عرض مشاركة واحدة
قديم 25-01-17, 08:53 AM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم نبدأ .. اللهم صلَّ على سيدنا محمد .

|| الإشارة الثانية || :

رُغم كل ما حصل في آخر مرةٍ التقيت فيها بِـ [ مريم ] إلا أن الضيق الذي كان كالجبل على قلبي قد زال و انزاح ، لذا فقد بدأت أذهب لقضاء الوقتِ معها من جديد ، و قد كنت أقضي وقتاً طويلاً ، و بالطبع والديّ لا يمانعان ذلك لأنهم يعرفونَ أنني أقضي ذاك الوقت بطولهِ مع [ مريم ] و يعرفون من هي [ مريم ] و كيف هي أخلاقها .. و لكنهم لم يكونوا يعلمون أن باطنَ الإنسان قد يختلفُ عن ظاهره في أحيانٍ كثيرة ، و هناك مقولة لطالما كان يقولها والدي من بابِ المُزاح لكنها الحقيقة " الحمار يتعلم من الحصان " ، و الآن آمنتُ بهذهِ المقولة أكثر من إيماني بأني حيّة و على قيدِ الحياة ، المهم أنني قضيتُ إجازةَ منتصفِ العام مع [ مريم ] لِدرجةِ أنني قد حفظت من هم [ هاني ] و [ فيصل ] و [ أحمد ] وووو و و من هم ؟ و كم أعمارهم ؟ و من أين ؟ و ماذا يحبون ؟ و ماذا لا يحبون ؟ و ما هي أنواع سياراتهم و ألوانها ؟! .. مع أنني كنتُ أنصحها بالابتعاد عنهم في معظم الأوقات لكنها كانت كالعادة لا تستمع إليّ بقولها أننا بكوننا نحادثهم فنحن لم نقع في الرذيلةِ الكبرى بعد و أننا لن نقع ! .. و أنا كنتُ دائماً أقول لنفسي أنه بكون [ مريم ] هكذا فهذا لا يعني أنني سأصبحُ مثلها ! ، لذا يوماً بعد يوماً كانت علاقتي بها تزداد و تزداد و تزداد .. و أذكر ذات يوم في منتصف الإجازة ، كنت جالسةً في غرفتي بدون أن أعمل أي شيء فقط أتذكر صديقتي [ سُندس ] و أتمنى أن أتواصل معها ، حينها جاءت والدتي لتقول :
آيات ، درجاتك طلعت .
ليدق قلبي كطبول أفريقية مجنونة ، و يظهرَ التوترُ على وجهي ، فلطالما قدَّست عائلتي الدرجات المدرسية و كأنها درجات تدخل الإنسان الجنة ! حتى لو كنا في بداية المرحلة المتوسطة ، لِأسأل والدتي : إي .. كيف ؟
لتجيبني : التربية الإسلامية 100 .. العربي و الرياضيات 98 .. العلوم 95 .. الدراسات 99 .. الانجليزي 96 .. الفنون و الموسيقى و التقنية 100 .. الرياضة 95 .. و المهارات 99 .
لأبتسم من الفرح ، لأنني أحرزتُ هذهِ الدرجات و هذهِ النسبة العالية 98.1 ! .. لذا ذهبت في نفسِ اليوم لِأخبر [ مريم ] بهذا النجاح الباهر الذي حققته لتشاركني هي أيضاً الفرحة و التي كانت حقيقية ً و وعدتني أنها ذات يومٍ حين تعمل .. اذا وجدت عمل ! فإنها ستهديني بلاك بيري أبيض اللون ! ذلك الذي لطالما حلمتُ به و لكن أنا لن أحصل على هاتف إلا بعد سنوات .. و توالت الأيام و أنا أعيشُ نفسَ السيناريو .. و لكن ذاتَ يوم تغير هذا السيناريو ، حين كنتُ أجلس مع [ مريم ] كالعادة في سطحِ منزلهم و هي تحدث ذاكَ المدعو [ هاني ] فقد كانت تبتسم تارةً و تضحك بصوتٍ ناعمٍ و جميل تارةً أخرى ، في الحقيقة لقد أستنكر كل ما تفعلهُ [ مريم ] في داخلي و لطالما قلت لها و نصحتها و لكنها لا تسمع ، فماذا أفعل لها أكثر من ذلك ؟ لكنها فاجأتني حين أشّرت لي بيدها أن اقتربَ ، و أن أُقرَّب أذني من الهاتف
و همست بِـ :تعالي هنا .
و فجأة فتحت هي مكبر الصوت ، لأسمع ذلك الأحمق الذي يُدعى [ هاني ] يغني ، لأكتم ضحكتي و أبتعد عن [ مريم ] ذاهبةً للزاوية و أموتَ من الضحك ! ، لا أدري لماذا لكنني ضحكت و كأنني لم أضحك منذ سنة و [ مريم ] أيضاً بنفس الحال ! ، حتى أن [ مريم ] أنهت المكالمة متحججة بأن هناك من هو قادم ، لِتقول :
الله ياخذ بليسك ضحكتيني ، ما متعودة أضحك .
لأضحك أكثر و أقول بصدمة خفيفة بنفس الوقت : ما متعودة ؟ يعني هـ الهاني دايماً يغني ؟
لِأُردف بِنبرةِ استهزاء : هاني بحر ! .
و لكن في نفسِ الوقت لا أنكر قد أصبحتُ أسيرةً لذلكَ الصوت الذي كان جميلاً .. أسيرةً لصوت هاني بحر ! ، فقد جميلاً لدرجةِ أنني قد وقعتُ في شباكهِ دونَ أن أعي ذلك ، و لكنني لم أخبر أحداً أبداً أنني وقعتُ في تلكَ الشباك حتى [ مريم ] و [ سندس ] رغم أنهما كانتا مقربتانِ مني ! .
و مضت باقي أيام الإجازةِ بهذا الشكل ، حتى بدأ الفصل الدراسي الثاني ، و حينها حدثَ ما قد غيّر حياتي بشكل غير متوقع ، بشكل جعلها تُكسر لفترةٍ و لا تُجبر و لكنني لم أكتشف هذا الكسر إلا بعد فواتِ الأوان ، المهم أنني في الفصل الثاني صِرتُ أذهب كل أربعاء من العصر حتى الساعة التاسعة ليلاً إلى منزل [ مريم ] و لكن ليس لأجلس معها و أتحدث معها .. بل لشيء آخر ، لأتحدث مع [ هاني بحر ] بهاتفها عن طريق برنامج مسن ! ، في البدايةِ قد رفضتُ ذلك رفضاً تاماً ، و لكن مع الوقت وقعتُ في الشباكِ من جديد و حدثته ! ، حتى أعتدتُ على فعلِ ذلك كُل أربعاء ، بل إنني كنتُ أنتظرُ الأربعاء بفارغِ الصبر حتى أذهب لعند [ مريم ] و أحدثه ، كنت حمقاء .. غبية .. و أخيراً مجنونة ، و الذي يجعلني أشعر باحتقار النفس هو حين أتذكر أنني قد رسمتُ أحلاماً غبية بالزواج من هذا الغبي ! ، في الحقيقة لا أدري كيف سقطت في الهاوية بهذا الشكل ! ، حتى أنني أذكرُ أنني ذات مرةٍ دعوتُ الله أن أتزوج من [ هاني بحر ] حينَ هطل المطر بما أن الدعاء المستجاب في حالةِ هطول المطر ! أما الآن فأنا أدعو الله أن لا يدخل هذا الـ[ هاني بحر ] و لا أمثالهُ لحياتي من جديد .. المهم أنني في تلكَ الفترة أصبحت كمجنون ليلى و لكن النسخة الانثوية ! .. أصبحتُ [ آيات مجنونة هاني بحر ] ! الأمر الآخر الذي أسعدني في تلك الفترة هو ما حدث في منتصفِ الفصل الدراسي الثاني حين وعدني والديّ بأن يحضرا لي لاب توب بدلاً من الحاسوب المكتبي إذا حصلت على نسبة 98 في الفصل الثاني .. ما جعلني أبذل جهداً كبيراً حتى أحصل على تلك النسبة ! .. و بالفعلِ قد حصلت على نسبة مرتفعة .. على 99 ! فقد بذلت جهداً كبيراً و أصبحت أذاكر بلا كلل و لا ملل ! و أخيراً انتهى الفصل .. انتهت الاختبارات .. عرفنا الدرجات .. إذا؟ وصل حاسوبي المحمول .. في الحقيقة رغم أن هذا الحاسوب أول هدية من والدي إلا أنني أكرهه و أكرهُ أن أنظر إليه الآن حتى ! .

،‘ ،‘

نهاية الإشارة الثانية
لا إله إلا أنت سُبحانكَ إني كنتُ من الظالمين .
اللهم استرنا تحت الأرض و فوق الأرض و يوم العرض .
لنا لقاء آخر يوم الأربعاء بإذنهِ تعالى .
بانتظار آرائكم و توقعاتكم .
بحفظِ الله

،‘،‘



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس