عرض مشاركة واحدة
قديم 17-12-16, 07:50 AM   #5

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


بيت العنكبوت 3
- المسار –


شوارع المدينة صامتة وهادئة ..
لا أطفال يلعبون .. لا طلاب عائدين من مدارسهم .. لا حافلات تنقل الناس .. لا شرطة .. لا جيش .. لا شئ .. الهجوم الأخير هذا الصباح جعل كل الناس تقبع مذعورة في بيوتها .. مدينتي الجميلة التي تغنى بها الشعراء وهفت إليها القلوب .. الدروب التي جريت فيها طفلا وتسكعت فيها صبيا فتيا .. شارع المدارس .. مدرستي الثانوية أرض أحلام الصبا .. مدرسة البنات المسورة بالأشجار التي تسلقتها ذات يوم لأحضر الإحتفال وأسمع إيمان حبيبتي وقتها وهي تشدو ب( اليوم نرفع راية إستقلالنا ) .. السوق الشهير .. المكتبات .. الإستاد .. ساحة الإحتفال .. محطات الوقود .. المساجد .. الكنيسة .. كل هذا تلاشى وذهب تحت وطأة زمن الدم والدموع .. أقود سيارة اللاندروفر عبر الطرقات متلفتا علني أبصر إنسان يجعلني أشعر بالأمان وبإنني لست في مدينة أشباح .. ولكن لا أحد هناك .. لقد تعلموا إنه لم تعد هناك سيارات تسير في الشوارع غير سيارات التاتشر العسكرية .. كل صوت محرك يخيفهم لأنه ربما يأتي من بعده صوت الإنفجار .. يسلمني الطريق إلى خارج المدينة فألتفت لألقي عليها نظرة أخيرة .. أكبر إحتمال إنني لن أراها مرة أخرى .. لو نجوت من الطريق الطويل سيقتلني المرض أو الجوع ولو وصلت وعشت سأعيش بقية حياتي مع ( آية ) .. آية ؟؟ أوقف السيارة جوار الطريق وأفتح جهاز اللاسلكي .. شوشرة وصفير ثم بعد قليل يأتيني صوت معتصم :
- ألو .. (س) .. إنت وين ؟
أقول له وأنا أرمق الجبل الشامخ خارج المدينة :
- أنا طلعت من المدينة ولو ما لقيت مشاكل أو قوات في الطريق أو الوقود قطع حأصل بعد بكرة تقريبا
- معاك أكل وموية
- معاي كرتونة بسكويت وباقة موية .. أسمعني ممكن تنادي لي آية ؟
- دقيقة بس هي ساكنة في مجمع البنات حأناديها وأرجع ليك
صمت طويل لا يقطعه غير صفير الرياح في الخلاء .. دقائق ثم سمعت صوته :
- (س) .. معاك آية أنا حأخليكم شوية
يأتيني صوت البلبل مغردا بحزن وإشتياق :
- (س) .. إنت وين؟ وصحتك كيف ؟ معتصم قال لي إنك عيان طولت .. عندك شنو ؟
صوتك وحده يا آية يخفف آلامي كما كنت دائما .. أقول لها :
- أنا كويس وحاليا طلعت من المدينة وجاي ليك .. عارفة أنا حاليا وين ؟ تحت الجبل الحكيت ليك عنو ووعدتك إني حأسوقك ليهو يوم
جاوبني صوت بكاءها المرير وهي تردد :
- الله يوصلك بالسلامة يا (س)
- أنا حأقفل عشان متحرك يا آية يلا مع السلامة
- لا إله إلا الله
- محمد رسول الله
قوديني أيتها اللاندروفر .. قوديني .. لم تهطل الأمطار طوال العام الماضي .. اللعنة التي أصابت الأرض أصابت السماء .. السهول الخضراء والزروع التي كنت أراها من نافذة البص وأنا عائد من الخرطوم صارت أرض جرداء يمتزج فيها الأصفر بالرمادي .. تنهب السيارة الأسفلت وتتسارع على جانبي الطريق الأشياء .. لافتات محطمة .. أعمدة كهرباء مكسورة وأسلاكها تتدلى متأرجحة مع الرياح .. بص سياحي محروق ومقلوب على جانب الطريق وعلى جسده عشرات الثقوب .. يميل الطريق وأميل معه قد أقتربت من مدينة (أ) .. من بعيد أرى تلك السيارات .. عشر سيارات تاتشر قوية لونها مموه يقف في وسطها عمود فولاذي ليحمل مدفع الدوشكا .. نهاية المسار كما يبدو .. ببطء أوقف السيارة وتدنو مني القافلة .. تحيط باللاندروفر إحاطة الثعبان بالأرنب المذعور .. قلبي يخفق بقوة وغمامة من السواد تكتنف رأسي .. ثلاثة منهم يقفزون شاهرين بنادقهم ويتجون نحوي ليفتحو الباب وأحدهم يأمرني :
- أنزل
مظهري النحيل المزري ووجهي السقيم لا يوحيان بأي مقدار من الخطورة لهذا قادوني لسيارة قائدهم والبنادق مصوبة لرأسي .. على مقعد التاتشر الأولى جلس قائدهم .. جسد قوي وزي جيش مموه ولثام أخضر تطل منه عينان صارمتان مثل أعين النسور .. قال لي :
- إنت منو وبتعمل شنو هنا ؟
كان رأسي يدور وينبض بالألم لهذ تهاويت أرضا قبل أن أرد فرفعني الجنود لأواجهه من جديد وبصوت مرتجف حكيت له من أنا وقصتي .. صمت لحظات ثم قال :
- عارف نحن منو ؟
- لا .. لكن شكلكم والله أعلم من قوات حركات التمرد .. صح ؟
- كان زمان إسمنا كده بس حاليا بما إنو مافي حكومة فنحن ما متمردين .. نحن قوات نظامية مسيطرين على مدينة (أ) بالكامل وحاليا بنطارد في قوة إستطلاع من قوات ال(ج) .. بتعرف قوات ال(ج) ؟
- وفي زول ما بيعرفهم ؟
- قلت إنك مهندس إتصالات ؟
- أيوا
- بتعرف تصلح أجهزة الثريا ؟
- تقريبا عندي فيها خبرة كويسة
أخرج من جيبه جهاز ( ثريا) للإتصال عبر الأقمار الصناعية وناولني إياه قائلا :
- لو صلحتو حنسيبك تمشي وحنديك شوية بلح وموية .. رأيك شنو ؟
تناولت منه الجهاز العتيق ماركة (هيوز 7100 ) المنقرضة والتي للأسف في زمن العصر الحجري الإجباري هذا صارت لا تقدر بثمن ..إختبرته بسرعة لأعرف هل المشكلة سوفت وير أم هاردوير فوجدتها مشكلة بسيطة في إعدادات البطاقة ضبطها في ثوان وناولته له ، فرأيت شبح إبتسامة على عينيه وه يقول :
- تمام صلحتو وأنا راجل بلتزم بكلمتو .. عبود
جاء المدعو عبود فأمره :
- أدوهو باقة موية ونص ملوة بلح وخلوه يمشي
قلت له وأنا أتلفت :
- حتخلوني أمشي .. عادي يعني ؟
أنزل لثامه فرأيت وجهه الحازم وهو يقول :
- نحن ما بنقتل مدنيين
قلت له بتردد :
- والوضع ده حيستمر كده لمتين ؟
- وضع شنو ؟
- قصدي لعبة القط والفار بينكم وبين ال(ج) .. تدخلو مدينة هم يطلع منها ، يدخلو هم وإنتو تطلعو
إبتسم كأنه يتمع إلى طفل وقال لي :
- حتطول اللعبة دي شديد يا باشمهندس لأنو لو قدمنا النية البيضاء ورمينا السلاح بكرة حيضبحونا
وأكمل وهو يشير لسائقه ليتحرك :
- أعمل حسابك من قوات ال(ج) لو لاقوك ما حيعاملوك زينا كده
تحركت القافلة المدججة مبتعدة عني فرجعت لسيارتي حاملا وأنا أمضغ بلحة حاملا غنيمتي من الماء .. الوقود سيكفيني حتى مدينة ( ك) لو لم أجد مشكلة لهذا توكلت وأدرت المحرك لأنطلق في مساري من جديد .. ساعة .. ساعتين .. يتمدد الطريق طويلا أمامي ملتويا .. الحر وصوت الممحرك الرتيب .. الآلام تدق ناقوسها في رأسي وعضلاتي .. ولكني أجرع الماء وأرشه على وجهي لأواصل الطريق .. ثم سمعت صوت الطلقة من بعيد .. طلقتين إخترقتا الزجاج الأمامي وغاصتا في المقعد المجاور لي .. توقفت بفرملة قوية فعبرت رصاصة ثالثة لتكسر المرآة الداخلية .. خمسة سيارات قوية تلوح في الأفق .. الدوشكا يطل من بعيد بفوهته السوداء والأزياء التي هي مزيج من أزيء جيش وأزيء مدنية مع اللثام الذي تطل منه عيونهم الميتة .. قوات ال(ج)
يتبع



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس