عرض مشاركة واحدة
قديم 20-01-17, 06:05 PM   #1969

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

************
دخلت كيرا مكتبه دون استئذان بينما كانت السكرتيرة تلاحقها وهي تقول: هااااي يا انسة لا يمكنكِ......
قاطعها ماتيو: اتركينا لوحدنا
كانت تشتعل طاقة غاضبة... تأملها ووجع غير مبرر ينبض في صدره... بدت كالعادة مهلهلة المظهر.. ترتدي جينزاً يعلوه حزام بني غريب الشكل تحشر فيه قميصاً قطنياً ابيض عليه كتابة لم يتبينها من بعيد فوق القميص القطني ارتدت قميصا مفتوح الازرار بلون كريمي بأكمام طويلة من الشيفون وعليه سترة قصيرة خضراء قبيحة التصميم دون اكمام ... بينما ترتدي قبعة رعاة بقر خردلية اللون وقد تركت شعرها حراً.... كانت مثالاً لقلة الأناقة وكثرة الجمال !....
هتفت به: من طلب منك ان تدفع ديونه؟ ها؟ من؟ هل عينت نفسكَ البنك المركزي لعائلتي؟
اخفى كل مشاعره ... وابتسم لها بعبثيته: لا داعي للشكر لم افعل شيئا سوى الواجب
احتقن وجهها بالغضب اكثر... وبدت وكأن دمائها تغلي... تقدمت منه وضربت كفيها على الطاولة ...
-من تظن نفسك؟ هل تتصدق علي يا هذا؟ قد تبدو لك هذه المبالغ التي تدفعها تافهة لا تكفي حتى لشراء بذلتك الأرماني هذه ... لكن....
قاطعها مصححاً: انها "هاكيت" وليست أرماني
بدت وكأنها ستخنقه ولم ينكر انه يحب حالتها هذه .. يحب جرأتها وعدم خوفها من شئ.. يحب كبريائها العالية ... يحب روحها المنطلقة .. انها شعلة متقدة من الجمال والشباب والحياة
صاحت: تباً لـ هاكيت...
رفع حاجبه: وام هاكيت وابو هاكيت ؟
نفثت لهباً بدل الانفاس... لكنها لم تعلق... بل استدارت لتخرج ... استوقفها
-كيرا
التفتت اليه هاتفة: ماذا الان؟
-لقد فعلتها لأجلي ليس لأجلك.... لا تعتقدينني شهماً
هدأت قليلاً وبانت الحيرة على وجهها
-لم افهم
نهض من مكانه واكتسى وجهه بالجدية: لقد وعدتكِ ان أحافظ عليك.... لو لم اخرج دانيال من السجن.. كنتُ أحببتكِ ودخلت أنا سجن ضميري...
اتسعت عيناها فظهر اللون الآزرق فيهما.. جميلاً وصافياً
-ما الذي تقوله؟
وضع يده في جيبه ورفع رأسه بشموخ واعترف بصدق: أقول الحقيقة.... وأظنني ساعود الى الاسكا غدا... لقد اجلت ذهابي حتى أتأكد ان امور اختك كلها بخير... واخرجت دانيال ليعتني بكما....
تقدم نحوها فقرأ الارتباك والحزن في عينيها.... وللمرة المليون يتأكد انه فعل الصواب.... كيرا تميل اليه... قد لا يكون بقدر ميله الجنوني نحوها لكنها تميل .. وهذا يجعل ضميره في خطر... يخاف ان لا يستطيع منع نفسه عنها ان لغت هي المسافات بينهما
وعدها: سأعتني بكِ دوماً كيرا.... رغماً عن غرورك ونظرياتك الطبقية المقيتة....
مد يده كأنه سيلامس وجهها فلم تتراجع.... بل لمح دمعة تتلألأ في عينيها ... ارتدت يده عنها قبل ان يلمسها رافضاً اي مظهر من مظاهر الضعف نحوها...
اكمل بحزن: انتِ مهمة جداً بالنسبة لي....
سقطت الدمعة الحبيسة في زرقة عينيها على خدها واخذت خطوة للأمام تقترب دون وعي وهمست: ماتيو
ابتلع ريقه واخذ نفساً عميقا محاولاً السيطرة على ضربات قلبه وجنون عواطفه... واخذ خطوة واسعة للوراء ليعود الى مكتبه قائلاً بطريقته اللعوب وابتسامة ذئبية تلوح على وجهه : لا تقلقي ستسددين الديون من راتبكِ.... هذا يضمن لي انكِ ستبقين في عملك لسنوات طويلة
ضحك كمن القى طرفة لكنها لم تشاركه الضحك... ظلت تنظر اليه بمرارة... ثم استدارت مهرولة لتهرب من امامه وشهقة بكائها تفضحها ... بينما سقطت قبعتها على ارض مكتبه...
نهض من مكانه واتجه نحو القبعة.. انحنى ملتقطاً اياها وابتسم بمرارة محدثاً نفسه: اليس من المفترض ان تتركي لي فردة حذائك الزجاجي؟
وضع القبعة على قلبه : اه نسيت... لستي أميرتي انا!...
......
عادت كيرا الى البيت منهكة... دخلت بسرعة الى الحمام متجنبة مواجهة دانيال.... نظرت الى وجهها في المرآة وانفجرت باكية.... لقد اكتشفت منذ قليل انها تحب ماتيو ميلر... الرجل الغني المغرور الذئبي النظرات، الرجل الذي احب حبيبة اخوه وارسله بسببها للحرب... الرجل الذي يأكل الذنب ضميره وهو يحاول تكفيره بكل طريقة ممكنة، الرجل الذي ساعد اختها دون مقابل واخرج زوجها لأنه كان يخاف على ضميره من تأثير قلبه...... كيف حصل واحبته؟ ومتى؟ ... وماذا عن دانيال؟.... اغمضت عينيها وهي تشهق بالبكاء... كان دانيال صديق طفولتها... لم تعرف أحداً غيره... ومنذ كبرت تعامل معها على انها شئ عائد له وقد تقبلت هذا الواقع فقد دافع عنها كثيراً وحماها من اهل الحي منذ وفاة والديها.... كما انه يشبهها... يشبه يتمها وظروفها الصعبة ولن يتعالى عليها او يشعرها بعقدة النقص التي تلازمها في العادة..... لقد كانت متأكدة من انه الرجل الذي تريده... فما الذي حدث؟ جلست على ارضية الحمام وطوت ساقيها واسندت ذقنها الى ركبتيها وواصلت البكاء........ حدث ماتيو..... ماتيو الذي دخل حياتها فجأة ليقلبها رأساً على عقب... والذي كان يدق قلبها في حضوره بسرعة فسرتها توتراً من فارق طبقتيهما ورأيها المسبق عن الرجال امثاله الوسيمين اكثر من اللزوم والانيقين اكثر من اللزوم والاغنياء اكثر من اللزوم...... لكنها كانت تخدع نفسها ... لقد كان قلبها يخفق لأنها تتأثر به مثل اي أنثى تتأثر برجل يعجبها..... لم تدرك الا متأخراً كم انه يعجبها.... يعجبها لدرجة انها وقعت في غرامه وهي على ذمة رجل آخر....
ربما كان دانيال السبب فمنذ سنتين بدأ يتغير... يرافق رجالاً يشبهون العصابات... يستدين كثيراً... يقوم بأعمال لا تعرفها لكنها لا تستريح لها... ومع هذا كانت تقول لنفسها ان دانيال سيحميها دائما... ولن يصيبها بسوء ابدا.... ما ازعجها حقاً هو كيف استقبل خبر خروجه برحابة صدر رغم علمه ان ماتيو هو من دفع الديون... اليس هذا ماتيو الذي كان يكرهه ولا يطيق عملها عنده... اصبح فجأة السيد ماتيو.. اللطيف المحترم الشهم........ كرهت كيرا ان ترى وجهاً منافقاً لدانيال....
غضبت من نفسها... لماذا تحاول الصاق الذنب بدانيال... لطالما كان دانيال هكذا ... لماذا تعترض الان.... لتكن صادقة مع نفسها... ان دانيال ليس السبب... هي السبب... هي المرأة المتزوجة التي وقعت في غرام رجل اخر.... هي المذنبة....
همست باكية: انه خطأي انا
........
في المساء كان ماتيو يشاهد افلام كارتون مع ادم...... في الحقيقة كان يتظاهر بالمشاهدة بينما عقله سارح في مكان اخر... يفكر بما حصل اليوم....
دخلت عليهما الخادمة... نظر اليها وقال: هل حقيبتي جاهزة؟
-نعم سيدي.... لكن هناك شئ آخر
-ماهو؟
-هناك انسة على الباب تطلب مقابلتك... تدعى كيرا
هب ماتيو من مكانه: كيرا؟
-نعم سيدي
تجاوزها سريعا نحو الباب الرئيسي.... هناك وجد كيرا واقفة بإضطراب...
قطب: كيرا ما الامر؟ هل استيرا بخير؟
هزت رأسها وقالت بإرتباك: نعم... نعم.. لكن.... هل يمكننا ان نتحدث في الخارج
انتابه القلق من حالتها... مشى معها الى الخارج .. نزلا السلالم وعبرا نحو الحديقة...
وقف ماتيو متسائلا بقلق: ما الامر كيرا
بلعت ريقها وبدا عليها الضياع ثم اخيراً كمن استجمع رباطة جأشه همست : لا تذهب
شحب وجه ماتيو... هذا كثير... كثيرٌ جدا على قلبه وضميره معاً....
قال بتوتر: يجب ان اذهب كيرا لقد اخبرتـ....
قاطعته مجتازة مسافة الخطوتين التي تفصلهما ووضعت يدها على قلبه
ورفعت وجهها اليه متوسلة: هذه المرة الأولى التي اتنازل فيها عن كبريائي...... ابقَ مات
تحت يدها كان قلبه يخفق بسرعة من يركض في سباق مارثون... هذا الاختبار بات اثقل مما يحتمل... انه يمر بالجحيم... بل يشعر ان الجحيم نفسها داخله
توسل اليها بعذاب: لا تفعلي كيرا.... الا ترين انني بالكاد اسيطر على نفسي
ابعدت يدها عن قلبه.. واعادت مسافة الخطوتين بينهما....
خطوتين فقط اذا ما تم حسابهما بالمسافة الفيزيائية .... لكن الحقيقة ان مسافة من الفراق.. من المستحيل... من العذاب .. كان تمتد في تلك الخطوتين
همست محاولة استجماع غرورها: ما كان علي أن أحضر
كاد يلكم نفسه .. او يلكم الاشجار حوله... او يلكم دانيال....
قال اخيراً: بالفعل
في غضون لحظات اختفت كيرا من امامه كأنها حلم.. بينما تراجع ليستند الى شجرة ... وفكر.... هذه كفارة الماضي....
................
حين عادت كان دانيال في انتظارها....
-حبيبتي لقد تأخرتي
-لقد احتجت لقليل من الهواء النقي
اقترب منها وتسللت يده الى خصرها وهمس: لقد اشتقت اليكِ
تململت ....
-هل تعشيت؟
همس قرب اذنها: لست جائعاً للطعام
ابتعدت عنه وهي تقول بإرتباك: سأتعشى اذن وحدي
هتف من خلفها بحنق: لماذا ترفضين تقربي منكِ؟
التفتت اليه: انا لا ارفض
صاح بها: بل ترفضين.. هل تظنين بأنني احمق ؟ اشعر بنفورك كلما حاولت لمسكِ.... انتِ زوجتي الان... في السابق كنتي تقولين انتظر حتى نتزوج .. وها قد تزوجنا..... انتِ ملكي
صاحت وقد بدأ كلامه يحطم الباقي من اعصابها: ارجوك توقف... لا اشعر أنني بخير
اقترب منها وقال بحدة: لن اصبر عليكِ طويلاً كيرا....
ابتعد عنها متجها نحو الاريكة المقابلة للتلفاز.. جلس عليها وقال: اعدي لنا العشاء واحضري معه زجاجة البيرة التي في الثلاجة
صاحت: لقد وعدتي ان تتوقف عن الشرب.... هذه الزجاجة الـ كم هذا اليوم؟
رفع نظره اليها وقال: كيرا لستُ في مزاج جيد.... اما الشراب او انتِ.....
نظرت اليه بغضب واتجهت نحو المطبخ ... بينما قال وهو يرفع ساقه على الطاولة: هذا ما ظننته


moshtaqa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس