عرض مشاركة واحدة
قديم 15-12-16, 11:23 AM   #2

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,475
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رابط لتحميل الرواية



(شارع القصر )

-أنا -
أنا أكره الطائرات ..
هكذا فكرت ، وقررت والطائرة تنحدر بنا نحو مطار الخرطوم .. ومالذي سيجعلني أحبها ؟ مثانتي ممتلئة حتى حوافها والإهتزازات تزيدها إشتعالا ولكنهم بمنتهى اللامبالاة بحقوق الإنسان قرروا أن : أربطوا الأحزمة وأمتنعوا عن التدخين .. كل ما هو جميل ممنوع داخل الطائرة بالمناسبة .الساعة الثانية عشر ظهرا تلمس عجلات الطائرة مدرج المطار الوحيد ، تجري بحرية مستمتعة بذلك الأسفلت النقي الخالي من المطبات ، الذي حرمت منه جميع سيارات البلاد ، ثم تستدير لتلقي بحملوتها .فتحت هاتفي المحمول لأطلب رقم صديقي طارق الذي من المفترض إنه الآن داخل صالة الإستقبال في إنتظاري :
- أنا وصلت إنت قاعد في الصالة ؟
- حمد لله على السلامة ، أنا منتظرك
على مرايا صالة الوصول رحت أتأمل وجهي المرهق من السفر وإمتلاء المثانة ، وجه شخص مستعد لدفع نصف عمره مقابل العثور هنا والآن على حمام .. داخل الصالة ووجدت طارق وهو يمسك بلوحة كبيرة كتب عليها بالحبر الشيني : أمين ، إبتسمت في قرارة نفسي من هذه المزحة من شخص هو مزحة في حد ذاته بحجمه الضخم وملامحه الطفولية .. فتح ذراعيه على إتساعها وهو يهتف :
- أبو اللمييييين مشتاقين والله
لديه عناق في السلام بوسعه تحطيم أضلاع فيل ، وأنا يا سادة كنت ممتلئ بمعنى الكلمة ولا ينقصني أي ضغط لأنفجر لذلك إبتعدت عنه مسافة متر كامل وأنا أقول متوسلا :
- كلو إلا سلامك البايخ ده يا طقطق أخوك في مرحلة حرجة والله
بنظرة واحدة لوجهي فهم ماهية المرحلة الحرجة التي أتحدث عنها ، وضحك ملء شدقيه وهو يشير لإتجاه الحمامات .. نادرون هم الأصدقاء الذين يفهمون حوجتك للحمام بمجرد النظر لوجهك .. لو عثرت على أحدهم فلا تفرط فيه .. وحين عدت إليه بعد عشر دقائق كنت منتعشا بإحساس فراغ رائع جعلني أضع يدي حول كتفيه العريضين ونحن نمضي خارج المطار وأنا أقول متأملا الشوارع والبنايات :
- أخيرا عدت للوطن ، حمدا وشكرا لك يارب
قال لي طارق وهو يشير لأقرب صاحب عربة أمجاد لتوقف :
- ما حابي أحبطك يا أمين بس حبيت أفكرك إنك كنت في الغرب وليس في سنغافورة
قلت له وأنا أحتل مقعد الأمجاد :
- عارف ياخ
قال لي مستمرا في إحباطه :
- وعارف كمان إنك خليت الشغل هناك وراجع فاكر الخرطوم جنة وحتفتح ليك أبوابها
الأصدقاء الذين يفهمون حوجتك للحمام يأتون دوما بثمن باهظ وهو إنهم محبطون وسليطو اللسان ولا حل لك لكي تعيش معهم إلا بمد لسانك لأطول مدى :
- بالمناسبة شايف كرشك زادت من يوم إتزوجت
ربت على كرشه بفخر كما يفعل كل سوداني أصيل تقال له الجملة أعلاه وقال لي مبتسما ما يجب أن يقال :
- ده العز يا أبو اللمين
قلت له بصراحة شديدة :
- الحاجة الأنا عارفها وعارفنها الناس كلهم هي إنو البطن البتكبر بعد العرس بفترة هي بطن العروس لكن إنت أول إستثناء للقاعدة يقابلني في حياتي
ضحك سائق الأمجاد بشدة وكظم طارق غيظه ندما على مجاراتي في حوار يعرف تماما إنه سيخسره لذلك غير الموضوع بسرعة وهو يقول :
- حنوصل البيت تاخد ليك حمام وتاكل وبعدها نطلع على المستشفى
إستعدت جديتي بسرعة وأنا أعتدل متذكرا أهم أسباب عودتي .. مرض صديقي مصطفى .. سألته :
- الزول ده حاليا حالتو كيف ؟
صمت لحظات تغيرت فيها هيئته المرحة تماما ، وعبرت سحابة قاتمة وجهه وهو يقول :
- الحمد لله على كل حال يا أمين .. أمس نقلوه من المستشفى ونحن ما حنمشي ليهو في مستشفى الشعب
سألته بقلق :
- نقلوه وين ؟
صمت لحظات بلع خلالها ريقه وقال :
- المركز السوداني للعلاج النووي
نظرت له متسائلا أكثر ، فقال بإختصار دون أن ينظر لوجهي :
- مستشفى الذرة
( يتبع )



التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 15-12-16 الساعة 03:34 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس