عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-16, 11:36 PM   #3

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

الفصل الأول


(1)

بعد أربعة أعوام و نصف...
يقف أمام المرآة يؤدي طقوس استعداده اليومية، للذهاب للعمل... يصفف شعره بذات الطريقة كما عرفته، منذ أربعة أعوام...
بعدها يثبت ساعته البروجيت -التي يبدلها أحيانا بـ البريلتينج و مرات أخرى بـ الأولْيِس ناردين، بتركيز شديد،
ذلك التركيز الجدي الذي تراه على ملامحه ما أن يشرع بفعل أي شيء...
حتى عندما يتغزل بها، يفعل ذلك بذات التركيز!
بسمة هادئة ارتسمت على شفتيها و هي تقف خلفه لترتب هندامها هي الأخرى، لكن عينيها رغما عنها تخونها و تحيد لملامحه الوسيمة... سمعتها أكثر من مرة خلف ظهرها، و أمامه: لقد فازت بالرجل الوسيم... عينان داكنتان محاطتان برموش كثيفة يتوسطهما انف مستقيم ينتهي بشفاه لا تريد أن تذكر هنا فوائدها!... بشرة حنطية أفتح من بشرتها بدرجة تلائمت مع شعره البني الكثيف الناعم، و بشكل عام ملامحه متناسقة بطريقة تجعل أي امرأة تقع صريعة لهواة... أي امرأة سواها!
تنهدت و هي تنزع شعرة عن كتف سترتها قبل أن تسأل...
"هل ستكون حاضراً الليلة على العشاء ؟؟"
لم يلتفت إليها و هو ينهي تثبيت الساعة...
"بكل تأكيد... أنا لا أتخلف عن عشائنا العائلي أبداً".
هزت رأسها بإيجاب مؤمنة على كلامه دون تعليق، قبل أن تمرر فرشاة الشعر على رأسها...
"إنه ليس عائلي فقط..." ردت بهدوء و هي تدير رأسها يميناً و يساراً أمام المرآة...
"سيحضر عمي و زوجته... لقد دعوتهم... كما تعلم... اليوم الأربعاء".
لم تنتظر منه الجواب و هي تعلم حساسيته الشديدة من أقاربها... هو لا يعرف عنهم أي شيء... فقط ما احتاج لمعرفته، حين تقدم لخطبتها منهم... تنهدت و هي ترغم نفسها على عدم النظر لكتفيه اللذان اشتدا بطريقة لا تكاد ترى، ثم استرخيا مرة أخرى و هو يهمم بكلمة ما مواقفة، لتهز رأسها بلا معنى و هي تتأكد للمرة السادسة و الأربعين من هندامها...
رغماً عنها أصيبت بعدوى النظام منه...
أحياناً تجد أن الخروج بضفيرة فرنسية كارثة لا تليق بمحاضرة بالجامعة مثلها... أما ارتداء أي شيء ليس باسم ماركة أصلية يشبه خروجها دون ارتداءه!
أخذت نفس آخر عميق قبل أن تتأكد من حلتها الحكلية بسروال ليس بضيق مع جاكت ليست قصيرة...
شعرها مرفوع بعقدة أنيقة خلف رأسها...
زينة جد محدودة بكحل و مكثف رموش، و أحمر شفاه شفاف...
الاثنان يعيشان صباحاً عادياً، معتاداً...
هادئاً يبدو مستقراً!
لكن كل هذا تبخر و قنبلة تنفجر مقتحمة الغرفة دون استئذان!
"أبي..."
انخفض بعينيه تاركاً كل ما كان بعقله يتبخر ليركز مع الطفل الذي يتعلق بساقه بمحبة...
"يزن... ألا تجيد طرق الأبواب!"
كان يحاول أن يبدو جاداً و هو يحمل الصبي غير مبالي بحلته المكوية بعناية ليكون وجهه مقابل وجه والده...
"لقد أردت أن أطرق الباب لكن نهاوند أخبرتني أن أودعك أنت و أمي، قبل أن أخرج للروضة!"
عقد حاجبيه بتفكير عميق و هو يحدق بالطفل لثانية، قبل أن يرفع رأسه ليحدق بالفتاة التي ترتدي زي الخدمة، تقف قبالة الباب المفتوح بهدوء... نظرته لها لم تتجاوز عشر الثانية قبل أن يعيد تركيزه للفتى الذي يحمله...
"خير فعلت نهاوند، لكن هل نسيت أيها البطل أنني سأتناول الافطار معك بعد لحظات، ثم إن أمك اليوم سوف توصلك للروضة؟!"
هز الطفل كتفيه بلا معنى، و هو يشير إلى الفتاة التي بدأت تتوتر و هي تقف أمام الباب لا تلج و لا تتحرك...
"نهاو... أعني ربما أمي مشغولة و أستطيع الذهاب مع العم زياد!"
ظل ينظر للطفل المحمرة ملامحه لفترة طويلة، و هو يعلم أن الفتاة قد نزلت، ليجد يد زوجته تمتد لتتلقف الفتى منه بهدوء... لحظات شعرت برفضه أن يسلمه لها، ثم بهدوء ناولها إياه، و هو يقول للفتى...
"يبدو أن نهاوند نسيت جدول ايصالك أنت و عمر للروضة، لذلك هي حاولت أن تنبهك لشيء خاطئ... سأذهب و أتحدث معها..."
ثم نزل للأسفل بهدوء.
***
كانت تنتظره...
فعلت فعلتها لتتحدث معه...
ربما يقرعها، و ربما ينفجر بها... لكنها تنتظر أن ينظر إليها ككائن حي لا حشرة تبدو غير مرئية، لا مشكلة من سحقها و لا أهمية لبقائها!!
"آنسة نهاوند..."
الكلام يخرج من شفاه مضمومة و أسنان مطبقة...
لكم حلمت بكلاهما بطرق لا تليق أن تُسرد هنا!
"نعم سيد علاء..."
التفتت إليه برقة و هدوء و جسد متمايل راقص...
"كم مرة أخبرتك ألا تتدخلي بحياة يزن من قريب أو بعيد... من الأصل أنت وظيفتك لا علاقة لها بتربية يزن... أنا و أمه فقط المعنيان... كم مرة قلت هذا الكلام؟!"
شحبت ملامحها بطريقة مؤلمة لأي ذكر بدم حار... لكن سيدها كان يبدو بدم أزرق!
"آسفة سيدي، إن كنت تجاوزت الحدود... لكنني حقا ظننت أن السيد زياد سيأت ليوصله إلى الروضة..."
رفع عينيه لأعلى بطريقة ضجرة، قبل أن تنثني شفته باشمئزاز...
"يبدو أن مسماك الوظيفي كان غير واضح لك آنسة نهاوند... أنت هنا فقط مدبرة منزل... علاقتك فقط بالمنزل... بالأثاث... عدى ذلك فلا شأن لك... هل هذا مفهوم؟؟"
ابتلعت ريقها و اهانته لها تمزقها... لكن بمازوشية عجيبة أُحبت بتنمره عليها...
"نعم مفهوم سيد علاء..." تحدثت بخضوع و هي تخفض رأسها للأسفل....
"أعدك ألا أتدخل بما لا يندرج تحت بندي الوظيفي!"
هز رأسه برضى، و هي تستأذن، قبل أن يلتفت ليزن الذي ينزل على الدرج مع والدته، المنظر كما كل مرة أشعل به شعوراً غريب...
رضى ناقص، أو نقص راضي!
كل شيء كما أراد...
أسرة هادئة..
زوجة مهذبة من نسب يليق به...
سيدة ارتضت أن تخصص أول ثلاثة أعوام من عمر طفلها، له بالكامل...
كان هذا شرط اشترطه عليها لكي تكون زوجته...
أن تكرس نفسها بالكامل لطفلها، و زوجها...
لا لم يكن ترتيبا عشوائيا...
بل هو هكذا... هو يريد لابنه –قبل كل شيء- الأفضل...
يريد بيتاً يكون الولد هو الأول..
هو الملك...
يريد أن يعطيه كل ما لم ينله...
عمله ينتهي بعد الخامسة...
عملها – الذي عادت إليه مؤخراً- ينتهي قبل ذلك بساعة...
الاتفاق كان بينهما واضح...
لو أهملت بيتها و زوجها و أولادهما فستخرج من اللعبة بكل بساطة!
حلبة زواجهما لا تتسع للمتخاذلين
يجب أن تتحمل –بصبر- كامل الركلات و اللكمات لتستمر،
و قد بدأت المعركة قبل زواجهما باتفاق موقع!
اللكمة الأولى هي تركها للعمل ما أن تنجب طفلها...
و بنقاش طويل وصل كلاهما لحل وسط و هو أن تتركه أول ثلاثة أعوام من عمره قبل أن يلتحق برياض الأطفال...
الركلة الأولى أنه لا طفل وحيد..
بل لا يقل عدد أطفاله عن أربع...
هذا على الأقل...
الوحدة قاسية تجرعها بمرار محرق... و عندما اكتشف أنه يوجد من يسمى أخ له، كانت عواطفه نبضت!
اللكمة الثانية، جميع الواجبات الأساسية في المنزل عليها...
لن يأكل من يدي طاهي غريب، أو يرتب حاجياته الخاصة –هو و ابنه- خادمة ما...
هذا لا يعني أنها ستعمل سخرة، لكن يوجد خدم لديه ليعينوها...
الركلة الثانية... وجبة العشاء وجبة مقدسة لا تترك إلا على فراش الموت...
و هي وجبة عائلية... لذلك لا زيارات و لا دعوات...
و بنقاش آخر تنازل لأن يكون عشاء يوم الأربعاء مخصص للدعوات...
و أما لماذا يوم الأربعاء، لا يوم اجازة؟؟
فهو واضح لكي لا يطيل الزائر المتطفل تواجده...
باختصار أنت هنا في زواج حقيقي...
ليس لعبة كالتي لعبتها حماتك...
لن تتنقلي من بيت لبيت، ناسية ان لك بيت!...
لن تقلبي الدعوات الاجتماعية السخيفة...
لن يكون لأحد الأولوية بحياتك بعدنا...
و بالمقابل...
أنت حصلت على زوج و دار!
***
يده على المقود يحركه باقتدار بينما أفكاره في كل مكان...
بسمة جذلة ترتسم على شفتيه و هو يشعر بأنه وصل للقمة..
القمة؟؟
غريب هذا التعبير...
فحياته كلها معكوسة!
المهم أنه راضي عن نفسه...
ناور قليلا بين السيارات، يتحرك أفقيا أو بانحدار أو بأي اتجاه فقط ليصل لهدفه، عالما أن سيارة فريق حراسته تتبعه كالظل...
البسمة تتسع...
الآن هو رجل الأعمال العربي الأول، و نصف الغربي كذلك!...
اسمه أصبح علامة تجارية...
منتجاته هي الأولى...
و أسهمه هي الأفضل.
الواجهة غربية تدعمها جنسيته الأمريكية...
أما الباطن فهو تفوق فوق تفوق...
كأس النجاح غالي جداً...
ثمين...
يجب أن ترشفه ببطء و استمتاع...
ببطء...
ببطء شديد، كي لا تثمل و تتوقف عن اكماله...
ثم تصل للقاع...
و قاع الكأس هو ألذ نكهة به...
نكهة مختلطة تدوم للأبد!
و هو للأمانة لم يصل للقاع بعد ليستطعم تلك النكهة!
لذلك مازال يرى أفقا خلف الأفق و يرى كونا خلف الكون،
و يرى حاجة تجبره على الركض خلفها...
يوجد شيء يريده و لم يصل له...
مازال جائعا يقظا و لم يفقد عقله بنجاحه!
أخذ نفس عميق و هو يوقف السيارة أمام الفندق.
نجاح آخر و احتفال آخر و دمج آخر...
و هو دائما السيد!
نعم هو السيد...
استراح على كرسيه ينعم ببعض الهدوء قبل الصخب الذي سيواجهه بالداخل..
ذاكرته عادت للبدء...
لمعلومات كان يجمعها منذ أن عرف أنه له أخ...
أخ من أم واحدة!
أم؟؟
من الممكن أن نقول أنها فقط رحم حاضن...
فلا أم حتى في الضواري، تترك ابنها ما أن يولد لوالده!
ما من أم تفعلها...
نعم بدأ الأمر ما أن عرف أن أمه على قيد الحياة...
و أنها تركته لعقد في داخل روحها...
كانت خارجة من طلاقها من والد علاء...
و رحلت لأمريكا لترتاح نفسيتها...
ثم رأته...
والده...
صاحب مطعم عربي مميز...
ورثه عن والده العربي و أمه الأجنبية...
أمريكي محترم بدين الاسلام...
كان شيء غريب عليها... أن ترى التدين في رجل ليس بملامح شرقية، و لهجته العربية منهكة!...
لكن شرارة قدحت بينهما...
و رحلة الاستجمام تحولت لرحلة حب...
و بعدها حدث زواج سريع، و حمل أسرع...
بحث كثيرا ليعلم إن كان ثمرة حب بالحلال أم بالحرام...
لكنه لم يصل لشيء!
ثم؟؟
لا يعلم...
جنون لبسها في مرحلة ما...
تركت الولد ما أن لفظه رحمها و كأنه ورم ضخم لا فائدة منه...
و لا ضرر!
لفظته و تركته له...
وأما هو فقد نسي...
نسي أن الوالدين عبارة عن أم و أب...
نسي كلمة أمي...
ثم عاد يتذكر...
يبحث... يستفسر... يسأل!
المربيات البديلات لم يكن أم ملائمة...
من ناحية أخرى كان والده قد تضرر بعد فعلتها، فما عادت الحياة الزوجية له راحة...
فقط يبحث عما يشبع رغباته بأي طريقة...
إلى أن كبر الولد...
و رآه في لحظة ما مع امرأة ما شبه عارية على أريكته في منتصف الظهيرة...
لا يدري ما الذي تبدل وقتها...
كان في الثامنة من عمره، و ليس أحمق...
بل علامات العبقرية بدأت ترتسم بوضوح على وجهه...
لذلك كان يعلم كل شيء يفعله والده...
بل بداخله فهم و حلل و قدر دوافعه...
ثم عذره عليها!
المهم أنه بعد هذه الواقعة،
اختفى الرجل من الدار ليومين..
يومين و الكل لا يعلم أين هو!
ثم عاد...
عاد رجلا آخر... أب حقيقي...
أخبره أنه تاب عن كل مجونه السابق...
أخبره أنه سيكون هما فقط فريقا واحدا...
لا شرب و لا شهوات و لا قذارة...
و لا نساء!
و لأول مرة بحياته يجد من يوفِ بوعده!
بسمة ترتسم على شفتيه و هو يشعر بقوة الرابط بينه و بين والده...
هو الرابط الوحيد الحقيقي النظيف في هذه الدنيا!...
البسمة تنكمش و ذهنه يعود للخطة...
يبحث عن الأم التي أنجبته...
يعلم شذرات مهمومة من والده عنها...
مهما بذل جهدا ليعلم أي تفاصيل، يجد (لا) كبيرة تصده عن المحاولة!
لذلك بحث بنفسه...
و عرفها...
امرأة ملول...
تنجرف مع رغباتها و تحققها...
الزواج ليس حياة و لكنه كرسي انتظار!
و لا شيء يمكن أن يجعلها تتشبث بالاستقرار...
لا يعلم أهي باحثة عن الذهب أم المتعة أم شيء لم تعرفه هي بعد...
يتأمل صورها و كل يوم شعور جديد ينمو فيه...
لا تشبهه بشيء معين، لكنها موجودة بنصف جيناته!
يتخيل اللحظة التي سيتعرف بها عليها...
اللحظة التي سيفخر بتواجده في هذه الدنيا كاملا عليها...
ثم بدأ الحلم يخبو...
بدأت أهمية رضاها عنه يقل...
انتقامه، و وجعه منها بدئا بالانكماش...
كتفي والده تمددا ليتحملا كامل كلمة والدين...
ثم؟؟
ثم حدثت المعجزة...
هارفارد...
عبقري ملول
شركة انتل تظهر من اللامكان... تتبناه بالكامل، و هو مازال في السادسة عشر من عمره!
عرض مستحيل...
لا يعلم لم قبل به...
رغم أن خططه مرسومة بدقة و لم يكن لهذه الشركة أي مكان
لكنه قبل..
وافق...
و عرف العالم...
عرف كيف يديره...
عرف ما يريده...
ثم خرج من اللعبة في الوقت الذي أراده...
ثروته الفعلية محدودة،
و ثروته في عقله متضاعفه...
لكنه احتاج لنقطة بدء...
احتاج لكي يحدد أساسيته...
يحفر عميقا، عميقا، لتنصهر مع أصل الأرض و براكينها و اللافا...
لا يمكن اقتلاعه...
ليكون ثابت...
و منتصر!
***


eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس