلاما حينما تراه أمامك يتألم فلا تستطيع ضمه لصدرك مطمئنا إياه أن هناك من يشاركه الألم !
تنظر نحوه بعجز , و يناظرك بضعف من خلف زجاج واهى من اللامبالاه ,
تمد يدك فتقبضها بقهر قبل أن تلامس كتفه مربته عليه
مشاعر منهكه جدا , مؤلمه لأقصى حد!
وكيف له أن يصف شعوره وهو يراها تتكأ كليا بضعف على علا , ذات الجسد الصغير , القصير جدا, والضئيل للغايه ,توجهت بها علا نحو الحمام الملحق بغرفتها و شعور الغثيان يفتك بها رآها هذه المره تخر بضعف أمام الحوض وقدماها تتسابقان لخذلانها , فأسرع نحوها ممسكا كتفيها ,لتناظره بخجل وضعف , نظرات ذبحته فابتسم لها مطمئنا : لا تخلجى , فأنا هنا وأنا لست غريبا يا هادية
لن تتظاهر بعدم إمتنانها لوجوده قربها بهذه اللحظة , شئ ما بداخلها كان يحتاجه ويطلب دعمه هو تحديدا , للمرة الثالثه أخرجت مابجوفها حتى شعرت بألم أمعائها , تشعر بنيران العلاج الكيميائي تلهب جسدها , تكاتف الدوار مع الغثيان والألم عليها لتغمض عيناها بضعف مقيت يتسرب لخلاياها ومن بين خيوط اللاوعى التى تنسج شباكها حول عقلها أتاها صوته : هادية لا تهلعي هذه أعراض طبيعيه ,فقط تماسكى ياصغيرتى و حاربي للنهاية
فتحت عينيها بحيرة وهى تراه ينظر لها بخوف وألم ,همست داخلها : يالله هل يمكن أنه مازال يحبها !
نظراتها الحائره , قابلها بابتسامة مطمئنه وهى يسندها مع علا ,التى تناظره بانبهار كفارس من الأساطير, حتى وضعوها بفراشها ودثرها هامسا بحنو : ارتاحى الان
صامته هى بحيرة, نظراتها تطالبه بأن يشرح سر هذا الأهتمام , التفت مغادرا الغرفه بسرعه هامسا بداخله ( ومن أحق منى بالإهتمام بك حبيبتى )
xxxxxxxx*
منذ غادر وعلا لاتكف عن الثرثرة عن فروسية دكتور هاشم و أخلاقه , صفاته وشخصيته الفريدة
شعور من الحزن على حال الفتاه خالطة غيظ وغيرة جعلاها تتسائل : هل تحبين دكتور هاشم ياعلا؟
أحمرت الفتاه بشده , طفلة جدا قصيره وصغيرة بملامح هادئه والآن حمرة خديها وابتسامتها الحالمة أجابتا عن السؤال قبل أن ترد بوله : ومن لايحب فارس مثله , ألا ترين كم هو مميز , هو حلم كل فتاه هنا
رقت نبرتها بإشفاق وهى تردد : اتبعى عقلك يا علا , لاتندفي وراء حب من طرف واحد , سيعود عليك بألم مرير حتما
اختنقت الفتاه وهى تجيب بقلق: لكنه يعاملنى بلطف شديد , نظراته حانية للغاية و
قاطعتها هادية بتعقل : هذا اسلوبه مع الجميع . لا تجعلى أفكارك تنحرف لمسار وهمى , ليس كل من يعاملك بلطف واقع بغرامك , لاتنساقي خلف مشاعرك , جنبي قلبك الصدمات ولا تذيقيه الألم
ظلت علا تنظر لها بشرود, بينما أغمضت هى عينيها براحة نسبية على الأقل هى قدمت النصيحة وتبقي علا هى المسئولة الأولى والأخيرة عن مسار حياتها
xxxxxxxx
تجلس بزاويتها المفضلة تذاكر أكثر وأكثر ,تريد الحفاظ على تقديرها لتكون معيده بالنهاية , لتبقي الى جانبه
دكتور احسان
همستها لم تتعدى حدود عقلها وعيناها تلاحق طيفه بإنبهار , يالله شاب جاد للغاية لايبدو مستهتر كمحمد أبدا
عقدت حاجبيها بإستفهام متسائلة ( وما الذى ذكرك بمحمد الآن !)
شاردة أنت كثيرا هذه الأيام , أنسة صفا
والله للحظة شكت أنها نادته أو أنه خرج من رأسها ليقف أمامها ساخرا هكذا بغموض ,ضغطت على أسنانها بغيظ مردده ( اسمى صفاء وليس صفا)
إلتمع التلاعب بعينيه وهو يكمل بلامبالاه ( أحب الأسماء الثلاثية الأحرف)
أهدته إبتسامه صفراء وهى تتجاوزه قائله ببرود ( حسنا على أن أغادر الآن ,وبما أن اسم صفا يعجبك هكذا , ردده عشر مرات بسرك كلما رأيتنى بدلا من حديثك المستفز معى)
ما أن خطت خطوة واحدة مبتعده عنه حتى ناداها بنبرة غريبه (صفا)
لفت وجهها نحوه باستفهام ,لتجد ظهره يقابلها , بعدها تحرك ,يكمل طريقه وسط ذهولها دون أن ينظر نحوها هامسا باسم (صفا ) عشر مرات ,لثوان ظلت مصدومه بحركاته الصبيانية هذه ثم ضربت قدميها أرضا بغيظ متوعده إياه
xxxxxxxx*
تجلس كالمعتاد على سور شرفتها بالمشفي تضحك بشدة على محادثتها مع محمد و صفاء بنفس الوقت , كلاهما يشتكى لها من الآخر وهى تهدئهم كالأطفال , سرحت بفكرها مفكرة أنها لم تكن يوما تعتقد أن أى منهم قد يكون مغرما بالآخر ,الان هى شبه متأكده , إلا أن صديقتها المعقدة لا تدرى أنها بالفعل تحبه, أما خالها الحبيب أدرك مؤخرا أنه وقع بفخ العشق !
إبتسامه حزينه زينت محياها متذكرة الشاب الوسيم الذى كانت تحمر خجلا من رؤيته, وكانت تفر محتمية بوسادتها, حب برئ لم يكن لها نصيب فيه , تتمنى من الله ألا يحرم أحد لذة الفوز بالحبيب كما حرمت هى.
لن تكذب على نفسها ,همست بقلب ملتاع: نعم أحببت هاشم الحلم , هاشم الفارس الذى تتغنى به علا , إلا أننى لم أكن حينها بالقوة اللازمة للدفاع عن حبي, والآن بعد أن وجدت قوتى الخاصة لم أجد نفسي , خاصة والموت يحوم ويشدد خناقه , لن أقحمه بالأمر , لن أدعه يشفق على ولن أجازف بجعله يتألم بوجودى في حياته أو خروجى منها بغتتة
رأته بالأسفل كان يدخل المشفي , ولكن نظراته الحانقة التى وجهها نحوها جعلتها تعقد حاجبيها بتساؤل, قررت الخروج من الغرفه , أن تذهب إليه تريد أن تفهم سر نظرته دون أن تدرى أنه على أى حال كان قادما اليها !
فتحت باب الغرفه ,فقط خطوة تحركتها نحوه لتتسمر والجميع يقف حوله ممسكين بهداياهم وعلا تملأ الجو صخب وهى تقدم له قالب تورتة صغير , الجميع توافدوا نحوه يقدمون هداياهم مهنئين بعيد مولده, وهو من المفاجأه يضحك بقوة ترج قلبها رجا , ثم انسل من بينهم يتقدم نحوها هى ,عيناه لاترى سواها ,يتقدم أكثر ويهدم أسوارها أكثر وأكثر, يذيب الجليد الذى تصر على إحاطة نفسها به , وما ان توقف أمامها مباشرة حتى رفعت عينيها ناظرة له ببرود مردده : لم أحضر هدية
إبتسامة حانية, دافئة للغاية, ونظراته البشوشه ترافقت مع همسته التى دغدغت مشاعرها ( يكفينى أنك هنا)
طنين ما يملأ أذنيها , قلبها ينبض بعنف مؤلم ,مشاعرها المكبلة تثور وانقادت خلفه وهو يجرها برفق نحو علا التى تنظر له بهيام, ممسكه القالب بابتسامة بشوشة : أوقفها بجانبه تماما , ثم نظر لعينيها مباشرة وهو يردد : دعونى أتمنى أمنية قبل أن أطفئ الشموع
لثوان احتبست أنفاسها متسائلة بفضول ( ترى ماذا تمنيت !)
وبعد أن أطفأ الشموع نظر لعلا بابتسامة أخوية بحتة فسرتها خطأ جدا , ردد بامتنان ( شكرا لك يا علا أعلم جيدا أنك المحرك الأساسي لهذه الحفلة الرائعة)
أخفضت عينيها بخجل وحمرة قانية تلون وجنتيها متمتمه بهمس ( أنت تستحق دكتور هاشم )
أهداها إبتسامته الوسيمة , دون أن يدرى كم الغيرة التى أمتلكت قلب المريضه العاشقه , توجه لمكتبه بسعادة تبخرت فور دخولها الثائر خلفه , وهى تزم شفتيها بحنق مكتفة ذراعيها قائلة بحنق : هل لى أن أعرف سر نظراتك الحانقة نحوى بمجرد دخولك المشفي !
للحظة لم يستوعب وجمالها الطفولى يشوش ذهنه ولا يساعده إطلاقا , حاول الإبتعاد عن سحرها قدر الإمكان , فأبعد نظره عنها عاقدا حاجبيه بتفكير , لم تمر ثوان إلا ووجدته ينظر لها بغضب قائلا : كيف تجلسين هكذا على السور بينما تعانين من الدوار , هل عقلك في سبات؟
اغتاظت بشده وهى ترد: أنا بأفضل حال الآن لست متعبة ولا داعى لقلقك و أخلاقك النبيلة هذه التى تصرع قلوب الفتيات
نبرتها كانت لائمة حاول الفهم إلا أنه عجز , فنظر نحوها بصمت وعدم الفهم يلتمع بملامح وجهه
ازداد غيظها أضعاف وهى تدرك أن سحره الذى يسلسل به علا غير متعمد فما بالك لو تعمد ,! فلم تستطيع منع نبرتها الحانقه وهى تردد: علا مازالت صغيره و بسبب معاملتك الرقيقة جدا معها الفتاه غرقت بحبك
ضغطت بشده على كلمة جدا هذه ليقابلها هو بسؤاله المصدوم المستنكر : ماذا!
تكتفت وهى ترد عليه بغضب : هل رأيت الى أين أوصلتنا رقتك المفرطه.
أسبل أهدابه لثوان, ثم عاد يناظرها ببرود وهو يقترب نحوها متسائلا : ولم أنت غاضبة لهذا الحد؟
توترت وهى تردد بتشتت : أنا لست, لست غاضبه ولكن علا
باغتها بنبرة مستمتعه : هل تغارين؟
هتفت بتوتر أكبر : ولماذا أغار وممن أصلا أغار؟
ابتسم بمروغة وهو يردد: السؤال الصحيح , على من أغار والجواب الأصح, (على بالتأكيد)
همست بصدمة : هاشم!
أغمض عينيه قليلا وهو يردد: هاشم يحبك ويغار من زمن يا صغيرة , منذ رأى فتاة الثانوية التى كادت تبكى لمشهد بقصة تدرسها بمادة اللغة العربية
تراجعت خطوة بصدمه ففتح عينيه بمشاعر ثائره : هاشم صبر كثيرا وترك لك المجال لتعودى بإرادتك , إلا أنه ما عاد يطيق
باختصار هاشم يشتاق بشده و يغاااااااار بعنف
شعر بتشوشها فقال بسرعه : أنا لا أضغط عليك أو أطالبك بأى شئ سوى فقط اجابة سؤال واحد
نظرت له بصمت , بعدم استيعاب لتجده يناظرها بتوتر قائلا : هل تتزوجينى يا هادية؟
اتسعت عيناها بصدمه أكبر ,ودون كلمة واحده حتى , ركضت تاركه إياه خلفها , ما أعترف به وإن كانت تدركه إلا أنه كان صعب للغاية كى تستوعبه كحقيقة دفعة واحده , لا... لاتريده أساسا ليس الآن تحديدا
ظلت تركض دون الإنتباه لأنفاسها المتسارعه, ولا دوارها حتى وصلت لحديقة المشفي , وقفت مستنده على الشجرة خلفها هامسة بزهول : يا الهى لقد قالها أخيرا , لماذا الآن تحديد لماذا ؟
هل يجب أن تأتى تذكرة رحيلي حتى ينتبه لمشاعره , حتى يسارع بإخبارى بما هو حقي
ياربي كيف لي أن أتقبل هذا الأن , سوف أكون أنانية ومستغلة للغاية إن ارتضيت
نظرت للسماء بإرهاق شديد هامسه والدموع تلتمع بعينيها : يا الله كيف أتصرف الآن ,كيف أقنع قلبي بغض البصر عن حلمه , كيف أقتلع الشغف من أعماقه وكيف أقتل حبه بداخلى
لن أستطيع التصرف بأنانية وإلغاء صوت عقلي الذى سينعتنى بالأنانية والاستغلال إن وافقت
ياربي أشعر بداخلى إثنان يتبارزان , يثوران, ضد بعضهما يسيران بطريقين متضادين ووحدى أنا الضائعه الضحية بينهما


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس