عرض مشاركة واحدة
قديم 13-01-17, 09:10 AM   #32

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

\\






اشكركم من كل قلبي ...
البنات الي رافقوني وما تركوني
الله يسعدكم


البارت الثالث والعشرون

قراءة ممتعه

لا تلهيكم الرواية عن الصلاة.!



ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ





وضعت هاتفي على المنضدة بعدما انهيت اتصالي مع عمر اخبره عن آخر الاخبار...
ابتسمت وانا اتذكر كيف اخبرت جدي عن الامر...
لقد عارضني ابي بحجة ان الموضوع لا يكون هكذا ، لكن ليس فيني صبر ... وجدي تقبل الامر بكل صدر رحب ... واخبرني انه سيسأل مايا بعدها لكل حادث حديث!
أهم شيء الآن ان تقبل مايا...



***




"لؤي!!؟؟"
قال جدي بهدوء:
"أجل لؤي ما به؟"
وقفت بانفعال وقلت بحنق:
"لا أريد ، لا أريد ، لا أريد"
قطب حاجبيه باستغراب وقال:
"هل لي ان اعرف لماذا؟"
نظرت اليه مطولا وانا لا أعرف ماذا اجيب...اخذت نفسا طويلا ثم قلت:
"هكذا!..انت تعلم ان منار تغار مني ولن تهدأ المشاكل ... وامها سعاد ستكون في صفها ايضا..اصلا كلتاهما تغاران لا ادري من ماذا...من شكلي الجذاب هه...ام من سعادتي في الحياة!"
ثم تكتفت وأشحت بوجهي....وقف ووضع يده على كتفي قائلا:
"عزيزتي، لؤي مصر ولا يريد غيرك ... اما سعاد ومنار فستتقبلان الواقع عاجلا او آجلا"
طبعا انا لا يهمني لا سعاد ولا منار، لكن لا ادري كيف يمكن للؤي وبكل هذه الجرأة ان يطلبني وانا وهو قبل يومين كان يتهمني !
تقولون انه قال لي احبك ... بالنسبة لي لم اهتم للموضوع...صحيح ان قلبي يخفق بقوة كلما تذكرت، لكن لست انا التي ستخضع لمشاعرها!
قلت:
"جدي، لؤي لا يناسبني...لا أريد وكفى"
أغمض عينيه بقلة حيلة ثم قال:
"سأتركك لتفكري لفترة"
ثم تركني وتوجه للباب ... قلت بسرعة:
"لا أريد ان افكر...لا اريد الزواج ابدا!"
لم يلتفت لي وكأني لم اقل شيء اصلا ثم خرج واغلق الباب!...شددت قبضة يدي بغضب ثم جلست وانا اهز رجلي ...
يبدو ان جدي موافق تماما وسيجعلني اوافق!...
دفنت وجهي في يدي وهمست لنفسي:
"أليس هذا ما كنتِ تريدينه؟!"
صحيح انني أريد هذا بقوة ، لكن...لا اعرف، اريد ان ابتعد !..هذا يكفي...على الأقل سأجعله يشعر بخطأه...


***

استيقظت في اليوم التالي عند الفجر ، بعد الصلاة أعددت الفطور وجلست آكل مع جدي
كنا هادئين كلانا ... الى ان كسر جدي جدار الصمت وقال:
"هل قررتي؟"
قلت دون ان انظر له:
"لم اغير رأيي الذي قلته لك"
صمت قليلا ثم قال:
"سأقول لكِ بصراحه ، انا حقا أريدك أن تتزوجيه يا ابنتي ... صدقيني لن تجدي من يناسبك غيره...اخاف ان تتزوجي الغريب فيسرق مالك ثم لا تجدين عنده راحه!"
ان كلامه مقنع جدا ! ... وضعت قطعة الخبز من يدي ثم نظرت اليه بانصات...اكمل:
"ثم ان لؤي قال بأنه يحبك ... وانا واثق انه سيرعاكِ جيدا"
صمتت للحظة ثم قلت:
"سآخذ رأي أسيل وخالتي وعمتي ... اظن من حقهن ان يعرفن"
هز رأسه برضى فوقفت وقلت:
"سأجهز نفسي للجامعه"
ذهبت الى غرفتي وارتديت ملابسي وانا افكر بنسبة رضا أسيل...اظن انها سترفض وبهذا ارتاح انا من جدي وينتهي الموضوع دون ان اعارض رأيه !
ابتسمت برضا عن افكاري ثم اخذت حقيبتي وخرجت
أخرجت مفتاح السيارة وشردت قليلا بالميدالية البنفسجيه...لقد أهداني اياها في نجاحي ، وما زلت احتفظ بها رغم اني عقدت العزم لنسيانه! ربما هي تمثل حقيقة ما افكر به ، انني لا اريد تركه!
نفضت رأسي من هذه الأفكار ثم شغلت السيارة وانطلقت للجامعه
وهناك سلمت على تبارك وشيماء بحرارة .. قالت تبارك:
"لماذا لم تأتي للجامعه يوم امس؟"
"لقد جاء جدي "
ثم نظرت الى شيماء وقلت:
"أليس هناك اخبار جديده؟...احد جاء لخطبتك مثلا؟"
قلتها وانا ابتسم بمكر ... قالت بخجل:
"بلا...أتذكرين الشاب الذي أعارك دفتره ؟...هو نفسه"
اتسعت ابتسامتي وقلت:
"هل وافقتي؟"
احمرت وجنتيها ثم قالت:
"ما زلت افكر"
قالت تبارك بدون نفس:
"اقبلي به... صدقيني لن تجدي مثله ، ليس مثل ابن عمي الذي يلتصق بي وكل يوم يتكلم مع ابي لأقبل! افففففف"
ثنيت شفتي بضيق ثم قلت:
"معها حق تبارك، اقبلي به ، افضل من اللذان يريداننا انا وتبارك"
قالت شيماء:
"هل تقدم لكِ أحد؟!!"
اشحت وجهي وقلت:
"أجل...من غيره لؤي"
فتحتا عينيهما وقالتا بصوت واحد:
"حقا؟!"
رفعت حاجبي وقلت:
"لم كل هذه الفرحه؟"
قالت تبارك:
"أليس هذا ما تريدينه منذ زمن؟"
قلت:
"كنت اريده ، لكن ليس الآن ... المشكلة ان جدي متمسك به!"
قالت شيماء وهي تسير مبتعده:
"ستكونين غبية ان اضعتي الفرصه"
همست بغضب:
"من يسمعها يحلف ألف مرة انها ليست الفتاة التي قالت لي ان الحب شيء والزواج شيء آخر!"
ضحكت تبارك ثم قالت:
"اتصلي ببراء واخبريها اذا"
هززت رأسي بالإيجاب ثم اتصلت بها ومشينا خلف شيماء


***

في نهاية الدوام جلسنا في حديقة الورود ...
كنت امسك زهرة بيضاء وانتف بتلاتها من باب المزاح واقول مع كل بتله:
"اوافق ، لا اوفق ، اوافق ، لا اوفق...."
ضربت تبارك يدي فوقت الزهره وقالت:
"وافقي وانتهى الامر"
نظرت اليها ببرود ثم نظرت الى ساعة هاتفي فوجدت ان الوقت تأخر ويجب ان اعود الى جدي الآن
وقفت وقلت :
"انا غضبت منكِ....مع السلامه"
كانت نبرة المزح واضحة لهذا لم تهتم تبارك وودعتني هي وشيماء ثم ذهبت
وصلت المنزل فرأيت جدي في الحديقة يمشي ...
لا أدري لم يعطيني هذا المكان الكآبه!
قلت بصوت مرتفع قليلا:
"مرحبا جدي"
توقف ونظر الي ثم ابتسم وقال:
"اهلا عزيزتي ... كيف الجامعه"
أملت رأسي ففهم اني لا اريد سيرتها اصلا .. قال:
"سأذهب انا وانتِ لتناول وجبة الغداء في أحد المطاعم...بعد ساعه"
ابتسمت ثم دخلت لأبدل ملابسي
لكنني تذكرت ان علي الاتصال بأسيل ففعلت:
"Hi"
"اهلا ماايا ، كيف حالك"
"الحمدلله بخير ... انتِ وآدم؟"
"بخير بخير ، آدم مريض الآن !"
شهقت وقلت:
"لاااا!!"
قالت بسرعه:
"لا تقلقي ... سيكون بخير"
"حسنا...اريد ان اتكلم معكِ بموضوع مهم"
"تفضلي"
اخذت نفسا قويا ودخلت في الموضوع مباشره:
"لؤي يريد ان يتزوجني فما رأيك؟"
صمتت لدقيقة ثم قالت بهدوء:
"ممتاز"
ممتاز؟!!..ممتاز؟؟؟..انتِ يا أسيل تقولين ممتاز؟...اكملت:
"اللهم تمم على خير"
قلت باستنكار:
"موافقه؟؟؟!!"
قالت:
"اجل .. لؤي جيد لكِ...الآن مع السلامة آدم استيقظ"
وانقطع الاتصال!...بالتأكيد جدي اتصل بها واقنعها!...وضعت يدي على صدري !..وكأنني سعيده لموافقتها!!...لم اعد اعرف ماذا اريد!!
تأففت ثم بدأت احضر نفسي



***





"أخبرني جدي انها تفكر"
قلتها لعمر ثم رفعت فنجان القهوة الى فمي وارتشفت منه القليل...قال:
"هل تظن انها ستوافق؟"
"لا أعلم ، لكنني استبعد!"
قال:
"وما ردة فعل امك عندما عرفت؟"
سكتت وانا اتذكر كيف صرخت علي وغضبت مني عندما عرفت!..ابتسمت وقلت:
"بالتأكيد لم يعجبها الامر ، غضبت مني وما زالت...لكن لا يهم"
تنهد ثم قال لتغيير الموضوع:
"صحيح...علمت ان سدين استقالت!"
قلت بتعجب:
"حقااا؟؟!!"
رد بابتسامه:
"أجل الحمدلله ، سنرتاح منها"
صمتت قليلا ثم قلت:
"أما زالت امك واخواتك في بيت جدي؟"
"أجل ، انا الذي رجعت فقط ، بسبب الشركه"
ثم جاء صوت من الخلف :
"انتما الاحمقان لؤي وعمر؟"
نظرنا الى ذلك الضخم الذي يحاول استفزازنا ثم قال عمر:
"وماذا تريد؟؟"
امسك بياقة عمر ورفعه وهو يصرخ:
"سوف احطم عظامكما"
ثم رمى عمر على الارض وصار يضرب به برجله...وقفت بسرعة وركلته بقوة في ظهره فاستدار لي ولكمني بقوة على وجهي !
استشطت غيظا!...لكمته على وجهه بكل قوتي ثم اعطاه عمر لكمة أخرى!
ومع هذا...فهو اكبر واقوى من ان يتألم !
امسك يد عمر ثم جعلها خلف ظهره وعرفت انه سيكسرها لهذا ضربته على ركبته لعله يقع!
لكن لم يتأثر وترك عمر الذي يتألم ثم جاء ناحيتي
ركلني على بطني بقوة جعلتني أقع على الارض
وكل هذا امام انظار الناس في المطعم
بدأ ذلك الضخم يوجه لي ركلات باماكن متفرقه من جسمي وانا غير قادر على المقاومه ... تركني ثم استدار ولم استطع رؤية ماذا يحدث...لكن سمعت صوت صراخ عمر الذي ملأ الأرجاء
وقفت بترنح ثم ابعدته عن عمر...وجولة اخرى بدأت بيني وبينه لم ينهيها الا قدوم رجال الشرطه...واخذونا الثلاثة
***
في اليوم التالي في المستشفى ...
دخلت مع جهاد ومثنى الى عمر الذي كسرت يده بسبب ذلك الوغد ... قال جهاد ومثنى:
"الحمدلله على سلامتك يا عمر"
هز عمر رأسه بتعب ثم قال موجها كلامه لي:
"وانت ماذا حدث معك؟"
قلت:
"رضوض لا اكثر"
نظر مثنى لي وقال بضحكه:
"وجهك مثل شوارع حارتنا ههههه"
لم اهتم لكلامه ثم قلت لعمر:
"لقد تم سجن ذلك المتخلف ، وظهر انه خطيب سدين!..لا ادري ماذا قالت له ليفعل هذا...لكنه أنكر تماما تدخلها بالموضوع..وقال انه فعل ذلك بسبب غيرته عليها فهو سمع اننا نتعرض لها!"
تأفف عمر وقال:
"هذه التافهه ألا تمل !"
قال جهاد متسائلا:
"ومن هي هذه؟"
قلت:
"هذه موظفه كانت تعمل في الشركه ... وتقول انها كانت تحبني !...لكنني تجاهلتها وانظر ماذا فعلت"
قال عمر:
"ماذا ستفعل الآن؟"
اجبت:
"لن افعل شيء...بما ان خطيبها انسجن فلا داعي لفعل شيء...ولا اظن اننا سنراها مجددا"
وهنا دخلت ساره بسرعة وهي تبكي ثم احتضنت عمر وهي تقول:
"من الذي فعل بك هذا يا أخي؟...من؟؟!"
دخلت نجوى معها خالتي ابتهاج وزوجها ... فقلت:
"سنترككم الآن"
وتوجهنا انا وجهاد ومثنى للباب لكن استوقفني جلال وهو يقول:
"وانت ماذا حدث معك؟"
قلت:
"لا شيء مهم..الآن اجلس مع اخوك"
قال زوج خالتي:
"الحمدلله على سلامتك يا لؤي"
ابتسمت له ثم خرجت...
ودعت جهاد ومثنى ثم ذهبت الى المنزل
عندما دخلت استقبلني جدي بالاحضان ويبدو انه خائف علي جدا ، بصراحة ان الضرب الذي تعرضت له ليس بالهيّن فهو ضخم وعضلاته كالجبال لكن لا اريدهم ان يخافوا علي
قلت:
"جدي اهدأ، ها انا امامك لم يصبني شيء"
رفع رأسه ونظر الى وجهي وهو يتفحصه جيدا ثم قال:
"لو حدث لك شيء يا حفيدي سوف اموت من الخوف!"
ابتسمت وقلت:
"باذن الله لن يحدث شيء"
ثم دخلت معه الى الصاله .. حيث كانت مايا هناك!...عندما رأتني وقفت وقالت دون ان تنظر لي:
"الحمدلله على سلامتك"
ابتسمت وقلت:
"شكرا لك"
ثم مشيت من امامها وهمست بصوت لم يسمعه غيرها:
"عندما رأيتك شفيت جروحي!"
لم ترد وخرجت من المكان كله!...تنهدت وجلست بجانب امي التي قالت:
"هل تم سجنه؟"
اجاب ابي:
"اجل ... انسجن ، يبدو انه كان يريد افتعال شجار فقط"
قال جدي:
"صحيح ما السبب وراء ما فعله؟"
قلت:
"كانت هناك موظفة في الشركه حدث بيني وبينها خلاف...وهذا خطيبها، ربما كذبت وقالت اننا تعرضنا لها كي يأتي ويضربنا"
تنهدت امي ثم قالت:
"هل هي نفسها التي ذهبت لخطبتها ثم تراجعت؟"
هززت رأسي بالإيجاب ، شعرت ان جدي لم يعجبه الكلام ثم قال:
"يجب ان نعود انا ومايا الآن"
وقف ابي بسرعه وقال:
"لا يا ابو نبيل، تتناولان الغداء هنا"
هز جدي رأسه بالنفي ثم قال:
"لا اظن ان مايا سترضى .."
ثم اومأ لأبي برأسه .. فابتسم ابي ثم قال:
"حسنا...دعني اوصلك للسياره"
وخرجوا معا بعد ان نادى ابي مايا...وبعد صمت قالت امي بحنق:
"اسمع يا لؤي...قل لجدك انك لا تريد مايا وانتهى الموضوع"
قلت بدون أي انفعال:
"لكنني اريدها"
وقفت منار وقالت:
"لماذا تريدها؟..كي تبقيها همّا على قلبي؟"
قالت امي:
"سمع يا لؤي...هناك ألف فتاة افضل منها ،ابنة خالتك .. عفاف ، انها زينة البنات "
رفعت حاجبي ببرود ثم وقفت وقلت:
"سأرتاح في غرفتي "
وتوجهت الى غرفتي ... اخذت كتاب(لؤي) من رف الخزانة ثم قرأت به سطر او اثنين ، ارجوكِ يا مايا وافقي!



***





آه لو رأيتموه! وجهه الجميل ! اصبح...لا اعرف كيف!...اتمنى ان يكون بخير ولا يكون به ضرر كبير..
استيقظت من شرودي على صوت جدي وهو يقول:
"مايا، اليوم سألني خالك اذا كنتِ قد قررتي او لا...لم اعرف بما اجيبه!"
نظرت اليه بتفكير بدون ان اتكلم ... ثم وجهت نظري للخارج، عندما اتصلت بخالتي طارت من الفرح وتريدني ان اوافق...وعمتي اصلا غير مهتمه ، فكما تعلمون ان علاقتي بها ضعيفة جدا...قالت لي ان القرار قراري ولن تقف في وجهي ابدا...ونصحتني ان افعل ما اريده انا دون الاكتراث للآخرين...
وبعد ان رأيت لؤي اليوم، رق قلبي صدقوني ... اردت ان اجلس معه وان اطهر جروحه رغم اني لا اعرف ما سببها ومن هو الذي ضربه
تأففت بضيق فقال جدي:
"ماذا هناك؟"
قلت بهدوء:
"اشتقت لجدتي"
صمت قليلا ثم قال:
"رحمها الله"
"رحمها الله"
فتحت النافذة لأستنشق هواء نقي ... ماذا لو كنتم مكاني ، هل ستوافقون؟
ربما ، زواجي من لؤي سيكون خير لي لو كان فعلا يحبني .. ألست احبه انا ؟
رأيتنا نقف امام المنزل .. استدرت الى جدي بكامل جسدي وقلت بسرعه:
"جدي انا موافقه"
ترك مقبض الباب ثم استدار لي وقال بفرح:
"موافقة ان تتزوجي لؤي؟"
قلت مباشره:
"أجل موافقه"
ابتسم ثم نزل من السيارة وهو يقول:
"هيا انزلي بسرعة هيا"
نزلت والاستغراب يكتسيني ، امسك يدي وادخلني معه وهو يتكلم:
"جدتك كانت تريد ان تتزوجي لؤي دائما..لم اشأ ان اخبرك حتى لا يكون لهذا تأثير في رأيك"
وضعت يدي على فمي وانا اقول لنفسي: هل وافقت للتوّ؟؟؟!
بقي الصمت يحيط بي تحت فرحة جدي ... جلست على الكنبة بجانبه فأكمل:
"غدا يجب ان يأتي خالك ولؤي للتحدث في باقي الامور"
ابعدت نظري عنه وانا ابتسم ، كانت لحظة تهور...لكن هذا التهور اعجبني!
***
لم انم الليل وانا افكر بموافقتي ، هل فعلت الصواب ام لا؟؟
كنت متوترة للغاية منذ الصباح بعد ان اخبرني جدي ان خالي ولؤي سيكونان في المنزل بعد صلاة الظهر ... لم اذهب للجامعه وخالتي جاءت كي تكون لي مثل امي !
وردني عشرة مكالمات من ساره ونجوى لكنني لم اجب ولا عن واحده
جلست على الكرسي وانا افكر، ربما ستأتي سعاد معهم .. يا اللهي كيف لم افكر في سعاد هذه!
لو تمت الخطوبه ستصيران مثل الجمر في حياتي!
وقفت بسرعة عندما سمعت صوت جدي يرحب بهما وبالمأذون ... صرت اتحرك يمين ويسار في المطبخ
هل يعقل ان ما فعلته الصواب ؟ لكنني كنت اريد نسيانه !
جلست مرة اخرى ، لماذا انساه بما ان علاقتنا الآن ستكون حلال !...سأحبه اكثر واكثر دون قيود!
ابتسمت ووضعت يدي على خدي
بما ان جدتي كانت تريد ان يحدث هذا، اذن انا اخترت ما يرضيها وهو اكيد يرضيني
نظرت الى خالتي التي مسحت على رأسي وقالت:
"هيا عزيزتي ، خذي القهوة لهم"
وقفت ونظرت الى نفسي في الهاتف ، ليس هناك شيء جديد في شكلي .. سواد في سواد
اخذت القهوة ومشت خالتي امامي طرقت خالتي الباب وما هي الا ثواني حتى أطل منه خالي وأخذ القهوة مني واغلق الباب ، كنت مرتبكة جدا!...قالت خالتي:
"نعرف ان الامور متشابكة وليست مرتبه ،وكل شيء حدث بسرعة ... لكنـ.."
قاطعتها:
"لكن كل شيء حدث وانتهى"
ثم سمعنا جدي يتكلم مع لؤي عن الشروط التي اخبرته اياها يوم امس!..اجل شروط!
ابتسمت خالتي لي فلم اتمكن من تحمل الموقف اكثر ... اشعر انني ضائعه!..
دخلت غرفتي واغلقت الباب خلفي ثم جلست على الارض...انتابتني رغبة في البكاء ... رغبة ملحه!
غطيت وجهي بيدي وبكيت ... لا اعرف لماذا بالضبط!
ربما التوتر الزائد ، ربما لانني لا اجد امي او ابي بجانبي ، ربما لان اختي لا تسأل عني!
اطلقت شهقات مكتومة وزاد بكائي...اخاف من حياتي القادمه!
بعد قليل جاءت خالتي ودخلت دون طرق الباب
وقفت بسرعة ومسحت دموعي ... اقتربت مني ببطئ ثم رفت رأسي باصابعها وقالت باستنكار:
"لماذا تبكين؟"
قلت بغصه:
"لا اعرف"
احتضنتني ثم قالت:
"هذا من التوتر ... هيا تعالي لتعطي المأذون موافقتك وتوقعي"
ابتعدت عنها واخذت نفسا عميقا وبدأ التوتر من جديد ... امسكت يدي وسحبتني معها ..
وقفت خلف الباب حيث قال الرجل:
"يا ابنتي ، هل انتِ موافقة على الزواج من لؤي نبيل ؟"
نظرت الى خالتي وكأنني اطلب منها ان توافق بدلا مني!!...وضعت يدها على ظهري وهي تشجعني ... اخذت نفسا عميقا ثم قلت:
"لا"
شهقت خالتي بصدمة فعدت لرشدي واستدركت الامر بسرعة وقلت:
"لا لا..اقصد انني موافقه...اجل موافقه"
تنهدت خالتي بارتياح ثم قال الرجل:
"على بركة الله"
ثم ذهب صوته ... وضعت يدي على قلبي وما هي الا دقيقة حتى جاء خالي ومد لي بالقلم وهو يقول ببتسامة:
"هيا وقعي عزيزتي"
امسكت القلم بتردد ثم وقعت بسرعة وتركتهم وخرجت الى الحديقه .... قلبي يهرول بأسرع ما لديه!
نظرت الى السماء وانا ادعي الله ان ييسر لي حياتي القادمه



***




وقع قلبي عندما قالت (لا) .. لو رأيتم وجه جدي ساعتها!...لكن من الجيد انه كان خطأ لا اكثر...لا تريدون ان تعرفوا ردة فعل امي عندما عرفت اننا عقدنا القران وكل شيء صار رسمي!
لم أرى مايا من وقتها!
الا انها قالت بانها لا تريد حفلة كبيرة ، فقط تريد حفلة بيتية للعائلة وصديقاتها لانه لم ينقضي سنة عن موت جدتي!
هل تعرفون ما اشعر به الآن؟؟!
كل شيء تم!...صارت مايا خطيبتي بهذه السرعه!
منذ ذلك اليوم وابتسامتي تشق طريقها من الأذن الى الأذن ، رغم السيمفونية اليومية التي تسمعي اياها امي ... وكلام منار ، لكن ابي تشاجر مع امي وجعلها تتقبل الامر ، نوعا ما!
واليوم هو يوم الحفلة التي تريدها مايا ...
افكر في أن احضر لها هدية جميلة ... اريد ان اعرف بما تفكر هي الآن...هل سامحتني وانتهى كل شيء؟
دخلت محل الورود واشتريت باقة ورد كبيرة لعله يعجبها...
نظرت الى ساعة يدي فوجدت ان الساعة ( 4:10pm) اظن ان الحفل انتهى الآن
حركت السيارة وتوجهت الى منزل جدي
بالمناسبه ، ابي دعا رجال العائلة يوم امس الينا واليوم عند مايا للنساء...
نظرت الى نفسي في المرآة وابتسمت ، ما زالت آثار لضرب واضحة ... لكن لا مشكله
وصلت الى البيت ودخلت ... طرقت الباب ففتحت لي نسرين...قلت:
"مرحبا...كييف حالك نسرين"
قالت بهدوء:
"الحمدلله وانت يا عريس؟"
ابتسسمت ، بل اخرجت ضحكة خفيفة وقلت:
"الحمدلله ... ممم هل يمكنني الدخول ورؤية مايا؟""
قالت بابتسامة:
"لا...اقصد. لا ييمكنك الدخول، لكنني ساخبر مايا ان تخرج اليك في الحديقة الخلفيه"
اومأت بالموافقه ثم ذهبت للحديقة الخلفيه..
انتظرت عدة دقائق ثم رأيتها تأتي...بفستان اسود بأكمام طويله مذهب من الاطراف وتضع غطاء على رأسها لكنه لا يستر شعرها بالكامل، وتضع بعض مساحيق التجميل التي زادتها جاذبيه
وقفت امامي وعينيها على الارض وقالت:
"نعم"
اقتربت خطوتين منها ثم مددت لها بالباقة وانا مأسور تماما بقيودها الذهبيه قلت وانا احاول السيطرة على انفاسي:
"مبارك لنا"
رفعت رأسها لتلقي انظارنا وبسرعة ابعدت نظرها واخذت الباقه وهي تقول:
"شكرا"
رفعت يدي قليلا لرفع رأسها...لكنني ترددت قليلا، لماذا تمنعينني من رؤية عينيك...وضعت يدي تحت ذقنها ثم رفعت رأسها وقلت:
"عزيزتي...انظري الي"
تحركت عدية عينيها لتستقر على عيني...تلمع بشكل عجيب...والخجل يزين محياها...
اكملت:
"انت الآن خطيبتي"
قالت بهدوء:
"بالتأكيد..لؤي"
ابتسمت وقلت:
"انا اسعد شاب على هذه الارض الآن"
ابعدت نظرها عني مجددا بخجل وانزلت رأسها، اظنه ليس الوقت المناسب لأتكلم معها....
انزلت يدي عن وجهها ثم قلت:
"سأتركك الآن"
وابتعدت عنها قليلا لكنها اوقفتني عندما نادتني:
"لؤي"
استدرت اليها فابتسمت وقالت:
"اظنك قلت لي من قبل انك...انك"
قلت بسرعه:
"انني احبك؟...واقولها الف مرة"
قالت وقد اشتعلت وجنتيها بالخجل:
"وانا ايضا"
ثم استدارت وعادت للداخل....
ابتسمت بحب ثم استنشقت رائحة عطرها التي انتشرت في المكان وخرجت الى سيارتي




***







اغلقت باب غرفتي ثم وضعت الورود على الطاوله وجلست..وضعت يدي على قلبي وتنفست بعمق لأهدئ قلبي قليلا....يا اللهي، أردت لو يبقى معي أكثر...
لكنه ذهب!
تنهدت ثم قمت لأجلس مع خالتي وعمتي بعد ان ذهب الجميع....
هل تصدقون لو قلت لكم ان اسيل لم تأتي؟!...تتحجج بمرض آدم...ربما هو ما زال مريضا حقا...لكن لن يضر شيء لو جاءت وفرحت معي !...هل لهذه الدرجه انا لا اهمها؟؟!
اخبرتني انها ستأتي فيما بعد...
لكنني قلت لها ان لا تأتي افضل...آلمتني كثيرا بما فعلت...لو ان اليوم لم يأتي احد...لأمضيته بالبكاء!
اخذت نفسا عميقا وابتسمت ثم دخلت الى غرفة الضيوف...قالت نسرين:
" ماذا كان يريد لؤي؟"
قلت بهدوء:
"لا شيء...يتطمئن علي"
قالت مها:
"غريب يا مايا...لماذا اسيل لم تأتي؟"
عبست ملامحي وقلت بضيق:
" آدم مريض...لم تتمكن من المجيء"
قالت خالتي لتغيير الموضوع:
"كيف زواجك يا مها؟"
قالت مها والسعادة تشع من عينيها:
"الحمدلله...سعيدة به كثيرا"
قالت خالتي:
"الحمدلله"
نظرت عمتي لهاتفها ثم وقفت وقالت:
"نستأذنكم ... ابني ينتظرنا في الخارج"
وقفت معها مها ثم ودعناهما وذهبتا...
وبعد هذا...أصرت علي خالتي ان اذهب لأرتاح في غرفتي وهي ستتولى التنظيف مع نسرين
بدلت ملابسي ثم احضرت مزهرية فيها ماء وسكر ووضعت بها الورود
استنشقت عبيرها بعمق ثم تمددت في سريري والابتسامة تشع في وجهي....
وأخيرا اجد بعض السعادة في حياتي!
سأحاول نسيان كل ما يعكر صفو مزاجي...
اضائت شاشة هاتفي معلنة عن وصول رسالة ... كانت من لؤي وتقول:
"كنت جميلة جدا"
احمرت وجنتي وعضضت على شفتي ثم كتبت:
"شكرا"
بعث:
"ماذا تفعلين الآن؟"
كتبت:
"ارتاح من الحفله"
بعث:
"اذن سأتركك ترتاحين"
ابتسمت حين قرأت الرسالة ثم وضعت الهاتف وغطيت نفسي باللحاف...
اه صحيح، لم تشهدوا على الحفلة معي...يبدو اني نسيت دعوتكم...لا مشكله،سأقص عليكم ما حدث:
جاءت الآنسة منار بفستان قصير...وكالعادة ، لا تقتنع بنفسها وتغار من كل من حولها
وسعاد(حماتي) هه...تعطيني كلمات مثل السم!...وحتى انها ضحكت لان اسيل لم تأتي!
شعرت بالقهر حقا...لكنني لم اظهر، وطبعا لا ننسى صديقاتي براء وتبارك وشيماء اللواتي جعلنني اضحك من كل قلبي هذا اليوم..ومن دونهن لما كنت احتملت منار وسعاد
وبالنسبة لسارة ونجوى، فان سارة فتحت معي تحقيق لتعرف منذ متى احب لؤي وماذا حدث ذاك اليوم في المدينة الخضراء، اختصرت كل شيء وقلت لهما فقط انني قبلت بساعة تهور
والنساء الاخريات بالكاد تكلمت معهن...لان خالتي وسعاد تولتان المهمه، ولو سمعتم كم كلمة اعجاب سمعت ... لم اشعر بمثل هذا الخجل من قبل

اااه كم انا محظوظة بلؤي!
***
ليلا...
ناداني جدي لأجلس معه ونتكلم...وبعد الاسئله العاديه دخل بالموضوع :
"مايا...بصراحة اجد ان خطبتك من لؤي هي فرصة لي لأرتاح، سوف اسافر وابقى هناك لأربعة شهور او سته... حتى استقر انا واعرف كيف اقوم بالاعمال براحتي....ولا اضطر للرجوع الى هنا كل اسبوعين!"
قلت بوجوم:
"يعني تريد مني ان اذهب لأمكث عند خالي طوال فترة سفرك؟"
هز رأسه بالإيجاب ثم قال:
"اذا كان هذا لا يضايقك؟"
وقفت وقلت بهدوء:
"افعل ما تريده...سأعد الشاي"
ذهبت الى المطبخ بسرعة ووضعت الابريق على النار...بلعت غصتي بصعوبة ثم مسحت الدمعة التي هربت من عيني رغما عني ، يشعرونني بأني حمل ثقيل...يرمونني على بعضهم!
اغمضت عيني بألم وهمست:
"لا يهم..لا يهم...يجب ان اسعد نفسي"
غسلت وجهي بسرعة ثم ذهبت الى جدي كأن شيء لم يكن...







ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

انتهى البارت


آرائكم ^^

طول البارت مناسب؟












أنْآ إمبْرَآطُورِة ذَآتِي




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس