عرض مشاركة واحدة
قديم 31-01-17, 03:28 AM   #16

سارة عبده

نجم روايتي , و مصممة مساعدة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سارة عبده

? العضوٌ??? » 312076
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,552
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

" الفصل الثاني "



الحياة ليست عادلة ... شيء بديهي
الحياة ظالمة ... تكرار
الحياة بها بعض السعادة ... كذبة سوداء
الحياة ستستمر مهما كانت الظروف ... إقرار واقع
...........

واقفة في المطبخ تعد وجبة الغداء الذي أصبح عشاء فـ الساعة قاربت الثامنة ووالدها أوشك علي الوصول ...
أخفضت نار الموقد وخرجت لغرفة الجلوس الكبيرة نسبياً ، وجلست علي أحد المقاعد المتواضعة
تنهدت بحزن ونظرت حولها بفراغ ...
هذا هو حالهم منذ يوم إنتقالهم هنا، ومنذ أن أستلم والدها عمله بالمصنع، آي منذ شهر تقريباً...
نظرت لباب الغرفة المجاورة لباب الشقة بقهر ...
شقيقتها دائمة المكوث في هذة الغرفة التي تتشاركان بها
شردت قليلاً تتذكر يوم مجئيهم هنا ...
كانوا قد قطعوا مسافة طويلة حتي وصلوا لطريق صحراوي خالي من المباني إلا بوابة حديدية ضخمة للغاية فتحها لهم رجل عجوز كان يهرول في سيره وعندما لمح الشيخ رحب به بحرارة ....
وقتها هي ناظرت بإستغراب الشيخ الذي أبتسم بهدوء للرجل، وتسألت من يكون الشيخ حتي تكون له مثل تلك المعرفة ؟؟ ...
ولكن سرعان ما نسيت كل تساؤلاتها وهي تشهق بإعجاب للمنظر حولها ولم تعي لذاتها وهي تنطق بإنبهار
" سبحان الله "
كان المنظر حولها مبهر، فـ ما إن دخلت السيارة في ذلك الطريق العريض المسفلت حتي حده من الجانبين الأزهار الكثيرة والمتباينة الألوان، وأشجار كثيرة مقلمة بأشكال معينة ومعظمها يحمل شكل حيوانات ....
كانت تنظر للمكان بإندهاش ، إبداع ما حولها إبداع
أرجعت خصلة من شعرها القصير خلف أذنها وهي تستنشق، كانت الرائحة مزيج من الليمون وروائح آخري عديدة، أطلت برأسها خارج النافذة لتري إمتداد الطريق فـ لم تجد له نهاية ، فقط رأت بيت عتيق وقديم الطراز ولم تتباين ملامحه أكثر لأنه كان بعيد نسبياً عنها ....
كان المكان أشبه بقرية صغيرة ...
عادت برأسها مرة أخري للداخل وهي تبتسم بإتساع حتي تعمقت غمازة خدها الأيمن الوحيدة فـ هذه القرية تبعث علي الراحة والإسترخاء ....
قررت أن تُشارك شقيقتها حماسها فـ إلتفت لها
لـ تنحسر إبتسامتها ويبهت حماس عيناها وهى تراها تنظر لمَ حولها بفراغ وهدوء باهت ...
وكأن هذا الجمال لم يؤثر بها شعرة !! ...
أسندت ظهرها للخلف وقد طار إبتهاجها أدراج الرياح ...
بعد مدة قصيرة توقفت السيارة أمام ذات البيت العتيق ...
تأملته قليلاً كان بيت قديم وجدرانه باهتة ولكن تصميمه رائع ، أثري وصامد بشموخ رغم السنوات ....
أفاقت من تأملها عندما إلتفت لها والدها بعد أن ألقي نظرة حزينة علي فريدة قائلاً بهدوء ...
" انتظراني قليلاً ... "
وترجل من السيارة هو والشيخ ليدخلوا ذلك البيت ....
عادت من شرودها علي صوت الباب يُفتح، أدركت بفزع أنها شردت لنصف ساعة كاملة !! فـ والدها دائماً يصل في الثامنة والنصف ...
هبت فجأه وهي تصرخ بفزع
" الطعام ... "

أجفلت علي الذي كان سيهم بإغلاق الباب فـ ناظرها بدهشة وهي تركض أمامه ...
تنهد وهو يحكم إغلاق الباب ويترك ما بيده علي الطاولة المجاروة له ...
خلع حذاءه وقبل فعل آي شيء ، أتجه كما العادة للباب المجاور لباب الشقة ليفتحه بهدوء حذر ...
وينظر بعجز لتلك النائمة ....
عاجز هو عن مساعدتها وما أسوء ذلك الشعور عندما يصيب الشخص تجاه أغلي ما يملك ...
أغلق باب الغرفة مجددا وهو يتنهد بكبت ..
إلتفت لـ يجد مريم تنظر له بحزن وعيناها دامعة ، أبتسم بحزن هو الأخر وفتح لها ذراعيه، فـ إتجهت مسرعة ناحيته لـ يضمها بحنان وهو يربت علي شعرها القصير
ويخبرها بمرح زائف ...
" أين الطعام يا صغيرة فـ أنا اتضور جوعاً ... "

ضحكت وسط دموعها وهي تترك أحضانه بدون كلمة ذاهبة للمطبخ ...
أخفض رأسه بكسرة وأتجه بهدوء للغرفة الأخري بالشقة ليبدل ملابسه ....
**********************


ظلام ، ظلام دامس ...
لا تري شيئاً ، تشعر أن عيناها معصوبتان ...
حاولت تحريك يديها لتُزيح ما يعصب عيناها فـ وجدت يديها مقيدتان لـ شىء حديدي بارد ...
سمعت صوت أقدام تقترب، ويزداد الصوت إقتراباً ...
وفجأه شعرت بشيء يكمم فمها فـ أنت بخفوت ...
ثم لفحتها أنفاس كريهة قرب وجنتها لـ تسمع صوت مألوف أثار الرعب في أوصالها ...
" انتِ لي الآن، ولن يُخلصكِ أحدً مني ..... "

شعرت بيدين تحاولان نزع ملابسها عنها، لا بل ثلاث أيدي ، اربع ، خمس ....
ضاع منها العد والإدراك وأخذت تتلوي بجسدها يميناً وشمالاً، وتحاول قدر الإمكان إبعاد تلك الأيادي عنها وهي تحاول الصراخ إستنجاداً ولكن لا يصدر منها صوت ...
ودموعها بللت القماش الذي يعصب عيناها ...
شعرت بقلبها يهوي بين أضلعها وهي تستمع لصوت تمزق ملابسها و أدركت أنها هالكة لا محالة ...
ولكن أختفي كمام فمها فـ أخذت تصرخ وتصرخ حتي كادت أذناها تُصبا بالصمم ....
ومن بين صُراخها سمعت صوت مألوف ينادي بقلق ...
" فريدة، أستقيظي، أنه مجرد كابوس ..... "

فتحت عيناها علي وسعهما وهي تتنفس بعنف ... ثم هبت جالسة علي السرير و قلبها يكاد يتوقف من شدة ضرباته ...
نظرت بذعر حولها وإدراكها يعود لها ببطئ، لتتعرف علي ملامح غرفتها هي ومريم التي كانت تجلس بجوارها الأن وهي تناظرها بقلق، ووالدها الذي يقف بالباب ينظر إليها بعجز ....

قالت مريم بخفوت ...
" هل انتِ بخير ؟ ... "

إلتفتت لـ مريم ومازال أثار الذعر بعينيها وتنفسها هدأ قليلاً ولكنها قالت بإرتجاف ...
" أريد ماء ... "

سمعها والدها فـ قال بهدوء حزين وهو يغادر ...
" سأحضرها .... "

أخفضت أنظارها وضمت قبضتيها المرتعشتين لـ حجرها ...
شفتيها ترتجفان وهي تتذكر تفاصيل ذاك الحلم الذي يراودها كل ليلة لتستقيظ منه صارخة ....
لا تستطيع تجاوز ما حدث، بداخلها نفور قوي نحوه ونحو ذاتها ...
تشعر أنها قذرة ... وأنه تم إنتهاكها بلا رحمة ...
لذلك هي تستحم أكثر من مرة باليوم وتدلك جسدها حتي يصاب بالإحمرار وفي غالب الأحيان تصاب بالخدوش ...
ولكن ذلك لا ينفي تلك القذارة ...
قذارة تشعبت بروحها حتي أهلكتها ...
قذارة تشك أنها ستتخلص منها يوماً ....

تنبهت لـ مريم التي تمد لها يدها بكوب الماء فـ أخذته منها ورشفت منه قليلاً ثم أعادته لها، وأستسلمت لها وهي تجعلها تستلقي وتُدثرها جيداً ....
ربتت مريم علي شعرها وهي تنظر لها بقلب نازف وعينان منحنيتان حُزناً ....
ثم أبتعدت عنها وألتفت لوالدها الواقف بالباب ينظر لـ فريدة بقهر ...
وصلت إلية وناظرته بحنان ...
" أذهب للنوم أبي وانا سأبقي بجوارها لا تقلق .... "

نظر لها بضياع غرز خنجر مسموم بقلبها لـ يقول بهدوء ظاهري ...
" حسناً أنا ذاهب، أعتني بها جيداً .... "

أومأت له موافقة وهي تشيعه بنظراتها الحزينة لأنها تعلم جيداً أنه لن يستطيع النوم الليلة ...
ثم إلتفت لـ فريدة التي كانت تنظر بجمود أمامها، وحمدت الله أنها تحسنت قليلاً عن بداية الأمر فـ هي كانت لا تتحدث إطلاقاً، أما الأن فـ بدأت تتجاوب معهم قليلاً، قليلاً فقط ...

تنهدت بعمق وهي تقترب من سريرها وتجلس بجوارها ثم تربت علي خصلاتها السوداء وتقرأ قليلاً مما تيسر لها من القرآن لـ يبعث بعض السلام النفسي لها ولـ فريدة ....
ثم لم تشعر بذاتها إلا وهي تغط في نوم عميق بجانبها ....

****************************


تسير حاملة عدة حقائب بلاستيكة بينما تردد بخفوت ....
" يمين، يسار، يمين، ثم يسار مرة آخري، و نهاية الطريق .... "
أبتسمت داخلها وهي تتذكر فريدة عندما كانت تمازحها علي عدم إدراكها للطرقات مهما حاولت معها، فقد كانت تقول لها بمرح ....
" انتِ حمارة طُرق، لا أعرف كيف تستذكرين دروسك وانتِ لا تستطيعي حتي أن تحفظي طريق مررتِ به مئة مرة، اتعبتني .... "

تنهدت بإشتياق لـ مرح شقيقتها التي اصبحت كـ خيال باهت في البيت ....
ولا تستطيع مهما فعلت أن تُخرجها مما هي فيه ....
نظرت حولها فجأة، ثم خبطت جبينها بإحباط، فقد تاهت مجدداً! ....
ولكن لحسن الحظ تحفظ عنوان السكن الذي يسكنون به والذي يسكن به أيضاً معظم العاملين، والقرية ليست كبيرة، ولكنها ليست صغيرة كذلك ....
لعنت حظها وعدم قدرتها علي حفظ الطرق، ووقفت مكانها تنتظر أن تمر سيدة ما لتسألها عن الطريق، قد لا تعترف بذلك لكنها مدركه أن تلك الحادثة لم تؤثر في فريدة فقط بل أثرت فيها كذلك ....
وقفت لما يقرب العشر دقائق ولم تمر آي سيدة ووقفتها تلك تجلب الأنظار ...
أخذت نفس مرتعش وقررت التغلب علي ذلك الخوف البسيط، فـ إن كان يوجد شخص سيء ذلك لا يعني أن الكل كذلك، حاولت إقناع نفسها بذلك وهي تنتظر أن يمر أحدهم فـ هي لا تستطيع التحرك فتبعتد أكثر ....

أتي صوت رجولي من خلفها يقول بنبرة هادئة ....
" أنسة، ماذا تظنين نفسك فاعلة بوقفتك تلك أمام المطعم ؟ .... "

ألتفت للخلف بتلقائية وصدرت عنها شهقة مذهولة وهي توقع حقائبها أرضاً ....
بينما يناظر ردة فعلها المبالغ بها بنظره وهو رافع إحدي حاجبيه إستغراباً....

رأها تُغمض عيناها وهي تضع يديها علي قلبها وتتنفس بعمق ليتناهي له تمتمة خافتة بـ بسم الله الرحمن الرحيم، فـ يرتفع حاجبه الثاني يوازي الأخر، وعقله يترجم بجملة واحدة قالها فوراً ...
" ماذا يا أنسة، أرأيتِ عفريتاً ؟ .... "

فتحت إحدي عيناها وتركت الأخري مغلقة لتري ذلك الرجل الذي أفزعها منذ قليل لتجده عاقد ساعديه أمام صدره وينتظر إجابة لسؤاله ....
فتحت عيناها الأخري، وأنزلت يدها عن صدرها، وإبتعدت عنه خطوة للخلف ثم تنحنحت لتقول بخفوت ...
" لا ... "

" ماذا؟ ... "

ردت بتعثر ...
" لا لم أر عفريتاً ... "

رفعت عيناها الصغيرة إليه لـ تسأله فجأه بإندفاع ...
" هل تعمل هنا منذ زمن بعيد؟ ... "
قالت جملتها وهي تشير للمطعم خلفه ....

الأن يكاد حاجبيه أن يصلا لمنابت شعره الاشقر ، لا تعرفه وتسأله مثل ذلك السؤال، أهي حمقاء؟ ، يبدو أنها أدركت خطأها من إحمرار وجهها وحدقتيها اللذان ينظران في كل مكان عداه ...
حسناً، ولابد أنه أكثر حمقاً منها لـ يجيبها بتلقائية ...
" نعم، منذ زمن، ولكن هل لي أن اسأل لماذا ؟ .... "

تلعثمت، وفركت يديها وهي تنظر للحقائب أمام قدميها تارة ولـ قدميه الموازية لها تارة آخري، ثم ترتفع لعيناه المنتظره الإجابة فـ يصدمها زرقتهما المميزة لـ تخفض عيناها مرة آخري بإحراج مضاعف ....

تنحنح بنفاذ صبر، لـ تحسم هي أمرها وتقول بسرعة ....
" أريد أن اسألك عن عنوان (.......) لأنني ضللت الطريق هل تعرفه؟ ..... "

فك ساعديه من أمام صدره لـ يضع يديه في جيبي سرواله، وينظر للطريق خلفها فـ ترتفع إحدي زوايتي فمه فيما يشبه السخرية، ثم يخفض عيناه لها ...
فـ وجدها تنظر إليه وعندما رأها أشاحت عيناها للبعيد، إزادت إبتسامته سخرية وهو يخرج إحدي يديه من جيب سرواله ويشير للطريق خلفها قائلا بنبرة تشوبها سخرية طفيفة ...
" ذلك الطريق خلفك، أذهبي منه وفي أخره ستجدين السكن .... "

نظرت لما يشير إليه وتذكرت ذلك الطريق فـ إلتفت له بإبتسامة واسعة كشفت عن غمازتها التي جذبت عيناه للحظة ثم قالت بإمتنان...
" شكراً لك أيها الطاهي .... "

ثم انحنت لأسفل لـ تحمل حقائبها وعبرت الطريق مسرعة ....
أما هو فـ حدق ببلاهة لـ مريول المطبخ الذي يرتديه ثم رفع يديه لـ قبعته الضخمة يتحسسها، ثم ما لبس أن أنفجر ضاحكاً علي إعتقادها ....
نظر مرة أخري للطريق الذي عبرت منه للتو، ثم هز رأسه يأساً وهو يدفع الباب خلفه لـ يدخل وهو مازال مبتسماً .....
****************************

يتبع ....




التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 26-03-17 الساعة 01:34 PM
سارة عبده غير متواجد حالياً  
التوقيع

رواية فتاة الحي الشعبي

يتم تنزيل مساء كل اربعاء فصول روايتي " فتاة الحي الشعبي " في قسم قصص من وحي الأعضاء، شرفوني بزيارتكم....