عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-17, 02:07 AM   #6

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الــفـــصــل الــرابــــع
وجدت لورا الراحة الراحة فى غرفة تطل على الحديقة و على الطريق الفرعية للفيلا, أما انزو فوقف بجانب سرر والده ذى الأعمدة وحدق بوجهه المتعب . الآن بعد أن غادر الطبيب الخاص , فالرجل العجوز نائماً و أنفاسه متقطعة . النظر إليه يجعل من الصعب التصديق أنه كان فى السابق شخص قوى يضج بالطاقة و العنفوان , و الذى كان يتنقل بسهولة فى الصناعات المهمة و كان لديه عدد من النساء و سبب أكثر من أزمة لكثير من الناس
على قدر ما يرغب فى تقبل ذلك فهو لم يستطيع إلا أن يسأل الطبي إن كانت الأزمة الأخيرة خطيرة جداً . فقد تركته مرهقاً جداً و ها هو يفتح عينيه أكثر و هناك ضعف واضح فى ذراعه الأيسر , لكن على الرغم من ذلك فهو يشعر بالراحة لأن هذه الأزمة لم تكن مميتة أو أنها أجبرته على الذهاب إلى المستشفى . لكن من دون شك أيام و الده أصبحت معدودة و تتسارعفى الأنتهاء مثل ساعة الرمال, هو يرى نهايتها بوضوح . من حسن حظه أنه تمكن من الحصول على أسبوع لتمضيته فى الولايات المتحدة .
كما و أنه يشعر بالرضى لأنه تمكن من إقناع لورا لتأتى معه إلى ايطاليا و تحضر باولو , او الحقيقة أنها عطوفة جداً و قامت بإقناع نفسها . و أن سارت الأمور على ما يرام فهو مقتنع , أن خلافه مع غاى و هذا ما يقلق راحة والده سيتم معالجته , و لو كان ذلك بقدر المستطاع, و هكذا سينجح فى إقامة صلح بينهما قبل فوات الأوان.
وكما تفعل فى بعض الأحيان بدا كأن جدته تعلم ما يفكر به, قالت بنبرة مسيطرة و قاسية :" إذاً الطفل هنا ." و لم تذكر مطلقاً وجود لورا.
بشعرها الرمادى الذى ترفعه دائماً إلى أعلى و هى ترتدى فستان من الحرير الأسود أعترف بسر ه أنها تبدو أصغر من سنين عمرها الحقيقى . لكن مثل أبنها المريض تبدو و كأنها تزداد ضعفاً فى كل مرة ينظر إليها و هو كره أن يفكر فى أنه سيخسرهمامعاً.
أجاب بصوت منخفض:"حفيدك الأكبر و أمه يرتحان."
هزت السيدة روسى رأسها و لم تجب , بقيت فى مكانها المعتاد , لكن انزو لمح ابتسامة أمه , أنها هى من ستعتنى بـ باولو أثناء وجوده هنا . وهى التى ستمنحه العاطفة و الاهتمام عندما لاتكون لورا قربه أما جدته, فى المقابل فستراه كجزء من عائلة روسى , ليحمل وصيتها و أن سُمح لها ستتدخل فى كل أمر من شئونه وتحوله إلى شخص يوافق توقعاتها .
عادت كريستينا بعد أن رافقت على مضض الطبيب إلى الطابق الأرضى بناء على طلب انزو, وما أن دخلت غرفة والدها حتى سألها انزو أن كانت حدثت أى مشاكل مهمة أثناء غيابه.
قررت أن تعتبر السؤال موجهاً لها شخصياً فأجابت:"لأم يفعل ناردو أى شئ يزعج أبى , و لا أنا أيضاً , أنت من قام بعمل خاطئ, بإحضار تلك المرأة و أبنها إلى هنا . وكيف لم تستطيع أن تدرك أن بعملك هذاستعيد كل الألم الذى تعرض إليه والدى منذ ثمانى سنوات ؟"
ادرك انزو أن عداء أخته سببه الخوف من أن يشارك باولو فى ميراث أبنها إن قُبل فى العائلة , لم يجب بل نظر إليها بغضب واضح , سأل موجهاً كلامه إلى أميليا التى تعرف والده جيداً:" لم يعترض والدى على حضورهما , أليس كذلك؟"
قالت الجدة و هى تنظر إلى كريستينا مؤنبة :"على العكس , شعر بالفرح لقدومهما."
ــ
رأت لورا أن غرفتها تتوهج بلون زهرى بسبب غروب الشمس عندما ايقظتها جيما لتنضم إلى العائلة أثناء العشاء . غسلت الخادمة وجه باولو و بدلت ثيابه , سألتها قائلة:"هل تريدن أن أكوى لك أى ثوب سنيورة ؟"
و قبل أن تتمكن من الإجابة بدأ باولو بالقول أن العائلة كلها مجتمعة على طاولة العشاء , فعلمت على الفور أنها بحاجة لتسرع كى لا تتأخر عليهم , قالت بسرعة و هى تفكر فى ثوبها الحريرى الذى صممته بنفسها و الذى يتسع فى حقيبة يدها :لا داع لذلك. أجلس على سريرى باولو و ألعب بالطائرة بينما تسرع والدتك إلى غرفة الحمام لتبدل ثيابها ."
وقف أنزو على الفور ما أن دخلت لورا غرفة الطعام و أبعد كرسى بقربه أمام الطاولة الأثرية الكبيرة . همست :"مرحباً " وو أبعدت نظرها عن وجهه الحازم لتنظر إلى غطاء الطاولة ذات الصناعة اليدوية .
ابتسم لها ابتسامة مشجعة و قال :"تفضلى. جدتى , أمى, صوفيا , فيتوريو. أسمحو لى أن أقدم لكم أرملة غاى , لورا و أبنهما باولو .و انا متأكد أنكم مثلى سعداء لوجودهما هنا أخيراً."
وكأنه من خلال العادة المتبعة كل العيون نظرت إلى اميليا لتتكلم أولاً.
تمتمت أميليا بصوت أجش:"أهلاً و سهلاً بكما لورا , باولو فى فيلا فوغيليا . و أنا واثقة أن هذه ستكون الزيارة الأولى لعدد من زيارات سعيدة ستقومان بها إلى هنا." ومثل انزو وقف فيتوريو زوج كريستينا وابتسم قائلاً:"يسعدنى لقاءكما" و على الفور اختفت ابتسامته مع تحديقة زوجته الغاضبة.
بدت صوفيا أنه من السها التعامل معه بشعرها الأشقر المعقود إلى الوراء ببساطة بنظراتها الهادئة , بالكاد نظرت إلى باولو , فمن الواضح أنها لا تهتم مطلقاً بالأطفال . قالت:"مرحباً. أخبرنا انزو أنك مصممة أزياء ...و فيما أنت هنا يجب أن تشاهدى مجموعة ميلان."
بالنسبة لما لاحظته لورا أن ام انزو اعتادت على العيش فى ظل حماتها و مع ذلك رأت فى ابتسامة آنا اللطيفة وكلمة :"أهلاً و سهلاً " التى قالتها أكبرترحيب لهما . بعكس حماتها التى نظرت إليهما بتقييم واضح , بعكس أم انزو التى بدت و كأنها تقدم لهما حب غير مشروط و تقبل كامل .
أحضر الطاهى الطعام , الطبق الرئيسى لحم الخروف المشوى مع بصل مشوى و فاصوليا خضراء مع البندورة المحشوة بالأعشاب و الخبز الجاف , الفطر و البازيلا مقدمة مع صلصة من الخل و الزيت. وكل هذا الطعام مقدم فى أطباق من الفضة.
و على الرغم من قلقهم على الرجل المريض فى الطابق الأعلى وضعت باقة كبيرة من الأزهار فى وسط الطاولة . أما بقية الأطباق و الكؤوس فكلها كما توقعت لورا صينية و من الكريستال الفر نسى الصنع و من الممكن أن تكون موجود فى العائلة منذ أجيال.
سكب انزو الشراب المصنوع فى فيلا فوغليا . و بالتدريج أصبح الحديث أكثر مرحاً ما عدا امبرتو المريض فى فراشه و ستيفانو الذى يهتم بكل ما يجرى فى الفيلا , كما قال لها غاى لم يكونا موجودين مع العائلة.
انضم اليهم الأخير بعد مرور عدة دقائق و الشكر للعملية التى اجراها عندما كان فى الثامنة عشر من عمره فعرجه بالكاد ملاحظ , انحنى قليلاً أمام جدته و قال بلهجة اعتذار :"الأستعدات لجمع المحصول قد انتهت "وكأنه يعطى عذراً لتأخره . ثم استدار لينظر إلى لورا و أضاف:"لابد أنك زوجة أخى "
بانزعاج بالكاد ظهر لأحد قام انزو بمهمة التعارف .
قال و هو يخفى أية مشارع نحو لورا و أبنها لحصولهما على قسم من أرث امبرتو :"سيعد لأنكما هنا."
فكرت لورا كم يشبه أخاه , لكن انزو تبدو شخصيته قوية و كأنه مركز للسلطة و القرار , بينما ستيفانو يبدو و كأنه يخفى سراً ما . ولم تشعر بأى شك بأن هناك خلاف ما بينه و بين انزو. و هذه العادوة تعود إلى أسباب أعمق مما عبر عنها غاى يوماً بعدم الارتياح و الأستلطاف.
بعد مضى القليل من الوقت دار الحديث حول عائلة لورا و ثقافتها و عملها, تعمدت اميليا طرح الأسئلة حول عائلتها و عن طريقة حياتها فى اميركا حتى شعرت وكأنها بالكاد تحضى بالوقت لتناول أى طعام . بعد قليل بدأت بطرح الأسئلةعن باولو و قد حاولت أن تخفف من خجله بالتحدث بقصص مضحكة عن طفولة أبيه! لكنه بالرغم من ذلك بقى حذراً منها.
لم يذكر الخلاف بين غاى و أبيه كما أن انزو انضم إلى الحديث كذلك آنا و صوفيا , أما كريستينا و زوجها فانشغلا بتناول الطعام . وعمل ستيفانو على مراقبة لورا طوال الوقت وكأنه شعر باهتمام انزو بها.
ما أن قدمت الحلوى حتى اعتذرت اميليا لتصعد إلى غرفة ابنها و لوحت لـ آنا بالبقاء كى لا ترافقها .
اقترحت آنا تناول القهوة على الشرفة و قالت بهدوء:"أنها ليلة رائعة و دافئة."
جلسوا على الشرفة الخلفية للمنزل على مقاعد مريحة و على ضوء القمر رأت لورا التلال المغطأة بالأشجار المثمرة.
ما أن أنهت مرغاريتا مدبرة المنزل تقديم القهوة حتى أمسك ستيفانو بالهرمونيكا و عزف عدة ألحان عليها. للمرة الثانية شعرت لورا أن العائلة تبقيه بعيداً عنها لأنها رأت التجهم على وجه انزو و هو ينظر إلى اخيه بينما كريستينا و زوجها لم يتحدثا معه مطلقاً. الوحيدة التى كانت تعامله بلطف هى آنا , مع أنه لا يمكن المقارنة بشعورها نحو انزو. ولذلك شعرت لورا بالتعاطف معه.
بعد مرور نصف ساعة حان الوقت لتضع باولو فى سريره , عبرت عن امتنانها لضيافة عائلة روسى و تمنت لهم ليلة سعيدة و صعدت لورا مع أبنها إلى الطابق الأعلى , و لكى تخفف عنه الاحساس بعدم الآلفة المحيطة حوله بقيت بجانبه بعد أن ارتدى بجامته و أطفأت النور.
فكرت كم هما بعيدان عن بلادهما مع أن بطاقتيهما فى حقيبة يدها ومن السهل عليها أن تصعد إلى الطائرة و تعود فى الحال. لكن راودها شعور بخطر ما لكنها شجعت نفسها قائلة : أنها ستعود إلى منزلها فى وقت قريب جداً و ستصبح ايطاليا كمجرد حلمم بعيد لذا يجب أن لا تقول وداعاً لـ انزو قبل الوقت المحدد.
فعلى الشرفة بغياب اميليا و ستيفانو منشغل بعزفه بدا الرجل الذى رافقها فى رحلة نحو نصف العالم مرتاحاً أكثر مما كان عليه أثناء تناول الطعام . شعرت وكأن العلاقة بينهما تزداد ارتباطاً عندما نهض على الفور و وضع ذراعه حولها ما أن نهضت عن كرسيها ليذكرها بأنه سيرأها عند الصباح. وكما هو واضح يبدو أنه يخطط ليأخذهما فى رحلة إلى الريف, فكرت و هى تبعد خصلة من الشعر عنجبين أبنهاشئ ما قد يتطور بينهما أن أعطتهالفرصة الكافية , كما و أن ستيفانو يفكر هكذا أيضاً, و راودها شعور بأنها سيعمل على إفساد ذلك.
عند الصباح تحسنت حال امبرتو أكثر بكثير مما أمل الجميع, و أثناء تناول الفطور فى غرفة مليئة بأشعة الشمس وتفوح منها رائحة القهوة الشهية أخبرها انزو الأخبار السارة
قال لـ لورا وهو يمسح فمه بمنديل :"طلب أن يرأك و يرى باولو , و أعتقد أننا نستطيع أن نصعد إليه بعد أن ننتهى من الفطور لأنه لا ينام جيداً و يتعب بسرعة."
مع أنها أتت إلى ايطاليا من أجل أن يقابل باولو جدهلكنها لم تستطيع أن تخفى ترددها. لم تتوقع أن تجد الرجل العجوز مريضاً , أو أن تجد كريستينا تضمر لهما كل هذا الكره . وهى تشعر وكأن كريستينا تلقى بمرض والدها عليهما.
تمتم انزو وكأنها تكلمت بما تفكر به وهو يمد يده ليمسك بيدها و يضغط عليها :"لا تقلقى , عزيزتى باولو كبير بما فيه الكفاية و يستطيع رؤية جده كما و أن والدى لن يعضه."
شعرت بالارتياح من لمسته كما و أنه ناداها (عزيزتى) هذه الكلمة جعلتها تشعر بالدفء و بعاطفة غريبة . فكرت كم يبدو وسيماً بقميصه الأبيض كما و أنه يبدو مرتاحاً اليوم . ومع بدء العمل يبدو أن ستيفانو غادر باكراً و لاشك عدم وجوده مريح لـ انزو بالإضافة إلى تحسن صحة والده.
وجدت اميليا جالسة على إحدى المقاعد العالية الظهر فى غرفة امبرتو ما أن ذهبوا إليه. نهضت بتعب واضح لتسلم عليهم . من الواضح أنها مصممة على البقاء بقربه تماماً مثل زوجته التى ابتسمت لهم و هى جالسة قرب النافذة تحمل فى يدها قطعة من القماش تطرز عليها .
سمع بصوت عالٍ شخير الرجل المرض النائم فى سريره.
همس باولو و هو يضغط يد أمها ما أن رأى جده:"أمى؟"
لاحظت اميليا توتر الصبى فمالت فوق امبرتو وهزت كتفه بلطف و هى تقول :"استيقظ لقد أتوازوجة غاى و ابنه الصغير هنا."
حبست لورا أنفاسها و هى تراقب الرجل المريض يفتح عينيه , فهما تماماً مثل عينا غاى يحملان نوراً و حيوية رغم وجهه المتعب. بدأ بالتحدث بسرعةو هو يمد يده السليمة نحوهما
قال انزو مقترحاً بلطف التحدث باللغة الانكليزية :"أبى لورا تعرف القليل لكن باولو مجرد طفل و لم يحظ بالوقت لتعلم الايطالية بعد."
"بالطبع. بالطبع , أنه امريكى لقد نسيت."
لاحظت لورا الابتسامة التى ظهرت على وجهه رغم الدمو.
دخلت كريستينا الغرفة و رمقت لورا بنظرة عدائية و كأنها تقول :"أنت من ستقدمين على قتله."
وضع انزو يده بلطف على ظهرها و دعاها لتتقدمهى و باولو أكثر من السرير.
قال مشجعاً :"لا بأس ,فأنت لم تفعلى أى شئ يسبب له الإزعاج لكن هذه لحظة عاطفية جداً له."
بعينين واسعتين تقدم باولو على مضضو قفز من مكانه و نظر إلى لورا مرتعباً عندما حاول امبرتو لمسه.
تنهد الرجل المريض و ترك يده تسقط على السرير, سأل و هو ينظر إلى لورا :"كم من الوقت ستبقين هنا؟"
هذا هو الرجل الذى طلب من غاى الرحيل , الشخص الذى حرمه من مراثه و أبعده عن عائلته و بلده لأنه أقترف خطأ بإتباعه قلبه. لقد اقسم أن غاى لن يعمل فى ايطاليا و لو أجبر على عداء كل شركة منافسة أو حتى شراء كل حلبات سباق السيارات , أما الآن فهو فى وضع صحى بائس فيبدو مثيراً للشفقة.
حاولت أن تبتسم و تقول :"أطول مما أعتقدت , تقريباً أسبوعاً و نصف."
"ليس بالمدة الكافية . على ولدك أن يتعر فعلى جده, أليس كذلك؟ و أنا يعلم قيمة الميراث الذى سيصبح له."
عندما غادرت شيكاغو وعدت كارول بالعودةسريعاً كما و أنها لا تستطيع البقاء طويلاً بسبب عملها بالإضافة إلى ما تشعر به من عداء من كريستينا . لأن قبول باولو فى العائلة سينقص من ميراث أبنها كالمسؤول الوحيد عن صناعة السيارات فى معامل روسى.
فكرت كما و أنك تريدين الابتعاد عن انزو , فهى تشعر برباط قوى نحوه و تتمنى أن يكون هذا الرباط إيجابى
لم ترغب فى رؤية امبرتو يبكى من جديد خصوصاً ليس بسببها قالت له:"سنرى , و انا أوافق على أن باولو يجب أن يعرفك جيداً . لهذا السبب قمنا بالرحلة إلى هنا."
ساد الصمت للحظات قليلة . صمت مطبق لدرجة أنه إذا وقع دبوس ما فسيدوى كسقوط الزجاج. عندما طرح السؤال الملئ بالألم و العذاب :"هل تسامحيننى؟"
قالت معترضة:"سنيور روسى ,من فضلك , لم يكن لى أى دور فى الوضع الذى تتحدث عنه . عندما أختلفت أنت و غاى....."
"كنت زوجته , و الآن هو رحل . و انت الوحيدة التى يمكنها أن تسامحنى . كنت مخطئاً مخطئاً جداً . هل تفهميننى؟ لأننى عاملته بتلك الطريقة."
ظهر التجهم على وجه اميليا لكنها لم تتدخل لا هى و لا انزو أو آنا و بجانبهم وقفت كريستينا غاضبة جداً.
رفضت النظر إلى انزو لتعلم بما تجيب . سألت نفسها والد غاى يسأل الغفران على الرغم من أنه كان مستبداص و قاسياً. فكيف يمكنها ان تسامحه؟
قالت :"أسامحك....و هذا ما كان سيفعله غاى لو أنكما تحدثتما هكذا. أبنك أحبك كثيراً سينيور روسى , ولو أنه وقف هنا بجانبى هذا الصباح أنا واثقة بأنه كان قال لك ذات الكلام."
مع ان الدموع ظهرت فى عينى امبرتو لكنها لم تنحدر على وجهه , مد يده من جديد و ضغط على أصابعها و بنعومة بعثر شعر باولو و سأله :"سنتحدث مع بعضنا , اليس كذلك صغيرى؟"
شعر باول على الفور أن الجوتغير فلم يجفل من لكسة جده فقال :"حسناً جدى روسى"
و هذه الكلمة علمته إياها لورا فى رحلتهما إلى هنا
فى فترة ما بعد الظهر و من أجل إسعاد باولو أخذهما انزو فى جولة حول المنطقةالمحيطة بالفيل فى عربة يجرها حصان , و مع انه نهار الأحد و من المفترض أن الجميع فى إجازة لكن العمال جميعهم فى الحقول و يعتمرون قبعات ليبعدوا أشعة الشمس عن وجوههم سأل باولو :"ما الذى يفعلونه؟"
اجاب انزو و هو يشعر بسعادة لاهتمام باولو بعمل العائلة :"أنهم يجمعون الغلال و يأخذونها إلى المصنع ليتم تعليبها."
قالت لورا و هى تنظر إليه :"وهل يسمح لنا بالمساعدة ايضاً؟"
ابتسم انزو و أجاب :"بالطبع, فأنتم من العائلة و هذا أمر متوقع."
لا أشعر بأنى أنتمى إلى العائلة أن فكرت بـ كريستينا و اميليا , لكن معك و مع آنا و ربما امبرتو إن عاش لفترة طويلة بعد.....
بعد لحظات التقت نظراتهما و كانهما يذكران بذات الأمر . تساءلت أن كانت تستطيع الوثوق به كما تشعر فعلاً.
أدار الحصان نحو طريق أكثر اتساعاً ثم أخذ يحدق بـ لورا من فوق رأس باولو فشعرت بانجذاب نحوه لم تشعر به من قبل.
قال لها معتذ راً :"على العودة للمصنع لعدة أيام, و ابتدءاً من نهار الغد لأنى كل الأعمال المتبقية لدى. لكننى سأعود للمساعدة فى الحصاد....نهار الخميس فى أبعد تقدير , و أن احتجت إلىّ قبل ذلك الوقت ما عليك إلا الأتصال."
قال كلامه بلهجة عادية جداً و مع ذلك مثل الليلة التى أمسك بيدها مودعاً أمام باب منزلها فى أول لقاء لهما لدا لها و كأنه وعد بارتباط شديد الوثاق.




التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 09-02-17 الساعة 05:03 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس