عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-17, 02:04 AM   #4

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثانى
فى حلمها ,وقفت لورا فى الطابق الثانى على شرفة فى منزل يبدو و كأنه مكان إقامة لعائلة مالكة. شعرت بذيل ثوبها المخملى يصل إلى قدميها , لكنها أستطاعت التحرك ببساطة من خلال صدره الواسع الفضفاض أما شعرها فقد عُقد إلى الوراء و أعتمرت قبعة من الدانتيل و لا يظهر من شعرها سوى خصل قليلة تلتف حول وجهها.
الوقت غسق و هو الوقت الذى يفصل بين النور و الظلام , سمعت من مكان بعيد هديل الحمام فنظرت إلى الحديقة تحت قدميها , كانت الأنوار تشع من نافورة فى الوسط و هناك ممرات فى الأشجار متناسقة و مرتبة.
فى غرفة الجلوس وراء ظهرها أنا الخدم الشموع و التى تلقى بأنوارها على الشرفة , شخص ما بدأ يعزف الموسيقى , و سمعت وقع أقدام امرأة و همس رجل.شعرت برجفة من البرد تسيطر عليها و أدركت أنها بانتظار أحد ما . و على الفور سمعت وقع حوافر حصان , و بعد مرور لحظات ظهر فارس و على الفور اقترب أحد الخدم ليساعده على النزول عن ظهر الحصان .
اصدر الأوامر للخادم ثم دخل الطابق الأرضى تحتها , فأستدارت نحو المنزل على الفور , وراء النوافذ الفرنسية التى تفتح على الشرفة كان هناك حفل فى الداخل و الرجال و النساء يضحكون و يتحدثون و يرقصون .
وصل القادم الجديد و صار مباشرة عبر الحشد نحوها . لاحظت على الفورثيابه و التى تنتمى إلى الأرستقراطيين فى القرن السادس عشر .
ـــ
ظهر أسم على شفتيها أسم تعرفه لكنها لا تستطيع لفظه , أنضم إليها على الشرفة , و أمسك بيدها , أرتجفت فجأة من لمسته , ما أن أدركت أنها أخطأت بهويته .
قال باستياء واضح:"هذا أنا , ولست هو , هل خاب أملك؟"
استيقظت لتجد بأمان فى غرفتها فى منزلها و ما زالت فى السرير , كان قلبها يدق بسرعة,و إحدى وسائدها على الأرض , أما أغطية السرير فملتفة حول بعضها و كأنها كانت فى صندوق للألعاب. رأت أشعة الشمس تستطع من خلال النافذة , جلست على الفور و وضعت ركبتيها إلى صدرها , محاولة أن تجد تفسيراً لما ابتدعه عقلها الباطن , لقد أعتقدت فى حلمها ان الرجل هو النبيل الايطالى , ثم أدركت أنه ليس هو, لذلك شعرت بالخوف . ما الذى يحدث معها بحق السماء ؟ بعد مرور لحظات تبخرت أحداث الحلم من أفكارها , قالت :"آهـ ." و هى تنظر إلى ساعة الانذار التى تضعتها قرب سررها .
أنها الثامنة و النصف و قد نسيت أن تضبط جرس الانذار , و اخ غاى الوسيم سيكون أمام باب منزلها بعد نصف ساعة من الآن. عليها أن تتحرك بسرعة قصوى إن أردات أن تكون جاهزة حينها.
باولو , و الذى يستيقظ دائماً فى ساعة مبكرة وجدته جالساً على سجادة غرفة الجلوس , يأكل الحبوب الكاملة من العلبة و يراقب أفلام الصور المتحركة على جهاز التلفاز .
قالت له:"تعالى بسرعة , عزيزى" أخذت تفكر ما الذى سترتديه و هى تتمنى أن يتأخر انزو قليلاً . ثم أضافت :"علينا أن نرتدى ملابسنا بسرعة , عمك انزو سيصطحبنا إلى الفطور و بعد ذلك إلى حديقة الحيوانات"
الشكر لحركتها السريعة , فقد أصبحا جاهزين قبل دقائق قليلة من التاساعة , نظرت إلى نفسها فى المرآة قبل أن يصل , و أكدت لنفسها أن بنطالها الحريرى ذات اللون الزهرى يناسب تماماً قميصها القطنى و سترتها ذات الخطوط الفاتحة. أما باولو فقد بدأ رائعاً فى بنطالهو سترته الزرقاء و البيضاء.
وصل انزو على الموعد المحدد بالتمام . ابتسم عندما ابعدت الستارة عن الزجاج ثم فتحت له الباب . كان يرتدى بنطال رمادى و قميصاً أصفر اللون يناسب عينيه السوداوين , بدأ لها أكثر شباباً و أكثر راحة مما تتذكره . لابد انه فى الثامنة و الثلاثين من عمره . لو أن غاى مازال على قيد الحياة لكان الآن فى الخامسة و الثلاثين , فهو يكبره بثلاث سنوات لكنه لايبدو هكذا عمره هذا الصباح.
لم ينقص الانجذاب الذى تشعر به نحوه , بينما كانت تسير مع باولو برفقته على الدرج , حيث أوقف سيارته المستأجرة ,أعترفت أن ذلك الانجذاب أصبح أقوى . و ما أن لمس بيده كوعها ليساعدهما على الصعود إلى السيارة الموستنغ حتى شعرت بأعصابها تنتفض.
ما هذا الأفتنان برجال عائلة روسى؟ سألت نفسها بضيق و هى تنظر أمامها على الطريق , أتجهوا إلى فندق نيكوكو بسبب شهرته فى أعداد الفطور أيام الأحاد و الأعياد . و مهما كانت الأسباب عليها أن تسيطر على نفسها . و طالما أن لا خطة لديها بالسفر مع أبنها إلى ايطاليا , فبعد اليوم لن ترى هذا الرجل ثانية.
لحسن حظ باولو و الذى يكره السمك و يفضل البيض المخفوق وجد فى الفندق كل الطعام الذىيمكن ان يفكر فيه لم تتناول لورا الطعام فى ذلك المكان من قبل . ففى بداية حياتهما الزوجية لم يكن المال متوفراً . أما الآن و بعد توفره ليس لديها من تأتى معه إلى هذه الأمكنة .
راقبت انزو و هو يتناول طعامه بأناقة و تمهل , ثم تناول القهوة بعد الأنتهاء من الطعام . علمت أن الشخص الذى يقال عنه أنه أنسان عملى , و لا داع للقول أنه يملك الامكانية ليفعل و ليحصل على كل ما يريده . و الساعة الذهبية فى يده تؤكد ذلك, و أن يكن فمعاشه فى مصانع روسى موتورز لابد أن يوازى ثروة.
عاودها ومضات من الحلم و تساءلت أن كان انزو هو من تحدث إليها . لكنها علمت أن وصوله إلى شيكاغو و تجربتها مع اللوحة فى مبنى الفنون متصلان ببعضهما . بعد تناول الفطور اتجهوا عبر شارع أوك بيتش ليصلوا إلى فيلرتون افونى و ما أن أوقف انزو السيارة حتى حمل صندوقاً ربط به حبلاً رفيعاً .
سأل باولو على الفور :"ما هذا؟"
أجاب:"سترى بنفسك." نظر إلى الوراء و قال :"هناك برك فى هذه الحديقة , على ما أعتقد"
مع أن الدخول مجاناً لكن انزو دفع مبلغاً كبيراً عند المدخل و ما أن ساروا عبر ممرات الحديقة حتى توقفوا ليظهروا أعجابهم بالأسود و الدببة البيضاء و الفيلة , لاحظت لورا أنهم يبدون كعائلة . تأكد لها ما تفكر به لاحق عندما أشترى انزو الشوكولا الساخنة , قادهم انزو نحو مقعد يطل على بركة يسبح فيها البط و هكذا تمكن باولو من نزع الغطاء عن هديته , شراع كبير من اللونين الأزرق و الذهبى.
قالت امرأة عجوز محدثة انزو و هى تجلس على المقعد المجاور :"ولدك الصغير يذكرنى بحفيدى الذى يعيش ى كاليفورنيا , أنه أشقر أيضاً."
ابتسم لها , لكنه لم يزعج نفسه بإخبارها الحقيقة.
من السهل أن يتخيل من يراهم بأنهم عائلة اعترفت لورا بنفسها . و من الصعب إن تفكر أنها لن رتاه مرة ثانية لسنوات ,أو أبداً مع أنها لم تلقاه إلا البارحة . أعتقدت أنها لم تعرف ما الذى كانت تفتقده كأم وحيدة لأنها لم تكن يوماً غير ذلك. فوفأة غاى قبل أن يصبحا معاً والدين أمر لم تعرف قيمته يوماً.
ـــ
و مما أخبرها به غاى فأن انزو هو شخص عازب و يبلغ من العمر أربعة و ثلاثين عاماً . و لسبب ما إفترضت أنه ما زال كذلك. لكن ماذا إن لم يكن عاذباً؟ وجدت نفسها منزعجة من فكرة أن هناك زوجة بانتظاره فى ايطاليا.
قالت قبل أن تشعر بالإحراج من سؤالها :"هل أنت متزوج؟ أم مطلق؟ و هل لديك أطفال؟"
شئ من القلق و الحزن لمع فى عينيه و ذكرها كم يشبهان عينى ذلك النبيل , قال و هو يراقب باولو بدلاً من النظر إليها :"كدت أن أتزوج , ثم تشاجرنا و ذهب كل منا فى سبيله , و أن يكون لدى أطفال أمر أفتقده بشدة"
عادوا إلى الشقة بعد مرور ساعة أو أكثر , لم تكن لورا راغبة فى أن يغادر , قالت :"أن لم تكن على عجلة ربما يكون لديك الوقت الكافى لتشرب فنجان من القهوة"
وافق و طلب منها أن ينظر إلى مغلف الصور مرة ثانية. طلبت منه أن يأخذ المغلف من المكتب بينما تحضر هى القهوة و تضع باولو فى سريره لينام قليلاً.
وضع باولو القارب قرب المصباح على الطاولة بجانب سريره و أغمض عينيه على الفور .
حملت القهوة إلى غرفة الجلوس و جلست قرب انزو على المقعد. احتسيا القهوة بصمت لعدة لحظات بينما كان يقلب صفحات المغلف.
قال أخيراً و هو ينظر إليها , هذه الصور لا تقدر بثمن , لورا هل تمانعين أن نسخت بعضاً منها لأمى؟ و يسعدنى أن أدفع ثمنها عنك."
بالنسبة إلى ما تعرفه لورا و خلال السنوات التى أمضاها غاى فى اميركا ,آنا روسى كانت الشخص الوحيد من عائلته التى بقيت على أتصال معه . أجابته :"يسعدنى أن أفعل , طالما أن لا تصر على دفع ثمنها."
" شكراً. أشعر بالأمتنان لك."
أخرج محفظته و نزع منها بطاقة عمله لتتمكن من أن ترسل الصور إلى عنوان عمله.
ساد صمت مقلق , علمت أن هناك المزيد من الأسئلة.
سأل بعد لحظة ليؤكد مزاعمها :"هل هذه المدينة صالح لتربية الأطفال ؟ أو إلى أين سيذهب ليتعلم عندما يصبح فى عمر صالح للذهاب إلى المدرسة؟"
لم يكن ذلك ما توقعته أن يسأله عنها, حاولت ان تستجمع شجاعتها قبل أن تجيبه:"من المحتمل أنه لن يتعلم فى شيكاغو."
رفع حاجبيه متسائلاً فتابعت تشرح له :"شريكتى , كارول مارشينت و أنا نفكر فى نقل روسى اوريجنال إلى نيويورك , من أجل أن أقرب عالم المفروشات . أعلم أنها ليست أرض ريفية , مع أبقار و خيول و هواء نقى لكنها مدينة متعددة الجوانب . و أنا مقتنعة أننى أستطيع أن أؤمن له حياة لائقة هناك . و عندما يصبح كبير بما فيه الكفاية أخطط لإرساله إلى مدرسة خاصة."
من الواضح أن انزو معجب بما تخطط له, قال:"اعذرينى أن كنت متطفلاً لكن مما أخبرتينى به لا زال عملك فى طور الانشاء , فهل ستسطعين تأمين كل ذلك؟"
كادت أن تقول له أن مشاكلها المادية لا تعنيهو أنها تمكنت من الاستمرار لأربع سنوات من دون أى تدخل أو مساعدة من أى أحد من عائلة روسى , لكنها ضغطت على شفتيها كى لا تقول شيئاً. فقد قالت ما يكفىمن الكلمات السيئة نحو عائلته . قالت بعد قليل:"فى الواقع يمكننى ذلك و الفضل يعود لميراث غاى من جدته والمال الذى دفعته شركة التأمين لصناعة السيارة بعد ذلك الحادث الذى تسبب فى مقتله بسبب عطل فى السيارة . استعملت الميراث لإنشاء عملى و وضعت مبلغ التأمين فى حساب مصرفى مغلق من أجل تعليم باولو.
ساد الصمت من جديد و وجدت لورا نفسها تتمنى لو أنها تستطيع قراءة ما يجول فى خاطره . هل يعتقد أنها أحسنت التصرف ؟ أم أنه يجد مجالاً للانتقاد؟
"رحلتنا إلى حديقة الحيوانات أسعدتنى كثيراً وكنت أتساءل أن كنت أستطيعزيارتكما فى الأسبوع القادم قبل عودتى إلى ايطاليا؟"
تفاجأت كيف تمكن من تبديل الموضوع بشكل ذكى.
أنها تشعر بانجذاب قوى نحوه , مع أنها تؤمن أنه لا يمكن أن يكون هناكبينهما أكثر من علاقة أخ بأخته , لم تُظهر مدى سعادتها بأنها ستتمكنمن رؤيته مجدداً ,أجابت و هى تحاول أن لا تُظهر أى حماس فى صوتها :"بالطبع يمكنك , أنا و باولو سعدنا كثيراً بزيارتك ."
ما أن بدأ العمل فى الأسبوع التالى فى روسى اورجينال من خلال الرسوم و الأقمشة فى شارع واباش , لم تستطيع لورا أن تبعد انزو عن أفكارها , و حقيقة أنه لم يضغط عليها لتساعده لينهى ذلك الصدع فى العائلة مما جعلها فى حيرة من أمرها.
ربما علينا الذهاب قبل دخول باولو إلى المدرسة و هكذا يسهل علينا الرحيل , فكرت بعد نهار الأربعاء و هى تحدق فى الفراغ على طاولة العمل لديها . و أن كان انزو جاداً بدفع مصاريف السفر فلن يكلفها ذلك شيئاً , ستنسى امبرتو و طريقة تصرفه . يحق لأبنها أن يعلم ما الذى سيرثه.
قالت كارول و هى تدخل غرفة العمل حاملة مجموعة من المغلفات:"كم تريدين مقابل معرفة ما يدور فى فكرك؟ أنت غارقة فى أفكارك أكثر بكثير مما تعملين فى التصميم هذا النهار."
حركت لورا رأسها و قالت :"آسفة . أدركت أننى منشغلة الذهن فى هذه الأيام الأخيرة أكثر مما ينبغى"
"لا أعتقد أن للأمر علاقة بأخ زوجك و حقيقة أنه سيعود بعد ظهر الغد."
و كالعادة كانت صديقتها و شريكتها شديدة الخبرة بها ولا تستطيع لورا أن تنكر مدى انشغالها بـ انزو منذ لقائها به . أو أن تنكر مدى وسامته .
لقد أخطات عندما عرضت على كارول صورة له و ذراعه حول كتفى غاى . لكنها لم تخبر المرأة ذات الخمسين عاماً و التى كانت مُدرّسة عن ما حدث لها فى المعرض أمام اللوحة . أو عن شعورها بأن هناك رابط بينها و بين ذلك الغريب.
تمتمت أنها بحاجة لتتكلم و اقترحت أن تعد القهوة لتأخذ وقتاً للراحة , لم يمر وقت طويلاً حتى أخبرتها ما حدث لها فى المعرض , و عن الشبه الكبير بين انزو و صاحب اللوحة.
تابعت قائلة:"ل يملك ذات الملامح . الأمر يتعلق بعينيه أنهما سوداوان تماماً مثل عينى النبيل من القرن السادس عشر و لديهما ذات التعابير. يمكنك أن تقسمى أنهما يفكران بذات الأمر . كدت أن أصرخ ما أن رأيته يقف أمام بيتى بعد ذلك الحادث."
هزت كارول رأسها و قالت :"لا أدرى ماذا أقول لك , أنا لم أتعرف على أخ زوجك و لم أر اللوحة . أما عن احساسك بالدوار فلابد أن سبب ذلك يعود إلى التعب أو لأنك لم تأكلى جيداص . أو انك تبالغين من شدة , أعلم أن لدينا الكثير من العمل خصوصاً أننا سننتقل للعمل فى نيويورك فى الربيع المقبل , لكن لا عمل لدينا الآن منذ أن انتهينا من عملنا السابق . لذلك يمكنك أن تأخذى وقتاً للراحة . و ان تعملى ببطء قليلاً."
أتكأت لورا على يدها و كأنها تقلد الصورة وراءها , قالت :"هذا ما يريدنى انزو أن أفعله , هو يريد....." ركزت أفكارها على أمر واحد لكن لم تكن كارول تصغى لما تقوله , قالت تنصحها :"أنا حقاً أفكر بذلك , و أن عاودك الدوار أعتقد أنه يجب أن تذهبى إلى الطبيب"
و بما أنها هى من عانت من ذلك , علمت لورا أنها لا تشعر بأى مرض , قالت :"سأفعل ذلك بالطبع , لكن طالما أن الحادث جرى فى معرض الفنون قررت أن لا أذهب إلى هناك حتى ينتهى عرض عصر النهضة . و أشك أننى سأعانى من ذلك مجدداً."
جواباً على ما تفكر به نظرت كارول إليها و قالت :"من يستطيع أن يعلم؟"
قالت لورا :"كى لا نبدل الموضوع , هل تقصدين أنه حان الوقت لآخذ بعض الراحة ؟ عرض علىّ انزو أن يدفع لنا ثمن بطاقات السفر إلى ايطاليا ليتمكن باولو من لقاء جديه . ومع أن والده عامل غاى بطريقة قاسية لكنه مريض الآن و ربما يريد أن يتعرف على حفيده."
لمع وجه صديقتها بالحماس و هى تقول :"لورا, ما هذا الخبر الرائع ! فأنا دائماً أفكر أن لابد للمشاكل أن تنتهى ,و على باولو أن يتعرف على عائلة والده بطريقة فعلية . كما و أنك لم تأخذ عطلة منذ ميلاده و هذه الرحلة تبدو فرصة مناسبة جداً . بإمكان العمل أن يستمر على ما هو عليه لأسابيع قليلة"
تلك الليلة و بعد نوم باولو امسكت لورا الصورة المفضلة لديهالزوجها و كانت قد التقطتها له فى مروج يوركشير عندما سافرا إلى انكلترا ليتمكن من السباق فى سيلفرستون . نظرت إلى الصورة حيث الهواء كان يتلاعب بشعره الأشقر و الذى هو أكثر اشراقاً من شعر انزو . أما عينيه فكانتا تنظر إليها بحب واضح.
سألته و هى تتأمل الصورة :"ما رأيك غاى ؟ هل علينا أن نوافق على عرض انزو ؟ أم أنك تفضل ألا نفتح أى حديث مع عائلتك؟"
و كالعادة عندما كانت تسأل غاى النصيحة الجواب هو دائماً الصمت . عليها أن تقرر بدون مساعدته .
بقيت تفكر فى الأمر حتى بعد ظهر اليوم التالى و هى تقف أمام الباص لتذهب إلى شقتها بعد شراءها باقة من الزهور من متجر بالشارع المجاور .
أصبحت على بعد مبنى واحد من شقتها عندما سمعت صوتاً عميقاً ينادى بأسمها و تبعه وقع خطوات سريعة و خفيفة.
أنه انزو , رأت رابطة عنقه تتطاير فوق كتفه و هو يسرع لينضم إليها كما و أن شعره لم يعد مرتباً و هذا ما أعطاه سمة أنسان عادى.
ـــ
قال و هو يمسك بذراعها و يبتسم لها :"مرحباً ! كم أن هذا العالم صغير , أليس كذلك؟ و أن نلتقى فى شارع فى شيكاغو و بما أنى لم أستقر فى المدينة ألا يومين فقط فلم أستأجر سيارة ؟ كما و أنى قررت أن أسير من الفندق "
شعرت بابتسامتها تملأ وجها . فمن الرائع أن تراه , أجابته :"أنه يوم رائع.كيف كانت رحلتك إلى ديترويت؟ و هل تمت الموافقة مفاوضاتك؟"
أجاب :"مازال الوقت باكراً لقول ذلك ,لكن اعتقد أن الأمور ستسير كما أرغب تماماً."
وقفا و كأنهما شخصان وحيدان فى جزيرة , هو فى ذلته الأنيقة و هى مرتدية ثوباً من دون أكمام من تصميمها , والحديث الذى دار بينهما لا علاقة له مطلقاً بما يجرى بينهما.
أنها جميلة جداً كالزهور فى يدها, هذا ما فكر به و هو يحدق بها . و الأمر الأكثر أهميةفهو يشعر وكأنه يعرفها قبل أن يلتقى بها , وربما الصورة التى قدمها لىّ غاى فى فلوريدا هى السبب.
تمتم قائلاً :"لورا , اعذرينى أن أتحدث فى الأمر فى اللحظة التى ألتقينا فيها, لكننى لا أستطيع إلا أن أسأل. هل بدلت رأيك بشأن السفر إلى ايطاليا , حتى يتمكن باولو من مقابلة والداى؟ فهناك شيئاً ما فى وجهك...."
ما آن تفوهت بالكلمت حتى شعرت بأنها أتخذت قرارها فعلاً :"فى الحقيقة , أنا مثلك أريد أن يرى باولو عائلة والده و فكرت أنه ربما تمضية أسبوعين أو ثلاثة..."
تابع عنها :"هذه فرة رائعة."
و قبل أن تعرف لورا ما الذى يحدث أمسك انزو بها من خصرها و دار بها . نظر إليهما رجل الشرطة نظرة غاضبة.
و لأول مرة منذ أن ألتقى بها شعرت بأن الابتسامة الت ى تظهر على فمه و عيناه اللتان تشعان بالفرح هما من أعماق نفسه , قالت :"يسعدنى أن هذا الأمر يسرك, لأنى بطريقة ما أشعر وكأنى أقفز من علو شاهق من خلال قيامى بهذا العمل."
ترددها الحالى لم يؤثر به مطلقاً , قال:"هل حزمت الحقائب؟" و بنعومة مطلقة أمسك بذراعها و سار برفقتها عبر الشارع وهو يتابع :"بطاقتى للسفر صباح نهار الغد , و بما أننا سنسافر فى الدرجة الأولى فلن نجد صعوبة لنحجز مقعدين أضافيين."
لم تتوقع أنه سيظن أنها سترافقه على الفور , و من المؤكد كرجل أعمال مثله يدرك أنها لا تستطيع أن تترك شركتها من دون تحضيرات مسبقة .
قالت معترضة:"أسمع للحظة , لقد اتخذت قرارى فقط, و أشك أن كنا نستطيع السفر فى هذه المدة القصيرة."
حصل على موافقتها , و لذا لم يسمح لها بالتراجع , قال بإصرار :"بالطبع تستطيعين, و ليس هناك من وقت أفضل من الوقت الراهن كما و أن من الأنسب لك و لـ باولو أن تسافرا معى, هكذا سأتمكن من الأعتناء بكما."
فكرة أن انزو سيقوم بدور الملاك الحارس لها جعلت خديها يتوهجان و تساءلت كيف سيكون الحال لو تركت نفسها ببساطة تحت رعياته؟
و الآن تحت ضغط إرادته الصلبة سألها و هو يقطب جبينه فجأة :"بالطبع لديكما جوازى سفر؟"
الغميزتان اللتان ظهرتا على خديها جعلته يطمئن , قالت :"جواز سفرى حصلت عليه عندما سافرت أنا و غاى إلى انجلترا منذ ست سنوات ومازال صالحاً أما بالنسبة إلى باولو حصلت له على جواز سفر منذ سنة , فقد فكرت فى أن نذهر برحلة مع والداى إلى مكسيكو."
ضغط على يدها قليلاً و قال :"هذا خبر جيد , إذاً كل المشاكل أنتهت"
وصلا أمام الباب الرئيسى للمبنى , أشار بيده لتتقدمه على الدرج , شعرت بدور من تسارع الأحداث. أخبرت لورا جوزى التى أصيبت بصدمة بأنهما سيسافران إلى ايطاليا ,وطلبت منها أن تستلم الرسائل البريدية و أن تأتى إلى منزلها فى أوقات منتظمة لتسقى النباتات فى الشقة. و بينما كان انزو يتصل بمكاتب الطيران جلست لورا مع ابنها و شرحت له اسباب السفر و إلى أين .اتسعت عينا باولو فهو لم يفهم ما قالته , فسألها :"سنذهب إلى هناكو نمضى فترة أكثر من يوم , أمى؟ و هل أستطيع أن أخذ معى سياراتى للسباق و قاربى الشراعى.؟"
رفع انزو ابهامه وهو لا يزال ممسكاً بالهاتف دليلاً أن سؤاله عن بطاقات إضافية قدتم الموافقة عليه , فكرت لورا أن عليها الاتصال بـ كارول , ما أن أمسك بطاقة أعتماده و قرأ الرقم الذى عليها و مدة أستعمال البطاقة شكت أن تكون صديقتها و شريكتها قد تصورت هذه المغادرة السريعة عندما اقترحجت عليها السفر .
مغادرتهما كانت أكثر سرعة مما توقعت . عندما انهى انزو اتصاله الهاتفى أخبرها أن عليهم المغادرة إلى ميلان هذه الليلة . قالة بلهجة و كأنه يعتذر:"أتمنى أن يناسبك ما حدث . فطريقة المواصلات أفضل بهذه الخطوط"
بالنسبة لـ لورا الأمور تسير بصورة لا تصدق من شدة السرعة . لكن ماذا يمكن أن تفعل ؟ أن تصر أن يتأخروا لثمانى ساعات بعد؟ و بعيداً عن الوقت الذى تحتاجه لحزم الحقائب لا تستطيع أن تفكر بأى شئ تستطيع القيام به .
ها قد تم جرفها عبر نهر , شعرت بأنه أكثر اتساعاً و عمقاً من حماس انزو و من موافقتها على رغباته
اتصلت بـ كارول و أخبرتها عن مخططها وعما حدث و شعرت بأنردة فعل شريكتها تحولت من الصدمة إلى التشجيع و الموافقة السريعة.
قالت كارول و هى تودعها :"استمتعى بوقتك, لا تقلقى , أسبوعانونصف ليست بالمدة الطويلة جداً و لو حدثت كارثة بالفعل سأتمكن من تولى الأمر بغيابك."
و بناء لطلب لورا جلس انزو يراقب التلفاز و يعتنى بـ باولو و هو يتناول العشاء البسيط بينما هى تنهى حزم الحقائب.
أختارت ثيابها و ثياب باولو من الخزائن و هى تحدق كأنها لا ترى و كل ما فعلت أنها رمتها بالحقائب التى اشتراها لها غاى فى عيد ميلادها الثامن و العشرين . و فى اللحظة الأخيرة وضعت دفتر الصور , دفتر ملاحظاتها و الصور المفضلة لـ غاى عندها و تمتمت :"أتمنى أننا نفعل العمل الصائب"
أصبحوا جاهزين للمغادرة عند الساعة الثامنة و الربع ,أوقف انزو سيارة أجرة وطلب من سائقها أن يذهب بهم إلى الفندق ثم أن ينتظرا ليسرع بالدخول لإحضار حقيبته ودفع الفاتورة , فى غضون دقائق أصبحوا فى الطريق السريع متجهين نحو مطار أوهارى العالمى.
ترك باولو القارب الشراعى فى المنزل و كتعويض على ذلك أشترى له انزو طائرة صغيرة من قاعة المطار .
قالت لورا معترضة رغم سعادة أبنها و هم يتجهون نحو الباب المحدد:"ستعمل على إفساده بهذه الطريقة."
رماها انزو بتلك النظرة الحادة و قال بإصرار :"ليس أكثر مما أحاول التعويض على ذاتى. كما و أنى قدمت له هذه الطائرة لسبب عملى جداً .العب بها سيخفف عنه أى خوف قد يشعر به عندما تنطلق الطائرة فى رحلته الأولى."
جلس على المقعد قرب النافذة و لورا قربه و انزو على المقعد قرب الممر , أصيب باولو بالدهشة من انكماش المبانى أمام ناظريه ما أن ارتفعت الطائرة.
ألصق أنفه بزجاج النافذة و نسى أن يحممل أو يقلب لعبته و هو يحدق بأضواء المدينة التى تلمع كالنار المتوهجة. بعد وقت قصير أنشغل بتناول الطعام الذى قدمته المضيفة و بدا وكأنه سُحر بالصينية و الأطباق الصغيرة عليها .
فى الوقت الذى وصلوا فيه إلى مطار كينيدى كان مستغرقاً فى النوم و استمر على ذلك الحال عندما أنتظروا فى قاعة الانتظار ليستقلوا الطائرة المتجهة إلى ميلان . توقف انزو أمام متجر صغير للجرائد وأشترى نسخة لاستمبا لهذا اليوم ,وهذه جريدة بلده . جلس بهدوء قربها و لمس كم بذلته ذراعها و هو يقرأ و ينظر إلى صفحة العملات . بالنسبة إليها بدت الرحلة و كأنها أمر غير واقعى , شعرت و كأنها تستطيع أن تقرص نفسها وكل ما يحيط بها سيختفى . و مع ذلك , فى ذات الوقت بدا لها أن ما يحدث أمر محتم مقدر لها . تماماً مثلما حدث مع المرأة العجوز فى حديقة الحيوانات, أدركت أن وجودها مع انزو يشكل عائلة و روادها شعور أن المرأة الشقراء التى كانت تجلس وحيدة على مقعد قابلتهم شعرت بالحسد منها .
جلسوا على مقاعد مشابهة تماماً لرحلتهم من شيكاغو و انزعج باولو كثيراً عندما صعدوا إلى الطائرة من جديد فتطلب الاهتمام به كل انتباهها .
لكن ما أن ابتعدت الطائرة عن أضواء المدينة و بدأت رحلتها عبر الظلام عابرة المحيط الأطلنطى بدأت عيناه تغمضان بسهولة
اقتربت مضيفة منها و قالت بصوت ناعم:"أعذرينى سنيورة , المكان غير مكتظ و لا نواجه أى مشاكل فأن كنت ترغبين بالجلوس مع زوجك بأمكان أبنك أن يتمدد على هذين المقعدين مع وسادة وغطاء."
التقت عيناهما و كأنهما يعترفان لبعضهما بالخطأ الذى أقدمت عليه المضيفة . و بالنسبة لها رأت أن نظرتهما مشحونة بانجذاب كبير كما حدث معها فى أول لقاء . أنه يشعر بذلك , قالت بسرها , لأنها رأت عضلات وجهه تتحرك. لكن بعد مرور لحظات قليلة قررت أنها تخيلت ذلك.
قالت :"أعتقد أن ذلك أفضل" ونزعت حزام المقعد عن خصرها و نهضت لتساعد المضيفة فى وضع أبنها بشكل أفضل و أكثر راحة و عندما أطبق باولو عينيه من جديد نهض انزو ليقدم لها المكان لتصل إلى المقعد الفارغ بقربه و الأقرب إلى النافذة . بعد قليل شخص ما أطفأ أنوار الحجرة فوق رؤوسهم و فيما كان يرتاحان على مقعديهما حدثها بنعومة عن طفولته مع غاى و عن بعض الأمور التى ستواجهها فى ايطاليا
بعد فترة من الوقت شعرت بالنعاس بسبب صوته الهادئ وصوت محرك الطائرة فأستسلمت للنوم بشكل كامل , و أصبح تنفسها ناعماً و هادئاً , عندما مال رأسها نحو كتف انزو.
لم يكن هناك أى وجود للمضيفة كما و أن أبن ورا مستغرقاً فى نومه مثله مثل المشاركين فى الحجرة , عمل انزو على إبعاد خصل من شعرها عن وجهها , شعر بنعومة وحيوية شعرها . فكر و هو يغمض عينيه لا شك أن أخاها كان أنساناً محظوظاً جداً أثناء حياته , وشك أن يكون يوماً يملك أى حظ مثله.














التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 09-02-17 الساعة 04:58 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس