منزل سليم
اغلقت هيا بنطال صغيرها عاصم الذي برغم من عمره الذي لا يتجاوز الشهران اﻻ انه يتعبها كثيرا اثناء تغيير ملابسه فهو شقي مثل والده
والده سليم ابتسمت بحب و هي تنظر لشبيه ابوه سليم الذي قلب حياتها من هدوء و ملل الي العاب بهلاونيه
فالماكر استغل رغبتها في السفر لالمانيا للتعاقد مع الشركة هناك في التعجيل باقامة الفرح و اقنع والدها و اخيها ان بعد انتهاء عملها سيبدأ شهر العسل هناك و اثناء وجودهم ينتهي معتصم من المتبقي من التجديدات في شقتهم
عندما زارت شقته انبهرت بالديكورات و تصميمه الفريد للاثاث بكل غرف المنزل باستثناء غرفة النوم الذي قال لها انه تركها لذوقها و اختيارها
ﻻ تنكر انه فنان في مجال تصميم الاثاث فكل ركن بالمنزل تشعر به بحميمه و انتماء بمجرد وقع نظرها عليه لذلك اصرت عليه ان يتولي هو تصميم حجرة النوم و قد كان فكانت النتيحة رائعه
و تم زفافهم بعد اقل من شهر من عقد القران و بعدها باسابيع قليله حملت بصغيرها عاصم الذي اصرت بالبداية علي تسميته بمعتصم لكن معتصم رفض و قال يكفي معتصم واحد بالعائلة غير انه اسم ثقيل لطفل صغير فحاول سليم ارضاءها و اقترح اسم عاصم قريب من معتصم و تتشابه حروفه معه
هكذا هو سليم يجيد ارضاء الكل و بنفس الوقت يعلم كيف يستغل كل الظروف لصالحه بدون اغضاب احد
حياتها معه تحولت اي حياة ملئية بالمغامرات و المرح فلم يوقفهم حملها و جعله يبدأ بيات شتوي من اجل الحمل
بالعكس بعد ان طمأنتهم وردة ان صحتها ﻻ تشكو من اي مشاكل و ان بامكانهم السفر بعد الشهر الثالث مع مراعاة عدم عمل اي مجهود زائد فلم يضيع وقت و اصبح يستغل أي عطله للسفر
سافروا مرة الي الأقصر و أسوان و بعدها عدة ايام الي الغردقة ثم سافرو الي تركيا و آخر سفرتهم كانت لاسبانيا و منتظرين إجازة العيد للسفر الي شرم الشيخ عدة أيام
مديرها يكاد يفصلها من عملها من كثرة تغيبها عن العمل و لكن لانها متميزة بعملها التي ﻻ تقصر به برغم من سفرها الدائم فيتحمل و يقنع نفسه باهمية وجودها خصوصا بعد الصداقة العجيبة التي نشأت بينه و بين سليم في سفرتهم لألمانيا
الصداقة التي لم تتوقع حدوثها في اكثر احلامها جموحا لكن ماجد و سليم تآلفوا بطريقة مثيرة للعجب و ماجد اصبح ضيف اساسي باي من احتفالتهم العائلية خصوصا بعد اعلانه لخطبته من احد زميلاتها بالعمل التي علمت من سليم انه يحبها منذ مدة كبيرة و لكنها كانت ترفضه خوفاً من مغامراته و نزواته المتكررة
هنا فهمت سر صداقتهم فالظروف المتشابهه في قصة حبهم و شخصياتهم المحبة للانطلاق و المرح جعلتهم يتفاهموا سريعاً مع بعض
قطع سليم افكارها بدخوله الصاخب بعد ان جذبها من معصمها و اهداها قبلة طويلة تعبر عن اشتياقه لها ثم لعب بغرتها باصابعه العابثة قائلا : لم تنتهي بعد من ارتداء ملابسك ﻻ نريد ان نصل متأخرين ككل مرة سمعتنا اصبحت في الأرض
هزت كتفها قائلة ببراءة : الوقت كله يذهب في تحضير عاصم التأخير ليس مني صدقني
ضحك قائلا : عاصم عمره شهران ليس الا و نحن نتأخر بكل مواعيدنا بعد عودتنا من شهر العسل بعد ان كنت اذهب اول شخص لاي ميعاد برايك ماهو سبب التأخير !!!!
ابتسمت بمشاغبه قائلة : انا ﻻ اسيتطع ابدا الانتهاء بالوقت المظبوط صدقني ﻻ اعلم ماهو السبب
ارتفعت ضحكاته و قال بخبث : ما رايك بوجود سبب هام و حيوي للتأخير
ضربته علي كتفه و قالت : كف عن وقاحتك عاصم مستيقظ ﻻ اريده يكون وقح مثلك فهو يسمع كل كلمة تقولها و يخزنها بعقلة الباطن
ابتعد و اخرج بدلته كي يرتديها و قال بدعابة : يكون وقح مثلي احسن من ان يكون جلف مثل خاله
خبطت قدمها بالارض بغضب و قالت : اترك معتصم بحالة ﻻ اعلم سر حبك لمناغشته بكل لقاء لنا
ابتسم و هو يرتدي القميص : حبيبتي انا و معتصم هكذا منذ تعرفنا علي بعض اي انه شئ ليس بجديد علينا
حاولت الكلام و لكنه اقترب و حمل عاصم منها قائلاً هيا ارتدي ملابسك سريعاً كي ﻻ نتأخر اكثر من هذا ﻻ نريد اغضاب مالك بوصولنا بعده |