عرض مشاركة واحدة
قديم 16-01-17, 12:53 AM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


.
.
...
انني قلقة.. خائفة ومفزوعة.. وهاربة... !
لا أعلم ممن! البكاء يلاحقني ويجرني من اكتافي.. ويبدو أن هذه الليلة حافلة بالمواجع والاموات .. والاماني والمشاعر.. "

ثم في هذا الصباح.. اهنئ نفسي على قدرتي أني لملمت نفسي بكل هدوء ورجعت الى وضعي الطبيعي..
ولكن..

يا لهذا الشعور البائس.. !
مجددا.. لقد داهمتني موجة من الأحاسيس الحزينة..

لا أدري لماذا في هذه اللحظة بالضبط ترجع بي ذاكرتي الى الوراء..
إلى يوم ليس كسائر الايام.. يوم لم ارى بعده الا الظلام.. .
يوم فقدت فيه أغلى املك..
بل كل ما املك..
فقدت فيه ما هو اغلى من روحي.. فقدت فيه طعم الحياة..
يوم.. جعلني جثة هامدة تنتظر ان تخرج روحها إلى السماء فقط..
نعم لكم كان يوم مؤلم جدا.. يوم وفاة أمي..
وحيدتي في الدنيا..
بعد وفاتها توفيت روحي معها ايضا.. لم يعد لي داع للعيش.. فقط اجلس وانتظر وفاتي...
ولماذا اعيش اساسا؟ ولمن اعيش؟ من اجل نفسي؟!
نعم لقد ادركت هذا فيما بعد..
بعد ان وضعوني في دار الايتام وكبرت فيه.. تعلمت العيش من اجل نفسي. نعم لقد عادت الي الروح.. فقد رضيت بقضاء ربي وقدره لي..
تركتني امي وحيدة فوق دارة الدنيا وانا في سن التسع سنوات..
لعلكم تتساءلون .. مع انه لن يقرا مفكرتي هذه غيري.. اين باقي اسرتي؟ واهلي؟

يؤسفني أن اخبركم انهم قتلو جميعا..
نعم قتلو..
امام ناظري ..
نعم كنت تحت السرير مختبئة احاول كتم انفاسي كي لا ينتبه لوجودي ذلك الارهابي الذي اقتحم البيت..
كنت صغيرة جدا في ذلك الوقت.. كنت بعمر الست سنوات ..وبمجرد ما إن سمعت صرخة امي في الطابق الارضي دسست نفسي تحت سرير اختي..
وهي فزعت تغلق باب الغرفة.. ولكن ما لبثت الا وانا اراها تتهاوى على الارض..
قبل ان ينطلق مني صوت البكاء كان الارهابي قد غادر البيت..
خرجت وركضت الى الاسفل الى امي اخبرها ان أختي حياة قد سقطت على الارض والدماء تسيل من رقبتها ولا أدري ما بها..
ولكني تجمدت وانا ارى ابي بنفس شكل اختي..
وامي مغمي عليها بجانب ابي..

بدات اصرخ وابكي بدون ان افهم شيء..
فتحت باب الشارع لانادي الجيران.. ولكني رأيت اخي رامي في آخر الشارع يأتي راكضا وعلى وجهه علامات الخوف والفزع..
خرجت حافية ذاهبة اليه وانا ابكي لأقول له أن امي وابي وحياة يسقطون على الارض.. والدماء تسيل من رقبتيهما..
ولكن قبل ان اصل اليه انا.. كان ارهابي آخر قد سبقني وبنفس الشكل تهاوى اخي ايضا على الارض.. طبعا بعد صراخ مدوي..
في هذه اللحظة مثل أي طفل خائف رجعت مباشرة وسحبت ذراع امي ودفنت نفسي بحضنها ابكي واصرخ.. حتى افاقت... كنت محظوظة انني لم افقد عقلي ذلك اليوم..
فالمشهد كان اقوى من أن تستوعبه طفلة في عمر الخامسة..

ثم عشت مع امي اربع سنوات لوحدنا.. دخلت المدرسة وبدأت التعلم..
ولكن للاسف توفيت امي بعد ذلك.. فاحضرني الجيران الى هذه الدار..

ااه ما اقسى تلك الأحداث.. بقيت هناك فترة طويلة لم اعتد على العيش بدون امي... كنت قد فقدت نفسي تماما..
ولكن الله لا ينسى عباده سبحانه..
سخر لي قلبا قويا وارسل الي صديقات لا يقدرن بثمن.. اصبحن هن عائلتي .. وكل شيء بالنسبة الي.. حتى انني بكيت دما عندما بلغت نسرين سن الثامنة عشر و خرجت من دار الايتام حسب القانون..

بدأت اكبر وبدأت اتفتح على العالم بدأت احس بالحزن..
فـ لكم تمنيت ان اكون تلك الطفلة التي تصبح سعيدة بمجرد انها وجدت الفستان المناسب لها..
وكم كنت اتمنى ان اصبح تلك الفتاة التي تنزعج طوال اليوم لأنها اُعجبت بكعب عال ولم تستطع ايجاد مقاس رجلها..
ولكم تمنيت ان اصبح تلك الصبية التي تستيقظ باكرا ، من أجل ان تساعد امها وتعد فطورا لإخوانها..
كم تمنيت أن افعل اشياء جيدة لتمدحني أمي عليها.. واخرى سيئة لتعاقبني ايضا..
وكم تمنيت امنيات وامنيات ولكن للاسف.. لا فرصة لي بتحقيقها..

نعم .. انا فتاة كانوا يلقبوني بمريم رفيقة الشجر.. اينما ما بحثوا عني سيجدوني فوق غصن شجرة.. اي كان نوعها..
نعم انا فتاة غريبة الاطوار احب الشجر.. والحيوانات.. حتى اني احب اللعب بالطين..
مع انني فتاة ابلغ من العمر ثمانية عشر ربيعا..

هل لكم ان تتخيلو أين أجلس الأن؟
اجل اصبتم أنا فوق شجرة الخوخ في حديقة جارنا القديم..
وإن امسكني الرجل العجوز صاحب البيت سيعاقني .. وكم احب عقابه..
انه يجعلني اجمع ثمار الفواكه في حديقته هذه..
واحيانا ياخذني الى جهة الخضار.. ويجعلني اجمع البطاطا والفول ..
واحيانا يجعلني اسقي حرثه..
واحيانا يجبرني على أن أجمع الزيتون..

ااه كم احب اشجار الزيتون هذه..
لقد كنت العب هنا مع ابنته التي تكبرني في السن قليلا..
وامي وزوجة الشيخ هذا يجمعون الزيتون..
انها ذكريات مؤلمة ولكني احبها.. لانها تذكرني بأمي رحمها الله..

اوه تبا.. يبدو أن قلمي بدأ ينفذ..
حسنا سأكمل فيما بعد.. لكني ابدا لا اريد ترك مفكرتي العزيزة الان كم اريد الكتابة اكثر..


اغلقت مفكرتها.. ووضعت القلم في مكانه وخبأتهم في حقيبتها..
وما لبثت ان تمدد ذراعيها بكسل الا وهي تسمع صراخ الرجل العجوز مرة اخرى
وبدأت تضحك ثم قفزت من فوق الشجرة وتوجهت اليه: ما عقابي اليوم يا جدي؟
الشيخ: سينكسر الغصن يا ابنتي لا تجلسي هناك مرة اخرى كم مرة علي ان اعيد هذا الكلام؟
مريم: لا يجب عليك ان تعيده ان الغصن بحالة جيدة حقا.. لا باس اذا جلست فوقه.. ثم اني خفيفة لست بالتي تكسر غصن شجرة
الشيخ: لا تملي علي ما يجب ان افعل.. واذهبي الان هيا
مريم: ماذا؟ الا يوجد عقاب؟ انظر لقد افسدته
الشيخ: لا يوجد نحن سنخرج الان.. هيا يا ابنتي هيا
مريم تنهدت: حسنا
رجعت الى الشجرة واخذت حقيبتها ..
الشيخ: اخرجي من الباب تعالي
هزت راسها بالنفي واكملت طريقها
رمت الحقيبة من السور ثم تسلقت وقفزت الى الشارع


ذهبت إلى الحديقة العامة..
وجلست في أحد الكراسي تنظر إلى الناس..
تنهدت وهي تقول: مالذي سأفعله الأن.. اين سأذهب ماذا سيكون مصيري بعد اليوم؟
اخرجت حقيبتها مجددا لتكتب
ولكنها تذكرت ان قلمها نفذ
تاففت واحست بان دمعتها على وشك السقوط.. ولم تحبسها بل تركتها تنساب على خدها بهدوء
الكتابة جزء من روحها لا تستطيع الاستغناء عنها... ولو انها اعادت قصة حياتها كل يوم اهم شيء ان تكتب ولا تتوقف مهما كان.. فالكتابة هي متنفسها الوحيد من ضيق الدنيا عليها..
لم تحس الا بشاب يجلس بجانبها مسحت دمعتها بسرعة ووقفت
نظر اليها : لقد تعبت فقط والمكان هنا مزدحم مثلما ترين
مريم نظرت حولها العديد من الكراسي فارغة
ثم التفتت اليه بغضب: يا وقح يا أبله يا عديم التربية.. يا طويل الاذنين يا..."تفكر" ... يا رأس المطرقة الغليظ
فتح عينيه على أوسعها ونظر إليها بصدمة
ثم وقف: مالذي تق....
لم تسمع باقي كلامه وقد هربت راكضة
تنهد كان سيلحقها ولكنه لن يلحق بها وهي بهذه السرعة..
ثم ضحك على انواع الشتم

وقفت بعيدا وهي تلهث من الركض..
تلفتت يمينا ويسارا لعلها ترى حنفية ماء.. ولكن لا يوجد في هذه المنطقة...
جلست عل عتبة الرصيفف تتنهد: وماذا الان؟ هل سأبقى في الشارع؟
مريم كانت قد غادرت دار الايتام قبل يوم امس.. فقد بلغت سن الثامنة عشر..
لم تجد مكانا تذهب اليه
تفكر هل لها احباب .. لا .. احباب امها وابوها؟ لا تتذكرهم.. اي اصدقاء؟ لا .. اساسا جميع اصدقائها في دار الايتام ولا غيرهم..

احست برغبة في البكاء.. ليس ليها مكان تذهب اليه..
امسكت نفسها بصعوبة..
ثم وقفت وهي تتصنع القوة.. وقصدت مركز الامن..
نظرت الى الشرطة ثم اوقفت احدهم: يا سيدي
التفت اليها: تفضلي
مريم مدت له يديها: لقد ارتبكت جريمة
نظر اليها بدهشة
مريم: مابك امسكني اقول لك لقد ارتكبت جريمة
الشرطي: اي جريمة؟
مريم: امم .. لقد قتلت احدهم في ليلة امس وضميري يؤنبني.. بامكانك ان تلقي القبض علي وتلقي بي في السجن
الشرطي: انت تمزحين على الاغلب
مريم: لا لا امزح لقد قتلته ودفنته لا اعرف اسمه ولكن فعلتها
الشرطي مشى: اذهبي يا ابنتي اذهبي
مريم لحقته بانفعال : ماذا اذهبي اقول لك انني قتلت احدهم
الشرطي: اين نحن؟
مريم نظرت اليه باستغراب: كيف؟
الشرطي: نحن في الجزائر.. في العاصمة.. في قرية صغيرة.. لو حدثت فيها سرقة دجاجة لعلمنا.. اذهبي يا صغيرتي الى باريس وسيمسكونك بتهمة الجريمة هذه
مريم تنهدت: ولكني فعلتها
الشرطي: ما اسم الضحية اين هو اذا؟
مريم هزت كتفيها وننظرت الي ببراءة: في الحديقة
الشرطي ضحك: انظري يا ابنتي لدي عمل لا تدعيني القي القبض عليك بتهمة محاولة تظليل الشرطة
مريم بسرعة: اجل الق القبض علي
نظر اليها بدهشة: ما مشكلتك؟
مريم انزلت رأسها ثم مشت: حسنا انا اسفة
نظر اليها وتنهد: يا ابنتي..
التفت اليه بحزن: نعم
الشرطي: ما مشكلتك ربما اساعدك؟
مريم هزت رأسها: لا بأس
ومشت خارجة..
الشرطي لحقها: هل انت وحيدة؟
مريم نزلت دمعتها بضعف: قبل يومين خرجتمن دار الايتام لقد بلغت السن القانوني.. ولكن ليس لدي مكان اذهب اليه
الشرطي بدهشة: ليس لديك حتى عم او عمة؟ او ربما اقرباء اهلك من بعيد؟
مريم: لا .. لا اعرف منهم احدا
الشرطي: بامكاني مساعدتك..
مريم: كيف ستساعدني؟
الشرطي: اقصد بالبحث عن اقرباء لك
مريم: وكيف؟
الشرطي: انا شرطي... هيا تعالي ولكن لا تخبري احدا
مريم ابتسمت: حسنا
مشت معه الى غرفة مكتبه وجلس على الكومبيوتر امامه..
بعد قليل نظر اليها: رامي الـ...
نظرت اليه بسرعة : انه اخي
هز رأسه: نعم من ضحايا الارهاب في العشرية السوداء.. وابوك .. واختك.. واخاك الاخرسليم مفقود
مريم: نعم هذا صحيح كله صحيح
الشرطي: امك من عائلة سعودية..
مريم: صحيح
الشرطي: لديك خال هناك..
نظرت اليه بدهشة: حقا؟
الشرطي: اجل.. مسجل هنا.. لديك عمة في فرنسا.. ولكنها قد ماتت السنة الماضية واولادها يسكنون هنا.. انتظري..
اجل مثلما قلت لديك خال في السعودية راشد الـ....




انتهت الغيمة الأولى من روايتي الجديدة
كـ غيمة امطرت على جراحي فأزهرت


من جد اتمنى تشجعوني وتحمسوني بتفاعلكم عالاقل ما احبط مع اول بارت
واتمنى منكم ردود وتعليقات تفتح النفس
واتقبل الانتقادات بأي شكل كانت

وش رايكم فيها كأول بارت؟


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس