عرض مشاركة واحدة
قديم 29-01-17, 11:53 PM   #5

سارة عبده

نجم روايتي , و مصممة مساعدة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سارة عبده

? العضوٌ??? » 312076
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,552
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

" الفصل الأول "


جالسة علي الأرض في ركن منزوى من غرفتها الضيقة ، ضامه ركبتيها لصدرها وتتحرك للأمام والخلف بألية ، عيناها البنيتين المتورمتين من أثار البكاء تنظران للأمام بثبات وكأن أصابها العمي ، بينما تجلس شقيقتها التي تصغرها بعامان بجانبها تمسد علي شعرها بحنان وعيناها تبكيان حزناً علي المصائب التي ستُصيب أختها ... أو المصائب التي ستُصيبهم جمعياً بعد أن علم كل الحي بما حدث لها ، وها هم أخذوا تدابيرهم ويحدثون والدها في الخارج عن الصالح لها ... لا بل الصالح لهم جميعاً من وجه نظرهم هم بالطبع ...
تناهي لها صوت والدها الذي زعق بهم قائلاً بأسي ...
" أترضونها علي بناتكم !! ، انتم كبار الحي أعلم ذلك ، ولكن إن حدث ذلك مع بناتكم أترضونها عليهم ؟؟؟؟ ... "
حدق بِه الثلاث رجال الجالسين أمامه ليرد أحدهم بصوت بارد ...
" هذا هو الصالح لها يا علِي ، فـ لا يوجد أحد في الحي لم يعرف بما أصابها ، نحن فقط نريد التستر علي تلك الفضيحة ..... "
هب علي من مكانه وهو يقول بصوت مهزوز بفعل الغضب ...
" ابنتي لم تفرط بشرفها ، بل هو أبن الـ ..... ذاك من تهجم عليها ، بدل أن تقولوا لي زوجها له ، الأولي بكم أن تقتصوا منه هو ، سبب كل تلك المصائب .... "
قال شيخ الحي بهدوء والذي كان مستمع صامت منذ بداية الحديث ...
" أسمعنى جيداً يا علي ، الله يعلم أني لا أفرق فريدة عن بناتي ، لكن انا أفكر بالصالح لها ، ستلوكها الألسن ولن ترحمها ، ولن ترحم مريم شقيقتها كذلك ، فقط فكر جيداً بهم ... "
نظر له علي بقهر قائلاً وقلبه مفطور علي ابنته التي لاقت الكثير وهي بعمر الزهور ...
" لكن يا شيخ ، هي ابنتي ، لا أستئمنه عليها ولا لدقيقة واحدة ، كيف يمكنني إجبارها علي الزواج به !!! ، هي كانت لا تحبذ حتى ذكر اسمه في المنزل قبل الحادث ، فـ كيف يمكنني ذلك ؟؟ ، سأفقدها إن زوجتها له ، سأفقدها .. وانا يهون عليّ أي شئ إلا فقداني لإحدي بناتي .... "
أطرق الشيخ برأسه قليلاً وهو يفكر بحديث علِي الذي مس قلبه ...
عندها قال واحد من الأثنين الجالسين بجوار الشيخ بشماتة ...
" لن يوجد من سيقبل بها في الحي ، فبعد رؤيتهم جميعاً لها بذلك المظهر ، وإعتراف عزمى بما حدث ، ووقتها لم يجرؤ أحد علي التحدث معه لأنه هو وعائلته أقوى أشخاص في الحي ، وقد صرح بالفعل بأنه يريدها زوجة له، عندها نحن استبشرنا خيراً لأنه يريد التستر علي فعلتها و .... "

قاطعه علِي بزعقة عنيفة أنتفض لها الشيخ الذي شرد بأفكاره ونظر لعلي بدهشة الذي كانت عيناه حمراون من الغضب ويتنفس بعنف وهو يشير بيده في إتجاة الباب ، لكنه رغم ذلك كان مكسور الكرامة ...
" أخرج من بيتي الآن ... لن أسمح لأحد أن يدنس شرف ابنتي بكلمة ، أخرج .... "

أنتفض الرجل من مكانه وعيناه متسعتان صدمة وتسمر من قوة علِي العجوز الذي تجاوز الرابعة والخمسين ، ولم يشعر بنفسه إلا والرجل الأخر يسحبه من ذراعه للخارج ويغلقا الباب خلفهما ...
تهالك علِي علي المقعد خلفه فور خروجهما ووضع رأسه بين كفيه وأنحني ظهره وكتفيه كأن هموم الدنيا أثقلتهما ...
رفع عيناه المقهورة للشيخ عندما تحدث بهدوءه المعهود ولكن عينا الشيخ كانت مملؤة بالتفهم والحنان عندما قال ...
" سأضع الحل بين يديك ، ولييسر الله لك باقي الأمور .. أستمع فقط لي ، الله يعلم أني لم أكن أريد أن اقول ما سأقول الأن ، لكنها افضل طريقة لحمايتك انت وأبنتاك من بطش عزمي وعائلته ... "
أستقام علِي في جلسته وعقد حاجبيه بحيرة وأولي الشيخ كل أهتمامه بينما الشيخ يُكمل بنفس النبرة ...
" لى معارف من خارج الحي أُناس غاية في الرقي والإحترام والثقة، ستغادر الحي وتذهب لهم وسأذهب معك بإذن الله، وستعمل هناك لديهم وسيعطونك مكان للسكن بجوارهم ، هم يسكنون بمكان خاص بهم ستعرفه عندما نذهب، وذلك المكان بعيد للغاية عن الحي، و سأعطيك باقي التفاصيل عندما توافق، ها ما قولك ؟؟ ... "
نظر له علِي بدهشة وهو يردد بإستنكار ..
" تريدني أن أهرب مثل الجبناء يا شيخ ؟؟؟ .. لأثبت للحي أن ما يقولونه و ما سيقولونه في حق ابنتي صحيح ؟؟؟ .. كلا لن أهرب ... "
وكان رفض علِي قاطع .. فـ الجُبن للضعفاء وهو ليس بضعيف ..
لكن الشيخ لم يستسلم .. فـ عاد يُلح عليه بالقول الموزون ...
" فقط فكر قليلاً يا علِي ، عزمي فعل ذلك عن قصد، هو كان يريد لذلك أن يحدث، يريدك أن تسلم فريدة له، وعائلته قوية، والحي يساندهم، لن يساعدك أحد، فـ أنجو بعائلتك فقط لمصلحة بناتك، الشخص الذكي هو الذي يعرف متي ضرورية الإنسحاب، ليس كل هروب ضعف، فـ هناك هروب واجب لأجل الحماية .... "
أخفض عِلي بصره قليلاً وهو يفكر بتوتر .. فـ كلام الشيخ شوش عقله، هو فقط يحتاج للهدوء لإتخاذ القرار الصحيح ...
أحس الشيخ بتوتره فأشفق عليه ونهض من مكانه قائلا بسماحة ..
" سأتركك الأن لتفكر علي راحتك، ولكن تأكد أن ترد عليّ في أسرع وقت، أستودعك الله .... "
غادر الشيخ وترك علِي يفكر بتمعن في مصلحة عائلته ....
***********************************
بعد مرور ثلاثة أيام ....
تجلس في ذات الركن المنزوي وتنظر أمامها بثبات، لا تأكل إلا القليل ولا تشرب إلا ما يبقيها حية ولا تنام إلا ساعات قليلة للغاية، ولم تتحدث مطلقاً منذ يوم الحادث .. عندما احضرها مجموعة من نساء الحي إلي البيت بمظهرها المُزرى الذي أنتفض له والداها رعباً أن يكون أصابها مكروه ما، ذلك فقط اليوم الذي تحدثت فيه عن ما حدث بفم مرتعش وكلمات تُفهم بصعوبة كان أولها وأخرها اسم "عزمي" قبل أن يغشي عليها ولم تستقيظ إلا صباح اليوم التالي ومن وقتها لم تنطق بحرف .....
كانت شقيقتها مريم تقوم بتجهيز الحقائب، لأنهم سيغادرون الليلة عند الفجر، مازالت مريم تتذكر مظهر والداها الذي أدمي قلبها حزناً عليه وهو يقول بإنكسار واضح وظهر محني ..
" جهزى الحقائب يا مريم، سنغادر فجر اليوم التالي، لا مكان لنا هنا بعد الأن ..... "
لم تستطع أن تجادل، فـ هي كانت قد أستمعت لحديثه مع الشيخ وتري أن ذلك أفضل لهم، لن يسلموا من شماتة أهل الحي، ولا بطش عائلة عزمي ، فـ والدها رغم كل شئ لن يُلقي بـ فريدة في الجحيم بيديه ....
************************
تراقب الطريق من نافذة السيارة التي تستقلها هي وشقيقتها وأبيها والشيخ حسن يقود ...
فبعد أن رتبت الحقائب، وإرتدت ملابسها هي وفريدة .. وعندما أتمت الساعة الواحدة صباحاً تسللوا من منزلهم بهدوء لكي لا يراهم احد ليقابلوا الشيخ خارج الحي ليستقلوا السيارة، ذاهبون ناحية المجهول، فـ هي لا تعلم إلي أين سيذهبون أو ما هو مصيرهم فقط هي تنفست الصعداء عندما أستقلوا سيارة الشيخ وغادروا، رغم برائتهم مما حدث، رغم أن لا يد لهم فيها يحدث، إلا أنهم تحملوا نتيجة الأمر، فـ الألسن لا تعرف الرحمة ولا تقدر الكرامة ولا تهتم للمظلوم فقط تأتِ عليه بكل قوتها لأنه الطرف الأضعف في المعادلة ...

مسحت دمعة حارة نزلت علي وجنتها ، وأغمضت عيناها بألم علي حال شقيقتها، ألتفت برأسها لتنظر إليها بحزن مُشفق وهي تراها تنظر للطريق كما كانت تفعل هي قبل قليل، فـ أختها الحنون الطيبة لم تكن تستحق كل ذلك، فقط لأنها رفضت الزواج به، لكن أليس لها الحق بإختيار شريك حياتها !!! ..
أيحب أن تُجبَر شقيقتها علي كل شئ ؟؟؟، كما أُجبرت الأن علي ترك منزلهم بسبب غلطة هي لم ترتكبها، و أُجبرت أيضاً علي تحمل نتائجها وحدها، مريم تعلم أن كل العبئ سيقع علي أختها التي إن خرجت من تلك الحادثة سليمة الجسد فـ بالتأكيد لم تخرج منها سليمة الروح !!! ....
******************************
" تباً "
صرخ بها بعنف غاضب وهو يسير في الغرفة علي غير هُدي ..
ثم أخذ يسب ويلعن ..
" تباً ، تباً ، تباً ، اللعنة .... "
توقف وهو يلهث بعنف وصدره يعلو ويهبط ...
إلتفت للفتي الضئيل الذي كان يرتعش خوفاً من مظهر سيده الغير آدمي ...
الذي هتف به بإنفعال ...
" أخبرني مرة آخري في آي ساعة غادرت ... "

إرتبك الفتي وهو يخبره بتلعثم ...
" مـ ... ، منذ يومين فـ .. في الساعة الواحدة صباحاً ... "

تمتم بهدوء يُخفي خلفه بركاناً يشتعل
" أخرج الأن ، انت مطرود ... "

وقال أخر كلمة وكأنه يبثقها ، وكأن الفتي هو السبب !! ...
حاول الفتي المناقشة لتبرير موقفه قائلاً ...
" ولكن ، ســ .... "

ولم يعطيه عزمي الفرصة لإكمال حديثه حيث تناول أول ما طالته يداه وقد كانت منفضة السجائر وألقاها بعنف في إتجاه الفتي الذي تفاداها بمعجزة وخرج يهرول بتعثر خائف ....
ظل يدور بالغرفة كـ ليث حبيس، إذا لقد غادرت ...
اللعنة، ضرب الحائط المجاور له عدة ضربات متتالية، ثم بسط كفيه عليه وأنحني برأسه لأسفل ينظر للأرضية الخشبية وهو يلهث بشدة ...
كيف غفل !، وهو الذي ظن أنهم لن يستطيعوا فعل شيء، لن يستطيعوا أن يرفعوا رؤوسهم في الحي مرة آخري
ووقتها لن يكون أمامهم سوي أن يعطوها له رغماً عن أنفهم ....
ولكن هو الأحمق الذي وثق أن خطته تسير علي خير ما يرام ....
برقت عيناه بشر بعد أن هدأت أنفاسه قليلاً ...
سيجدها، وسيحصل عليها ...
سيحصل عليها ولو كان ذلك أخر ما يفعله في حياته...
**********************




أنتهي الفصل الأول، قراءة ممتعة


سارة عبده غير متواجد حالياً  
التوقيع

رواية فتاة الحي الشعبي

يتم تنزيل مساء كل اربعاء فصول روايتي " فتاة الحي الشعبي " في قسم قصص من وحي الأعضاء، شرفوني بزيارتكم....