عرض مشاركة واحدة
قديم 14-06-09, 12:28 AM   #12

منة الله
 
الصورة الرمزية منة الله

? العضوٌ??? » 53821
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 186
?  نُقآطِيْ » منة الله is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الرابع

كم انا بلهاء

سألها بارت وهما يسيران فوق الرصيف يلفحهما هواء الليل البارد ونفخ الريح بأوراق من علي الطريق لتمر امامهما وتراقبها كلير تتقلب متجاوزة واجهات المحلات ثم تختفي في الظلام .
" ما الذي غير رأيك "
" الا يمكنن يهذا بدون ابداء السبب ؟ "
اخذها نحو سيارة سوداء فخمة متوفقة عند المنحني " لا يهمني السبب طالما انت معي " فتح السيارة وساعدها على الدخول ثم استدار ليصعد قربها ويداه على المقود " لكن ماذا سيظن كارير بكل هذا ؟ "
احمر وجهها وهزت كتفيها "انا انسانة حرة "
" صحيح ؟ " لكنني لم افهم هذا لتوي فقد أسرع نحوك ليفصلك عني ولم يحاول اخفاء هذا وفهمت تماما النظرة التى رمقني بها لكنك عاندته فجأة ؟ هل تستغلين وجودي كلير ؟ "
" استغل وجودك ؟ " تنهدت " لم افكر بهذا "
" لا ...؟ عجبا لكن لن يعجبني الامر لو فعلت وهذا انذار عادل لك "
فسألته " الى اين نحن ذاهبان ؟ "
"سترين "
" كم انت غامض " لكن بالكاد انا اعرفه فهل انا مجنونة لأفعل هذا ؟
أوقف السيارة في كراج تحت الأرض فنظرت من حولها بريبة واستدار ليفتح لها الباب ثم يقودها نحو المصعد
" اين نحن ؟"
فتح باب المصعد وأدخلها ثم بدأ المصعد يرتفع فكررت السؤال " اين نحن ؟ "
" كدنا نصل "
سمعت نفسها تقول بذعر " انا لا أثق بك "
ابتسم وأحني رأسه ينظر اليها " لا ..؟ "
مرر يده على خدها الملتهب ثم استدار عنها بعد ان توقف المصعد وانفتح الباب ، الممر الذي أخرجها اليه كان مغطي بالسجاد الكحلي الكثيف وأخذت نبضات قلبها تضج في اذنيها " هذه شقتك اليس كذلك ؟ "
ابتسم دون ان يرد فصاحت به " أتظنني حمقاء ؟ لن ادخل شقتك في مثل هذه الساعة من الليل "
لمس زر الجرسى على الحائط قرب الباب فاستدارت كلير على عقبيها مذعورة لتعود الى المصعد فمد ذراعه ليمسك بها ويعيدها يبقيها الى جانبه بسهولة وهى تقاومه ، كانت لا تزال تقاومه بشراسة حين انفتح البا ب فتوقفت لتحدق بامراة قصيرة رمادية الشعر ابتسمت لبارت " اوه ..مساء الخير سيدي كنت اتسائل من الطارق في مثل هذا الوقت "
ادخلها بارت الى ردهة طويلة وأزالت يداه سترة الفرو عن كتفيها ثم قال بطريقة عفوية لا تكلف فيها " سنتناول العشاء سيدة ميردث ورمي السترة لها "
" حاضر سيدي "
فتح بارت باب ادخل كلير عبره الى غرفة واسعة الوانها رمادية وزرقاء لها تأثير ساحر الاثاث عصري كله مربعات ومعكبات مع ذلك فمنظره مريح جدا وسمعته يقول " اتودين شرابا ؟ ماذا تحبين ؟ "
" عصير الاناناس "
وضع كوبها في يدها وابتسم ط لك تفكير شفاف حبيبتي "
رفعت عينيها الخضروان اليه " وانت كذلك "
" اذن نحن متفاهمان "
" هل الأضواء هنا دائما معتمة ؟ "
" حين يكون لدي ضيف عزيز ..نعم "
" كم غرفة في الشقة "
" سبعة اضافة الى جناح الخدم غرفة طعام ومكتبة لي هناك واربعة غرف نوم اتريدين رؤيتها الان ؟ "
" لا شكرا لك "
التقطت عيناها صفا من الصور ذات الاطار الفضي فتوقفت تنظر اليها
" انهم عائلتي "
" اخبرني عنهم "
" هذه شقيقتي ليزيت "
" اهي اصغر منك "
" بسنتين "
" متزوجة ؟ "
" بشكل ثابت "
" وماذا تعني "
" اعني في حالة ليزيت اربعة اولاد وهوس بالتعليم "
" وهل انت خال محب ؟ "
" بل انا خال متردد الثلاثة الكبار من الصبيان وتظن ليزيت ان على ان اكون مفتونا بهم لكنهم في الواقع يضجرونني الصغري فتاه سموها بكل غباء برتا ولديها صعوبة باللفظ السليم دون اسنان وشعرها قصير وتظن ليزيت انها ترضي غروري حين تقول انها تشبهني "
ضحكت كلير يبدو انها تشبهك فعلا "
" سأتذكر لك هذا "
" كم عمرها ؟ "
" ستته اسابيع وتؤكد اختي انها ستصبح جميلة "
" اذن فهي لا تشبهك "
تقدم منها خطوة فاستدارت مقطوعة النفس " متا الذي يفعله بالضبط صاحب شركة سفريات " وابتعدت عنه عبر الغرفة امسك بها قرب الاريكة ورماها فوقها " لقد اكتفيت من هذا الحديث المهذب "
ابعدت نفسها عنه فتركها بكنه بقي يراقبها مبتسما ولدهشتها اخذ يتحدث عن عمله جعل عمله يبدو رائعا يتحدث عن الملاحة العالمية والشحن والرحلات السياحية البواخر والطائرات والحركة اليومية لما تجنيه الشركة من ارباح
" قيل لي ان مبني الشركة جميل جدا "
" اجل انه مثير للاعجاب اتودين رؤيته ؟ "
" سأحب هذا "
" متى ؟ يوم الاثنين ؟ بعد الظهر فلدي اجتماع عمل صباح كل اثنين "
" قد اكون مشغولة "
" الثلاثاء اذن "
اعتذرت تحس بالضعف " سأتصل لابلغك "
اعلنت السيدة ميرديت جهوز العشاء فتحركا الى غرفة الطعان ليتناولا وجبة رائعة جالسين مقابل بعضهما حول الطاولة البيضاوية تحدثا عن الموسيقي وتجادلا حول المؤلفين وقدمت السيدةميرديت طبق حلوى غني بالفريز بعد القهوة في غرفة الجلوس وضع بارت شريطا مسجلا جديدا لتشايكوفسكي اشتراه مؤخرا وامتلات الغرفة بالالحان السحرية وهما مسترخيان يستمعان اليها استدار اليها ليتمتم بنعومة " انت جميلة جدا اتعرفين هذا ؟ لحظة رأيتك عرفت انن ييجب ان أحصل عليك "
قبل الان كان يمكنها ان تهرب كالارنب المذعور من مثل هذه الكلمات لكنها الان نظرت اليه وكأنها تنتظر شيئا فتقدم منها ببطئ وأغمضت عينيها لترفع ذراعيها حول عنقه وتنهيدة ارتياجح تخرج من شفتيها يداه كانتا دافئتين لكت اسنانها بدأت تصطك بالغرم من محاولاتها لايقافها الاثارة التى وجدت نفسها عالقة في فمها كانت تدفعها للارتجاف ولم تستطيع التوقف عن الارتجاف فاندست به اكثر طلبا للدفء كان قبله يدق بعنف تحت اذنها وتفصد من جبينه العرق اشتدت سمره وجهه باللون الاحمر الذي احست به كما كانت تراه .
انطلاق جرس الهاتف المفاجئ كان صدمة اطلقت لها صيحة ذعر فنظر اليها ضاحكا " انا مظطر للاجابة او فستدخل السيدة ميرديت لترد "
تحدث باختصار وجلست كلير تراقبه مرتجفة كل الاثارة اخذت تتلاشي وشاهدت وجهه يتغير والغضب القاسي يملأ عينيه دون كلمة رمي السماعة على الطاولة وقال عبر اسنانه " انه كارير "
سارعت تلتقط السماعة " هنري ؟ "
" كلير انه ديرك " في صوته حزن رهيب جعلها تشحب ويتلاشي اللون من وجهها " اوه هنري "
" ايمكنك ان تاتي ايف في حالة انهيار ولا استطيع فعل شيء لن يجرؤ على البقاء وحده معها وكلير تعرف هذا
" هنري هل الامر ..اتعني انه انتهي ؟ "
" اجل "
" حبيبي "
" تعالي الان انها بحاجة اليك لا اتحمل رؤيتها هكذا "
ملأت الدموع عينيها " انا قادمة في الحال ارجوك هنري حاول تحمل الصدمة "

في وقت كهذا لا يمكن للكلمات ان تفعل شيئا فالانسان ساعتها يعتمد على نظرة لمسة تمتمه غير مفهومة التفتت الى بارت تلتقط حقيبتها " يجب ان اذهب "
" يصفر لك فتاتين اليه في الحال "
نظرت اليه فتحت فمها لترد ثم اقفلته ماذا يمكن ان تقول وسألته متوترة "ايمكن ان تطلب لي سيارة اجرة ؟ "
" سأوصلك بنفسي ماذا قال لك ؟ هل هدد بتركك ؟ اقال ان كل شيء سينتهي اذا لم تعودي اليه بسرعة ؟
لا بد انه اساء فهم المكالمة لكن هكذا أفضل " ارجوك ايمكن ان نخرج حلا ل" انا مستعجلة "
" اه طبعا "
فثي السيارة كانت مطرقة تنظر الى يديها وفاجأها متمتما " ايتها الساقطة الصغية اذا كنت تحبينه هكذ ل\فلماذا كنت بين ذراعي الان ؟ ردي لماذا سمحتي لي بمغازلتك ؟ كنت راغبة في هذا اليس كذلك ؟ اتفعلين هذا دوما ؟ هل هو معتاد على هذا ؟ الهذا يرفض الزواج منك ؟ "
شذت ذراعها من قبضته وردت بوحشية " اذهب الى الجحيم "
" ربما سأفعل "

حين أوقف السيارة بعنف فتحت الببا وخرجت لكنها لم تخطي خطوتين حتى رعدت السيارة مبتعدة فالتفتت تلاحظ اختفائها تحس بالسقام انها متأكدة الان انها لن تراه ثانية ، فتح لها هنري الباب وتراجع ليسمح لهابالدخول فنظرت اليه بحدة تري فيه ما يحرص كل الحرص على الا يراه احد واشار الى غرفة الجلوس فدخلت لتري ايف تجلس على كرسي منتصبة القامة مصدومة بيضاء كالاموات شفتها السفلي متورمة مليئة بالدم وكأنها عضتها الى ان ادمتها .
لفت كلير ذراعيها حولها لكن ايف لم تبكي الا ان اخذت كلير تنتحب وعندها بدأت ايف بالبكاء بطريقة لم تتحملها كلير واقفل هنري عليهما الباب وابتعد ، بعد ساعة وضعت كلير ايف في الفراش لتتكور بين الاغطية كالطفل شعرها الاسود منفلت فوق الوسادة بعد ان أعطتها كوب من الحليب الساخن ودست فيه مهدئا كان الطبيب قد وصفه لها وقالت ايف بهدوء " كان الامر سريعا ام اتوقعه الان وهذا مالم استطيع تحمله لم يعد امامه وقت اطلاقا .
تركتها نائمة لتجد هنري في المطبخ يتلاعب مع الصبر رفع نظره اليها فتقدمت تقبل رأسه فقال " خذله قلبه اخيرا توقف فجأة "
" هل تناولت شيئا ؟ اصنع لك القهوة ام الكاكاو "
" كاكاو "
جلسا معا يشربان الكاكاو مع الحليب وسألها فجأة " هل قاطعتكما في شيء كلير ؟ بدا هاموند ساخطا ؟ "
" لا شيئ لا شيئ اطلاقا "
لو انه لم يتصل لكانت الان مع بارت في ...انها لم تفكر حتي ان تتملص منه كانت ستعطيه ما يريد دون رادع وتحس الان بالغثيان والاشمئزاز لبلاهتها وسألها هنري " واثقة من هذا ؟ "
رفعت وجهها مجفلة فقد نسته للحظات وهى تفكر وابتسمت بمرارة " اوه واثقة وسعيدة لانك اتصلت "
" لقد خذلتها كلير لم استطيع فعل شيئ لها كان يجب ان اكون من يواسيها لكني لم اجرؤ "
" فعلت الصواب بالاتصال بي "
استدارت لتصب الكاكاو من جديد ودست له احدي حبوب ايف المسكنه " اشرب هذا واذهب للنوم "
" لا اريد فقط لا اريد "

وضعت الكوب على شفتيه كالطفل فكشر وجهه وشرب وسمعته يتعثر بخطواته وهو يصعد السلم واختارت كلير ان تسهر الليل في حال استيقظت ايف لتبكي وهذا ماحصل عند الرابعة صباحا فاخذت تبكي بضعف الى ان اسكتتها كلير وعادت الى النوم .

بعد اسبوع طارت كلير مع ايف الى اوروبا لقضاء بضعة اسابيع في كوخ لصديق عزيز في شمال ايطاليا ونظرت كلير الى مياه المحيط الزرقاء التى تطير الطائرة فوقه منذ وفاة ديرك بالكاد فكرت ببارت فقد ابعدته في زاوية نائية منعزلة من دماغها واقفلت عليه مصممة ان يبقي هناك .

لن تسمح لنفسها ثانية ان تحس بمثل تلك المشاعر لقد تعلمت شيئا عن نفسها ولم تكن لتدري على انها قادرة على الاحساس بمثل هذه الرغبة المتوحشةلكنها تعرف الان وستكون حذرة في المستقبل واقترب البحر الازرق منها ثم بدت الارض الخضراء وتحركت ايف من جمودها الباردج فلمست كلير يدها فاعطتها ايف بسمة متعبة دون كلام فاشارت كلير الى الخارج وقالت بخفة
" انظري ..انها الشمس "


منة الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس