عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-17, 12:58 AM   #5

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع
كانت كايت لا تزال تشرب قهوتها عندما سمعت صوتاً عند الباب فى صباح اليوم التالى. مسحت شفتيها بمحرمة , حملت الجاكيت و أسرعت عبر الغرفة . قالت و هى تفتح الباب :"أتيت باكراً , فيليب أنها الثامنة و النــ.....آه"
لم يكن فيليب هو الواقف أمام الباب , و لكن ستافروس مارمارا . كان يبدو مثال الشاب الوسيم الثرى . بجسمه الرياضى و الأسمر و هو يرتدى ثياباً خاصة بممارسة التنس . ما أن رأى كايت حتى ابتسم لها.
سأل بتردد :"هل أستطيع الدخول؟"
"نعم, بالطبع , هل تريد قهوة؟"
قال :"نعم, شكراً"
تبعها إلى غرفة الطعام و أخذ يتحرك بقلق بينما كانت تسكب لها القهوة.
قالت تدعوه:"تفضل أجلس و تناول بعض الحلوى أيضاً أن كنت ترغب"
"لا, شكراً . فأنا أتناول الفطور أبداً , لكن القهوة تبدو لذيذة"
رأت كايت التردد على وجهه فشعرت بالشفقة عليه.
سألته:"هل تأتى لتسألنى أن كنت أرغب بلعب التنس معك؟ أو هل يمكننى القيام بشئ ما لك؟"
تنهد تنهيدة طويلة . قال معترفاً وهو يحرك فنجان القهوة :"لأكون صريحاً . أن الوضع صعب , لكن أريد فى البداية أن أعتذر منك"
قالت مستفهمة :"تعتذر؟"
"نعم , بسبب حادث أمس . أعتقد أنه كان بسبب غلطتنا . كنا جميعاً نتصرف بعدم مسئولية . لكننى لم أفكر مطلقاً بأن شيئاً كهذا سيحدث . كان من حظنا انك كنت موجودة هناك, أنى متأكد من أنك أنقذت حياة نيكوس"
حركت يديها بطريقة خجلة و قالت :"فعلت فقط ما يفعله أى شخص آخر"
قال مؤكداً لها :"أى شخص ليس بأحمق أو عديم المسئولية , بكل الأحوال أريدك أن تعرفى أننى أنا و أرين ممتنان لك, وهذا يجعل ما أريد قوله لك الآن أصعب"
التقت عيناهما بسرعة , لكنه نظر فى مكان آخر و رشف رشفة كبيرة من فنجان قهوته.
قال بوضوح :"رأت أرين فيليب مغادراً من الفيلا مساء البارحة"
شعرت بالانزعاج لكنها احتفظت بقوتها و على الرغم من الاضطراب الذى ظهر عليها قالت بهدوء:"نعم, كان يتحدث معى بشأن العمل , فأنا ذاهبة معه إلى تسالونيكى لأشترى بعض الحاجات لآلات التصوير"
قال بهدوء:"أتمنى من أجل مصلحتك أن يكون هذا ما يريده حقاً"
قالت:"لا أفهم ما الذى تعنيه"
تابع ستافروس :"أسمعى , لا أعلم كيف سأقول ذلك , لكن فيليب من النوع الذى يحب النساء . فلديه الكثير من الصديقات و هو لا يبالى بهن أبداً . عاجلاً أم آجلاً سيتزوج من أرين. و الجميع يعرف ذلك , فهو بذلك لا يؤذى أحداً منهن . لكنك لا تبدين أبداً مثل النساء اللواتى يعرفهن"
"آهـ, ما هذا الكلام؟ أنا متأكدة من أن السيد اندرو نيكوس لا يهتم لىّ مطلقاً و كل الذى يعنيه مهارتى فى العمل تماماً كما هو لىّ"
رفع ستافروس يده أمامه و قال :"أسمعى , أنا آسف , أعتقد ما كان علىّ ذكر ذلك بكل الأحوال , أشعر بالراحة لسماعك تقولين ذلك. فـ أرين أمضت الليل تبكى و هى قلقة. هل تعلمين , تحاول أن تتظاهر أنها باردة و ارستقراطية لكنها مجرد طفلة حساسة . و هى تحب فيليب بجنون و تكره ما يفعله "
انهى سرب فنجانه و وقف ,ثم قال بحرارة :"حسناً, أشكرك على تفهمك , كايت ربما سنتمكن من لعب التنس أحد الأيام , اتفقنا؟"
ما أن أغلقت الباب وراءه حتى وضعت يديها على وجهها و جلست على أقرب كرسى . لم يمض أسبوع على لقائها مع فيليب اندرو نيكوس و لكن مع ذلك عالمها كله انقلب رأساً على عقب . أنها متأكدة من شئ واحد فقط, أنها مرتبكة و منزعجة فالأحداث تتسارع بشكل كبير أمامها . و من اللحظة الأولى شعرت بانجذاب قوى نحوه , و لكن هذا الانجذاب لا تثق به . لم يمض غير ستة أشهر على معرفتها بخداع ليون كلارك لها. و مازالت تشعر بالارتباك و الحزن بسبب خيانته . ومهما كانت أقوله فهى تريد العادات والتقاليد: الحب و الزواج . لكن هل فيليب سيقدم لها ذلك؟ فى أول لقاء لهما لمحت جانباً مختلفاً من شخصيته لا يراه أحد من الناس حوله. فتحت ذلك المظهر القاسى لرجل الأعمال الثرى هناك رجل حساس و محب للجمال مثلها. رجل يعزف الموسيقى بعاطفة و صدق و يغنى أغانى الحب بطريقة جعلت الدموع تترقرق فى عينيها . كما و انه يتصف بعدة صفات أخرى , ففى بورتو كاراس ظهر بوضوح حبه و ولائه لسكان ايوس ديمتريوس و هو يتحدث عن خططه للقرية بأكملها .
ومع ذلك ولاءه للتقاليد اليونانية كبير أيضاً . كانت كايت تعلم و بدون أدنى شك أن فيليب سيكون زوجاً وفياً و أباً رائعاً عندما يتزوج .لكن هل حقاً سيعمل على مواجهة التقاليد و يتزوج من فتاة غريبة لا تملك شيئاً؟ أو هل ستافروس على حق ؟ هل فيليب ينظر إليها كأى فتاة يريد اللهو معها و يتركها بعد ذلك؟ الواقعية جعلتها تعترف أن ذلك محتمل . فهما أظهر لها من حب و صدق بالعاطفة , هل هو حقاً مستعد لفسخ خطبته من أرين؟
قالت بصوت عالٍ :"لا, بالطبع لا"
بيأس رفعت ابريق القهوة و رأت نفسها تحدق بصورتها الحزينة فى سطحه الفضى . حسناً من السهل عليها ان تصاب بالحزن عندما تفكر فيه لكن عليها أن تحتفظ بالقدرة الكافية للسيطرة على نفسها . همست قائلة تحدث نفسها :"علىّ أن أتذكر أمرين مهمين, أرين تحبه و علاقتى به يجب أن تكون علاقة عمل فقط"
عندما وصل فيليب بعد الساعة التاسعة بقليل كانت جاهزة و بانتظاره مرتدية تنورة خضراء اللون و قميصاً ملوناً و قد حملت حقيبة الكاميرا بيديها الأثنتين.
قال و هو ينظر إليها :"مرحباً , هل نمت جيداً ؟"
ابتسمت له و ابعدت نظرها عنه و هى تقول, نعم شكراً لك , و انت؟"
نظر إليها نظرة طويلة و قال :"ما المشكلة؟"
" لا شـــئ."
" إذاً لِنَا تنظرين إلىّ و كأننى أنسان سيئ جداً؟"
أنكرت ذلك و قالت :"لا, لا أفعل "
قطب وجهه للحظة بعدها ابتسم و قال بنعومة :"لا بأس , لنذهب"
و لفترة ساعة من الزمان تحدثا بساطة و سهولة عن طفولتها و عن تصويرها لنار ملتهبة وضعتها على لوحة للإعلانات فى أماكن زارتها فى أوروبا , وعن المواد التى درستها فى الجامعة . و فى المقابل أخبرها فيليب عن الانتصارات و المصائب التى عاناها و هو يتحول من الفقر المدقع إلى الغنى الفاحش, كانت تسمع و هى تشعر و كأنها تستمع لقصص من الخيال . بطريقة ما كانت تتوقع ذلك فيعد معاناته الكبيرة لبناء فندقه الأول أصبح كل شئ بعد ذلك كالإبحار فى يوم مشرق رائع. لكن لهجته و حزنه و هو يخبرها عن معاناته عندما تعرض لحري كبير و لانهيار البنك و كذلك إضراب خطوط الطيران . كل ذلك جعلها تشعر بنظرة كبيرة من الاحترام لهذا الرجل الذى بجانبها و الذى يبدو كأنه يشع بالحياة و القوة و التصميم.
قالت عندما اقتربا من مكان جميل قرب بولجيروس :"لا أعتقد أن هناك شيئاً يستطيع منعك من الحصول على ما تريده."
قال موافقً:"من المحتمل لا, أسمعى , هل تمانعين أن توقفنا لعدة دقائق ؟ احتاج للراحة"
وافقت كايت :"بالطبع لا."
أوقف فيليب السيارة بالقرب من منتزه و خرج من السيارة . تمشى ببطء ووضع يده على رقبته ليمسدها . راقبته كايت فابتسم و قال :"لو كان لديك رأفة لفعلت ذلك لىّ . فما أنا بحاجة إليه الآن هو لمسة حنان"
قالت:"ما أنت بحاجة له فعلاً هو مشنقة"
مدّ ذراعه و أمسكها بقوة من كتفها و قال:"اعتقدت انك قلن لىّ أنك قمت بدورة تدريبية للمساج فى السويد. و كل الذى أطلبه أن تمسدى رقبتى . بقيت أعمل على جهاز الكمبيوتر حتى الساعة الثالثة صباحاً و أشعر بألم كالسكين فى مؤخرة رقبتى"
قالت مشككة :"حقاً؟"
قال :"أجل, حقاً"
قالت محذرة :"حسناً , لكن لا تحاول القيام بأى شئ آخر. ومن الأفضل أن تنزع الجاكيت "
جلس فيليب على مقعد ووضع يديه على الطاولة أمامه.
قالت :"و الآن أغمض عينيك"
"أغمض....؟ حسناً أنت المسئولة هنا"
قالت تؤكد له:"أن ذلك جزء من العلاج . خذ نفساً عميقاً و أزفره على مهل . و الآن , ما الذى تسمعه؟"
" لا شئ"
"أصغ أكثر"
صمت فيليب للحظة . وقفت كايت أمامه تراقبه حتى شعرت أنه أصبح أكثر راحة . غادر التوتر وجهه و أصبح أكثر تنبيهاً.
تمتم:"أسمع صوت الهواء على الأشجار و أسمع صوت العصافير و جرس ماعز من مسافة بعيدة."
قالت برضى :"جيد" و تحركت حتى أصبحت وراءه .
"وماذا تشم الآن؟"
وضعت ذراعها على كتفيه.
قال :"مممممم, رائحة الصنوبر و نباتات برية و رائحة الأرض الجافة"
بدأت كايت بيدين مفتوحتين تمسد بقوة عنق فيليب. عندما أمسكت بكتفيه شدت عليهما قليلاً و دفعتهما إلى الأسفل , حركت يديها على ذراعيه بسرعة. ضغطت بابهاميها على ظهره , وفقط عندما سمعته يتنهد شعرت بعضلاته ترتاح , عندها عادت تمسد رقبته ثم دوائر صغيرة فوق شعره ثم تحف رأسه بأصابعها, أخيراً قامت بتمسيد ذراعيه و رقبته بسرعة و يديها مفتوحتين.
سألته :"هيا, كيف تشعر الآن؟"
فتح عينيه و نظر حوله , و اعترف قائلاً:"رائع و لا أصدق كيف أشعر. بدأت ألاحظ كل الأشياء حولى و التى لم أكن انتبه لها من قبل. كخشونة الطاولة تحت كوعى و صوت النحل على الأعشاب , أشياء كنت لا انتبه لها لأننى دائماً أفكر بعملى. أنت مذهلة كاترينا أنت حقاً كذلك"
هزت كتفيها و قالت :"حسناً , لننهى هذا العمل بصورة صحيحة عليك أن تنتظر و تلاحظ ما حولك الآن و قد فتحت عينيك"
نظر حوله مفكراً و قال :"السماء الزرقاء, حقول الزيتون على بعد مسافة من هنا , والكثير من النباتات البرية, السنديان الرائع , و دفلى زهرية اللون و كذلك عليق كنت أكل منه عندما كنت صغيراً طعمه يشبه الفراولة لكن فيه بعض المرارة , خذى تذوقيه"
مد يده و قطف واحدة , تذوقته , لكن فيليب كان ينظر إلى شئ آخر فى الأرض . قال :"أنظرى ,زعفران أصفر و أنا لم ألاحظه من قبل"
اقترب من كايت و لمس شعرها , للحظة وقف ينظر إليها و كأنه يريد أن يحفظ كل ما فى وجهها من ملامح أنفها الصغير بشرتها الناعمة و عينيها القلقتين .
قال بنعومة :"جعلتنى أشعر و كأننى ولدت أعمى"
بعدها قبلها بقوة .
قالت :" لاا, فيليب , لاأريد أن أصبح واحدة من النساء اللواتى تعرفهن"
قال متعجباً:"واحدة من ماذا؟"
"من النساء اللواتى تتعرف عليهن ثم تتخلى عنهن بعد ذلك"
عاد التوتر إلى وجهه و هو يقول :"من أخبرك بذلك؟"
شعرت بالخوف من الغضب الذى ظهر فجأة فى عينيه , سألت و كأنها تدافع عن نفسها :"و ما الفرق بذلك؟"
أصر و قد أمسك بذراعها :"من أخبرك؟"
"ســ.....ستافروس"
شتم فيليب باليونانية , لكنها علمت أنه فعل ذلك من غضبه"
قال :"و متى تسنى لـ ستافروس أن يتحدث معك بهذا الموضوع؟"
" أتى إلى الفيلا هذا الصباح"
"فهمت , و قال لك أنه لدى الكثير من الصديقات؟"
"قال ان لك علاقات من سنوات , و لكن هذا لا يعنى لك شيئاً , فالجميع يعلم انك مرتبط و بذلك لن تسبب الأذى لأحد, لكنه قال أننى لا أشبه واحد من تلك النساء"
لم يجب فيليب
فقالت :"إذاً, هذا صحيح؟"
"نعم , و لا."
سألت بسرعة :"إذا كان ستافروس على حق ؟ كنت ستحاول التقرب منى و بعد ذلك التخلى عنى"
صرخ فيليب :"لا! أسمعى , كاترينا , ستافروس هو سيد فى الكذب . و هو يصبح أشد مهارة عندما يقلب الحقائق لتخدم مصالحه . أنه يحاول فقط أن يسمم أفكارك نحوى"
"وكيف لىّ أن أعلم أنه يريد ذلك؟ لقد اعترفت أن ما قاله صحيح , فلِما لا أصدقه ؟"
"لأنه إنسان سيئ فهو وسيم و مرح و لكن فى الحقيقة لا تستطيعين الوثوق به . لا أريد منك أى اتصال به كاترين , هل هذا مفهوم؟"
شهقت غير مصدقة و قالت بغضب كبير:"لا, غير مفهوم ! و منذ متى لديك الحق لتختار مع من أتكلم؟ و ما هو الأمر المخيف الذى فعله ستافروس؟"
قال بصراحة:"لست مستعداً لتفسير ذلك . فهناك أشياء أعرفها عنه حتى أمه لا تعرفها و لا أعتقد أنها ستعرفها . و بطريقة ما أشعر أننى المسئول , فلقد أقنعتها لترسله إلى أميركا ليتعلم , لكنه لم يفعل بل تعرف على عصابات كثيرة هناك , شباب يملكون الكثير من المال و ليس هناك من يعتنى بهم أو يرشدهم . عليك فقط أن تصدقينى عندما أقول أنه يجب ألا يكون لك أى صلة به"
حاولت كايت أن لا تظهر أى تأثير بما سمعته . ففى النهاية لم يقدم لها فيليب أى برهان على أن ما يقوله صحيح فكرت فى تردد ستافروس و فى ابتسامته البريئة هزت رأسها و قالت:"لا أصدق ما تقوله , فيليب لكن حتى و أن كان صحيحاً فهذا لا يغير شيئاً . أقصد ما قاله ستافروس صحيح. فأنا ليست فتاة للهو , و اكره أن أرين أمضت الليل تبكى لأنها رأتك تخرج من الفيلا مساء البارحة ."
بدا غير مصدق و هو يسأل:"أرين تفعل ماذا؟"
قالت كايت:"تبكى طوال الليل . هذا ما قاله ستافروس !"
ضحك فيليب و قال :"إذا كان ذلك يريحك , يمكننى القول لك الآن أن أرين سهرت طوال الليل فى قاعة الاحتفالات فى الفندق , و كانت سعيدة جداً و هى ترقص مع ايف . و أن حاولت النظر جيداً , كاترينا ستعلمين بنفسك أن ارين لا تحبينى تماماً كما أنا لا أحبها"
اعترفت قائلة :"ربما أنت على حق , لكنك مرتبط بها , وطالما هذه هى الحقيقة فأى أنه لا يحق لىّ إنشاء أى علاقة معك ماعدا العمل. الأمر واضح و بسيط"
" الحياة أبداً ليست سهلة , و أتمنى لو أنها كذلك . لكن أن كانت معقدة أم لا , لقد أحببتك منذ اللحظة التى رأيتك فيها كاترينا"
قال ذلك و أمسك ذراعيها بقوة . قالت :"أنت تؤلمنى"
"لن أفعل ذلك مطلقاً . لكن قولى لىّ كاترينا , لو لم تكن أرين موجودة لكنت أحببتنى؟"
كانت نظراته قاسية و كأنه يطلب منها أن تقول الحقيقة . شعرت بقلبها يضطرب و يخفق بسرعة . لمس ذقنها و رفع وجهها لتنظر فى عينيه . تمتمت قائلة :"أنت تعلم اننى كنت لأغرم بك , فيليب"
ضمها إليه و قال :"هذا كل ما كنت احتاج لمعرفته و الآن هيا كاتيرنا , لنتابع سيرنا نحو تسالونيكى"
بعد صمت الطبيعة و الجمال الرائع لشبه جزيرة هالكيديكى , كانت الضجة فى تسالونيكى مرهقة. . لم تلاحظ كايت إلا كثرة المبانى و ضخامة عدد الصحون ألاقطة لقنوات التلفزيون و أصوات أبواق الشاحنات , لكن من خلال رفقة فيليب كل تلك الضجة و الحشود بدت لها مليئة بالحياة . عند وصولهما إلى المستشفى طلب منهما المغادرة و العودة فيما بعد لرؤية نيكوس , و لهذا أمضيا الوقت فى التسوق و التجول. أخذها فيليب إلى قوس النصر و الذى أخفى الدخان الكثير من النقوش و التى بالكاد ظهرت عليه . ثم تركها فى متحف الفنون الشعبية لمدة ساعة بينما ذهب لرؤية محام بشأن عمله. بعد ذلك تناولا الطعام فى برج أوتى أى , و هو كناية عن مبنى ضخم فى أعلاه تبدو المدينة كلها . و بعد أن شعرا بالراحة عادا إلى فوضى المدينة.
قال فيليب :"حسناً , ماذا تريدين أن تفعلى الآن؟"
أجابت :"أفضل شراء بعض الأفلام . هل يمكنك أن تجد لىّ مخزناً لمثل هذه الأمور؟"
قال :"اعتقد ذلك , لكن فى حالة واحدة"
"أن تسمحى لىّ أن أشترى لك بعض الثياب الجديدة"
قالت معترضة:"آه, فيليب . لا ستطيع,ذلك لا يبدو عملاً مناسباً"
"و لِما لا ؟ ففى النهاية لقد أفسدت ثياب البارحة بمساعدتك لـ نيكوس . و أشعر بالمسئولية بسبب ذلك , كما و انك ستحتاجين لفساتين سهرة لليلة افتتاح الفندق بعد أسبوعين , و لا أستطيع أن أسمح لمصورتى الرسمية أن تظهر و هى مرتدية الجينز و قميص عادى أمام كل تلك الجميلات , هل أفعل؟"
بدا عليها التفكير و قالت:"أعتقد أنك محق بذلك"
"هيا تمتعى بذلك . أحب حقاً أن أشترى لك بعض الثياب الفاخرة"
قالت أخيراً:"حسناً, و لكن ستخصم ثمنها من أتعابى"
بعد مرور ساعتين جلسا قرب طاولة فى بلاتيا أرسطو لويس لتناول غداء متأخر و هما يحملان الكثير من الرزم و الأكياس . كان الجو حاراً و رطباً و البحر يعكس ألواناً حمراء و زهرية اللون مع لونه الأزرق.
قال فيليب:"هل تمتعت بوقتك؟"
اعترفت قائلة :"كان ذلك رائعاً . و لقد أعجبنى كثيراً الثوب الذهبى اللون. لكن علىّ أن أعمل لمئة سنة قادمة لأتمكن من دفع ثمنه"
ظهر المرح فى عينيه و هو يقول:"أفضل فكرة أن تبقى بربى مئة سنة خاصة إذا كنت ستصدرين علىّ الأوامر كل دقيقة . و الآن دعينى أنظر بلمحة سريعة على تلك الأوراق المالية و بعدها سنطلب الغداء "
أخذت كايت تشرب المياه المعدنية و تراقب المارة عندما سمعت شهقة كبيرة سألت :"ما الأمر؟"
كان فيليب يحدق فى مجلة مطوية لكنه رفع رأسه و هو يقول :"مم؟ آهـ آسف . أنها صورة لمساعد لىّ فى الأعمال , هريستوس هيونيدس . أنه الشريك الأكبر لفندق أريدان . يبدو أنه يعانى من أزمة قلبية "
رأت كايت اهتمام فيليب فقالت:"آه, أنا آسفة . تبدو و كأنك صدمت . هل كان صديقاً مقرباً لك؟"
أجاب ببطء:" لا, لكن فأجانى الأمر . هريستوس ليس عجوزاً , أنه فى الخامسة و الأربعين فقط و لقد كان يبدو بصحة جيدة فى آخر الأمر رأيته. و بالطبع ما حصل له لن يفيد أعماله أبداً . هذا الأمر يجعل المستثمرين خائفين و يطالبون بأموالهم عندما يصاب بمرض ما شخص مهم مثله فى العمل"
سألت كايت :"هل يؤثر ذلك على عملك؟ أقصد قرض الفندق أو شئ كهذا؟"
أجاب فيليب :"لا, على الأقل ليس إذا توفى هريستوس و ورثته يريدون أنها الرهن. لكن هذا لن يحدث . لا , أنه فقط يذكرنى بأننى سأموت أيضاً, على ما أعتقد , لا تهتمى لما أقوله . و الآن ماذا ترغبين أن نأكل؟"
تناولا الثمار البحرية مع الخس الأخضر و الليمون و نوع من الصلصة و السلطة معاً.و بعد ذلك شربا القهموة مع الحلوى بالشوكولا . أما كايت فطلبت فطيرة بالسمسم.
ابتسمت و هى تفكر كم يبدو الأمر مربكاً . فيليب سيتزوج من آخرى , وهى ليست متأكدة أن كان يحبها حقاً . و مع ذلك فهى تشعر بأنها سعيدة كما لم تشعر يوماً بحياتها . نظرت إليه فرأته ينظر إليها بنعومة , لمس يدها و قال :"لا تقلقى , سنجد حلاً لمشاكلنا بطريقة ما . أن كنت انتبهت , سنذهب لرؤية نيكوس . و بعد ذلك سأذهب لرؤية محامى لعدة دقائق و سنعود لـ أيوس ديمتريوس."
فى المستشفى وجدا نيكوس ضعيفاً و لكن بحالة أفضل مما كان و قد وضعت يده فى رباط خاص .
و كانت آنا تجلس على كرسى قرب سريره , و تستمع إلى الموسيقى. عندما لمحتهما استقبلتهما بحرارة كبيرة و أقفلت الراديو . ظهر الفرح على وجهها و ضمت كايت بقوة .
قالت بحرارة :"شكراً لك, شكراً لك , أخبرنى نيكوس عما فعلته آنسة , لقد أنقذت حياته. نحن جميعاً نشكرك كثيراً , أمى و أبى و أنا . يجب أن تأتى لزيارتنا على الغداء فى أيوس ديمتريوس , أليس كذلك؟"
قالت كايت و هى تبتسم :"شكراً لك , آنا . يشرفنى ذلك"
أجبر نيكوس نفسه على الجلوس ليشكرها بصوت ضعيف , لكن عندما رأت المجهود الذى بذله كم أرهقه نظرت إلى فيليب فاعتذرا و غادرا بسرعة.
ـــ
كان الوقت متأخراً عندما و صلا أخيراً إلى المنزل . على الطريق , اقترح فيليب أن يزورا كهوف باترلونا و أمضيا ساعة رائعة يتجولان فى تلك الكهوف. حيث كان الناس يعيشون هناك فى العصور الجليدية . بعد ذلك و عندما أصبحا على الشرفة خارجاً وضع فيليب يده على كنفها .
قال :"هل تمتعت بذلك؟"
قالت بحماس:"آهـ, نعم . أحب أن آنى إلى هنا مرة آخرى و التقط صوراً لهذا المكان الرائع . الأشكال هنا رائعة, غامضة و غريبة . كذلك أحببت المعرض أيضاً الأدوات المصنوعة من العظام و بقايا الحيوانات و تلك البقايا للسكان و هو يحاولن حماية أطفالهم , أعتقد أنك رأيته عدداً من المرات , لكنه حقاً شئ خاص جداً"
اعترف فيليب :"فى الواقع لم آت إلى هنا أيداً من قبل "
"حقاً؟ و لِما لم تفعل؟"
قال و كأنه يتحدث مع نفسه :"أعتقد أننى كنت دائماً مشغولاً بالعمل , كما أنه لم يكن هناك أحد أرغب بالقيام معه بأشياء خاصة. و ليس هناك شخص خاص بحياتى"
ابتسمت له ابتسامة صغيرة. كلماته تؤثر بها و تجعلها تنسى وجود أرين . كان المنظر من أمام الكهوف يحبس الأنفاس و التلال المحيطة المشعة و التى تعكس أنوارها على البحر كانت لا تزال يده حول كتفيها , رغبت فى أن تقترب منه أكثر, لكن بذلت جهداً لتبتعد و تقول:"من الأفضل أن نذهب, سيحل الظلام قريباً."
نظر إليها مستغرباً , لكنه تبعها إلى السيارة من دون أن يجيب . لكن كان من الواضح أنه لا يرغب فى العودة سريعاً , لأنه عندما وصل إلى المنعطف الأخير قبل الغروب أوقف السيارة فى مكان مطل على أيوس ديمتريوس .
قال بجدية:"هناك شئ أريدك أن تريه, هل ستأتين؟"
ترجلت كايت من السيارة و سارت معه إلى التلة . كان الهواء منعشاً مليئاً برائحة الزهور البرية و كانت المناظر تحتهما رائعة الجمال . مع المبانى البيضاء للفندق التى تلمع أمام البحر الأزرق , وقف فيليب لفترة طويلة يشبع عينيه من المنظر , ورأت كيف ارتاح وجهه و غادره التوتر و هو يتنفس بعمق . أخيراً, و من دون أن يدير رأسه , مد يده السمراء و أمسك بيدها بقوة, شعرت بقلقه فاقتربت منه و قالت:"ما الأمر؟"
قال بصوت أجش :"آهـ كاترينا, كيف يمكننى أن أخبرك بما أشعر به؟ عندما كنت فقيراً أرعى الماعز هنا و بدون حذاء و ليس لدى ما يكفى من الطعام . كنت أتسلق هذه التلة و أجلس هنا و أنظر إلى القرية . كنت أقسم دائماً و أنا مغمض العينين متمنياً بقوة أن تتحقق أحلامى. و هذا كان حلمى و قسمى أيضاً (فى يوم ما سأتمكن من تلخيص ايوس ديمتريوس من الفقر و بيدى الاثنتين . سأبنى فندقاً ضخماً فى أسفل التلة , تماماً فى المكان الذى ترينه فيه الآن , و ان لا أحد من سكان قريتى سيجوع بعد اليوم,سيحصل على أعمال و منازل لائقة و طبيب عندما يمرضون و على مدرسة لأطفالهم . ذلك كان حلمى"
كان صوته مليئاً بالألم فحدقت به كاترينا متعجبة. قالت تذكره :"لكنك فعلت ذلك, يجب أن تكون فخوراً بنفسك . فقد فعلت كل ما وعدت به . بعد أسبوعين سيتم افتتاح الفندق و يصبح حلمك حقيقة"
تنهد فيليب و شد بقوة أكثر على يدها .
قال :"نعم , لكن الأحلام تستحق أن تجد من يشارك بها, تعلمين كاترينا, لمدة طويلة كنت سعيداً بنفسى . وكل عام كان حسابى المصرفى يزداد و كنت أعمل لساعات و ساعات أكثر , و بالطبع , كنت أقول لنفسى أنه فى أحد الأيام سأتزوج و أتمتع بكل ما حققته . لكننى لم أدرك كم كانت حياتى فارغة حتى أصبت بهزة أرضية"
قالت :"هزة أرضية"
قال و هو يبتسم:"نعم, فقد منذ عدة أيام , و مازالت أعانى من تأثير تلك الصدمة , آهـ , ليس السبب تلك الهزة فى الأرض . فتلك كانت حادثة بسيطة. بل ذلك الاضطراب فى قلبى عندما التقيت بفتاة استرالية ذات عينين ساحرتين فى الجبل . فتاة قلبت كل أفكارى السابقة و كل آرائى حول نفسى رأساً على عقب "
همست:"ما....ماذا تقصد؟"
قال بنعومة :"ببساطة لقد حلمت بالأشياء الخاطئة . آهـ , أعلم أن الفندق حلم جيد لو أن لدى شخص أشاركه به, لكنه ليس حلماً جيداً كالشخصين اللذين رأيتهما منك البارحة"
قالت :"لم أفهم ما تعنى!"
" أتكلم عن الصور التى عرضتها علىّ البارحة . صورة الزوجان اللذان يواجهان طريقاً وعرة و لكن لا يهتمان لأنهما معاً . و الأم الشابة التى تعلم أن الحب أهم من المال . أمضيت سنوات لأحلم أحلاماً خاطئة , و لا عجب أنك ترين أننى أنانى مغرور."
قالت بحرارة :"أنا لا أراك هكذا"
"إذاً قولى لىّ بصدق ماذا تشعرين نحوى؟"
شعرت كايت بغصة فى صدرها و هى تفكر كيف عمل فيليب على مساعدتها و التحقيق عنها بعد الهزة الأرضية و كم شعر بالخوف عندما أعتقد أنها هى المصابة بالسهم و الحماس الذى تشعر به عندما تكون بقربه . بعدها فعلت شيئاً أدهشهما معاً . اقتربت منه و أمسكت بوجهه و قبلته و هى تقول :
"أحبك , لكن كلانا يعلم أن حبنا مستحيل و لا أمل له"
قال بقوة :"لا شئ مستحيل و بدون أمل, إذا كنت تريدين ذلك بقوة فستحصلين على كل ما تريدينه فى هذا العالم . أى شئ تريدينه كاترينا "




التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 21-02-17 الساعة 01:35 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس