عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-17, 02:11 AM   #9

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع
شعرت لورا بأنها سترتكب خطأ ما بتقربها من انزو خصوصاً أن مراسيم جنازة امبرتو أصبحت قريبة . و مع ذلك لم تستطيع أن تدير ظهرها له .وهو يعتمد عليها و قد قاللها ذلك بوضوح و هو يتوقع منها أن تبقى مع أن موعد سفرها أوجل رسمياً ومع ذلك راودها شعور أن أمرآخر سيحدث ليبقيها فى ايطاليا.
وبدون ان تقصد ذلك نقلت قلقها إلى كارول عندما أتصلت بها لتعلمها أن امبرتو قد توفى و ان عودتها إلى اميركا ستتأخر لأسبوع إضافى.
سألتها صديقتها على الفور :" ما الأمر ؟ لا تبدين بخير. و لا يمكن ان تكونى حزينة على والد غاى . فأنت لا تعرفينه إلا منذ فترة قصيرة جداً."
قالت معترفة :"انا لست حزينة أن كان هذا ما تقصدينه , مع أننى متفاجئة من حبى لـ امبرتو , رغم أنى لا أستطيع تفسير ذلك."
أنهت لورا الأتصال بعد فترة و لم تذكر لها انزو و شعورها نحوه . ما أن انهت الاتصال حتى سارت لتغادر مكتبه, وضع ذراعيه حولها و تمتم قائلاً:"شكراً لوجوك عزيزتى, فأنت واحة من الراحة و الأمان فى وسط هذه الصحراء ."
فكرت لورا , إذا ما تشاجروا أعضاء عائلة روسى فلاشك أنها و باولو سيكونا فى قلب ذلك الشجار , لذلك عليها العودة إلى بلادها لكنها فى كل لحظة تمر تشعر بأن الرابطة العاطفية بينها و بين انزو تزداد قوة .
ـــ
ضمت جنازة امبرتو أمادو روسى مصممين لسيارات رياضية و صناعيين أثرياء وكذلك أغنياء ايطاليا و الفضل يعود لتعدد نشاطاته
أمطرت السماء فى الصباح و ملأت ساحة البلدةبالمظلات السوداء .
توقعت لورا أن تسمع الكثير من كلمات التعاطف و الاحترام نحو والد غاى , و للسيطرة على صانعى المشاكل و الفضوليين وقف عدد من رجال الشرطة بين المنزل و المعبد و مع ذلك أُجبرت العائلة على التوقف أمام الصحافين و المصورين بطريقهم من السيارة اللموزين إلى المعبد.
جلست كريستينا مع زوجها و أبنها بعيداً عن باقى أفراد العائلة , بينما كانت لورا برفقة آنا وهذا ما طلبه منها انزو و ايمليا أيضاً. وضعت يدها على ذراع انزو وكأنها تستمد القوة منه حدقت الجدة إلى الأمام بينما جلس باولو بناء على أصرارها على الجانب الآخر , بقى باولو صامتاً و حزيناً و قد ارتدى بدلة رمادية مع ربطة عنق طلبت على عجل من خياط انزو فى ميلان .
ما أن انتهت مراسم الدفن حتى عمدت لورا على الإجابة عن سؤال باولو عن وفاة جده, قالت له :"أنه مع والدك فى السماء. كانا غاضبين من بعضهما وهما فى الحياة , أما الآن فهما صديقان , السماء مكان رائع."
قطب باولو جبينه و فكر قليلاً قبل أن يعلق :"المكان هنا جميل أيضاً أمى, أتمنى لو أنهما بقى لفترة أطول , هل سيعودان لرؤيتنا فى يوماً ما ؟"
هزت رأسها و قالت :"ل, حبيبى , ليس بالطريقة التى تفكر بها ."
لم يكن ذلك جواباً كافياً لكن هذا أفضل ما تستطيع قوله, ففى أواخر أيام حياة امبرتو كانت زيارتهما له مصدر فرحه فرغم مرضه أخبر باولو قصصاً عن شبابه و بذل مجهوداً ليعلمه كيف يربح بالتلاعب فى الشطرنج.
بعد إتمام الصلاة نهض انزو ليلقى كلمة العائلة فشعرت لورا وكأنها تنتمى إليه .
أخيراً انتهت المراسم و نقل جثمان امبرتو إلى فيلا فوغليا من جديد حيث سيتم دفنه فى المكان الخاص على حدود الحديقة . صعدت النساء إلى السيارات ثم تبعهن الرجال . جلست صوفيا قربها و بكت بصوت عالى .
ما أن وصل الجميع إلى المدافن حتى استمرت اميليا بالوقوف بين انزو و باولو تاركة لورا لتمسك بيد آنا , لسبب ما لاحظت لورا أن كريستينا تعامل أمها ببرودة . هل دافعت آنا عن حق باولو بالميراث؟ وذلك سبب عداوة ابنتها ؟
أخيراً قرأت الصلاة الأخيرة و عاد الجميع إلى المنزل وعاد الجميع إلى المنزل لاستقبال الضيوف فى الصالونالكبير حيث تم تقديمها كأرملة غاى . و وجدت نفسها تتحدث عن مأساة وفاة زوجها و امبرتو أيضاً لأشخاص غريبين بالمطلق عنها .
أخيراً همست إلى جيما قائلة :"لأا أشعر أنى بخير , أخبرى السينيورة اميليا أننى صعدت لغرفتى لارتاح قليلاً و استمرى فى الأهتمام بـ باولو من فضلك."
خفت الأصوات ما أن أصبحت فى الطابق العلوى و أختفت نهائياً فى غرفتها , خلعت ثيابها السوداء و أرتمت على السرير وهى تفكر فى أنها لن تعود إلى اميركا قبل شعورها بالراحة و الأمان .
ففى صباح هذا اليوم و أثناء الفطور قال لها المحامى أن عليها البقاء فى ايطاليا حتى قراءة وصية الأب . و بالنسبة إليه لن يتم ذلك قبل أسبوعين من مراسيم الدفن.
قال لها :"أكد لى دينو أن كريستينا و فيتوريو لن يتمكنا من الطعن فى الوصية , ومع ذلك من الحكمة أن تحضرى لتمثلى الحق المعطى لـ باولو."
من المحتمل أن مصلحة باولو و مصلحتها بالعودة فوراً إلى أميركا , لكنها لن تعلق بشئ فهى لم تات إلى هنا لتختلف مع كريستينا أو لتحصل على منفعة مادية . و رغم العاطفة التى تكنها لـ انزو فكرت ربما من الأفضل لها الرحيل قبل أن تحدث مصيبة ما .
نسيت أن تقفل باب غرفتها , رفعت نظرها لتجد انزو واقفاً هناك.
قال وهو يحدق بها بقوة :"قالت جيما أنك لا تشعرين أنك بخير."
يبدو وسيماً جداً فى بذلته السوداء و بحاجة لمن يخفف عنه . أجابت :"اشعر بصداع قوى."
هو يعلم تماماً ما معنى أن يصاب المرء بالصداع. ففى كل مرة يمضى فيها بعض الوقت هنا فى الفيلا حتى يشعر بألم رأسه تتضاعف . وكذلك الكوابيس التى تنتابه.
سألها :"هل أحضر لك شيئاً ما ؟"
"لا , سأكون بخير بعد فترة من النوم."
نظر إليها باهتمام و سألها :"أنت تفكرين بالعودة على الرغم مما قلناه , أليس كذلك؟"
مه أنه يوم للحزن لكنها شعرت وكأن دماءها ترقص فى عروقها هزت رأسها فهى غير واثقة أنها تستطيع أن تتكلم
تابع بسرعة :"أبقى, وأن لم يكن من أجل مصلحة باولو , بل لأنى أريدك أن تفعلى ذلك و سأكون هنا برفقتك فى الفيلا كلما سمحت لىّ ظروف العمل ."
قالت وهى تشعر بقوة تسيطر عليها للبقاء :"حسناً , سأبقى"
اعترف لها بندم :"مع أننا أنتهينا من مراسم الدفن قبل قليل , على السفر إلى روما غداً برحلة عمل لكننى سأعود نهار الأربعاء , وقد يبدو لك ما سأقوله غريباً , لكننى بحاجة للتخلص من حزنى عليه ....فالجو الذى يسيطر على المنزل ملئ بالحزن , قولى أنك ستتركين باولو فى رعاية أمى و ستذهبين معى إلى تورين . و أن كنت رتغبين بإمكاننا ان نقوم بجولة على مصانع القماش , وهذا من دون شك مفيد لعملك ."
فكرت لورا بالاقتراح و وجدت أنها بذلك ستجد عذراً لمغادرة الفيلا , لكنها حذرت نفسها بأنها ستضعف أن بقيت معه بمفردها , لكنها سترحل قريباً و لن تراه ثانية.
فكرت أن حماتها لن تمانع بالاعتناء بـ باولو لأنها بذلك ستجد ما يشغلها عن حزنها .
قالت و هى تشعر بالخجل لعدم صراحتها :"أحب أن أرى كيف تتم صناعة القماش و كيف ترسم و تصبغ , لذا سأسأل والدتك أن كانت تستطيع الاهتمام بـ باولو حتى أحظى بفرصة."
ضمها إليه و عانقها قبل أن يغادر لترتاح وهكذا تبخرت من أفكارها كل ما يتعلق بالسفر و الرحيل من هنا.
غادر منذ الضيوف فى الوقت الذى نزلت فيه لورا إلى الطابق الأرضى تبحث عن حماتها .
وكما تمنت كانت آنا سعيدة و قالت لها :"ربما ليس لائقاً أن أقول ذلك فى يوم دفن زوجى لكنى أنا وباولو سنحظى بوقت رأئعاً معاً . و بالطبع تدركين كم هو مصدر سعادة لنا جميعاً."
ليس بالنسبة إلى كريستينا و زوجها الضعيف الشخصية.
شكرت آنا وعانقتها كأبنة لها ثم ذهبت إلى مكتب انزو لتستعمل الهاتف . فكرت بفارق الوقت بين تورين و بين شيكاغو و قررت لابد أن كارول فى مكتبها الآن.
و لا تعتقد أنها ستفرح عندما تعلم أن أننى سأبقى فى ايطاليا لفترة بعد, و لابد بذلك أنى أُعرض مجموعة الخريف إلى كارثة .
على العكس تماماً كانت شريكتها أكثر من متفهمة و متعاونة , وقالت أنها توقعت أن تتأخر لذلك استأجرت تلميذة من معهد الفنون لتكمل الرسوم التى صممتها لورا .
قالت لورا وكأنها تقسم:"سأعود فى العشرين من الشهر ومهما حدث , فى الواقع أخطط للعودة بعد اجتماع العائلة فى مكتب المحامى , فأنا أشعر بالضيق لأنى ألقى على كاهلك كل العمل.ومع ذلك أنا متفقة مع انزو بالمحافظة على مصالح باولو ."
أثناء تناول الفطور فى صباح اليوم التالى بدت كريستينا متجهمة الوجه و على الرغم من غياب اميليا فلم تسمح لنفسها بالتعبير عن رايها , لكن عندما اقتربت جيما من لورا لتخبرها أن موعد سفرها قد تأجل كما طلبت تبخرت كل سيطرتها على نفسها و علقت بنبرة حادة :"الأمر فى غاية الأهمية , أليس كذلك؟ فهى تخطط لترحل فى اللحظة التى تحصل فيها على ما أتت لأجله , و هى الحصول على حزء من ميراث ناردو و لم تهتم لأنها أستغلت مرض والدى و وعدته بالبقاء هنا مع أبنها فقد رحل الآن و لايستطيع ان يطالبها بالبقاء , حسناً فتوريو و أنا لن نسمح لها بالحصول على ما تريده."
ظهر الغضب على لورا و هى تجيب:"أنا لم أعده بشئ من ذلك كما و ان والدك لم يسألنى ان كنت أريد البقاء ؟ كيف تجرؤين على التحدث عن دوافعى ؟ أو تقولين أننى استغليت مرض امبرتو ؟ أتيت إلى هنا من أجل إقامة صلح مع العائلة و ليس من أجل مال روسى العزيز عليك , و فى الحقيقة أنا لا أريده فلدى حياتى و عملى....وهو شئ لا تعرفينه مطلقاً."
نهضت لورا على الفور و خرجت من غرفة الطعامستتصل بشركة الطيران على الفور و تطلب السفر بعد الظهر , لكن انزو تبعها و قال لها أن هذا ما تريده أخته بالضبط و تابع بإصرار , لدى باولو كل الحق أن يرث من جده تماماً مثل غاى . كما أننى بحاجة لك و لا أريدك أن ترحلى قبل أن نمضى بعض الوقت معاً."
غادرت كريستينا قبل مغادرة انزو إلى المطار و صوفيا توجهت إلى غرفة الفطور بعد مغادرة الجميع لتتجنب رؤية أى أحد . و بعد مرور ساعة غادرت بعد أن ودعتهم جميعاً بأقل وقت ممكن.
وهكذا بقيت لورا و باولو برفقة آنا و ستيفانو و اميليا فى المنزل.
شعرت بفراغ كبير بعد رحيل امبرتو خصوصاً أن اميليا طلبت من الجميع إلا يزعجها أحد فهى ما زالت تعتبر الرجل الكبير طفلها . أغلقت على نفسها فى جناحها فى الطابق الثانى لتنظر إلى صور امبرتو و هو صبىو إلى الأحداث المهمة فى حياته حيث كان دائماً يحقق انتصارات تذكر فى الصحف و المجلات.
الطقس الرائع فى فصل الخريف جعل الأيام تمر بسرعة و فى صباح الأربعاء وجدت لورا مفسها مفعمة بالطاقة فلم تقرر العمل برسوماتها . انشغلت بالتفكير فى عودة انزو وقررت أن تذهب مع باولو فى نزهة على الأقدام . سارا نحو الغابة القريبة رغبة فى قطف الأزهار البرية بعد قليل التقيا بـ ميشيل بصحبة كلبه و هو يحمل اغراض فى يده .
سألته لورا :"أذاهب للتجول؟"
ابتسم ميشيل و قال :"لا, سنيورة أنا أبحث عن الكمأة, أشهى طعام و من المحتمل إيجادها فى هذه الغابات فى هذه الفترة من السنة . يمكنك مرافقتى أنت و أبنك ."
تذوقت الكمأة فى أول يوم وصلت فيه إلى ايطاليا فعلمت أنه لا يبالغ . أنها حقاً شهية جداً . وافقت على الفور و سارت هى و باولو قربه.
قال ميشيل :"يبدو هذا المكان مناسباً سنترك الكلب يقرر مكان الكمأة ." و انحنى لينزع الحبل عن عنق الكلب الذى بدا وكأنه يعلم ما المتوقع منه و بينما أخذت لورا و باولو يراقبان أخذ الكلب يشتم بأنفه و يتحرك بطريق متعرج بين الأوراق و النباتات , وبعد وقت طويل توقف فى مكان ما و بدأ يحفر الأرض .
لم يدعه ميشيل يتابع عمله بل أستعمل آلة خاصة من جيبه و أكمل الحفر حتى نزع من الأرض قطعة من الكمأة.
قال و هو يبتسم :"هذا النوع الأبيض مرتفع السعر جداً فى سوق ألبا."
بعد وقت قصير أمتلأت حقيبة الرجل بالثمر بينما اتسخت ثياب باولو من اللعب بين أوراق الأشجار .
سمعت صوت خيل بعد مرور لحظات بدا الفارس يقترب منهم.
انزو , لقد عاد باكراً . تفاجأت لورا أنه أتى للبحث عنهما على ظهر الحصان فمنذ وصولها إلى فيلا فوغليا لم تره مرة يقترب من الأصطبل .
ما أن اقترب الفارس أكثر حتى أدركت أنه ستيفانو قال لها و هو يبتسم :"أنا فى طريقى إلى الفيلا أن كنتما ذاهبان إلى هناك يسعدنى أن أقلكما ."
شد باولو بيدها و قال متوسلان :"من فضلك أمى,قولى نعم . أريد أن امتطى الحصان"
أبنها صغير جداً و ظهر الحصان عالى . و هى لا تشعر بالراحة من فكرة ماذا سيلحق به أن وقع . قد تُكسر ساقه.
قال ستيفانو بتهذيب :"سأضع باولو على السرج و نسير معاً على مهل ." وكأنه بذلك يريد أن يلغى أى اعتراض لديها .
استدارت لتشكر ميشيل على الكمأة ثم سمحت لـ ستيفانو أن يرفع باولو ويضعه على السرج مكانه.
ما أن ابتعدا عن الغابة و اتجها نحو الفيلا حتى بدت الطريق العام الموصلة إلى المنطقة . لمح انزو الحصان و باولو على ظهره فأنعطف نحوهما , سأل ما أن أقترب و توقف قربهم :"على ما نحصل هنا , دروس فى امتطاء الخيل؟"
ليس هكذا اعتقدت لورا أنها ستراه , حاولت أن لا تعتذر فهى لم تقدم على عمل أى شئ خطأ بالسماح لـ ستيفانو فى مساعدة باولو على امتطاء الحصان.
قالت :" كنا نجمع الكمأة مع ميشيل فى الغابة و ستيفانو عرض على باولو العودة إلى المنزل على ظهر الحصان."
لم تستطيع أن تقرأ ملامح وجهه و هو يخفى عينيه تحت نظارة سميكة.
نظر إلى أخيه و قال بلهجة ساخرة :"لا تدعنى أزعجك ." ثم نظر إليها و تابع :"سأرك فيما بعد فى المنزل ."
و من دون أن تعلم السبب شعرت بأن ستيفانو سعيد بما حدث . رفع كتفيه بلا اهتمام ما ان أنطلق انزو مسرعاً غاضباً.
و بينما كانت لورا تجلس على كومة من القش فى الأصطبل منتظرة أن ينتهى باولو من تنظيف الحصان صعد انزو ليسلم على جدته . ما ان طرق على الباب حتى طلبت منه الدخول . رآها تجلس على مقعدها المفضل مرتديه فستاناً أسوداص و أمامها صور امبرتو .
سألها :"هل أنت بخير جدتى؟"
"أجلس انزو , أريد التحدث معك."
بدأت بالقول أن الفيلا لن تعود إلى ما هى عليه بمغادرة باولو و كررت ما قالته له أن عليه الزواج بـ لورا ليبقى الصبى فى ايطاليا .
قالت و عيناها تلمعان:"أنه كل ما بقى لنا من غاى , و أن لم تنجب لنا طفلاً سيكون الوريث الوحيد الذى يستطيع تحمل مسؤولية العائلة و المتابعة بالسير قدماً فى صناعتنا ."
هو يعلم جيداً رأى اميليا بـ ناردو و الحقيقة هو يشاركها ما تفكر به . فالصبى حقود و أحمق . و لتعقيد الأمر أكثر قال الأطباء لـ كريستينا أنها لا تستطيع إنجاب طفل أخر , وهو فعلاً يفكر فى الزواج من لورا.
قال :"ما تقترحينه جدتى غريبجداص , فهذا النوع من الزوج لم يعد يطبق منذ عهود بعيدة."
تعرفه اميليا جيداً وكأنه كتاب مفتوح أمامها .
قالت :"أنت لم تقل لا , و ربما لن تكون تضحية من قبلك , فكر بالأمر , حبيبى و قد تكون لورا امرأة عاملة و أميركية و لديها روابط قوية ببلدها , لكنها تنتمى إلى هذه الفيلا , لقد شعرت بذلك منذ اللحظة التى قابلتها فيها ."
ساد الهدوء أثناء العشاء , وخصوصاً أن اميليا ظهرت للمرة الأولى بعد جنازة امبرتو, راقبتهما لورا اميليا و انزو يأكلان بصمت و هدوء فتساءلت أن كان مازال مصراً على دعوتها إلى قضاء يوم معه فى تورين.
بعد انتهاء العشاء عرضت جما على لورا أن تقرأ قصة لـ باولو و أن تساعده فى الأستحمام و الذهاب إلى الفراش. وهكذا أصبحت لورا حرة بوقتها . قالت لنفسها أن تجاهلها انزو و أغلق على نفسه مكتبه لن تعم على الذهاب إليه و ستنتهى من كل ما تشعر به نحوه.
لم يفعل ذلك بل ما أن غادروا غرفة الطعام حتى دعاها للتنزه فى الحديقة , أمسك بيدها و سارا معاً حتى النافورة حيث وضع مقعداً من الحجارة بين عدد من الأشجار الباسقة.
سألها وهو يمسح الغبار عن المقعد, هل نجلس؟"
هزت برأسها و قالت :"أفضل أن أمشى قليلاً."
نظر إليها محدقاً و قال :"ما الأمر , لورا؟"
صمتت للحطظ ثم قالت :"لا شئ ألن نذهب إلى تورين كما قلت؟"
ظهرت ابتسامة على وجهه و قال :"اقترح أن نغادر فى الصباح الباكر أن كان يناسبك ذلك ." ضمها إليه و عانقها
من النافذة فى الفيلا وقف ستيفانو يراقبهما . و بعد مرور ساعة أو أكثر . بعد ابتعادها عن انزو و صعودها إلى غرفتها سمعت طرقاً خفيفاً على بابها .
قالت متفاجئة عندما فتحت بابها :"ستيفانو , ما الأمر؟"
"هل أستطيع التحدث معك؟"
لم ترغب فى أن تعكر مزاجها أو أن يراها انزو برفقته , لكنه عم باولو و أخ غاى كما و إنه يتصرف معها بود . تراجعت إلى الوراء ليدخل , لكنها تركت الباب مفتوح , سألته :"ماذا هناك؟"
قال ستيفانو بصراحة:"رأيتك مع انزو فى الحديقة تتبادلان العناق , لا , دعينى أنهى كلامى . أنا أحبك لورا , و اعتقد أن علىّ تحذيرك , لدى أخى امرأة فى لايك دستركت و يعرفها منذ سنوات و ل أريدك أن تصابى بالأذى من ذلك بسببه."
قالت رغم الاحساس بخيبة الأمل:"ما حدث بينى و بين انزو لا علاقة لك به مطلقاً , سأعود إلى الولايات المتحدة قريباً . و هذا يعنى أن لا داعى لخوفك علىّ أبداً."
حدق بها مطولاً قبل أن يقول :"فى الوقت الراهن لو كنت مكانك لكنت حذراً جداً , فطبعه حاد جداً و بدون أى تحذير , خصوصاً عندما يكون هنا ومعحزنه على والدى اتعجب كيف استطاع السيطرة عليه طوال هذه الفترة."
حدقت به لورا غير قادرة على التفوه بأى كلمة .
تابع قائلاً :"تعرض لحادث مع خطيبته السابقة , كانا يتشاجران و هى تقود بسرعة قصوى , فأمسك بمقود السيارة و أدى ذلك إلى اصابتها بجراح خطيرة , أنظرى إليه جيداً , فهناك جرح على صدغه."
فى تلك الأثناء لم تعد لورا منزعجة فقط بل غاضبة جداً , فهى تكره كيف يزرع بذور الشك فى رأسها , قالت بسرعة :"و ماذا عن الجرح فى خدك؟ هل أصبت به من خلال شجار ما ؟"
أجاب بهدوء ضاعف غضبها :"كم غريب أن تسألى , انزو ضربنى بسوط الحصان عندما كنا فى السابعة عشر من عمرنا , فى تلك السنة أتيت للعيش هنا فى فيلا فوغليا."




التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 09-02-17 الساعة 05:09 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس